تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التنظيم الدولي لـ ((الاخوان المسلمين)) كيف بدأ وما هو مصيره؟



مقاوم
11-27-2006, 07:41 AM
[color=blue:15ee602ec4][align=center:15ee602ec4]التنظيم الدولي لـ ((الاخوان المسلمين)) كيف بدأ وما هو مصيره؟

*بدأ من ((قسم الاتصال بالعالم الاسلامي)) ايام الإمام البنا وأرسى دعائمه المرشد مصطفى مشهور

*قسم الاتصال بالعالم الاسلامي تدخل لتأمين اعتراف الجامعة العربية باستقلال باكستان

*الولادة الرسمية للتنظيم الدولي كانت في المركز الاسلامي في ميونيخ عام 1982

*الصراع بين مركزية مفرطة لاخوان مصر وخصوصيات الفروع وضع التنظيم الدولي امام امتحانات مصيرية

*الغزو العراقي للكويت أحدث إنشقاقاً خطراً بين صفوف الاخوان لم تنته آثاره رغم عودة الكويتيين الى التنظيم

*اتسام بعض نشاطات ((الاخوان)) وتنظيمهم الدولي بالسرية يجعل استمرارية التنظيم محفوفة بالمخاطر

*احداث 11 ايلول وضعت كل الحركات الاسلامية امام امتحان التخلص من كل النشاطات الغامضة والملتبسة

*التحالفات مع الانظمة العربية، وتناقض بعضها مع الحريات وحقوق الانسان أحدث فرزاً غير معلن في نادي الحركات الاسلامية

*استغلال النظام السوري للورقة الاسلامية يطرح علامات استفهام كبرى حول التحالف معه

*التنظيم الدولي مستمر.. وربما يخضع لتعديلات متدرجة وهادئة

*مدرسة ((العدالة والتنمية)) تشكل نموذجاً لخروج الاسلاميين من المآزق السياسية والفكرية لـ((الاخوان المسلمين))

[/align:15ee602ec4][/color:15ee602ec4]

بقلم احمد الايوبي (*)



منذ اللحظات الاولى لتأسيس جماعة ((الاخوالان المسلمين)) وضع الإمام حسن البنا نظرية ((استاذية العالم)) وكانت تطلعاته أبعد من الحدود المصرية، بل انه درس الاوضاع في عدد من الدول العربية لمعرفة مدى صلاحيتها لإطلاق مشروعه، واعتقد لفترة ان في اليمن الارضية المناسبة ولكن استقر به الرأي على ان مصر هي البلد الافضل.

لذلك كان من الطبيعي ان يفكر الشيخ البنا بإطار عالمي يمتد على مساحة الانتشار الاسلامي، وفي الواقع فإن عملية نشر الفكر الاخواني خارج مصر حتمت انشاء جهاز تنظيمي خاص كان بمثابة وزارة الخارجية لدى ((الاخوان)) وهو ((قسم الاتصال بالعالم الاسلامي)) كان عمله الاول والوحيد انشاء فروع للجماعة خارج مصر والتواصل مع الشخصيات والتيارات القريبة من افكار الجماعة ومن هذا القسم بدأت علاقات ((الاخوان)) واتصالاتهم في كل انحاء العالم.

وعبر هذا القسم اتصلت الجماعة بالطلاب العرب والمسلمين الذين كانوا يدرسون بمصر خاصة في الازهر الشريف وانضم من خلاله عدد من الطلاب صاروا بعد تخرجهم ورجوعهم لبلدانهم قيادات اسلامية بارزة وضعت نواة تنظيمات الاخوان في بلدانها، وقد عمل في هذا القسم عدد من وجوه ((الاخوان)) وعلى رأسهم الشاب مصطفى مؤمن اشهر وابرز قيادات الحركة الطلابية في مصر وقتها والذي قاد تظاهرة كوبري عباس الشهيرة وكان صاحب المغامرة المشهورة في السفر للأمم المتحدة واقتحام جلسات مجلس الامن لعرض قضية استقلال مصر..

اما الوجه القيادي الآخر فكان سعيد رمضان بعل ابنة الشيخ حسن البنا والذي اضطلع بالدور الاكبر في نشر وبناء التنظيمات الاخوانية خارج مصر، من اندونيسيا الى المغرب ومن الصومال الى سوريا، ومن خلال هذا القسم اسس ((الاخوان)) فروعاً لهم في سوريا ثم الاردن ثم السودان على الترتيب واضطلع بالمهمة عدد من ابناء هذه البلدان الذين درسوا في مصر وارتبطوا بالجماعة، وأشهرهم مصطفى السباعي الذي صار بعد ذلك المراقب العام للجماعة وأحد كبار منظريها، كما افتتحت تنظيمات اخرى في اندونيسيا والصومال واليمن وافغانستان التي اضطلع بانشاء التنظيم فيها اثنان من اشهر هؤلاء الطلاب الوافدين على مصر وقتها، وهما علام نيازي ومحمد هارون مجددي، وكان الثاني نجل سفير افغانستان وقتها في مصر، في حين تولى مسؤولية التنظيم علام نيازي، وفي مكتب الجماعة في الدرب الاحمر بحي السيدة زينب تحول قسم الاتصال بالعالم الاسلامي الى وزارة خارجية لجماعة الاخوان المسلمين، طالت اتصالاتها معظم بلاد العالم الاسلامي ان لم تكن كلها.

فقد زار هذا القسم محمد علي جناح وهو يؤسس لانفصال باكستان واستمرت اتصالاته حتى توجت بتدخل الشيخ حسن البنا لدى صديقه عبدالرحمان عزام لاقناعه باعتراف الجامعة العربية التي كان الامين العام الاول لها بالاعتراف باستقلال باكستان عن الهند، ومن هذا المكان جرى التنسيق لثورة احرار اليمن في الاربعينيات ضد نظام الإمام يحيى حميد الدين عن طريق العضو الجزائري بالجماعة الفضيل الورتلاني، والحركة العربية لتحرير فلسطين التي كان يرأسها الحاج امين الحسيني مفتي فلسطين، كما ارتبطت الجماعة من خلال هذا القسم بمعظم القيادات الاسلامية والتحررية في العالم الاسلامي مثل عبدالكريم الخطابي وعلال الفاسي في المغرب، والملك السنوسي في ليبـيا والامير شكيب ارسلان في سوريا ونواب صفوي مؤسس حركة ((فدائيان اسلام)) في ايران وآل الندوي في الهند..



