أم عمر
12-22-2006, 07:56 AM
هذه رؤيا جميلة وعميقة لما يحدث عندنا الآن، أرسلها أحد الإخوة قبل الذهاب إلى الحج (وفقه الله).
وصيتي الى اخوتي
السلام عليكم ايها الاخوة.. قبل ذهابي الى الحج احببت ان اودعكم بكلام جال في خاطري ليلا فكتبته على عجالة.. ارجو من الله ان تقرأوه بتمعن سيما واني ساريحكم من رسائلي لمدة خمس وعشرين يوما على الاقل...وربما مدى الحياة ان استرجع الله امانته.
كثيرا ما نقرأ القرآن قراءة خاطئة.. اذ نفصله عن الواقع المعاش ونسقطه اسقاطا تاريخيا على قوم معينين وكأنه لم ينزل الا لذمهم. اذا سألت أي مسلم اليوم عن اليهود.. سيقول لعنهم الله هؤلاء هم احفاد القردة والخنازير، عبدة العجل.. قتلة الانبياء.. ثم يبتسم لأنه روى غليله وصب حقده على قوم معينين والقى عليهم مسؤولية كل ما يجري من حوله من مصائب.. والعجب كل العجب ان يغفل هذا المؤمن الطاهر ان القرآن ليس عنصريا ولم ينزل ليشتم قوما بعينهم بل نزل هدى للبشرية كلها.. فهو حين يتحدث عن مزالق اهل الكتاب فذلك اولا واخيرا ليحذرنا من السير في مسالكهم. فما نفع ان اشتم اليهودي وانا اسوأ منه؟؟ وهل ادخل الجنة فقط بالشتائم؟؟ سأل ملحد احد العلماء ساخرا "لم لم ينصرنا الله بالملائكة على اليهود في حروبنا ضدهم؟؟" فاجابه العالم بدهاء " ومن قال ان الملائكة لم تنزل؟؟ لقد نزلت لكنها لم تستطيع ان تعرف من هم اليهود".. رغم طابعه الساخر لا يبتعد هذا الجواب عن الحقيقة كثيرا. قلة من المسلمين اليوم من يطبق القرآن حقا. دعونا نتناول آيات القرآن الكريم ونطبقها على واقعنا..
[color=green:ad76094444]وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون (الاعراف 138) إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون[/color:ad76094444]
طبعا القصة تتحدث عن بني اسرائيل.. وقد يضحك المسلم منهم ويقول "تبا لهم.. عبدة الاوثان".. لكن يا ترى هل فقدت الآية معناها اليوم في عصرنا؟؟ اذ لم يعد هناك من اصنام اليوم .. في الحقيقة ان الاصنام موجودة ولكنها بصيغة اخرى.. لم تعد من حجر بل من لحم ودم.. انظر حولك فلا ترى الا الولاء للاشخاص... "شاب من اجل فؤاد وسعد" حتى لو انحاز فؤاد او سعد عن المبادىء لا يهم.. اليس في هذا تقديسا وعبادة لهؤلاء؟؟ هل هم افضل من سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟؟ اذا كان الصحابة قد قالوا لعمر "والله يا عمر لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بحد السيف"
شبابنا اليوم يحفظ قسم جبران تويني "نقسم بالله العظيم مسلمين ومسيحيين ان نبقى موحدين" اكثر مما يحفظ الفاتحة.. شبابنا ممكن يتقبل ان يشتم الله امامه او دينه ويجد الاعذار له( يقول حرام.. كان غضبان.. لا يحاسب على ما قال..) لكن ان انتقدنا الحريري ممكن نكفر ونتهم بالولاء للمجوس والفرس.. شبابنا اليوم ممكن يقبل بكلام شخص يقول عن الحجاب انه ليس فريضة وان القرآن محرف.. لكن لا يقبل البتة بان يطلب احد ما تعديل حذفور صغير من حذافير المحكمة الاميركية (اقصد الدولية).. لا عجب فالشرعية الدولية مقدسة اكثر من الشرع الالهي.
