تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التقوى في حوار مع المفتي العام لمسلمي القسم الآسيوي من روسيا



من هناك
01-07-2007, 01:20 AM
التقوى في حوار مع المفتي العام لمسلمي القسم الآسيوي من روسيا

حاوره: الشيخ عماد قنواتي


الصراحة، والصدق، والعمل الدؤوب، والهمة العالية، وصدق النية مع الله تعالى هي أبرز السمات الرئيسة التي تترجم شخصية ضيفنا في هذا الحوار 'سماحة مفتي القسم الآسيوي من روسيا الشيخ نفيع الله عشيروف'- حفظه الله تعالى- الذي استعرض لـ'مجلة التقوى' أوضاع المسلمين في تلك البلاد وما يعانونه من افتقار وحاجة للعلماء والأئمة والخطباء ليقوموا بدورهم بالإرشاد والتوجيه لأبناء المسلمين الذين لا يعرف معظمهم من دينه إلا القليل اليسير.. كذلك حاجتهم إلى الكتب الدينية باللغة الروسية ليتعرفوا من خلالها على ما خبت عليه الظروف من أساسيات أمور دينهم.


http://www.attakwa.net/152/pics/7war111.jpg
وكانت صرخة 'سماحة المفتي' قوية تعكس الحاجة لدى مسلمي هذا القسم من روسيا إلى إخوانهم المسلمين في كل أصقاع الأرض ليكونوا عونًا لهم، وسندًا قويًا يقف في وجه كل من يحاول أن يتآمر على أبناء المسلمين في تلك البلاد.
وفيما يلي نستعرض المزيد من آراء سماحة المفتي عشيروف:
التقوى: منذ فترة خواننا في روسيا يقومون بمناسبات عده عزيزة على قلوب المؤمنين فهل يمكن لكم ان تحدثونا عن هذه المناسبات التي يحتفل بها المسلمون عندكم؟
الشيخ نفيع الله: هذا الاحتفال ياتي متزامنا مع عدة مناسبات
أولا: بمناسبة مئة عام على تأسيس جامع توبولسك (سيبيريا ـ شرقي روسيا الاسيوية) حيث كانت تقع الدولة الاسلامية القديمة التي كانت تسمى (خانية سيبيريا)
ثانيا: ألف عام على تأسيس مدينة قازان (عاصمة جمهورية تتارستان ـ وسط روسيا) وهي المدينة التي اشتهرت بطباعتها للقرآن الكريم والكتب الاسلامية باللغة العربية.
ثالثا: الف وأربعمئة عام على دخول الاسلام الى روسيا (القوقاز ـ غربي روسيا).
ولا يغيب عن بالنا ان العلم الروسي الحالي بالوانه الثلاثة (الابيض والازرق والاحمر) يرمز الى هذه الاجزاء الثلاثة التي تتكون منها روسيا حاليا: أعتقد أنها تمثل؟
اللون الابيض: يرمز الى الطهر الاسلامي في شرقي روسيا حيث الدين الاسلامي هو اول دين سماوي في تلك البقاع خصوصا وروسيا عموما
اللون الازرق: يرمز الى الطهر الاسلامي على نهر الفولغا اطول نهر في اوروبا والذي كان الى فترة قريبة نهر اسلامي باكمله (ويقع في وسط روسيا).
اللون الاحمر: لون الثورة والعنفوان التي انطلقت شرارتها ولا تزال من القوقاز.
التقوى: كم يبلغ عدد المسلمين في روسيا حاليا؟
الشيخ نفيع الله: عدد المسلمين في روسيا الاتحادية حاليا يبلغ 52 مليون نسمة ومنهم طبعا مختلف القوميات. وغالبية المسلمين يقطنون في جمهوريات اسلامية مثل: تتارستان، بشكيرستان، داغستان، أنغوشيا، والشيشان...
أما في باقي المناطق فالمسلمون يمثلون 71% في كل مكان تقريبا. فمثلا في موسكو فقط يقطن مليون ونصف مليون مسلم والعاصمة موسكو تعتبر أكبر تجمع للمسلمين في عاصمة لا تعتبر من عواصم العالم الاسلامي بعد.
التقوى: ما هي قوميات المسلمين؟
الشيخ نفيع الله: المسلمون ينتمون الى أعراق مختلفة منهم التتار، أغلبية طبعا، ومنهم أذربيجان، داغستان، الشيشان، وأنغوش... وقوميات أخرى اسلامية.