بعد اغتيال البنا

كل هذا الامتداد كان قبل اغتيال مرشد الجماعة ومؤسسها الشيخ البنا (في 12 فبراير/شباط 1949) وقبل قيام الثورة في يوليو سنة 1952 وما تلاها من صدام مع ((الاخوان)) دفع الى هجرة عدد من قياداتها واستقر عدد منهم في لبنان والكويت والسعودية وبقية دول الخليج وأسسوا عدداً من الجمعيات الثقافية والدعوية كانت القاعدة التي تأسس عليها التنظيم الدولي الذي لم يكن قراراً فوقياً اتخذته القيادة الاخوانية بقدر ما كان تجميعاً لتنظيمات ومؤسسات موجودة على ارض الواقع، فقد دعمت هذه القيادات – وبعضها كان له ثقل تاريخي مثل سعيد رمضان وكامل الشريف وسعد الوليلي وغيرهم – دعمت تنظيمات الاخوان في الأقطار التي استقرت بها وانشأت شبكة علاقات واتصالات كان التطور الطبيعي لها هو التنظيم الدولي بصورته التي استقر عليها.

.. وكان سعيد رمضان صاحب جهد كبير في هذا الصدد فقد تمتع بعلاقات قوية مع عدد من انظمة المنطقة، كما امتد نشاطه الى اوروبا ومن مركز جنيف الذي كان اول وأهم قاعدة للاخوان في هذه القارة انتشرت شبكة المراكز والمؤسسات الاخوانية الاخرى وأهمها المركز الاعلامي في لندن والمركز الاسلامي في ميونيخ بألمانيا الذي شهد المراحل الاخيرة لإعلان التنظيم الدولي الرسمي للجماعة في 1982.



تشكيلة التنظيم الدولي

اما تركيبة ((التنظيم الدولي للاخوان)) فقد اوضحتها اللائحة المعروفة بـ((النظام العام للاخوان)) والتي ولدت مع التنظيم الدولي عام 1982 حيث تضمنت في الباب الخامس عنواناً هو ((تنظيم العلاقة بين القيادة العامة والاقطار)) والتي يجب فيها على قيادات الاقطار الالتـزام بقرارات القيادة العامة المتمثلة في المرشد العام ومكتب الارشاد ومجلس الشورى العام.

أي ان هذه المؤسسات هي مؤسسات مركزية يقف على رأسها المرشد العام للتنظيم الدولي ومكتب الارشاد العام للتنظيم الدولي (13 عضواً: ثمانية من الاقليم الذي يقيم فيه المرشد، وخمسة يراعى فيهم التمثيل الاقليمي)، ومجلس الشورى العام للتنظيم الدولي (30 عضواً على الاقل يمثلون التنظيمات الاخوانية المعتمدة في جميع الاقطار)، ويختارون من قبل مجالس الشورى المحلية، وتلتـزم القيادات القطرية المختلفة في العالم بضرورة الحصول على موافقة مكتب الارشاد العام قبل الاقدام على اتخاذ أي قرار سياسي هام ويجب على قيادات الاقطار التشاور والاتفاق على المرشد او مكتب الارشاد العام قبل اتخاذ القرار في جميع المسائل المحلية المؤثرة على الجماعة.

ومنذ تشكل هذا التنظيم وضعت له لائحة لم يتم الالتـزام بها ولا مرة واحدة بالنسبة لاختيار المرشد العام، ففي اول اختبار لها عام 1986م حين توفي المرشد عمر التلمساني تم اختيار المرحوم محمد حامد ابو النصر بغير الالتـزام باللائحة، حيث لم تكن لائحة ((الاخوان)) في مصر تتناسق مع لائحة التنظيم الدولي ولم تجر انتخابات وحينما توفي المرشد محمد حامد ابو النصر عام 1996م لم يتم تطبيق اللائحة بانتخاب المرحوم مصطفى مشهور مرشداً جديداً من مجلس الشورى المصري، وتم ما عرف ببيعة المقابر التي جعلت الهيئات القيادية في التنظيم الدولي تقبل راغمة إقرار ما تم بالمخالفة للائحة. كما ان الكثير من القرارات التي صدرت من مجموعة مكتب الارشاد المقيمة في مصر لم تلتـزم بها قيادات الاقطار المعنية.



قيادات التنظيم

بالاضافة الى القيادة العليا للتنظيم في مصر من خلال المرشد ومكتب الارشاد، توجد قيادات تسير امور التنظيم في الخارج مثل السوري حسن هويدي وهو النائب الثالث للمرشد، بالاضافة الى فيصل مولوي والذي يشغل منصب الامين العام لـ((الجماعة الاسلامية)) في لبنان وايضاً الشيخ عبدالمجيد الذنيبات المراقب العام للاخوان في الاردن، والشيخ راشد الغنوشي، كما يتولى امر التنسيق بين افراد التنظيم في اوروبا ابراهيم منير وهو مصري يعيش في لندن.

وكانت قيادات التنظيم الدولي تعقد لقاءات مع قيادات اخوان مصر في عدة دول اوروبية وذلك لاستحالة لقاء قيادات التنظيم داخل مصر بسبب الملاحقة الامنية من جانب السلطات المصرية التي تحظر جماعة الاخوان المسلمين.



