تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كأس العالم.. أمل الأضعف في زهوة النصر



no saowt
06-10-2002, 07:04 PM
كأس العالم.. أمل الأضعف في زهوة النصر


لحظات من النشوة.. وساعات من التنفيس.. وأيام من احتراق الأعصاب.. بينما ماكينات الأموال تدور.. ورغبات الساسة تتحقق.. ومليارات من الجماهير يسري في عروقها الخدر اللذيذ.. ربما تكون هذه هي معادلة كرة القدم وكأس العالم بوجه أخص.. فالضعيف يرى فيه فرصة للحصول على انتصار وهمي يعجِز عن تحقيقه في ميدان "الجِد"، فيسعى له جاهدًا في ميدان "اللعب"، والقوي يجد فيه رفاهية ومتعة تشغل فراغ وقته… تعالوا نبدأ الحكاية من مبدئها..

أم العروس تخرج "صفر اليدين"

رغم أن فرنسا هي "أم العروس" فإن حظوظها دومًا في المؤخرة.. فقد نبتت فكرة كأس العالم لكرة القدم في رأس المحامي الفرنسي "جول ريميه" في بدايات القرن العشرين، وتزامن ذلك مع بدايات ظهور دورات الألعاب الأوليمبية الحديثة التي أسسها المحامي الفرنسي أيضا "كوبرتان" التي أقيمت أولى دوراتها عام 1896.

وفي نفس العام الذي أقيمت فيه دورة الألعاب الأوليمبية الثالثة 1904 في سانت لويس بأمريكا تأسس الاتحاد الدولي لكرة القدم في الاجتماع الذي عقد يوم 21 مايو في باريس.. بحضور الدول الثماني المؤسسة وهي فرنسا وهولندا وإسبانيا وبلجيكا وسويسرا والسويد والدانمارك وإنجلترا.. وتقرر في هذا الاجتماع اعتماد اللائحة التأسيسية، وكان من بين بنودها العمل على إقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم.

كان الدافع لإقامة هذه البطولة أن كرة القدم لم تكن قد دخلت بعدُ برنامج الألعاب الأوليمبية، وهو ما تداركته اللجنة الأوليمبية بعد ذلك وقامت بإدراجها لأول مرة في برنامج "دورة لندن" الأوليمبية عام 1908؛ استجابة لعشاق هذه اللعبة وتلبية لطلب الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وتجني فرنسا مرارة حظوظها وهي التي تبنت الفكرة وأسست الاتحاد الدولي لكرة القدم، فلقيت أسوأ هزيمة في تاريخ كرة القدم، فقد سحقتها الدانمارك 17/1 وسجل "نيلسن" - هداف الدانمارك - عشرة أهداف، وهما رقمان قياسيان ما زالا قائمين، وفي نفس الاتجاه لم تتمكن فرنسا من الحصول على كأس العالم طوال تاريخها إلا عام 1998(!).

استقلال دولة كرة القدم

وفي عام 1920 تولى جول ريميه رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم في المؤتمر السنوي الذي عُقد بمدينة أنتويرب البلجيكية، وبدأ ريميه أولى خطواته لإقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم موضع التنفيذ. وفي هذا السبيل شكل لجنة قدمت مشروعها في مؤتمر الاتحاد الدولي لكرة القدم أمستردام 1926 وتمت الموافقة على إقامة أول بطولة لكأس العالم في أوروجواي عام 1930.

وتم اختيار أوروجواي؛ لأنها تقدمت بعرض لا يمكن رفضه وهو أن تتحمل كافة نفقات سفر وإقامة الوفود المشاركة في الدورة، فضلا عن أن أوروجواي كانت بطلة كرة القدم في الدورتين الأوليمبيتين الأخيرتين في باريس 1924 وأمستردام 1928.

أوروجواي وإيطاليا القوتان العظميان

كانت أوروجواي هي القوة الكروية الأولى آنذاك، ولم يكن ممكنا تجاهل مطلبها لاستضافة الدورة، رغم مقاومة بعض الدول لهذا الطلب بسبب بُعد المسافة بين أوربا وأمريكا اللاتينية؛ الأمر الذي أدى لعدم مشاركة دول كثيرة.

