تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نصائح لمواجهة التوتر العصبي والضغط النفسي محمود فلسطين



لا اله الا الله
11-16-2006, 12:29 PM
بعض النصائح من أجل مواجهة التوتر العصبي والضغط النفسي


لعل أفضل علاج لمواجهة التوتر العصبي يكمن في المقولة الشهيرة لرينولد نيبور التي تقول: "إلهي أعطني الشجاعة والقدرة على تغيير الأشياء التي أقدر على تغييرها، والقناعة على تقبل الأشياء التي لا يمكنني تغييرها، والحكمة على معرفة الفرق بين الاثنين".
تقول أحدث دراسة نفسية أميركية عن التوتر أنه عند اختيار استراتيجية لمواجهة التوتر، يجب عدم الاعتماد على أسلوب واحد للعلاج، لأن الخطط مجتمعة، قد تأتي بنتائج إيجابية أكثر فعالية.
وتضيف الدراسة حسب صحيفة "الأهرام" المصرية أن الخطة التي تنجح في علاج شخص، لا يفترض أن تنجح في علاج شخص آخر.
كما أن التوتر يمكن أن يكون أيضا إيجابيا على صاحبه، كما أنه سلبي. فكثير من القلق يخلق حب فضول وإثارة وتحديا، قد يدفع صاحبه إلى بذل جهد أكبر لتحقيق وإنجاز أعمال عظيمة، بينما قليل من التوتر قد يخلق الضجر والاكتئاب.
وحقيقة أخرى تبرزها أحدث دراسة أميركية عن التوتر، أنه ليس بالضرورة أن تؤدي معالجة الحالة النفسية والتوتر لدى الشخص المريض عضويا، إلى شفائه من مرضه العضوي، إلا أنها تؤكد أن اتباع خطة لمواجهة التوتر قد يخفض احتمالات الإصابة بأزمة قلبية لـ75% من الأشخاص الذين يعانون أمراض القلب.
وأظهرت الدراسة أيضا أن هناك أشخاصا سعداء وأصحاء، رغم تعرضهم لهزات نفسية، تبين أنهم كانوا يحيطون أنفسهم بشبكة اجتماعية ومساندة اجتماعية، وكانوا حريصين أيضا على التواصل الاجتماعي، وإقامة علاقات اجتماعية كثيرة، تبعدهم عن الوحدة والاكتئاب.
مواجهة التوتر!
وأوردت الصحيفة بعض النصائح من أجل مواجهة التوتر العصبي والضغط النفسي الذي يؤثر في الصحة البدنية وذلك بالاهتمام بالأساسيات التالية:
- الحرص على أخذ الكفاية من النوم، 8 ساعات على الأقل، والحصول على الراحة لمدة 10 دقائق في فترة بعد الظهيرة، لاستعادة النشاط باقي اليوم.
- البدء بالخضراوات والفاكهة بكميات كبيرة وخفض كميات اللحوم والدسم.
- الحرص على أداء بعض التمرينات الرياضية، فعند ممارسة الرياضة، يفرز الجسم الأندورفين وبعض الكيماويات التي تساعد على تهدئة الحالة المزاجية وتخفض من التوتر العصبي والنفسي.
- نفس عميق وطويل، وإخراجه ببطء، فهذه الطريقة تساعد على أن تقلل من ضربات القلب السريعة.
- الحرص على قضاء وقت أطول مع أصدقاء مرحين يتمتعون بسلوك إيجابي وحب للمرح والضحك، فمرحهم يمكن أن يكون معديا، كما أن الاكتئاب عدوي هو الآخر.
- البحث عن الضحك والمواقف المرحة في الأفلام الكوميدية والكرتون والنكت، عند التعرض لمشكلة قد تزيد من التوتر، للسيطرة على التوتر أو خفضه.
