تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما السبب؟؟؟



منال
11-17-2006, 07:21 PM
[color=blue:76982c1545][align=center:76982c1545]السلام عليكم ورحمةالله وبركاته

كنا سويا نحفظ كتاب الله...ننهل من بعض العلوم....كم صلينا وقمنا....لم يخلو اى لقاء بيننا من ذكر الله

ثــــــــــــــــم

تاتى الظروف التى طالما تبعد المحب عن احبابه فتفترق اجسادنا ويبقى التواصل بالدعاء والاتصال بالجوال

ثم تاخذنا الحياة بمشاغلها وآلامها فيقل الاتصال ولاندرى ما الاخبار

وفجـــــــــأة

تجد صديقك رفيقك الذى كان ملتزما قد انتكس

فلا لحية اطلقت ولا صلاة بالمسجد اقيمت ما الذى جرى ؟هل انت انت ام انى لم اعد ارى؟

تجدى صديقتك ورفيقة دربك قد انشغلت بالاولاد فاقتصرت على آداء الصلوات

فلم تعد تقرا القران الا قليلا والحجّة ازعاج الاولاد

ثم التلفاز وما ادراك ما التلفاز فبعدما هجرته تجدينها قد عادت بحجّة الاولاد عاوزين يشوفوا الكارتون ولو نظرتِ لطبيعة الحال لوجدتيها هى من تشاهد المسلسلات فلا كارتون ولا يحزنون

سبحان الله

هاتان قصتان رايتهما بامّ عينى لانتكاسة شباب ملتزم

ما السبب فى هذه الانتكاسات؟

هل ابتعاد الصحبة الصالحة يؤثر فى الاشخاص الى هذه الدرجة؟

قد يكون استصغار المعاصى سببا

نعم قد كان هناك شابا ملتزما الا انه كان يتساهل فى سماع الموسيقى التى تاتى مصاحبة لافلام الكارتون
مرة على مرة ومع تواجده بين اصحابه فى المقهى صار يسمع الغناء

هو يعلم انه حرام لكن سبحان مغير الاحوال...

بالله عليكم اذا تدرون اى شىء عن اسباب الانتكاسة اكتبولنا اياها فالواحد صار خايف على نفسه ان يحدث له مثل هؤلاء

حفظنا الله واياكم من كل سوء ومكره وعذرا الموضع لا منسق ولا مرتب الافكار فالهمّ والحزن عليهم قد احزننى اشد الحزن
فاليوم وصلتنى رسالة على جوالى من رقم ليس مسجلا عندى تقول الرسالة:
اعلمى ان فلانة اندثر عندها مفهوم التقوى ارجو النصح لها

فلانة هذه صديقتى التى انعزلت عنابسبب غياب النت عندهم

يالله كيف انصحها وانا لم اعد ارها ومكالمة تلفونية لا تكفى لمعرفة ماالذى جرى...

اللهم رحمتك وعفوك[/align:76982c1545][/color:76982c1545]

من هناك
11-17-2006, 08:37 PM
جزاك الله خيراً اختي منال على التذكير بهذا الموضوع بين فترة واخرى.

اولاً، اين انت طوال هذه الفترة؟
ثانياً، بارك الله بك على الحرص على من تعرفين وإن شاء الله نكون ممن يعينون إخوانهم واخواتهن على الطاعة والصبر على المكاره.

بالنسبة لصديقتك، عليك بالمستطاع او اطلبي ممن هي قربها ان تحاول المساعدة ايضاً.

البارحة كنت اتناقش مع زوجتي حول موضوع صديق لي عن الانترنت كان يهتم كثيراً بالمواضيع السياسية والرقائق ويرسل الكثير منها ولكن في الأسبوع الأخير بدأ يرسل صوراً بشعة جداً للنساء واظن انه وقع في الحرام بسبب شخص ما بدأ بإرسال هذه الصور له والآن وقع هو في نفس المرض.

لم يعد يرسل لي اي شيء بعد اعتراضي عليه ولا سبيل إلى التناصح بسبب تفكيره المتقلب الآن.

لا حول ولا قوة إلا بالله

منال
11-18-2006, 01:41 AM
بارك الله بك

اعتذر عن عدم المشاركة عندى هم كبير ومذاكرة كتير ولاقادرة اتغلب عالهم ولااذاكر بجدّ هوبذاكر اى نعم لكن مش مذاكرةناس عاوزة تتفوق فمعذرة لااحب ان اكتب ونفسيتى تعبانة
وسبحان الله فى الوقت اللى الانسان بيكون محتاج دفعة للامام لايجد احدا بجانبه اين انتم يا ادعياء الصداقة والاخوة؟
على كلٍ الحمدلله حتى لايكون لاحد من البشر فضل علىّ
ربى ناصرى ومعينى

بالنسبة لصديقتى لااعرف احدا مقربا اليها فالوسط الذى تعيشه غير ملتزم مافى الا زوجها ملتزم واظن هو من ارسل الىّ الرسالة وقد اتصلت بها فى الحال لكن ماذا كنت ساقول لها؟يدوب سالت عنها وعن الاولاد اخشى ان اخيب رجاءه واخشى ان اكون قصرت فى حقها فيسالنى ربى عن ذلك

ماذا عن اسباب الانتكاسة مافى شىء محاضرة او مقالة لانى مليش نفس ادور على حاجة

من هناك
11-18-2006, 02:08 AM
اختي منال،
يعطيك العافية. على فكرة إن هذا الضعف في التركيز ليس مشكلتك وحدك ولكنه مشكلة عالمية بالنسبة لنا في كل بلاد الله.

سبحان الله كيف تتراكم المشاكل على نفس المرء وتتعبه ولكن لا تيأسي من روح الله.

لقد وضعت من فترة مقالاً في القسم الإنكليزي بخصوص هذه المشكلة.
http://saowt.com/forum/viewtopic.php?t=18876

اعتذر منك نيابة عن الإخوة والأخوات في صوت لعدم السؤال ولكني اظن ان هناك من الإخوة والأخوات من سأل عنك بطريقة غير مباشرة في المنتدى ضمن احد المواضيع.

انصحك ايضاً ان توقفي القراءة لما تحسي ان عقلك لا يأخذ اي شيء منها وحاولي ان تمرني نفسك على التركيز بإعادة الأفكار وربطها ببعضها ومحاولة إستخلاص بعض النتائج مما تقرأين خلال القراءة.

هناك نصائح ايضاً بإستخدام قلم للتمرير تحت السطر من اوله لآخره عند القراءة من اجل تعويد العقل غلى التقاط كل كلمة بدل قراءة الفكرة فقط بشكل سريع.