في عودة الى موضوع الآية اريد ان اركز على عبارة " اجعل لنا إلها كما لهم آلهة" .. الا ينطبق علينا نحن السنة اليوم؟؟ ننظر الى طوائف وفرق تقدس زعمائها او تطيعهم طاعة عمياء فنغار منهم ونطيع من تولى زعامتنا مثلهم حتى لو لم يكن يمثل ديننا الحنيف. ولسان حالنا يقول " اجعل لنا إلها كما لهم آلهة" والادهى من ذلك اننا نكره الشيعة لانهم تعاونوا مع الاميركان في العراق فبدل ان نتجنب فعلهم اذا بنا نطبق ما يفعلونه هناك خطوة خطوة ونفتي بحل هذا الامر كما سمعت باذني.. كيف يستقيم هذا الامر؟؟؟
كنت اتحدث مع اخي اسماعيل عن كيفية فهم القرآن الكريم في عصرنا هذا.. فاتفقنا اننا ما زلنا نعيش في الجاهلية وان الوثنية ما زالت معششة في عقولنا.. لكن اسماء الاوثان تغيرت وتغيرت نوعيتها.. اصبح الاوثان هم الاشخاص او المال او السلطة.. في الجاهلية كان المشركون يصنعون اوثانهم من تمر وياكلونها اذا جاعوا.. منتهى السخافة.. لكننا اليوم نفعل الامر هذا.. نطيع الزعيم الفلاني ونقول له "بالروح بالدم نفديك يا فلان.." (وهذه جملة لا يجب ان تقال الا للدين او لحامل لوائه) فاذا سقط او اسقط انفضضنا عنه واكلنا لحمه ميتا بعد ان كنا نعتاش من خيراته ونضرب بسيفه وعبدنا الها غيره اقوى منه..
دعونا نحلل كيف فكر اليهود.. اليهود قوم ماديون.. لم يستطيعوا تقبل فكرة اله غير منظور.. كانوا يريدون الها يلمسونه ويرونه امامهم.. فلما رأوا قوما يعبدون الاصنام وراوا انهم متحدون حولهم .. اعجبوا بشكلهم .. وربما اعجبوا بلباسهم وتنظيمهم.. فقالوا لم لا نكون مثلهم؟؟ وهكذا نحن اليوم ماديون حتى الصميم.. نعجب باقوام وفرق تقدس قادتها ونحذو حذوهم مع علمنا انهم على خطأ وكل هذا بدافع الغيرة.. نريد الاستقواء بالمال والسلطة والمشركين كي تكون لنا عزة.. ناسين ومتناسين ان عزة الاسلام لا تكون الا بالله [color=red:ad76094444]"من كان يريد العزة فلله العزة جميعا[/color:ad76094444]". في القرآن الكريم يلوم رب العالمين اليهود لانهم فضلوا الذي هو ادنى على الذي هو افضل.. " وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون" ونحن كذلك.. نترك ديننا وعليائنا من اجل شعارات دنيوية فاسدة .. حتى مشايخنا ركبتهم اللوثة ونسوا ان يذكروا الناس بالله بل روجوا لفلان وفلان على انهم وجه الخلاص وفيهم تكمن مصلحة الامة.. ولا يهم ان كان هؤلاء لا يؤمنون بالاسلام..فالمهم هو الاسماء؟؟ اليس اسمه سني؟؟ اليست هويته التي يضعها في جيب مؤخرته "سني"؟؟
انظروا الى قوله تعالى [color=green:ad76094444]" ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون"...[/color:ad76094444] اننا لا ندين بالاسلام ولا نتمذهب بالسنة بل هي مجرد اسماء بالنسبة لنا.. اسماء نشأنا عليها.. نرددها ولا نعرف معناها.. وكأن الله عز وجل سيحاسبنا على الهوية في يوم القيامة؟؟ تعالى الله عن ذلك.. سمير جعجع يذبح على الهوية.. فرق الموت العراقية تقتل على الهوية.. اما الله.. فلن يفعل هذا... سينظر الى اعمالنا ويحاسبنا عليها..
