تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المجاهد امام التحقيق والتعذيب



mojahed90
01-28-2003, 07:24 AM
المجاهد امام التحقيق والتعذيب
مدخل عام

إن المواجهة مع عدونا فوق أرضنا المباركة لن تستقيم ما لم يرتفع المجاهدون الى مستوى ذلك التحدي ايمانا وصبرا ومرابطة وقتالا ، ومثابرة وعزما، وهمة وحصافة ، وذكاء ومكرا ، ويقظة ودهاء. فهذا العدو يقاتلنا عن عقيدة تريد أن تنفي عقيدتنا ،ويقاتلنا عن مطامع في السيطرة تهدف الى الاستيلاء على الأرض كما تهدف الى إذلال الامة واخضاعها وفرض الاستسلام المشين عليها. وهذا العدو يشن في سبيل ذلك حربا قاسية تضرب في العظم، وفي القلب ، والروح ، ولا تتردد. ولهذا فان من غير الممكن مواجهته الا بايمان متعاظم يحمي العقيدة ويذود عنها ، وبصبر جميل لا يناله قنوط من رحمة الله ، وبمرابطة في سبيل الله في بيت المقدس وفي أكناف بيت المقدس حتى تقوم الساعة وبمثابرة على مواجهة العدو لا تنقطع مهما طال الزمن ، وبعزم على الجهاد مهما اشتدت المصاعب ، وعظمت التضحيات ، وبهمة تعكف على العمل المتواصل اليومي لا تكل وان كثرت المثبطات والمنغصات ، وبحصافة في معالجة المشكلات الداخلية تجنب الاخطاء والنزاعات، وتفرقة الصفوف ، وبذكاء ينزل الضربات بالعدو من حيث لا يحتسب ، وبقتال لا يعرف من هذا الحق هوادة ولا أحجاما، وبمكر يلقف ما يمكرون ،ودهاء يبطل ما يدّبرون .انه الارتفاع الى مستوى الحرب التي يشنها علينا عدونا في كل المجالات والمستويات. فالعدو حين أنزل بالامة عدة هزائم واستطاع أن يحقق من مشروعه قدرا ليس باليسير لم يفعل ذلك بسبب تفوقه العسكري والمادي فحسب ،وانما ايضا بسبب تصميمه على قتالنا تصميما فاق تصميمنا على قتاله، وقس على ذلك كثيرا من مجالات الصراع. لهذا آن الاوان أن ندرك طبيعة الحرب التي بيننا وبين عدونا، وآن الاوان أن نرتفع بوعينا وعملنا الى المستويات التي تتطلبها مختلف مجالات هذه الحرب.


المعركة مستمرة بعد الأسر

الاصل هو الصبر على التعذيب



ان سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه تعج بما تعرضوا له من الايذاء والتعذيب فمنهم من عمى ومنهم من قتل تحت التعذيب وما بدلوا تبديلا ، ويقول الله تعالى: « الم أحسب الناس أن يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين» (العنكبوت : 1،2) وقوله عز من قائل «أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين» (آل عمران : 143).

أهمية عدم الادلاء باعترافات

على المجاهد أن يدرك أن العدو يستفيد مما يحصل عليه من معلومات من أجل ضرب الجهاد والمجاهدين. فمهما كانت المعلومات ضئيلة فيستخدمها في هذا السبيل لأن معرفة طريق العبور أو طرق الاتصال، أو كيفية تخزين السلاح، أو نقله أو الحصول عليه، كما أن أية معلومات تعطى عن العاملين في الجهاد خارج فلسطين سيعرض المجاهدين لملاحقة بعض الأنظمة العربية والدولية، وقد يعرضهم للاغتيال ،كما حدث للاخوة الشهداء القادة الثلاثة في ليماسول. ولهذا يجب أن يكون شعارنا ابقاء عدونا في الظلام حول كل تلك المعلومات، وكلما نجحنا في ذلك كلما تفوقنا عليه وأنزلنا به الضربات من حيث لا يحتسب . وان ادراك هذه المسائل إدراكاً عميقا من جانب المجاهد الاسير يفترض أن يدفعه الى اقتناع تماما بان حماية العمل الجهادي والمجاهدين في الداخل والخارج وابقاء العدو في الظلام يستاهل ان يقدم في سبيلها كل تضحية بما في ذلك تحمل أشد ألوان العذاب او المواجهة القتل.


انها معركة صبر وصمود ويكفي أن نذكر في هذا الصدد آيات الله تعالى : «ان الله مع الصابرين» (الانفال ، 46)، و«يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم» (فصلت 35)، «ولا يلقاها الا الصابرون» (القصص، 80)، و«الصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون» (البقرة، 177)، «… واصبر على ما اصابك ان ذلك عن عزم الامور» (لقمان ، 17)، «فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم اثما او كفورا» (الانسان، 24).