مصطفى مشهور: التأسيس والسيطرة

وإذا كان هناك شخص يمكن ان ينسب اليه دور اللاعب الرئيسي في تأسيس هذا التنظيم فهو الشيخ مصطفى مشهور احد اكثر قيادات الجماعة تأثيراً في بنائها بعد مؤسسها الشيخ حسن البنا، فعقب خروجه من السجن مع بقية قيادات الجماعة في عام 1973 بدأ مشهور العمل ومعه عدد من القيادات التي جمع بينها الانتماء والعمل معاً في ((النظام الخاص)) مثل كمال السنانيري واحمد الملط ونفيس حمدي واحمد حسنين، فاتجهوا الى العمل لجمع خيوط كل التنظيمات الاخوانية المنتشرة في الاقطار المختلفة، العربية منها خاصة، وكانت مواسم الحج افضل طريقة للقاء قيادات هذه التنظيمات التي اغراها الزخم الاسلامي المتصاعد واجواء الانفتاح الغربي على الحركات الاسلامية والتسهيلات التي كانت تلقاها قياداتها المطاردة في اوروبا والرغبة في حشد موارد الجماعة وتعبئتها، كل ذلك اغراها بالاسراع لوضع اللمسات النهائية لاعلان اول تنظيم دولي رسمي في تاريخ الجماعة.

وقد استمر الشيخ مصطفى مشهور الاب الروحي للتنظيم الدولي في عمله الدؤوب لتقوية هذا التنظيم الوليد وتوسيع شبكته التي امتدت لتشمل كل التنظيمات والكيانات الاخوانية المعتمدة في العالم العربي والاسلامي وخارجه بل توسع في ضم تنظيمات اسلامية اخرى لا تخضع تنظيمياً لقيادة الجماعة وان كانت متوافقة معها في المنهج وان اختلفت معها جزئياً في طبيعة البرامج التربوية مثل ((الجماعة الاسلامية)) في باكستان التي اسسها الشيخ ابو الاعلى المودودي، والحزب الاسلامي (باس) في ماليـزيا وحزب ((الرفاه)) بقيادة نجم الدين اربكان في تركيا.

وخلال خمس سنوات قضاها الشيخ مصطفى مشهور خارج مصر كان قد استطاع تأسيس اول تنظيم دولي حقيقي لجماعة الاخوان المسلمين، وحين عاد الى مصر بعد ايام من وفاة المرشد الثالث للجماعة ((المستشار عمر التلمساني)) (ولد في 4 فبراير/شباط 1904 وتوفى في 22مايو/ايار 1986) كان قد اتم بناء التنظيم الدولي للاخوان كاملاً وأحكم عليه قبضته الحديدية.



ابرز الازمات

بيعة المقابر

كان مصطفى مشهور رحمه الله النائب الاول للمرحوم محمد حامد ابو النصر مرشد الجماعة وقتها، وكانت علاقته قوية بالتنظيم الدولي، كان الرجل الثاني في التنظيم الخاص واشتهر عنه بأنه رجل تنظيمي من الطراز الاول على رغم بعده عن الاضواء وعدم فصاحته وحنكته السياسية الا انه كان يمسك بخيوط التنظيم الدولي ببراعة وكانت مسألة توليه لمنصب المرشد العام للجماعة بعد وفاة حامد ابو النصر تحمل شبه اجماع، ولا خلاف حول هذا الامر، وكانت هناك اجراءات لا بد من ان تتبع في هذا الشأن وفقاً للائحة الاخوان والحصول على موافقة التنظيم الدولي قبل الاعلان وذلك بعد ترشيح المرشد من قبل مكتب الارشاد في مصر، ولأسباب لا يعلمها احد في وقتها فاجأ المستشار مأمون الهضيـبي النائب الثاني والمتحدث الرسمي باسم الجماعة الجميع بإعلانه البيعة لمشهور امام جمهور المشيعين لجنازة حامد ابو النصر وداخل المقابر واخذ يردد عبارات البيعة ويردد خلفه بعض شباب الاخوان هذه العبارات رغم انهم لا يملكون حق الانتخاب، وسط صمت وذهول اعضاء مكتب الارشاد الحاضرين، والذين فوجئوا كغيرهم بهذا التصرف من قبل الهضيـبي وكذلك وسط استغراب من ممثلي الدول العربية والاوروبية من ((الاخوان)) الذين استطاعوا حضور تشييع الجنازة واطلق على هذه الواقعة بيعة ((المقابر)).

وقد اثارت هذه البيعة الملتبسة حفيظة التنظيم الدولي وحدثت خلافات واسعة، وتحفظ اخوان سوريا واوروبا واميركا على هذا الاختيار لفترة، وكان التحفظ ليس على شخص المرشد ولكن على الطريقة التي تم اختياره بها والذي ابتدعها الهضيـبي، وحاول مكتب الارشاد في مصر اصلاح العلاقة مع التنظيم الدولي محاولاً التخفيف من الانتقادات التي وجهت للجماعة خاصة بعد انفصال اخوان الكويت عن التنظيم الدولي والجماعة في مصر.. ومن قبلهم استقلال د. حسن الترابي في السودان ومعه العدد الاكبر من ((الاخوان)) وتحقيقهم نجاحات في التغلغل في السلطة والسيطرة عليها، ما ضاعف من قوة فكرة الانفصال لدى البعض ضد اعضاء التنظيم الدولي وحاول مكتب الارشاد اصلاح الامر فيما بعد بمحاولة اخذ البيعة اللاحقة لمشهور بعد اعلان تنصيبه مرشداً للجماعة، كما حاول مكتب الارشاد اختيار نائب ثان للمرشد من سوريا لتخفيف حدة الانتقادات التي بدأت توجه الى مصر وبدأ الحديث عن أسباب حصر منصب المرشد من مصر ولماذا يكون مقر الجماعة في مصر.. وهذه اسئلة ونقاشات لم تكن تثار من قبل مما دل على ان رابطة التنظيم الدولي بالجماعة في مصر بدأت تهتز.



أزمة الوسط وتصريحات مشهور

كانت أزمة حزب ((الوسط)) قد بدأت تتفاقم وتزامن هذا مع تصريحات مصطفى مشهور لإحدى الصحف عن الجزية وعلاقة المسلمين بالاقباط، وهذه التصريحات اثارت ردود فعل غاضبة على المستوى الداخلي وصل لحد إقامة احد المحامين الاقباط في مصر قضية سب وقذف ضد مصطفى مشهور، ووصلت على المستوى الدولي للتنظيم ان طالبوا بتعيين مستشار سياسي لمشهور يراجع تصريحاته وأحاديثه قبل نشرها، حيث ان مثل هذه التصريحات المتعلقة بالمسيحيين تضر بالاخوان المقيمين في اميركا وأوروبا وسائر بلاد العالم ذات الاغلبية المسيحية وتسبب لهم حرجاً شديداً، ناهيك عن اختلاف هذه التصريحات عن قناعات الاخوان انفسهم.