ان اميركا خبيثة جدا.. فهي ايقنت انها لا تستطيع نزع سلاح المقاومة (بغض النظر عن موقفنا من هذا السلاح) ان كان جعجع هو الذي يطالب بهذا الامر لذا اعطتنا نحن السنة شرف الخيانة وشرف ان نكون على راس الحربة (او راس الخازوق بالنسبة لي) فهذا اجدى امام الراي العام .. ولا يهم اميركا طبعا بعدها ان حصلت فتنة طائفية.. فالدمقراطية العراقية يجب ان تمتد الينا نحن كذلك. انظروا الى العراق.. فلسطين.. والى لبنان.. كلها فتن بين ابناء البلد نفسه.. نتقاتل على كل شيء وعلى اللا شيء.. ومن المستفيد؟؟ اسرائيل فقط.. ولكن مع ذلك كله بعض الناس يقول اميركا صديقتنا.. اميركا تحبنا.. ومن الحب ما قتل...
هل حقا اليهود هم احفاد الخنازير؟؟ وماذا نقول في المسلم الذي يشجع (في وسائل اعلامه) بنات المسلمين على ان يصبحوا عارضات ازياء؟؟ اليس ديوثا مثل الخنزير؟؟ ماذا نقول عمن يصدر مجلات تقول الفنانة فيها "لو لم اكن مقتنعة بالمايوه لما لبسته؟؟" سبحان الله وكانها تتكلم عن الحجاب.. الى هذا الحد انقلبت المقاييس؟؟ ويا ليت الفتنة وصلت عند حد العامة بل تعدتها لتصل الى مشايخنا الذين تركوا اشرف المهن.. مهنة الدعوة الى الله ليصيروا ابواقا لفلان وعلتان.. وكل هذا تحت ذريعة مصلحة الامة. وماذا يبقى من الامة ان نزعنا منها ما يجمعها الا وهو الاسلام؟؟
هل حقا اليهود هم عبدة العجل؟؟ اراد اليهود الها ماديا يعبدونه... ولانهم يحبون المال سبكوه من الذهب والفضة.. واعجبهم خواره كلما هبت الريح.. وهكذا نحن اليوم نعبد زعماء يشتروننا بالذهب والفضة.. ونعجب بخوارهم (أي تصريحاتهم الجوفاء ) في وسائل اعلامهم التي لا تحترم ديننا ولا عقلنا...
يلومني البعض لم اركز على انتقاد "السنة" فقط؟؟ اجاب الاخ حسن يوما بما يغنيني عن الاجابة.. ولكن دعوني اعود ايضا الى الآية الكريمة.. وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون (الاعراف 138) إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون". ".. تخيلوا ان سيدنا موسى عليه السلام ترك قومه يعبدون الاوثان وانصرف الى شتم هؤلاء الوثنيين او الى اصلاحهم.. انا كمسلم سني لا يعنيني (في الوقت الحالي) ما يفعله اليهود ولا الموارنة ولا الشيعة.. حتى اني لا اهتم بالسنة الاسميين (ذوي الهوية السنية مثل ساستنا).. اكبر همي ان اصون المسلمين الملتزمين عن الضياع.. لذا فمن الطبيعي ان اركز على انحراف المتدينين والعلماء وكل من يشكل امام الناس مرجعا للاسلام لان أي خطأ يقومون به هو تشويه للاسلام بحد ذاته فهم الذين يمثلونه على الارض.. هذا كان هم سيدنا موسى عليه السلام وهذا همي.. ويجب ان يكون همكم كذلك.. وبصراحة هذه اول مرة اجد فيها ان الاسلام فعلا في خطر فلم يسبق لحزب علماني قبل المستقبل ان يحوز على تقدير المتدينين مثل هذا الحزب.. (اذا استثنينا ظاهرة عبد الناصر ربما)
انا ذاهب غدا ان شاء الله الى الحج .. يحزنني ان اذهب ووضع الامة كذلك.. لعلي لا ارجع اليكم.. لذا اريد ان اوصيكم.. ليس الخوف على الامة من ان تنسى الصلاة او الصيام.. الخوف على االمة ان تنحرف عن مبادئها.. لذا اوصيكم ان تثبتوا على الحق.. كونوا طريقا ثالثا بارك الله بكم... وان انقسم الناس الى ثلاث فرق كونوا الفريق الرابع.. واعلموا ان اتباع الحق قلة في كل عصر.. واعلموا ان الثبات على الحق اهم من النصر بالباطل.. يقول رب العالمين..فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير - ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون
هذه الكلمات الثلاث تبين احد اهم القواعد الاسلامية الواجب اتباعها في العمل السياسي: الاستقامة، تجنب الطغيان وتجنب الركون.
