تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صديق بشير الجميّل ورفيق الحريري.... يموت مع اسرار الحرب



من هناك
10-24-2006, 11:47 PM
#ed_op#font size="5"#ed_cl##ed_op#font color="Red"#ed_cl##ed_op#div align="center"#ed_cl#صديق بشير الجميّل ورفيق الحريري البعيد عن الضوء #ed_op#br#ed_cl#رحيل خزانة أسرار لبنان زاهي البستاني#ed_op#br#ed_cl##ed_op#/div#ed_cl##ed_op#/font#ed_cl##ed_op#/font#ed_cl# #ed_op#br#ed_cl##ed_op#font size="4"#ed_cl##ed_op#font color="Indigo"#ed_cl##ed_op#div align="right"#ed_cl#إيلي الحاج منبيروت: توفى اليوم المدير العام السابق للأمن العام اللبناني زاهيالبستاني، وهو في مقتبل الستينيات إثر صراع مع مرض عضال.وكان طلب قبل 10أيام نقله من باريس حيث كان يقيم ويتعالج إلى بيروت حيث فارق الحياة فيمستشفى "أوتيل ديو" الفرنسي.#ed_op#br#ed_cl##ed_op#br#e d_cl#ويعتبر البستاني أحد أربعة مسؤولين في الدولة اللبنانية ساهموا بقوة فيإيصال مؤسس "القوات اللبنانية" بشير الجميّل إلى رئاسة الجمهورية عام 1982، الآخرون هم رئيس الجمهورية الراحل الياس سركيس، ومدير مديرية المخابراتفي الجيش آنذاك العقيد جوني عبده الذي أصبح سفيراً لاحقاً فمستشاراً لرئيسالحكومة الراحل رفيق الحريري، والثالث هو العقيد آنذاك ميشال عون الذي وضعمع مستشار بشير أنطوان نجم خطة وصول قائد "القوات" آنذاك إلى رأس السلطة،والذي أصبح قائداً للجيش لاحقاً فرئيساً لحكومة العسكريين، فأحد أركانالسياسة في لبنان هذه الأيام .#ed_op#br#ed_cl##ed_op#br#ed_cl#إل ا أن زاهي البستاني كان الأقرب إلى بشير، إلى درجة أنه فيما كان يتابععبر شاشة التلفزيون عملية عدّ أصوات النواب الذين انتخبوه رئيساً كتب علىصورة له عبارة وحيدة بالفرنسية: "شكراً زاهي ..." . #ed_op#br#ed_cl##ed_op#br#ed_cl#شها دة صداقة وعرفان جميل سيعتز بها الرجل الذي تولى المديرية العامة للأمنالعام مطلع عهد شقيق بشير وخلفه الرئيس أمين الجميّل، لكنه ترك منصبه بعدنحو سنتين لاختلافات في وجهات النظر مع رئيس الجمهورية، متفرغاً لعائلتهوأشغاله الخاصة، ومتحاشياً أي منصب رسمي أو سياسي، وحتى أي ظهور إعلامي.#ed_op#br#ed_cl##ed_op#br#ed _cl# وهي ظاهرة نادرة بين متعاطي الشأن العام في لبنان، خصوصاً أنه ظلمتابعاً لأدق تفاصيل الحياة السياسية في بلاده ، سواء أكان مقيماً فيمنزله المطل على خليج جونية الجميل أو في منزله في العاصمة الفرنسية. ولوشاء لكانت مداخل الحياة السياسية مفتوحة أمامه على مصراعيها، خصوصاً أنهكان صديقاً الرئيس الحريري الذي فاقمت خسارته اغتيالاً أحزانه . وفي آخرانتخابات نيابية انصبت عليه مطالبات من رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليدجنبلاط وقادة آخرين في "قوى 14 آذار/مارس" للترشح في الشوف، وهو ابن ديرالقمر، لكن زاهي رفض منصباً مضموناً سبق أن ترشح له شقيقه المحامي نبيلمراراً وأخفق . واقترح بدلاً منه نائب جعجع، جورج عدوان ، فأصبح نائباً. #ed_op#br#ed_cl##ed_op#br#ed_cl#وظل زاهي البستاني صديقاً ومرجعاً لجميع رفاق صديقه بشير الجميّل وخلفائه،وعندما توفت ابنته ذات ال14 عاماً بانهيار جدار مدرستها، الليسيهالفرنسية" عليها في حادث كان شديد الأثر فيه، أرسل إليه سمير جعجع من سجنهكتاباً بالإنكليزية عنوانه "لماذا تحصل الأمور السيئة للناس الطيبين؟".