تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المنافقون والذين في قلوبهم مرض



FreeMuslim
10-14-2006, 09:54 AM
وقفات مع المتحولين شيعيًا ... الجنس الثالث

الأربعاء 19 رمضان 1427هـ –11 أكتوبر 2006م


ممدوح إسماعيل محام وكاتب



مفكرة الإسلام: منذ أن فتح الصحابي الجليل عمرو بن العاص مصر وهي على مذهب أهل السنة، حتى عندما جاء الفاطميون واحتلوها لم يستطيعوا أن ينشروا مذهبهم الشيعي المنحرف، رغم أنهم كانوا يدرسونه بالأزهر وفرضوه في كثير من مناحي الحياة، لكن صلاح الدين الأيوبي محا كل ذلك بفضل الله، واستمرت مصر أربعة عشر قرنًا من الزمان على مذهب أهل السنة.

لكن الشيعة لم ييأسوا من دخول مصر وغزوها ببدعتهم، حتى رأينا في أيامنا هذه خروجًا لخفافيش متشيعة أحب أن أطلق عليهم 'المتحولون شيعيًا'؛ فهم جنس ثالث بين الشيعة والسنة، وإن كانوا بالطبع هم أميل وأقرب للتشيع لأن فطرتهم انتكست كالمتحولين جنسيًا، ومع هؤلاء المتحولون لي عدة وقفات احتسبها عند الله في مقالي هذا؛ حيث إن الكثير من المراقبين والناس في عالمنا العربي يتعجبون كيف ظهر هؤلاء في مصر السنية ..

الوقفة الأولى: كيف ظهر هؤلاء؟
بلا شك أن هناك أسبابًا دفعت هؤلاء إلى الانحراف والتحول، بداية ذلك انبهار الكثيرين بثورة الخميني عام 79، وخطابه الإعلامي عالي الصوت حول الاستكبار والشيطان الأكبر، في وقت كان النظام العربي والمصري خاصة يقوي علاقته بالأمريكان، ويرتمي في أحضانهم، وعلى المستوى الداخلي كان بعض هؤلاء المتحولين يعاني ـ في مصر مثلاً ـ من عقدة الضعف والانهزام بعد أن اكتسحت الجماعات الإسلامية الواقع المصري، فوجد بعضهم في ثورة الخميني ضالته التي تروي غليله، وهي لا تكلفه بأي التزام خلقي وديني، ما عليه إلا أن يصفق أو يكتب ثم 'يقبض'.
وجاءت فترة الصراع والعنف بين الدولة والجماعات الإسلامية على طبق من ذهب لتلك الحفنة، فاستغلوها وأخذوا ينفثون في نارها، وأيضًا ينتقدون ثوابت الدين على أساس أنها من دواعي التطرف، ونجحت خطتهم وفتحت لهم الدولة بغباء لا تحسد عليه الأبواب الإعلامية على مصراعيها، فوثبوا واحتلوا كثيرًا من الأماكن في أدوات الإعلام المصري، وظلوا كامنين في مواقعهم يحاربون كل قيمة وخلق وثابت من الدين ويدافعون عن الدولة في حربها للتيار الإسلامي، وعصفها بالحريات واستبدادها، ثم فجأة تغيرت أحوالهم بعد أن تحدث الشيطان الأكبر عن ضرورة الإصلاح الديمقراطي في مصر والمنطقة العربية، فانطلقوا يلعنون الحكومة والدولة ويكيلون كل قاموس النقد للدولة التي ربتهم واحتضنتهم.
ويلاحظ أن ذلك تزامن مع دخول الأمريكان العراق عن طريق الشيعة، وتمكن الشيعة من العراق بعد إيران على يد الأمريكان.

الوقفة الثانية:
فقد جاءت أحداث حرب لبنان على طبق من ذهب للمتحولين شيعيًا؛ ليعلنوا عن أنفسهم بوضوح في عدة نقاط خدمتهم في إعلاناتهم مدفوعة الأجر، أولاً: تمكن حزب الله عبر مساعدة [سورية ـ إيرانية] من تكوين جيشه العسكري في الجنوب اللبناني، مستغلاً ضعف النظام اللبناني بل والعربي، وسعى لصنع بطولات عبر استهدافه العدو الصهيوني، وأطلق على نفسه المقاومة الإسلامية، بعيدًا عن التصريح بشيعيته؛ كي يلعب بعقول الشباب من الناحية العاطفية الإسلامية، ودخل الحزب معركته الأخيرة مستغلاً حالة ضعف عربي لا مثيل لها للأنظمة التي تحسب على السنة، في الوقت الذي يرتفع فيه صوت إيران عاليًا قويًا من الناحية العسكرية في الملف النووي والصواريخ طويلة المدى.

