تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مشروع الإنقاذ السني



FreeMuslim
12-02-2006, 12:56 PM
[size=18:742f8a1006][color=blue:742f8a1006][b:742f8a1006]وبسبب الاختلاف في وجهات النظر، انقسم المشروع السني إلى لافتات وتوجهات، لا تملك وجهة موحدة، مما أضعف الجبهة السنية وسهل تسلل المشروع الشيعي..وفي ظل هذا المتأزم، أصبح إيجاد مشروع سني للإنقاذ، ضرورة ملحة وواجب الوقت المستعجل، لأن الواقع إذا بقي على ما هو عليه، فإن بغداد سوف يتم تشييعها بين 6-12 شهرا.

مجلة العصر / مضت أكثر من ثلاث سنوات ونصف على أكبر عملية سطو مسلحة عالمية قادتها أميركا، ليكون العراق هو ضحيتها والمبتلى بتداعياتها، إذ حولته أرض للمشاريع المتضاربة ذات الاتجاهات المتعاكسة.

ومع مرور الوقت ونظرا لتعقيدات القضية العراقية، وجد العرب السُنة أنفسهم مشتتين ومختلفين حول الطرق والحلول لإيقاف هذا الطوفان المدمر الذي يستهدف اقتلاع المشروع السُني..بل الوجود السني من جذوره، وذلك من خلال مشروع شيعي، يكاد أن يتجمع ويلتف حوله أكثر شيعة العراق المدعومين من قبل إيران، راعية المشروع الشيعي العالمي التوسعي، الذي يريد أن يبتلع الشرق العربي السني.

وبسبب الاختلاف في وجهات النظر، انقسم المشروع السني إلى لافتات وتوجهات، لا تملك وجهة موحدة، مما أضعف الجبهة السنية وسهل تسلل المشروع الشيعي، حيث رأى بعضهم أن الإسراع في الانخراط في العملية السياسية وإيجاد شريك سياسي سني هو الحل الأفضل، ورأى آخرون أن العمل العسكري الجهادي هو الحل الأنجع ..

وكان هناك فرقاء آخرون، انخرط بعضهم في وقت متأخر في العملية السياسية، ليُشكلوا "جبهة التوافق العراقية" .. ومع نشأتها، ولدت جبهة الحوار الوطني وكتل أخرى .. لتنقسم الواجهة السنية السياسية إلى عناصر ومكونات مختلفة، أضعفت الجانب السياسي، الذي هو جزء من المشروع السني.

وغير بعيد عن المشهد السياسي، بدت الساحة الجهادية السنية هي الأخرى منقسمة إلى مشاريع وفصائل مختلفة .. بعضها يحمل أجندة وطنية داخلية، وأخرى تحمل أجندة خارجية ورؤى مختلفة، لا تتفق في الكثير من الأحيان مع الرؤى السنية في حل المشكلة العراقية عموماً.. حتى الفصائل السنية الوطنية لا تتفق فيما بينها، ويغيب التنسيق على أغلب المستويات، بل بعضها انقسم على بعضه لتتشكل فصائل جديدة ...

لذا .. كان النتاج النهائي، ضعفا سنيا عاما، وغيابا للتكامل، أدى بالواقع السني إلى ما نراه اليوم، ونجمله بما يأتي:

- تمثيل سني ضعيف في العملية السياسية، وبمقاعد برلمانية قليلة ومشتتة، لا تملك مشروعاً سياسياً موحداً.

- تمثيل سني حكومي صُوري مفرّغ من محتواه الحقيقي، لا يمتلك أدنى معاني السلطة التنفيذية.

- أجهزة أمنية طائفية في وزارات الدفاع والداخلية والأمن الوطني، تمارس شتى أنواع البطش والقتل والاختطاف والاعتقال والتهجير بحق أهل السنة.

- ميليشيات مجرمة، أبرزها ما يسمى بجيش المهدي وفيلق بدر، تحاول تشييع مناطق أهل السنة بالقوة، وشنها حملات همجية على العاصمة بغداد، من خلال التهجير القسري واستهداف مساجد أهل السنة وبيوتهم ورموزهم، وبتواطؤ ودعم من الأجهزة الأمنية، وبمباركة المرجعيات الشيعية، وصمت الحكومة الطائفية المنحازة.

- تحالف أميركي شيعي وثيق، باركته المرجعيات الشيعية، وأسهمت في تعزيزه، من خلال دعواتها إلى عدم مقاومة الأمريكان المحتلين، وحث الشيعة على مواجهة المقاومة العراقية السنية، وبذلك حازت الدعم الأمريكي ميدانيا وسياسياً، ووظفته لخدمة مشروعها المذهبي الطائفي، ونجحت في توجيه القوة الأميركية نحو إضعاف العرب السنة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وفي جميع النواحي.

- عدم كفاية الجهد الذي تقوم به فصائل المقاومة العراقية السنية في الدفاع عن أهل السنة وحمايتهم من الميليشيات الإرهابية الشيعية، والتي قتلت من السنة وخطفت عشرات الألوف، وهاجمت –ولا زالت– مناطقهم ومساجدهم ورموزهم.

- فشل فصائل المقاومة في توظيف نتائج عملياتها العسكرية العملاقة التي أضعفت جيش الاحتلال وأنهكته، حيث لم تحصد المقاومة ثمرة إنجازاتها لتحقيق مكاسب سياسية تحمي أهل السنة وتحصل حقوقهم.

- ضعف اللاعبين السنة في العملية السياسية في توفير مكاسب حقيقية لأهل السنة ووقف المجازر في حقهم، ومواجهة مشروع تشييع بغداد، وقضم المناطق السنية المحاذية للمناطق الشيعية.