والأرجح أنهما التقيا في باريس التي توجه إليها رئيس حزب القوات فور خروجهمن سجنه.#ed_op#br#ed_cl##ed_op#br#ed_c l#وكان كنز معلومات لا تنضب عن كل ما حصل في لبنان وحوله من حوادث وتطوراتوسير أشخاص من سبعينات القرن الماضي، حريصاً على ألا يكتب شيئاً عنها،وإذا ما أعطى صحافياً قريباً منه أو إعلامياً صديقاً معلومة، أو وجهة نظركان يحرص على ألا تُنشر. وطوال ابتعاده عن الأمن العام وعالم المعلومات،وحتى في ظل رئاسة خلفه اللواء السجين حالياً جميل السيّد ظل مطلعاً على مايحصل . وكان يقول إن المرء تكفيه المعلومات التي تنشرها الصحف ، ليطلع علىثمانين في المئة من الحقائق إذا أحسن الربط بينها وتحليلها.#ed_op#br#ed_cl##ed_op#br# ed_cl##ed_op#span style="color: rgb(0, 96, 191);"#ed_cl#زاهي البستاني بين بشير والدولة #ed_op#/span#ed_cl##ed_op#br#ed_cl##ed_op#b r#ed_cl#لم يكتب شيئاً ولم يسمح بنشر شيء نقلاً عنه ، لذا تتوجب العودة إلى ما كتبعنه استناداً إلى عارفيه من دون أن يبدي تصويباً أو توضيحاً واعتبارهصحيحاً. في كتابه «المكتب الثاني، حاكم في الظل» (دار «مختارات») يرويالزميل نقولا ناصيف عن الحقبة التي التقى فيها بشير الجميّل وزاهيالبستاني الآتي: #ed_op#br#ed_cl##ed_op#br#ed_cl#"من مكتبه في وزارة الدفاع، في آذار (مارس) 1979، اتصل (رئيس الإستخباراتالعسكرية اللبنانية العقيد) جوني عبده هاتفياً ببشير الجميّل قائلاً:«سأرسل إليك رسالة، هناك عريف في الجيش موقوف لديك، وأريدك أن تطلقه». ردّوقد فأجاته مكالمة مدير الاستخبارات: «طيّب». كانت رؤية رئيس الاستخباراتالعسكرية آنذاك أنّ استمرار الاقتتال بينهما يقود المناطق المسيحية إلىهلاك يستنزف قوّة الشرعية التي يمثلها سركيس والجيش، وقوّة المقاومة التييجسّدها بشير، وانهيارهما معاً تالياً في معركة خاسرة تكسبها سوريةوالمقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية بلا قتال، وتهاوي مشروع إعادة بناءالجيش. فاستنتج الحاجة إلى استيعاب هذه الأخطار بدءًا من وقف الصدامالدموي بين الطرفين وحؤولاً دون إلغاء أحدهما للآخر.#ed_op#br#ed_cl##ed_op#br#ed_ cl#ذهب رسول من عبده إلى بشير حاملاً رسالة خطية يطلب منه مؤازرته لوقفحربهما قائلاً: «لا يمكن الاستمرار على نحو كهذا في مواجهة تدفع ثمنهاالدولة والقوّات معًا لأنّ ثمّة مَن يحرّض في اتجاه المواجهة بيننا».واقترح عليه تسمية مفاوض يثق به لمباشرة اجتماعات تنسيق مشتركة تحلّمشكلاتهما، مع الأخذ في الاعتبار أنّ مدير الاستخبارات سيحاور باسم الرئيسوالجيش.#ed_op#br#ed_cl##ed_op #br#ed_cl#بعد نصف ساعة تلقى عبده مكالمة من بشير قائلاً له: «سأطلق العريف، وسيكونعندك خلال وقت قصير»، فيما عاد الرسول نفسه بجواب خطي من بشير سمّى زاهيالبستاني، المفوّض العام الممتاز في الأمن العام وأقرب المستشارين الموثوقبهم إلى قائد «القوّات»، محاورًا له مع عبده.