تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جامعات عربية تقول لطلبتها: نعم للتخلف لا للتقدم...الويل لكل طالب مبدع



من هناك
01-09-2007, 12:45 AM
أيهما أفضل، أن تحصل على شهادة الدكتوراه في الترجمة من جامعة عربية أم من جامعة أجنبية؟

المثير في الأمر أن مهما تفوق الطالب في دراسته ومهما عظم شأنه ومهما أثبت أنه علاَّمة وأنه لا يشق له غبار بل وأن عبقريته لا تقل عن عبقرية شكسبير فإنه إن عُيِّن في إحدى الجامعات الرسمية في بلدي فسيتم تعيينه بمنصب محاضر متفرغ لمدة ثلاث سنوات وبعدها يتم ترقيته إلى أستاذ مساعد! في حين أنك لو كنت من الحاصلين على شهادة الدكتوراه من بريطانيا أو أمريكا تحديدا فإنك تحصل تلقائيا على مرتبة أستاذ مساعد حتى ولو لم تكتب بحثا واحدا بعد حصولك على شهادة الدكتوراه.

قد يقول أحدهم أن لهذا التقليد المتبع ما يبرره، لكنني سأقول قطعا لا!! لماذا؟؟؟ لأن هذه القاعدة لا تنطبق فحسب على الحاصلين على الشهادات العلمية والانجليزية أو اللغات أو غير ذلك. بل تنطبق هذه القاعدة البلهاء أيضا على من حصل على درجة الدكتوراه باللغة العربية!! أي أنك لو حصلت على الدكتوراه من جامعة الأزهر مثلا فإنك ستكون في مرتبة أدنى ممن يحصل على شهادة الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة بريطانية أو أمريكية.

أسوء من ذلك. لو حصل أحدهم على درجة الدكتوراه من الجامعة الرسمية نفسها فإنه سيخضع لنفس المعايير وبالتالي ستكون مرتبته أقل من مرتبة من يحصل على الشهادة من مكان آخر من العالم,

بل أسوء من ذلك. لنفرض أنك حصلت على شهادة الماجستير بامتياز وحصلت على جوائز ودروع وغير ذلك ولنفرض أن بيل جيتس نفسه اعترف بفضلك على برامجه الحاسوبية أو أن شكسبير دبت الروح في جسده من جديد فأخذ يلطم خديه حتى أدماهما لأنه لم يتعرف عليك قبل أن يكتب مسرحية هاملت...حتى لو حدث ذلك فلن يُسمَح لك بمجرد تكحيل عينك بطلب التعيين أو الابتعاث وفي حال قام الموظف بتسليمك الطلب تجاوزا فسوف يتلقى إنذارا وظيفيا....

إذا ما كنت تعيس الحظ مثلي وكان معدل علاماتك في الثانوية العامة أقل من 75% ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وفقط للعلم، فقد أخبروني وقتها أنني إذا أردت تقديم الطلب فعلي أن أهذب إلى وزارة التربية والتعليم أولا وألتحق بالثانوية العامة من جديد وأحصل على معدل عال يؤهلني للدخول إلى الجامعة (تصوروا هنا أن أكتب في سيرتي الذاتية: 1999 ماجستير ، 2007 الثانوية العامة!!!!!!)

بل أسوء من ذلك. في إحدى الجامعات طلب منا الحضور إلى المقابلة ولم يكن هنالك اهتمام كبير بعلامة الثانوية اللعينة التي أصبحت شبحا يطاردني أينما ذهبت بل كان هنالك اهتمام بالمقابلة الشخصية وكان موقع المقابلة في الجنوب....

دعوني أحدثكم ما حصل بالتفصيل:
توجهت إلى موقف الباصات في أقصى المدينة بعد صلاة الفجر مباشرة والتقيت بزميلي الذي تواعدت معه وكانت هنالك أزمة فكافة الحالمين من أمثالي كانوا ينتظرون الباص،،، لكن الباصات المخصصة للذهاب إلى الجنوب لم تأت فرجونا الشرطي أن يحول لنا باصا آخر من خط آخر فامتثل لأمرنا مشكورا....

داخل الباص كنت أرى نظرات الأمل والضحك والسعادة وهي تغمر كافة حملة الماجستير في الباص. كان بعضهم يحمل آلة حاسبة وغيره مسطرة كبيرة (من كافة التخصصات كالمحاسبة والعلوم وغيرها) أما أنا وزميلي فكنا نتدارس معا كتاب Discourse and the Translator لعل سؤالا يأتي منه. ووصلنا المقابلة ليسألوننا في الامتحان التحريري: "من هو أول عربي حكم بيزنطة في القرن المابعرف إيش!" (ما بعرف إيش = I don’t know)

خابت الآمال وعدنا مرهقين إلى بيوتنا ووصلنا الساعة التاسعة ليلا والحمد لله.......

بل اسوء من ذلك بكثير. تقدمت ذات مرة إلى امتحان تحريري للقبول في إحدى الجامعات في وظيفة تتصل بالامتحانات وكان ذلك عام 2000. وكان من الحظ الغريب العجيب أن تكون المراقبة والممتحنة إنما هي من زميلاتي من الدفعة السابقة، وكانت الأسئلة في الورقة عجيبة غريبة، وأدرج لكم مثالا توضيحيا:


He might …………….today.
a. come b. comes c. coming d. came


وكأن الممتحن يسخر مني ويقول بأن مستوى شهادتي لا يتعدى ذلك.

بل أسو من ذلك، كان علي أن أملأ الفراغ بحرف الجر. وعبثا حاولت أن أقنع الممتحنة الزميلة أن الفعل لا يأخذ حرف جر فأصرت على موقفها وبعد نهاية الامتحان قالت لي أن حرف الجر هو to فقلت لها أن to هنا حرف مصدري أو ما يقال له في الانجليزية infinitival particle وليس حرف جر؟؟؟؟

لكنني لا ألومها لقد كانت جيدة التعامل معي وتبين لي لاحقا أن غيرها من وضع الأسئلة وأنها ما كان عليها سوى الالتزام بالتعليمات. على فكرة، قُبِلت في الوظيفة لكنني رفضت.


فهل تستغربون مني أن أعنون هذه المقالة بعنوان: " جامعات عربية تقول لطلبتها: نعم للتخلف لا للتقدم...الويل لكل طالب مبدع"!!!!!!!!!!!!

من قلب بغداد
01-09-2007, 12:21 PM
خطية و الله :) .. !

مؤسف تدني الحال الى هذه الدرجة .. !
اصبحنا نستورد كل شيء .. !
لم اكن اشك ان لدينا .. من يقتل الإبداع .. للإسف
الدافع لـ نموه هو ذاته يقتله .. !!