- ضعف واضح للعرب السنة في تحصيل الدعم العربي والإسلامي والدولي، وفشلهم في إقناع المحتل الأميركي بلعب دور أكثر حيادية في الأزمة العراقية.

- غياب التنسيق الحقيقي بين الفصائل الجهادية والقوى السياسية السنية، وافتقاد وجود مشروع إنقاذ حقيقي لأهل السنة في العراق، ومن ثم انتشال البلد برمته من الضياع والاقتتال من خلال عملية توازن حقيقية على الأرض.

إن هذا الغياب في التنسيق بين المقاومين والسياسيين، أضعف السياسي السني، وجعله خفيف الوزن في الساحة السياسية..

- غياب روحية الاعتراف بالأخطاء ونكران الذات والإحساس بالخطر، وضرورة التكامل السني في حل المشكلة، وهذا موجود لدى القوى السياسية والفصائل المسلحة على حد سواء.

- تنصل حكومي المالكي والائتلاف الشيعي الموحد عن كل الاتفاقات والالتزامات التي تعهدوا بها مع جبهة التوافق، كشرط لدخول الحكومة، والعمل الدءوب للمالكي في تنفيذ المشروع الشيعي، وعدم التفاتته للنداءات السنية، لأنه يعتقد –هو ومن معه في المشروع الشيعي– أنها فرصتهم الذهبية لإتمام مشروعهم في ظل التمزق السني وإحكام القبضة الشيعية على مفاصل الدولة برمتها، إضافة للدعم الأميركي والإيراني لمشروعهم على قاعدة التقاء المصالح، مضافاً إلى ذلك الضعف العربي والإسلامي في دعم سنة العراق.

- التحالف الأميركي الشيعي، وغض النظر الأميركي عن مجازر وانتهاكات ميليشيا المهدي وبدر والأجهزة القمعية الحكومية، في ظل اتفاق وتفاهم بين أميركا وإيران وشيعة العراق على صفقة مشتركة، تضمن مصالح الأطراف الثلاثة يدفع ثمنها سُنة العراق.

- ظهور مساعي كردية في السيطرة على المناطق المجاورة للعرب السنة، ومحاولة قضمها وضمها للفدرالية الكردية، وبذلك تفشل مراهنات السياسيين من العرب السنة في إيجاد تحالف وقواسم مشتركة مع الكرد، يمكن توظيفها في إيقاف المشروع الشيعي، وبالتالي الاتفاق على مشروع وطني موحد .

* مشروع الإنقاذ السني: الضرورة الملحة

وفي ظل هذا المتأزم، أصبح إيجاد مشروع سني للإنقاذ، ضرورة ملحة وواجب الوقت المستعجل، لأن الواقع إذا بقي على ما هو عليه، وحسب تقديرات الساحة، فإن بغداد سوف يتم تشييعها بين 6-12 شهرا.

ونقترح لمشروع الإنقاذ السني المؤمل، أن يراعي ما يلي:

- تعزيز روح الفريق الواحد في العمل بآليات تكاملية، يتمخض عنها جبهة إنقاذ سنية موحدة، وفق مشروع واضح المعالم، واقعي واضح الأطراف ومحدد الرؤى.

- إيجاد تنسيق عال، وتحقيق قدر من التجانس في الرؤى بين الفصائل المسلحة، وتعاون ميداني مشترك، وبالتالي توظيف قوة البندقية في خدمة الشق السياسي في جبهة الإنقاذ.

- العمل على إيجاد قوة ردع سنية لمجابهة الميليشيات الشيعية، من خلال التنسيق بين فصائل المقاومة والاستفادة من الجمهور السني، وتوظيف العشائر السنية لتكون عمقاً إستراتيجياً للمشروع.

- العمل على تفعيل دور العشائر، لتكون سهام الكنانة لجبهة الإنقاذ ومداد قوتها وعمقها الحقيقي.

- إعادة هيكلة الجانب السياسي، وتوظيف تجربة السنوات الماضية من عمر الاحتلال في خدمة المشروع السني السياسي، على أن تتخلى القوى السياسية السنية والفصائل المسلحة عن الحزبية الضيقة والفئوية المقيتة.

- إعادة الموازنة للعملية السياسية في العراق، من خلال عودة سنية سياسية، تملك قوة حقيقية مؤثرة على الأرض، ترغم الشريك الشيعي والكردي والمحتل الأميركي على التفاوض بجد، من أجل خلاص البلد برمته، وذلك اعتماداً على مداد القوة التي تعطي المفاوض السني وزنه الحقيقي، الذي يمنع الآخرين من الاستخفاف به.

- أن تتعامل الجبهة بواقعية وحذر مع الأطراف الشيعية والأميركية، وأن تتخلى عن الثقة الزائدة بالآخرين، والتي أوصلت السنة إلى ما وصلوا إليه، من خلال الثقة غير المبررة بالخصوم ووعودهم.

- محاولة جبهة الإنقاذ الحصول على الدعم العربي والإسلامي والدولي، وتنبيههم لخطورة المشروع الشيعي التوسعي الإقصائي، الذي يحاول أن يبتلع المنطقة برمتها، وإيجاد تنسيق إقليمي عربي لمواجهة هذا المشروع.

وأخيراً .. فإن الأمر جدُ خطير .. وعاصفة المحنة لن تترك محبا للمجد الشخصي إلا واقتلعته..

ولن ينفع مقعد في برلمان أو حقيبة وزارية أو منصب سيادي ولا بندقية مقاومة، إن شُيّعت بغداد، واتشحت الأعظمية بالسواد.[/b:742f8a1006][/color:742f8a1006][/size:742f8a1006]