تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المرأة والبحث عن السعادة



فـاروق
12-06-2006, 11:52 AM
السلام عليكم

هذا بحث صغير كنت قد بدأت به منذ بضع سنوات...اعتقد ما يزيد عن الخمس سنوات...ولم اكلمه لاسباب عدة اضعه هنا للاستفادة مما تم جمعه وعسى ان يكمله احد في المنتدى او يساعد على اكماله


المرأة
والبحث عن السعادة

المرأة...أماً و أختـاً و زوجة وبنتـاً...كانت ولا تزال لاعبا فاعلا في خضم معركة الحياة...و ركيزة أساسية للصرح الاجتماعي السليم.
والحديث عن المرأة حديث طويل متشعب وذو شجون....فاذا كان الرجل محور حديث النساء فالمرأة محور حديث الرجال والنساء على السواء...!!!!!
"و لعل ما يطيل النقاشات بين الناس حول موقع المرأة وأهمية دورها، وحول حقوقها وواجباتها وموقعها من الرجل،وموقع الرجل منها،هو أن التنظيرات في هذا الباب قد كثرت وتعددت الآراء وتنوعت المواقف مما حمل المجتمعات موروثات ثقافية ولدت افتراقا حول أغلب الأبحاث المرتبطة بالمرأة".
ولطالما هوجم الاسلام من باب "المرأة والعدل معها" و لطالما بث الغرب والمستشرقون سمومهم و بذور الشك عبر هذا الباب،وبما أن هذه المقولات لاقت رواجا عند بعض من يسمون بالمثقفين العرب..كان حريا بنا أن نتصدى وبمنطلق علمي ايماني لهذا الأمر.
والمسلم مطالب في كل حين أن يتدارس ما أنزل اليه وأن يفهم (أو يحاول) مدلولات التشريع وحكمه ،ما من شأنه أن يزيد من يقين المؤمن ومن شعوره بالعزة والفخر كونه هدي الى الاسلام.
و مما لا شك فيه أن الاسلام هو أفضل شرع أو قانون عرفته البشرية ومن ذلك ما يختص بالمرأة (و هذا ما سنبينه لاحقا) الا أننا سنحاول أن نبرهن أن الاسلام هو الأفضل للمرأة ،أي أفضل ما يمكن أن تتمناه أو أن تحصل عليه وهو الخير والعدل المطلق.....

[color=green:f71bd623b5]الدافع:[/color:f71bd623b5]

الدافع الأساسي للخوض في هذا الموضوع (اضافة لما سبق) هو أن نزيل (من أنفسنا أولا)أي مدخل للشك أو الحيرة ولكي نزيد من تعلقنا بديننا خاصة أننا في زمن الفتن العاصفة...
و لعل الموضوع أخذ انطلاقته حين سألت نفسي و من ثم شبابا آخرين:هل نحن في نعمة كوننا لم نخلق اناثا؟....!أي هل نحمد الله على أنه من علينا بالرجولة ولم يخلقنا اناثا؟....
و الذي دفعني الى هذا السؤال ما يحاول الغرب بثه من سموم و ما أراه من واقع المرأة المتردي والذي قد تجبر عليه باسم الدين..!فكان حتما ان أعرف ما قول الدين الحق في نصفنا الآخر وأن ألحظ الفرق بين الاسلام وبين فقه بعض المسلمين(عامتهم وخاصتهم)فيما يتعلق بالمرأة......

[color=green:f71bd623b5]المنهج:[/color:f71bd623b5]