وتستطرد أحدث دراسة أميركية عن التوتر من جامعة واشنطن في تقديم النصائح الأساسية لمواجهة التوتر العصبي فتقول:
- أوجد التسامح داخلك، وأعط أعذارا للذين يضعونك في حالة توتر عصبي، فإن ذلك سيقلل من حنقك عليهم.
- فرغ مشاعر الغضب والخوف والجزع عندك على الورق، بأن تكتب انفعالاتك، وبعدها الق بالورق المكتوب، وانس ما كتبته.
- يجب أن تتعلم الصمت أثناء توترك، فلا داعي للكلام وأنت غاضب، وعندما يعود إليك الهدوء النفسي والسكينة، وقتها فقط يمكنك الكلام والمطالبة بحقوقك.
- لا تحكم على الآخرين، وتذكر الحكمة القائلة "لست زعيم هذا الكون"، فإنك لن تستطيع تغيير طبائع وسلوك الآخرين.
- كن عطوفا على نفسك ولا تلمها كثيرا، ولا تحملها تبعات الإخفاق في قرار أو تقدم خاطئ أو فشل في الحياة أو العمل، فعند ضياع فرصتك الأولى، تذكر أن هناك حتما فرصا أخرى قادمة، حتى لا تعيش في توتر عصبي دائم.
- عند شعورك بالتوتر بعد العجز عن حل مشكلة ما، لا تتحرج في طلب العون من الأصدقاء والأقارب، اطلب العون دائما متى تحتاجه، فمحاولة حل مشاكلنا بمفردنا، تثقل على أنفسنا وتوجد جهدا خارقا قد لا نقوى عليه


الاسلام والطب النفسي

د.عز الدين فراج
نعيش الآن في عالم مضطرب ثائر.. فيه يثور الانسان المعاصر على نفسه وعلى الآخرين.. عالم في صراع بين طوائفه وطبقاته.
عالم في صراع بين البيض والسود.. وبين الأغنياء والفقراء صراع مادي لا يعرف الرحمة ولا الإخوة ولا الانسانية، وكأن سوط المادة يلهب ظهور البشر لجمع مال أو اغتصاب حق أو حيازة ثروة.
وهذه الحياة المادية الثائرة المضطربة حرمت الانسان من حياة هادئة وأبعدته عن الراحة والسعادة.
لقد أكدت إحصائية: ان ثمانين في المائة (80%) من مرضى المدن الأمريكية الكبرى يعانون أمراضاً ناتجة عن توتر الأعصاب من ناحية أو أخرى، ويقول علم النفس الحديث أن من أهم جذور هذه الأمراض النفسية الكراهية والحقد والجريمة والخوف والإرهاق واليأس والترقب والشك والاثرة والانزعاج من البيئة.
وكل هذه الأعراض تتعلق مباشرة بالحياة المحرومة من الإيمان بالله. ان هذا الإيمان بالله يمنح الانسان يقيناً جباراً حتى يستطيع مواجهة أعتى المشكلات والصعاب، فهو يجاهد في سبيل هدف أعلى ويغض بصره عن الأهداف الدنيئة القذرة.
والانسان في حاجة إلى عقيدة الاسلام، لتكون الشاطئ الذي يأوي إليه والركن الذي يعتمد عليه، إذا ألمت به الشدائد وحلت به المصائب أو خاب أمله في موضوع ما. عندئذ تأتي العقيدة الاسلامية فتمنحه القوة بعد الضعف والأمل بعد اليأس.
إن الإيمان بالله وعدله فوي العوض والجزاء عنده تهب الانسان الصحة النفسية والروحية فيغمر في نفسه وروحه مظاهر التفاؤل، ويجد في ذلك الرجاء والأمل، والسكينة والاطمئنان وهذا لا يقوم مقامه مال ولا ولد ولا علم ولا ملك الدنيا. أما الذي يعيش في هذه الدنيا بغير عقيدة الإيمان بالله، يرجع إليها إذا تتابعت الخطوب وحلت الكروب، فإنه يعيش مضطرب النفس، حائر الفكر، مشتت الذهن، وأمثاله يتعرضون أكثر من غيرهم للقلق النفسي والتوتر العصبي والاضطراب الذهني وهم ينهارون بسرعة إذا حلت بهم النكبات والمصائب والخطوب.
