تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما هي الحكمة من قراءة سورة الكهف كل يوم جمعة ؟!



سبحان ربي
11-24-2006, 03:17 PM
سورة الكهف من السورة المكية، (أي نزلت بمكة)،
وهي إحدى خمس سور بدأت بـ )الْحَمْدُ لِلَّهِ(: (الفاتحة، الأنعام، الكهف، سبأ، فاطر)، وهذه السورة ذكرت أربع قصص قرآنية هي: أهل الكهف، صاحب الجنتين،
موسى (عليه السلام) والخضر وذو القرنين (رضي الله عنهم).


ولهذه السورة فضل كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم): « من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء »،


وقال: « من أدرك منكم الدجّال فقرأ عليه فواتح سورة الكهف
كانت له عصمة من الدجّال ». والأحاديث في فضلها كثيرة.



وقصص سورة الكهف الأربعة يربطها محور واحد؛
وهو أنها تجمع الفتن الأربعة في الحياة: فتنة الدين (قصة أهل الكهف)،
فتنة المال (صاحب الجنتين)، فتنة العلم (موسى (عليه السلام)
والخضر(رضي الله عنهم) وفتنة السلطة (ذو القرنين (رضي الله عنهم).


وهذه الفتن شديدة على الناس، والمحرك الرئيسي لها هو الشيطان الذي يزيّن هذه الفتن. ولذا جاءت الآية ) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ، أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء
مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ، بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ( (آية 50 وفي وسط السورة أيضاً).


ولهذا قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنه من قرأها عصمه الله تعالى من فتنة المسيح الدجّال؛ لأنه سيأتي بهذه الفتن الأربعة ليفتن الناس بها. وقد جاء في الحديث الشريف:
« ما بين خلق آدم و قيام الساعة ما من فتنة أعظم من الدجال »،


وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يستعيذ في صلاته من أربع،
منها فتنة المسيح الدجال. وقصص سورة الكهف كل تتحدث
عن إحدى هذه الفتن ثم يأتي بعده تعقيب بالعصمة من الفتن:


1. فتنة الدين:



قصة الفتية الذين هربوا بدينهم من الملك الظالم فأووا إلى الكهف، حيث حدثت لهم معجزة إبقائهم فيه ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعا، وكانت القرية قد أصبحت كلها على التوحيد.


ثم تأتي آيات تشير إلى كيفية العصمة من هذه الفتنة:

) وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ، وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا، وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ، إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا، وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ، بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا ( (آية 28 – 29).


فالعصمة من فتنة الدين تكون

بالصحبة الصالحة وتذكر الآخرة.



2. فتنة المال:



قصة صاحب الجنتين الذي آتاه الله تعالى كل شيء،
فكفر بأنعم الله وأنكر البعث، فأهلك الله الجنتين.


ثم تأتي العصمة من هذه الفتنة:

)وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ، وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا، الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (.



والعصمة من فتنة المال تكون

في فهم حقيقة الدنيا وتذكر الآخرة.



3. فتنة العلم:



قصة موسى (عليه السلام) مع الخضر (رضي الله عنه)، وكان موسى ظنّ أنه أعلم أهل الأرض، فأوحى له الله تعالى بأن هناك من هو أعلم منه، فذهب للقائه والتعلم منه، فلم يصبر على ما فعله الخضر لأنه لم يفهم الحكمة في أفعاله وإنما أخذ بظاهرها فقط.


وتأتي آية العصمة من هذه الفتنة:

) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ( آية 69.



والعصمة من فتنة العلم هي

التواضع وعدم الغرور بالعلم.



4. فتنة السلطة:



قصة ذو القرنين (رضي الله عنه) الذي كان ملكاً عادلاً، يمتلك العلم، وينتقل من مشرق الأرض إلى مغربها عين الناس، ويدعو إلى الله، وينشر الخير،
حتى وصل لقوم خائفين من هجوم يأجوج ومأجوج،
فأعانهم على بناء سد لمنعهم عنهم، وما زال السدّ قائماً إلى يومنا هذا.


وتأتي آية العصمة:

) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ( (آية 103 و104).


فالعصمة من فتنة السلطة هي

الإخلاص لله في الإعمال وتذكر الآخرة.







ختام السورة:



العصمة من الفتن:



آخر آية من سورة الكهف تركّز على العصمة الكاملة من الفتن بتذكر اليوم الآخرة:

) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ، فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ( (آية 110).



فعلينا أن نعمل عملاً صالحاً، صحيحاً ومخلصاً لله حتى يَقبل،

والنجاة من الفتن، انتظار لقاء الله تعالى.







وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

لا إلــه إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

اللهم ارحم المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات

من هناك
11-24-2006, 04:38 PM
جزاك الله خيراً على النصيحة والتذكرة وجعلنا من حفاظها ليحفظنا الله