#ed_op#br#ed_cl##ed_op#br#ed_c l##ed_op#span style="color: rgb(0, 96, 191);"#ed_cl#الشاهد#ed_op#/span#ed_cl##ed_op#br#ed_cl##ed_op#b r#ed_cl#عام 1974 تعرّف بشير الجميّل، المحامي المتدرج في مكتب ألبير لحّام، إلىزاهي البستاني الذي كان يشغل منصب رئيس شعبة في دائرة الاستقصاءات فيالأمن العام أثناء مراجعته في مشكلة كانت تخص مكتب المحاماة. ومع انهيارالجيش اثر انقلاب العميد أول عزيز الأحدب في 11 آذار (مارس) 1976، توجّهرئيس الجمهورية سليمان فرنجية إلى الكفور وأقام فيها، فقرّر المدير العامللأمن العام العقيد أنطوان الدحداح ملازمته وعَهَدَ إلى البستاني إدارةالمديرية، وكان الأخير أصبح رئيساً لدائرة الاستقصاءات. في 17 آذار شنّتالمنظمات الفلسطينية وأحزاب "الحركة الوطنية" هجوماً على المتن الأعلى فيمحاولة لاقتحام المناطق المسيحية في المتن وكسروان ومن الوسط التجاري فيبيروت.#ed_op#br#ed_cl##ed_op#br#e d_cl# يومذاك، تحت وطأة ميزان قوى عسكري غير متكافئ هدّد الجبهات المسيحيةبسقوط جدّي، استقبل البستاني صديقين كتائبيين هما جورج كرم وإيلي البستانينقلا رغبة بشير في الاجتماع به في مكتبه في مقرّ حزب الكتائب في الأشرفية،والتقيا في الثانية بعد منتصف ليل اليوم نفسه. كان فحوى الحوار بينهما:ماذا يمكن أن يفعلا لمنع انهيار المناطق المسيحية؟ إذذاك قرّرا التعاون:بشير يملك السلاح والرجال، والبستاني المعلومات والخبرة. ووجد كلّ منهمافي الآخر ما كان ينقصه في خوض «حرب السنتين».#ed_op#br#ed_cl##ed_op#br# ed_cl#وجد البستاني في بشير شريكًا فاعلاً على الأرض، في وقت بات الأمن العام مندون نفوذ على الأرض. بدا الرجلان قادرين على تعاون تتقاطع عنده مصلحتاهماوهدفهما المشترك: الدفاع عن المناطق المسيحية بوسيلة جديدة للمواجهة. فيالشهور التالية اجتمعا مراراً وتبادلا الأفكار موطدين صداقة عميقة وحميمةوطويلة قادت البستاني إلى أن يصير المستشار الأول والأقرب لقائد«القوّات»، والعارف وحده من دون سائر فريق العمل بأسراره كلّها. آتيًا منخارج حزب الكتائب وبعيدًا من أيّ انتماء حزبي أو عقائدي، حمل اسماًمستعاراً في فريق العمل هو «أنور».#ed_op#br#ed_cl##ed_op#br#ed _cl# وخلافًا لجوزف أبو خليل وأنطوان نجم وجان ناضر الذين شدّهم ولاء غيرمنازع إلى بيار الجميّل أو الحزب، ولكريم بقرادوني الموزع الولاء بين بيارالجميّل والياس سركيس، سلّم البستاني بولاء مطلق لبشير، فأضحيا لا يفترقان.#ed_op#br#ed_cl##ed_op#br#e d_cl#تدريجًا أخذ البستاني، منذ صيف 1976، يطلع بشير الجميّل على ما لديه منمعلومات وتحليلات استقاها من جهازه، ويطلع منه على أحوال الجبهاتوالاتصالات التي كان يجريها مع كميل شمعون وبيار الجميّل. وبناء على رغبتهطلب منه إبقاء معلوماته سرًّا. وفي تشرين الثاني (نوفمبر)، مع انتهاء «حربالسنتين»، عُيّن البستاني في منصب مستحدث في الأمن العام هو رئاسة الغرفةالخاصة التي كانت بمثابة مكتب أركان للمدير العام بصلاحيات متشعبة.