ربما يقول شخص: هل يحزنك قوة إيران أو حزب الله؟أبدًا، ولكن الواقع والتاريخ وما هو مدون في كتب الشيعة ويقال في الحسينيات الشيعية والمواقع الشيعية على الإنترنت يجعلني أتوقف أمام قوتهم، ولم لا وهم يقتلون السنة جهارًا نهارًا في العراق، أليس قتلة السنة من الشيعة؟

النقطة الثانية: هل ضعف الأنظمة التي تحسب على السنة يعني ضعف المنهج السني مطلقًا؟ لا يقول ذلك عاقل، فالمنهج السني يدعو إلى التوحيد الحق والعدل والقوة والإيمان طبعًا، ولكن المتحولين شيعيًا لعبوا بورقة ضعف الأنظمة، وخلطوها بضعف المنهج، وهي لعبة 'عبيطة'، وهى لم تقنع إلا أمثالهم من الراغبين في التحول لانتكاس فطرتهم، أو السذج الموتورين من استبداد الحكومات .. ثم حتى لو قلنا بانتصار حزب الله، فلا يعني هذا أفضلية منهجه مطلقًا، وإلا اسلتزم ذلك أن تكون إسرائيل أفضل منهجًا نظرًا لانتصارها عام 67 ..، حتى قال البعض من المتشيعين غفلة أو خباثة 'جاء نصر الله والفتح' .... ومن المعلوم أن من الفهم السليم عند العقلاء أنه لا يقاس مساوئ التطبيق على المنهج مطلقًا، خاصة المنهج القرآني ..

ثم عندما تحدثنا والبعض عن أجندة إيرانية لحزب الله خلطوا الأوراق عمدًا عند الكثير من الناس وقالوا: إن هؤلاء ضد المقاومة، كيف يعقل ونحن أهل المقاومة، وما عرفت المقاومة والجهاد إلا بنا، وما عرفت الخيانة والتخاذل إلا من الشيعة؟ والتاريخ فاضح وكاشف لخيانتهم، سواء من العلقمي في بغداد، أو شاور في مصر، وغيرهم كثير، والتاريخ المعاصر يشهد أننا أهل السنة أهل الجهاد في فلسطين والشيشان وأفغانستان... وهم أهل الخيانة في العراق، ونحن أهل المقاومة الشريفة على أرض الرافدين، هذا هو التاريخ المعاصر.

هم تعاونوا مع الشيطان الأكبر في أفغانستان والعراق، ونحن أهل السنة نجاهد ولا نتخاذل ... ثم لم يقل إنسان من السنة مطلقًا أنه ضد ضرب العدو الصهيوني، بل كل أهل السنة فرحوا بما نال العدو الصهيوني من خسارة، ولكن التفكير العميق يقول لمن حسابات المعركة في الجلسات السرية والخطط واضحة للعيان في إيران والعراق .. والعجيب أن كبيرهم قال للجميع علانية: إنها حرب من أجل لبنان، ولم يقل من أجل فلسطين، لكن 'المتحولون' هللوا غباءً واستغفالاً للشعوب لحرب تحرير فلسطين من الجنوب اللبناني، حتى قال أحدهم جهلاً وغباءً: إن كبيرهم هو صلاح الدين. ولم يعلم أنهم يكرهون صلاح الدين لأنه أخرجهم من مصر ...

