تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدورالذي يريد حزب .......



FreeMuslim
12-25-2006, 04:44 AM
الدور الذي يريده حزب الله !


[align=left:61c684143a][b:61c684143a]ممدوح عثمان[/b:61c684143a][/align:61c684143a]

كانت هناك مجموعة من الأسئلة الهامة التي أثارها بعض المراقبين حول احتمالات الداخل اللبناني بعد انتهاء العدوان الصهيوني الأخير على لبنان، والذي تسبب فيه حزب الله.

من هذه الأسئلة: هل سيكون "حزب الله" قادراً على تغليب لبنانيته الوطنية على إقليميته الإيرانية والسورية وإيديولوجيته الشيعية ؟.

وهل سيوافق الحزب على وضع صواريخه (ومعها قرار الحرب والسلام) تحت إمرة الدولة اللبنانية، أم سيواصل الادعاء بأن بقاء أمر الصواريخ والأسئلة في عهدته ضروري لردع إسرائيل؟.

وهل ستحاول قوى 14 آذار الإفادة من الكارثة الاجتماعية- الإنسانية الهائلة التي تعرضت لها قاعدة الحزب الشيعية، للعمل على تعديل موازين القوى السياسية لصالحها ؟

وأخيراً، هل ستكون اليد العليا خلال المرحلة التالية للقرار الشيعي بعد التفوق الإيراني فيما يتعلق بالملف النووي وحاجة الولايات المتحده للتفوض معها بخصوص العراق ؟ وهل ستستغلها إيران لبسط النفوذ الشيعي في لبنان ؟


[size=24:61c684143a][color=red:61c684143a][i:61c684143a][b:61c684143a]البحث عن دور أكبر:[/b:61c684143a][/i:61c684143a][/color:61c684143a][/size:61c684143a]

نصر الله مستعد لعمل أي شيء في سبيل إسقاط الحكومة اللبنانية التي أقرت المحكمة الدولية، ورحبت بالقرارات الدولية المتعلقة بلبنان، مدعوماً من إيران وسوريا، الخاسران الأكبر من كل ذلك، فيما لو نجحت الجهود الدولية.

حزب الله يسعى إلى تحقيق هدفين: الأول الإطاحة بالمحكمة الدولية لأسباب كثيرة لها صلة بعلاقة حزب الله بقوى إقليمية، وهذه الرغبة تتعدى على الكبرياء السني، حيث إن رفيق الحريري رجل تعتبره الطائفة وكثير من اللبنانيين كان من أعمدة الدولة ومن رموز السنة. وهدف حزب الله الثاني هو الاحتفاظ بالسلاح تحت ذرائع مختلفة. لكن الملاحظ أن الاحتفاظ بالسلاح بدأت ذرائعه تتقلص، بسبب إشراف الدولة اللبنانية على الحدود. وبما أن الحزب يريد كما يعلن دولة قادرة وقوية، فإن الطبيعي أن لا تكون هناك "ميليشيات" موازية للدولة وخارج سيطرتها.

فمبدأ الدولة يتناقض مع وجود الميليشيات، وقوة حزب الله الحقيقية على الأرض في احتفاظه بالسلاح وإلا أصبح كغيره من القوى السياسية.

فبالأمس جر حزب الله لبنان إلى حرب دمرت الأخضر واليابس، وكل ذلك من أجل أسر جنديين اعترف حسن نصر الله ذاته بأنه ما كان ليفعلها لو كان يعلم بأن ردة الفعل الإسرائيلية ستكون بذاك الحجم.

بعيداً عن التبريرات اللاحقة التي تقول بأن إسرائيل كانت ستشن تلك الحرب سواء قام حزب الله بفعلته أم لم يقم، حرب كانت حصيلتها ستة آلاف ما بين قتلى وجرحى، وتدمير 65% من البنية التحتية اللبنانية الجنوبية ، و45% من الطرقات، واثنين وسبعين جسراً مدمراً.

واليوم ها هو ينظم اعتصاماً في وسط بيروت من أجل إسقاط السنيورة وحكومته، متجاهلاً، أو غير مكترث بما قد يؤدي ذلك إليه من زلازل ومحن، وقلاقل وفتن، ما ظهر منها وما بطن.

حزب الله لا يقبل بأقل من كل السلطة، ومشكلة حزب الله أيضاً أنه لا يستطيع العيش دون ذراع عسكري، ودون دور ينافس فيه الدولة، وهو أمر لا يمكن أن يكون دون الاتكاء على قوة خارجية، هي إيران.

كما أن مشكلة حزب الله أنه لا يستطيع أن يكون تنظيماً لبنانياً بحتاً، فذاك يجعل مشروعيته متساوية مع مشروعية الآخرين، وهو يبحث عن مشروعية أكبر، فلبنان أصغر من أن يكون الثوب المناسب لطموحات نصر الله .

