تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نص الكتاب الذى قدمه حزب التحرير الى الرئيس صدام حسين



ابو شجاع
01-06-2007, 01:39 PM
هذا نص الكتاب الذى قدمه حزب التحرير الى الرئيس صدام حسين



بسم الله الرحمن الرحيم


من حزب التحرير الى الرئيس صدام حسين

سلام على من اتبع الهدى ,
ان حزب التحرير الذى وقف نفسه على العمل لاستئناف الحياة الاسلامية وحمل الدعوة الاسلامية , وباقامة الخلافة , لتطبيق حكم الله في الارض , وتحرير هذه الامة من سيطرة الدول الكافرة ومن انظمة الكفر التي تطبق على المسلمين , حتى تعدو هذه الامة الاسلامية الى حمل رسالة الاسلام الى العالم ليصبح هوالمتحكم في الارض , وحتى ترتفع راية لا اله الا الله محمد رسول الله مرفرفة على الدنيا باجمعها . ولتقوم دولة الخلافة بانتزاع المبادرة من امريكا وروسيا كما انتزعت زمام المبادرة من الفرس والروم ايام الصحابة الكرام , حتى تصبح هي الدولة الاولى في العالم .

ان حزب التحرير هذا ـ وهو يعتبر نفسه مسؤولا عن الاسلام والمسلمين , ويعتبر ان اى اذى او اى تعد يقع على المسلمين من اى مكان من الارض انما يقع عليه , ويحس به احساسا عميقا ـ يرى من واجبه ـ بعد الضربة المجرمة التي حطمت بها اسرائيل المفاعل النووى في العراق ـ ان يوجه هذا الكتاب اليكم بالرغم من التناقض التام بين الحزب وبينكم في كل شيء , فحزب التحرير تبنى الاسلام , ويعمل لاعادة حكم الله الى الارض , وانتم تتبنون القومية والاشتراكية , وتعملون للحيلولة دون رجوع حكم الله الى الارض , والقومية رابطة عصبية وكفر . والاشتراكية نظام كفر ولا علاقة لها بعروبة ولا باسلام , كما ان الحزب يتناقض معكم في تحريمه التبعية او الارتباط باية دولة من دول الكفر , بينما انتم تربطون انفسكم ببريطانيا وتحاربون معركة الخليج ضد امريكا في ايران نيابة عنها .فبالرغم من كل ذلك التناقض وجه اليكم هذا الكتاب . لان اللطمة كانت شديدة , ولم يقتصر اثر الصفعة فيها عليكم وحدكم وعلى حكمكم ,‎بل ان اثرها قد تعداكم الى جميع المسلمين , ولم تكن مجرد تحد لشخصكم وحكمكم , بل كانت تحديا لجميع المسلمين . والصفعة الشديدة يكون اثرها في النفس شديدا , ومما يزيد في شدتها انها لم تكن تحديا من اسود لاسود , ولا من ابطال صناديد لابطال صناديد , ولا من اعزاء لاعزاء , وانما كانت تحديا من كلاب لاسود ومن انذال جبناء لصناديد شجعان , ومن اذلاء لاعزاء .

