تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدولة الاسلامية في العراق



FreeMuslim
10-21-2006, 09:53 AM
[size=72:d9372ee4bf][b:d9372ee4bf]القاعدة وإعلان الدولة الإسلامية في العراق
20-10-2006

ولعل في هذا الإعلان ضربة قاسمة للسياسة الأمريكية في العراق والشرق الأوسط، وفشل ذريع للرئيس بوش، الذي يبدو أنه ليس في وضع يمكنه من السماح أو عدمه، فالمقاومة العراقية تتقدم بشكل كبير وتحقق إنجازات على الأرض، والقاعدة تستقطب يومياً أنصارًا وأتباعاً في مختلف أنحاء العراق والعالم العربي والإسلامي،
بقلم مروان شحادة

لم يكن إعلان الدولة الإسلامية في العراق من قبل القاعدة والجماعات المتحالفة معها، مفاجئاً للمراقبين والمتابعين لشؤون القاعدة، فقد سبق أن أعلن أبو مصعب الزرقاوي في شريط الفيديو المصور الوحيد في شهر نيسان الماضي عن قرب الإعلان عن قيام الخلافة الإسلامية في العراق، وقد حدد الفترة اللازمة للإعلان بثلاثة شهور، إلا أن مقتله في 862006 في عملية قصف جوي أمريكي في منطقة "هبهب" شمال بعقوبة، أجلت عملية الإعلان التي كانت مقررة في شهر حزيران الماضي.


وقد اجتهد تنظيم القاعدة في العراق، وعبر مشاوراته مع قادة القاعدة في أفغانستان وباكستان وعلى رأسهم أسامة بن لادن وأيمن الظواهري في توسيع نطاق المشاركة في هذه الدولة الناشئة، وبدأت لهجة تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بعد مبايعة أبو حمزة المهاجر أكثر ليونة ومرونة في التعامل مع المتغيرات والمستجدات الداخلية على وجه الخصوص.


ففي خطاب له مسجل تم بثه على شبكة الإنترنت مؤخراً، أعلن المهاجر عن عفو عام عن شيوخ القبائل الذين تورطوا في علاقات مع الاحتلال، كما أنه طالب بانضمام أصحاب الكفاءات العلمية والعلماء المختصين إلى مجلس شورى المجاهدين، في إشارة واضحة إلى قرب الإعلان عن الدولة الإسلامية، كما ظهر بعد ذلك شريط مصور من قبل مجلس شورى المجاهدين بتاريخ 1262006، بعض قادة المجاهدين وشيوخ العشائر، تم فيه الإعلان عن قيام "حلف المطيّبين"، الذي يضم مجلس شورى المجاهدين في العراق، وجيش الفاتحين، وجند الصحابة، وكتائب أنصار التوحيد والسنة، وكثير من شيوخ العشائر المخلصين – بحسب البيان-، وغيرهم ممن سيعلن عن نفسه تباعاً، ويأتي تشكيل حلف المطيبين، تيمناً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في مسند الإمام أحمد والمستدرك: "شهدت غلاما مع عمومة حلف المطيبين، فما يسرني أن لي حمر النعم وأني أنكثه".


ومن أبرز ما جاء في البيان، دعوة كل فصائل المجاهدين والعلماء وشيوخ العشائر والوجهاء لوضع أيديهم مع إخوانهم في حلف المطيبين، لإقامة شرع رب العالمين وطرد المحتلين ونصرة عباد الله المظلومين، والعمل جاهدين على فك أسر المأسورين، ورفع الظلم عن أهل السنة المقهورين من الروافض الحاقدين، والمحتلين الصليبيين، والانتصار للمظلوم وإعادة الحق له، ولو على أنفسهم، وألا يخذلوا مسلماً لجأ إليهم في حق وأن يحكموا شرع الله في الأرض، وأن يعيدوا للدين عزه.


كان الإعلان عن قيام "حلف المطيّبين" خطوة واضحة وثابتة نحو الإعلان عن قيام "دولة العراق الإسلامية"، كما يظهر في هذا الإعلان اتساع نطاق وسيطرة وهيمنة القاعدة على مناطق واسعة، وكذلك القدرة على استقطاب جماعات مختلفة كما أشار البيان، أما البيان الأخير الذي ظهر مصوراً باسم "المتحدث الرسمي لوزارة الإعلام المنبثقة عن الدولة الإسلامية"، ففي هذا الشريط الذي بثه "مجلس شورى المجاهدين" بتاريخ 1512006، تم الإعلان فيه عن قيام "دولة العراق الإسلامية" في مناطق متعددة في العراق، وهي: بغداد، الأنبار، ديالى، كركوك، نينوى، صلاح الدين، وأجزاء من محافظة بابل وواسط، بزعامة "أبو عمر البغدادي"، الذي من المرجح أن يكون هو نفسه "عبدالله رشيد البغدادي"، رئيس مجلس شورى المجاهدين في العراق، وقد اعتبر البيان أن هذه الدولة الناشئة لها أسوة وقدوة بدولة المدينة التي أنشأها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.


