فـاروق
11-19-2006, 12:51 PM
السلام عليكم
بداية الرجاء ان تتمتع القراءة والردود بالهدوء والموضوعية والفهم الدقيق للكلام
والكلام المكتوب مجبول بالاسف العميق والحزن الكبير....الذي قد يتبين سببهما في نهاية المقال
قرأت منذ مدة كتاب لماذا اعدموني لسيد قطب...وهو حقيقة عبارة عن اجوبة سيد قطب رحمه الله على اسئلة المحققين.
وتضمن الكتاب نقاط جلية حول رؤية سيد قطب لنوعية اي تنظيم او جماعة او مجتمع يحاول التغيير ليفرض رؤيته التغييرية الاصلاحية في جو يحافظ على استمراريتها وامنها.
وذكر الكتاب ايضا نوعية من يحمل هذا الهم وينضوي تحت هذا المجتمع وطريقة تعامله مع الاخرين سلما وشدة وفكرا وتوعية والتزاما وتنسيقا مميزا الخ....
خلال قراءتي تلك تملكني شعور بالاعجاب مجبول باستغراب من امكانية تحقيق ما تم الكلام عنه...خاصة ان اي حركة اصلاحية سيتم وأدها في مهدها ولو كانت سلمية او غير سلمية.
شعرت ربما ان سيد رحمه الله اوغل في التنظير قليلا...او بمعنى ادق واصح اوغل في الامل
ولعله اوغل في حسن الظن بالله والتوكل عليه....
ربما اقتربت حركة الاخوان المسلمين يوما ما من تشكيل حركة اجتماعية اصلاحية تفرض نفسها وروءاها وتؤمن استمرارية ما...ولكنها على ابعد تقدير اقتربت ولم تصل...وليس السبب ربما خللا داخليا تنظيميا او منهجيا فحسب فحجم الضغوط وفقدان العون كان له دور.
الا ان المتأمل اليوم في حالة "حزب الله" يجده وصل خاصة في عهد حسن نصر الله الى صورة واقعية لما نظر له سيد قطب مع الفارق في الاهداف ربما والبون العقدي و الفرق في هامش التحرك والمناورة.
فحزب الله نجح في تشكيل تنظيم يتخطى البعد الفردي والحركي الى البعد الاجتماعي الاكبر متكلا على مصداقيته في التعاطي...فالكل يكاد يجزم على انه يصدق وعود وكلام نصر الله اكثر من كلام الاسرائيليين او القادة اللبنانيين في الداخل.
وربما اعانه على ذلك الافراط في الكذب والتلوي والنفاق لدى الاطراف الاخرى.
حزب الله نجح في ان يخلق لنفسه حصانة امنية مانعة تحمي المسيرة الفكرية الاصلاحية التي يتبناها وهذا عين ما دعى اليه سيد قطب.
حزب الله نجح ان يغرس بين مؤيديه (حتى اولئك الذين لا يحملون بطاقة عضوية حزبية) الامتثال الكامل والثقة الكبيرة الممنوحة لقيادة الحزب.
حزب الله نجح في ان يعزز ايمان افراده بالقضية والرؤى التي يتبناها الحزب...
حزب الله نجح في ابراز قائد اوحد ذو شخصية مؤثرة تلتف حوله كل الكوادر والمناصرين بعيدا عن عقدة الانا التي يعيشها معظم قيادات السنة والتي يتوارثها شباب ورجال السنة في مختلف المشاريع حتى البسيطة منها.فحسن نصر الله لم يستح بان يصرح بتقبيله لنعال مجاهديه ولا يذكر كوادره ليل نهار انه الملهم وانه "ربهم الاعلى". وهذه نقطة جديرة ان تدرس وان يؤخذ منها العبر.
ومما لا يحتاج الى دليل...انه نجح في خلق دائرة معجبين ومريدين خارج الاطار التنظيمي والطائفي...وهذا نجاح لافت ليس مرده الى غباء الناس كما يقول البعض...وليس الى غياب قيادات حقيقية في الساحات الاخرى (السنية على وجه الخصوص) مع ان هذا سبب اساس...ولكن هذا النجاح يرتكز ايضا على التوفيق الدائم لتصريحات حزب الله والتقليل من عدد الاخفاقات العملية مع الاخرين سواء عبر امكانية الصاق الخطأ بقرارات خارجية او عبر محدودية اثار تلكم الاخطاء.
من الطبيعي ومن المسلم به ان الحزب تلقى وما يزال دعما خارجيا كبيرا...ولكن من المؤكد ايضا انه حسن واجاد في التعاطي مع العروض والدعم وتوظيف الامكانيات بطرق ناجحة...ومن المسلم به انه ليس من السهل ان نجد حركة اسلامية سنية تحسن استخدام اي موارد تتوفر لها. ولا اعتقد اننا بحاجة الى امثلة تبيان ذلك.
المؤسف في الامر ان نرى هذا النجاح يقابله اخفاقات سنية مريرة ومتتالية ومتنوعة...