واليهود ابد الدهر كانوا اذلاء يسامون الخسف والذل والهوان حيثما حلوا وفي اى مكان وجدوا , لانهم قوم فطروا على الخسة واللؤم , وعلى الغدر والخيانه , وعلى الكذب والخداع‎, وعلى الجبن والنفاق , وعلى البخل والجشع والاستغلال , وعلى الغطرسة والاستعلاء , مما جعلهم موضع الكراهية من الدنيا كلها وحدا بالامم والشعوب لضربهم واذلالهم , وقد سلط الله عليهم امم الارض ليذيقوهم امر العذاب ( واذ تأذن ربك ليبعثن عليهم الى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ) وليذلوهم ( ضربت عليهم الذلة اينما ثقفوا الا بحبل من الله وحبل من الناس , وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله ويقتلون الانبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ) , ولذلك لم تقم لهم قائمة في الارض مع انهم اهل الكتاب الاول الا سبعين سنة كانت لهم فيها دولة ايام داود وسليمان , ثم سلط الله عليهم من شتتهم في الارض , ولا زالوا مشتتين , وما دولتهم اسرائيل هذه التي اقاموها بحبل من الناس الا مقدمة لضربهم الضربةالقاصمة على ايدى المؤمنين , والضربة التي لن تقوم لهم بعدها قائمة , كما ورد ذلك في الاحاديث الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال " يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبيء اليهودى من وراء الحجر والشجر , فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبدالله هذا يهودى خلفي فتعال فاقتله الا الغرقد فانه من شجر اليهود" لذلك فاننا نثق بوعد الله ونثق باننا سنقتلهم وسنبيدهم باذن الله تعالى ,وبالرغم مما وصلت اليه بهم الغطرسة والعنجهية , والاستعلاء والاستهانه بالمسلمين حتى قام بيغن بفعلته هذه المجرمة الاثمة التي فيها استهانه واستخفاف بجميع المسلمين وتحد لجميع الاعراف الموجودة في الدنيا .ومما يزيد من وقع الصفعة علينا ان حكامنا بخياناتهم وتامرهم كانوا هم العامل الاساسي الذى اوجد اسرائيل ومكنها واوصلها الى ما وصلت اليه . وكم انتابتنا الدهشة والاستغراب والالم الممض عندما اعلنت اسرائيل متبجحة ومتحدية عن قيامها بتدمير المفاعل النووى في بغداد وتساءلنا مندهشين اين كانت الرادارات الاردنية والرادارات السعودية عندما اخترقت الطائرات الاسرائيلية اجواءهما ? ولماذا لم تخبر هذه الرادارات بغداد بتوجه هذه الطائرات الاسرائيلية حرمه اجوائهما ? لا شك في ان ذلك يضع السعودية والاردن موضع الاتهام . وليت الامر اقتصر على السعودية والاردن , بل الامر الاشد والادهى هو موقفكم في بغداد منذ دخلت هذه الطائرات الاسرائيلية الاجواء العراقية الى ان وصلت بغداد , والقت بحممها على المفاعل الننوى وحطمته دن ان تلقطها راداراتكم ودون ان تتصدى لها طائراتكم ومقاوماتكم الارضية فاين كانت هذه الرادارات? واين كانت مقاوماتكم وطائراتكم , وانتم في حرب فعلية مع ايران وفي حالة حرب مع اسرائيل , وقد ضربت بغداد عدة مرات من قبل الطائرات الايرانية كما ضرب المفاعل النووى في بغداد في السنة الماضية من الطائرات الايرانية والطائرات الاسرائيلية كما اعلنتم ,وانتم تعلمون ان اسرائيل قد حطمت لكم في فرنسا المفاعل النووى الذى كان معدا للتصدير الى بغداد , وانها قد قتلت خبير الذرة المصرى الذى كان يعمل في بغداد , كما تعلمون ان اسرائيل قد هددت على لسان بيغن وغيره من زعمائها بانها ستدمر المفاعل النووى العراقي , وبانها لن تمكن احدا في المنطقة من صناعة القنبلة الذرية . فاين انتم من كل ذلك ? وكيف تمكنت الطائرات الاسرائيلية من ان تدمر المفاعل النووى تدميرا تاما دون ان تتصدى لها طائراتكم ومقاوماتكم الارضية ? فعلام يدل ذلك . الا يدل على وجود خيانة ما من بعض رجالكم حين تعطلت الرادارات عن الانذار , وحين لم تتحرك المقاومات ولا الطائرات لصد الطائرات الاسرائيلية , او وجود تقصير فاضح هو صنو الخيانة اذا لم يوجد في العراق رادارات , ومقاومات لحماية المرافق الحيوية في العراق خاصة المفاعل النووى الذى هددت اسرائيل بانها لن تسمح باتمامه فاى تقصير هذا الذى حصل في بغداد وانت الحاكم فتكون انت المسؤول عن ذلك اولا واخرا . وانت المسؤول عن الرد على هذه اللطمه الشديدة , والصفعة القاسية لكم ولحكمكم وللمسلمين جميعا. فماذا اعددت للرد على هذه اللطمة ? فهل كان بيانكم الذى اصدرتموه على استحياء في اليوم التالي للعملية , بعد ان اعلنت اسرائيل عنه هو الرد ? وهل دعوتكم لاجتماع وزراء الخارجية العرب , وتقديمكم ورقة عمل تطلبون فيها ان يتخذ مجلس الامن قرارا بفرض العقوبة على اسرائيل هو الرد ? فان كان هذا هو ردكم على تحطيم اسرائيل المفاعل النووى فيا بئس هذا الرد , ويا بئس هو من رد يصدر عن حاكم لبلد مثل العراق ارض البطولة والامجاد , ويا تعس بلد يكون رد حاكمه على هذه الصورة . انك تشيع عن نفسسك انك فارس وانك تتخلق باخلاق الفرسان . فالفرسان يا صدام لا يقبلون ان يتحداهم احد ولا يصبرون على ضيم , ويردون اللطمة بلطمات , بل يحولون دون وقوع اللطمات عليهم , فاين انت من ذلك , وما علاقة ما قمت به من رد الى هذه الساعة باخلاق الفرسان .

