تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شياطين لم تصفد في فلسطين



صلاح الدين يوسف
10-03-2006, 10:26 AM
شياطين لم تصفد في فلسطين

شياطين فلسطين الإنسية طراز من الشر فريد، وأحبولة من المكائد نحتت من جبل الجريمة وإليه تعود، وأنفس مجرمة تتوالد من رحم خبيثة، لا تكاد يفنى مكرها ولا تفارقها الحيلة متى وجدت إلى الشقاق سبيلاً، كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها.
في شهر فضيل وعلى أرض كريمة مباركة يُسمع فحيحها ويُرى بأسها، لا ترعوي بصيام ولا تنهاها صلاة، تنأى بذاتها أن تصيبها نسائم الرحمة إذ تهب فيغفر الله لكل مسلم إلا مشاحن.. تتشاحن وتتقاتل من أجل عرض من الدنيا قليل أو من أجل اعتراف بـ"إسرائيل"!!
في شهر رمضان المبارك تُصفد شياطين الجن، وتعبث شياطين فلسطين بشعبها فتسفك الدم الحرام وتستهين بالحرمات.. تعتدي على المدارس الإسلامية والجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية ثم تعمد إلى مقرات من بقي من النواب خارج سجون العدو لتكمل مسيرة الأعداء وقت صلاة القيام؛ فما حادت عن طبيعة النفاق الماثلة في كل دروب التاريخ ومسالكه.. يد مع الأعداء وخنجر في ظهر الأشقاء.


تُكتب هذه الكلمات وقد امتد العدوان من غزة إلى الضفة الغربية من قادة الانقلاب وكوادره، ممن إذا تولوا سعوا في الأرض ليفسدوا فيها، ممن اكتنزت حساباتهم حتى ضاقت بها الخزائن، وممن يجعلون من أنفسهم أدوات للأمريكيين و"الإسرائيليين"، وقد كان هؤلاء الأخيرين يوشكون أن يشرعوا بعدوانهم الذي جعلوه عادة الأهل في رمضان الكريم، مثلما أمرتهم بهم شياطينهم من قبل؛ إذ جعلوا على الدوام فرحة الإفطار في غزة قرينة مذبحة أو اغتيال أو اجتياح أو ما نحو ذلك كل عام، غير أنهم هذا العام أوعزوا إلى طليعة جيشهم أو إلى الطابور الخامس أن يبدأ حلقة العدوان فجاسوا خلال الديار، وسرقوا البسمة من شفاه الأطفال فاعتدوا على المدرسة الإسلامية وأصابوا ناظرها وروعوا الأطفال وأراقوا الدماء وأظلموا كهرباء حي الشجاعية الذي يقطنه نحو 50 ألفاً من المرابطين.. وبدلاً من أن يخلفوا الأسرى من وزراء الحكومة بسجون الاحتلال في مقرهم بخير.. حرقوه، وبدلاً من أن تنطلق رصاصاتهم باتجاه ثكنات العدو على بعد خطوات من هجمتهم برام الله.. وجهوه لصدور المؤمنين، وفيما كان المصلون يقومون الليل يستمطرون رحمات الله في مساجد غزة، كان البغاة يستنزلون سخط الجبار؛ فكانوا للظلم أعواناً وللاحتلال سلاحاً، فلله هم، أما ينهاهم عن عدوانهم وشيجة دين أم صلة رحم أم وحدة لغة أو وطن أو مصير؟!!


إن قادة الانقلاب يعلمون غاية ما يرنون إليه، لكن الغوغاء لا يدركون بشاعة ما تقترفه أيديهم من كبائر وجرائم تذهب بعبادتهم في هذا الشهر المبارك وتأكل من حسناتهم إن ظلوا حريصين على بقائها أو كانت تعنيهم مقدار نقير.
فاللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر.


http://www.almoslim.net/word/show_ar...in.cfm?id=1736 (http://www.almoslim.net/word/show_article_main.cfm?id=1736)