وهذا ما يؤكده علماء علم النفس. وفي هذا الصدد يقول (ارنولد توينبي) وهو أحد فلاسفة مؤرخي العصر الحديث:

((الدين إحدى الملكات الضرورية الطبيعية البشرية... وحسبنا أن نقول بأن افتقار الانسان للدين يدفعه إلى اليأس الروحي)).
إن الذي يعيش بغير دين وبغير عقيدة في الله والآخرة انسان محروم شقي. انه مخلوق حيواني كالكائنات التي تدب على هذه الأرض والتي تعيش ثم تموت، من غير أن تعرف لها هدفاً في الحياة، أو تدرك سر الوجود.
والحياة لا تستقيم بدون إيمان بالله.. في هذا الصدد يعترف (فولتير) الكاتب والثائر الفرنسي يقول:
((لم تتشككون في وجود الله، ولولاه لحطمني صديقي وأخي وسرقني خادمي، وخانتني زوجتي)).
وتجارب التاريخ والحياة الواقعية تنطق بفضل الإيمان بالله، وضرورته للانسان، فهو ضروري له ليطمئن ويسعد وضروري أيضاً للمجتمع ليستقر ويتماسك ويرقى.
وحينما يعيش الانسان بغير عقيدة، تتحول أدوات العلم في يديه إلى مخالب وأنياب تقتل وترهب، وتتحول إلى معاول وألغام تدمر وتحطم، وتشيع الخوف والذعر. استطاع العلم ن يضع قدم الانسان على سطح القمر، ولكنه لم يملك أن يضع يده على سر وجوده والغاية من حياته. لقد استطاع الانسان أن يكشف كثيراً من الحقائق العلمية ولكنه لم يكشف حقيقة نفسه. لقد حمله العلم إلى سطح القمر، ولكن أبعده عن سر الطمأنينة والسعادة.
والنفس المحرومة من العقيدة الدينية لن تنتهي به إلا إلى الخوف واليأس والقلق، وهذه بدورها تنتهي به إلى أمراض عصبية ونفسية وعلماء النفس يحللون الأمراض النفسية والعصبية ولكنهم ينسون دور العقيدة في علاج هذه الأمراض.
ويقول ديل كارنيجي في كتابه ((دع القلق وابدأ الحياة)) ((إن أطباء النفس يدركون إن الإيمان القوي والاستمساك بالدين كفيلان بأن يقهرا القلق والتوتر العصبي وأن يشفيا من الأمراض)).
إن الإيمان بالله يعطي الانسان (محركاً) هو أساس سائر الأخلاق الطيبة ومصدر قوة العقيدة.
وتمضي أسس علم النفس، فتحاول ألا تدع القلق يسيطر على الانسان، بأن تنصحه ألا يتسرع الفزع إلى نفسه، ولا يهتم بالغد، وجعلوا إن أساس القلق هو الفزع مما قد يحمله الغد، وجعلوا إن أساس القلق هو الفزع مما قد يحمله الغد، من ضياع الصحة والمال والولد.
ولكي نوازن بين تفكير المسلم المؤمن وغير المؤمن نعرض رأي الشيخ محمد متولي الشعراوي:
نضرب مثلاً يقرب ذلك إلى الأذهان.. إن لكل انسان في كل يوم مشكلات ومشاغل، يجب أن يواجهها.
وخلال هذه المشكلات والمشاغل تنقسم النفس البشرية إلى قسمين، قسم يعبد عقله وهو ي كل ما يحدث له ينتابه قلق لا ينتهي فهو خائف أن تضيع منه الصفقة أو أن يفقد وظيفته، أو لا يوفق في عمل هو يريده.
