تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عز النساء وعار الجبناء



من هناك
11-09-2006, 05:33 PM
لم تبقَ ولا توجد كلمات لوصف هذا العمل الخارق الجبار البطولي الأسطوري لنساء فلسطين، صاحبات الهامات التي تُعانق السماء، وإرادة وعزيمة وإيمان لو وزعت على أهل الأرض لوسعتهم وفاضت، أمهات وزوجات وأخوات وبنات لنا يضربن القدوة والمثل والدروس في معنى المقاومة والمواجهة مع محتل فقد كل إنسانية، يُسطّرن بمواقفهن ملحمة العز والفخار في زمن الذل والانهيار.

لن أستطيع أن أوفيهن حقهن، ولا يمكن أن تصف التعابير وآيات الشكر والعرفان شعور الملايين ممن تابعوا ماجدات فلسطين وهن يسرن غير مترددات، عازمات مصممات، خارقات للحواجز، بأجسادهن دون سلاح، تابعوهم وهن يكسرن الحصار عن أزواجهن وإخوانهن وأبنائهن، ويدفعن ثمن ذلك من دمائهن، ليعُدن ظافرات غانمات منصورات.

لن أزيد على ما كتبه شرفاء الأمة عن هذا الحدث العظيم، والملحمة الأسطورية، لكن اسمحوا لي أن أقتبس بعضاً مما كُتب للتوثيق والتدليل:

· الأستاذ غسان الشامي: صمتت عباراتي.. وقفت كلماتي.. تجمدت أفكاري.. ووقَفت وقفة تقدير واحترام لصنيعكن أيتها النساء الخالدات وأنتن تدافعن عن حياض هذه الأمة وشرفها.

· الأستاذ خالد منصور ـ عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني: الحانونيات (نساء بيت حانون) ماجدات فلسطينيات.. صنعن جزء مهماً من المجد الذي يستحقه شعب فلسطين.. في نضاله من أجل الحرية والخلاص من المحتلين.. وبفعلتهن التي قمن بها أسهمن بما لم تستطع فعله عشرات الأطر النسوية، الناعمة، بدفع قضية حقوق المرأة إلى الأمام خطوات كبار جداً وذات أهمية قصوى..

· عبد الباري عطوان رئيس تحرير القدس العربي: ردت نساء بيت حانون اللواتي انطلقن في مسيرة عفوية إلى مسجد المدينة لإنقاذ المحاصرين من المسلحين، والتصدي للقوات الصهيونية الغازية، الاعتبار للمرأة العربية، وأثبتن أنهن أكثر رجولة وشجاعة من كل رؤساء الأركان وقادة الجيوش العربية دون استثناء ..... هذه هي المرأة العربية ـ الفلسطينية، لا تكتفي بإنجاب الشهداء، وإنما بالانضمام إلى قوافلهم أيضا، والنزول إلى ميدان المواجهة.

· النائب جميلة الشنطي قائدة مسيرة الحرائر، إنّ ما قامت به النساء يوم الجمعة، من مظاهرات للدفاع عن أبنائهن المجاهدين؛ ينبع من إدراكنا بأننا أهل حق وإرادة قوية، لأنّ الاحتلال الصهيوني يغتصب ويحتل أرضنا.

· الأستاذ عز الدين أحمد عبد الرحمن: أخذاً بالاعتبار أن "الشوارب" ربما تكون آخر مظاهر الرجولة في أمة يسودها أشباه الرجال (من الذكور)، أوجه من مقامي هذا دعوة لكم يا أشباه الرجال.. يا من تصبحون وتمسون على دماء وطن يُنحر من الوريد إلى الوريد وأنتم جامدون لا حراك فيكم، أدعوكم باسم كل خنساء في فلسطين إلى حفلة جماعية لـ "حلق الشوارب".. فما عاد لها من لزوم بعد أن تولى زمام المبادرة خنساوات غزة لفك الحصار عن شرفاء الأمة في بيت حانون.