فالصبر تحت التعذيب دون الادلاء باعترافات تسلم اخوة او سلاحا هو صبر حين البأس وهو امتحان في الصدق والتقوى، وهو من عزم الامور ، وهو صبر لحكم ربك وعدم اطاعة آثم أو كفور. انه الصبر الذي يقود الى الثواب والجنة.



الفرار من معركة التعذيب


يقول تعالى: «يا ايها الذين آمنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله لعلكم تفلحون» (الانفال ، 45)، «يا ايها الذين آمنوا ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم على اعقابكم فتنقلبوا خاسرين» (آل عمران ، 149)، .. «ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار وكان عهد الله مسؤولا ، قل لن ينفعكم الفرار ان فررتم من الموت او القتل، واذاً لا تمتعون الا قليلا» (الاحزاب 15،16)…

ويقول جل من قائل « ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ، ولقد عفا الله عنهم ، ان الله غفور رحيم..» (آل عمران ، 155)، «انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافون ان كنتم مؤمنين » (آل عمران ، 175).

لعل الحكمة الالهية من وراء هذا الحكم الصارم على من يفر بجلده حين يلتقي الجمعان تحمل ، فيما تحمل من اسباب ، سببا هاما ينبع من خطورة الفرار في تلك الحالة لما يتضمنه من زعزعة لصفوف المجاهدين ، ولما يتضمنه من مكاسب للعدو عسكرية ومعنوية ومن مخاسر للمسلمين عسكرية ومعنوية. وهذا ما ينطبق تماما على حالة المجاهد في التحقيق ولهذا يجدر بالمجاهد أن يعتبر وصوله الى الزنزانات ورسوفه بالقيد ووقوعه تحت التعذيب أن هو الا استمرار المعركة القتال والمواجهة بأشكال وأساليب أخرى. فالمعركة لا تنتهي بأسره ولا تنتهي بسجنه ولا تنتهي في أقبية التعذيب. ان الحرب مع عدونا مستمرة في ساحة القتال وفي المنافي وفي السجون والزنزانات وفي أقبية التعذيب وهي في كل الحالات تحمل روح الإسلام في مواجهة اعدائه. فيكون من الضروري أن يثبت المجاهد ويذكر الله كثيرا حين يلقى عدوه تحت التعذيب ويأبى ان ينقلب خاسرا ان هو أطاع الذين كفروا. فلا يولي الأدبار أو يفر من الموت أو القتل وقد عاهد الله وكان عهد الله مسؤولا. فعلى المجاهد الا يخاف من الشيطان الذي يعذبه وانما يخاف الله ان كان مؤمنا وبهذا يسطر المجاهد آيات من البطولة الإسلامية في هذا العصر ويكون جديرا باللقب المشرف «جندي من جند محمد».



هل الصمود تحت التعذيب ممكن؟

يتمثل جوهر عملية التحقيق والتعذيب في وضع ضغط نفسي وجسدي ونصب شراك ومصائد بقصد تحطيم ارادة المجاهد وخداعه لاجباره على الاستسلام لعدوه وتسليم ما لديه من معلومات. ويتمثل جوهر الصمود في احتمال كل ألوان الضغوط النفسية والجسدية وعدم الوقوع في الخداع والشراك والمصائد، والتصميم على عدم الاعتراف حتى آخر نفس. ومن ثم فهو صراع ارادات. وارادتك لا تقهر الا برضاك أي بقرار من عقلك وقلبك. ففي القتال تقتل عموما بالرغم منك لا بقرار منك لأن رصاصة أو شظية تأتيك من حيث لا تحتسب.

الحرب النفسية:

يبدأ التحقيق عادة بشن حرب نفسيه على المجاهد بقصد افقاده كل ثقة بالله تعالى وبنفسه واخوانه وبالجهاد ، وجعله يتصور أن عدوه يملك كل قدرة، ويعرف كل شيء عنه واخوانه. فالمعركة تبدأ من هنا قبل أن تبدأ بالضرب والتعذيب والتنكيل. فالمطلوب أن يخاف المجاهد من جلاديه أكثر مما يخاف الله تعالى وتبارك، فيدب خوفهم في قلبه ليقوده الى حيث يشاؤون. أي ليقوده خوفه منهم الى أن يضع بين ايديهم كل ما بصدره من معلومات تلحق أشد الاضرار وباخوانه وبالجهاد وبقضية الإسلام. ويصل العدو الى هذه النتيجة من خلال ايهام المجاهد بأن بمقدوره أن يفعل به كل شيء، وان لاحول له ولا قوة، ولا منقذ له ولا معين. فهو أعزل من السلاح وعدوه يقعقع به من حوله ، وهو معزول وحيد مصفد والعدو وكثرة كاثرة ويده مطلقة. ولهذا لا بد من ان يتذكر المجاهد أن العقيدة السليمة تقضي أول ما تقضي أن يخاف المؤمن من الله الواحد الأحد ولا يخاف بعد ذلك شيئا والا وقع في شرك ولو بلا قصد وبصورة غير مباشرة. يقول تعالى : «اتخشونهم فالله احق ان تخشوه» (التوبة، 13) و«الذين قال لهم إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل» (آل عمران، 173).

