تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ( حب الوطن من الايمان ) مفهوم مضلل



عبد الله بوراي
12-20-2006, 07:45 AM
[size=24:222cb6dd0b][color=black:222cb6dd0b] قرأت هذا النص ووقفت حائراً ما أدرى ما أقول , والقلم يتوتب وما رأيت له من إستقرار, وما هذه الحيرة إلا لضن هو لليقين أقرب من أن فى الأمر أو الحكم ما يستوجب النقض أو الإستئناف فى الكتير من جزئياته .
وما كان لى من قول قبل المشورة
وما رأيت أحسن من أقلام أخوانى (بالصوت) تُستشار
فى موضوع الرد على هذا السؤال:_


السؤال ما حكم الشرع بالوطنية؟


فقبل الاجابة يجب ان نقف على حقيقة مناط الحكم الشرعي

فالسؤال يدور حول فكرة او مفهوم فما واقع هذه الفكرة؟؟ ما يترتب عليها؟؟

1- ما هي الوطنية؟

أ‌- لغة

الوطنية من " الوطن" وفي لسان العرب " وطن: الوطن المنزل تقيم به وهو موطن الانسان ومحله والجمع اوطان واوطان الغنم والبقر مرباضها واماكنها التي تاوي اليها..

وفي صفته صلى الله عليه وسلم: كان لا يوطن الاماكن اي لا يتخذ لنفسه مجلسا يعرف به اما المواطن فكل مقام قام به الانسان لامر فهو موطن له .

وفي الحديث انه صلى الله عليه وسلم نهى عن نقرة الغراب وان يوطن الرجل في المكان بالمسجد كما يوطن البعير قيل معناه ان يالف الرجل مكانا معلوما من المسجد مخصوصا به يصلي فيه كالبعير لا ياوي من عطن الا الى مبرك دمث قد اوطنه واتخذه مناخا ومنه الحديث انه صلى الله عليه وسلم نهى عن ايطان المساجد اي اتخاذها وطنا.."

ب - : مصطلح الوطنية

- مصطلح الوطنية انما ظهر في المجتمع الاوروبي على اثر تطورات فكرية و سياسية هامة ادت الى اعادة صياغة المجتمعات الاوروبية. وبايجاز نقول ان مفهوم الوطن كونه بلد يربط فيه جماعة من الناس تتفق ان تلتزم بسيادة الوطن واطاعة الحاكم، وما يتبعه من اجهزة حكومية، انما ظهر بعد ان سعى سياسيون وفلاسفة في كسر شوكة الكنيسة والحد من تدخلها في الحياة العامة في المجتمعات الاوربية وذلك على اثر الصراع الدامي الذي دار لعقود من الزمن واستهلك الكثير من الدماء والثروات

- من هنا تنادى المفكرون الى ضرورة وضع اسس جديدة تربط ببين الناس لا على اساس الدين والمذاهب الدينية التي ادت الى سفك الدماء وانما على الولاء للوطن

- اي ان تحويل الولاء من الكنيسة ورجالاتها وايضا من رجال الاقطاع الى الحاكم الوطني كان من ابرز التحولات الفكرية السياسية التي عصفت بالمجتمع الاوروبي والتي توجت بتكريس مفهوم "فصل الدين عن الحياة" وهو اساس الفكر العلماني والعقيدة العلمانية التي تقوم على انكار دور الدين والخالق في تصريف شؤون المجتمع وان كانوا تساهلوا بعض الشيء بحيث سمحوا للافراد بالتدين ولكن على ان يتدخل هذا التدين بالشؤون العامة...