#ed_op#br#ed_cl##ed_op#br#ed _cl#وبعد تعيين فاروق أبي اللمع مديراً عاماً للأمن العام في 11 نيسان (ابريل)1977 خلفًا لأنطوان الدحداح، أبقى البستاني في رئاسة الغرفة الخاصة. وفيغضون ذلك تطوّرت علاقة البستاني ببشير بعيدًا من الأضواء، وكانا يلتقيانسرًّا في مرحلة شهدت نفورًا بين السلطة اللبنانية وقائد «القوّات». في آب(أغسطس) 1977 اكتشف عبده العلاقة الوطيدة بين الرجلين، ولكن بلا تفاصيلدقيقة. في أيلول (سبتمبر) 1977، حصل على معلومات إضافية فأعلم رئيسالجمهورية، واتصل بأبي اللمع وطلب منه ملاقاته في قصر بعبدا للاجتماعبالرئيس. قبيل دخولهما إلى مكتب سركيس طلب عبده من أبي اللمع إبعادالبستاني عن الأمن العام وإرساله في دورة تدريبية أمنية إلى الخارج لسنة.تحفّظ أبي اللمع، فعقّب عبده: «حسنًا سيطلب منك الرئيس ذلك الآن».#ed_op#br#ed_cl##ed_op#br#ed_ cl#فاتح رئيس الجمهورية أبي اللمع في الموضوع نفسه بعدما تحدّث عن تعاون ضابطكبير في الأمن العام سرًّا مع قائد ميليشيا مناوئة للسلطة الشرعية، وطلبمنه إبعاده عن لبنان بعض الوقت. اقترح أبي اللمع إصدار تشكيلات تنتدبالبستاني في دورة أمنية إلى بريطانيا لسنة على نفقة الأمن العام، على أنّاقتراحه لم يقترن بالتنفيذ.#ed_op#br#ed_cl##ed_op#br# ed_cl#في 22 تشرين الثاني(نوفمبر) 1977 التقط عبده عبر تنصّت أجرته مديريةالاستخبارات على هاتف منزل البستاني في الأشرفية مكالمات بينه وبين بشيرالذي كان يزور واشنطن آنذاك. في إحدى المكالمات حض البستاني قائد«القوّات» على تعزيز اتصالاته بمسؤولين أميركيين وشخصيات نافذة لدىالإدارة الأميركية وتأكيد عدم ثقته بالسلطة اللبنانية وبمقدرتها على إعادةبناء الدولة وطلب دعم للجبهة اللبنانية. بعد ساعات نقل عبده تسجيلالمكالمة الهاتفية إلى أبي اللمع الذي استعجل عندئذ سفر البستاني إلىبريطانيا. لم تكن ثمّة دورة أمنية في لندن بل إبعاد له إلى باريس بموافقةالمدير العام، مع أنّه كان قد تقدّم إليه باستقالة من الأمن العام جمّدهاأبي اللمع.#ed_op#br#ed_cl##ed_op#br#ed_ cl#بعد 14 شهرًا فاجــأ عبــده أبي اللمع بالطلب إليـــه إنهاء إبــعادالبستاني واستــدعاءه إلى بيروت على عجل. ثمّ سمع الطلب نفسه من سركيس فيقـصر بعبدا. ولمّا سألهما عن السبــب أجــابه عبــده: «ظروف شخصية...تغيّـرت الأيـام». لم يستفسر أبي اللمع أكثر، لكنّه استعـاد عبـارة قـالهاله البستاني قبيل مغادرته إلى باريس: «السبب الذي دفــــعهم إلى مطالبتكبإبعادي سيجعلهم يطالبونك بعودتي».#ed_op#br#ed_cl##ed_op#br#e d_cl#في هذه الأثناء كانت الحرب الأمنية والسياسية بين عبده وبشير في ذروتها،وأضحت المناطق الشرقية مسرحاً لأعمال عنف وخطف واعتداء وتبادل جثث بينفرقة «المكافحة» بأوامر من عبده وميليشيا «القوّات اللبنانية». عندما عادالبستاني الى بيروت في شباط (فبراير) 1979 كان تعديل طرأ على توازن القوىبين السلطة اللبنانية وبشير الجميّل الصاعد بزعامته. عيّن أبي اللمعالبستاني مستشاراً له في مكتب مجاور لمكتبه في إشارة ذات دلالة إلى الموقفالمستجد للسلطة حيال إمكان الانفتاح على بشير، وقد صارت أقرب إلى الاعترافبزعامته تلك وحاجتها إلى محاورته.