وزاد من حدة انتقاد بعض اعضاء التنظيم الدولي لتصريحات مشهور بعد ان نشر على لسانه ترحيبه بفكرة إنشاء حزب الوسط بهذه الخطوة، الامر الذي اعطى عدم صدقية لتصريحات المرشد وقتها وأحدث شرخاً في العلاقة بين التنظيم الدولي وقادة الجماعة في مصر وبخاصة بعد الضغط على اعضاء الحزب من ((الاخوان)) لإلغاء التوكيلات التي صدرت عنهم لوكيل المؤسسين وقتها ابو العلا ماضي، والوقوف ضد إنشاء هذا الحزب.

وطلب د. كمال الهلباوي مسؤول ((الاخوان)) في اوروبا من قادة الجماعة عدم الوقوف ضد فكرة إنشاء الحزب وكان طلب الحزب رفض من الحكومة المصرية وقام ابو العلا ماضي بالطعن في قرار لجنة شؤون الاحزاب امام محكمة مجلس الدولة، وإذ بـ((الاخوان)) يصرون على الحضور بالجلسة وتقديم إلغاءات التوكيلات الى المحكمة والمطالبة برفض الحزب ما اثار استياء الكثيرين من اعضاء التنظيم الدولي ودعا د. الهلباوي الى الاستقالة من ((الاخوان)) ورفضه استكمال المضي في هذا الطريق بهذه الصورة وهو ما اثار ردود افعال كبيرة داخل التنظيم الدولي ساعدت على الهوة بين التنظيم الدولي والجماعة في مصر خاصة وان د. كمال الهلباوي كان يمثل عنصراً فاعلاً ومتميزاً من عناصر التنظيم الدولي.



الاشكالية السودانية: المركزية المفرطة

لا يمكن الفصل بين مشكلة الحركة الاسلامية في السودان مع التنظيم الدولي عن مشكلتها مع حركة ((الاخوان)) في مصر، نظراً لهيمنة الاخوان المصريين على هذا التنظيم حسب رأيهم، وقد نص ((النظام العام)) على ان الحركات الاسلامية المنضوية تحت لواء التنظيم الدولي ملزمة بالآتي: ((الالتزام بالمبادىء الاساسية الواردة في هذه اللائحة عند صياغة اللائحة الخاصة للقطر. وتشمل هذه المبادىء: العضوية وشروطها ومراتبها، ضرورة وجود مجلس للشورى الى جانب المكتب التنفيذي، الالتزام بالشورى ونتيجتها في جميع اجهزة الجماعة.. الخ، والالتزام بفهم الجماعة للاسلام، المستمد من الكتاب والسنة والمبين في الاصول العشرين ((للإمام البنا))، والالتزام بالنهج التربوي الذي يقره مجلس الشورى العام.

لذلك، ليس من المستغرب ان تنفصل كيانات التنظيم الدولي عن التنظيم او الجماعة في مصر خاصة وان معظم كيانات الاخوان في اوروبا وأميركا وبعض الدول العربية سبقت الجماعة الأم في مصر في حيويتها وقدرتها على التعامل بآليات جديدة وبعقليات مبدعة غير جامدة مثل جماعة الاخوان المسلمين بالاردن وحركة ((حماس)) في فلسطين، فضلا عن ان استمرار بقاء الجماعة في مصر معطلة جامدة يجعلها اسيرة واقع علاقتها بالنظام السياسي في مصر، ويبقيها في دائرة العجز عن الحركة السياسية المطلوبة لمواكبة التطورات.



حرب الخليج

كان الاحتلال العراقي للكويت مرحلة مهمة في مسيرة التنظيم، ذلك ان جماعة ((الاخوان)) في الكويت تأسست على ايدي عناصر مصريين وكان الاجتياح العراقي بمثابة كارثة على اخوان الكويت اذ اثار الكثير من التوتر مع تنظيمهم الدولي الذي حاول القيام بوساطة مع صدام حسين، وبلغت الازمة التي سببها موقف التنظيم الدولي حد الاضطرار لتغيير اسمهم، ووصلت الخلافات قمتها مع وصول القوات الاميركية، اذ ذهب اعضاء مهمون من التنظيم الدولي الى بغداد، وإصدارهم مواقف بدت وكأنها دعم لصدام، عندها علّق اخوان الكويت عضويتهم في التنظيم الدولي واستمر الفتور قائماً رغم عودتهم للمشاركة في الاجتماعات.



العلاقات بالانظمة: التحالفات ومخاطرها

ولم تقتصر التناقضات التي ادى اليها إنشاء التنظيم على ذلك فالحركة الاسلامية الكردستانية بوضعها الذي يتسم بالحساسية الشديدة نموذج آخر يجب التوقف عنده، فهذا التنظيم ((الدولي)) الذي يعبر عن جماعة ذات توجه اسلامي يتصف بالعالمية اثمرت تجربته مع الاسلاميين الاكراد عن انطباعات سلبية ويعبر عن ذلك احد القيادات الاسلامية الكردية بقوله ان حركة الاخوان المسلمين حركة اسلامية مهتمة بالعرب لا تخرج عن دائرة الشعوب العربية الا في حالات استثنائية نادرة وقد اسس التنظيم الدولي للإشراف على الاخوان في بلاد الهجرة والاغتراب، والاسلاميون الاكراد يعتبرون علاقة الاخوان بالنظام العراقي السابق مشكلة عقدت علاقتهم بالتنظيم، ذلك ان دخول بعض اجنحة ((الاخوان المسلمين)) العراق مع سكوت اكثر تنظيمات ((الاخوان)) هو في حد اشكالية كبرى.

وهذا الواقع يفتح الباب للتطرق الى مسألة في غاية الحساسية والدقة، وهي التحالفات الاقليمية التي يمكن ان تنـزلق اليها الحركات الاسلامية، فالاشكالية مع النظام العراقي السابق خلال اجتياح العراق، وتجاهل الانتهاكات الخطرة التي كان يقوم بها تجاه الشعب العراقي، امر جعل الاسلاميين وكأنهم غير معنيين بالاصلاح السياسي والعدالة الاجتماعية.

