تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الوقفـة الثانية مع الشيخ أحمد حسـون



صلاح الدين يوسف
12-05-2006, 09:46 PM
طبعا عندي عشرات الملاحظات خصوصا أن يقال على العلويين و الدروز و غيرهم مسلمين , و لكن المقال به نقاط مهمة اخرى



الوقفـة الثانية مع الشيخ أحمد حسـون

الثلاثاء 5 كانون الأول/ ديسمبر 2006

الدكتور خـالد الاحمـد - كاتب سوري في المنفى

طالعت ماشـرته (العربية نـت) عن مواقف للشيخ أحمد حسون، المفتي العام للجمهورية العربية السورية، وقد نشرن الموضوع السابق عن المواقف التي أتفق فيها مع الشيخ أحمد حسون، واليوم أنشـر المواقف التي أختلف معه فيها وهي:

1- ينفي الشيخ أحمد حسون انتشار التشيع في سوريا، عندما يقول:

(وتناول الشيخ حسون تقارير صحفية تحدثت عن تشيع بين أهل السنة بدعم من إيران وموافقة من الحكومة السورية، فقال: تابعت الأمر بشكل شخصي وتبين أنه غير صحيح، واتصلت بالشيخ سلمان العودة وطلبت منه أن يدلني على موقع من المواقع التي يقال إن فيها انتشار للتشيع بسوريا، وكان سعيدا بتوضيح الأمور له، وقال إن هذه الأنباء جاءته من بعض الإخوة ولذلك تكلمت بها، فدعوته لزيارة سوريا ليرى حقيقة الأمور.

واستطرد بأن الذين يتحدثون عن تشيع لا ينتبهون إلى أنه منذ (15) سـنة أنشئ في سوريا أكثر من (35) مدرسة شرعية تدرس الفقه الشافعي والحنفي فقط.

وتابع: السؤال أوجهه إلى من يتحدثون عن انتشار التشيع بسوريا إذا كانوا يتقون الله: كم مسجداً وكم جامعاً بني في سوريا خلال العشر سنوات الأخيرة؟ وكم مدرسة شرعية أسست؟ وكم عدد العلماء الذين ينتشرون في سوريا وكليات الشريعة التي فتحت في حلب؟ والتي لها (3) مراكز بدمشق مثل مجمع أبوالنور ومجمع الفتح، وهناك جامعات اسلامية ليست سنية ولا شيعية.

وأشار إلى وجود حالات مثل العودة إلى بناء قبور الصالحين والمشايخ عند السنة والشيعة، مشددا على أن تعبير "سني وشيعي " "هما سياسيان وليسا دينيين"، وقال إن "المسلمين في سوريا يعتبرون كل المذاهب الاسلامية من الجعفرية والاسماعيلية والموحدين والعلويين مسلمين، والمذاهب التي يختلفون فيها هي مذاهب فقهية لا مذاهب عقائدية ".

أقول: أتمنى أن يكون كلامك دقيقاً وصحيحاً يافضيلة الشيخ.. لكن استفاض الناس يتحدثون عن بناء الحسينيات في دمشق، وفي الرقـة، وحتى بناء كلية دينيـة شيعية في الرقـة يذهب المتخرجون منها إلى قـم لمتابعة التفقـه والتمذهـب الشـيعي.. وكثر الكلام عن تشيع قرى بكاملها في محافظة الرقـة.. بل أشـد من ذلك تعتقـل الوحدات الأمنيـة للنظام الأسـدي كل من يحارب انتشـار التشـيع في سوريا عامة وفي الرقـة خاصة، بتهمـة (الوهـابيـة)، فمتى كانت (الوهابية) تهمـة يعتقل المـرء من أجلها.. أليست فكراً إسلامياً مثل غيره.. لماذا يسمح للآخرين ببنـاء القبور والمشاهد (وهذه بـدع مجمع عليها)، ولايسمح للنشطاء في محاربـة انتشار التشيع في الكلام.. نتمنـى ـ فضيلة الشيخ ـ أن ينشط الشيعة في نشـر مذهبهم في الهند بين المجوس، وفي اليابان حيث الوثنيـة، وفي إفريقيا وغيرها.. أما بين أهل السـنة في حلب والرقـة ودمشـق، فهذه نوايـا سـيئة تريـد الشـر والخراب والدمار للمجتمع العربي المسلم في سوريا.. وهذا في حقيقتـه نشاط (صفوي) وليس نشاطاً شيعياً، وأهل البيت بـرءاء منهم ومن دعوتهم..