قررت أن يضمن هذا البحث شواهد في طريقة تفكير المرأة وتعاملها مع الأشياء وفهم حاجاتها سعيا لفهم قدر السعادة الذي حققه الاسلام للمرأة.
ولعل من أصعب الأمور ايجاد منهج علمي متسلسل دقيق لترتيب الأفكار و لتأدية المرجو منه....
وقررت الا أقطع عرض الأفكار وتسلسلها بذكر المراجع(الا عند أهمية ذلك) التي ستذكر عند نهايةالبحث.
وبعد تفكير وتدقيق ارتأيت أن يقسم الموضوع الى ثلاثة فصول:
[u:f71bd623b5]الفصل الأول:[/u:f71bd623b5]المرأة قبل الاسلام أو المرأة عبر التاريخ وهو يتناول بالوثائق وضع المرأة عند الأمم السابقة كما وضعها في العهد القديم والعهد الجديد مع شواهد من بروتوكولات حكماء صهيون،ووضع المرأة في عهد حكم الكنيسة . وهذا الباب لا يحتاج لمعرفتنا بخفايا الكيان الأنثوي لكي ندرك مدى التعاسة والظلم الذي عاشته المرأة في تلك الحقبة من الزمن.

[u:f71bd623b5]الفصل الثاني[/u:f71bd623b5]:نظرة الغرب (ومن شايعهم من المثقفين العرب)وفلسفته تجاه المرأة:منشأها،واقعها،اضافة الى بحثها والرد عليها تحت منظار نظام الأزواج في الكون ومتطلبات الكيان الأنثوي.

[u:f71bd623b5]الفصل الثالث[/u:f71bd623b5]:وهو الأهم وهو الغاية والمرتجى ..وفيه نفصل وضع المرأة ومكانتها في الاسلام بشكل موضوعي ضمن أبواب ونقاط معينة و نختم بمقارنة ما وصلنا اليه مع ما تعيشه المسلمة اليوم سواء تحت ستار الدين أو العادات والتقاليد.وسنبين ان شاء الله في بداية الفصل الأبواب والنقاط التي سيتناولها البحث بالترتيب. ونسأل الله العظيم التوفيق والقبول والاخلاص....

فـاروق
12-06-2006, 11:59 AM
[color=darkblue:94c3c8ce31] [/color:94c3c8ce31][size=18:94c3c8ce31][align=center:94c3c8ce31] الفصل الأول
الموقع التاريخـي للمرأة[/align:94c3c8ce31][/size:94c3c8ce31]

<<قبل البدء بعرض موقع المرأة لدى الأمم السالفة ونظرتهم اليها ،يجدر التنبيه أن كل ما ورد في هذا الباب حول أحوال الأمم ووضع المرأة هو موثق و مأخوذ بمجمله من تأريخ غربيين غير مسلمين وذلك نقلا عن كتاب "المرأة بين التاريخ والشريعة" للدكتور أ سعد السحمراني.>>

ان قراءة تاريخية تأخذ طابع التوقف عند بعض المحطات في واقع حال المرأة عند بعض الشعوب في الزمن الماضي تعطي للقارئ نماذج عن نظرة هذه الشعوب للمرأة ولدورها وموقعها الاجتماعي وحقوقها عندهم.

[u:94c3c8ce31][color=green:94c3c8ce31]السومريون في بلاد ما بين النهرين:[/color:94c3c8ce31][/u:94c3c8ce31]

ان حال المرأة عند هؤلاء كان من السوء بمكان ،حيث أباحت شرائعهم للرجل أن يتصرف بها كيف يشاء،فالرجل هو السيد المسيطر يحق له أن يبيع زوجته أمة وفاء لبعض الديون.وهذه النظرة للمرأة انتقلت الى القانون الخلقي والى قانون العقوبات:فزنا الرجل يعد نزوة يمكن الصفح عنها أما زنا الزوجة فكان عقابه الاعدام.هذا مع أنهم كانوا يسهلون الدعارة لكهنتهم في المعابد:فكان يتصل بالمعابد عدد من النساء منهن خادمات،ومنهن سراري للالهة أو لممثليهم الذين يقومون مقامهم على الأرض،فتهب المرأة مفاتنها لتخفيف ما يعتري حياة الكهنة المقدسة من ملل وسآمة..!وكان الأب يحتفل بادخال ابنته في هذه الخدمة المقدسة.!