ان اخلاق الفرسان ـ لو كنت تتحلى بها كما تشيع ـ لكانت فرضت عليك ان لا تمكن اية طائرة اسرائيلية من التحليق في سماء العراق , وان تحطم الطائرات الاسرائيلية قبل ان تتمكن هذه الطائرات من تحطيم المفاعل النووى في بغداد , وان لا تمكن اية طائرة منها من العودة الى اسرائيل سالمه . كما ان اخلاق الفرسان تحتم عليك ان تقوم بتحطيم المفاعل النووى الاسرائيلي في ديمونه فور عودة الطائرات الاسرائيليةالى اسرائيل . هذا ما كان يجب عليك ان تقوم به حتى تنتقم للعراق ولنفسك وللمسلمين .

وانه وان مرت الايام التي مضت دون ان تبادر بتحطيم المفاعل النووى الاسرائيلي فان حزب التحرير يطلب منك ان تقوم بذلك , ويقول لك ان الوقت لم يفت بعد , ويمكن ان يتلافى التقصير , وان يقام بتدمير مفاعل اسرائيل النووى بأى اسلوب يمكن من ذلك , بالطائرات او بالصواريخ , وليس الامر بمتعذر عليك , فبطولة ابناء العراق واموال النفط الذى ينتجها العراق قادرة على ان تيسر لك الوصول الى ذلك , فلا يجوز لك ان تسكت عن رد هذه اللطمة . ولو كان حزب التحرير في الحكم مكانكم لما مكن اسرائيل من القيام بهذه العملية المجرمة ولانساها وساوس الشيطان , ولما اكتفى بالاقتصار على رد اللطمات بل لعمل على استئصال اسرائيل من جذورها كما يأمر الاسلام بذلك , وان حزب التحرير ليحذرك من الاصغاء والرضوخ لنصائح امريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا بضبط النفس , وعدم الرد على اسرائيل , بحجة ان ذلك سيهدد فرص السلام , ومدعاة لتقويض الامن والاستقرار في العالم وقد يجر الى مجابهة دولية . ان هذه الدول الكافرة هي عدوة للامة الاسلامية ولك بالرغم من ربط نفسك ببريطانيا وبدخولك الحرب مع ايران نيابة عنها , فان بريطانيا هذه قد اعلنت انها ضد فرض عقوبات جماعية جبرية ضداسرائيل . فكل دول الكفر سواء في عدائها للمسلمين وفي الكيد لهم .‎

وبضرب ديمونه , وتحطيم المفاعل النووى الاسرائيلي فيها تتحطم غطرسةاسرائيل وعربدتها وعنجهيتها وبذلك ترد اللطمة بلطمة من نوعها ويكون هذا اول الطريق لمن يريد ان يجعل من نفسه فارسا .