وقد وصلني هذا التقرير بعد الفراغ من كتابة هذا الموضوع لذلك (أقحمه) الآن:

(محطتنا اليوم هي عن التشيع في منطقة جسر الشغور التابعة لمحافظة ادلب وبالتحديد قرية زرزور والتي تقع شمال جسر الشغور بحدود سبعة عشر كيلوا متر وهي قريبة من الحدود التركية ويبلغ عدد سكانها من سبعة إلى ثمانية آلاف نسمة.

بدا التشيع في هذه القرية عام 1945 على يد محمد ناجي الغفري، حيث بدا تشيعه بعد أن التقى بالشيخ مرعي الإنطاكي الحلبي وأخيه الشيخ احمد الإنطاكي.

حيث أعلن تشيعه على الملأ ولاقى هذا الموضوع استنكارا شديدا من أهالي القرية والمنطقة والتي ينتمي أبنائها إلى المذهب السني إلا أن الغفري جاهر في اعتناقه المذهب الشيعي وبدا ينشر المذهب بين أهالي هذه القرية وبرضى من قبل النظام بل وبحماية منه حيث كان يعمل في وضح النهار وبدعم كبير من السفارة الإيرانية حيث كان يزورها بشكل دائم وبدعوى من السفير وبحضور علي اكبر محتشمي وقدموا له مبلغا من المال (هذا ما صرح به ابنه محمد الباقر) وبناء على الدعم قام الغفري ببناء حسينية الزهراء وذلك بمشاركة السفير الإيراني محمد حسن اختري ومحمد البادياني والذي يعمل موظفا في السفارة الإيرانية في دمشق.

ومن ضمن الشخصيات الناشطة والبارزة ممن تشيعوا ناصر احمد ديلو وهو من مواليد قرية زرزور عام 1967 والذي اعتنق التشيع عام 1985 على يد الغفري وبعد أن تشيع حصل على الثانوية العامة والتحق بالحوزة الخمينية في دمشق والتي كانت بداية تأسيسها في عام 1986 وتتلمذ على يد السيد نور الدين الاشكوري والسيد احمد الفهري ممثل الإمام الخميني في سورية ولبنان والسيد يوسف الطباطبائي الممثل والوكيل الشرعي لخامنئي، وأقام في مدينة دمشق لمدة 16 عام عمل بها على نشر التشيع ومن بين الذين تشيعوا على يده يونس أماني (مدرس ابتدائي) وبعد تشيعه ترك التدريس والتحق بالحوزة الخمينية وبعد تخرجه أصبح إمام حسينية الزهراء في زرزور.

وكذلك من الذين تشيعوا كامل حسين حيث درس في الحوزة الخمينية في دمشق إلى أن أصبح مدرسا فيها حتى هذه اللحظة.

وكذلك يونس أماني الذي أعلن تشيعه وترك التدريس والتحق بالحوزة الخمينية وبقي لمدة ثمانية سنوات إمام في قرية زرزور لحسينية الزهراء بعد أن أكمل دراسته بالسطوح والمكاسب وهو نشط في نشر التشيع في منطقة جسر الشغور والقرى المجاورة.

أيضا من رموزهم في قرية زرزور احمد مصطفى قيراضة، ومحمد الباقر ابن محمد الغفري، مؤسس حركة التشيع في القرية أيضا حامد نجيب السيد، والسيد كامل احمد جنوار والذي درس في الحوزة الخمينية.

2- يقول حيان نيوف: وأما التقارير التي شككت في انتماء العلويين للاسلام، والتي رد عليها مفتي سوريا، فهي تصريح لحركة الإخوان المسلمين نشرته نشرة صادرة عن جامعة جيمس تاون الأمريكية في 11 آب/ أغسطس 2005 ونشرها موقع أخبار الشرق السوري حديثاً، وفيه أن "الإخوان المسلمين لن يشككوا في صدق انتماء العلويين الإسلامي إذا سموا أنفسهم مسلمين. مع ذلك يرفض مراقب الجماعة أن يقول هو نفسه إنهم مسلمون. أتباعه ومعظم المشايخ ربما يأكلونه حياً لو قال ذلك. طبعاً ليس ثمة سبب يجعل ضرورياً اعتقاده بأن العلويين مسلمون، إذا كان الإخوان المسلمون عازمين على فصل الدين عن السياسة، وهو أمر طالما رفضه الإخوان المسلمون بجلاء".