- وبناء على هذه النظرية العلمانية فام المفكرون والفلاسفة من امثال روسو وجون لوك وفولتير ومونتسيكيو بوضع اسس نظرية "العقد الاجتماعي" وهو عبارة عن عقد بين الحاكم والمحكومين بحيث يكون للمواطن حقوق قانونية دستورية على الحاكم ان يحترمها

- ومن هنا جاءت نظرية الحقوق الغربية ومن ثم حقوق المواطن والخ

2- كيف وردت الينا الوطنية

حيث ان مفهوم الوطنية هو مفهوم حديث لم يرد في كتاب ربنا ولا سنة نبينا حق التساؤل من اين ورد الينا؟؟ وكيف تحول مع الزمن حتى صار من المقدسات التي نسفك دماءنا في سبيلها؟؟

يرى الدكتور محمد حسين رحمه الله، في كتابه "الاسلام والحضارة الغربية"، ان اول ما وردت لفظة "الوطن" انما جاء من خلال الازهر المتفرنس رفاعة الطهطاوي الذي اشرب حب فرنسا والحضارة الفرنسية حينما اقام فيها في 1826 الى 1832 فلما عاد الى مصر عاد يصدح بالحضارة الفرنسية وجمالها وصار يدندن حول الوطنية ولعله بدا بداية خجولة الا انه في الواقع طرح بذرة الفكرة التي جاء غيره من الضبوعين بحضارة الغرب ليكملوا سقيها ورعايتها ومن هؤلاء بعض نصارى الشام الذين راوا خلاصهم من حكم الاسلام بالعمل على نشرة فكرة القومية والوطنية

3- ماذا يترتب على الوطنية؟

يترتب عليها بداية ان يكون الولاء والبراء دائرا حول الحدود الاصطناعية التي رسمها الانسان لما اسماه "وطن" ومن هنا شاع ضمن الناس (خاصة في الشام) مقولة :"الدين لله والوطن للجميع" لا بل حتى سعى بعض الماكرين الى ترويج الوطنية بدس احاديث فمن ذلك قولهم "حب الوطن من الايمان" فانظر رحمك الله مدى خبثهم ومكرهم الذي تزول له الجبال.

فمفهوم الوطنية يؤدي الى اثارة البغضاء والاحقاد بين الناس والعصبية الوطنية تؤدي الى دمار شامل لا يبقي ولا يذر وكل ذلك في سبيل الوطن كما شهد العالم في الحروب الكثيرة ومن ابرزها الحربين العالميتين في القرن العشرين.

ويترتب على الوطنية ان يقوم يهود بمجازر تلو المجازر بحق مسلمي فلسطين بينما مسلمو الاردن مشغولون بهموم و طنهم

ويترتب عليها ان يقوم المجرم مشرف بالتواطؤ مع امريكا لسحق المسلمين في افغاستان بينما قادة الحركات في باكستان يضحكون على الناس ببعض فتات الكلام الذي لا يغني ولا يسمن من جوع وقل مثل ذلك عن العراق وغيره كالشيشان وكشمير

بناء على ما سبق ما حكم الشرع في الوطنية

حيث انه قد علم بالضرورة الرابطة الايمانية هي الرابطة الوحيدة التي اعتبرها الشرع ففرق بين الاب وابنه وبين الزوج وزوجته بحسب ايمانهم من كفرهم

وحيث ان الولاء والبراء في الاسلام انما مداره حول الايمان او الكفر برب الكون

وحيث ان السلام يقضي بوحدة المؤمنين اينما كانوا وان المسلم اخو المسلم

وحيث ان الاسلام يوجب على المسلم ان يتلقى دينه وشريعته من رب الكون لا من حثالات البشر من مفكرين وفلاسفة مصيرهم جهنم

فان الوطنية بقضها وقضيضها حرام بحرام بحرام

و لا يجوز الدعوة لها ولا السكوت عنها فانها من اكبر المنكرات التي تفرق بين المسلم واخيه وتؤدي الى سفك الدم المسلم بغير وجه حق

وتؤدي الى جعل الولاء والبراء مبنيان على غير رابطة الايمان

وتؤدي الى اتخاذ الكافرين اولياء من دون المؤمنين

ولذا فالواجب الشرعي على كل مسلم ان يتبرا منها ومن اهلها وان يظهر العداوة لها ولمن عمل لها.