اقرأي بزاوية 45 درجة تحت ضوء منتشر ابيض قدر الإمكان وتجنبي الضوء الأصفر خلال الليل.

لا تنس إراحة الرقبة ( العنق) بين حين وآخر ومسدي جبينك فوق الأعين عند تعب العين والإحساس بالألم.

يسر الله امرك

محبتكم في الله
11-18-2006, 08:58 AM
و عليكم السلام و رحمة من الله تعالى و بركاته
[color=green:231865e433][align=center:231865e433]
منال اختي وصلني ردك على رسالتي (الاطمئنان عنك)
مما جعلني افكر انك فقط مشغولة بالدراسة(اعاننا الله جميعاً)

فسامحني لو قصرت لكن انتي تعرفي اني استغل اي وقت اتواجد به هنا و ارسل لاطمئن..
نجي للأهم اختي الحبية باررك الله فيك و نور الله دربك و اثابك الله على كل نصح
لك الاجر بعون الله ...

في تلخيص لقيته اقرب من حقيقة ما يجري عن انتكاس المؤمن ..لا يخفى على بعض نمر بمراحل نكون بها ضعفاء و ينتهز الشيطان الفرصة..لكن هناك تفوت بين كل منا اسال المولى الكريم ان يحفظنا و يثبت قلبنا على الدين و جعل الله لنا بكل خطوة قرباً لطاعته و عبادته ..اليكِ اختي:::[/align:231865e433][/color:231865e433]


-----------------@@----------------------

من أسباب الانتكاس !


--------------------------------------------------------------------------------
[color=darkblue:231865e433][align=center:231865e433]
هذا موضوع مهم وجدير بالقراءة يلخص لنا فيه الشيخ عبدالرحمن العايد أسباب انتكاسة الشباب وتركهم الإلتزام ، حري بالإخوة قراءته والتأمل في نقاطه ..
اتركه بين أيديكم

"وإن تعدوا نعمــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــة الله لا تحصوها"
نعمة الهداية هي من أجلّ نِعَم الله سبحانه وتعالى ،ونعمة الثبات على دين الله سبحانه وتعالى كذلك ، ونعمة الهداية واجبه فيها شكر الله سبحانه وتعالى ونحمده عليها ، وهذه النعمة إذا وجدت فقد استفاد الإنسان من النعم الأخرى فيما يقربه إلى الله تعالى ، وإذا انعدمت فإن النعم الأخرى تكون وبالاً على الإنسان ولفضل هذه النعمة فإن الواجب علينا معرفة أسباب فقدها وذلك لتجنبها والمحافظة على هذه النعمة الجليلة ، وأسباب فقد هذه النعمة تؤدي بالعبد إلى الانتكاس –والعياذ بالله- ومن هذه الأسباب :

أولاً / الالتحاق بشباب الملتزم من غير اقتناع ورغبة وإنما الالتحاق بهم لأسباب معينة:
مثلاً: التحق بهم لأنه يجد الأنس معهم والخروج إلى الرحلات دون أن يجد ملامة على ذلك من أحد ..لأنه سار مع رفقة طيبة، ولم يلتحق بهم لأنه يريد الالتزام على نهج الله تعالى وسنة نبيه الكريم.

· التحق بهم لأنه أعجب بشخص معين.. فلا يأتي للشباب الملتزم إلاّ لأجل هذا الشخص ولأجل إرضائه

· التحق بهم بسب صدمة هائلة حدثت في حياته كأن يشاهد وفاة أحد أو حالة احتضار..مما يكّون لديه صدمة تكون سبباً في التحاقه بالشباب الملتزم. وهذه الصدمة قد تكون مؤقتة فيكون تأثيرها مؤقتاً لذلك قد يرجع إلى ما كان عليه سابقاً.

ثانياً / عدم الاهتمام بتربية الشاب لنفسه :

فلا قراءة قرآن ولا أداء الصلوات في وقتها ولا أداء النوافل كقيام ليل أو صيام نافلة ، أهمل نفسه مع أنه ملتحق بالشباب الملتزم ورضى واكتفى بالمظهر وهذا ما يسمى "الالتزام الأجوف" وهذا قد التزم شكلاً ولكنه في الحقيقة منتكس وإذا أنتكس الباطن يكون انتكاس الظاهر سهلاً وفي الغالب لا يحدث انتكاس الظاهر إلا بعد أن ينتكس الباطن وهذا هو السر في أنك تفاجأ بأن بعض الأشخاص الذين تحسبهم من أنشط الناس وأحرصهم على العبادة تجدهم فجأة .. وإنما انتكس باطنه منذ زمن واحتفظ بشكله الخارجي حتى أتى اليوم الذي لم يبق للشكل الخارجي فائدة.. وانجرّ الانتكاس إلى الشكل الخارجي أيضاً .

ثالثاً/ الكمال الزائف :

ذلك أن الشاب الملتزم يجد في بداية التزامه تشجيعاً ومدحاً له مما يوهمه أنه بلغ الكمال مما يجعله يغفل عن المحافظة على نفسه والمشاركة في أعمال الخير وبذلك يفتر ثم ينتكس والعياذ بالله.

رابعاً / عدم فهم الشباب الملتزم فهماً صحيحاً:

ومن ذلك أن الشاب الذي التزم حديثاً يصوّر لنفسه أنه مع ملائكة لا يخطئون ويجب ألا يخطئوا مع أن هؤلاء بشر ، يخطئون ويصيبون – نحسب أن صوابهم أكثر من خطئهم- ولكن لا يعني هذا أن خطأهم غير موجود ، لهم أخطاء قد تكبر وقد تصغر قد تقل وقد تكثر المهم أنهم بشر كغيرهم من البشر.

فإذا دخل الشاب بهذا التفكير وبهذا التصور يفاجأ بوجود خطأ .. وربما يفاجأ بوقوع الخطأ عليه فيولد هذا صدمة في حياته ويؤثر عليه سلبياً مما يجعله ينتكس مرة أخرى.

خامساً/ سوء التربية من قبل المربين :

والمربون هم المشرفون على تجمعات الشباب الملتزم كحلق تحفيظ القرءان الكريم أو غيرها

وللخطأ في التربية جوانب متعددة فمنها:

-عدم مراعاة الجانب الوجداني في الشخص وعدم الحرص على تقوية إيمانه وربطه بالله سبحانه وتعالى بل نراه يكثر من المزاح معه والإكثار من جلب ما يؤنسه كأشرطة الأناشيد مثلاً والنكت والطرائف مما يجعل الشخص يتربى على ذلك فينسى الجانب الوجداني الإيماني .