أقول: إن الكلام الذي استشهد به يناقض ما أراد الكاتب حيان أو حسون، يقول الإخوان: نحن دعـاة ولسـنا قضاة، فنحن لانحكم على زيـد أو عمرو بالإسلام أو الكفر، وليس هذا من شأننا، وإنما أعلنت الجماعة منذ مؤسسها الدكتور مصطفى السباعي يرحمه الله أن المسلمين في سوريا (90 %) أي أن الشعب السوري كله مسلمون ومسيحيون فقط.. وهذا يدل ويؤكد على أن الشيخ مصطفى السباعي يرحمه الله يدخل العلويين والدروز والإسماعيليين ضمن المسلمين..وتقول جماعة الإخوان أنهم عادوا في العشرين سنة الأخيرة إلى أصول الجماعة في سوريا، وإلى منهجها الذي خطـه الشـيخ مصطفى السباعي يرحمه الله..ولايستطيع أحد ولا المراقب العام للإخوان المسلمين ـ والمفتي يعلم ذلك ـ أن يحكم على غير الظاهر، ومهما بالغ الإنسان في التقوى والتقرب إلى الله عزوجل ؛ فلا يعلم حقيقة قلبـه إلا الله عزوجل، فكيف تريده أن يحكم، ويعطي صكوك غفران للناس، وكم من عالم يؤتى بـه يوم القيامة ويرمى في النار، وتندلق أمعاؤه فيدور بها كما يدور الحمار..كما ورد في الحديث الشريف.. أعاذنا الله من ذلك، وجعل أعمالنا خالصة لوجه الله تعالى.. (..).

3- الأحزاب الإسلامية تسيء للدين

وأختلف مع الشيخ أحمد حسون في موقفـه من الأحزاب الإسلامية، لأنـه:

رفض الشيخ حسون إنشاء أحزاب دينية في بلاده، مطالبا الاسلاميين "الذين يريدون الاشتراك في السلطة أن يدخلوا في أحزاب سياسية وليس في أحزاب تحمل أسماء دينية"، والسبب كما يقول: أن سقوط هذا الحزب الاسلامي في الانتخابات سيعتبره الناس سقوطا للإسلام، والأمة كلها مسلمة، وعليهم أن يعرفوا أن الدين هو الرقابة على الاخلاق والقيم والانسان وليس هو السلم الذي نستثمره لنجعل الناس في طاعة أهدافنا السياسية أو الاقتصادية أو الاهواء الشخصية".

وقال إنه يقصد بذلك حركة الإخوان المسلمين وحزب التحرير الاسلامي، وتابع: أناشدهم بالله، أي الأخوة في حزب التحرير والإخوان أن يعيدوها (جماعاتهم وتنظيماتهم) إلى جمعيات ثقافية وتربوية وتعليمية كما أرادها الشيخ حسن البنا والشيخ تقي الدين النبهاني اللذين كانا يقصدان إنشاء جمعية تربوية اخلاقية روحية فكرية ثقافية وليس أحزابا سياسية تتصارع على السلطة مع الآخرين.

وأضاف: "لذلك أرجو من إخوتي في الإخوان المسلمين وحزب التحرير أن يعيدوا دراسة هذا الموضوع فإن ما أسيء به إلى الاسلام باسم الأحزاب السياسة الاسلامية أكثر بكثير مما خدم به الاسلام، وهذا ما جعلنا في سوريا نلقى أشد الآلام حينما أرادت بعض الأحزاب الوصول إلى السلطة عن طريق الاسلام فكانت هناك ردة فعل في مصر وفي سوريا وأعتقد أن إخوتنا في حماس بدأوا ينتبهون إلى هذه القضية تماما ويعيدون النظر في قضية الأحزاب الاسلامية.

أقول: فضيلة الشيخ: أنت المثقف، ودكتور من الأزهر، وتعلم أن الإسلام دين ودنيا، وأن العمل السياسي جزء من الإسلام، وأن الدين الإسلامي يشمل جوانب الحياة كلها.. وربما تعلم أن كثيراً من المسلمين يرون العمل السياسي فريضة شرعية على المسلم، وبعضهم يراها فرض كفاية، بينما يرى آخرون أنها فرض عيـن حتى تقوم الخلافـة المسلمة، ثم تصير بعد قيام الدولة المسلمة التي تحكم بشريعة الله عزوجل تصير عندئذ فرض كفاية.. وحبذا لو رجعت إلى أطروحتي في الدكتوراة التي عنوانها (منهج التربية السياسية في المجتمع المسلم)..