وفضلا عن الإغراءات التي قدمتها أوروجواي فقد شيدت واحدا من أضخم إستادات كرة القدم في العالم هو إستاد سنتنايو (ومعناها المئوي) لأنه يتسع لمائة ألف متفرج بالعاصمة مونتفيديو.

وبدأت أول بطولة كأس العالم لكرة القدم يوم 13 يوليو 1930 بمشاركة 13 دولة فقط.. وجرت المنافسات على كأس جول ريميه مؤسس هذه البطولة، وهو الكأس الذي صنعه الفنان الفرنسي إبيل لانور، ويزن أربعة كيلو جرامات وصنع من الذهب الخالص، وتكلف آنذاك 40 ألف جنيه إسترليني وهو الكأس الذي امتلكته البرازيل إلى الآن؛ لأنها فازت به ثلاث مرات في 1958 و 1962 و 1970.

والطريف أن هذه الكأس تعرّضت للسرقة خلال بطولة كأس العالم بإنجلترا عام 1966، وعثر عليها أحد الكلاب البوليسية مدفونة تحت الأرض بحديقة عامة

كما سُرقت مرة أخرى من خزينة الاتحاد البرازيلي لكرة القدم عام 1982 ولم يظهر حتى الآن، واضطر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم لتصنيع نسخة طبق الأصل منه.

فازت أوروجواي بالبطولة الأولى لكأس العالم عام 1930 بعد أن تغلبت في المباراة النهائية على الأرجنتين 4/2 وقد شاركت في هذه البطولة ثماني دول من أمريكا اللاتينية وأربع دول أوربية، فضلا عن أمريكا الشمالية.

وفي بطولة كأس العالم الثانية التي أقيمت في إيطاليا عام 1934 والتي فازت بها إيطاليا قامت أوروجواي بمقاطعة البطولة، وذلك ردا على مقاطعة معظم الدول الأوربية للبطولة الأولى التي جرت في أوروجواي.

ومنذ الثلاثينيات حتى بداية الخمسينيات انحصر الصراع على زعامة المونديال بين أوروجواي وإيطاليا. الأولى بوصفها ممثلة الكرة الأمريكية اللاتينية، والثانية بوصفها ممثلة الكرة الأوربية، فخلال هذه الفترة أقيمت أربع دورات لكأس العالم تقاسمها كل من أوروجواي وإيطاليا، ولم تقم دورتا 1942 و1946 بسبب الحرب العالمية الثانية.

الجنوب يحشد قواه.. والشمال يطور أسلحته

سرعان ما تغيرت موازين القوى وصعِدت قوى أوربية جديدة في مواجهة قوة عظمى جديدة في أمريكا الجنوبية هي البرازيل التي فرضت زعامتها الكروية على العالم منذ 1958 حتى الآن.

أما القوى الأوربية الجديدة فتمثلت في المجر وألمانيا، وكانت المجر في عصرها الذهبي آنذاك حين فازت بالميدالية الذهبية للألعاب الأوليمبية بكرة القدم في دورة هلسنكي بفنلندا 1952 بالفريق الذهبي المدهش الذي أذهل الدنيا كلها آنذاك، وكان يضم بوشكاس وهيديكوتي وبوجيك وكوتشيش.

ولكن سرعان ما تراجعت المجر كقوة عظمى في كرة القدم، نتيجة الغزو السوفيتي للأراضي المجرية 1956، الأمر الذي دفع عددا كبيرا من نجوم هذا الجيل للهجرة من المجر، وأولهم بوشكاش الذي كان ضابطا بالجيش المجري، وأصدرت القوات السوفيتية حكما بإعدامه ورفاقه الذين شاركوا في مقاومة القوات الغازية، إلا أنه استطاع الهرب من المجر إلى إسبانيا، واللعب لنادي ريال مدريد، وقاده إلى احتكار بطولة أوربا للأندية خمس سنوات متتالية منذ عام 56 حتى 1961، وشكل بوشكاش أعظم ثنائي في تاريخ الكرة مع زميله دي ستيفانو الأرجنتيني الأصل.

بعد ذلك ومنذ الخمسينيات ظهرت ألمانيا كقوة كروية عظمى، واستمرت كذلك حتى منتصف التسعينيات، وتداولت معها الزعامة إنجلترا وإيطاليا وأخيرا فرنسا. وكانت هولندا شريكا في المنافسة دائما في مواجهة القوة العظمى الكبرى على الجانب الآخر الجنوبي من المحيط وهي البرازيل التي أذهلت العالم عام 1958 حين ظهرت في السويد بفريق من السحرة ولاعبي السيرك والأكروبات الذين قدموا طريقة جديدة في كرة القدم هي 4/2/4 والتي ظلت سائدة حتى الثمانينيات.

في هذه البطولة بدأ عصر الكرة الجميلة التي اقترنت بالبرازيل التي تعتمد على المهارات الفردية والفنية العالية، وظهر أيضا في هذه البطولة النجم الأسطورة "بيليه" وكان عمره 17 عاما، وقاد فريق بلاده لإحراز أول بطولة لكأس العالم وسجل ستة أهداف.

بعد فوز البرازيل بكأس جول ريميه.. وامتلاكه إلى الأبد، اعتزل بيليه وتراجعت الكرة البرازيلية في السبعينيات والثمانينيات وتصدّرت الأرجنتين المشهد، وصارت الممثل الأقوى للكرة اللاتينية، وفي المقابل ظهرت ألمانيا ووصيفتها هولندا كقوتين أوربيتين عظميين في السبعينيات.

وقد ضربت البرازيل الرقم القياسي للفوز ببطولات كأس العالم، حيث فازت أربع مرات أعوام 58، 62، 70، 94 بينما تساوت إيطاليا وألمانيا في مرات الفوز، وهو ثلاث مرات لكل منهما، إيطاليا أعوام 34، 38، 82، وألمانيا أعوام 54، 74، 90.

بينما فازت كل من أوروجواي والأرجنتين مرتين، أوروجواي 1930 و1950 والأرجنتين 1978 و1986 في حين فازت إنجلترا وفرنسا بالكأس مرة واحدة.

no saowt
06-10-2002, 07:07 PM
نجوم كأس العالم.. الموهبة وحدها لا تكفي

وقد اقترنت بطولات كأس العالم بظهور عدد من النجوم الأفذاذ الذين سطّروا تاريخ بلادهم بحروف من ذهب في سجلات كأس العالم، وفي مقدمة هؤلاء: النجم الأسطوري بيليه أو الجوهرة السوداء، الذي انتُخب كأعظم لاعب كرة في القرن العشرين في جميع الاستفتاءات العالمية؛ فقد أسهم بيليه في صنع تاريخ بلاده ووضع اسمها على الخريطة العالمية، ليس فقط في ميدان الكرة، فالبعض لا يعرف من البرازيل إلا بيليه والبن البرازيلي.

لكن يظل صاحب القصة الأعجب هو: جارنيشيا - الجناح الأيمن المعجزة، الذي كان يستطيع المرور من أي مدافع، وكان يجيد المراوغة، والتسديد على المرمى في الزاوية الضيقة.. وكان يجيد الألعاب البهلوانية والتسديدات الحلزونية.

والعجيب أن هذا اللاعب الذي أمتع جماهير كأس العالم عامي 1958 و1962 كان مصابا بشلل الأطفال في طفولته وعولج منه.. وظلت له ساق أطول قليلا من الأخرى، ولهذا السبب لم يكن المدافعون المكلفون برقابته يعرفون حين يتسلم الكرة في أي اتجاه سوف يذهب بها.

وقد انتهت حياة جارنيشيا مبكرا، بسبب إدمانه المخدرات ومات في بداية الأربعينيات من عمره.

وقد دخل جارنيشيا التاريخ باعتباره هدّاف كأس العالم عام 1962 في تشيلي برصيد 4 أهداف.

ويمكن القول بأن جارنيشيا هو الذي قاد البرازيل للفوز بهذه البطولة؛ لأن بيليه لم يلعب سوى مباراتين فقط ثم أصيب.

وجارنيشيا صاحب القصة التي لم تتكرر، فقد كاد ألا يشارك في المباراة النهائية أمام تشيكوسلوفاكيا؛ لأنه طرد من مباراة الدور قبل النهائي أمام تشيلي، وتدخل رئيس جمهورية البرازيل للعفو عنه وسمح له بالمشاركة، في أول سابقة من نوعها في تاريخ كأس العالم.

وقد يبدو غريبا أن أيا من اللاعبين المشهورين لم يدخل التاريخ بوصفه هداف كأس العالم، فهداف كأس العالم هو لاعب مغمور في التاريخ وهو الفرنسي جوست فونيتن الذي سجل 13 هدفًا في نهائيات كأس العالم السادسة بالسويد وهو رقم لم يتحطم حتى الآن.

مارادونا.. الموهبة الفذة وحدها لا تكفي

وفي المقابل لا ينسى تاريخ كأس العالم البطولات التي صنعها لاعبون أفذاذ مثل مارادونا الذي قاد بلاده لإحراز كأس العالم، والذي احتلّ المركز الثاني في المنافسة على لقب لاعب القرن. إلا أن مارادونا الذي سطر تاريخا لبلاده في كأس العالم انتهت حياته الرياضية في كأس العالم أيضا عام 1994 بفضيحة تعاطيه المنشطات التي سبقتها ولحقتها فضائح أخرى بسبب تعاطيه المخدرات.

من يفوز: الأغنياء أم الفقراء؟

ولعل كرة القدم هي النشاط العالمي التنافسي الوحيد الذي لا تقترن فيه المكانة والتفوق بالمستوى الاقتصادي.

فالبرازيل ملكة كرة القدم المتوجة تعد من دول العالم الثالث، وشعبها يعد من أفقر الشعوب، وحين فازت بكأس العالم للمرة الرابعة عام 1994 كانت ديونها تبلغ 90 مليار دولار، وهددت بعدم دفع أقساط هذه الديون بسبب انهيارها الاقتصادي.

ولكن دول أمريكا اللاتينية الفقيرة - كالبرازيل والأرجنتين - التي تعاني حاليا أزمة اقتصادية مستحكمة.. تعدّ القوى العظمى التقليدية في مواجهة فرنسا وألمانيا وإيطاليا.

والمارد القادم من الغرب الأفريقي: الكاميرون ونيجريا والسنغال.

ولعل السبب في ذلك يرجع لكون كرة القدم هي لعبة الفقراء والبسطاء، وهي رياضة لا تتطلب أدوات ووسائل خاصة، وإنما يمارسها الأطفال الفقراء في شوارع أمريكا الجنوبية، وفي حواري أفريقيا في الطفولة المبكرة.

ولا شك أن الإمكانات المادية ترفع من مستوى أي لعبة، وهذا ما يحدث في أوربا، حيث تتوافر الملاعب الصالحة على أكبر نطاق، إلا أن الشعوب الفقيرة تعوض هذه الميزة النسبية بالموهبة الفنية وبإتقان مهارات كرة القدم، في الطفولة المبكرة.

كرة القدم طريق الساسة نحو السيطرة

ومنذ بدايات كأس العالم الأولى اهتمت حكومات الدول ببطولة كأس العالم؛ لأن الكرة لعبة شعبية، وهي الثقافة الشعبية المشتركة لكافة الشعوب.

ولأن الحكومات تسعى دائما للسيطرة على الشعوب، كان اهتمامها كبيرا بكرة القدم.

وهو ما يفسر لنا صراع الدول، ليس من أجل الوصول لنهائيات كأس العالم فقط، وإنما من أجل استضافة هذا الحدث العالمي الكبير.