*ابو تقي الدين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

burai[/color:222cb6dd0b][/size:222cb6dd0b]

ابو شجاع
12-20-2006, 02:57 PM
اخي بوراي

ما نقلته صواب تماما

ولكنه غفل عن امور جوهرية حول الرابطة الوطنية

اضيف عليه نصا للاستاذ الفاضل احمد القصص من كتابه حكم الإسلام في القومية والوطنية

[quote:4fc7abd822]وأما الوطنية : فيعرضها أصحابها رابطة تجمع الناس في وطن معين.
أما ما هو هذا الوطن؟ فواقع الذين يدعون إلى الوطنية أنهم يعدون الوطن هو ذلك
الكيان السياسي الذي تقوم فوقه دولة ذات حدود مرسومة على الخريطة بغض
النظر عمن رسم تلك الحدود. فيتكلمون عن الوطنية اللبنانية و الوطنية العراقية
و الوطنية المصرية و هكذا.

فهل هذا حقا هو معنى كلمة "الوطن"؟

يقول صاحب القاموس المحيط عن المعنى اللغوي لكلمة وطن: "منزل الإقامة و
مربط البقر و الغنم، الجمع أوطان، و وطن به يطن و أوطن: أقام".

والإقامة قد تكون في قرية أو مدينة و بذلك تصلح المدينة أو القرية لأن تكون وطنا.

إذن فعن أوسع مدلول لكلمة وطن هو القرية أو المدينة التي يعيش فيها الإنسان،
أما سائر المدن و القرى فهي كلها بالنسبة له سواء، لا فرق بين مدينة أو قرية
ضمن ولايته أو إمارته أو دولته و بين أخرى تقع خارجها، فكلها سواء من حيث
إنه لا يستوطنها. فالمقيم في بيروت مثلا قد يتعلق قلبه ببيروت لأنه عاش فيها و
استوطنها و اعتاد عليها، إلا أنه لا فرق بالنسبة له بين طرابلس الشام و دمشق أو
بين صيدا و الإسكندرية أو بين بعلبك و بغداد، من حيث إنها كلها مدن لا يستوطنها.

إلا أن أدعياء فكرة (الوطنية) لما أرادوا أن يبتدعوا فكرة يكرسون بها الكائنات
التي أقامها الكافر المستعمر في بلادنا بعد أن قسمها إلى دويلات هزيلة، حرفوا
كلمة "الوطن" لتصبح دالة على "لبنان" الذي أسسه غورو سنة 1920، و على
العرق و الأردن و فلسطين و سوريا و مصر التي أوجدتها معاهدات الغربيين و مؤامراتهم.

[u:4fc7abd822]و بذلك تصبح "الوطنية" هي الرابطة التي تجمع الناس الذين يعيشون داخل حدود
دولة من هذه الدول، و تفصلهم عن سائر الناس الذين هم خارج تلك الحدود.[/u:4fc7abd822]

و بذلك يصبح اللبناني مرتبطا فقط باللبناني و يصبح المصري مرتبطا فقط
بالمصري، حتى تنقسم الأمة و تتعدد همومها، و لا تعمل سويا في سبيل قضية
واحدة هي قضية الأمة، فما يهم الجزائري لا يهم التونسي... و هكذا.

[u:4fc7abd822]ومن أجل تكريس ذلك المفهوم ، بثت بين الناس شعارات مضللة خبيثة مثل "الدين
لله و الوطن للجميع" و مثل "نحن ننتمي إلى الوطن قبل أن ننتمي إلى الدين"
و غيرهما من الشعارات التي تتعارض مع الاسلام من حيث الأساس[/u:4fc7abd822].

فأين الوطنية من قوله صلى الله عليه و سلم : "مثل المؤمنين في توادهم و
تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى".

و لا يخفى بعد هذا الشرح ما في فكرة "الوطنية" من خطر على كيان الأمة و من
تآمر عليها. و ما قلناه في شأن القومية يقال في شأن الوطنية.