فالحزب ـ رغم تورطه في قضايا العنف والطائفية المتكاثرة ـ يطرح نفسه على أنه "مقاومة إسلامية" لا في لبنان وحده، ولا ضد إسرائيل وحدها، بل هو المتصدي للمشروع الأميركي في كل أرجاء المنطقة، وحسن نصر الله – رغم إعلانه بوضوح عن ولائه الإيراني ومذهبيته الشيعية - يطرح نفسه كزعيم إسلامي !

يتمسك حزب الله بمطلبه الحصول على الثلث المعطل في الحكومة ويسميه الثلث الضامن للمشاركة، لأن حصوله على الثلث يعني قدرته على حرمان الحكومة من الاجتماع إذا أراد، ويعني أيضا استحالة صدور أي قرار في أي شأن جوهري من دون موافقته، وبموجب الدستور تعتبر الحكومة مستقيلة إذا استقال ثلث أعضائها وهذا يعني قدرة الثلث المعارض على نسف الحكومة ساعة يرى مصلحته في دفعها إلى حتفها.

المعارضة إذن بقيادة حزب الله في تصعيدها الأخير أهدافها واضحة، وهي الحصول على حقائب وزارية في حكومة وحدة وطنية بمعدل (الثلث +1)، مشيرًا إلى أن لبنان في مرحلة انتقالية هامة جدًّا تحاول فيه قوى 14 آذار الاستفادة من الظرف الدولي لوضع قواعد جديدة في الحكم.

وهناك من المراقبين من يرى أن التحرك لإسقاط الحكومة يقوده حزب الله لسبَبَين: الأول موقف الحكومة في الفترة الأخيرة، خاصةً التأكيد على أن حزب الله لم يحقق انتصارًا بل حقق دمارا للبلاد ، وهو ما يقودنا إلى السبب الثاني، وهو توتير الأجواء للتمهيد لمناوشات جديدة قد تستفيد منها إيران وسوريا من جديد .

[u:61c684143a][b:61c684143a]تشابك وتقاطع الانتماءات:[/b:61c684143a][/u:61c684143a]

من أشد الأمور خطورة في الأزمة اللبنانية تشابك الولاءات وتقاطعها، وأصبح الولاء ليس للطائفة فقط كما هو حال الدولة اللبنانية التقليدية، وإنما أصبح هناك ولاء سياسي أيضاً. فأصبح هناك الآن تيار 8 آذار الذي يقوم على تحالف بين حزب الله وحركة أمل الشيعيتين، ومعهما "التيار الوطني الحر" الماروني، وبعض المسيحيين الآخرين من الكاثوليك والأرثوذكس، بالإضافة إلى بعض الأحزاب السنية الصغيرة، وفريق من الدروز يقف وراء طلال أرسلان، إلى جانب أحزاب موالية لسوريا. وفي المقابل فإن تيار 14 آذار يجمع بين الكتلة الأكبر من السنة وجزء من الموارنة يمثله حزبا "القوات" و"الكتائب" ومسيحيين ينتمون لطوائف أخرى، وجزءا من الدروز موالي لوليد جنبلاط.

ونتيجة لتعدد الولاءات وتقاطعها أصبح كل طرف يتهم الآخر، حيث تتهم جماعة 14 آذار قوى المعارضة بأنها أوراق بيد سوريا وإيران، وجماعة المعارضة تتهم جماعة 14 آذار بأنهم أوراق بيد بعض الدول العربية والدول الكبرى .

[i:61c684143a][b:61c684143a]الدور الإيراني:[/b:61c684143a][/i:61c684143a]


إيران هي كبرى الرابحين من الأزمة اللبنانية، خاصة بعد العدوان الصهيوني الأخير على لبنان؛ لأنها تظن أنها استطاعت أن تحقق عدة أهداف مثل أن تكشف تهور إسرائيل وتحركاتها غير المحسوبة، وأن تكشف ضعف الدول العربية وعدم قدرتها على معالجة أزمة الشرق الأوسط، وأن تجرب صواريخها التي قدتها لحزب الله في حربه مع إسرائيل، وأن تثبت أنها القوة الرئيسية الواعدة الفعالة في المنطقة، وأن استقرار المنطقة لن يتحقق إلا من خلال التعامل معها – خصوصا بعد النجاحات النووية المتتالية -

لكن الأسلوب الإيراني أصبح معروفاً، حيث جعلت إيران من لبنان ساحة لمعاركها ذات الخلفية الطائفية مع الأطراف الأخرى.