الاستقامة: وهي تتمثل في الثبات على الموقف والاصطبار عليه مهما كان الثمن غاليا ومهما بدت النتائج هزيلة.
تجنب الطغيان: الامتناع عن التهور والتجبر واللجوء الى العنف الغير مشروع.
تجنب الركون للعدو: أي الولاء للعدو والارتماء في حضنه والتقليد الاعمى والاستسلام للحضارات الاخرى.
هل تساءلنا يوما ما لم لا ننتصر؟؟ كيف يقول رب العالمين " [color=red:ad76094444]وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا"[/color:ad76094444].. يقول الشعراوي.. اذا طالت المعركة بين فريقين فهي معركة بين باطلين.. لان الحق لو كان موجودا لانتصر.. صحيح ان الباطل كثير في كل عصر.. ولكن لا يغرنا كثرته فهو سينجلي سريعا اذا ظهر الحق.. يقول رب العالمين: "كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ".. فما دام الباطل لا ينجلي فمعناه ان الحق غير موجود حتى الآن .. طبعا هو موجود كافراد ولكن لم يكتمل كمشروع امة حتى ينتصر.. لذلك ادعو الله تعالى ان تكون هذه الحفنة المباركة احد اركان ودعائم حملة الحق التي ستعيد الامور الى نصابها الصحيح.. " ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب"
وصيتي الى اخوتي
السلام عليكم ايها الاخوة.. قبل ذهابي الى الحج احببت ان اودعكم بكلام جال في خاطري ليلا فكتبته على عجالة.. ارجو من الله ان تقرأوه بتمعن سيما واني ساريحكم من رسائلي لمدة خمس وعشرين يوما على الاقل...وربما مدى الحياة ان استرجع الله امانته.
كثيرا ما نقرأ القرآن قراءة خاطئة.. اذ نفصله عن الواقع المعاش ونسقطه اسقاطا تاريخيا على قوم معينين وكأنه لم ينزل الا لذمهم. اذا سألت أي مسلم اليوم عن اليهود.. سيقول لعنهم الله هؤلاء هم احفاد القردة والخنازير، عبدة العجل.. قتلة الانبياء.. ثم يبتسم لأنه روى غليله وصب حقده على قوم معينين والقى عليهم مسؤولية كل ما يجري من حوله من مصائب.. والعجب كل العجب ان يغفل هذا المؤمن الطاهر ان القرآن ليس عنصريا ولم ينزل ليشتم قوما بعينهم بل نزل هدى للبشرية كلها.. فهو حين يتحدث عن مزالق اهل الكتاب فذلك اولا واخيرا ليحذرنا من السير في مسالكهم. فما نفع ان اشتم اليهودي وانا اسوأ منه؟؟ وهل ادخل الجنة فقط بالشتائم؟؟ سأل ملحد احد العلماء ساخرا "لم لم ينصرنا الله بالملائكة على اليهود في حروبنا ضدهم؟؟" فاجابه العالم بدهاء " ومن قال ان الملائكة لم تنزل؟؟ لقد نزلت لكنها لم تستطيع ان تعرف من هم اليهود".. رغم طابعه الساخر لا يبتعد هذا الجواب عن الحقيقة كثيرا. قلة من المسلمين اليوم من يطبق القرآن حقا. دعونا نتناول آيات القرآن الكريم ونطبقها على واقعنا..