و علاوة على ذلك، فإن الواقع يثبت أن الأرض لا تجمع الناس و لا تربط بينهم،
فهي تقوم ببعض الأحيان كرابطة مؤقتة، و ذلك حين يتعرض الوطن للاعتداء من
قبل أجنبي يرفضه جميع المواطنين، فيتكتل الجميع حتى يردوا ذلك العدو المشترك.

[u:4fc7abd822]إلا أنها في حالة السلم - و هي الحالة الطبيعية - فإنها لا تصلح لجمع الناس و لا
تقوم رابطة بينهم. و أكبر دليل على ذلك أن الأوطان التي تحوي مزيجا من السكان
متناقضا فكريا تبقى دائما في توتر و تسود فيها الحروب، و هي لا تكاد تخرج من
حرب حتى تدخل في أخرى[/u:4fc7abd822].

و هذا دليل على أن الوطنية ليست رابطة للمجتمع.

فهذا لبنان و هذه قبرص و هذه البوسنة و هذه الجزائر... كل منها تشكل دولة
واحدة (وطنا واحدا)، و لكن اختلاف الأفكار جعل المشاعر تختلف و الدولة تتمزق.

و لكن العجيب في الأمر ، أن تجد أناسا ينسبون فكرة "الوطنية" إلى الاسلام!
فيقولون إن الاسلام حض على الوطنية و عزز الشعور الوطني لدى المسلمين،
مستدلين على ذلك بان الرسول صلى الله عليه و سلم قال حين خرج من مكة:
" أنت أحب بلاد الله إلي و لولا أن المشركين أخرجوني لم أخرج منك"، و بأن
الاسلام أمر بالدفاع عن الاوطان و اعتبر ذلك جهادا في سبيل الله.

فأما حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي استدلوا به، فلا شان له بالوطنية
لا من قريب و لا من بعيد. فالرسول عليه الصلاة و السلام لم يكن يحب مكة لأنها
وطنه، و إنما كان يحبها لأنها البلد الحرام الذي يحتضن الكعبة الشريفة.

والذي يوضح ذلك هو الحديث نفسه الذي يستدلون به غالبا مجتزءا، فقد روى ابن
أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم لما خرج
من مكة إلى الغار التفت إلى مكة و قال: " أنت أحب بلاد الله إلى الله ، و أنت أحب
بلاد الله إلي، و لولا أن المشركين أخرجوني لم أخرج منك".

إذا فالرسول صلى الله عليه و سلم كان يحب مكة لأنها أحب البلاد إلى الله تعالى.

و أما قولهم إن الاسلام أمر بالدفاع عن الأوطان و اعتبر ذلك جهادا في سبيل الله،
ففيه كثير من التلبيس و التضليل.

ذلك أن الاسلام لم يأمر بالدفاع عن "الوطن" و إنما أمر بالدفاع عن البلاد
الاسلامية بغض النظر عن كونها وطنا للمجاهد أو غير ذلك.

فعلى هذه الأساس فإن واجب الجهاد لتحرير فلسطين من دولة يهود و تحرير
الأندلس من الأوروبيين و الدفاع عن أراضي البوسنة و الهرسك و الشيشان و
بلاد كشمير في الهند، لا يناط فقط بأهل تلك البلاد طالما لا يستطيعون رد العدوان
وحدهم، و إنما يناط الواجب بكل المسلمين الذين يلونهم ثم الذين يلونهم حتى
يتحقق الفرض.

و على هذا الأساس أيضا، لا يجب على المسلم الذي يعيش في غير البلاد الاسلامية
كأستراليا و أميركا أن يدافع عن تلك البلاد إذا نشبت حرب بين دولته و دولة
أخرى، بل لا يجوز له ذلك، أن هذا قتال في غير سبيل الله، و الرسول صلى الله
عليه و سلم يقول: "من قتل تحت راية عمية، يدعو إلى عصبية ، أو ينصر عصبية
، فقتلة جاهلية".