وهو في خوفه هذا مما هو قادم، يحاول أن يعمل عقله ويخطط.. ومهما عمل.. ومهما خطط، فإن الخوف ينتابه من النتيجة التي لا يستطيع أن يضمنها.. ولهذا فهو في قلق دائم متلهف ليعرف نتيجة ما عمل، يخشى أن يسقط أو يفشل، ويعيش متمزقاً طول حياته.. وفي مقابل ذلك نجد انساناً آخر معتمداً على الله في كل شيء.. يعمل كل ما في وسع ويتخذ من الأسباب ما يحقق النتائج التي يطلبها ولكنه يعتمد على الله ويعرف إن الله معه، ولذلك لا يعيش في قلق، بل تدخل في نفسه الطمأنينة، وقد أدى واجبه بالوسائل المتاحة له، فلا داعي للقلق وهو يقول: (قل لن يصيبنا إلا ما كنت الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون).
والتوكل على الله لا ينافي أخذ الحذر من كل ما يضر قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم) وأمر بحفظ النفس فقال: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).
ويؤكد علماء النفس أن لا شيء يملأ نفس الانسان بالسعادة قدر الإيمان بالله والسلام، فالمسلم المريض نفسياً يرتاح عندما يتجه إلى طبيبه يشكو إليه آلامه، فيستمع إليه ويرفه عنه ويعده بمساعدته والخلاص مما هو فيه، فم بالك لو انه لجأ إلى الله سبحانه وتعالى، وآمن به وهو القائل لرسوله:
ـ (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني).
ـ (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد).
ـ وإذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون أللهم عندك احتسب مصيبتي. فاجرني فيها، وأبدلني خيراً منها.
ولعل أروع ما يثير في النفس الراحة والاطمئنان، الاستماع إلى قول الله سبحانه:
ـ (فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا).
ويجمع الأطباء النفسيون، إن علاج التوتر العصبي، والتأزم الروحي، يتوقف إلى حد كبير على الإفضاء بمبعث التوتر والأزمة إلى أخ أو إلى صديق. فهل هناك أعمق وأقرب وأصدق واحكم من أن يستمع إلى الله وإلى هذه الآيات الكريمة بإيمان عميق فتستريح النفس، وينتظر الرجاء من رب العباد وخالقها.
نادى علم النفس مرضاه بالصبر، لأن عدم صبر الانسان يصيبه بأخطر الأمراض النفسية. ولا شك إن ما قيل عن ذلك ليس بجديد بل سبقه قول نبينا الكريم محمد (ص):
((ما رزق الله عبداً خيراً له ولا أوسع من الصبر)).
ويوصي أساتذة علم النفس بأن يشغل الانسان نفسه بالعمل اليدوي، إذا ضاقت نفسه وزاد همه، لأن هذا العمل يملأ نفسه وفكره ويبعده عما يؤلمه ويفكر فيه. وهذا ليس بجديد أيضاً فهذا قد عالجه النبي بقوله: ((ما على أحدكم إذا ألح به الهم إلا أن يتقلد قوسه)).
أي يعمل عملاً.
ومن الجانب الآخر نجد انساناً يعمل ويعمل ولا ينقطع عن العمل، ولو تأمل في أمر استعجاله الزائد لوجد أن ذلك يستهلك أعصابه وحياته سريعاً، فلا يحقق ما تصبو إليه حياته كلها في نهاية الأمر وقد عالج ذلك سيدنا محمد (ص) بقوله من أربعة عشر قرناً من الزمان:
ـ إن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى.
وحتى لا يصاب الانسان بداء السرعة وما ينشأ عنها من إرهاق، فليستمع إلى قول النبي الكريم محمد (ص): ((التؤدي في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة)).
وينصح النبي الكريم لحماية الانسان من الاجهاد والارهاق فيقول:
ـ ((إن لبدنك عليك حقاً))...