#ed_op#br#ed_cl##ed_op#br#e d_cl#في شباط 1979، تلقّى البستاني مكالمة هاتفية من بشير لملاقاته في مكتبه فيمقرّ «القوّات» في الكرنتينا. في لقائهما أخبره برسالة عبده إليه ورغبتهفي فتح حوار معه عبر شخصية موثوق بها، وطلب منه الاضطلاع بالمهمّة. وفيالساعات التالية التقى عبده والبستاني في وزارة الدفاع في اليرزة. #ed_op#br#ed_cl##ed_op#br#ed_cl#وفي لقائهما الأول الذي خلا من جدول أعمال تبادلا المفاجأة: عرف البستانيمن رئيس الاستخبارات العسكرية أنّه كان ينوي اغتياله، فيما وجد الأخيرنفسه أمام ضابط كبير في الأمن العام يفاوض عن ميليشيا هي خصم للسلطةومتمرّدة عليها (...) ومنذ الاجتماع الأول تصرّف أحدهما حيال الآخر بودمتجاوزاً مشاعر الريبة والحذر، فأتى التفاهم تكريساً لجلسات عمل تمهيديةحدّدت اتجاهات التدرّج نحو الثقة".#ed_op#br#ed_cl##ed_op#br#ed _cl##ed_op#span style="color: rgb(0, 96, 191);"#ed_cl#زاهي البستاني وميشال عون في فريق واحد #ed_op#/span#ed_cl##ed_op#br#ed_cl##ed_op#b r#ed_cl#عند انتخاب بشير الجميل رئيساً، علّق كريم بقرادوني على الحدث بقوله: هذااطول انقلاب في تاريخ لبنان! لعل القسم الاكثر اثارة في كتاب الصحافيالفرنسي آلان مينارغ "أسرار حرب لبنان" هو روايته القصة التفصيلية لذلكالانقلاب معززة بالوقائع والوثائق والمحاضر والمذكرات والمقابلات. يقولمينارغ من كتابه : "بدأ بشير الجميل العمل للوصول إلى السلطة في لبنانبمساعدة مجموعة تحوط به من القادة والمستشارين، كانت تجتمع سرا وبأسماءمستعارة في دير سيدة البير الواقع على مرتفعات بلدة الزوق، وكان يقود هذاالمجلس شارل مالك أستاذ الفلسفة ووزير الخارجية اللبناني السابق وأحدالمشاركين في صياغة ميثاق الأمم المتحدة عام 1945، وكان يشكل مرجعيةالجميّل في الشؤون الدولية، وزاهي البستاني المفوض العام في الأمناللبناني، الذي أشرف على بناء الجهاز الاستخباري لميليشيات الكتائب، وسليمالجاهل، رئيس محكمة التمييز في بيروت، وأنطوان نجم، منظر أيديولوجي،وجوزيف أبو خليل، وجان ناضر، وجورج فريحة الأستاذ في الجامعة الأميركية فيبيروت، ومجموعة من القادة العسكريين مثل ميشال عون( كان اسمه الحركي"غبرييل")، وسمير جعجع، وإيلي حبيقة، وفادي أفرام، وفؤاد أبو ناضر، وبطرسخوند.#ed_op#br#ed_cl##ed_op#br #ed_cl# وكان بعض أعضاء اللجنة يمضون أسابيع متواصلة يقيمون في عزلة تامة فيالدير يعدون الدراسات والتقارير والأفكار، ثم عقدت اللجنة اجتماعها الرئيسفي 27 أيلول(سبتمبر) 1980 لمناقشة التقارير والدراسات المعدة بخط اليدوبنسخة واحدة تلافيا للتسريب".#ed_op#br#ed_cl##ed_op#br# ed_cl#أضاف في مكان آخر: "من جهة اخرى وضع ميشال عون وانطوان نجم اول مشروعللانقلاب العسكري بتكليف من بشير (27 ايلول 1980 الملحق الرقم 1،ص501-505). تُعيّن الخطة ساعة الصفر على انها زمن حصول فراغ في الرئاسةالاولى بسبب انتهاء العهد او الاستقالة او الوفاة او اي سبب مفاجئ آخر.