·عدم مراعاة الجانب العلمي في الشخص وذلك بعدم الحرص على تعليمه وتحبيبه في العلم وأهله ولا شك أن الدخول في مجال العلم طلباً وتعلماً وسيلة عظيمة من وسائل الثبات على دين الله تعالى والابتعاد عن الانتكاس.

· عدم مراعاة الجانب الخُلقي في الشخص وذلك بأنه لا يحرص على تحسين وتهذيب خلق هذا الشخص الجديد فينشأ سيئ الخلق ولا شك أن سوء الخلق قد يوصل الشخص إلى الانتكاس.

·عدم التدرج مع الشخص الملتزم حديثاً التدرج المطلوب وربما يعامله بالشدة التي تنفر هذا الشخص وربما يربيه على التساهل وعدم الانضباط وهذه أيضاً وسيلة للانتكاس.

سادساً / عدم طرح هذا الموضوع على الشباب :

إن معرفة الشر وسيلة لاجتنابه كما قيل "عرفت الشر لا لشر ولكن لتوقيه ..ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه" ،

وحذيفة رضي الله عنه قال : كان الناس يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وأسأله عن الشر ، مخافة أن أقع فيه ولاشك أن طرح مثل هذا الموضوع "أسباب الانتكاس" يجعل لك وقاية والوقاية خير من العلاج.

سابعاً / التعلق ببعض قضايا الماضي :

كأن يكثر التفكير ببعض المعاصي التي عملها سابقاً ويتلذذ بهذا التفكير , أو يحتفظ بأفلام أو صور أو أشرطة قديمة أو غير ذلك مما يذكره بالماضي, ومن أهم ما يذكر الإنسان بالماضي صديق الماضي , الصديق قبل الالتزام وهو من أخطر الأسباب التي تجر إلى الانتكاس وذلك لأنه :

1) يتكلم بلسان لذلك يؤثر عليك وإن لم تطلب هذا التأثير – فالمجلة لا يمكن أن تؤثر فيك إلا إذا قلبت صفحاتها .. لكن الصديق هو الذي يتكلم ويؤثر فيك .

2) أنه لا يعدّ عدواً ولذلك لا يحتاط منه في الغالب (صديق الماضي لا يعد عدواً ) .

3) هو مفتاح للماضي , فربما يذكر بما اقترف في الماضي ولو كان ما اقترفه مباحاً , وهذا التذكير يحرك المشاعر للرغبة في إعادة الذكريات .

4) موافقته لهوى الشخص , وبذلك يكون قد جابه ثلاثة جيوش : الشيطان , الهوى , هذا الصديق .

5)قد يجعلك قائداً ورئيساً عليه مما يجعلك تكثر من مخالطته وهذا يسبب في النهاية إلى الانتكاس .

6) قد يكون كثير الدعابة والطرافة مما يجعلك منجذباً نحوه .

وهذه الأمور الستة يتصف بها صديق الماضي يجعله أخطر ما يمكن أن تحتفظ به من ذكريات الماضي.

ثامناً / الانفراد عن الشباب الصالحين :

يقول الله تعالى (( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشيّ يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا )) ..

الابتعاد عن الشباب الصالحين يجعلك منفرداً ولن تضل منفرداً طويلاً- في الغالب- بل ستبحث لك عن أصدقاء سيئين يحثون على الشر.

تاسعاً / عدم إبراز الشخصية الدينية :

وخصوصاً إذا كان المظهر لا يدل على الالتزام فإذا لم تتميز ولم تظهر شخصيتك الدينية فإنك ستكون عرضة لوساوس شياطين الإنس مما يجعلهم يتجرءون عليك وربما يذكرون عندك المنكر وأغروك بها ، لكن عندما تظهر شخصيتك الدينية بشكل واضح .. تنكر عليهم .. تأمر بالخير .. تقرأ القرآن .. تذكر الله . هذا يجعلهم -على الأقل- يحجمون عن ذكر المنكرات عندك ومن باب أولى ألا يغروك باقترافها .

عاشراً / التوسع في المباحات :

وذلك يؤدي إلى التزام الشخص التزاماً أجوف وهذا يؤدي إلى الانتكاس .

الحادي عشر / الحماس الزائد غير المضبوط بضوابط معينة :

بل حماس وثورة وفوران لمدة معينة ثم يخبو .. مثل سعف النخلة إذا أشعل ترى له ناراً تلظى , سرعان ما يخبو ويذهب .. فهذا المتحمس سرعان ما ينتكس يريد الشيء بسرعة .. يريد أن يحقق كل شيء بسرعة قد يصل به إلى الغلو ومن ثم التقصير لأنه سيتعب ويكل ويمل ثم بعد ذلك ينتكس .

الثاني عشر / الخوف من غير الله تعالى :

كالخوف من السجن , الفصل , قال تعالى ((ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ))

الثالث عشر / عدم حب الانضباط :

بل حب التساهل والتسيب وهذا يؤدي به إلى أنه لا يحصّل شيء ولا يستفيد شيء وليس هناك شيء يمنعه من الانتكاس لأنه متسيب .

الرابع عشر / أن يكون في قلبه مرض وآفة :

كبرت مع الوقت دون أن يجاهد نفسه في التخلص منها حتى جاء الوقت الذي عظمت عليه وكبرت فحرّفته عن الطريق , مثلاً:

أن يكون في قلبه كبر أو عجب أو غرور أو حب رياسة أو غير ذلك من الأوقات .. فلا يجاهد نفسه في التخلص منها فتكون مثل النبتة الصغيرة تبدأ تضرب بعروقها في قلبه حتى تحرفه عن الطريق فيما بعد – نسأل الله العافية -.

الخامس عشر / عدم العمل بما يوعظ به :

يحضر محاضرات , يسمع المواعظ لكنه لا يعمل بها ولو عمل بها لزاده الله تعالى ثباتاً . قال تعالى (( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً..

فمن الوسائل المعينة على الثبات .. من الوسائل المعينة على عدم الانتكاس هي العمل بما توعظ به مما هو موافق للكتاب والسنة .

هذا مجمل ما خطه الشيخ من نقاط
اسأل الله أن يأجره على ذلك وأن ينتفع به بقية الإخوة[/align:231865e433][/color:231865e433]

محبتكم في الله
11-18-2006, 09:05 AM
[align=center:114b16b9ec] و اسأل الله المنفعة من هذا ايضاً:::



[color=green:114b16b9ec]إن واجبات الشاب المستقيم كثيرة ومتنوعة، ولعل السائل يريد توجيه نصائح تزيده تمسكاً وثباتاً على هذا الدين[/color:114b16b9ec].