ومثل هذا الامر يصح في العلاقة التحالفية العميقة التي نسجتها حركة ((حماس)) وإخوان الاردن مع النظام السوري، الذي لم تستطع كل الوساطات ان تقنعه بإنهاء حال العداء للإخوان المسلمين في سوريا ووقف حملات القمع المتواصلة ضدهم على مدى عقود.



ثالثاً: احداث سبتمبر/ايلول 2001

جاءت احداث الحادي عشر من سبتمبر/ايلول والاجراءات التعسفية التي اتخذتها الولايات المتحدة الاميركية تجاه الجماعات والتنظيمات الاسلامية جاءت سبباً جديداً دعا الى التفكير فعلياً في الاستقلال عن الجماعة في مصر ومحاولة العيش في المجتمع الاميركي باعتبارهم مواطنين ((اميركيين)) من الدرجة الاولى وليسوا مواطني درجة ثانية وروج لهذا الفكر مدير المركز الاسلامي بكاليفورنيا د. حسان حتحوت، ثم جاء قرار روسيا بوضع جماعة ((الاخوان المسلمين)) في الترتيب الثالث على لائحة الجماعات الارهابية عنصراً اضافياً الى العناصر والاسباب الدافعة لبدء التفكير في التخلي عن فكرة التنظيم الدولي والارتباط الروحي به فقط وليس الارتباط التنظيمي العقلي والحركي.



عاكف: الاكتفاء بالتوازنات

جاءت رؤية المرشد السابع محمد مهدي عاكف (تولى في 14 يناير/كانون الثاني 2004) التي بدت وكأنها تبعث برسالة تؤكد الاتجاه لإحياء رسالة التنظيم الدولي.

وكانت كل التصريحات والرسائل الاولى التي بعث بها المرشد محمد مهدي عاكف في استهلاله مهام عمله تؤكد إعادة الروح مجدداً للتنظيم الدولي وهو ما فهم من الحوار الصحافي الاول الذي اجريته معه صبيحة اليوم التالي لإعلانه مرشداً (نشره موقع اسلام اون لاين نت – في اليوم نفسه - في 15/1/2004، حيث اعتبر ان قرار ومكتب الارشاد في مصر باختياره مرشداً لم يكن الا ترشيحاً لا بد ان يعرض على مجلس شورى ومكتب ارشاد التنظيم العالمي ليقره – وهو ما حدث فعلاً وبالاجماع – او يرشح غيره ليصبح هو مجرد مراقب عام للإخوان في مصر، وكانت المفاجأة انه اعتبر ان مصرية المرشد ليست سوى عرف يتعلق بتقدير ثقل مصر فقط في حين ان اللوائح تؤكد حق كل بلد في ان ترشح من تراه وفقاً للقوانين واللوائح التي يعتمدها التنظيم الدولي.

وقد كانت هذه التصريحات سبباً في قلق مراقبين ودوائر سياسية وأمنية في مصر من عودة العلاقات بين التنظيم الدولي وقيادة الاخوان في مصر والى قوتها على نحو ما ذكرت جريدة ((الشرق الاوسط)) في تقرير نشرته بتاريخ 20 يناير/كانون الثاني 2004 اعتماداً على هذا الحوار.

الا ان المرشد عاكف، لم يكن مستعداً لتكرار تجارب فرض الرؤية السياسية حول القضايا الساخنة، مثل مشاركة اخوان العراق في مجلس الحكم المحلي في العراق، فهو لم يرفض ولم يقبل وقال – مكرراً كلام الهضيبـي – أنهم أصحاب القرار وأهل مكة أدرى بشعابها! على رغم خطورة القرار والانتقادات الكبيرة التي وجهت للإخوان بسببه.

وحين تقدمت الجماعة بمبادرتها للإصلاح السياسي في مصر قدمت مشروعاً سياسياً أقرب لبرنامج حزب سياسي قطري لا أثر فيه لرؤية عالمية ولم تكن المبادرة سوى نص البرنامج الانتخابي لمرشحيها في انتخابات برلمان 2000 وحين تدخلت الجماعة بالتغيير كان الحذف من نصيب كل ما يتعلق بالخارج والقضايا الخارجية وعلى رأسها قضيتا العراق وفلسطين!! ووجدنا تدريجياً ان الدور الخارجي للجماعة آخذ في التضاؤل ولم يعد حاضراً إلا في تصريحات عامة لا تختلف فيها الجماعة عن أي قوى إسلامية أو حتى قومية تدعو إلى وحدة الصف ومقاومة الهيمنة الأميركية والإجرام الصهيوني. وحتى في قضية محورية كقضية فلسطين كان الجديد الذي ربما لم يلحظه المراقبون ان الجماعة في مصر كانت تنأى بنفسها تدريجياً وباستراتيجية غير معلنة عن تفصيلات القضية حتى فيما يخص تنظيم الإخوان في فلسطين (حركة المقاومة الإسلامية: حماس) دون أن يعني هذا التراجع عن محورية القضية في العالم الإسلامي أو التخلي عن دعمها، بل بما يعني الانتقال من العلاقة العضوية بين التنظيم الدولي بقيادته المصرية والتنظيم الفلسطيني، وهي العلاقة التي كان من مفردات خطابها اعتبار (حماس) الذراع العسكري في فلسطين لجماعة الإخوان العالمية، والانتقال إلى صيغة جديدة ترسخ للانفصال السياسي والتنظيمي والاقتصار على الدعم اللوجستي والمادي ربما، ولكن في صيغة أكثر عمومية ولم يكن أدل على هذا التحول من الخبر الذي نشره الموقع الرسمي للجماعة (إخوان أون لاين) بتاريخ 24/3/2004 وصدر بعنوان ((إخوان فلسطين ينعون مرشدهم الشيخ ياسين)) وجاء في نصه: ((أصدرت جماعة (الإخوان المسلمون) في فلسطين بياناً الاثنين 22/3/2004، زفت فيه فضيلة الأستاذ الشيخ أحمد ياسين رئيس مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين إلى الشهادة))..