[u:94c3c8ce31][color=green:94c3c8ce31]البابليون في بلاد ما بين النهرين:[/color:94c3c8ce31][/u:94c3c8ce31]
أما عند البابليين ....!فالأمر تجاوز حد المعقول..!حيث كان من عاداتهم وشرائعهم أته لا يحق للمرأة أن تتزوج قبل أن تفض بكارتها من قبل رجل غير من ستتزوجه.وكان ذلك يتم وفق قانون عندهم مفاده أنه:
"ينبغي لكل امرأة بابلية أن تجلس في هيكل الزهرة مرة في حياتها و أن لا تعود حتى يلقي أحد الغرباء قطعة من الفضة في حجرها و يضاجعها خارج المعبد ،ولا يجوز لها أن ترفض القطعة مهما كان صغرها..."
وهذا السلوك لم يعتبر عهرا...وظلت الدعارة المقدسة عادة متبعة في بلاد ما بين النهرين حتى ألغاها قسطنطين حوالي 325 ق.م.وكان الى جانبها عهر مدني منتشر في حانات الشراب التي يديرها نساء.
كما أن الاناث حرمن من الميراث الا في حال انتفاء الذكور،مع العلم ان الاولاد بالتبني كانوا يرثون أيضا..

وللأمانة،أن هذا الواقع المفروض على المرأة(من حيث العهر..) لا ندري اذا كان حالة عامة على كل نساء مجتمع بلاد ما بين النهرين أم أنه ينطبق على بعضهن تبعا لانتمائهن الى فئة اجتماعية معينة و ما يحملنا الى هذا القول أن الأشوريين فرضوا الحجاب على نسوة الفئات العليا من المجتمع دون سواهن....و لكن هذا لا يغير من حال المرأة بشيء،اذ أنه لا يمكن اعتبار ما يلحق بها من سوء أمر ناتج عن التقسيم الطبقي الاجتماعي الجائر الذي يؤذي الرجل والمرأة-من الطبقة السفلى- على السواء ،ذلك أن شرائعهم أساءت للمرأة كجنس ( حكم الزنا...الميراث وحق التملك...بل أن الاباحية عند البابليين (فض البكارة..)كانت قاعدة عامة مطبقة على كل النسوة)و لامانع من أن يكون الأشوريون قد تقدموا خطوة (هزيلة)الى الأمام(من حيث فرض الحجاب)ولكن دافعهم لم يكن الحرص على المرأة من حيث أنها مخلوق ذو حقوق بقدر ما كان حرصا على هرمية اجتماعية معينة.

[u:94c3c8ce31][color=green:94c3c8ce31]الهنود والبوذيون:[/color:94c3c8ce31][/u:94c3c8ce31]

أما في بلاد الهند، ساد مفهوم دوني تجاه المرأة ألبسوه فلسفة دينية وعدوا المرأة دون الرجل منذ الولادة والخلق الأول،وهي في كتبهم المقدسة مصدر غواية وتدنيس وعنوان شر عريض للرجل.
فقد جاء في كتبهم المقدسة:"عندما خلق مانو النساء فرض عليهن حب الفراش والمقاعد،وحب الزينة والشهوات الدنسة والغضب ،والتجرد من الشرف وسوء السلوك..فالنساء دنيئات كالباطل نفسه، وهذه قاعدة ثابتة..وطبيعة المرأة أن تغوي الرجل في هذه الحياة ..والمرأة غير صالحة أبدا للاستقلال.."



كما أن الأسطورة الهندية تقول:"ان تواشتري-المبدع الالهي-حين أراد أن يخلق المرأة وجد أن مواد الخلق قد نفدت كلها في صياغة الرجل،ولم يبق لديه من العناصر الصلبة بقية ، فازاء هذه المشكلة طفق يصوغ المرأة من القصاصات والجذاذات التي تناثرت من عمليات الخلق السابقة.."
وهذا المفهوم للمرأة عند "مانو " في عقيدة الهندوكيين،لم يختلف عنه مفهوم "بوذا" الذي تميزت شريعته بنظرة للمرأة تقوم على الريبة و الاتهام ،واعتبارها مصدرا للرذائل...وجاءت وصاياه تدعو الى الابتعاد عن النساء قدر المستطاع واجتناب التحدث معهن..

