تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الميني جوب زي تقليدي!!



فـاروق
10-12-2006, 09:41 AM
سعيد دخمي- المغرب

الإسلام يحارب من المسلمين قبل الغرب، و بالنسبة لتونس فمسألة الحجاب مسألة تدل على الاستخفاف بالمسلمين ليس في تونس بل في العالم الإسلامي، لقد خرج الآلاف من المسلمين في العالم في مسيرات عندما منعوا الحجاب في فرنسا، لكن كان أحرى و أولى أن نخرج لأجل الحجاب في الدول الإسلامية و العربية...

و الخطاب الرسمي الديني في تونس باهت جدّا، ولا يسمعه أحد، لأنه غير معقول، لأنه يسكت عن منكر معلوم للكافة، و لأن الدولة كما لا يخفى على أحد مستبدة، وتبًّا للدولة التي تتدخل في الدين وتفسيراته! أما الحجاب فهو مسألة فقهيّة بحتة، ومن حقّ المرأة أن تتبنى أي اجتهاد فيه، حتى لو رأت أن وجهها عورة وغطّته، فهذا واجبها وحقّها.. أما أن تَمنع الدولةُ ذلك فهذا خزي وقرف... فأي كارثة و أي عار من دولة تدعي أن دينها الإسلام !!! و الأدهى من هذا أن الأمر مخالف مع الدستور التونسي نفسه الذي كفل الحريات الأساسية للأشخاص بما فيها حرية ارتداء اللباس وضمنه الحجاب.

أما عن المسوغات التي تمنع بها السلطات التونسية فهي واهية شرعا و عقلا و أخلاقيا و تتنافى حتى مع مبادئ الليبرالية و الحداثة و الحرية التي يتسترون تحتها خدمة لمصالحهم السياسية و الاقتصادية الضيقة. فإذا رجعنا للجوهر فإن موقف السلطة يتعارض بشكل واضح مع حق الاختيار؛ لأن قضايا اللباس والطعام وطقوس الموت والحياة ليست من صلاحيات السلطة أو أي جهة أخرى. إنها حق مقدس يختاره الفرد بكل حرية.
و العجيب أن مبررات السلطات في شن تلك الحرب هي أن ارتداء الحجاب "مخالف لقانونالدولة"، بل الأعجب أن وزير "الشؤون الدينية"! برر في مناسبات عديدة منع الحجاببأنه "لباس طائفي قادم لتونس من الخارج، ويرمز إلى شعارات سياسية"!، واصفاً إياهب"النشاز"! متناسياً قول الله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساءالمؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) سورة الأحزاب 59،وقوله تعالى: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) سورة النور.31
فدعوى أن الحجاب رمز ديني دعوى مرفوضة، فالحجاب ذو وظيفة وهي الستر والحشمة، ولا يخطر ببال من تلبسه من المسلمات أنها تعلن عن نفسها وعن دينها ولكنها تطيع أمر ربها.
ودعوى الحفاظ على علمانية المجتمع لا تقوم على أساس منطقي سليم؛ لأن العلمانية في المجتمع الليبرالي معناها أن تقف الدولة موقف الحياد من الدين، فلا تقبله ولا ترفضه، ولا تؤيده ولا تعاديه وتدع حرية التدين أو عدمها للأفراد.

و من منطلق أن الحجاب "ظاهرة دخيلة" على تونس، و"نشازا" و"زيا طائفيا" و"ظاهرة غير مقبولة في تونس"، أليس سراويل الجينز و الميني والبكيني و الستريتش و القمصان الضيقة و ربطات العنق و القائمة طويلة كلها دخيلة على المجتمع التونسي فليعودوا إذن إلى ارتداء "السفساري" و"الملية" و"الفوطة والبلوزة" و السلهام و الجلباب و أزياء القرون الوسطى و ما قبلها أم أنهم يعتبرون نفسهم جزءا من الغرب و في هذه الحالة لا ضير من التشبه بهم !!!

فالحجاب لم يعد قضية تونس وحدها بل الكثير من الدول التي ترفع شعار العلمانية والتحرر وهي تقمع حرية الرأي و تكمم الأفواه...فلو كانوا يؤمنون حقا بحرية الرأي والفكر واللباس ووو... لاعتبروا لبس الحجاب حرية شخصية مثلما يعتبرون المجاهرة بالإفطار في رمضان حرية شخصية...ولكن مشكلة غلاة العلمانيين أنهم يتنازلون دائمًا عن قيمهم الليبرالية، إذا كان الخصم هو الإسلام، فمبادئهم التي يملئون بها صفحات الجرائد هي عندهم أصنام من حلوى فإذا جاعوا أكلوها!!!! حقيقة إنها حرب شريرة فاجرة علىالإسلام وقيمه وتعاليمه، خدمةً للمشاريع التغريبية الصهيونية التي تعمل ليل نهارعلى تذويب هوية المسلمين، وإبعادهم عن دينهم وعقيدتهم..