[color=green:ad76094444]وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون (الاعراف 138) إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون[/color:ad76094444]
طبعا القصة تتحدث عن بني اسرائيل.. وقد يضحك المسلم منهم ويقول "تبا لهم.. عبدة الاوثان".. لكن يا ترى هل فقدت الآية معناها اليوم في عصرنا؟؟ اذ لم يعد هناك من اصنام اليوم .. في الحقيقة ان الاصنام موجودة ولكنها بصيغة اخرى.. لم تعد من حجر بل من لحم ودم.. انظر حولك فلا ترى الا الولاء للاشخاص... "شاب من اجل فؤاد وسعد" حتى لو انحاز فؤاد او سعد عن المبادىء لا يهم.. اليس في هذا تقديسا وعبادة لهؤلاء؟؟ هل هم افضل من سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟؟ اذا كان الصحابة قد قالوا لعمر "والله يا عمر لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بحد السيف"
شبابنا اليوم يحفظ قسم جبران تويني "نقسم بالله العظيم مسلمين ومسيحيين ان نبقى موحدين" اكثر مما يحفظ الفاتحة.. شبابنا ممكن يتقبل ان يشتم الله امامه او دينه ويجد الاعذار له( يقول حرام.. كان غضبان.. لا يحاسب على ما قال..) لكن ان انتقدنا الحريري ممكن نكفر ونتهم بالولاء للمجوس والفرس.. شبابنا اليوم ممكن يقبل بكلام شخص يقول عن الحجاب انه ليس فريضة وان القرآن محرف.. لكن لا يقبل البتة بان يطلب احد ما تعديل حذفور صغير من حذافير المحكمة الاميركية (اقصد الدولية).. لا عجب فالشرعية الدولية مقدسة اكثر من الشرع الالهي.
في عودة الى موضوع الآية اريد ان اركز على عبارة " اجعل لنا إلها كما لهم آلهة" .. الا ينطبق علينا نحن السنة اليوم؟؟ ننظر الى طوائف وفرق تقدس زعمائها او تطيعهم طاعة عمياء فنغار منهم ونطيع من تولى زعامتنا مثلهم حتى لو لم يكن يمثل ديننا الحنيف. ولسان حالنا يقول " اجعل لنا إلها كما لهم آلهة" والادهى من ذلك اننا نكره الشيعة لانهم تعاونوا مع الاميركان في العراق فبدل ان نتجنب فعلهم اذا بنا نطبق ما يفعلونه هناك خطوة خطوة ونفتي بحل هذا الامر كما سمعت باذني.. كيف يستقيم هذا الامر؟؟؟
كنت اتحدث مع اخي اسماعيل عن كيفية فهم القرآن الكريم في عصرنا هذا.. فاتفقنا اننا ما زلنا نعيش في الجاهلية وان الوثنية ما زالت معششة في عقولنا.. لكن اسماء الاوثان تغيرت وتغيرت نوعيتها.. اصبح الاوثان هم الاشخاص او المال او السلطة.. في الجاهلية كان المشركون يصنعون اوثانهم من تمر وياكلونها اذا جاعوا.. منتهى السخافة.. لكننا اليوم نفعل الامر هذا.. نطيع الزعيم الفلاني ونقول له "بالروح بالدم نفديك يا فلان.." (وهذه جملة لا يجب ان تقال الا للدين او لحامل لوائه) فاذا سقط او اسقط انفضضنا عنه واكلنا لحمه ميتا بعد ان كنا نعتاش من خيراته ونضرب بسيفه وعبدنا الها غيره اقوى منه..