ومن هذا المنطلق نفهم انتقاد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة دعوة مرشد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي إلى هزيمة أميركا في لبنان، حيث قال: لا يمكن لإيران فتح هذه المعركة على الأرض اللبنانية ، ....لا يمكننا أن نقبل أن تأخذ إيران قرار بفتح معركة بلبنان وعلى أرضه، وإذا تبين خلال استفتاء أن اللبنانيين يريدون تحويل أرضهم إلى صراع الآخرين فلابأس ، لكن لا يمكن أن نلزم اللبنانيين بقرارات لم يستشاروا بها لا سيما إنهم لم يعودوا يستطيعون تحمل المزيد.

[u:61c684143a][b:61c684143a]صب الزيت على النار:[/b:61c684143a][/u:61c684143a]

رفيق الحريري كان رمزاً سنياً كبيراً، وينبغي على نجله سعد أن يقوم بنفس دوره، لكن الملاحظ أنه مصر على مطاردة سوريا إلى آخر الطريق، وكان نتيجة هذا الإصرار هو مزيد من تعقيد الأمور، وربما أجبر هذا التصعيد النظام السوري على لعب أدوار غير نظيفة ليخفف الضغط عن نفسه، ويلهي خصومه في لبنان أو يسعى للمزيد من توتيرهم.

لبنان ـ في رأينا ـ لن يكون في يوم من الأيام إلا الشقيق الأصغر لسوريا، ولن يكون بوسع أحد أن يدير الشأن اللبناني بعيداً عن سوريا، من دون أن يعني ذلك عودة نظام الوصاية كما يقولون، لكن بالتنسيق مع سوريا، وعبر تفاهم مع المملكة العربية السعودية ومصر ودول الجوار الفاعلة في المنطقة.

[u:61c684143a][b:61c684143a]الشيعة وتناقضات الدور الأمريكي والسوري:[/b:61c684143a][/u:61c684143a]

وفرت الحرب الأهلية التي اندلعت في لبنان عام 1975 ورقة قوية بيد سوريا، عندما طلبت منها أمريكا وبعض القوى اللبنانية التدخل لإعادة ترتيب الأوضاع وإعادة التوازن الطائفي في لبنان، عندما لم يكن بإمكان إسرائيل أن تدخل نصيرا لطرف معين لما لذلك من مضاعفات سيئة سيدفع ذلك الطرف ثمنها لعقود قادمة.

ولقد استثمرت سوريا هذه الورقة بحيث استطاعت البقاء في لبنان لحوالي ثلاثين عاما، وخلال وجودها الطويل في لبنان أوجدت لها أصدقاء وأعداء، وقد عملت أمريكا للضغط على السوريين لإخراجهم من لبنان، بعد أن أصبح الوجود السوري لا ينسجم مع مصالحها ولا مصالح الغالبية التي يقودها تيار المستقبل وغيره ، أو لإجبار السوريين على تقديم مزيد من التعاون لإخراج الأمريكيين من ورطتهم في العراق، أو على الأقل ضبط الحدود السورية العراقية ومنع المتطوعين من الدخول إلى العراق. من هنا تغيرت الإستراتيجية الأمريكية قي لبنان وبدأ الشارع اللبناني يتحرك مدعوما بقوى دولية، وجاءت اللحظة بعد اغتيال الحريري وتوجيه التهمة نحو سوريا، الأمر الذي شكل ضغطا كبيرا على سوريا، ومع زخم الهجوم الذي قامت به قوى 14 آذار مسنودة بقرار مجلس الأمن، تم إخراج القوات السورية من لبنان، وإن بقي النفوذ السوري من خلال العديد من القوى المتحالفة معه وفي مقدمتها حزب الله الشيعي .

وجاءت الحرب اللبنانية الإسرائيلية والتي لم ينتج إزاحة حزب الله من ميزان القوى الداخلية في لبنان، لا بل قد تكون زادته تلك الحرب قوة على الصعيد الشعبي في لبنان وخارجه.

ومن المعروف أن أية قوة عسكرية تتكرس، لا بد وان تترجم في النهاية إلى قوة سياسية وبأسرع وقت ممكن لاستثمار الموقف قبل أن يفقد زخمه وبريقه، حيث بادر حزب الله إلى تغيير تحالفاته ونجح في ضم أقطاب مسيحيين مارونيين لهم ثقلهم مثل عون، وفرنجية. وقطب درزي له ثقله وهو طلال أرسلان، وبعض الأقطاب الأخرى مثل عمر كرامي وسليم الحص وغيرهما، وذلك بقصد تحييد الحكومة أو تغييرها، ومن هنا بدأت قصة استعراض القوى في الشارع والتي برع فيها حزب الله بسبب بنيته العسكرية وقدرته العالية على التنظيم والانضباط مدعوما من الدولة الإيرانية , فهل ينتج ذلك الاستعراض في الشارع اللبناني مزيدا من السيطرة الشيعية على لبنان إقليميًا وداخليًا؟ أم سيكون في هذه المرة للأكثرية السنية والمدعومة عربيا رأي آخر؟