التقوى: هل تخبرنا عن عمل مركز التنسيق الاعلى لمسلمي روسيا الذي ترأسونه حاليا؟
الشيخ نفيع الله: طبعا مركز التنسيق الاعلى أسس بعدما انفتحت البلاد للحرية والديمقراطية بعد سقوط الشيوعية، وأول ما قمنا به هو اعادة المساجد القديمة التي كانت مستغلة من قبل الدولة الشيوعية الملحدة والتي كانت فيها ملاه ومراقص، حتى كانت هناك مساجد تستعمل كمصنع لانتاج الخمور ومستودعات للخمور. وقمنا والحمد لله باعادة الطهر اليها وصيانتها وبافتتاح بعض المراكز الدراسية المتواضعة فيها حيث أصبحنا ندرب الائمّه والخطباء للمهام التربوية.
وبتوفيق من الله أيضا قمنا ببناء بعض المساجد الجديدة بمساعدة الأخوة من بلاد عربية، ومنها المملكة العربية السعودية، ودار البر الخيرية من الامارات العربية المتحدة، ومن الكويت، وقطر وغيرها.
ولاهمية الكتاب الاسلامي في رفع المستوى الديني ومساعدة المسجد في رسالته، ترجمنا الى اللغة الروسية وطبعنا بعض الكتب، بمساعدة الجمعيات الاسلاميه كذلك من عدة دول اسلامية. ونشرنا هذه الكتب في مكتبات المساجد وقمنا ببناء بعض المساجد في أنحاء مختلفة من روسيا الفدرالية.
التقوى: هل لديكم خطة عمل للمرحلة الآتية، كمرحلة ثانية بعد استعادتكم للمقدسات الاسلامية؟
الشيخ نفيع الله: طبعا أهم شيء هو اعداد الائمة والخطباء المؤهلين لادارة هذه المساجد، بالرغم من ان اي زائر الى روسيا يلاحظ أن عدد المساجد غير كاف لجميع المسلمين لان عددهم أكثر بكثير مما تستوعب تلك المساجد. ومع ذلك فنحن نعاني من مشكلة عدم استطاعتنا أن نرسل اماما لكل مسجد من تلك المساجد لاننا لا نملك كوادر كافية، لأنه خلال سبعين سنة من الشيوعية هدمت ليس المساجد فقط بل هدمت العلوم الاسلامية كلها وأحرقت الكتب. وخلال هذه السنوات نشأت عدة أجيال لا يعرفون عن الاسلام سوى ان لديهم الالقاب والاسماء الاسلامية، ولهذا شيء مهم جدا تعليم الكوادر وتحضير العلماء من جديد، للنهوض بالواقع.
التقوى: هل يمكن القول أن أكثر ألمعوقات ألتي تعترضكم هي تأسيس جيل مسلم ملتزم؟
الشيخ نفيع الله: نعم، لأن اليوم مثلا نحن نقول أن 52 مليون مسلم روسي يعيشون في روسيا، ولكن 52 مليون مسلم أكثريتهم بالاسم وباللقب فقط مسلمين أو يعرفون أنهم مسلمون ولكن لا يعرفون شيئا عن دينهم، وأيضا نشوء الكوادر الاسلامية في البدايات فقط، اذا عرف المسلم مثلا بعض السور القرآنيّة أو عرف أحكام الصلاة والوضوء نحن ممكن (في غياب العلماء) ان ننصبه اماما أو مؤذنا في ألمساجد، هذا مستواه ولهذا نحن نحتاج الى تدريب الكوادر وتحضيرها.
الائمة والخطباء الحقيقيون يستطيعون ان يعلموا عمق الدين وأن يوصلوا الى قلوب الناس هذا الدين الحنيف.http://www.attakwa.net/152/pics/7war222.jpg
ولا يغيب عن بالكم ان المسلمين في روسيا يختلفون عن المسلمين في اوروبا، انهم سكان البلاد الاصليين لذلك فالواجب كبير على المسلمين في العالم لمساعدتهم والنهوض بواقعهم، في حين ان المسلمين في اوروبا اغلبهم من العرب الذين يجيدون اللغة العربية ويتعاملون مع تعاليم الدين الاسلامي بسهولة أكبر ...
التقوى: وجهتم نداءً (عبر مجلة التقوى) منذ سنوات، ذكرتم فيه أنكم في حاجه ماسة الى الكتب هل تم الاستجابة لهذا النداء برأيكم؟ وبشكل كاف؟
الشيخ نفيع الله: ان شاء الله سيأتي اليوم الذي يسمع فيه ندائي في كل انحاء العالم الاسلامي ليس في لبنان فقط بل في كل البلاد العربية التي تستطيع وفي قدرتها أن تساعد المسلمين في روسيا، والآن أنا سررت كثيرا جدا خلال زيارتي الاخيرة للبنان وسيسر كل المؤمنين ايضا في روسيا لأن بعض الاخوة المخلصين في لبنان قاموا بترجمة كتاب تعريف عام بدين الاسلام الى اللغه الروسية وطبعوه بأنفسهم ويريدون أن يوصلوا الى روسيا هذا العدد، ان شاء الله، تماما كما طبعت الكتب الاسلامية من قبل جمعية الابراهيم الخيرية وترجمت أمهات الكتب، ومراجع الكتب الاسلامية مثل:
صحيح البخاري، ومعاني القرآن الكريم، ورياض الصالحين وشخصية المسلم... وكتب كبيرة.