اقول مؤسف..لانه من غير الممكن ان يقدم المرء الثقة المطلقة على طبق من فضة لحزب الله ومجددا بسبب سياسات الاب الايراني في العراق وقبله في الخليج ككل...وحاليا في سوريا والسعي لموطئ قدم اساس في فلسطين.فضلا عن الكم الهائل من المؤلفات التي يتبناها الحزب بالضرورة والتي فيها صورة خطيرة لطريقة التعامل مع الغير حين امتلاك القدرة
ومؤسف لان هناك خلاف عقدي جلي وليس فقهي تفصيلي بين السنة وبين شيعة اليوم بمعظم تياراتهم وهذا يوصلنا الى عدم امكانية تبني الحزب كمشروع امة.
ومؤسف اولا واخيرا..لاننا لم نر الى الان محاولات جدية للاستفادة من نجاح هذه التجربة بل كل ما وجدناه فريقان اثنان:فريق لا يحسن سوى الشتم واللعن وهما سلاح الضعيف العاجز..وفريق ارتمى في احضان التبعية والتمجيد و الموافقة والتصفيق ليل نهار.
وقد يوجد فريق ثالث ولكنه يتجلى احيانا في صور قريبة جدا الى احد الفريقين السابقين مع بعض الفروقات البسيطة ويتجلى احيانا اخرى بصورة من يتمتع بحسن الاستنتاج والتفكير الا انه ارتضى ان يغيب نفسه عن الساحة الفكرية حتى.
ولكي اختم بنقاط توضيحية تجنبني ردودا في غير مكانها اقول:
-ليس الغرض الترويج لحزب الله ولا الدعوة له.
-ليس الغرض م نالنقاط السابقة القول بان حزب الله صادق في كل ما يقول وانه خارج اللعبة الاقليمية وانه حريص على المصلحة اللبنانية فحسب.
- ليس الغرض هو اتهام كافة الشريحة السنية بالعجز وضحالة الفكر...بل توجيه النظر الى فشل القيادات وعجز الشباب عن تكوين اي فكر (قبل ان يتحول الى مشروع) يساهم في نهضة الامة على مختلف الصعد.
-الهدف من هذا المقال هو ان نحاول فعليا لا قوليا تكريس فكرة الفريق الثالث الذي يحسن ان يضع لنفسه مبادئا واسسا ثم يحسن ان يضع اطرا لتحقيق تلك المبادئ دون ان يتصادم مع احد فضلا على ان يتقاتل في ما بينه.
تلكم خواطر بسيطة راودتني خلال سماعي اليوم لكلام نصر الله رغم اعتراضي على عدة نقاط فيه خالفت الصواب بشكل جلي.
والسلام عليكم
بداية الرجاء ان تتمتع القراءة والردود بالهدوء والموضوعية والفهم الدقيق للكلام
والكلام المكتوب مجبول بالاسف العميق والحزن الكبير....الذي قد يتبين سببهما في نهاية المقال
قرأت منذ مدة كتاب لماذا اعدموني لسيد قطب...وهو حقيقة عبارة عن اجوبة سيد قطب رحمه الله على اسئلة المحققين.
وتضمن الكتاب نقاط جلية حول رؤية سيد قطب لنوعية اي تنظيم او جماعة او مجتمع يحاول التغيير ليفرض رؤيته التغييرية الاصلاحية في جو يحافظ على استمراريتها وامنها.
وذكر الكتاب ايضا نوعية من يحمل هذا الهم وينضوي تحت هذا المجتمع وطريقة تعامله مع الاخرين سلما وشدة وفكرا وتوعية والتزاما وتنسيقا مميزا الخ....
خلال قراءتي تلك تملكني شعور بالاعجاب مجبول باستغراب من امكانية تحقيق ما تم الكلام عنه...خاصة ان اي حركة اصلاحية سيتم وأدها في مهدها ولو كانت سلمية او غير سلمية.
شعرت ربما ان سيد رحمه الله اوغل في التنظير قليلا...او بمعنى ادق واصح اوغل في الامل
ولعله اوغل في حسن الظن بالله والتوكل عليه....
ربما اقتربت حركة الاخوان المسلمين يوما ما من تشكيل حركة اجتماعية اصلاحية تفرض نفسها وروءاها وتؤمن استمرارية ما...ولكنها على ابعد تقدير اقتربت ولم تصل...وليس السبب ربما خللا داخليا تنظيميا او منهجيا فحسب فحجم الضغوط وفقدان العون كان له دور.
الا ان المتأمل اليوم في حالة "حزب الله" يجده وصل خاصة في عهد حسن نصر الله الى صورة واقعية لما نظر له سيد قطب مع الفارق في الاهداف ربما والبون العقدي و الفرق في هامش التحرك والمناورة.
فحزب الله نجح في تشكيل تنظيم يتخطى البعد الفردي والحركي الى البعد الاجتماعي الاكبر متكلا على مصداقيته في التعاطي...فالكل يكاد يجزم على انه يصدق وعود وكلام نصر الله اكثر من كلام الاسرائيليين او القادة اللبنانيين في الداخل.
وربما اعانه على ذلك الافراط في الكذب والتلوي والنفاق لدى الاطراف الاخرى.