حتى في الدين طالب بالاعتدال، فعندما سمع رسولنا الكريم أحد المسلمين يقول:
أنا أصلي الليل ولا أرقد أبداً، وأصوم الدهر ولا أفطر أبداً، وأعتزل النساء ولا أتزوج أبداً، رد النبي عليه قائلاً:
((أنا أتقاكم فأنا أصلي وأصوم وأتزوج، فمن رغب عن سنتي فليس مني)).. أو كما قال:
ويريد بذلك عدم الارهاق في شؤون العبادة.. فمن باب أولى ينهي عن الارهاق في شؤون الدنيا ـ فالارهاق طريق يضعف الأعصاب وقد يحطمها.
ولهذا أيضاً جاء في أحد أحاديثه الشريفة.
((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شأنه.. أي عابه)).
ـ قاتل الله الغضب!!
وأدرك نبي الاسلام محمد (ص) أثر الغضب المتكرر على النفس والأعصاب والأمراض النفسية فنصح قائلاً:
ما من جرعة أعظم عند الله من جرعة غيظ كظمها عبده ابتغاء وجه الله ((وقال أيضاً)) ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.
وعالج أيضاً بعض حالات الغضب، فقال:
إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس يذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع.
ـ يسروا ولا تعسروا...
ـ وبشروا ولا تنفروا...
هذه ((روشته لا لفرد فقط، بل للشعب بأجمعه.. هذه أجمل روشتة)) لإشاعة الراحة النفسية الدائمة أن مجرد سماع نقد أو كلمة يأس أو إضعاف الهمم يؤثر تأثيراً قوياً وعميقاً، قد يغير من ضغط الدم صعوداً وهبوطاً، وقد تحل به نوبة قلبية.. ولهذا يجب الترويح على النفوس بما يملأ قلوبهم أملاً وسروراً: ولهذا قال النبي الكريم عبارته المعروفة: بشروا ولا تنفروا.. وقال أيضاً في قضاء الحاجات يسروا ولا تعسروا.
ومما يتصل بالعلاج النفساني أن يشغل المهموم نفسه بغير سبب همه وأن يبتعد عن المكان الذي يذكره بسب همه أو يشغل نفسه بعمل ينسيه همه.

علاج التوتر والغضب والانفعال في الطب النبوي


حسن الموسوي:
هناك وسائل علاجية من دون أدوية وردت في السنة النبوية وأكدها الطب الحديث: هل جربت مرة إذا غضبت أن تصلي ركعتين لله، أو قراءة بعض من آيات القرآن الكريم بدلاً من المهدئات إن الأدوية لها آثار جانبية سلبية، أما الصلاة فتحقق آثاراً إيجابية، الرسول وأهل البيت (عليهم السلام) كانوا يوصون بذلك بدافع إيماني ذاتي، أما اليوم فإن الطب الحديث ينصحنا بذلك مؤكداً الحقيقة التي وردت في الحديث النبوي (قم فصلٍ فإن في الصلاة شفاء).
إن الإنسان يواجه في حياته الكثير من المشاكل التي يترتب عليها الانفعال النفسي والتوتر العصبي والغضب، وهي بدورها تترك آثاراً سيئة على صحة الإنسان، كما تسبب العديد من الأمراض، فتكرارها كثيراً يؤدي إلى حدوث اضطرابات هرمونية يترتب عليها ارتفاع ضغط الدم أو بعض أمراض الشرايين أو ارتفاع نسبة السكر في الدم، فضلاً عن الاضطرابات النفسية المختلفة.
وبعد أن تأكدت خطورة الإكثار من تناول الحبوب المهدئة فإن الأطباء ينصحون بإتباع أساليب بديلة، ويرون أن العلاج الصحيح لا يكون بتناول المهدئات وإنما يتحقق بتغيير سلوك الإنسان وبالتالي تغيير شخصيته.