ولكن أكثر ما نحتاج اليه اليوم هو الكتيبات الصغيرة لتوعية المسلمين ولتعليم الصلاة، الوضوء، لننشر الكتاب الاسلامي للعبادة لتفهيمها الى كل العائلات الاسلامية في روسيا طبعا هذا يتطلب جهدا كبيرا ومساهمة مستمرة وتعاون دؤوب مع جميع المسلمين من بلاد مختلفة.
التقوى: يوجد الكثير من الأماكن التي تلحق بالمساجد وهي مخصصة للتعزية، وأئمة المساجد تقوم بطباعة أجزاء من القرآن الكريم وتوزيعها عن روح الميت وكما لمسنا في الندوة التي قمتم بها جزاكم الله خيرا أن هذه الأجزاء لم نعد بحاجة اليها في بلادنا وأصبح هناك الكثير منها، وسأحاول عبر مجلة (التقوى) أن أوصل صوتكم الى هؤلاء الأئمة المشرفين على هذه المساجد، واذكرهم بالحكمة في العمل للاسلام التي تقتضي أن لا يطبعوا في اللغة العربية وأن يهتموا بالطباعة باللغة الروسية (التي كما أخبرتنا فضيلتكم) يوجد نقص كبير في الكتب الاسلامية بهذه اللغة. وسماحتكم ذكرتم أن المبشرين يوزعون كتبهم على أبواب المساجد وهذا شيء خطير، لأن اهمالنا يقابله عمل دؤوب من الديانات الاخرى الاستغلالية:.
الشيخ نفيع الله: في الحقيقه نحن علينا أن ننفق كثيرا في نشر الدعوة الاسلامية حتى نستطيع أن نستفيد من الامكانيات الواسعة جدا التي تمنحنا اياها القوانين الروسية اليوم لصالح نشر الدعوه الاسلامية الحرة. هذة الحرية استفاد منها المسيحيون فقط، لأنهم يوميا يأتون بشاحنات الى وسط المدن الاسلامية العريقة ويوزعون الكتب للأطفال، أو يذهبون بحقائب من هذه الكتب ويعطونها الى روضه الأطفال وكما انهم يدعون الشباب ايضا حيث يأتون الى الملاعب الرياضيه ويوزعون الكتب التي هي جميلة وميسرة للقراءة، وفي كل مكان هم يبشرون بدينهم، وباختصار هم أغرقوا روسيا بهذه الكتب المسيحية، بينما نحن لا نستطيع أن ننشر منشورات لضعف الامكانيات المادية، الا أننا نأتي بكتابات متواضعة جدا والتي لا تقرأ.
التقوى: ذكرتم أن هناك حاجة ماسة لطباعة الكتاب ولكن كما نعلم أن الصحافة المرئية والمحكية كالتلفاز أصبح يجذب أكثر من الكتاب. ما هو برأيكم الأفضل للحفاظ على الدين الاسلامي في روسيا، أليس الأفضل الاشتراك في التلفاز وتنشيط الدعوة الاسلامية المسموعة والمرئية ؟
الشيخ نفيع الله: طبعا هو أفضل.. ولكن نحن نتكلم للآسف عما هو ممكن على الأقل، لا نتكلم عن امور يصعب الوصول اليها بالمدى المنظور كان عندنا برنامج تلفزيوني على القناة الرئيسية الروسية وقناة الثقافة الذي يبث الى روسيا كلها، وكان هذا البرنامج موثقاً عن الاسلام وكان فيه كل صور القرآن ولكن فقدنا هذا البرنامج لعدم التمويل وتحضير البرنامج رغم أن الوقت قد أعطي مجانا،لقد استمرينا سنتين ولكنه أرهقنا ماديا وتخلينا عنه.
التقوى: هل من كلمة اخيرة تودون قولها؟
الشيخ نفيع الله: اتمنى ان يظل المسلمون في لبنان على تواصل وتعاون دائم مع اخوانهم في روسيا من اجل رفدهم بوسائل الدعوة التي يمكن لهم من خلالها ان يحافظوا على هويتهم الاسلامية.