ثم إن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يتمسك بتراب "وطنه" مكة الذي أخرج منه
بغير حق هو و صحابته الكرم، و قد كان في استطاعته ذلك بعد الفتح.

لكنه رجع إلى المدينة عاصمة الدولة الاسلامية و أقام فيها ما تبقى من أيام
حياته، ولم يوص المسلمين بدفن جثمانه الطاهر في تراب "الوطن" مكة
المكرمة، و هكذا فعل أصحابه رضوان الله عليهم من بعده، فشهداء بدر و أحد
دفنوا في البقيع في المدينة و أبو عبيدة دفن في غور الأردن، و أبو أيوب
الأنصاري دفن قرب أسوار القسطنطينية، و حفظة القرآن الكريم من الصحابة
دفنت أعداد منهم في أطراف الهند و بحر قزوين خلال الفتوحات الاسلامية،
و لم يصدر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا عن صحابته الكرام
أي اشارة "وطنية" أو حنين للديار ، بل كان همهم الأول و قضيتهم المصيرية
إعلاء كلمة الله و نشر الاسلام و إخراج الناس من الظلمات إلى النور.

[u:4fc7abd822]لقد وصل الأمر ببعض دعاة "الوطنية " إلى افتراء الأحاديث على رسول الله صلى
الله عليه و سلم كقولهم (حب الوطن من الإيمان) فهذا ليس بحديث و لم يقله صلى
الله عليه و سلم ثم إن حب الوطن شيء و "الوطنية" شيء آخر[/u:4fc7abd822].

[color=red:4fc7abd822]فحب الوطن شيء طبيعي و غريزي لدى الانسان ، ذلك أن قلب الإنسان يتعلق
بالمكان الذي اعتاد عليه و ترعرع فيه و كانت له معه ذكريات جميلة، فهو يحن
إلى البيت الذي ترعرع فيه و يحب الحي أو القرية أو المدينة التي نشأ فيها أو
سكنها فترة من الزمن، إلا أن هذا الحب "الغريزي" لا يتعدى القرية أو المدينة
أو المنطقة التي عاش فيه الانسان.

أما "الوطنية" التي يروج لها مثقفو البلاط و كتاب السلطة، فهي التي يريدون لها
أن تكون رابطة تجمع سكان الدولة الواحدة و تفصلهم عن سائر إخوانهم في سائر
العالم الاسلامي.[/color:4fc7abd822]

لذلك نقول: إن الدعوة إلى القومية أو الوطنية هي ترويج للفكر الغربي الغريب عن
الاسلام. و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس
منه فهو رد".

فالداعي إليهما آثم عند الله تعالى.

فالواجب يحتم على المسلمين أن ينبذوا كل الأفكار و الأطروحات الدخيلة ، و يعودوا
من جديد إلى إحياء الرابطة الاسلامية لإقامة مجتمعهم على أساس العقيدة
الاسلامية ، فتسوده أفكار الاسلام و مشاعره و أنظمته، حتى تستأنف الأمة حياتها
الاسلامية من جديد و تعود أرقى أمم العالم.

و إذا كانت الأمة كلها مخاطبة بهذا الخطاب، فإن المثقفين فيها هم أحرى الناس
بالاستجابة، ذلك أنه في بيئتهم تفشت الأفكار الدخيلة و من خلالهم انتشرت، فعلى
عاتقهم تقع مسؤولية التغيير.[/quote:4fc7abd822]

هل لك اخي بوراي ان تدلنا على مكمن الداء في المقال السابق لنناقشه

عبد الله بوراي
12-20-2006, 03:45 PM
[color=black:8291773c34]

[size=24:8291773c34] يا أبا شجاع أين أنت ...؟

حمداً لله أنك بخير

مشتاقين والله

والموضوع شيق لِذى جمعنا بكم فالحمد لله

وتمنيتُ أن يكون ثمتَ خلاف حتى يحتد النقاش معكم , فلحديتكم طعماً مُستساغاً

وجميل .

