تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : <الأحد البرتقالي>: اختبار سياسي حاسم مسيحياً



من هناك
10-12-2006, 02:26 AM
<الأحد البرتقالي>: اختبار سياسي حاسم مسيحياً
http://www.tayyar.org/galleries/albums/061009_campagne_pub_13oco/normal_01%5B5%5D.jpg




جهاد بزي


إن لم يكن مهرجان <التيار الحر> صباح بعد غد الأحد، أحد أهم مهرجانات التيار، فهو، ربما أهمها على الإطلاق.
تشي بهذا حالة الاستنفار القصوى للتيار التي تخطت البرتقالي إلى الأحمر. لأول مرة، نحن إزاء مهرجان سياسي بالمعنى المباشر والواضح للكلمة. طوال 15 سنة، كان التيار يحيي الذكرى بقداس لشهدائه. هذه المرة، أجّل الاحتفال يومين ليتناسب مع يوم العطلة، وخصص ساحة واسعة (إضافة إلى ثلاث ساحات جانبية) في الضبية حيث يمكن للكثير من مناصريه أن يصلوا مشياً إلى المكان، بينما يطلب مسؤول المناطق وسائل لنقل المشاركين من مناطق يتوقع التيار أن تكون من كل لبنان.


http://www.tayyar.org/galleries/albums/061009_campagne_pub_13oco/normal_02%5B5%5D.jpg


يأتي المهرجان بعد قداس حاريصا المضخم وبعدما كثر الكلام الأكثري عن الشعبية المتدهورة للجنرال، ويأتي ايضاً في مناسبة هي الأكثر رسوخاً في ذاكرة <شعب لبنان العظيم>. وبحسب مقربين من التيار فإن المهرجان هو امتحان جدي وحقيقي لتأييد عون سياسياً. الناس مدعوة إلى موقف سياسي. بهذا المعنى، فإن رسالة الجنرال السياسية إلى خصومه ستكون: <بالرغم من كل ما قمتم به وتقومون به من إيجاد ثغرة في واقعي الشعبي فأنا موجود، بل إن شعبيتي آخذة في الازدياد>.

إثبات الوجود هذا، ولمرة واحدة وأخيرة ستلحقها رسائل أخرى في خطاب مكتوب. الجنرال سيحمل <هذا الحكم تبعات كل الإسقاطات التي وقعت في السنة والنصف الأخيرة، وبالتالي سيحمّل الحكم كل ما سينتج أو سيصدر أو سيتحرك في الفترة القادمة، لأن سبب هذا سيكون تراكم الأخطاء من استئثار وتسلط وأحادية في العقل الحاكم>.


http://www.tayyar.org/tayyar/images/Colonne%20centrale/auto/tn_Image1.jpg


في هذا تلميح من المقربين إلى تحركات شعبية لاحقة، ما لم يع تيار المستقبل والنائب وليد جنبلاط <ان المهرجان أفضل وسيلة لإعادة تكوين السلطة بشكل هادئ وسلمي، لأن هناك طرفاً متسلطاً يدعي أنه يملك الأكثرية. بعد مهرجان الضاحية، هناك ضرورة لمهرجان آخر. مهرجانان يقولان إن الحزب والتيار أكثرية شعبية حقيقية، وأنه آن الأوان لشراكة حقيقية في هذا البلد، أو أنكم الطرف المتسلط يتحمل وزر المشهدين اللذين ما يزال يصر على غض النظر عنه>.

أما بكركي التي لا يظن المقربون ان الجنرال سيتوجه إليها مباشرة بالكلام فإنه ينبغي عليها، بعد الذي ستراه في ضبية، أن لا تنسى عبارتها بعد الانتخابات: أصبح للمسيحيين زعيم. الجنرال يمثل حالة مسيحية توحيدية تريد المشاركة بعكس الحالة المسيحية الانقسامية التي تعطى دوراً صغيراً بحجة وجوديتها.
الحشد سيكون كبيراً. والتيار ليس خائفاً من الكاميرات، لكنه يعرف ان <الإعلام الأكثري> سيشن هجوماً على المهرجان. <إعلام تيار المستقبل بدأ هجومه منذ أيام> كما تقول مصادر التيار، وتتابع: <معظم ضيوف هذا الإعلام ومقالاته موجه ضد 13 تشرين. هناك أربعة أشخاص خرجوا من التيار فصاروا نجوم الشاشات>.
تضيف المصادر: <إذا كنا نتوقع ان يكون العدد كبيراً، فإن ما يعنينا ايضاً ان يكون الحضور خليطاً اجتماعياً وعمرياً، ومعلوماتنا تشير إلى عائلات ستأتي بكامل أفرادها، من جميع الطبقات ومن المستويات كافة. ما يهمنا هنا هو انفلاش شعبية التيار على الفئات العمرية والاجتماعية كافة>.
زغرتا متحمسة بدورها للمشاركة. الوزير السابق سليمان فرنجية دعا أنصاره وقواعده إلى مشاركة كثيفة، ومسؤول العلاقات الإعلامية في المردة المحامي سليمان فرنجية يقول إن الحضور إلى هذا المهرجان يعني المردة لجهة أن علينا ان نظهر أن حجمنا كجمهور مسيحي معارض للفريق الأكثري هو اكبر بكثير مما يشاع، وأن الشريحة الأكبر من المسيحيين تؤيد الوفاق في لبنان وترفض حالة استئثار فريق 14 آذار بالسلطة. فرنجية يرى أن المشاركة ستكون للمطالبة بتصحيح التمثيل المسيحي في الحكم بدءاً من الحكومة وصولاً إلى رئاسة الجمهورية التي يستحقها العماد عون بصفته ممثلاً للأغلبية المسيحية أسوة بالرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة>.
العناوين كثيرة وكبيرة. الرجل الذي غادر القصر صباح الثالث عشر من تشرين الأول ,1990 في ما بدا يومها أن الستارة تغلق عليه وعلى مرحلته إلى الأبد، ظل طوال 15 سنة على عناده، وظلت قاعدته الشعبية تنمو باطراد وتبارزه في عنادها. عبر التفاهم مع حزب الله ثم العدوان الإسرائيلي على لبنان، وهو مرتاح إلى ما يحكى عن تدهور شعبيته. وغالباً ما كان يقول: <جيد. أنا أحتكم للانتخابات. قوموا بانتخابات مبكرة وأنا مستعد>. بصبر انتظر الجنرال الذكرى المناسبة ليقف إلى <شعب لبنان العظيم> ليلقي خطابه الشامل. وعلى ما يبدو، فإن ميشال عون سيقول صباح غد الأحد إن صبره ضد خصومه قد نفد.