وانت يا صدام لم تقتصر على اشاعة انك فارس ,وتتخلق باخلاق الفرسان , وانما تشيع كذلك انك تعمل لتعيد للعرب عزهم ومجدهم . وهنا يود حزب التحرير ان يقف معك وقفة يسيرة تبين لك بم عز العرب , وسما مجدهم , وعظم سلطانهم , وخفق على لمات الزمان لواؤهم . ان نظرة بسيطة الى العرب ايام جاهليتهم تبين بوضوح لا لبس فيه ان العرب كانوا شعبا جاهلا متأخرا , ليس له اية قيمة في المجال الدولي , وليس لديه اية فكرة سامية , وكان شعبا محتقرا من اهل ذلك الزمان , و كانت كيانات العرب التي اقاموها كيانات هزيلة تتبع الفرس في العراق , والروم في بلاد الشام , والحبشة تارة والفرس تارة في بلاد اليمن ـ واما في بقية الجزيرة فكانوا قبائل متفرغة لاهم لها الا الغزو والسلب والنهب . ولم يحصل ان تطلعوا بابصارهم الى ان يكونوا دولة عظيمة تنتزع زمام المبادرة من الدول القائمه , وذلك لفقدانهم الفكرة الحافزة على هذا التطلع , واستمر حالهم على ذلك حتى اكرمهم الله برسالة الاسلام ومنذ ان حملوها تغير حالهم , وتبدل وضعهم , فتحولوا من قبائل متنافرة متقاتلة جاهلة الى امة واحدة مطيعة تحمل رسالة الى العالم , وتتبنى فكرة سامية لهداية البشرية جمعاء . فقاموا بحملها ونشرها والدعوة اليها في جميع ارجاء العالم ـ وخرجوا من الجزيرة العربية تخفق راياتهم , وتتوالى جحافل جيوشهم يحملون للناس الهداية والنور , والتحرر من ربقة العبودية للبشر , فاستطاعوا في زمن وجيز لم يحدث في التاريخ مثله ان يصبحوا الدولة الاولى في العالم , بعد ان حطموا دولتي الفرس والرومان , اعظم دولتين في الدنيا في ذلك الزمان, ونشروا لواء الاسلام , ولواء النور والهداية على معظم المعمورة , فاصبحوا للناس سادة , وللدنيا ساسة , وللعالم قادة . وصهروا الشعوب والامم والاقوام في بوتقة الاسلام حتى جعلوا منها امه واحدة هي الامة الاسلامية . وبقوا على تلك الحال حتى اساؤا تطبيق احكام الاسلام , ولما تركوا تطبيق احكام الاسلام , وتركوا حمل رسالته اذلهم الله فتسلط عليهم اعداؤهم الكفار فأبعدوهم عن فكرهم وعن دينهم الذى بهم عزوا , وادخلوا عليهم افكارهم الكافرة , وحطموا دولتهم , دولة الخلافة , واخضعوهم لسيطرتهم ونفوذهم , واستأثروا بثروات بلادهم, واوصلوهم الى ما وصلوا اليه اليوم من وجودهم في كيانات كرتونية هزيلة , واطلقوا عليها دولا زورا وبهتانا , ومن خضوعهم لافكار وانظمة الكفر تطبق عليهم , يعمل حكامهم للمحافظة عليها , وللحيلولة دون عودتهم الى تطبيق احكام الاسلام ,وحمل رسالته حتى يبقوا ضعافا خاضعين لنفوذ الدول الكافرة , وحتى لا يعود اليهم عزهم ومجدهم .

هذه الوقفة اليسيرة والتي استعرض فيها بايجاز واقع العرب ايام جاهليتهم , وايام ان اكرمهم الله بالاسلام وحمل رسالته وايام ان تخلوا عن تطبيق الاسلام , وحمل رسالته تبين بوضوح لا لبس فيه ولا غموض ان العرب انما تحقق لهم المجد الشامخ بالاسلام وحمل رسالته وتبين بوضوح كذلك ان العرب انما ركبهم الذل , وفقدوا عزهم , واضاعوا مجدهم عندما تركوا تطبيق الاسلام ,وحمل رسالته.

وانت يا صدام ان كنت مخلصا للعرب حقا , وتريد ان تعيد اليهم مجدهم صدقا كما تدعي وتشيع وترفع من شعارات , فيجب عليك ان تبادر دون ابطاء او تأخير الى اعادة العرب الى الذى به عزوا وسادوا وبه ارتفعوا وقادوا اى ان تعيدهم الى استئناف الحياة الاسلامية ,وحمل الدعوة الاسلامية . وهذا يوجب عليك ان تتخلى عن افكار الكفر وانظمته التي تتبناها وتقوم بتطبيقها , وان تبادر الى تبنى افكار الاسلام ونظامه تبنيا سياسيا , وان تبادر الى وضع نظام الاسلام في الحكم , وفي موضع التطبيق والتنفيذ , ومن ثم تحمله رسالة الى العالم , وبذلك تستطيع ان تقود العرب والمسلمين وان توحد كلمتهم , وان تعيدهم كيانا واحدا ودولة واحدة , وتستطيع كذلك ان تقضي على اسرائيل وتستأصل شأفتها من الارض , وبغير ذلك لن تستطيع ان تخلص للعرب , ولا ان تعيد اليهم مجدهم وعزهم . فالافكار القومية والاشتراكية التي تتبناها وتعمل على تطبيقها هي افكار كفر وانظمة كفر , وهي تخفض ولا ترفع , فالقومية رابطة منحط وهي رابطة عصبية , وغير انسانية , ولا تقوم على اساس فكرى , وهي عرضة للمخاصمات الدائمه . ولم يسبق ان ارتفع بها العرب بالرغم من وجودها لديهم منذ خلقوا عربا . واما الاشتراكية فانها لا علاقة لها بعروبة ولا باسلام , وليس العرب بأم لها ولابأب , ولا تربطها بهم اية قرابة , لا من قريب , ولا من بعيد , وهي من انظمة الكفر , ومن الانظمة التي عجزت عن حل مشاكل الانسان , وبان فسادها وظهر عوراها , وما حال بعض البلاد العربية ـ التي طبق حكامها الاشتراكية ـ ووصولها الى الحضيض نتيجة هذا التطبيق واضطرار هؤلاء الحكام الى التخلي عنها الا مثل على فساد هذه الاشتراكية التي تتبناها .
لذلك فلا قوميتك التي تتبناها بنافعة , ولا اشتراكيتك التي تتبناها بنافعة , ولن تستطيع بهما ان تعيد للعرب عزهم ومجدهم . ولن يعيد للعرب عزهم ومجهم الا العودة الى تطبيق احكام الاسلام وحمل رسالته.