ولكن لا بأس

فهذا أخ كريم كتب عن نفس موضوعنا , فربما ما سأنقله يكون فيه لإخى من رأى

قد ينبهنا اليه مشكوراً.

وهو عن:_الـغـلـو في حب الـوطـن


حين نتحدث عن الوطنية ؛ فإننا نتحدث عن هاجس غيور لدى ذوي النهى , يضوع صداه في جوانحهم وحنايا أفئدتهم ؛ ذلك أن الوطن حق مشاع , خليق أن يكون لكل مواطن سهم ضارب فيه بلا قوس أو وتر, وحقيق أن ينضوي تحت لواء التبعية المطلقة حياله , وجدير بأن تكتنـز هاتيك الفهوم له في وجدانياته وروحانياته , فما من مواطن سليم النظرة المتأنية والبعيدة إلا عوَّل على أهليَّة استحقاق الوطن ما يستحقه .
والوطنية والوطن والمواطنة كلمات تنساب على اللسان ، كلمات لها إيحاؤها ووقعها على النفوس ، فما إن يجرى ذكرها على اللسان حتى يسير في ذهن الإنسان شريط حافل بالذكريات... ذكريات الطفولة والنشأة التي لا ينسيها مر الليالي وكر الأيام ، لأن الوطن محل ينشأ ويترعرع فيه الإنسان ويقضي فيه أفضل أيام حياته. من هنا- وهنا فقط - يحمل الوطن ذكريات طفولته وأخبار صباه وأنباء حياته وحوادثه المهمة ، فيحن إليه الإنسان حنينا، ويطرب لذكراه طربا، ولا يختلف في ذلك إنسان عن إنسان، لأن حب الوطن يسري في الإنسان سريان الماء في العود، ويجري فيه جريان الدماء في العروق، فحب الوطن شيء طبيعي يفطر عليه الإنسان، والإسلام -الذي هو دين الفطرة- يراعي مشاعر الإنسان الطبيعية وعواطفه الغريزية في إطار معتدل مهذب معقول لا إفراط فيه ولا تفريط، ولا غلو ولا تقصير... فلا يطغى جانب على جانب .
يتردد على ألسنة كثير من الناس اليوم استشهادهم بالبيت الشعري الشهير للشاعر أحمد شوقي :

وطني لو شغلت بالخلد عنه ======== نازعتني إليه في الخلد نفسي
هذا البيت يعد غلوًا متأصلاً في حب الوطن , حيث يذكر الشاعر أنه لو كان في الجنة , لحدثته نفسه أن يخرج منها ويذهب إلى وطنه , أي أن حنينه لوطنه غلب على حب الجنة التي هو فيها , وكل مسلم يعلم أنه في هذه الدنيا عابر سبيل , فمهما طال عمره فإنه صائر إلى جنة أو نار والعياذ بالله , وكل مسلم يعمل في دنياه من الصالحات ليكون من أهل الجنة , فماذا تساوي الأوطان وإن علت أمام جنة رب العالمين , فلا ريب أن الشاعر قد أخطأ في هذا التصوير لحاله وتمنيه المقيت والمرفوض عقلاً ودينًا .

أحمد المهوس
كــــــاتب

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

burai[/size:8291773c34][/color:8291773c34]

ابو شجاع
12-23-2006, 02:26 PM
[quote:83e9b16dd4="burai"][color=black:83e9b16dd4]

[size=24:83e9b16dd4] يا أبا شجاع أين أنت ...؟

حمداً لله أنك بخير

مشتاقين والله

والموضوع شيق لِذى جمعنا بكم فالحمد لله

وتمنيتُ أن يكون ثمتَ خلاف حتى يحتد النقاش معكم , فلحديتكم طعماً مُستساغاً

وجميل .