و كبقية الأمم حرمت المرأة من الميراث ...ورغم أن تعاليمهم تحذر من الاقتراب منها،الا أنهم اعتمدوا مسلكا في معابدهم مشابها لما كان عليه الوضع في بلاد ما بين النهرين...حيث كان الزنا في الأعم الأغلب مقصورا على المعابد..!!!!!!!!!!بل وصفت معابد الجنوب بأنها(في بعض الحالات)كانت تتحول الى بيوت للدعارة ولا شئ غير هذا...!!!!!!!!!!!!

[u:94c3c8ce31][color=green:94c3c8ce31]المصريون القدامى:[/color:94c3c8ce31][/u:94c3c8ce31]

تمتعت المرأة عند المصريين القدامى(قبل الألف الثاني قبل الميلاد)بموقع متقدم نسبيا عن المرأة عند غير المصريين...فقد أعطيت حق التملك والميراث وكانت تشارك في الحياة العامة وفي شتى الأعمال المناسبة لقدرتها خارج اطار عملها المنزلي،وكن مسؤولات شرعا عن اعانة الأبوين..
ولكن هذه الميزات كانت حكرا على الأسرة المالكة..بل حتى في الأسرة المالكة تعرضت المرأة للظلم والعدوان،ويتضح ذلك من عادات زواجهم حيث كان الملك يتزوج ابنته واخته حفاظا على نقاء الجنس بل تفشى الزواج بالأخوات فعم المجتمع بأسره...
والشاهد الصارخ على احتقارهم للمرأة (رغم الحرية الجزئية) أن الملوك كانوا يهدون بناتهم وأخواتهم لبعضهم البعض...

[u:94c3c8ce31][color=green:94c3c8ce31]اليونانيون:[/color:94c3c8ce31][/u:94c3c8ce31]

أما المجتمع اليوناني الذي شهد حركة فكرية كبيرة وظهور الفلاسفة والمفكريين ،وفي غضون القرون التي كانت فيها المدن اليونانية على جانب عظيم من رفعة الشأن ،كانت النساء يقمن بأدوار تافهة وضيعة ولحق بحقوقهن حرمان في مسائل كثيرة لأن المرأة بنظرهم ناقصة الأهلية وهي عندهم دون الرجل بدرجات عديدة.
و الملفت أنهم اعتبروا عملية الحمل والانجاب مسوغا للحكم بأنها أقل مستوى من الرجل، وبدل أن تكرم بهذا الأمر أصبح أشبه بعار يلازمها، بل انهم رفعوا من درجة الرجل باعتبارهم قوة التناسل خاصية للرجل وحده وأن المرأة لا تعدو أن تكون حاملا للطفل و مرضعا له....

و لقد جاء في شرائع صولون:"أن العمل الذي يقوم به الرجل تحت تأثير المرأة عمل باطل قانونيا...واذا مات الرجل لم ترث زوجته شيئا من ماله..."و لقد أباحوا للرجل أن ينتزع أولاده من أمهم ساعة يشاء بل وأن يرمي بهم في الجبال دون أن يحق لها الاعتراض أو أن ترفع قضية أمام المحكمة...

اما في الجانب الخلقي ،فالأمر لا يختلف عما كان عليه عند الأمم السالفة... فكانت أثينا تعترف بالبغاء رسميا وتفرض ضريبة على البغايا،وأصبح العهر مهنة كثيرة الرواد، وفي ذلك يقول دمستين:"اننا نتخذ العاهرات للذة، والخليلات لصحة أجسامنا اليومية ، والأزواج ليلدن لنا الأبناء الشرعيين ويعتنين ببيوتنا عناية تنطوي على الأمانة و الاخلاص".

و من أعظم وجوه احتقارهم للنساء أنهم شرعوا للرجل أن يطلقها اذا كانت لا تنجب (أو لأي سبب يريد) لكنها لم تعطى الحق نفسه بل ان القانون يجيز والرأي العام يحبذ أن يستعين الرجل في حال عقمه بأحد أقاربه وكان الطفل الذي يولد نتيجة لهذا الاتصال ينسب للزوج نفسه.كما أن انسانية المرأة غير مراعاة في النظام الثقافي اليوناني:فأفلاطون في جمهوريته الفاضلة قال بمشاعية النساء والأولاد خاصة في فئتي الحكام والجنود،وأرسطو يعتبر الأولاد والمرأة من جملة أدوات الرجل الضرورية ومقتـنياته التي لا بد منها.

[u:94c3c8ce31][color=green:94c3c8ce31]الرومان:[/color:94c3c8ce31][/u:94c3c8ce31]

و هم ورثة حضارة وفكر اليونان القدماء ،وقد التزموا موقف الاستهتار بالمرأة والاعتقاد أنها بالتكوين والفطرة أقل قدرة من الرجل،وهذا ما نصت عليه شرائعهم وفي ذلك يقول جايوس:"توجب عاداتنا على النساء الرشيدات أن يبقين تحت الوصاية لخفة عقولهن".و هذه المقولة مردها الى فلسفة اليونان القدماء الذين افترضوا توزيعا في الانسان وقواه-و فيما يلي نص هذه الفلسفة-:

"ان في الانسان قوة غذاء ونمو وتوليد يشترك فيها مع الحيوان والنبات، وقوة ادراك حسي يشترك فيها مع الحيوان، وقوى ادراك عقلي ينفرد بها..ولذلك عدوا قوة العقل أسمى من قوى الانسان الأخرى كالعاطفة والاحساس والقوى البدنية"وكانت هذه الفلسفة سببا لاحتقار المرأة(وسنرد عليها في الفصل الثاني عند تكلمنا عن نظام الأزواج). ورغم ظهور بعض النساء في أعمال جيدة كالطب والنسيج والمحاماة الا أن النظرة الدونية تجاه المرأة لم تتغير،وسلك الرومان مسلك أسلافهم من حيث العهر وممارسة الفاحشة داخل المعابدوخارجها وكانت الأجور بحيث لا ترهق أية طبقة من الطبقات.ولقد تجلى واقع العهر المتـفـشي بينهم في قول أوفد:"ليس ثمة نساء طاهرات الا اللائي لم يطلبهن أحد ، وان الرجل الذي يغضب من صلات زوجته الغرامية رجل جلف..".
كما حرمت المرأة عندهم من ممارسة حقوقها السياسية ،بل حتى في المجال الديني كانوا يقولون :" على رب البيت أن يقوم على الشؤون الدينية بالنيابة عن الأسرة برمتها.."

فـاروق
12-06-2006, 12:01 PM
[color=green:63c23e4f08][size=18:63c23e4f08]فائدة وتحليل:[/size:63c23e4f08][/color:63c23e4f08]

لعله من الواجب أن نشير هنا أن ما سبق يمكن الاستفادة منه كوثائق تدحض كل محاولات التشويش وأن الأمر يكفي أن يعرف ولو لمرة واحدة دون أن نجعله مدار بحثنا ،فالهدف ليس السرد التاريخي بقدر ما هو عرض للحقائق و جلاء لصورة الواقع آنذاك سعيا لترسيخ الايمان بتحقيق المقارنة بين الشرائع التي عرفتها الانسانية.
ويمكن الخروج مما سبق بفوائد منها :

أولا)أن واقع المرأة في تلكم الحقبات من التاريخ كان مأساويا بغض النظر عن الأسباب ،فالأسباب لن تبلـسم من الجراح التي أثخنت انسانية المرأة وحرمت العالم من قدراتها....

ثانيا)وهي النقطة الأهم،وبما أننا أمرنا أن ننظر في شؤون وأحوال الأمم السابقة،نستطيع ان نلحظ مما سبق وصفه من حال الأمم أن الايمان بالله غاية كل عاقل .ذلك أن تلك الأمم رغم كل ما توصلت اليه من علم وفلسفة ووضع لأسس علمية نافذة الى يومنا هذا، رغم هذا ،لم تستطع أن تـنأى بنفسها عن الخضوع لشهواتها..وأن عقول فطاحلها لم تستطع أن تصل الى الحق بل وقعت تحت تأثير المصالح..فلما كانت المرأة لا تشكل تهديدا لوجودهم أو أمرا أساسيا لا يستطيعون تجاوزه جار حكمهم عليها وشطت أفكارهم فيما يتعلق بها،وأخضعوها لمنطق القوة وأنزلوا فيها حكم الغالب بالمغلوب...