لذا سوف نعرض لبيان أمور يجب عليك أخي الكريم الاهتمام بها ومراعاتها، وأخرى الحذر منها وتركها، وهي عبارة عن إرشادات وتحذيرات، تقي الشاب الملتزم الانتكاسة وسلوك طريق الضلال أو الانحراف، وإليك ما تريد:

[color=green:114b16b9ec]1 – ملازمة الدعاء بالثبات: [/color:114b16b9ec]
[color=brown:114b16b9ec]
إذ الدعاء بالثبات ليس لمن وقع في الزلل، بل هو لمن سار على الجادة المستقيمة، فالرسول _صلى الله عليه وسلم_ وأصحابه كانوا هداة مهتدين، يكثرون من الدعاء بالثبات، فإياك أن تهمل هذا الأمر، حتى تكون بعيداً عن السقوط. [/color:114b16b9ec]والمسلمون جميعاً يسألون الله هدايتهم الصراط المستقيم في صلواتهم كل يوم مرات ومرات "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ" (الفاتحة:6، 7).

واحرص أن تدعو بـ "رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ" (آل عمران).

وصحَّ عنه _صلى الله عليه وسلم_ أنه كان يدعو بـ"اللهم مصرِّف القلوب صرِّف قلوبنا على طاعتك"(1)، وكان أكثر دعائه _صلى الله عليه وسلم_ فيما صحَّ عنه "يا مقلب القلوب ثبِّت قلبي على دينك"(2).

فلا تستسلمْ لنداء الشيطان، وتترك الدعاء، بل لازم الدعاء، واحذر أن تتراكم الذنوب على قلبك، فإنها مانعة من الدعاء.
[color=blue:114b16b9ec]
2 – تحمّل ضريبة الالتزام: [/color:114b16b9ec][color=blue:114b16b9ec]كيف تريد الالتزام، ولا تُضحِّي بشيء من نفسك أو مالك، لتحافظ على دينك، واستقامتك، ادفع أي شيء، ولو كان غالياً، حتى تثبت على التزامك، أنفق الريال والريال، ولا تندم، اترك الحرام، ولو كان ربحه كثيراً، اترك أصدقاء السوء، ولو كانوا أحبّاء لك، أما علمتَ أنّ سلعة الله غالية، وقد أوصى النبي _صلى الله عليه وسلم_ فيما صحَّ عنه أعرابياً فقال: "إنك لن تدع شيئاً لله _عز وجل_ إلا بدّلك الله به ما هو خير لك منه"(3).[/color:114b16b9ec]

[color=brown:114b16b9ec]3 – تحمّل الأذى في سبيل الله _عز وجل_: [/color:114b16b9ec]

إن الفتنة لمن تمسّك بهذا الدين العظيم، سنة إلهية ماضية، طريق الالتزام ليس سهلاً ممهداً، بل يعتريه الأوحال والأشواك والعقبات.

هل قرأت حادثة عقبة بن أبي معيط، وإيذاؤه للنبي _صلى الله عليه وسلم_ حينما أخذ بمنكب النبي _صلى الله عليه وسلم_، ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه خنقاً شديداً، فأقبل أبو بكر، فأخذ بمنكبه ودفعه عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وقال: "أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم"(4).

هل سمعت ما تعرّض له _صلى الله عليه وسلم_ من حرب القطيعة وحبسه هو وأصحابه وعشيرته في الشِّعب لمدة سنتين(5).

[color=indigo:114b16b9ec]هل تعرف ما تعرَّضَتْ له عائشة _رضي الله عنها_ من القدح في عرضها واتهامها بالزنا، حتى برأها الله _جل وعلا_ من هذا الإفك العظيم(6)، إن هذا الابتلاء من أشدّ ما يلقاه المستقيم حيث تُشوّه صورته، ويتناقل الناس خبره، ويُشيعه المنافقون.

هل سمعت ما تعرّض له بلال _رضي الله عنه_ من تعذيب تحت وهج الشمس في صحراء مكة ورمضائها(7).

هل قرأت ما تعرّض له آل ياسر من التعذيب حتى قُتِل ياسر وامرأته سمية _رضي الله عنها_

إنها صور عجيبة، تُبيِّن لنا كيف كان الأوائل يتحمّلون الأذى في سبيل الله _عز وجل_ فأين أنت منهم. [/color:114b16b9ec]
وهكذا البطش بأصحاب الأخدود المؤمنين، الذين ذكر الله خبرهم في سورة البروج، فقد تعرّضوا للأذى والموت، حرقاً بأيدي أعدائهم الطغاة الذين أرادوهم أن يرتدوا، ولكنهم تحملوا الأذى في سبيل الله _عز وجل_، كالجبال الشُمّ، مع أنه لا قوة عندهم، ولا نصير لهم، ولا مساند إلا الله _تبارك وتعالى_.

فضحُّوا بحياتهم راضين صابرين، من أجل انتصار عقيدتهم(9).
وهكذا ما يتعرض له المؤمن من الأذى والمحن والمكائد، كالشائعات والقد، والتنقيص من القدر والاستهزاء والظلم، والتخويف والتهديد، ومحاولة قطع الأرزاق والتسبّب فيها، والسجن والتعذيب.
كلها لامتحان إيمانك وتحقيقه، وكشف صدقك من كذبك، فكن راضياً صابراً محتسباً، ثابتاً على تدينك واستقامتك.

[color=cyan:114b16b9ec]4 – لا تتردّد في الهجرة إن خشيت الفتنة:[/color:114b16b9ec]

[color=olive:114b16b9ec]الهجرة: هي الفرار بالدين من المحن والفتن إلى محل يأمن فيه المسلم على نفسه ودينه من الآثام، فمتى أوذيت من قِبل أهلك بسبب التزامك أو تدينك، ولم تستطع الحفاظ على دينك والتزامك، فاترك البيت وتحوّل عنه إلى غيره إذا استطعت ذلك، أو اجتنب أماكن مُخصّصة في البيت، وهكذا إذا أوذيت في مقر دراستك أو وظيفتك، ولم تستطع المقاومة، فغيّر مكان الدراسة أو الوظيفة، وكلٌ بحسبه، ولا يكون ذلك إلا بعد استشارة من يكبرك سناً وفضلاً وعلماً ومراعاة المصلحة والمفسدة.