فلأول مرة في تاريخ التنظيمات الاخوانية في العالم يطلق لقب المرشد على قيادة تنظيمية غير المرشد العام في مصر إذ دائماً ما حرصت الجماعة على الحفاظ على هذا اللقب لمرشدها في مصر في حين اكتفى بإطلاق لقب المراقب العام على قيادات التنظيمات القطرية الأخرى والتي من المفترض أن حماس إحداها ليس هذا فحسب بل يقر الموقع الرسمي للجماعة – الذي لا يحتمل أن يخلط في مثل هذه التسميات أو يمررها عبثاً – بما جاء في بيان إخوان فلسطين ويؤكد استقلالية التنظيم الفلسطيني الكاملة من خلال ما أسماه مكتب إرشاد جماعة الاخوان في فلسطين.

دوافع ذلك غير معلنة أو معروفة وربما تكون إقراراً بأمر واقع حيث ينعدم أي تدخل إخواني من خارج فلسطين في سياسة حماس وربما استباقاً لسياسات أميركية قد تضع الجميع في سلة واحدة يتجاور فيها التنظيم الأم في مصر مع التنظيم الفلسطيني الذي أدرجته الولايات المتحدة في قوائم الإرهاب!



العدوان الإسرائيلي على لبنان: آخر النماذج:

شكل العدوان الصهيوني على لبنان نموذجاً جديداً للتحديات التي يواجهها التنظيم الدولي لـ((الإخوان المسلمين))، حيث استطاع ((حزب الله)) أن ينشر دعاية واسعة النطاق حول دوره الآحادي في المقاومة، واستطاع أن يستقطب إلى جانبه قيادة ((الجماعة الإسلامية)) التي راسلت المرشد العام للإخوان محمد مهدي عاكف، وأقنعته بضرورة دعم الحزب.

طبعاً ليس المطلوب هنا الانقلاب على ((حزب الله)) الصامد في وجه العدوان، لكن تجاهل الأحادية التي يحتكر من خلالها المقاومة، وارتباطاته مع النظامين السوري والإيراني وكيفية استخدام هذين النظامين لقضية المقاومة، كان يجب ان يدفعا إلى موقف أكثر توازناً، بحيث يدعم مبدأ المقاومة، ويتم التحذير من استغلال دمشق وطهران لهما.

وقد أسفر هذا العدوان عن فرز واضح في آراء ((الإخوان)) فإذا بإخوان سوريا يرفضون تحويل المقاومة إلى مجرد ورقة، خاصة وهم يرون التغلغل الإيراني في الشام، ويدركون مخاطره، وأيدهم في هذا الاتجاه إسلاميو الخليج.. في حين كان إخوان الأردن وحركة (حماس) في الضفة الأخرى..



اجتماع طارىء للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين بحضور المرشد المصري

ومع تفاقم الحصار الأميركي على الحركات الإسلامية، كشفت مصادر في جماعة ((الإخوان المسلمين)) في مصر ان عدداً من أبرز قيادات الجماعة عقدت اجتماعاً في دولة خليجية للتنظيم الدولي للجماعة وسط أنباء عن بحث حل التنظيم الدولي. وقالت المصادر ان الاجتماع جاء فجأة وذلك عقب سماح سلطات الأمن المصرية بسفر مرشد الجماعة محمد مهدي عاكف وذلك بعد ان كان ممنوعاً من السفر. وكشف المصدر ان سلطات الأمن سمحت أيضاً بالسفر للدكتور محمود عزت أمين التنظيم في جماعة الاخوان وأحد أبرز قيادات مكتب الإرشاد والذي كان ممنوعاً من السفر، أيضاً، منذ عام 1995.

وأكدت المصادر ان سلطات الأمن المصرية أجرت مفاوضات مع السكرتير الخاص للمرشد مسعود السيحي وتم الاتفاق فيها على السماح في البداية بسفر المرشد ثم حصل بعد ذلك الدكتور محمود عزت أمين التنظيم على الموافقة. وقالت المصادر ان المرشد وأمين التنظيم بحثا عدة مشاكل في ظل المعلومات التي ترددت بأن الجماعة المصرية تسعى لحل التنظيم الدولي، خاصة في ضوء الملاحقة التي يواجهها التنظيم وذلك عقب هجمات 11 سبتمبر/ايلول والتي تمثلت في تجميد أرصدة قيادي التنظيم الدولي يوسف ندا، ووضع الولايات المتحدة أموال بنك التقوى الإسلامي الذي يمتلكه عدد من قيادات الاخوان تحت المراقبة للاشتباه بتمويله أنشطة إرهابية. وقد تسبب ذلك في وجود عدة مشاكل للتنظيم الدولي وربطه بالتنظيمات القطرية لجماعة ((الاخوان المسلمين)). ولذلك فإن لقاء قيادات التنظيم الدولي مع المرشد محمد مهدي عاكف الذي يعد من أهم الشخصيات التي ساهمت في تكوين التنظيم الدولي للاخوان في أواخر السبعينيات ومعه المرشد الأسبق مصطفى مشهور، فرصة جيدة لوضع تصور لعمل التنظيم الدولي في الفترة القادمة خاصة أنه رافق المرشد في رحلته الحالية عدد آخر من قيادات تنظيم الاخوان وعلى رأسهم عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الارشاد والأمين العام لاتحاد الأطباء العرب والذي يعارض بشدة بقاء التنظيم الدولي، ويطالب بحله، وسبق أن هاجم يوسف ندا مسؤول العلاقات الخارجية للتنظيم، إثر كشف الأخير عن عدد من نشاطات التنظيم الاقتصادية والسياسية.

كما رافق المرشد في الرحلة أيضاً صلاح عبد المقصود القيادي البارز في الجماعة ووكيل نقابة الصحافيين المصريين بالإضافة إلى محمد طوسون وكيل نقابة المحامين والمسؤول عن ملف المحامين لدى مكتب الإرشاد وعمر عبدالله المسؤول عن ملف المهندسين بالإضافة لمسعود السيحي السكرتير الخاص للمرشد.

