تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بين فسطاطي بن لادن وفسطاطي شهر آذار!



من هناك
11-18-2006, 05:23 PM
[align=center:a3ae366666][color=red:a3ae366666][size=24:a3ae366666]فسطاطا شهر آذار![/size:a3ae366666][/color:a3ae366666][/align:a3ae366666]

[size=18:a3ae366666][b:a3ae366666]في مسعى ساذج مني كي أدفع القراء لمتابعة قراءة هذه الزاوية حتى آخرها دون ملل، فإنني أعلن أن مكاناً ما في المقالة أعلن فيه عن تنظيم مسابقة أدعو القارئ للمشاركة فيها والفوز بجوائزها.
منذ 14 شباط 2005 انقسم لبنان إلى فسطاطيْ أسامة بن لادن. لكنهما ليسا فسطاطيْ الكفر والإيمان كما أراد ابن لادن، بل فسطاطا شهر آذار: 14 و8 منه. فمن لايكون معنا سيكون عدوّنا بالتأكيد. ومن لم يحدد خياره حتى الآن، أو من لم يجد الموقع المناسب الذي يتفق مع منطلقاته ومبادئه فهو سيبقى في دائرة الشك والمراقبة بانتظار رسوّه على أحد طرفيْ النقيض. أما إذا طالت المدة ولم يحسم الانتماء إلى أحد الفسطاطيْن، فإن الألسن ستبدأ تلوك مواقفه، وستبدأ الأسنان بنهش لحمه، وصولاً حتى مصّ دمه، وسيُتهم بالضبابية والغموض واللعب على الحبليْن والبراغماتية والديماغوجية وغيرها من المصطلحات التي لا أعرف معناها..
قبل اتفاق الطائف كان الانقسام بين اللبنانيين خاضعاً لمزاجية زعماء الميليشيات المتناحرة، أو بالأصح لمزاجية الأطراف الخارجية التي تدعم الميليشيات المتناحرة. ولم يأخذ الانقسام حينها بعداً طائفياً كماهو الآن. وما يدلّل على ذلك أن معظم الحروب كانت تنشب بين فريقيْن من الطائفة نفسها، لعلّ أبرزها المعارك الطاحنة التي دارت رحاها بين القوات اللبنانية وجيش العماد ميشال عون في الجانب المسيحي، والاشتباكات التي أوقعت عشرات القتلى بين حركة أمل وحزب الله في الجنوب والضاحية في الجانب الإسلامي.
بعد انتهاء الحرب الأهلية واستقرار لبنان في عهدة الوصاية السورية بقي الانقسام بين اللبنانيين، لكن هذه المرة حول الموقف من الوصاية نفسها. والسوريون أنفسهم لم يمانعوا بإعلان هذه الانتقادات طالما أنها تبقى كلاماً في الهواء، لا أثر لها على الأرض. فانقسم اللبنانيون بين منتقد للهيمنة السورية على لبنان وداعٍ لخروجها، وبين مؤيد ومتحالف ومستفيد منها. لكن هذا الانقسام لم ينعكس انقساماً بين اللبنانيين، ولا بغضاء بين الطوائف، ولا فرقة وشرذمة في المواقف، وكل ذلك نتيجة ضبط الإيقاع السياسي والأمني والطائفي الذي كانت تفرضه الوصاية السورية على لبنان.
لكن بعد 14 شباط 2005، وبعد انسحاب الوصاية السورية من لبنان، فإن الأمور أفلتت من عقالها، وبدأ التنافس بين الفرقاء المتناحرين لمن ينجح بابتكار تهمة جديدة يلصقها بالطرف الآخر. فكان هذا عميلاً للأمريكان، وآخر لإسرائيل، وثالث لإيران، ورابع من أذناب الوصاية السورية، وخامس يعمل وفق خطة الشرق الأوسط الجديد، وسادس يُساهم في رسم الهلال الشيعي وهكذا.. وباتت اتهامات الخيانة والعمالة والسعي نحو الفتنة اتهامات لا تلقى اهتماماً لمن تلصق به لشيوع استعمالها..
وبات مطلوباً من كل لبناني أن يحدد موقفه ويلتزم أحد طرفيْ شهر آذار رزمة واحدة (package) فإما أن تكون مع قوى (14آذار) بكل أطيافها ومكوناتها، بكل أفكارها ونهجها السياسي بسلبياته وإيجابياته، وإما أن تكون مع قوى (8 آذار) بكل أطيافها ومكوناتها وأفكارها ونهجها بسلبياته وإيجابياته. أما أن تتفق مع هذا الفريق بأمور محددة وتتفق مع الفريق الآخر بأمور أخرى فهذا يعد جريمة لا تغتفر، وخيانة للانقسام الذي يشهده الشارع اللبناني، ومحاولة مكشوفة من جانبك لرأب الصدع بين الطرفين، وبثّاً لسموم (؟!) الوحدة الوطنية والتآخي بين اللبنانيين، ومسعى مدسوساً نحو بناء جدار من الثقة بين الأطراف المتناحرة، التي لا يرضيها سوى القضاء على الطرف المقابل بالضربة القاضية وليس بالنقاط.
أعود لما وعدت به في بداية المقال، فأنا أعلن عن تنظيم مسابقة بين القراء، هي عبارة عن تقديم اقتراح للأداء السياسي المثالي الذي يمكن الاتفاق على وصفه بأنه الطرح الأصلح الذي يجب أن تتبناه القوى والحركات الإسلامية في لبنان. الطرح الذي لا يفرّط بالمبادئ والمنطلقات الشرعية. الذي يؤيّد من جانب المقاومة دون أن يُتهم بالميل نحو قوى 8 آذار، وبالتبعية لحزب الله وسوريا وإيران. ومن جانب آخر يؤيد صيغة العيش المشترك وبناءً دولة القانون والمؤسسات دون أن يتهم بالتبعية لقوى 14 آذار والخضوع للإملاءات الأميركية والإسرائيلية!!
أدرك أن المسابقة التي أعلن عنها قد لا تجد فائزاً، لكن هذا لا يمنع من المحاولة وتقديم الصيغة �الأنسب� التي قد لا تكون �المناسبة�. ترسل الاقتراحات عبر بريد الأمان الإلكتروني ([email protected])، وللفائز(ة) بالمسابقة جائزة دنيوية يُعلن عنها في حينه، وجائزة في الآخرة يقدرها ربّ العزة.}
أوّاب إبراهيم
[/b:a3ae366666][/size:a3ae366666]