تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ارحموا عزيز قوم ذل



FreeMuslim
12-02-2006, 11:46 AM
[size=18:4d11546a6c][color=blue:4d11546a6c][b:4d11546a6c]لقاء لا أنساه في أقبية السجون (6)
بقلم: د. هشـام الشامـي *

أخبار الشرق - 1 كانون الأول/ ديسمبر 2006

كان المقدم نبيل شاهين (أبو سمير) يشرح مأساته ومعاناته والدمعة تنحصر بين لحظيه حسرة وألماً لما آل إليه حال هذا الوطن العزيز؛ وكنت لا أحب أن أقاطعه لأنني تأثرت كثيراً بكلامه وتفاعلت معه بشدة؛ وشعرت وكأن أخي الشهيد أحمد - يرحمه الله - يعطيني دروساً في الوطنية والأخلاق والشهامة، وكان المقدم نبيل يتوقف عن الكلام ويستريح قليلاً ويستنشق نفساً عميقاً من جو هذا القبو الكئيب ليتابع حديثه وينفّس عما في داخله من ألم وحسرة وكبت. وتابع أبو سمير حديثه لي قائلاً:

- كانوا يتفننون في تعذيبي وإهانتي؛ وكأنهم يكافئونني عن خدمتي لهذا الوطن بتلك الإهانات التي كانت تؤلمني أكثر من آلام الكرباج المطاطي السميك وعصي الخيزران والكبلات الحديدية؛ كانوا يصرون على أن أقول سيدي لكل عنصر منهم؛ فتصور كيف يكون شعوري؟ عندما يسألني عنصر مجند حقير مثل أبي كنان: شو رتبتك ولا؟ فأجيبه: مقدم طيار سيدي، فيضحكون مبتهجين ومنتشين وكأنهم حرروا فلسطين من النهر إلى البحر، وأكثر ما أثر بي وجعلني أضعف أمامهم وأنهار عندما هددني المقدم رئيس التحقيق قائلاً: بدك تحكي متل ما بدنا غصب عنك ولا؛ أحسن ما جيب مرتك هون ونيـ.. قدّامك. وشعرت وكأن خنجراً مسموماً قد غرزه عميقاً في صدري بهذه الكلمات؛ فهذه النفوس المريضة لا تتورّع عن فعل أي شيء أبداً، ووددتُ لو أهجم عليه وأمسك بتفاحة رقبته وأغرز أصابعي بها عميقاً بكل ما أوتيت من قوة؛ لكنني تذكرت أن يديّ مكبلتان بالأصفاد خلف ظهري؛ ولا أستطيع أن أفعل أي شيء؛ ولا أملك من أمري حتى أن أرد عليه، ما أصعب أن تشعر بالذل والإهانة؟! وأنا الذي كنت أشعر أنني أملك الأرض والسماء عندما أحلق بطائرتي المقاتلة في الفضاء، وتيقّنت أنهم لن يعيدوني إلى عملي أبداً حتى إذا أخرجوني من هذا السجن؛ لأنهم يعرفون ما أجرموا بحقي؛ وأنني لا بد سأنتقم لكرامتي وكرامة الوطن وشرفي وشرف الوطن مهما طال الزمن، هذا الوطن الذي استباحوه بنذالتهم ووضاعتهم وحقارتهم وطائفيتهم؛ حتى أنني بدأت أشعر أن مجزرة بحجم مجزرة مدرسة المدفعية التي حصلت قبل حوالي أربع سنوات في حلب ما هي إلى ردّ فعل طبيعي لما ترتكبه الحكومة من تمييز وجرائم بحق هذا الوطن... وهنا قاطعته قائلاً:

- و لكنها جريمة لا أستطيع تصورها وتقبلها... فقاطعني قائلاً:

- صحيح.. صحيح.. لا شك أن الذين قُتلوا في هذه المجزرة لا ذنب لهم؛ ولكن تصرف الدولة الطائفي وانحيازها الواضح لطائفة ضد بقية الطوائف والاثنيات التي تشكل نسيج الوطن الجميل بتنوعه وتناسقه؛ جعلت بعض الشباب المتحمس والمكبوت يرد بهذا الشكل الطائش؛ فهو لا يملك وسيلة أخرى ليعبر عن رفضه لهذا الواقع الشاذ، هل يستطيع أحد في هذا الوطن أن ينتقد سياسة الدولة الطائفية علناً؟؛ رغم أن الجميع ينتقد هذا الوضع المرفوض بينه وبين نفسه وبينه وبين الثقات من المقربين إليه؛ وفي حال تجرأ أحد ما وانتقد هذا التوجه الطائفي للدولة ما هي النتيجة؟، لا شك أنه سيقتل خائناً وعميلاً وموهناً لعزيمة الأمة ومثيراً للنعرات الطائفية و.. و.. إلى آخر تلك الاتهامات الباطلة الجاهزة والمعتادة، ربما أنت لم تشعر بحجم الكارثة الطائفية التي أصابت هذا الوطن إلا عندما اصطدمت بهذا المساعد الحاقد والذي أفشل بكلمة واحدة وبدم بارد كل أحلامك وأمنياتك؛ أما نحن فنرى بأم أعيننا ما يحصل داخل الجيش والقوات المسلحة؛ فما زالت نسبة العلويين تزداد باستمرار بين الضباط وحتى بين صف الضباط والمجندين المتطوعين مقارنة ببقية الطوائف؛ حتى أصبح من شبه المستحيل أن يتطوع غير العلوي في الجيش؛ وإذا ما قبلوا البعض – من غير العلويين - لذر الرماد في العين؛ فلا يمكن لهم أن يجتازوا رتباً معينة؛ ولا يمكن لهم أن يستلموا مراكز حساسة مهما ملكوا من مؤهلات وخبرات وإمكانيات؛ وحتى إذا وصل البعض إلى رتب عالية يبقى خائفاً ويتصرف وكأنه يعمل أجيراً أو صانعاً عند مساعد أو رقيب علوي في ثكنته أو وحدته العسكرية؛ لا تفهم من كلامي أنني ضد العلويين؛ أبداً؛ فأخوالي علويون وأنا أحبهم وأعتز بهم؛ وكذلك لا تظن أن كل العلويين راضون عن هذا الوضع الشاذ؛ قطعاً؛ فأنا أعرف أن أغلبهم ناقم من هذا الوضع ويرفضه؛ ولكنهم كبقية إخوانهم في الوطن مغلوبون على أمرهم إلا ثلة قليلة من ضعاف النفوس؛ تلك التي يعتمد النظام عليها في تنفيذ مآربه؛ والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما معنى أن يكون نسبة الطلاب العلويين إلى مجموع طلاب مدرسة المدفعية عند وقوع المجزرة مثلاً أكثر من سبعين بالمئة؟! وما معنى أن يُرفض شاب في مثل حماسك واندفاعك من التطوع في الجيش؟! ثم انظر حولك هنا في هذا السجن الرهيب؛ هل ترى أو تسمع إلا لهجتهم وأسماءهم من أصغر عنصر إلى أكبر ضابط...