إن هذا العلاج النفسي الحديث يتم من خلال طريقتين:
الطريقة الأولى: العلاج بالاسترخاء النفسي والعضلي وفيها يتدرب الإنسان على الاسترخاء العضلي والعصبي والنفسي التام تحت إشراف طبيب نفسي وذلك يفيده أكثر مما تفيده المهدئات.
والطريقة الثانية: تقليل انفعال الإنسان للأحداث وذلك في جلسات يتدرب فيها الإنسان على الاسترخاء التام ثم يتعرض لموقف يثير غضبه فيثور.. ويأمره الطبيب بنسيانه ويعود للاسترخاء التام، ثم يتكرر ذلك عدة مرات حتى إذا تعرض للموقف المثير للغضب لا يثور ولا ينفعل، لأن الاسترخاء التام يتعارض تماماً مع التوتر والانفعال.
إن الصلاة تُتيح ممارسة هذين الأسلوبين خمس مرات في اليوم، ففي الصلاة يحدث اقتران حالة الاطمئنان النفسي والاسترخاء بالمواقف المثيرة للغضب والتوتر والانفعال خارج المسجد قبل الصلاة، وبذلك يحدث ارتباط نفسي بينهما فيقل انفعال الإنسان للأحداث التي تعترضه في حياته اليومية وبذلك يستعين الإنسان بالشفاء النفسي في الصلاة على ما يكابده في الحياة اليومية من مشاق.. فذلك قول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة).
ويشير إلى أن العلاج السلوكي من أحدث الطرق في الطب النفسي لعلاج التوتر والانفعال، ويقصد بهذا العلاج تدريب المريض النفسي على الاسترخاء التام في أي موقف يكون فيه، فإذا غضب وكان واقفاً يطلب منه الجلوس والاسترخاء والتروي.. وإذا غضب وكان جالساً فليضطجع على أريكة ويسترخي تماماً حتى يذهب عنه الغضب. وهذا يسميه الأطباء النفسيون تشكيل السلوك أي تغيير السلوك إلى موضع يكون أكثر استرخاء.
وهذا بالضبط ما أشارت إليه السنة النبوية قبل أن يصل العلم الحديث إلى هذا العلاج بقرون عديدة، فقد روي أن أبا ذر (رضي الله عنه) كان يسقي على حوض ماء فورد رجل على الحوض فكسره وكان أبو ذر واقفاً فجلس ثم اضطجع فقيل له لماذا فعلت هذا؟ فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب فليضطجع.
وهناك علاج آخر أكده العلم الحديث فقد لاحظ العلماء أن الإنسان إذا اغتسل بالماء أو توضأ زال عنه الغضب والانفعال. والعلم يفسر ذلك بأن رذاذ الماء المتناثر في الهواء أثناء الوضوء يولد الضوء منه أيونات سالبة الشحنة لها قدرة كهرومغناطيسية تسبب للإنسان استرخاءً نفسياً كاملاً فيزول عنه الغضب تماماً.
بسبب السعادة الداخلية التي يشعر بها هذا ما اكتشفه العلم حديثا. إلا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حدثنا عنه فقد قال: إذا غضب أحدكم فليتوضأ وفي رواية أخرى: إذا غضب أحدكم فليغتسل وروي أن رسول الله قال: إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ.
وننهي حديثنا إلى أن في الصلاة أسباباً أخرى للشفاء النفسي تتمثل في الفوائد النفسية والاجتماعية التي تحققها ومن أبرزها: الاندماج في المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان، وتنمية عاطفة حب الغير وعدم الاستعلاء عليهم وإزالة الشعور بالوحدة والعزلة وتربية النفس على الانتماء للمجتمع. ربما هذا يفسر هنا معنى قول المصطفى (صلى الله عليه وآله) عن الصلاة عندما كان بلال ليؤذن أرحنا بها يا بلال


للمراسله حبايبي [email protected]