الوقفة الثالثة:
تتعلق بالخلط الذي برع فيه المتحولون شيعيًا، فهم يرفعون أصواتهم ضد الاستبداد، بكل قوة، مستغلين أنهم يعلنون للجميع؛ الدولة وأمريكا، أنهم ضد العنف والجماعات الإسلامية، وبالتالي يشكلون حائط صد ضد أي تفكير من الحكومة المستبدة في وقف صوتهم العالي، وأيضًا يلعبون على وعي الجماهير باستثارة عواطفهم في قضايا الحريات وتدني الحالة الاقتصادية للشعب، حتى يتمكنوا من توجيه الرأي العام كيف يشاء، ومن ثم يدسون أفكارهم من خلال تمكنهم من أدوات إعلامية عديدة، والمواطن البسيط يغفل بلا شك عن إدراك مراميهم، وهم يخدمون الشيطان الأكبر عندما يشككون في الدين ونقد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين حملوا راية الدين، ونقلوا للمسلمين الفقه النبوي والعقيدة وتعاليم الإسلام، وأيضا يكسرون القدوة الصحابية عند الأجيال، التي يسهل عليها بعد ذلك أن تفعل ما تشاء في تقليدها واتباعها للغرب، بل وأى إنسان، ومنهم 'المتحولون شيعيًا'، أصحاب الصوت العالي ضد الاستبداد.
فمن هنا عندما يشكك في الصحابة ويقال إنهم كانوا مستبدين، ويجد الشاب أن هؤلاء المتحولين صوتهم عال في النقد، يقبل على أتباعهم في ظل جهل للمعلومات الإسلامية، وحالة ضعف شديد للتيار الإسلامي المعتدل المعتقل بشتى الوسائل، من هنا نجد أنهم يجيدون خلط الأمور، ويجعلون أن معركة مقاومة الاستبداد يجب أن يتوقف عندها كل شيء، إلا هم، فهم يقولون ويفعلون ما يشاءون، وإذا ما احتج عليهم بأن نشر الطعن في صحابة الرسول والدين خطأ كبير، خرجت أصواتهم العالية من أماكنهم الإعلامية التي احتلوها وأخذوا يقولون إن معارضينا مع الاستبداد في مهرجان شيطاني قَلَّ مثيله.

وقد استغل هؤلاء المتحولون حالة النشوة التي غمرت الحالة الإعلامية بعد حرب لبنان عن طريق خطة محكمة من المتحولين في أماكن إعلامية كثيرة في الوطن العربي في إظهار حزب الله على أنه منقذ الأمة، وأن الخير كله في اتباعه، مع إن المقاومة الإسلامية في فلسطين والعراق صنعت وتصنع ملاحم جهادية يعجز أي خبير عسكري عن تجاهلها والإشادة بها، ولكن تمكن المتحولين في كثير من أدوات الإعلام جعلهم يتغنون بحزب الله، حتى قال أحدهم: إنه النصر الأول على العدو الصهيوني، وتناسى هذا الجاحد بطولات المقاتلين المصريين في العاشر من رمضان.
ولكن ما يعنيني هنا في هذا المقال هو استغلالهم للحدث في عمل إسقاط هجومي لسيل من الطعن الحاقد على صحابة رسول الله، وهو مذهب أسيادهم في قُم والنجف، وما حدث في جريدة الغد أو الدستور أو الفجر، ومن قبل القاهرة؛ إنما يدل على خطة منظمة تجعل البعض يشير للمتحولين شيعيًا على أنهم قبضوا الثمن مقدمًا، ولكن لا يعنيني كم قبضوا، ولكن الذي يعنيني كيف تقف الدولة سياسيًا ودينيًا وقضائيًا صامتة أمام هذه الفتنة والانحراف وزعزعة استقرار عقيدة الشعب المصري، يعني حتى ولو لم يهتموا دينيًا فليهتموا سياسيًا، فالأمر خطير، وإن تركت عتابي للدولة بأجهزتها فهي تجني ثمار محاربتها للتيار الإسلامي، وغلق منافذ الدعوة الصحيحة، ومنع الدعاة من المنابر، وها هو ما زرعته تجنيه، ولكن الأهم أين أهل السنة في مصر؟ أين العلماء الأحرار؟ أين الدعاة الذين صدعوا بالمواعظ والحكم في القنوات الفضائية ـ وهو جيد جدًا ـ وسكتوا عن الكثير؟
إن سكوتكم في قضايا الحريات والاستبداد شجع هؤلاء، ولكن الآن العقيدة تحارب والأمر جد خطير، فالمتحولون لا قيمة لهم مطلقًا إذا ما وقف الأحرار الكرام من أهل السنة لهم فسوف يولون هاربين، بل سوف يبحث بعضهم عن طبيب ماهر يحوله للسنة بعد البدعة.

وتبقى كلمتي للمغفلين وليس المتحولين: إن إيران دولة قوية نعم، لكن لو وجد أهل السنة دولة تساعدهم لرأى العالم كله كيف تصنع أعاجيب البطولات، ولكن رغم ذلك يصنع الأبطال ملاحم رائعة في فلسطين وأفغانستان والعراق.

وأخيرًا أظن أن أحدهم سوف يرد على مقالي بسب أو شتم أو طعن وهو يدخن علبة سجائر وهو صائم طبقًا لفتوى السيستاني.

FreeMuslim
10-14-2006, 09:54 AM
وقفات مع المتحولين شيعيًا ... الجنس الثالث

الأربعاء 19 رمضان 1427هـ –11 أكتوبر 2006م


ممدوح إسماعيل محام وكاتب



مفكرة الإسلام: منذ أن فتح الصحابي الجليل عمرو بن العاص مصر وهي على مذهب أهل السنة، حتى عندما جاء الفاطميون واحتلوها لم يستطيعوا أن ينشروا مذهبهم الشيعي المنحرف، رغم أنهم كانوا يدرسونه بالأزهر وفرضوه في كثير من مناحي الحياة، لكن صلاح الدين الأيوبي محا كل ذلك بفضل الله، واستمرت مصر أربعة عشر قرنًا من الزمان على مذهب أهل السنة.

لكن الشيعة لم ييأسوا من دخول مصر وغزوها ببدعتهم، حتى رأينا في أيامنا هذه خروجًا لخفافيش متشيعة أحب أن أطلق عليهم 'المتحولون شيعيًا'؛ فهم جنس ثالث بين الشيعة والسنة، وإن كانوا بالطبع هم أميل وأقرب للتشيع لأن فطرتهم انتكست كالمتحولين جنسيًا، ومع هؤلاء المتحولون لي عدة وقفات احتسبها عند الله في مقالي هذا؛ حيث إن الكثير من المراقبين والناس في عالمنا العربي يتعجبون كيف ظهر هؤلاء في مصر السنية ..

الوقفة الأولى: كيف ظهر هؤلاء؟
بلا شك أن هناك أسبابًا دفعت هؤلاء إلى الانحراف والتحول، بداية ذلك انبهار الكثيرين بثورة الخميني عام 79، وخطابه الإعلامي عالي الصوت حول الاستكبار والشيطان الأكبر، في وقت كان النظام العربي والمصري خاصة يقوي علاقته بالأمريكان، ويرتمي في أحضانهم، وعلى المستوى الداخلي كان بعض هؤلاء المتحولين يعاني ـ في مصر مثلاً ـ من عقدة الضعف والانهزام بعد أن اكتسحت الجماعات الإسلامية الواقع المصري، فوجد بعضهم في ثورة الخميني ضالته التي تروي غليله، وهي لا تكلفه بأي التزام خلقي وديني، ما عليه إلا أن يصفق أو يكتب ثم 'يقبض'.
وجاءت فترة الصراع والعنف بين الدولة والجماعات الإسلامية على طبق من ذهب لتلك الحفنة، فاستغلوها وأخذوا ينفثون في نارها، وأيضًا ينتقدون ثوابت الدين على أساس أنها من دواعي التطرف، ونجحت خطتهم وفتحت لهم الدولة بغباء لا تحسد عليه الأبواب الإعلامية على مصراعيها، فوثبوا واحتلوا كثيرًا من الأماكن في أدوات الإعلام المصري، وظلوا كامنين في مواقعهم يحاربون كل قيمة وخلق وثابت من الدين ويدافعون عن الدولة في حربها للتيار الإسلامي، وعصفها بالحريات واستبدادها، ثم فجأة تغيرت أحوالهم بعد أن تحدث الشيطان الأكبر عن ضرورة الإصلاح الديمقراطي في مصر والمنطقة العربية، فانطلقوا يلعنون الحكومة والدولة ويكيلون كل قاموس النقد للدولة التي ربتهم واحتضنتهم.
ويلاحظ أن ذلك تزامن مع دخول الأمريكان العراق عن طريق الشيعة، وتمكن الشيعة من العراق بعد إيران على يد الأمريكان.

الوقفة الثانية:
فقد جاءت أحداث حرب لبنان على طبق من ذهب للمتحولين شيعيًا؛ ليعلنوا عن أنفسهم بوضوح في عدة نقاط خدمتهم في إعلاناتهم مدفوعة الأجر، أولاً: تمكن حزب الله عبر مساعدة [سورية ـ إيرانية] من تكوين جيشه العسكري في الجنوب اللبناني، مستغلاً ضعف النظام اللبناني بل والعربي، وسعى لصنع بطولات عبر استهدافه العدو الصهيوني، وأطلق على نفسه المقاومة الإسلامية، بعيدًا عن التصريح بشيعيته؛ كي يلعب بعقول الشباب من الناحية العاطفية الإسلامية، ودخل الحزب معركته الأخيرة مستغلاً حالة ضعف عربي لا مثيل لها للأنظمة التي تحسب على السنة، في الوقت الذي يرتفع فيه صوت إيران عاليًا قويًا من الناحية العسكرية في الملف النووي والصواريخ طويلة المدى.

ربما يقول شخص: هل يحزنك قوة إيران أو حزب الله؟أبدًا، ولكن الواقع والتاريخ وما هو مدون في كتب الشيعة ويقال في الحسينيات الشيعية والمواقع الشيعية على الإنترنت يجعلني أتوقف أمام قوتهم، ولم لا وهم يقتلون السنة جهارًا نهارًا في العراق، أليس قتلة السنة من الشيعة؟

النقطة الثانية: هل ضعف الأنظمة التي تحسب على السنة يعني ضعف المنهج السني مطلقًا؟ لا يقول ذلك عاقل، فالمنهج السني يدعو إلى التوحيد الحق والعدل والقوة والإيمان طبعًا، ولكن المتحولين شيعيًا لعبوا بورقة ضعف الأنظمة، وخلطوها بضعف المنهج، وهي لعبة 'عبيطة'، وهى لم تقنع إلا أمثالهم من الراغبين في التحول لانتكاس فطرتهم، أو السذج الموتورين من استبداد الحكومات .. ثم حتى لو قلنا بانتصار حزب الله، فلا يعني هذا أفضلية منهجه مطلقًا، وإلا اسلتزم ذلك أن تكون إسرائيل أفضل منهجًا نظرًا لانتصارها عام 67 ..، حتى قال البعض من المتشيعين غفلة أو خباثة 'جاء نصر الله والفتح' .... ومن المعلوم أن من الفهم السليم عند العقلاء أنه لا يقاس مساوئ التطبيق على المنهج مطلقًا، خاصة المنهج القرآني ..

ثم عندما تحدثنا والبعض عن أجندة إيرانية لحزب الله خلطوا الأوراق عمدًا عند الكثير من الناس وقالوا: إن هؤلاء ضد المقاومة، كيف يعقل ونحن أهل المقاومة، وما عرفت المقاومة والجهاد إلا بنا، وما عرفت الخيانة والتخاذل إلا من الشيعة؟ والتاريخ فاضح وكاشف لخيانتهم، سواء من العلقمي في بغداد، أو شاور في مصر، وغيرهم كثير، والتاريخ المعاصر يشهد أننا أهل السنة أهل الجهاد في فلسطين والشيشان وأفغانستان... وهم أهل الخيانة في العراق، ونحن أهل المقاومة الشريفة على أرض الرافدين، هذا هو التاريخ المعاصر.

هم تعاونوا مع الشيطان الأكبر في أفغانستان والعراق، ونحن أهل السنة نجاهد ولا نتخاذل ... ثم لم يقل إنسان من السنة مطلقًا أنه ضد ضرب العدو الصهيوني، بل كل أهل السنة فرحوا بما نال العدو الصهيوني من خسارة، ولكن التفكير العميق يقول لمن حسابات المعركة في الجلسات السرية والخطط واضحة للعيان في إيران والعراق .. والعجيب أن كبيرهم قال للجميع علانية: إنها حرب من أجل لبنان، ولم يقل من أجل فلسطين، لكن 'المتحولون' هللوا غباءً واستغفالاً للشعوب لحرب تحرير فلسطين من الجنوب اللبناني، حتى قال أحدهم جهلاً وغباءً: إن كبيرهم هو صلاح الدين. ولم يعلم أنهم يكرهون صلاح الدين لأنه أخرجهم من مصر ...

الوقفة الثالثة:
تتعلق بالخلط الذي برع فيه المتحولون شيعيًا، فهم يرفعون أصواتهم ضد الاستبداد، بكل قوة، مستغلين أنهم يعلنون للجميع؛ الدولة وأمريكا، أنهم ضد العنف والجماعات الإسلامية، وبالتالي يشكلون حائط صد ضد أي تفكير من الحكومة المستبدة في وقف صوتهم العالي، وأيضًا يلعبون على وعي الجماهير باستثارة عواطفهم في قضايا الحريات وتدني الحالة الاقتصادية للشعب، حتى يتمكنوا من توجيه الرأي العام كيف يشاء، ومن ثم يدسون أفكارهم من خلال تمكنهم من أدوات إعلامية عديدة، والمواطن البسيط يغفل بلا شك عن إدراك مراميهم، وهم يخدمون الشيطان الأكبر عندما يشككون في الدين ونقد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين حملوا راية الدين، ونقلوا للمسلمين الفقه النبوي والعقيدة وتعاليم الإسلام، وأيضا يكسرون القدوة الصحابية عند الأجيال، التي يسهل عليها بعد ذلك أن تفعل ما تشاء في تقليدها واتباعها للغرب، بل وأى إنسان، ومنهم 'المتحولون شيعيًا'، أصحاب الصوت العالي ضد الاستبداد.
فمن هنا عندما يشكك في الصحابة ويقال إنهم كانوا مستبدين، ويجد الشاب أن هؤلاء المتحولين صوتهم عال في النقد، يقبل على أتباعهم في ظل جهل للمعلومات الإسلامية، وحالة ضعف شديد للتيار الإسلامي المعتدل المعتقل بشتى الوسائل، من هنا نجد أنهم يجيدون خلط الأمور، ويجعلون أن معركة مقاومة الاستبداد يجب أن يتوقف عندها كل شيء، إلا هم، فهم يقولون ويفعلون ما يشاءون، وإذا ما احتج عليهم بأن نشر الطعن في صحابة الرسول والدين خطأ كبير، خرجت أصواتهم العالية من أماكنهم الإعلامية التي احتلوها وأخذوا يقولون إن معارضينا مع الاستبداد في مهرجان شيطاني قَلَّ مثيله.

وقد استغل هؤلاء المتحولون حالة النشوة التي غمرت الحالة الإعلامية بعد حرب لبنان عن طريق خطة محكمة من المتحولين في أماكن إعلامية كثيرة في الوطن العربي في إظهار حزب الله على أنه منقذ الأمة، وأن الخير كله في اتباعه، مع إن المقاومة الإسلامية في فلسطين والعراق صنعت وتصنع ملاحم جهادية يعجز أي خبير عسكري عن تجاهلها والإشادة بها، ولكن تمكن المتحولين في كثير من أدوات الإعلام جعلهم يتغنون بحزب الله، حتى قال أحدهم: إنه النصر الأول على العدو الصهيوني، وتناسى هذا الجاحد بطولات المقاتلين المصريين في العاشر من رمضان.
ولكن ما يعنيني هنا في هذا المقال هو استغلالهم للحدث في عمل إسقاط هجومي لسيل من الطعن الحاقد على صحابة رسول الله، وهو مذهب أسيادهم في قُم والنجف، وما حدث في جريدة الغد أو الدستور أو الفجر، ومن قبل القاهرة؛ إنما يدل على خطة منظمة تجعل البعض يشير للمتحولين شيعيًا على أنهم قبضوا الثمن مقدمًا، ولكن لا يعنيني كم قبضوا، ولكن الذي يعنيني كيف تقف الدولة سياسيًا ودينيًا وقضائيًا صامتة أمام هذه الفتنة والانحراف وزعزعة استقرار عقيدة الشعب المصري، يعني حتى ولو لم يهتموا دينيًا فليهتموا سياسيًا، فالأمر خطير، وإن تركت عتابي للدولة بأجهزتها فهي تجني ثمار محاربتها للتيار الإسلامي، وغلق منافذ الدعوة الصحيحة، ومنع الدعاة من المنابر، وها هو ما زرعته تجنيه، ولكن الأهم أين أهل السنة في مصر؟ أين العلماء الأحرار؟ أين الدعاة الذين صدعوا بالمواعظ والحكم في القنوات الفضائية ـ وهو جيد جدًا ـ وسكتوا عن الكثير؟
إن سكوتكم في قضايا الحريات والاستبداد شجع هؤلاء، ولكن الآن العقيدة تحارب والأمر جد خطير، فالمتحولون لا قيمة لهم مطلقًا إذا ما وقف الأحرار الكرام من أهل السنة لهم فسوف يولون هاربين، بل سوف يبحث بعضهم عن طبيب ماهر يحوله للسنة بعد البدعة.

وتبقى كلمتي للمغفلين وليس المتحولين: إن إيران دولة قوية نعم، لكن لو وجد أهل السنة دولة تساعدهم لرأى العالم كله كيف تصنع أعاجيب البطولات، ولكن رغم ذلك يصنع الأبطال ملاحم رائعة في فلسطين وأفغانستان والعراق.

وأخيرًا أظن أن أحدهم سوف يرد على مقالي بسب أو شتم أو طعن وهو يدخن علبة سجائر وهو صائم طبقًا لفتوى السيستاني.