وهذا شيء يسير، و إلا فما بالك لو أدى ذلك إلى أن تُضحي ببلدك وأهلك وتخرج إلى بلد بعيد، كما لو كنت في بلد كفر، ولزم الأمر الانتقال إلى بلد إسلام[/color:114b16b9ec].

[color=orange:114b16b9ec]5 – احرص على كبح جماح شهوتك: [/color:114b16b9ec]

فالشهوة الحرام، شهوة البطن والفرج والنظر، خطر مُحدق بكل إنسان، وخاصة المستقيم، فإنها غالباً تحول بينه وبين ربه.

وبعض المستقيمين غير عابئين بهذا، ولا يقيمون لقضايا الشهوة والنظر بالاً، إلا إذا وقعوا في حمأتها، وبعدها قد لا ترى عابداً إلا وصار فاسقاً، ولا عالماً إلا وصار جاهلاً، ولا داعية إلى الخير، إلا وصار داعية إلى ضلال.

[color=green:114b16b9ec]كيف لا، والنظر سهم مسموم من سهام إبليس، بل هو أصل عامة الحوادث، وترى ذلك جلياً واضحاً في القنوات الفضائية المحرّمة، والمواقع الإلكترونية الفاسدة.

وتذكّر دائماً الأثر الخطير للاستسلام للشهوة والهوى، وأنه أحياناً يؤدي بك إلى الردّة عن هذا الدين، فافهم ذلك جيداً.

وليكن شعارك "إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ" (يونس: من الآية15). [/color:114b16b9ec][color=violet:114b16b9ec]6 – تعاهد نفسك بتزكيتها وتربيتها:[/color:114b16b9ec]

فإيمانك يزيد بالطاعة، وتشتد حاجتك إليه إذا رأيت أنك لست بحاجة إلى التربية والتزكية، بحجة أنها مرحلة وانتهت، وأن الفتنة "النكوص والسقوط" مأمونة، وتزكيتك لنفسك بأن تربيها بالصالحات أقوالاً وأعمالاً، وأعظمها الفرائض، ثم النوافل، على مختلف أنواعها، وعليك الاهتمام بالأمهات، كالصلاة والصوم والصدقة والحج والعمرة، وقراءة القرآن وتعلم العلم، وذكر الله على كل حال، ولا تنسَ نصيبك من قيام الليل.

[color=darkblue:114b16b9ec]7 – حاسب نفسك بين كل فينة وأخرى:[/color:114b16b9ec]
[color=red:114b16b9ec]
فإن ترك الالتزام يكون في الغالب تدريجياً من حيث لا تشعر، فالواجب أن تحاسب نفسك عند أول تراجع حتى تأمن الانتكاس، سواء ما يتعلق بالصلاة في المسجد، أو الاهتمام بممارسة العمل الدعوي التربوي، أو ما يتعلق بتعلّم العلم وتعليمه، أو المسارعة إلى الخيرات، أو الجرأة على فعل بعض الحرام، أو ترك الواجب، وخاصة في وجهك ولباسك، وعلى مرأى من الناس.
فالمحاسبة أمر هام لتثبيت الإيمان، وتركها وإغفالها مؤذن بنهاية مأساوية. [/color:114b16b9ec][color=darkred:114b16b9ec]8 – لا تأمن أن تنتكس أو تُفتَن: [/color:114b16b9ec]

فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقبلهما كيف يشاء، واحذر أن تُعجب بعملك أو تثق بنفسك وتأمن من سوء الخاتمة، وهذا من أعظم الفقه.

إذ الواجب أن تثق بالله _تبارك وتعالى_، ثم بنفسك ثقة معتدلة، لا إفراط فيها ولا تفريط، صحَّ عنه _صلى الله عليه وسلم_ أنه قال: "لن يُنْجي أحداً منكم عملُه، قالوا ولا أنت يا رسول الله، قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته، سدّدوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، واستعينوا بشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا"(10).

[color=green:114b16b9ec]9 – لا تربط التزامك باهتمام الناس بك: [/color:114b16b9ec]

وليكن التزامك خالصاً لله _تبارك وتعالى_، ولا تربطه بفلان ولا علان، ومن كان له فضل عليك، خذ زينه واترك شينه، ولتكن علاقتك به بقصد واعتدال وتوازن، واحذر أن تتعلق به تعلقاً يدفعك إلى العمل أو يصدك عنه، فأحياناً قدوتك هذا قد ينشغل عنك، أو يزلّ، أو ينتكس، والنتيجة: ترك الالتزام.

[color=red:114b16b9ec]10 – اعمل بعلمك: [/color:114b16b9ec]لأن الربط بين العلم والعمل تقوية للإيمان، وحرز _بإذن الله_ من الشيطان، إن الملتزم الذي تعلم بعض العلم، إذا لم يستفد من علمه ولم يعمل به، فسيصاب بالفتور غالباً، وهذا أدعى لرفض علمه وعدم القبول، بسبب تركه العمل به، ومرحلة الفتور، مرحلة خطيرة، قد تؤدي إلى الانتكاس في النهاية.

[color=blue:114b16b9ec]واعلم أن العلم إذا لم يتحوّل إلى واقع عملي، فإنه على صاحبه شر ووبال، ولذا استعاذ الرسول _صلى الله عليه وسلم_ فيما صحّ عنه فقال: "اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع"(11).
وأشير عليك بقراءة (اقتضاء العلم العمل) للبغدادي، و(حلية طالب العلم) لبكر أبو زيد، وشرحها لابن عثيمين[/color:114b16b9ec].

[color=darkblue:114b16b9ec]11 – انتبه، لا تتّبع الرخص وتتساهل:[/color:114b16b9ec]

فإن ذلك بوابة تولج في الغالب صاحبها في مواطن الردى، فكم من صاحب عبادة، قاده تساهله إلى أعظم الكبائر، وكم من صاحب علم، قاده تساهله إلى أن يكون من جملة العوام المقصرين.
فاحذر أن تتساهل، فتشاهد الصور المحرمة، أو تعيش أو تعمل في مواطن الاختلاط المحرم، احذر أن تتّبع رخص العلماء في الفتاوى والمسائل، فتأخذ منها ما يناسبك، وتُحدِّث نفسك دائماً، وتقول: هو عالم، قال التيمي: "لو أخذت برخصة كل عالم، اجتمع فيك الشر كله" ا.هـ(12).

وإياك أن تحقر الصغائر، وتنغمس في المكروهات، فإنها أول العَطَب.