دعونا نحلل كيف فكر اليهود.. اليهود قوم ماديون.. لم يستطيعوا تقبل فكرة اله غير منظور.. كانوا يريدون الها يلمسونه ويرونه امامهم.. فلما رأوا قوما يعبدون الاصنام وراوا انهم متحدون حولهم .. اعجبوا بشكلهم .. وربما اعجبوا بلباسهم وتنظيمهم.. فقالوا لم لا نكون مثلهم؟؟ وهكذا نحن اليوم ماديون حتى الصميم.. نعجب باقوام وفرق تقدس قادتها ونحذو حذوهم مع علمنا انهم على خطأ وكل هذا بدافع الغيرة.. نريد الاستقواء بالمال والسلطة والمشركين كي تكون لنا عزة.. ناسين ومتناسين ان عزة الاسلام لا تكون الا بالله [color=red:ad76094444]"من كان يريد العزة فلله العزة جميعا[/color:ad76094444]". في القرآن الكريم يلوم رب العالمين اليهود لانهم فضلوا الذي هو ادنى على الذي هو افضل.. " وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون" ونحن كذلك.. نترك ديننا وعليائنا من اجل شعارات دنيوية فاسدة .. حتى مشايخنا ركبتهم اللوثة ونسوا ان يذكروا الناس بالله بل روجوا لفلان وفلان على انهم وجه الخلاص وفيهم تكمن مصلحة الامة.. ولا يهم ان كان هؤلاء لا يؤمنون بالاسلام..فالمهم هو الاسماء؟؟ اليس اسمه سني؟؟ اليست هويته التي يضعها في جيب مؤخرته "سني"؟؟
انظروا الى قوله تعالى [color=green:ad76094444]" ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون"...[/color:ad76094444] اننا لا ندين بالاسلام ولا نتمذهب بالسنة بل هي مجرد اسماء بالنسبة لنا.. اسماء نشأنا عليها.. نرددها ولا نعرف معناها.. وكأن الله عز وجل سيحاسبنا على الهوية في يوم القيامة؟؟ تعالى الله عن ذلك.. سمير جعجع يذبح على الهوية.. فرق الموت العراقية تقتل على الهوية.. اما الله.. فلن يفعل هذا... سينظر الى اعمالنا ويحاسبنا عليها..
ان اميركا خبيثة جدا.. فهي ايقنت انها لا تستطيع نزع سلاح المقاومة (بغض النظر عن موقفنا من هذا السلاح) ان كان جعجع هو الذي يطالب بهذا الامر لذا اعطتنا نحن السنة شرف الخيانة وشرف ان نكون على راس الحربة (او راس الخازوق بالنسبة لي) فهذا اجدى امام الراي العام .. ولا يهم اميركا طبعا بعدها ان حصلت فتنة طائفية.. فالدمقراطية العراقية يجب ان تمتد الينا نحن كذلك. انظروا الى العراق.. فلسطين.. والى لبنان.. كلها فتن بين ابناء البلد نفسه.. نتقاتل على كل شيء وعلى اللا شيء.. ومن المستفيد؟؟ اسرائيل فقط.. ولكن مع ذلك كله بعض الناس يقول اميركا صديقتنا.. اميركا تحبنا.. ومن الحب ما قتل...
هل حقا اليهود هم احفاد الخنازير؟؟ وماذا نقول في المسلم الذي يشجع (في وسائل اعلامه) بنات المسلمين على ان يصبحوا عارضات ازياء؟؟ اليس ديوثا مثل الخنزير؟؟ ماذا نقول عمن يصدر مجلات تقول الفنانة فيها "لو لم اكن مقتنعة بالمايوه لما لبسته؟؟" سبحان الله وكانها تتكلم عن الحجاب.. الى هذا الحد انقلبت المقاييس؟؟ ويا ليت الفتنة وصلت عند حد العامة بل تعدتها لتصل الى مشايخنا الذين تركوا اشرف المهن.. مهنة الدعوة الى الله ليصيروا ابواقا لفلان وعلتان.. وكل هذا تحت ذريعة مصلحة الامة. وماذا يبقى من الامة ان نزعنا منها ما يجمعها الا وهو الاسلام؟؟
هل حقا اليهود هم عبدة العجل؟؟ اراد اليهود الها ماديا يعبدونه... ولانهم يحبون المال سبكوه من الذهب والفضة.. واعجبهم خواره كلما هبت الريح.. وهكذا نحن اليوم نعبد زعماء يشتروننا بالذهب والفضة.. ونعجب بخوارهم (أي تصريحاتهم الجوفاء ) في وسائل اعلامهم التي لا تحترم ديننا ولا عقلنا...