ولا بد من أن يتذكر المجاهد ان قوة الاعداء قوة حقيرة تافهة امام قوة رب العالمين الذي عليه نتوكل وبه نستعين، يقول تعالى: «قل من رب السموات والارض قل الله ، قل فاتخذتم من دونه اولياء لا يملكون لا نفسهم نفعا ولا ضرا» (الرعد ، 16). فهذا العدو اذا ملك فلا يملك أكثر من أن يؤذي هذا الجلد الفاني. اما الموت والحياة فبيد الله تعالى وغاية المؤمن أن يفني هذا الجسد في سبيل الله جهدا وجهادا، نصبا وتعبا، كدا وشقاء ، ألما وعذابا ، قتلا وقتالا ، يقول الله تعالى قاهر الجبارين : « قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك امرت وانا أول المسلمين» (الانعام، 162-163) ، فاذا آمن المؤمن بكل ما يوحي به الإسلام من مقتضيات الايمان والعلوم على الكفر والشرك، والدنيا فلن يخضع لتهديد ووعيد، ولا عذاب جسد وقرح، وهو لا يخشى العدو وما يفعل ،ولا يخشى الا الله الذي هو أحق ان نخشاه وهو حسبنا ونعم الوكيل. اما الحرب النفسية التي تعتمد المكر والدهاء فلا ينبغي لها أن تجدي شيئا كذلك، فاذا ما ألقى السحرة عصيهم فيلقي موسى عصى الايمان لتلقف ما يأفكون. ويقول جل من قائل: «واوحينا الى موسى ان الق عصاك فاذا هي تلقف ما يأفكون» (الاعراف، 117) ، فالمجاهد الذي يجعل الله معه حقا وحقيقة، وهو يواجه جلاديه لن يستطيعوا ان يقولوا له أو يوهموه انه وحيد معزول لأنه في الأسر مصفد في الاغلال ، ولن يستطيعوا أن يقولوا له «يد الله مغلولة…» ولن يستطيعوا أن يجعلوه يشفق على جسده في سبيل الله أو على أي من أهله وذويه ، اذا كان ثمن الاشفاق اعترافا يريدون. وبهذا تصبح حرب الإسلام في هذا العصر ضد الكفر حربا لا هوادة فيها كما ارادها رب العالمين وكما ارساها على الأرض رسوله الأمين خاتم انبيائه ورسله عليهم سلام الله اجمعين.
ثانيا : الاولوية للجهاد:

ثمة منهجية إسلامية يحتاج اليها المجاهد الذي يلقي الصعاب، ويتعرض للمخاطر والشدائد والمحن أكثر من غيره، كما يحتاج اليها اكثر ممن سواه لما قد يتعرض له من إغراء للتخلي عن قضية الجهاد والقبول بعيش آمن، او آمن ورغيد ، او ربما عرضت عليه السلطة والمكانة في صفوف الطواغيت ، هذه المنهجية هي استخدام معيار ، هو في الحقيقة قد يقوم بمنزلة القاعدة الفقهية ، يعتمد على اعطاء الاولوية في كل المواقف والقرارات لما فيه خير أعم وفائدة أكبر للدين ، ولقضية الجهاد، فعلى سبيل المثال ، أن كان الخيار بين ان تنقذ جلدك من التعذيب فتعترف على اخوانك وتسلم لعدوك ما تعرف من مخزون السلاح المعد للجهاد من جهة وبين التضحية بجلدك ومصالحك الخاصة سواء أكانت تجارة في السوق أو وظيفة او مهنة أم كانت زوجا وأطفالا وأبا وأما من أجل الحفاظ على أمن العمل الجهادي رجالا ونساء وسلاحا ومعلومات، ومن أجل رفع معنويات الامة وزيادة ثقتها بالمجاهدين وقضية الجهاد.

واخيرا في هذا المجال تذكروا قول الله تبارك وتعالى: «قل ان كان آباؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين» (التوبة، 24).
ثالثا: التعذيب ونظرية حقوق الإنسان
رابعا : مواجهة اعترافات الآخرين
خامسا: الحذر من العملاء
سادسا : الصمود وقوة الاقناع

لم يسع النص للتفسير
[email protected]