ولكن لا بأس

فهذا أخ كريم كتب عن نفس موضوعنا , فربما ما سأنقله يكون فيه لإخى من رأى

قد ينبهنا اليه مشكوراً.

وهو عن:_الـغـلـو في حب الـوطـن


حين نتحدث عن الوطنية ؛ فإننا نتحدث عن هاجس غيور لدى ذوي النهى , يضوع صداه في جوانحهم وحنايا أفئدتهم ؛ ذلك أن الوطن حق مشاع , خليق أن يكون لكل مواطن سهم ضارب فيه بلا قوس أو وتر, وحقيق أن ينضوي تحت لواء التبعية المطلقة حياله , وجدير بأن تكتنـز هاتيك الفهوم له في وجدانياته وروحانياته , فما من مواطن سليم النظرة المتأنية والبعيدة إلا عوَّل على أهليَّة استحقاق الوطن ما يستحقه .
والوطنية والوطن والمواطنة كلمات تنساب على اللسان ، كلمات لها إيحاؤها ووقعها على النفوس ، فما إن يجرى ذكرها على اللسان حتى يسير في ذهن الإنسان شريط حافل بالذكريات... ذكريات الطفولة والنشأة التي لا ينسيها مر الليالي وكر الأيام ، لأن الوطن محل ينشأ ويترعرع فيه الإنسان ويقضي فيه أفضل أيام حياته. من هنا- وهنا فقط - يحمل الوطن ذكريات طفولته وأخبار صباه وأنباء حياته وحوادثه المهمة ، فيحن إليه الإنسان حنينا، ويطرب لذكراه طربا، ولا يختلف في ذلك إنسان عن إنسان، لأن حب الوطن يسري في الإنسان سريان الماء في العود، ويجري فيه جريان الدماء في العروق، فحب الوطن شيء طبيعي يفطر عليه الإنسان، والإسلام -الذي هو دين الفطرة- يراعي مشاعر الإنسان الطبيعية وعواطفه الغريزية في إطار معتدل مهذب معقول لا إفراط فيه ولا تفريط، ولا غلو ولا تقصير... فلا يطغى جانب على جانب .
يتردد على ألسنة كثير من الناس اليوم استشهادهم بالبيت الشعري الشهير للشاعر أحمد شوقي :

وطني لو شغلت بالخلد عنه ======== نازعتني إليه في الخلد نفسي
هذا البيت يعد غلوًا متأصلاً في حب الوطن , حيث يذكر الشاعر أنه لو كان في الجنة , لحدثته نفسه أن يخرج منها ويذهب إلى وطنه , أي أن حنينه لوطنه غلب على حب الجنة التي هو فيها , وكل مسلم يعلم أنه في هذه الدنيا عابر سبيل , فمهما طال عمره فإنه صائر إلى جنة أو نار والعياذ بالله , وكل مسلم يعمل في دنياه من الصالحات ليكون من أهل الجنة , فماذا تساوي الأوطان وإن علت أمام جنة رب العالمين , فلا ريب أن الشاعر قد أخطأ في هذا التصوير لحاله وتمنيه المقيت والمرفوض عقلاً ودينًا .

أحمد المهوس
كــــــاتب

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

burai[/size:83e9b16dd4][/color:83e9b16dd4][/quote:83e9b16dd4]

اخي الحبيب بوراي

الاصل ان الرد على الاسلوب الفكري لا يكون بالاسلوب الادبي

لكن

حب الوطن شيء جميل لا اعتراض عليه

ولكن المشكلة هي في جعل الوطنية رابطة بين البشر

انظر الى ما اقتبسته عن الاستاذ احمد القصص

[quote:83e9b16dd4]فحب الوطن شيء طبيعي و غريزي لدى الانسان ، ذلك أن قلب الإنسان يتعلق
بالمكان الذي اعتاد عليه و ترعرع فيه و كانت له معه ذكريات جميلة، فهو يحن
إلى البيت الذي ترعرع فيه و يحب الحي أو القرية أو المدينة التي نشأ فيها أو
سكنها فترة من الزمن، إلا أن هذا الحب "الغريزي" لا يتعدى القرية أو المدينة
أو المنطقة التي عاش فيه الانسان.