- ولكن وزير الدفاع ورئيس الأركان سنيان...

- هذا صحيح أيضاً؛ ولكن السؤال هل يستطيعا أن يفعلا أي شيء؟ هل يستطيعا أن يغيرا هذا الواقع المرفوض؟ هل يستطيعا حتى أن ينتقدانه؟ هل لديهما صلاحيات كصلاحيات رفعت الأسد أو علي حيدر أو شفيق فياض والكثير من الضباط غيرهم؟ أنهما وأمثالهما أرجل كرسي لا أكثر؛ ثم هل هناك رئيس فرع مخابرات من فروع المخابرات الكثيرة والعديدة ليس علوياً؟ بل هل هناك ضابط مخابرات له صلاحيات ليس منهم؟ وللمقارنة فقط أقول لك: أننا نحن العشرون الذين سافرنا إلى موسكو مع أخيك للتدرب كنا من كل الطوائف والاثنيات؛ وكان اثنان ونصف فقط – على اعتبار أن نصفي علوي – من هؤلاء العشرين من الطائفة العلوية الكريمة... وبينما كان المقدم شاهين يتابع حديثه باهتمام وتأثر سمعنا باب السجن المقابل لزنزانتنا يفتح؛ وسمعنا صوت أقدام السجان أبي كنان تتجه نحونا؛ فصمتنا ونحن نترقب ما يريده هذا البغل القادم ونقول في أنفسنا: خيراً إن شاء الله؛ ونعلم أنه لا يأتي بخير. وفتح أبو كنان باب زنزانتنا بعنف وصرخ بالمقدم نبيل قائلاً: - تعال ولاك كر تعال. فقام أبو سمير متثاقلاً وخرج من الزنزانة وسار مع أبي كنان نحو باب السجن؛ الذي قام بوضع القيود في يديه خلف ظهره والعصابة السوداء الكئيبة على عينيه؛ وخرجا من باب السجن وأنا أتابعهما بنظراتي الحزينة من خلال شق ضيق في باب الزنزانة الحديدي...

__________

* كاتب سوري[/b:4d11546a6c][/color:4d11546a6c][/size:4d11546a6c]

عبد الله بوراي
12-02-2006, 08:35 PM
[size=24:eeb253552d][color=black:eeb253552d]عندنا..فى ديار المسلمين ... يحدث هذا

إن قلت لا أصدق

بل لا أريد أن أصدق

فهل من يعدرنى

هذا شىء فاق للعقل تصديقه

هل هؤلاء بشر مثلنا ...؟

أعود بالله من الشيطان الرجيم

لاحول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم

كيف لى أن أنسى ...ما بين السطور

ليتنى لم أقراء منها حرفاً[/color:eeb253552d][/size:eeb253552d]

من هناك
12-02-2006, 10:46 PM
اخي بوراي،
هذا غيض من فيض في بلادننننننننننننننننننننننااااااااا ااااااااااااا

لا تستثني اي بلد من المحيط للخليج

عبد الله بوراي
12-03-2006, 01:20 AM
[color=darkblue:750343b64f][size=24:750343b64f] **** اللهم سلم سلم , اللهم سلم سلم ***

اللهم رحماك رحماك بأعراض انتهكت , وبهيبة مسخت , وبكرامة مسحت


اللهم انتقم يا رب لنا فقد آذونا أيما إيذاء


اللهم انصر الإسلام في بقاع الأرض جميعا , فقد انتهك في كل بقعة من الأرض.[/size:750343b64f][/color:750343b64f]

FreeMuslim
12-03-2006, 04:30 AM
بارك الله بكما أخوي بلال وبوراي

ماهذا وكما قال أخي بلال غيض من فيض وما خفي أعظم ..

كل هذا لأننا ابتعدنا عن ربنا سبحانه وتعالى .. وعاد الاسلام غريباً كما بدأ وهذا ما نبأنا به نبينا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام ..

العزة لا تكون إلا بالتمسك بكتاب الله عز وجل وسنة نبينا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم