تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رايس واجتماع <الخليج + 2>: الاعتدال لا الديموقراطية



من هناك
10-04-2006, 04:23 AM
رايس واجتماع <الخليج + 2>: الاعتدال لا الديموقراطية



فواز طرابلسي

لم يبقَ لوزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس غير أن تضيف إلى ألقابها لقب <الأمين العام لجامعة الدول العربية>، فهذا هو ما مارسته خلال قمة <المعتدلين العرب> الممثلين بوزراء خارجية دول الخليج الست إضافة لمصر والأردن التي انعقدت في القاهرة بناء على جدول أعمال وتوزيع عمل أفصحت عن بعضه رايس خلال مؤتمر صحافي في جدة.
بانتظار تحليل المقررات واستبيان ما أعلن منها وما لم يعلن، نستطيع، دونما كبير مغامرة، القول إن قمة القاهرة تشير الى منحى جديد تختبره الآنسة رايس وهو تمرير السياسات الأميركية بواسطة كتلة عربية تكشفت عنها مواقف <المعتدلين العرب> إبان الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.
وليس من قبيل الصدفة أن تفتتح تلك المرحلة الاختبارية الجديدة بإطلاق رصاصة الرحمة على آخر وهم حول دور ما للولايات المتحدة في نشر الديموقراطية في المنطقة.
ليست الأولوية ل<الاعتدال> وحسب، وإنما <الاعتدال> ولو على حساب الديموقراطية، بل ضدها. رداً على سؤال لصحافي اكتشف المفارقة بين التوكيد السابق على الديموقراطية والأولوية الحالية المعطاة ل<الاعتدال>، أجابت رايس إن <القوى المعتدلة
سوف تنتقل في النهاية الى قوى ديموقراطية معتدلة>.
هذا الاعتراف بأن قوى <الاعتدال> ليست ديموقراطية لا يحتاج الى مزيد من الشرح والتفصيل، طالما أنه آت مباشرة <من فم الحصان> كما يقول المثل الإنكليزي. ولكن هذه هي بعض المآثر الأخرى ل<المعتدلين العرب>:
? <المعتدلون> هم الحكام الذين يسهل أن يُغلّب لديهم العداء لإيران بحجة التخصيب النووي على العداء لإسرائيل ذات المائتين أو الثلاثماية رأس نووي!
? و<المعتدلون> هم الذين يرتضون بأفضل شروط لاستثمار ثرواتهم النفطية على يد شركات النفط مثلما يرتضون توظيف معظم عائدات نفطهم في الغرب.
? و<المعتدلون> هم الذين يستقبلون القواعد العسكرية الأميركية ولا يمانعون استخدامها لنقل <الأسلحة الذكية> لإسرائيل في الحرب الأخيرة على لبنان.
? و<المعتدلون> هم الذين يحكمون مستخدمين أذرعة ميليشياوية لا تصدر بحقها قرارات تحريم دولية طالما أنها لا تقاتل من أجل إجلاء الاحتلال الأميركي من العراق ولا ترمي إسرائيل حتى بوردة.
? و<المعتدلون> هم الذين لا يثيرون كبير إشكال عندما تعتقل إسرائيل <المعتدلة> و<الديموقراطية> أكثرية نواب المجلس التشريعي المنتخبين على لائحة حركة حماس. مع أن هؤلاء <المعتدلين> يرفعون عقيرتهم بالصراخ ضد <مغامرات> المقاومة اللبنانية عندما تسعى بعملية أسر جنود إسرائيليين لاستكمال مهمات تحرير الأسرى والأراضي اللبنانية.
هذا لا يعني أن <غير المعتدلين> هم بالضرورة ديموقراطيون. ولكنه يعني أن هذا <الاعتدال> وهو الاسم الآخر للخضوع للإرادة الإمبراطورية الأميركية لن يلد ديموقراطية، لا الآن ولا في <النهاية>.
يبقى أن يقتنع بعض أصناف القوميين العرب والإسلاميين، وحتى بعض أصناف اليساريين، بأن الولايات المتحدة ليست تسعى إلى فرض الديموقراطية عليهم فيما هم يمارسون <الممانعة>. اللهم إلا إذا كانت ممانعتهم هي ممانعة للديموقراطية!