[color=violet:114b16b9ec]12 – لا تترك الدعوة إلى الله _جل وعلا_: [/color:114b16b9ec]

قديماً كنتَ شعلة من النشاط، تهدي لهذا شريطاً، ولذاك كتاباً، تنصح هذا، وتأمر ذاك، غيّرت بيوتاً بأسرها، ومجتمعات بغالبها، كنت مثالاً حياً في الالتزام، ورمزاً عالياً في الدعوة أو التربية أو التعليم! وفجأة تترك العمل! لماذا؟ هل تتيح الفرصة لغيرك؟ إذن اعمل عملاً آخر، اسلك مجالاً دعوياً آخر.

هل عندك من الحسنات ما يكفي؟ اتق الله، ما هذه الجرأة.

هل تكتفي بما عملته في غابر الأيام؟ سبحان الله، هل ضمنت القبول عند الله _تبارك وتعالى_؟

هل[color=orange:114b16b9ec] مللتَ العمل وتستبدله بالأنس والسهر على السَمَر؟ عجباً، فما هذا بعمل الصادقين.
إن الداعية أو المربي الملتزم الحقيقي، لا يَكَلّ ولا يَملّ، بل يجتهد بكل ما أوتي من قوة، وكلما تقدم به العمر، زادت خبرته، فوظّفها لصالح الدعوة إلى الله _عز وجل_ يحرص على تنمية إبداعاته ومواهبه، يطرد الفتور بكل ما يستطيع، شعاره "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ" (الحجر:99)، وأعظم العبادة، الدعوة إلى هذا الدين.[/color:114b16b9ec]

[color=blue:114b16b9ec]13 – تخيّر ما يلائمك ويناسبك: [/color:114b16b9ec]

فلا تصحب إلا من تتوافق معه في الاهتمام والإبداع، في العلم أو التربية أو الدعوة أو الاحتساب، واحرص أن تكون سنّه مثل سنك، أو قريباً من ذلك، لا تقرأ ولا تسمع إلا ما تفهم، وتستطيع استيعابه ومعرفته، إياك ومطالعة الغرائب والعجائب، أو الكتب المشحونة بالأقاويل والخلافات، أو موضوعها مخالفات وردود وتعنيف وسباب وشتام.

استشر، تصاحب من، استشر، ماذا تقرأ، استشر ماذا تفعل لأي غرض، واعلم أنه ما ندم من استشار، ولا خاب من استخار، فإن ذلك كله سبيل الخلاص من الانتكاس.

[color=red:114b16b9ec]14 – تكيّف مع أوضاع الصالحين: [/color:114b16b9ec]

من الصعوبة أحياناً على الملتزم أن يجد المجتمع الذي يلائمه، ويعيش فيه دون مصاعب، ولهذا لا بد من تحمّل هذه المصاعب، للحفاظ على دينه، والإنسان بين أمْرَيْن أمَرَّين، إما وحدة لا يطيقها مع ما يكتنفه من الوساوس والشكوك، أو الانخراط في ذلك المجتمع، وإن اختلف معهم في وجهات النظر والطباع، مع ما يلقاه منهم من أذى ومشقة.

فعليك أن تجالس الصالحين الأخيار، وتتكيّف مع أوضاعهم، وتصبر على أذاهم، قال _صلى الله عليه وسلم_ فيما صحّ عنه: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، أعظم أجراً من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم"(13).

[color=green:114b16b9ec]15 – العزلة والخلطة بالمعروف: [/color:114b16b9ec]

فكثير من الذين تركوا الالتزام، سببه العزلة الدائمة وحدها، أو الخلطة الدائمة وحدها، واللائق بك الجمع بينهما، إذ لا يمكن التفريق بينهما، ولا يمكن الاستغناء بأحدهما عن الآخر، فنفسك أيها المستقيم، تحتاج أن تنعزل أحياناً للعبادة، أو تجنباً لمجالس اللهو والغفلة والباطل، أو للابتعاد عن المعاصي التي تعرض بسبب المخالطة، أو للخلاص من الفتن والتعرّض لأخطارها، وهكذا نفسك تحتاج أن تخالط أحياناً للتعلم والتعليم، أو للتأدب والتأديب، أو لأداء الحقوق المفروضة والمسنونة بين المسلمين، أو لترويح النفس.
وكن على حذر دائماً من تلبيس إبليس.

[color=olive:114b16b9ec]16 – املأ الفراغ: [/color:114b16b9ec]

فالفراغ الحسي الذي تعانيه، وكثيراً ما كان وبالاً على الملتزم المستقيم، يجب أن تقضيه في أمر نافع يعود عليك بالخير والبركة، حيث تكتسب الخبرات والمعارف، وإذا كنت جاداً في استقامتك، حريصاً على تزكية نفسك، فلا تدع وقتاً إلا شغلته، ولا فراغاً إلا ملأته؛ لأن نفسك إذا لم تشغلها بطاعة، شغلتك بمعصية، أوجد مكتبة في منزلك أو منزل أهلك، ليستفيد منها أهلك وأولادك وإخوانك، اقرأ في الكتب والمجلات النافعة، والدوريات المتخصصة، احضر المحاضرات والدروس في المساجد أو المجامع العلمية، اهتم بسماع الشريط النافع، اخدم والديك وأهلك وذويك، اقضِ حوائجهم، اكتسب بيدك، واعمل عملاً وظيفياً أو تجارياً لتعيش منه، لا تجلس وتقول: ماذا أفعل، لم أجد عملاً، لا أحب القراءة ولا السماع، لا أحب المشاركة في العمل، فإنه أول طريق الضياع.

ولا تنسَ نصيبك من اللهو المباح والمتعة البريئة، وإجمام النفس بالسير والحكايات.

[color=blue:114b16b9ec]17 – تحمّل أخطاءك: [/color:114b16b9ec]

فبعض الملتزمين المستقيمين قد يرتكب خطأ في مجمع علمي أو تربوي أو دعوي، فيعاقبه أستاذه أو مربيه، لمصلحته، كما لو حُرِم من رحلة أو لعب أو مشاركة أو جائزة أو هُجِر، فيصادف أن بعضهم لا يتحمّل العقوبة، وما تجره من ويلات نفسية أو غرامة مالية، أو تعب بدني، فينتكس بسبب ذلك، فليحذر المربي من مغبّة عقوبته.