وأنت تعلم أن أوربـا التي تدعـي أنها تخلت عن الديـن منذ قرون، تجـد في كل بلـد منها: الحزب الديموقراطي المسيحي أو حزب (كذا) المسيـحي، ولايرون غضاضـة في ذلك.. أما (حماس) ياسيدي الشيخ فلن تتخلى عن العمل السياسي ولن تفصل عملها السياسي عن عملها التربوي والإعلامي.. وأبواب الاجتمهاد مفتوحة في العمل السياسي الإسلامي لصور كثيرة، منها منهج (العدالة والتنمية) في تركيا والمغرب وغيرها، وهذه مناهج سياسية إسلامية، وليست فصلاً للدين عن السياسة، كما يعجب صاحبك الأستاذ (حيان نيوف)..

وأنصحك أيها الشيخ أن لاتقول أن البنـا يرحمه الله لم يكن مهتماً بالعمل السياسي، لأن تلاميذ المدارس الثانوية لايصدقون مثل هذا القول، فكيف يقوله (دكتور) خريج جامعة الأزهر!!!؟

4- يقول الشيخ أحمد حسون أن النظام السوري غير علماني:

(ونفى الشيخ أحمد حسون أن تكون سوريا دولة علمانية، وقال: إخوتنا من الاسلاميين يحاربون العلمانية دون أن يفرقوا بين العلمانية الفرنسية والعلمانية التي تقوم على العلم، فهي بكسر العين الدولة التي تقوم على العلم وأما بفتح العين فهي تقوم على العالمية. الاسلام لا يصطدم مع العلم ولا مع الدولة العلمانية ويعطي للعلمانية القائمة على العلم ضوابطها الاخلاقية، فإذا كان الاسلام لا طائفيا ولا تعصبيا ولا مذهبيا سنرى أنه لن يتصادم مع العلمانية، فنحن نؤمن بالعلمانية التي لا تصطدم بالدين ولكن نرفض العولمة التي هي قهر الآخر، ونقبل العالمية.

وبخصوص سوريا، حدد إجابته قائلا: "سوريا ليست دولة علمانية وفق المعنى الفرنسي لكلمة العلمانية، فأنا عندما كنت أرى الرئيس الراحل حافظ الأسد يدخل ويصلي مع الناس ويصوم رمضان، وحينما أرى الآن الرئيس بشار الأسد يقسم أمام مجلس الشعب بالله العظيم، والعلماني لا يقسم بالله العظيم وإنما يقول أقسم بشرفي ومعتقدي القسم الذي كان موجودا في السابق ولكن ألغي، فأي دولة علمانية هذه والقرآن يطبع فيها باسم رئيس الجمهورية وله صورة يمسك فيها بالقرآن يقبله ويضعه على جبينه.)..

أقول للشيخ أحمد حسـون: النظام السوري ليس علمانياً وليس إسلامياً، وليس له دين ولامذهب.. ولادستور.. ولاقانون.. ومن يشـك في ذلك فإنه أصـم أبكـم كما قال الأسـتاذ رياض الترك: النظام الاستبدادي في سوريا حول الشعب السوري إلى مجموعة من الصم البكم..أي قانون أو دستور يحترمه النظام الأسدي!!؟ إذا كان تغيير الدستور يكلف (ربـع ساعة) فقط وتبدل الفقرة التي تقول: رئيس الجمهورية لايقل عمره عن أربعين سـنة، تبدل إلى (رئيس الجمهورية لايقل عمره عن أربع وثلاثين وأربع شهور وأربع أيام..!!!!) وصار سائر الأخوة العرب يتندرون بها أمامنا في بلاد الغربـة، ويقولون (مجلس شعب الكتروني)..

وكنت أتمنى لو أن النظام السوري نظام علماني (يعني مثل دول أوربا) التي يفـر المسلمون للعيش فيها، لأنها تحترم دين الإنسان كائناً ماكان.. أما النظام الذي يحكم بالإعدام على المواطن لأنه منتسب أو متهم بالانتساب إلى جماعة الإخوان المسلمين فهذا النظام ليس علمانياً (لابالفتح ولا بالكسر، حتى ولا بالسكون).. النظام السوري (نظام أسـدي)، وغير هذا الوصف لايصـح عليه..