حزب الله نجح في ان يخلق لنفسه حصانة امنية مانعة تحمي المسيرة الفكرية الاصلاحية التي يتبناها وهذا عين ما دعى اليه سيد قطب.
حزب الله نجح ان يغرس بين مؤيديه (حتى اولئك الذين لا يحملون بطاقة عضوية حزبية) الامتثال الكامل والثقة الكبيرة الممنوحة لقيادة الحزب.
حزب الله نجح في ان يعزز ايمان افراده بالقضية والرؤى التي يتبناها الحزب...
حزب الله نجح في ابراز قائد اوحد ذو شخصية مؤثرة تلتف حوله كل الكوادر والمناصرين بعيدا عن عقدة الانا التي يعيشها معظم قيادات السنة والتي يتوارثها شباب ورجال السنة في مختلف المشاريع حتى البسيطة منها.فحسن نصر الله لم يستح بان يصرح بتقبيله لنعال مجاهديه ولا يذكر كوادره ليل نهار انه الملهم وانه "ربهم الاعلى". وهذه نقطة جديرة ان تدرس وان يؤخذ منها العبر.
ومما لا يحتاج الى دليل...انه نجح في خلق دائرة معجبين ومريدين خارج الاطار التنظيمي والطائفي...وهذا نجاح لافت ليس مرده الى غباء الناس كما يقول البعض...وليس الى غياب قيادات حقيقية في الساحات الاخرى (السنية على وجه الخصوص) مع ان هذا سبب اساس...ولكن هذا النجاح يرتكز ايضا على التوفيق الدائم لتصريحات حزب الله والتقليل من عدد الاخفاقات العملية مع الاخرين سواء عبر امكانية الصاق الخطأ بقرارات خارجية او عبر محدودية اثار تلكم الاخطاء.
من الطبيعي ومن المسلم به ان الحزب تلقى وما يزال دعما خارجيا كبيرا...ولكن من المؤكد ايضا انه حسن واجاد في التعاطي مع العروض والدعم وتوظيف الامكانيات بطرق ناجحة...ومن المسلم به انه ليس من السهل ان نجد حركة اسلامية سنية تحسن استخدام اي موارد تتوفر لها. ولا اعتقد اننا بحاجة الى امثلة تبيان ذلك.
المؤسف في الامر ان نرى هذا النجاح يقابله اخفاقات سنية مريرة ومتتالية ومتنوعة...
اقول مؤسف..لانه من غير الممكن ان يقدم المرء الثقة المطلقة على طبق من فضة لحزب الله ومجددا بسبب سياسات الاب الايراني في العراق وقبله في الخليج ككل...وحاليا في سوريا والسعي لموطئ قدم اساس في فلسطين.فضلا عن الكم الهائل من المؤلفات التي يتبناها الحزب بالضرورة والتي فيها صورة خطيرة لطريقة التعامل مع الغير حين امتلاك القدرة
ومؤسف لان هناك خلاف عقدي جلي وليس فقهي تفصيلي بين السنة وبين شيعة اليوم بمعظم تياراتهم وهذا يوصلنا الى عدم امكانية تبني الحزب كمشروع امة.
ومؤسف اولا واخيرا..لاننا لم نر الى الان محاولات جدية للاستفادة من نجاح هذه التجربة بل كل ما وجدناه فريقان اثنان:فريق لا يحسن سوى الشتم واللعن وهما سلاح الضعيف العاجز..وفريق ارتمى في احضان التبعية والتمجيد و الموافقة والتصفيق ليل نهار.
وقد يوجد فريق ثالث ولكنه يتجلى احيانا في صور قريبة جدا الى احد الفريقين السابقين مع بعض الفروقات البسيطة ويتجلى احيانا اخرى بصورة من يتمتع بحسن الاستنتاج والتفكير الا انه ارتضى ان يغيب نفسه عن الساحة الفكرية حتى.
ولكي اختم بنقاط توضيحية تجنبني ردودا في غير مكانها اقول:
-ليس الغرض الترويج لحزب الله ولا الدعوة له.
-ليس الغرض م نالنقاط السابقة القول بان حزب الله صادق في كل ما يقول وانه خارج اللعبة الاقليمية وانه حريص على المصلحة اللبنانية فحسب.
- ليس الغرض هو اتهام كافة الشريحة السنية بالعجز وضحالة الفكر...بل توجيه النظر الى فشل القيادات وعجز الشباب عن تكوين اي فكر (قبل ان يتحول الى مشروع) يساهم في نهضة الامة على مختلف الصعد.
-الهدف من هذا المقال هو ان نحاول فعليا لا قوليا تكريس فكرة الفريق الثالث الذي يحسن ان يضع لنفسه مبادئا واسسا ثم يحسن ان يضع اطرا لتحقيق تلك المبادئ دون ان يتصادم مع احد فضلا على ان يتقاتل في ما بينه.
تلكم خواطر بسيطة راودتني خلال سماعي اليوم لكلام نصر الله رغم اعتراضي على عدة نقاط فيه خالفت الصواب بشكل جلي.
والسلام عليكم