[color=green:114b16b9ec]وواجبك إذا أخطأت أن تتحمل خطأك، وإياك وترك الالتزام والاستقامة بسبب هذه المشكلة، عليك أن تكون عاقلاً في قراراتك، وألا تأخذك العزة بالإثم، ثق بأساتذتك، ومن يقوم على تربيتك، وافهم أنهم ما فعلوا بك ذلك إلا من حبهم لك، وحرصهم على تربيتك وتوجيهك، ورغبتهم لك في الخير، وإذا قُدِّر أنك لم تُخطئ، فكن ذا صدر رحب واسع، وأحسن الظن بأخيك المربّي واحتسب ما أصابك، وعُدّه بلاء وفتنة، وأسأل الله التثبيت. [/color:114b16b9ec][color=indigo:114b16b9ec]18 - إذا واجهتك مشكلة، فاسأل المختص: [/color:114b16b9ec]

ولو أنك سألت غير المختص، وخاصة إذا كان هو أستاذك أو مربيك، وليس عنده علم، فغالباً يجيبك إجابة خاطئة، تتضرّر منها، وبعدها بمدة ستعلم خطأه، وكيف لم ينصح لك بحيث يوجّهك إلى المختص، وهذا كله مما يتسبب في ردة فعل عنيفة لديك أيها الملتزم، قد تؤدي إلى انتكاسك، وزيادة على ذلك، السب والقدح في ذلك المربي، فواجب المربين جميعاً ربط الشباب الناشئة بالعلم والعلماء، وألا يتحرّجوا أن يقولوا: لا نعلم، وليعلم الدعاة جميعاً أنهم يتبادلون الأدوار، فهذا يعلم، وهذا يربّي، وهذا يأمر وينهى، وهذا يدعو، وهذا يعظ، وهذا يساعد المحتاجين.

[color=green:114b16b9ec]19 – لا تستحِ من الناس:[/color:114b16b9ec]

[color=blue:114b16b9ec]فلو قُدِّر أنك تركت الالتزام، أو صاحبت أناساً ليسوا بمستقيمين، أو ظهر عليك علامات تدل أنك استبدلت الذي هو خير بالذي هو أدنى، فاحذر أن يُلبِّس عليك إبليس أمرك، ويوسوس إليك أنك منافق أو متذبذب، كلها أوهام وأحابيل شيطانية، اتركها، واستحِ من ربك حق الحياء، ولا تجعل حياءك من الناس سبباً في تركك لطريق الالتزام، فالله أحق أن يُستحيا منه[/color:114b16b9ec].

[color=darkblue:114b16b9ec]20 – لا تستعجل النتائج: [/color:114b16b9ec]

فبعض الملتزمين المستقيمين يقول: إذا كان هذا هو الطريق الذي ارتضاه الله لعباده، فلا بد أن يكون النصر حليفنا دائماً، فلماذا تأخر؟ ولماذا طال أمد الدعوة والتربية والتعليم؟ ولماذا كثيراً ما نُؤذى؟ ولماذا كثيراً ما نُبتلى؟ ولماذا لا يهتدي الناس؟ ولماذا يُضيّق علينا في تطبيق أحكام ديننا؟ ولماذا.. ولماذا..؟ وينتهي به المطاف إلى أن يترك طريق الالتزام، وكان الواجب عليه أن يلجأ إلى الله _تبارك وتعالى_، ويلوم نفسه، ويوقن أن العاقبة للمتقين، وأن التمكين في نهاية المطاف لأهل الإيمان، وأنه لا بد من تضحيات وجهد وعمل وصبر ومصابرة.
فليبشر وليؤمّل ولا يستبطئ النصر، وإنّ غداً لناظره قريب.

[color=cyan:114b16b9ec]21 – لا تُحمّل نفسك ما لا تطيق:[/color:114b16b9ec]

[color=brown:114b16b9ec]لأن الإنسان بطبعه له طاقات محدّدة، والإنسان مكلف بما يستطيعه، فاحذر أن تحمّل نفسك شيئاً من العبادات من صلاة أو صيام أو قيام أو تعلّم أو تلاوة أو دعوة، ما لا طاقة لك به، إذ المتشدّد الغالي بفعله أو قوله يخالف سنة النبي _صلى الله عليه وسلم_، فلا يُعان على ذلك، ونفسه تملّ فتترك العمل، وقد يؤدّي به ذلك إلى ترك الاستقامة، فالاعتدال والتوسط والاقتصاد، أمر مطلوب، لا إفراط ولا تفريط، واعلم أن الاقتصاد في الأعمال، أصل عند السلف، فافهم ذلك جيداً. [/color:114b16b9ec][color=yellow:114b16b9ec]22 – تحمّل الضغوط الاجتماعية:[/color:114b16b9ec]

وأولها البيئة التي تعيش فيها، إقامة أو زيارة أو نزهة، احذر أن تؤثّر فيك أو تخدعك، فتقع في المعاصي، ثم الأهل، فأحياناً يُبتلى الملتزم بأسرة تصدّه عن تدينه ومحافظته على استقامته، أو تصدّه عن سلوكه سبيل الاحتساب، أمراً بالمعروف، ونهياً عن المنكر، أو دعوة الناس وتعليمهم، فاثبت على مبدئك، ولا تستسلم، ثم الزواج، فالزواج حيناً نعمة، وحيناً أخرى نقمة، فإذا لم يكن أحدهما صالحاً، فواجب أن يتحمّل أحدهما فسق الآخر أو تساهله، ولا يرضخ ولا ينساق وراءه إلى الحرام، بل يسعى إلى الإصلاح والتغيير.

وهذه الضغوط كثيراً ما تؤدي إلى انتكاس كثير من المستقيمين، إذ تجعلهم في شخصيات مزدوجة، تؤدي أدواراً معينة في أماكن معينة، فهو في بلده أو بين أهله أو مع زوجته، التقي النقي الصالح المصلح أو دون ذلك، وفي غير بلده أو بين زملائه الفاسق الفاجر، صاحب الشهوة والرذيلة، أو أحسن حالاً من ذلك.

وهذه حقيقة، نماذج لا يُحتذى بها، بل هي فصام نكد، غالباً ما تكون نهايتها مؤسفة، انتكاسة وفضائح.

[color=darkred:114b16b9ec]23 – إياك والغرور وحب الصدارة:[/color:114b16b9ec]

فالملتزم متى كان متميزاً في عمله أو نشاطه، قد يصيبه الغرور إلى حدّ احتقار واستصغار كل ما يصدر من الآخرين، أو تسفيه الآراء، وبيان ضعفها وشططها، بل والقدح في أصحابها، وهذا مبدأ خراب النفس.

