تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ميقاتي يطرح التوافق على حكومة جديدة



الحسني
12-06-2006, 06:58 AM
[color=darkblue:d000db99fc][size=24:d000db99fc][u:d000db99fc][align=center:d000db99fc]"هدفها التعاون والمشاركة لا العرقلة والإسقاط"
ميقاتي يطرح التوافق على حكومة جديدة
تضمّ سياسيين وخبراء في الشؤون الاقتصادية[/align:d000db99fc][/u:d000db99fc][/size:d000db99fc][/color:d000db99fc]

اقترح الرئيس نجيب ميقاتي قيام حكومة جديدة "هدفها التعاون والمشاركة وليس العرقلة والإسقاط"، على ان تضم سياسيين(...) الى خبراء في الشؤون الاقتصادية (...) ومن مهماتها وضع قانون جديد للانتخابات.

وقال في تصريح امس: "ماذا يقتضي ان يحصل بعد من مؤشرات خطيرة لكي يدرك اطراف الصراع في لبنان فداحة الضرر الذي وقع حتى الآن والذي يمكن ان يتخذ منحى اكثر تفجرا اذا لم يتداركوا الامر ويعودوا الى الحوار فورا ومن دون اي شروط مسبقة".

لقد ثبت بما لا يقبل الشك صواب ما حذرنا منه تكرارا وتكرارا وهو المبارزة في الشارع وتجييش الرأي العام في معارك لا طائل منها، لا نتيجة لها سوى المزيد من استنزاف الوطن والشعب والقضاء على اي امل بالنهوض الاقتصادي، وتشويه صورة لبنان اكثر في الخارج والوصول الى نقطة اللاعودة في صراع لا افق له على الاطلاق سوى خراب البلد على كل من فيه.

ان كل الافرقاء في لبنان يدركون ان لبنان لا يحكم من طرف واحد او بتحالفات جانبية على حساب اي طرف آخر، وهو بالتالي قائم على مبدأ الديموقراطية التوافقية، وان ميثاق العيش المشترك امر واقع لا مفر منه، وجميعهم توافقوا على مبدأ المحكمة الخاصة ذات الطابع الدولي واعترفوا بوجود ازمة حكم ومؤسسات ويقرون من حيث المبدأ بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تشكل المدخل البديهي للمشاركة في معالجة الازمات اللبنانية المتراكمة.

وما دام الجميع مدركين ان اللقاء لا بد حاصل بعد هذا الافتراق، فما العبرة اذاً من استنزاف البلد وتدمير ما بقي من مقوماته وادخاله في المحظور الذي بدأت معالمه ومحاذيره تلوح في الافق؟ ولصالح من ننجرف جميعا الى الكارثة؟ يبدو ان جميع الاطراف باتوا اسرى المواقف التصعيدية التي اطلقوها والتي تصب بطريقة او باخرى في خانة الصراعات الاقليمية والدولية التي لا مصلحة للبنان بها ولا قدرة له على تحمل تبعاتها، لذلك فالمسألة تتطلب شجاعة في المبادرة للتلاقي في منتصف الطريق لحماية بقاء الوطن وتلاحمه.

ان هذا التلاقي يكون بتحرك سياسي حواري يجيب عن الهواجس المطروحة، وفي مقدمها عمل المحكمة ذات الطابع الدولي في ضوء الملاحظات حولها بحيث تتفق الدولة اللبنانية مع الامم المتحدة على انه، في حال وقوع اي التباس في التطبيق، يكون القانون اللبناني ومندرجاته هو المرجع في ذلك. ان من شأن هذه الاشارة ازالة المخاوف التي تراود البعض، وتجعل معرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هي الهدف الوحيد.

اما الخطوة التالية، فتكون بالتوافق على تشكيل حكومة جديدة على خلفية التعاون والمشاركة، وليس العرقلة والاسقاط، على ان تضم سياسيين يمكن ان يكونوا انفسهم اعضاء مؤتمر الحوار الوطني او من يمثلهم، اضافة الى خبراء في الشؤون الاقتصادية لمحاولة انقاذ الوضع الاقتصادي والتأسيس لحلول اصلاحية جذرية، ذلك ان عمر هذه الحكومة لن يتجاوز الاشهر القليلة لان موعد رحيلها محدد سلفا بتسلم رئيس جديد للجمهورية مسؤولياته الدستورية في تشرين الثاني المقبل.

ومن مهمات الحكومة الجديدة ايضا تحريك موضوع قانون جديد للانتخابات وتحديد فترة زمنية محددة لاصداره على ان يأتي وليد توافق وطني ولا يكون مطعونا به من فئات لبنانية، كما حصل في المرات السابقة.

يقيني انه اذا صدقت النيات يمكن حل الكثير من النقاط العالقة. اما اذا لم تصدق، فعبثا يحاول احد الوصول الى صيغة ترضي الجميع ولا سيما ان منسوب المواجهة بدأ يرتفع، والوسائل المستعملة هي مماثلة في ايدي الاطراف المعنيين القادرين على العرقلة، اذا ما ارادوا، وقادرين على الحل اذا ما شاؤوا. ولكننا، مع ذلك، لن نيأس من التعويل على المناعة اللبنانية مهما علا ضجيج الشارع واحتدمت الغرائز.

اذا كانت شرارة الصراع انطلقت مع المحكمة الدولية لكشف حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهي حقيقة نجمع جميعا على ضرورة معرفتها، فأي محكمة سنحتاج اليها غدا لمعرفة من يغتال الوطن؟".

(النهار)