وقالت مصادر من داخل جماعة ((الاخوان)) ان قيادات التنظيم لم تحدد بشكل معين النقاط التي سوف يتم مناقشتها بين قيادات التنظيم الدولي والقيادات المصرية وأن هذا الأمر لم يناقش داخل مكتب إرشاد الجماعة وأن المكتب فوض المرشد في وضع الحلول التي يراها.

إلا ان الواضح ان قراراً بحل التنظيم الدولي لم يتخذ، وقد سجل المتابعون اجتماعاً له في دولة إقليمية يتمتع فيها الإسلاميون بحضور فاعل، وجاء ذلك الاجتماع على إثر الخلاف بين ((الإخوان)) في سوريا وبعض التنظيمات الأخرى، حول العلاقة بالنظام السوري، الذي كان قد دعا إلى مؤتمر إسلامي في دمشق، ورفض وتجاهل الوساطات المتواصلة لحل قضية ((الإخوان)) في سوريا، وكانت ((الشراع)) قد كشفت التفاصيل الكاملة حول هذا الملف.

ومن الواضح أيضاً ان التنظيم الدولي باق وربما يخضع لسلسلة من التعديلات التي تفرضها الظروف والوقائع، ولكنها تعديلات على طريقة (الاخوان) تدريجية وتضمن عدم حدوث تغيير واسع في المعادلات الناظمة للتنظيم الدولي.



آفاق التنظيم الدولي.. ومخارج محتملة

دخل التنظيم الدولي لـ((الإخوان المسلمين)) في إطار تحديات متتابعة، تواجهها الحركات الإسلامية عموماً، و((الإخوان)) بشكل خاص أهمها:

- ضرورة التوصل إلى إطار قانوني وسياسي يؤمن المظلة اللازمة لحركة التنظيم محلياً وخارجياً.. مما يستتبع التخلص من كل النشاطات ذات الطابع الغامض والملتبس التي يتم استغلالها لملاحقة التنظيم من قبل أجهزة المخابرات، التي استطاعت التسلل إلى أروقة مؤسسات التنظيم الدولي وحصلت على معلومات أضرت بالتنظيمات المحلية كما حدث مثلاً لتنظيم الإخوان في الأردن.. كما بات من الواجب حسم قضية المشاركة السياسية عبر أحزاب قانونية، ولعل المشكلة الكبرى قائمة في مصر، وربما جاء تسرع قيادة ((الإخوان)) في إجهاض تجربة حزب ((الوسط)) بمثابة خطأ فادح، لأنها كانت ستشكل اختباراً للنظام السياسي في مصر، ولتجربة العمل الحزبي، وفق معادلة تستهدف التوصل إلى تسوية لأزمة تكبل الشعب المصري منذ عقود طويلة. علماً بأن المطلوب اليوم هو فتح الباب على مصراعيه، أمام الحريات السياسية، لأنها السبيل الوحيد لتقوية وتحصين الشعوب العربية والإسلامية، ذلك ان الأنظمة القمعية، هي أفضل الحلفاء للأعداء..

وفي هذا الإطار ترجح مصادر إخوانية متابعة التوصل إلى صيغة سياسية تستطيع فروع ((الإخوان)) من خلالها التحرك على المستويات التخصصية واعتماد الصيغ ذات البعد التنسيقي بعيداً عن الارتباطات التنظيمية المباشرة.

- التوصل إلى ديبلوماسية مشتركة مبنية على دراسة الوقائع المستجدة، لحماية مشروعية المقاومة وتأمين الدعم لها.

- التحرك بآليات عمل جديدة تجاه الحركات الإسلامية غير العربية، وخصوصاً تلك العاملة في المناطق العربية، مثل الحركة الإسلامية الكردستانية، التي لا تشعر بالانتماء الفعلي لامتدادها الإخواني.

- الخروج من أزمة العلاقة بالأنظمة، ونحن هنا أمام نموذج ناجح، هو نموذج ((العدالة والتنمية)) في المغرب وتركيا.. وهو نموذج قبل المعادلات، فساوم النظام السياسي على الاعتراف به، مقابل فتح الباب أمام الحريات السياسية، ولعل هذا ما حاول القيام به رئيس حركة ((النهضة)) التونسية الشيخ راشد الغنوشي عندما عرض على النظام التونسي استعداد الحركة للتخلي طوعاً عن حقها في المشاركة في الحياة السياسية لفترة معينة، شرط أن يفتح النظام الباب أمام الحريات السياسية وإطلاق العملية الديموقراطية في تونس.

عبد الله بوراي
11-27-2006, 08:09 AM
[size=24:67e7aff202][color=black:67e7aff202]بحث قيم و في منتهى الروعة،

ونقل طويل موفق يتناسب مع فترة طول الغياب حُرم فيها (الصوت) من هذا الصوت

المُتزن و المُعبر .. وليس لنا من قول بعد بارك الله فيكَ ......سوى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

burai[/color:67e7aff202][/size:67e7aff202]

Saowt
11-27-2006, 10:26 AM
ومن هو أحمد الأيوبي هذا؟؟
[quote:4854cc64b9]بقلم احمد الايوبي (*) [/quote:4854cc64b9]

مقاوم
11-27-2006, 01:33 PM
الأخ الحبيب burai، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على ترحيبك الأخوي الذي أعتز به وأسأل الله أن يجمعنا على الخير دائما.

الأخت الفاضلة صوتة، أحمد الأيوبي هو رئيس المركز اللبناني للإعلام – كاتب متخصص في الشؤون الإسلامية. إخونجي سابق والإخوة في طرابلس أدرى به مني.

على فكرة، المقال منقول من مجلة الشراع - العدد الأخير

كلسينا
11-27-2006, 10:12 PM
أهلاً بالمقاوم الغائب ( المعذور ) :)

من هناك
11-27-2006, 10:33 PM
لم اقرأ بعد لأنه من كتابة احمد الأيوبي. هناك ما هو اهم الآن ولكنني لن اترك هذه الفرصة تمر دون ان ارحب بالمقاوم العائد

خلينا نشوفك كل كم يوم :)

مقاوم
11-28-2006, 04:59 AM
أخي كلسينا، غيابي كان احتجاجا وليس معذورا :shock:

أخي بلال، الله يسامحك يا أخي ظننت أنك ستقول خلينا نشوفك كل يوم! :?