[color=indigo:114b16b9ec]وهكذا متى بلغ الملتزم مبلغاً معيناً، أو تدرّج في عمل، قد تتطلّع نفسه إلى حب الرئاسة والصدارة، حتى تصبح مخالطة لديه، وترى عمله ودعوته صارت تنحصر في تحصيل هذه المحمدة التي لا يُرجى نفعها، وحين لا يتحقق الهدف المنشود، تراه يبحث عنها في مكان آخر، ليتحقق مراده، ويحظى بمطلبه، ولو كان المجال مجال فسق وفجور، وهذه هي الطامة التي تقصم الظهر، الانتكاسة بعينها، فاحرص على علاج نفسك إذا رأيت فيها الغرور وحب الشهرة والرئاسة قبل أن يتفاقم الأمر، فالأمر خطير جدّ خطير. [/color:114b16b9ec][color=olive:114b16b9ec]24 – احذر فتنة المال:[/color:114b16b9ec]

فكم من مستقيم باع دينه بحفنة من المال، بسبب قول أو فعل، وكم من آخر ضحّى بدينه خوفاً على منصبه، وخشية على رزقه، كما هو حال البعض في الوظائف والتجارات، إياك أن ترتكب الحرام، طمعاً في المال، فإنه طريق الهاوية، واعلم أن الأموال والوظائف والمناصب فانية، وأن الآخرة باقية، ولا تكن ممن قال الله عنهم: "أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ" (الأحقاف: من الآية20).

وإن استطعت أن تجمع بين العبادة والتجارة فذاك، وإلا فلا، قال أبو الدرداء _رضي الله عنه_: "كنتُ تاجراً قبل المبعث، فلما جاء الإسلام جمعتُ التجارة والعبادة، فلم يجتمعا، فتركتُ التجارة، ولزمتُ العبادة"(14).

[color=violet:114b16b9ec]25 – احذر أن تسيء الظن بزملائك:[/color:114b16b9ec]

فإذا كان لك ارتباط وثيق بصحبةٍ ما، فلا تحكم عليهم بناء على الشكوك والظنون، ثم تتخذ القرارات، بناء على هذه التصورات، فغالباً نهايتها نهاية مأساوية، ثمرتها ترك الصحبة والالتزام معاً، تجنّب كثيراً من الظنون، حتى ولو أصابك ضرر ما، أو تسبّب موقف أو حدثٌ في جرح مشاعرك، تثبّت من الأمر ولا تستعجل، ولهذا قال الله _تعالى_: "إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ" (الحجرات: من الآية12)، عليك أن تحسن الظن بزملائك، وأن تلتمس العذر لهم، مهما كلفك الأمر، قال عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_: "لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المسلم إلا خيراً، وأنت تجد لها في الخير محملاً"(15).

قال بعض السلف: "التمس لأخيك سبعين عذراً، فإن لم تجد، فقل: لعله له عذراً لا أعرفه".
وإذا كان شيئاً لا يطاق، فافعل ما تشاء، لكن احذر الحرام، وترك الالتزام.

26 – إياك وحسد غيرك:

فإنّ الحسد آفة خطيرة، إذا سكن القلب فقد تودّع منه، والحاسد إذا تمكن في حسده، فإنه لا يريد لغيره بروزاً ولا تميزاً، بل يتطور الأمر ببعضهم إلى حياكة المؤامرات، والتصرّف في أرزاق الناس، وما علم المسكين أنها ليس بيده، ولا بيد البشرية جمعاء، قال _تعالى_: "أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ" (الزخرف: من الآية32).

والحاسد قلبه مريض، ومن كان قلبه مريضاً، فيبعد أن يثبت على استقامته والتزامه.

27 – لا تستنكف من المتابعة والسؤال عنك:

فوالداك أو أحد إخوتك أو مربوك أو صاحبك، مطالب بمتابعتك؛ لأن الله قد استرعاه إياك، فعندما يلاحظ عليك ملاحظة سيئة، أو تقصيراً ظاهراً في تدينك وحرصك على الطاعة، فسوف يبادر إلى مناصحتك وتوجيهك، قبل استفحال المشكلة، حرصاً منه على إنقاذك من مغبة فعلك، وهذا هو الواجب، فإياك أن تمتعض أو تستاء من متابعته وسؤاله عنك، واعلم أن اتساع صدرك وقبولك النقد، عامل رئيس على الثبات، وكلما ضقتَ ذرعاً بالنعم، غير معترف بالخطأ، مبرراً أقوالك وأفعالك، كلما كنتَ أقرب للانتكاس، فافهم ذلك جيداً.


[color=red:114b16b9ec]هذه بعض النصائح والتوجيهات، تحميك _بإذن الله تبارك وتعالى_ من الانتكاسة بعد الهداية، عُضّ عليها بالنواجذ، واهتم بها، فإن فيها خيراً كثيراً.
أسأل الله _تبارك وتعالى_ لك التوفيق والسداد، وأن يبصّرنا وإياك طريق الهداية، وأن يهيئ لك من أمرك رشداً.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين. [/color:114b16b9ec]
من :: ملتقى حفاظ الوحيين
_______________


(1) صحيح مسلم رقم (2654) القَدَر.
(2) سنن الترمذي رقم (3522) الدعوات، صحيح سنن الترمذي، للألباني ج3 ص171 رقم (2792).
(3) مسند أحمد رقم (23074) ط الرسالة ج 38 ص170، صحّحه المحقِّق.
(4) صحيح البخاري رقم (3856) مناقب الأنصار.
(5) السيرة النبوية، لابن هشام ج2 ص 5-8، السيرة النبوية، للصلابي ج1 ص218.
(6) تفسير القرآن العظيم، لابن كثير ج4 ص514-522، سير أعلام النبلاء، للذهبي ج2 ص153.
(7) السيرة النبوية، لابن هشام ج1 ص344، السيرة النبوية، للصلابي ج1 ص180.
السيرة النبوية، لابن هشام ج1 ص346، السيرة النبويةن للصلابي ج1 ص184.
(9) انظر تفسير القرآن العظيم، لابن كثير ج1 ص427-433، حقيقة الانتصار، لناصر العمر ص44-55.
(10) صحيح البخاري رقم (6463) الرقاق، صحيح مسلم رقم (2816) صفات المنافقين.
(11) سنن النسائي رقم (5472) الاستعاذة، صحيح النسائي، للألباني ج3 ص1112 رقم (5053).
(12) جامع بيان العلم، لابن عبد البر ج2 ص927 رقم (1766).
(13) سنن ابن ماجه رقم (4032) الفتن، الصحيحة، للألباني ج2 ص652 رقم (939).
(14) طبقات ابن سعد ج7 ص 391.
(15) تفسير القرآن العظيم، لابن كثير ج5 ص654 "سورة الحجرات[/align:114b16b9ec]