أما "الوطنية" التي يروج لها مثقفو البلاط و كتاب السلطة، فهي التي يريدون لها
أن تكون رابطة تجمع سكان الدولة الواحدة و تفصلهم عن سائر إخوانهم في سائر
العالم الاسلامي. [/quote:83e9b16dd4]


فالرابطة الوحيدة التي تصلح للربط بين البشر هي الرابطة المبدأية

والمبدأ عقيدة ينبثق عنها نظام

ونحن كمسلمين المبدأ الذي يجمعنا هو الاسلام عقيدة وشريعة

فمثلا انت من قلب الصحراء في الغرب

وانا من حوران الشام

ولا تربطنا الوطنية بشيء

ولكن يجمعنا الاسلام ويجعلنا يدا على من سوانا

ولعمري انت عندي كمسلم اقرب من ابن قريتي النصراني

تحياتي الحارة

عبد الله بوراي
12-23-2006, 02:50 PM
[size=24:7c214f8b87][color=black:7c214f8b87] أنت على حق

بارك الله فيكَ

burai[/color:7c214f8b87][/size:7c214f8b87]

ابو شجاع
12-23-2006, 03:13 PM
جزاك الله خيرا

واطعمك طيرا

وزوجك حوراء عيناء ذات خلق ودين

ولي مثلها انشاء الله

خاصة الاخيرة

:) :) :)

عبد الله بوراي
12-23-2006, 03:33 PM
[size=24:11b2b8f14f][color=olive:11b2b8f14f]
حلو..........بالزاف

بالله

أكتر لى من هذا الدعاء

سنين فى نقاش وحوار مع بعض الاخوة سامحهم الله

ما فيه يوم سمعت منهم مثل هذا الدعاء السمح

بخلاء الجاحظ أرحم منهم

هات ماعندك يا لخو

لحم طير.. تمرة طيبة .. عسل مصفى ..,,,ووو... وركز معاى على الو وا شوية

فهذا العام عام جدب فى الصحراء .. والحكاية ناشفة بالزاف....

أخيك

burai[/color:11b2b8f14f][/size:11b2b8f14f]

ابو شجاع
12-23-2006, 04:37 PM
اضحك الله اسنانك وطواحينك ونواجذك وقواطعك

ونزيدك دعاء


اللهم ارزق اخينا بوراي رزقا حلالا طيبا مباركا

من تمر وعسل وطحين ولحم طير مما يشتهون

اما الواو وما ادراك ما الواو

فنقول فيها

اللهم اعطه جارية رائعة الجمال فائق الكمال حوراء الطرف يقصر عن نعتها الوصف لها وجه زاهر ونور باهر فهي كما قال الشاعر‏:‏

كأنما أفرغت في قشر لؤلؤة *** في كل جارحة منها لها قمر

تقطع الأنفاس بعذوبة ألفاظها وتختلس الأرواح ببراعة منطقها وتذهل الألباب برخيم نغمتها مع ملاحة خد ورشاقة قد وكمال عقل وبراعة شكل واعتدال خلق‏ وسلامة طبع وتقوى ودين

اللهم آمييييييييييين

فهل انصفناك :)

عبد الله بوراي
12-23-2006, 05:28 PM
[size=24:6a499acd38][color=black:6a499acd38]اني استحيت من كرمكم الزايد يا أبا شجاع الذي فاض ألفة وود ومحبة.

وقد سيطر علىّ صمت مطبق فما عدتُ أدرى ما أقول

هل بالشكر أبداء أم بعد المحصول

بحث عن بيت شعر أو كلمات أرد بها على هذا العطاء فلم أجد

وما أجمل قول القائل

أحمد البلاغة الصمت حين لا يَحْسُنُ الكلام

burai[/color:6a499acd38][/size:6a499acd38]