الحسني
11-28-2006, 06:27 AM
[quote:8831f2d220="Saowta"]ومن هو أحمد الأيوبي هذا؟؟
[quote:8831f2d220]بقلم احمد الايوبي (*) [/quote:8831f2d220][/quote:8831f2d220]

هو رجل صاحب فتنة ومقالاته لا تخرج إلا بإشارة أمنية معينة

qadiri
11-28-2006, 12:24 PM
لماذا ينشغل بعض الصحفيين بمسألة التنظيم الدولي؟

من هناك
11-28-2006, 12:52 PM
لأنه مادة دسمة للصحافة :)

كما ان للتنظيم الدولي مواقف خفية تثير التساؤولات وهذا ما يبحث عنه الصحفي

qadiri
11-28-2006, 03:16 PM
نعم هو مادة دسمة للصحافة
ولكني لم أقرأ أبدا في التقرير أي مادة دسمة

ولم أقل أنه مدلس

من هناك
11-28-2006, 04:18 PM
هذا ما وصل للرجل

لو كنت تظن انه مدلس، ارجو منك توضيح النقاط

من هناك
11-28-2006, 04:21 PM
اخي مقاوم،
نحن لا نريد ان نأخذ الكثير من وقتك. ما دمت متحمساً، نريد رؤيتك مرة كل دقيقة على الأقل :) إن شاء الله في الجنة :)


[quote:bddaf1aad1="مقاوم"]أخي كلسينا، غيابي كان احتجاجا وليس معذورا :shock:

أخي بلال، الله يسامحك يا أخي ظننت أنك ستقول خلينا نشوفك كل يوم! :?[/quote:bddaf1aad1]

qadiri
11-28-2006, 05:56 PM
هو لا يملك معلومات، ولم يكشف عن معلومات دسمة

كلسينا
11-28-2006, 09:00 PM
اي أحتجاج أخي مقاوم ؟؟
على المنتدى ولا على الحكومة التركية التي فرضت تأجيل مؤتمركم ، ولا على غياب فاروق ؟ :)

من هناك
11-28-2006, 09:12 PM
احتجاج في تركيا :)

مقاوم
11-29-2006, 04:16 AM
أخي كلسينا، عد واغلط فما أكثر ما يحتج عليه!!

أخي بلال، يعني مصرّ إنك ما تشوفني في الدنيا!! أما في الجنة فلا خلاف (وراك وراك :))

كلسينا
11-29-2006, 05:49 AM
[quote:224013f20a]
أخي بلال، يعني مصرّ إنك ما تشوفني في الدنيا!! أما في الجنة فلا خلاف (وراك وراك )
[/quote:224013f20a]
وراه لوحده خذونا معكم ياجماعة المشوار صحيح صعب بس المكان جميل :)
جمعنا الله وأياكم في الأرض على قلب رجل واحد لو تباعدة المسافات إن شاء الله ، وفي الآخرة مع من نحب إن شاء الله .

من هناك
11-29-2006, 05:49 PM
نحن خلفك يا معلمنا ولكن كي نراك هناك كل دقيقة فلا بد ان لا تطيل الغياب عنا اكثر من دقيقة :)

كلسينا
11-29-2006, 05:59 PM
شخصي ولا على النت ؟ :)

من هناك
11-30-2006, 12:07 AM
على النت خلال النهار طبعاً :)

الزلمي عندو مسؤوليات وولاد :)

الحسني
11-30-2006, 04:22 AM
إنتا الحكيم يا كلسينا
:) :) :)

مقاوم
11-30-2006, 04:54 AM
النهار عندك يا بلال يعني الليل عنا يا حبيبي
"وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا "
ومثل ما قلت في مسؤوليات وولاد (عقبالك):)

كلسينا
11-30-2006, 06:47 AM
[quote:04dafa9b84]
إنتا الحكيم يا كلسينا

[/quote:04dafa9b84]الفضل يعود من بعد الله لأمير المنتدى بلال . :)
بالروح بالدم نفديك يا أبو الليل . :lol:

fakher
11-30-2006, 11:26 AM
بالعودة إلى الموضوع ...

أقول أنه كلام حق يراد به باطل ...

كلسينا
11-30-2006, 11:38 AM
فخر أفندي هل أوصلت الأمانة لأخونا مقاوم :)
سنحسبك قريباً مع من تنتقد .

مقاوم
11-30-2006, 11:46 AM
أنا سمعت بالأمانة وعقبال ما شوفها إن شاء الله ... جزاك الله خيرا يا حج ...سلفا

كلسينا
11-30-2006, 11:56 AM
أتمنى أن تصلك بأسرع من الطريقة التي أتبعت بموضوع السمكة الحرة :D
ذهبت إلى قطر وعدت وإلى تركيا وعدت وأظنك لم تذقها بعد .
يبدو أنك لازم تروح على الصين حتى يمن عليك الأخ فخر بهذه الهجنة .
قريباً إن شاء الله سيتغير برنامج عملي وسأهتملك بالموضوع .

مقاوم
11-30-2006, 12:04 PM
أعانك الله... الحقيقة مرقت على أبو فادي بعد رمضان لقيتو مسكر وكنت كل الطريق من بيروت عم احلم بسندويش السمك!!
الظاهر إنو فاروق داعي علي إني ما دوق سندويش السمك إلا معو :)

الحسني
11-30-2006, 12:05 PM
معقووووووووووول يا شباب
من التنظيم الدولي لسندويتش السمك

:roll: :roll: :roll:

مقاوم
11-30-2006, 12:08 PM
إيه معقووول ... خلينا بالمفيد :)

من هناك
11-30-2006, 06:53 PM
صحتين على السمك (مع انو مجلد)

عودوا للتنظيم الدولي ولا اظن ان الحديث اهم من السمك

كلسينا
11-30-2006, 07:02 PM
هذا أجمل ما في صوت ، وكأنك داخل بحوار على قهوة زحلو :)