وما هذا الا دليل على أن العقل البشري وهوفي أوج ابداعاته يظل قاصرا عن رؤية الحق التام الا بعون من الله..وأن الانسان لا بد محتاج الى حكم من لا يخضع لقوانين الأهواء ولا يرى بعين الشهوة ألا وهو الله جل وعلا.ذلك أن شرائعهم(ونتكلم هنا عن اليونان بما انهم أصحاب فكر وفلسفة ونظم وشرائع)وقعت في تناقضات منها زعمهم أن العقل أسمى من القوة البدنيةومن أي قوة أخرى..رغم أن أحكامهم الجائرة تجاه المرأة انما نبعت من مبدأ الهيمنة والتسلط بحكم قوة الرجل واستئثاره بالقوانين ..فكانت قوانينهم (وبالتالي قوة التعقل) خاضعة لقوة الهوى( التي كانت المسوغ لكثير من أحكامهم:الميراث...السلطة المطلقة للرجل...الزنا وتنظيمه...)وللقوة البدنية(من حيث تـفردهم بوضع هذه القوانين وتسيير جميع مرافق الحياة محتمين بالقدرة البدنية).ومن هنا نتيقن أن محاولة تفضيل ملكة انسانية عن الملكات الأخرى تفضيلا مطلقا ليس بالأمر الصواب انما هي لبنات في صرح لا يستقيم الا بها جميعاوان كان ذلك وفق نسب مختلفة.

فـاروق
12-06-2006, 12:12 PM
[size=18:962c106749][color=green:962c106749][align=center:962c106749]المرأة في العهد القديم والعهد الجديد:[/align:962c106749][/color:962c106749][/size:962c106749]

بداية تعريف بماهية العهد القديم والجديد.


[color=green:962c106749][u:962c106749]العهد القديم:[/u:962c106749][/color:962c106749] يتضمن توراة اليهود التي تـنقسم الى خمسة أسفار هي:التكوين-الخروج-التثنية-اللاوين (و التوابين)-الأعداد-تثنية الاشتراع.ويتضمن أسفار الأنبياء وهي ثمانية وأقل قدسية من التوراة ،اضافة الى الكتاب وهي نصوص مختلفة أهمها زبور داوود.

[u:962c106749][color=green:962c106749]العهد الجديد:[/color:962c106749][/u:962c106749]يتضمن أناجيل النصارى الأربع:متى-يوحنا-لوقا-مرقس،والرسائل وهي 22رسالة منها 13رسالة لبولس الرسول.
وسنتعرض في هذا الباب لوضع المرأة في العهدين القديم والجديد اضافة الى الممارسة العملية في ظل حكم الكنيسة وممارسات اليهود.

أما من حيث التشريع ،فقد اتفق العهدين على اعتبار المرأة مصدرا للخطيئة والسبب في اخراج آدم (عليه السلام)من الجنة وتحميلها تبعات ذلك بمفردها.

[color=green:962c106749][u:962c106749]العهد القديم:[/u:962c106749][/color:962c106749]

فلقد جاء في التوراة أن الرب سأل آدم:"هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها.فقال آدم: المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت...وقال (أي الرب)للمرأة تكثيرا أكثر أتعاب حبلك.بالوجع تلدين أولادا".سفر التكوين الاصحاح الثالث.
ومرة أخرى يعتبر الحمل والانجاب عقابا للمرأة وتحقيرا لشأنها عوض أن يؤخذ على أنه سبب لتكريمها وزيادة في تشريفها.

و في غير نص نرى العهد القديم يلصق بالمرأة كل مواقف الانحراف والمعصية بأشنع صورها ومن ذلك ما جاء من تعرض للأنبياء وتصرفاتهم.وسنذكر ما ورد في شأن لوط(عليه السلام) رغم ما فيه من اساءة الا أننا أردنا أن نظهر شناعة هذا الكتاب ونفي أي قدسية قد يحاول اليهود وصفه بها.

جاء في التوراة:"وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه،لأنه خاف أن يسكن في صوغر.فسكن في المغارة هو وابنتاه.وقالت البكر للصغيرة:أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل يدخل علينا كعادة كل الأرض.هلم نسقي أبانا خمرا ونضطجع معه.فنحيي من أبينا نسلا.فسقتا أباهما خمرافي تلك الليلة.ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها.وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت مع أبي.نسقيه خمرا الليلة أيضا فادخلي اضطجعي معه.فنحيي من أبينا نسلا.فسقتا أباهما خمرا في تلط الليلة أيضا.وقامت الصغيرة واضطجعت معه.ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها.فحبلت ابنتا لوط من أبيهما."

والجدير بالذكر أن ذكر الفاحشة لم يرد في باب النهي عنه ومحاربته أو الدلالة على سوء عاقبته...بل ولا في مدحه أو التنويه به...بل كان الأمر مجرد ذكر لمواقف اباحية وهكذا منهج عرض لا يمكن أن يضمنه كتاب مقدس.
ومن أمثلة احتقار المرأة أنها اذا مات عنها زوجها دون أن تنجب منه فانها تكون لأحد اخوته ولا يحق لها أن تتزوج من سواه.كما أنهم اعتبروها نجسة طوال فترة حيضها فلا يأكلون من يدها ولا ينام معها زوجها في فراش واحد.
أما اذا مانظرنا الى مسلك اليهود فاننا نراهم يخالفون توراتهم على ما فيها من سوء وفحش....فالعهد القديم (كما العهد الجديد)لا يخلو من بقايا حق لم يمس بتحريف(وسيمر معنا ذلك في الفصل الثالث)...ولكن اليهود لم يبالوا بما في كتبهم من أمور حسنة بل شجعوا الزنا وتاجروا بجسد نسائهم خدمة لمصالحهم.وتأكيدا لذلك نذكر ما جاء في بروتوكولات حكماء صهيون حيث يقولون:"ان الكوييم -أي غير اليهود- مخبولون باستعمال الكحول،وشبانهم ينزلقون في الدراسات الكلاسيكية،وبسبب السيئات التي اقتيدوا اليها على أيدي عملائنا من

معلمين وخدم ومربيات في بيوت الأغنياء وعلى أيدي الموظفين وغيرهم، وبالتالي على أيدي نسائنا في مجال لهو الكوييم،ومن هؤلاء الأخيرات أذكر ما يسمى بسيدات المجتمع،ومثيلاتهن الراغبات في الفساد والترف".
ولا يخفى علينا الدور الذي يلعبه اليهود في ادارة وترويج العهر والأفلام الساقطة و دور الفاحشة.

[u:962c106749][color=green:962c106749]العهد الجديد:[/color:962c106749][/u:962c106749]

وافق العهد الجديد العهد القديم من حسث اعتباره المرأة سبب الخطيئة الأولى،وقرر أنه من أراد ملكوت السماء عليه بالابتعاد عن المرأة.ففي اتهام حواء بالخطيئة جاء نص بولس الرسول:"وآدم لم يغو، لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي".
كام أنه ورد أن الرجل يحق له تطليق زوجته بسبب الزنى ولم يوضح النص ما اذا كان زنى الرجل يتيح للمرأة أن تطلب الطلاق."من طلق زوجته لغير زنا وتزوج أخرى زنا." انجيل متى الاصحاح التاسع عشر.
كام أن التبتل والدعوة الى الرهبانية الواردة في انجيل متى الاصحاح التاسع عشر يذكر الرجال دون النساء وكأنه يدعو الرجال لتجنب النساء انتسابا لملكوت الله وتخلصا من الدنيا وزينتها

"فقال له تلاميذه:اذ كانت تلك هي حال الرجل مع المرأة فخير له ألا يتزوج فقال لهم: لا يفهم الجميع هذه الكامة بل الذين وهبوا النعمة.لأن هناك خصيانا ولدوا هكذا وخصيانا خصاهم الناس وخصيانا خصوا هم أنفسهم لأجل ملكوت السماوات فمن يستطيع أن يفهم فليفهم".

اكما أن العهد الجديد كان أكثر أخلاقية من حيث ذكر آثار الأنبياء بل ومن حيث دعوة النساء للحشمة وطاعة الزوج..وليس هذا غريبا اذا ما علمنا أن النصارى انما ضلوا وتهاونوا في ما أنزل اليهم على عكس اليهود القاسية قلويهم المتعمدين لتحريف ما أنزل اليهم.

أما وضع المراة في ظل حكم الكنيسة فهو أشد سوءا وظلما...ومما يشير الى ذلك قول الكاتب الفرنسي مونيك بييتر:"ما من عصر سعى من أجل النهوض بالعاهرات كالقرنين الثاني عشر والثالث عشر ميلادي فالكنيسة ما كانت تعتبرهن نساء ساقطات بل نعاجا ضالة.وقد سمحت لهن بانشاء رابطة مهنية مع كل الامتيازات المتعلقة بها.وقد وعد البابا أينوشنسيوس الثالث في براءة بابوية صدرت عام 1198م، وعد بغفران خطايا الرجال الذين يقدمون على الزواج من بنات الهوى....وفي بحر خمسين سنة تأسست ثلاث رهبانيات هدفها تامين المأوى للعاهرات".

ويكفي أن نعلم أن المرأة لم تعتبر مخلوق له روح الا في أواخر القرن السادس الميلادي بعد مجمع كنسي خصص لذلك.اذا ما أضفنا تصرفات الكنيسة(التي يفترض أنها أفهم الناس بربها وأن البابا هو ممثل الله على الأرض على زعمهم) الى نصوص الانجيل علمنا أن ما جاء به العهد الجديد لم يرفع صورة الدناسة والمعصية عن المرأة ولم يرتقي بها الى ما تصبوا اليه كل نفس بشرية.





نهاية الفصل الأول

من هناك
12-07-2006, 06:22 PM
ذكرتني بكتابات فاطمة هدى نجى :) هل نقلت عنها

بحث موفق على كل حال ولي تعليق لاحق

mohammad
12-07-2006, 06:34 PM
ما ممكن تختصرلي الفكرة بسطرين لشوف اذا منيح او لأ؟؟ :D

فـاروق
12-07-2006, 07:27 PM
من فاطمة هذه؟ لا اعرفها...حبذا لو نتعرف ونسمع تعليقك
-------

اخي محمد ما فيني اختصر....انا بالقوة نقلت الموضوع لكي لا يبقى دفينا...عله ينالني بعض الخير من نشره

من هناك
12-07-2006, 07:39 PM
هي الدكتورة هدى نجى وما شاء الله عنها نشيطة وكتاباته رائعة وسبحان الله المفارقة الرهيبة :) ان لها طريق ولأخيها طريق آخر مخالف تماماً :)

mohammad
12-08-2006, 12:35 AM
لا تقل لي ان اخاها هو أحمد عبد السلام...!!!!

فـاروق
05-19-2007, 06:50 PM
ما زلنا ننتظر تعليق بلال :)

Saowt
05-19-2007, 06:54 PM
أخي فاروق
هل لنا أن تلون المقال كي نتشجع لقراءتها؟؟

فـاروق
05-19-2007, 09:15 PM
اختي الكريمة المقال كان ملونا..ولكن الالوان ذهبت مع الريح بعد تغيير النسخة :)

ساحاول مجددا ان شاء الله

منال
07-27-2007, 03:26 AM
السلام عليكم

اين باقى هذا البحث؟

بارك الله فيكم

أم عمر
07-27-2007, 08:33 AM
نحن في إنتظار باقي المقال

من هناك
07-27-2007, 03:38 PM
الكاتب الآن يبحث عمن تبحث عن السعادة