وجاء في البيان أن المناطق التي أعلن عن قيام الخلافة فيها هي أكبر مساحة من دولة المدينة التي كانت نواة لقيام الخلافة العظمى، كما ذكر البيان أن الإعلان عن قيام دولة العراق الإسلامية جاء استجابة طبيعية لواقع وجود الدولة الكردية في الشمال، والشيعية في الوسط والجنوب، الأمر الذي جعل وضع أهل السنة كالأيتام على مائدة اللئام بحسب وصف البيان، كما أن هاتين الدولتين تملكان جيوشاً وميليشيات مسلحة، فضلاً عن كونها مدعومة من قبل الحكومة الصورية بقيادة المالكي، وكذلك دولياً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية كدولة احتلال، ومن قبل بعض الأنظمة الإقليمية كإسرائيل وإيران، وهو ما يجعل أهل السنة مغيبين عن المعادلة السياسية الداخلية إقليمياً ودولياً.


ولعل هذا الوضع المعقد للعراق هو الذي دفع القاعدة إلى التفكير مبكراً في ضرورة الإعلان عن قيام نواة الدولة الإسلامية في العراق، وقد ساهم تشكيل مجلس شورى المجاهدين في التعجيل في هذا الإعلان، فمن المعروف أن مجلس شورى المجاهدين تأسس بتاريخ 15122005، ويضم بالإضافة إلى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، كل من جيش الطائفة المنصورة، وجيش أهل السنة والجماعة، وسرايا أنصار التوحيد، وسرايا الغرباء، وسرايا الجهاد الإسلامي، وكتائب الأهوال، وأخيراً كتائب المرابطين.


وفي معرض تبرير الإعلان عن قيام الدولة الإسلامية في العراق، جاء في البيان المصور الذي صدر باسم وزارة الإعلام الإسلامية، أن هذه الدولة الفتية هي أولى في الوجود من الدولة الفلسطينية، التي تقبع تحت الاحتلال الإسرائيلي ولا تستطيع حماية منشآتها وأعضاء حكومتها ومواطنيها، فهي تتعرض للقتل والاعتقال والإبعاد بشكل يومي، بحيث يمكن القول إنها لا تملك من أمرها شيئاً، أما بالنسبة "لدولة العراق الإسلامية" المعلن عنها بحسب البيان، فإنها قادرة على حماية نفسها كما أنها قادرة على فرض الأمن والنظام في المناطق التي أعلن عن قيام الدولة فيها.


[u:d9372ee4bf]ولعل في هذا الإعلان عن قيام الدولة الإسلامية صدمة قوية لبعض الأطراف والمؤسسات التي طالما روجت أن هذه الجماعات السلفية المجاهدة لا تمتلك مشروعاً سياسياً، وأنها لا تتقن سوى قتل المدنيين وإشاعة الفوضى والرعب في كل مكان دون هدف أو غاية، والمتابع للتنظيمات السلفية الجهادية يعلم يقيناً أن مسألة الخلافة والحاكمية، أحد أهم المفاهيم المؤسسة للخطاب السلفي الجهادي العالمي، والتي تنبثق عن مفهوم التوحيد. [/u:d9372ee4bf]


جاء الإعلان عن قيام "دولة العراق الإسلامية" صدمة لأطراف متعددة أيضاً داخلياً وخارجياً، فقد جاء على لسان بعض مسئولي هيئة علماء المسلمين في العراق، والتي تعتبر أحد أهم المرجعيات لأهل السنة في العراق، أن هذا الإعلان متسرع ويعمل على ترسيخ تقسيم العراق، أما بالنسبة لبعض الفصائل السنية المسلحة، وفي مقدمتها الجيش الإسلامي في العراق وكتائب ثورة العشرين وجماعة أنصار السنة، فلم يصدر عنها أية بيانات تتعلق بهذا الخصوص، وإن كان من المرجح أن تبدي تعاطفها مع هذا الإعلان وإبداء بعض الملاحظات الجوهرية.


أما عربياً فلا يزال الأمر مبكراً حيث لم تصدر أية ردود فعل رسمية عربية حول هذا الإعلان، وكان الرئيس جورج بوش قد أعلن قبل حوالي الشهر أنه لن يسمح بقيام دولة إسلامية في العراق.


ولعل في هذا الإعلان ضربة قاسمة للسياسة الأمريكية في العراق والشرق الأوسط، وفشل ذريع للرئيس بوش، الذي يبدو أنه ليس في وضع يمكنه من السماح أو عدمه، فالمقاومة العراقية تتقدم بشكل كبير وتحقق إنجازات على الأرض، والقاعدة تستقطب يومياً أنصارًا وأتباعاً في مختلف أنحاء العراق والعالم العربي والإسلامي، الأمر الذي يعكس فشلا عريضا لسياسة الولايات المتحدة في حربها على ما يسمى الإرهاب، وسقوط مريع لمشروع الشرق الأوسط الجديد، حيث يأتي الإعلان عن قيام دولة إسلامية في العراق من قبل الجماعات الجهادية، وفي مقدمتها القاعدة ومجلس شورى المجاهدين، كمؤشر خطير على فشل السياسات الأمريكية الخرقاء في التعامل مع المسألة العراقية والفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية. [/b:d9372ee4bf][/size:d9372ee4bf][color=darkblue:d9372ee4bf][/color:d9372ee4bf]