وبما انك يا صدام لا تتبنى استئناف الحياة الاسلامية ,وحمل الدعوة الاسلامية وفي نفس الوقت تدعي انك تريد ان تعيد للعرب عزهم ومجدهم , فان كنت مخلصا للعرب وصادقا فيما تقوم فما عليك ـ ان ابيت ان تتبنى استئناف الحياة الاسلامية ـ الا ان تتخلى لنا عن الحكم , وان تسلمنا اياه حتى نقيم الخلافة , وننصب خليفة نبايعه على السمع والطاعة على العمل بكتاب الله وسنة رسوله , فيقوم بوضع الاسلام موضع التطبيق والتنفيذ , ويعيد لهذه الامة حمل رسالة الاسلام الى العالم ويعمل على توحيد المسلمين وجمعهم تحت راية الخلافة ويصهر كياناتهم في دولة الخلافة ويباشر العمل لاستئصال دولة اسرائيل , من جذورها حتى يطمس وجودها من الارض , ولا يبقى فيها ديارا ولا نافخ نار . فالله ناصر من ينصره وخاذل من يخذله " ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم " " ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذى ينصركم من بعده "‎.
وما طلبنا منك بالتخلي عن الحكم لنا الا لانك لا تتبنى الاسلام ولا تحكم به , والله سبحانه قد اوجب على المسلمين ان يحكموا بالاسلام حيث قال : " وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك " وجعل من لم يحكم بما انزل الله كافرا حيث قال :‎" ومن لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الكافرون " هذا فضلا عن انك قد اخفقت انت وحزبك في تحقيق شعاراتكم , وفي انهاض هذه الامة واعادة عزها ومجدها .
بالرغم من هذه السنين الطوال على حكمكم , وحزب البعث وحكمه كان لهم ضلع في التأمر على هذه الامة , وفي تقوية اسرائيل و تركيزها , ولا يفترقون على السادات لانهم يسعون الى الحل الشامل مع اسرائيل والصلح معها . والصلح مع اسرائيل جريمة وخيانه سواء اكان صلحا منفردا ام شاملا .
ُ
والاسلام يحرم الصلح مع اسرائيل , ويأمر بالقضاء عليها واستئصال شأفتها لانها عدو كافر اغتصب ارض المسلمين . وقد بين رسول الاسلام ان الذى سيقضي على اليهود انما هم المسلمون الملتزمون بالاسلام , لا الملتزمون بالقومية والاشتراكية ولا الملتزمون بأى فكر من افكار الكفر وانظمته , كما ورد في الحديث الصحيح " يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبيء اليهودى من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودى خلفي تعال فاقتله " فالرسول صلى الله عليه وسلم بين ان الذى سيقتل اليهود انما هم المسلمون ,وان الشجر والحجر الذى يختبء خلفه اليهودى ينادى المسلم ليقتل اليهودى .
لذلك فان كنت يا صدام مخلصا للعرب , وتريد رفعتهم , وعزمت على ضرب اسرائيل والقضاء عليها فما عليك الا ان تنصر الله اما بتخليك لنا عن الحكم لنعيد الاسلام الى الحياة واما بتبنيك للاسلام ووضعك له موضع التطبيق والتنفيذ وبذلك سينصرك الله , سيكون عونا لك , وسيمكن المسلمين من القضاء على اسرائيل . وان ابيت الا ان تبقى سادرا في غيك , ومحاربا الله وروسله , وواقفا امام عودة الاسلام الى الحياه , ومتبنيا لافكار الكفر وانظمته فلن تفرح بنصر لان الله خاذل من يخذله , وناصر من ينصره . والعاقبة للمتقين .

هذا بلاغنا اليك وقد بلغناك . اللهم انا قد بلغنا اللهم فاشهد .

12 من شعبان 1401هـ
14/6/1981 حــــزب التحــريــــر