ويتصوّر واضعا الخطة احتمالات عدة لتسلّم السلطة. الشرعي منها يقوم بهالجيش قبل حصول فراغ في السلطة فيتولى شلّ كافة مراكز القرار السياسيةوالعسكرية ما يجعلها غير قادرة على العمل ضد القوات اللبنانية . وفي حالتعذّر ذلك، يعمل الطرفان على ايصال سياسي صديق الى الرئاسة الاولى يتعهدخطياً تنفيذ مشيئة ذلك الفريق من الجيش و القوات اللبنانية". #ed_op#br#ed_cl##ed_op#br#ed_cl#علّ ق الباحث والكاتب الصحافي اليساري فواز طرابلسي ملاحظاً أنه "واضح منالكتاب ان ميشال عون كان اقرب العسكريين اللبنانيين الى بشير الجميل. فهوواضع أول مشروع انقلاب عسكري وهو الذي يرد اسمه عند البحث في من يستطيعاقتحام بيروت الغربية، وهو الذي تولى على رأس قواته الإشراف على ترحيلالمقاتلين الفلسطينيين. والغريب في الامر ان عون، يعلن، في حلقة "بالعربي"مع جيزيل خوري، ان مشروع وصول بشير الى السلطة نوقش معه لكنه لم يكن يعرفبخطة لتنفيذ ذلك، مع انه هو واضع اول خطة عسكرية- قواتية لهذا الغرض").#ed_op#br#ed_cl##ed_op#br#e d_cl##ed_op#span style="color: rgb(0, 0, 191);"#ed_cl#زاهي البستاني بين بشير ووليد جنبلاط #ed_op#/span#ed_cl##ed_op#br#ed_cl##ed_op#b r#ed_cl#وعن دور زاهي البستاني أورد مينارغ، في كتابه ( ص 83/88) : "اعطى بشيرالجميّل الضوء الأخضر لاتصال مباشر ، فكان ان زار زاهي البستاني وليدجنبلاط وتناول الغداء إلى مائدته في المختارة . دار النقاش بين البستانيوجنبلاط طيلة اربع ساعات حول موضوع المحور المسيحي- الدرزي ، بدا في هذااللقاء ان الزعيم الدرزي كان متقبلاً لهذه الفكرة. وتوافقا على ضرورةإحاطة هذه المفاوضات بسرية قصوى. "علينا ان نعد وثيقة تحضيرية للمحادثاتبين بشير ووليد جنبلاط ... وليد يعترض على كل امكانية لمشاركة ( رئيس حزبالكتائب حالياً) كريم بقرادوني فيها، كما يجب ايضاً عدم اعلامه بحصول مثلهذه النقاشات". ورغم كل الاحتياطات علم السوريون بحصولها، وفور عودةجنبلاط استدعاه الرئيس حافظ الأسد الى دمشق، وبعدما انتظر ساعات دخل قاعةالاستقبال الكبرى . #ed_op#span style="color: rgb(191, 0, 191);"#ed_cl#بعد هذا وببعض التعابير الناشفة رفض حافظ الأسد كلفكرة تقارب مسيحي- درزي بين جنبلاط و"القوات اللبنانية" . ونظر الى وليدجنبلاط متأملاً وقائلاً له : "يا للعجب كم انت تشبه والدك، اراه جالساًمثلك وفي المقعد الذي تشغله،#ed_op#/span#ed_cl# كان هذا قبل اربعة ايام قبل وفاته ، لماذا لميصغ الى نصائحي ، يا لشؤم ما حصل! " . #ed_op#br#ed_cl##ed_op#br#ed_cl#ومن ذ ذلك الحين لم يعد وليد جنبلاط يريد ان يسمع أي كلام على تحالف مع المسيحيين".#ed_op#br#ed_cl#لكن هذا كله القليل القليل مما كان يحفظه وما عايشه زاهي البستاني الذييمكن تسميته بحق "خزانة أسرار للبنان" مضت اليوم إلى العالم الآخر، بعيداًعن الأنظار وقريباً ممن عرفوه فأحبوه.#ed_op#br#ed_cl# #ed_op#/div#ed_cl##ed_op#/font#ed_cl##ed_op#/font#ed_cl#