فالحكومات تسعى لاسترضاء شعوبها؛ ولهذا سعت المكسيك لاستضافة المونديال مرتين، ونجحت في امتصاص غضب الشعب بسبب سوء الحالة الاقتصادية حين استضافت مونديال عام 1970، فقد انشغل الشعب بكرة القدم وفرح باستضافة هذا المهرجان الكبير، ونجحت الحكومة المكسيكية في الإفلات من الحساب بعد أن أشبعت في الشعب احتياجه الأساسي من كرة القدم، وهو احتياج لا يقل عن الغذاء الرئيسي في بعض الدول.

في المقابل يسعى آخرون من حكومات وزعماء للحصول على شعبية أكبر بين مواطنيهم، وقد شاهدنا الرئيس الفرنسي شيراك يتصدر المقصورة الرئيسية ويشجع فريق بلاده، ويرتدي فانلة منتخب فرنسا، فهو يلعب على الوتر الحساس ويضع نفسه في مقدمة المشجعين.

ورأينا الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا يفعل نفس الشيء، حين استضافت جنوب أفريقيا كأس الأمم الأفريقية.

وشاهدنا المستشار الألماني يسافر وراء فريق بلاده في كأس العالم ويجلس بين المتفرجين ويشجع الفريق.

حتى حين استضافت إيطاليا نهائيات كأس العالم كان موسوليني يتصدر المقصورة الرئيسية في إستاد روما، ويستغل البطولة للدعاية للأيديولوجية الفاشية.

ماكينة المال تتخفى وراء الألعاب

ولأن كرة القدم لعبة شعبية، ولأن الجماهير هي الطرف الرئيسي والعنصر المستهدف، وكما يتهافت السياسيون عليها؛ يتهافت أيضا الاقتصاديون، وتتهافت كبرى شركات الإعلان، وتدفع مليارات الدولارات في تمويل نشاطها.

والسبب أن كرة القدم هي أفضل وسيط لرواج السلع التجارية؛ لأن كرة القدم تحظى بأعلى نسبة مشاهدة ومتابعة؛ لذلك تدفع شركات الإعلان مليارات لشراء الوقت في محطات التلفزيون والشبكات الفضائية خلال بطولات كأس العالم، كما يحصل الاتحاد الدولي لكرة القدم على أموال طائلة نظير حقوق نقل بطولات كأس العالم، ومن هنا يأتي تمويل كأس العالم، ومن هنا أيضا كان الفيفا هو أغنى الاتحادات الدولية لكرة القدم على الإطلاق، وهو ما يفسر لنا الصراع الدائر الآن على انتخابات الرئاسة، والاتهامات التي تلاحق الرئيس الحالي جوزيف بلاتر بالفساد المالي.

وخلال بطولة كأس العالم تحظى تلفزيونات العالم بأعلى نسبة مشاهدة، ووفقا لتقديرات مراكز البحوث الإعلامية فإن ملياري نسمة يتابعون مباريات كأس العالم، ويتضاعف هذا العدد في مباراتي الدور قبل النهائي والدور النهائي.

كأس العالم.. العولمة قبل زمانها

وكرة القدم هي اللعبة الوحيدة التي لا تختص بنوع معين من المتفرجين ولا شريحة معينة من المشاهدين، بمعنى آخر تختلف كرة القدم عن رياضات مثل الجولف والتنس، التي يتابعها جمهور قليل من النخبة، وهي تختلف عن لعبات مثل كرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة التي لا يتابعها جمهور كبير وتقام في الصالات المغطاة.

فجمهور كرة القدم من كل الطبقات ومن كافة الفئات.. يتابعها الملوك والرؤساء والزعماء، كما يتابعها البسطاء، يتابعها الأغنياء والأثرياء كما يتابعها الفقراء، فالكرة هي اللغة العالمية التي تفهمها كل شعوب العالم، والعملة التي تتداولها كافة الدول، والثقافة المشتركة للجميع في كل موطن. وبطولات كأس العالم لكرة القدم هي التي جعلت العالم قرية صغيرة، قبل عشرات السنين من بزوغ عصر العولمة