· الكاتبة سوسن البرغوثي: خنساواتنا يُسطرن ملحمة في بيت حانون، أنقذن المجاهدين من بين براثن جنازير دباباتهم، والمخنثون يختبؤن في حجورهم، يسنون ألسنتهم ليشعلوا الفتنة، ولكنهم لن يحصدوا بإذن الله.. إلا الخيبة، ولعنة على الخائبين. لكن تبقى أجمل الكلمات هي التي نعجز أن نجدها في وصفكن يا عز الأمة وفخرها.

الأعداء قبل الأصدقاء هالهم الحدث العظيم، الأعداء صدموا من قوة المرأة وجلدها، الأعداء أنصفوا الفارسات المنصورات، وكادوا أن يُشعروا في مدحهن، في وقت صمتت فيه أبواق السوء والشر والفتنة عن قول كلمة حق في حقهن، ربما لأن ما فعلنه أفشل مؤامراتهم وأسقطهم في حضيض الحضيض، وليتهم صمتوا بل أصروا على إهانة شعبنا المرة تلو المرة بعد أن عمت بصائرهم قبل أبصارهم.

لنقرأ سوياً شهادات الأعداء كما وثقَّها اليوم الأستاذ صالح النعامي:

· رئيس حركة "ميريتس" (يوسي بيلين) الذي شغل في الماضي منصب وزير القضاء: "أن ما قامت به هؤلاء النسوة هو أسطورة، وموقف بطولي سيضفي الصدقية والاحترام على النضال الوطني الفلسطيني." وفي مقابلة أجرتها معه الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية صباح اليوم الأحد، اعتبر (بيلين) أن هؤلاء النسوة سيصبحن مثال سيحرص على إقتدائه الفلسطينيون والعرب والمسلمون في جميع أرجاء العالم.

· أما الجنرال (زئيف شيف) المعلق العسكري لصحيفة "هارتس"، فقد قال أن هؤلاء النسوة صنعن تاريخاً بعد أن تزودن بإيمان كبير وعقيدة صلبة جعلتهن يقدمن على هذه المخاطرة التي أسفرت عن مقتل ثلاث وجرح عدد كبير منهن من أجل العمل على فك الحصار عن المقاومين الفلسطينيين الذين كانوا محاصرين في المسجد. واعتبر (شيف) أن ما قامت به نساء بيت حانون بقيادة النائب عن حركة حماس جميلة الشنطي سيُسجل كحدث هام وسيُدرس في كتب التاريخ.

· من ناحيته قال (عاموس هارئيل) المعلق العسكري البارز إن أحداث بيت حانون تدلل بما لا يقبل الشك على الدور الكبير الذي تقوم به المرأة الفلسطينية في مقاومة جيش الاحتلال. واعتبر أن الكثيرين سيكتبون عن دور المرأة الفلسطينية في الكفاح الوطني ضد الاحتلال.

· من ناحيته قال المعلق الصهيوني للشؤون العربية (داني روبنشتاين) أن وقوف الجمهور الفلسطيني إلى جانب المقاومين في مواجهتهم جيش الاحتلال في بيت حانون، رغم ما يتعرض له هذا الجمهور من أذى، يدلل على أن الشعب الفلسطيني يلتف حول مقاومته، الأمر الذي يُدلل على بؤس الرهان على إحداث شرخ بين الشعب الفلسطيني ومقاوميه. واعتبر أن إقدام نساء فلسطين على التضحية بأرواحهن من أجل إنقاذ المقاومين يُمثل الدليل القوي على ذلك. وأجمع كل المسؤولين والمعلقين في الكيان الصهيوني على أن الكيان سيفشل في تحقيق أي من الأهداف التي وضعها للعملية المتواصلة على بيت حانون.

· وقال وزير البنى التحتية (بنيامين بن اليعازر) موجهاً حديثه لقادة الجيش الصهيوني "لقد اقتحمنا غزة مرات ومرات، وقتلنا واغتلنا المئات من مقاوميها، ومع ذلك لم نستطع أن نحسم المواجهة معهم". ونقلت الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية صباح اليوم الأحد عن (بن اليعازر) قوله "لن نستطيع وقف إطلاق صواريخ القسام، ببساطة لن نستطيع، فلنبحث عن أساليب أخرى".

د.إبراهيم حمّامي [email protected]
05/11/200