يلومني البعض لم اركز على انتقاد "السنة" فقط؟؟ اجاب الاخ حسن يوما بما يغنيني عن الاجابة.. ولكن دعوني اعود ايضا الى الآية الكريمة.. وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون (الاعراف 138) إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون". ".. تخيلوا ان سيدنا موسى عليه السلام ترك قومه يعبدون الاوثان وانصرف الى شتم هؤلاء الوثنيين او الى اصلاحهم.. انا كمسلم سني لا يعنيني (في الوقت الحالي) ما يفعله اليهود ولا الموارنة ولا الشيعة.. حتى اني لا اهتم بالسنة الاسميين (ذوي الهوية السنية مثل ساستنا).. اكبر همي ان اصون المسلمين الملتزمين عن الضياع.. لذا فمن الطبيعي ان اركز على انحراف المتدينين والعلماء وكل من يشكل امام الناس مرجعا للاسلام لان أي خطأ يقومون به هو تشويه للاسلام بحد ذاته فهم الذين يمثلونه على الارض.. هذا كان هم سيدنا موسى عليه السلام وهذا همي.. ويجب ان يكون همكم كذلك.. وبصراحة هذه اول مرة اجد فيها ان الاسلام فعلا في خطر فلم يسبق لحزب علماني قبل المستقبل ان يحوز على تقدير المتدينين مثل هذا الحزب.. (اذا استثنينا ظاهرة عبد الناصر ربما)
انا ذاهب غدا ان شاء الله الى الحج .. يحزنني ان اذهب ووضع الامة كذلك.. لعلي لا ارجع اليكم.. لذا اريد ان اوصيكم.. ليس الخوف على الامة من ان تنسى الصلاة او الصيام.. الخوف على االمة ان تنحرف عن مبادئها.. لذا اوصيكم ان تثبتوا على الحق.. كونوا طريقا ثالثا بارك الله بكم... وان انقسم الناس الى ثلاث فرق كونوا الفريق الرابع.. واعلموا ان اتباع الحق قلة في كل عصر.. واعلموا ان الثبات على الحق اهم من النصر بالباطل.. يقول رب العالمين..فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير - ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون
هذه الكلمات الثلاث تبين احد اهم القواعد الاسلامية الواجب اتباعها في العمل السياسي: الاستقامة، تجنب الطغيان وتجنب الركون.
الاستقامة: وهي تتمثل في الثبات على الموقف والاصطبار عليه مهما كان الثمن غاليا ومهما بدت النتائج هزيلة.
تجنب الطغيان: الامتناع عن التهور والتجبر واللجوء الى العنف الغير مشروع.
تجنب الركون للعدو: أي الولاء للعدو والارتماء في حضنه والتقليد الاعمى والاستسلام للحضارات الاخرى.
هل تساءلنا يوما ما لم لا ننتصر؟؟ كيف يقول رب العالمين " [color=red:ad76094444]وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا"[/color:ad76094444].. يقول الشعراوي.. اذا طالت المعركة بين فريقين فهي معركة بين باطلين.. لان الحق لو كان موجودا لانتصر.. صحيح ان الباطل كثير في كل عصر.. ولكن لا يغرنا كثرته فهو سينجلي سريعا اذا ظهر الحق.. يقول رب العالمين: "كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ".. فما دام الباطل لا ينجلي فمعناه ان الحق غير موجود حتى الآن .. طبعا هو موجود كافراد ولكن لم يكتمل كمشروع امة حتى ينتصر.. لذلك ادعو الله تعالى ان تكون هذه الحفنة المباركة احد اركان ودعائم حملة الحق التي ستعيد الامور الى نصابها الصحيح.. " ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب"