تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حرب العقائد وعمليات التصفية لأبناء أهل السنة



ابوعامر الحربي
10-01-2006, 07:18 PM
مفكرة الإسلام: عمليات التصفية للسنة التي تقام من قِبل فرق بدر وقيادات الحكومة الشيعية ما هي إلا تجسيد لعمليات وبرامج مسبقة أعدت من قبل إيران وبمباركة الصهيونية العالمية. لعل هذه العمليات التي تقام ما هي إلا تجسيد للعمق الفكري والتوسع الطائفي للحكومة العميلة القابعة في العراق والمتواطئة مع الاحتلال, والحائزة على صك التصفية لأبناء السنة وعمليات التهجير من مناطق الاندماج الاجتماعي العقائدي إلى الأقاليم المتفرقة, والسؤال الذي يدور في ذهن القارئ لأحداث النزف الدموي في العراق والذي ننوه إليه في بعض السطور التي توضح من هو الجاني ومن هو المجني عليه ...؟ من هو المسئول عن هذه العمليات...؟ ومن هو الذي يدعمها ويحرض عليها ... ؟

هل هي حرب طائفية أم هي تحالف أمريكي طائفي لضرب المصلحة الوطنية في العراق والاستقلال والسيادة الوطنية تحت ذريعة حرب العقائد, كما أن هذه الأحداث ليست أحداث خاصة بمنطقة أو إقليم محدود تحت ظروف وعوامل خاصة، بل إن هذه الآلية سوف تعمم على جميع المنطقة العربية وبنفس الأسلوب التوسعي وبمبررات متناقضة لخلق حالة التجزئة أو الخضوع بعد تعميق الجروح وتأزيم المنطقة التي تبرر الوجود الأمريكي في المنطقة أمام العالم بما فيها من التحالفات التي تتخندق في صفوفها, وطمر حقيقة الاحتلال والتوسع في المنطقة لحماية المصالح الكيان الصهيوني في فلسطين والتي تعتبر خطرًا محدقًا بدول الجوار العربي سواء دول الشرق الأوسط أو دول الخليج العربي أو الشمال الإفريقي العربي عامة, إن تعميق الفجوة الطائفية، وخلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار واستنزاف المنطقة لا يخدم إلا الولايات المتحدة الأمريكية وإيران التي أصبح جليًا واضحًا أن كل حادثة قتل وتفجير وعمل إرهابي هو عمل مدعوم بالتحالف الإيراني وعملاء إيران وأمريكا , ولعل صراع العقائد هذا هو أحد برامج ومخططات الصهيونية العالمية في تدمير البنية الأخلاقية والسمات الثقافية في المجتمع العراقي وتغيير ملامح الهوية التاريخية للعراق وشعب العراق. من الملاحظ أن هذه العمليات التي يقف وراؤها هذا الطاغوت الطائفي الأمريكي المتمثل برموز حكومة الاحتلال التي تحاول تصفية الوجود السني واستئصاله، فهي لم تكن تجربة حديثة المنشأ بل إن هذه العقيدة وليدة زمن قديم يمتد إلى عهد تصدير الثورة الإسلامية في فترة حكم الخميني والمليشيات الطائفية التي كانت تتلقى الدعم وتتشرب من هذا الفكر التكفيري المسموم إلى واقع حاضرنا هذا , إن من هؤلاء الذين يكفرون ويعممون الفكر العقائدي بوسائل التسقيط الفردي والجماعي من أجل الانفراد بالسلطة وتجريد عامة الشعب العراقي من الطوائف الأخرى الرافضة لمصطلح التوافق والمصالحة الوطنية تحت خيمة الاحتلال, إن حقيقة ما يجري هو تسييس العقائد في مصلحة الكراسي.
لقد حاولت تلك الأحزاب والمنظمات الطائفية التي جاءت مع الاحتلال بعد أن قبعت في كهوف الاحتلال ولفترة عقود تتلمذ على يدها وتعلفها بالحقد والكراهية لكل شيء ينتمي إلى العروبة والإسلام والهوية الوطنية والجغرافية حتى نطقت بالكفر وعاثت الفساد في البلاد والعباد تحت أنغام وسمفوينة وأنغام الطائفية المزعومة . لقد ترجم بعض المتآمرين نصوص عقائدهم في ترسيخ التقارب الصهيوـ أمريكي الذي أعطى الضوء الأخضر لهذه القوى إلى أن تستفحل في طغيانها على هذه الأرض وإعطاء الشرعية في مفهوم السلطة والحكم وفي الحقيقة فهي قد سقطت إلى الهاوية بعد أن أصبحت أحد أذرع الاحتلال وجزءًا من أدواتها في ترسخ الهيمنة والاحتلال في العراق, وبعد أن خلقت وضعًا من الاستنزاف المعنوي وحالة اللااستقرارية بين أبناء الشعب العراقي وقسمته إلى فرق ثلاث شيعية منها تؤيد الاحتلال, وسنية مقاومة للاحتلال, وكردية انفصالية قومية, قد يكون من غير الجدير ذكر هذه المسميات بشكل إباحي حتى لا نجرح المشاعر الوطنية الواحدة لأن الأرض لا تخلو من الشرفاء الذين يرفضون الاحتلال وهذه المسميات التي تعمق جرح السيادة والاستقلال, ولكن هذا هو الواقع الذي يروج له الاحتلال وحكومة الاحتلال التي تهيمن على واقع الساحة العراقية حاليًَا ولعل مواجهه الواقع الأليم صدمة وجرح ولكنة أفضل من أن نتجرع حقنة المورفين المهدئة التي تبعدنا عن أرض الحقيقة. إن عمليات القتل الجماعي لأبناء أهل السنة أصبحت تعتبر أحد الخطوات وجزءًا من آلية لتثبيت دولة الإمام وإلحاقها بإيران على حساب الانتماء الوطني.
وعلى جميع أحرار العالم الإسلامي والعربي أن يعرفوا هذه الحقيقة فالخطر الآن يقبع في ديار العرب والمسلمين، إن الصهيونية التي وجدت من مذهب التشيع خيارًا لضرب العقيدة الإسلامية والوحدة الوطنية في أنٍ واحد بعد أن تواطأت مع قياداتها ورموزها الدينية التي أصبحت حقائق جلية للعيان ومعلومة للقاصي والداني, كما علينا أن نعلم أن هذا التحالف, كان قد أعد له ما يعادل منذ أكثر من 18 سنة ويزيد على ذلك وبحكم المتغيرات وبلورة الأحداث التي تتعامل معها المخابرات الصهيو ـ أمريكية بمتغيرات الجدول الزمني والعوامل التي ساعدت في إعداد ذلك, وقد ظهر جليًا في حرب الخليج الأولى إبان فترة النظام السابق عام 1991 بما تسمى بالانتفاضة الشعبانية المزعومة التي كان يقودها جهاز المخابرات للنظام الإيراني آنذاك, وطعن الجيش العراقي من الخلف تحت تعاون مخابراتي إيراني أمريكي وبالتالي ضرب موازين القوى في ساحة المعركة حين كان في الخطوط الأمامية لمواجهة قوات التحالف الأمريكي في منطقة الخليج العربي التي سميت بعمليات عاصفة الصحراء آنذاك.

وبرغم السليبات النظام السابق فهي ليست مبررًا لخيانة وطن وقتل شعب وهي جريمة تفوق جميع أنواع الدكتاتوريات في العالم ولا تقارن بها] وأخذت معالمها أكثر وضوحًا في خارج العراق وبعد تسييس قوانين حقوق الإنسان ومطالب الأمم المتحدة واستخدمها كذريعة لتحقيق مأربها في ضرب الوحدة الوطنية ولحمة الشعب العراقي حيث جندت هذه المنظمات للضغط واستغلال أزمة الحصار العراقي في جمع المعلومات واعترافات اللاجئين في مختلف أنحاء دول اللجوء الخاضعة لقانون الأمم المتحدة وخاصة منها [الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأستراليا إضافة إلى السويد والنرويج والدنمارك] التي أصبحت هذه الدول فيما بعد الدول الأولى التي وافقت على قرارات الأمم المتحدة في غزو العراق. لقد استغل مجلس الأمن والمخابرات الأمريكية بالتعاون مع مخابرات تلك الدول لجمع المعلومات وتدعيم فكرة النزعة الطائفية وما يدور في كواليس منظمات اللجوء كان أعمق وأكبر, حين يسأل عن الديانة والقومية العرقية بل لم يقتصر المحقق المسئول عن قضايا اللاجئين واعتقاداتهم الدينية, وهو بالتالي أحد أعضاء المخابرات الحكومية المضيفة بالسؤال عن الدين فقط وإنما يستفحل ذلك ويصر على المذهب الديني الدقيق من الديانة الإسلامية, فالمحقق لا يقتنع بالإجابة بمسلم فقط لأنه يطلب التحديد إلى أي طائفة من الإسلام يكمن انتماؤه.

إن هذا المحتوى الخطير كان دليلاً على تحالف سري بين قوى ورموز الأحزاب الطائفية الشيعية العملية الذي أعد قبل سنوات الاحتلال للعراق بل هناك فوارق في التعامل بين قضايا اللاجئ الشيعي أو اللاجئ السني وهذه الفوارق هي عملية التفضيل للشيعي على السني والكردي الذي انضوى تحت مظلة الحزبين الطلباني والبرزاني على الكردي الشيوعي أو الكردي الإسلامي أو التركماني السني, إن هذا التفصيل الذي اختلقته منظمات حقوق الإنسان ما هو إلا برنامج معد سلفًا لعملية التشرذم الوطني الذي اتضحت معالمه اليوم بشكل واضح وجلي وخاصة عندما يشهر عناصرهم علنية أمام منظمات حقوق الإنسان بالولاء لليهود والنجدة بهم وإشهارًا علنيًا بتقبل وصية يهودي حاكم على وصاية حاكم عربي مسلم.
إن كل هذه ما هي إلا أسباب رئيسة كانت عملية بلورة لنظام الحرب على أهل السنة في العراق لا نريد أن نكون طائفين في خطابنا ولكن 'لكل فعل رد فعل' وخاصة عندما يصل الحال إلى التصفية السرية وخلف الكواليس وبأعداد غير طبيعية لأبناء السنة في جميع المحافظات العراق وخاصة الأبرياء منهم الذين ليس لهم حتى ارتباط بالمجاهدين والمقاومة العراقية المسلحة فقط إن ذنبهم أنهم ملتزمون دينيًا وخلقيًا في عقائدهم الدينية ويختلفون عن عقائد سلطة الحكومة العراقية التي تمثلت بأدوات الاحتلال والانتماء الطائفي في منهج سياسة إدارة الدولة, إن هذه التصفية الجماعية لأبناء السنة، مسئول عنها أبناء الشيعة من الشعب العراقي، نحن في ظرف احتلال وفي ظرف صعب، وهذا الاحتلال جاء به القيادات الشيعية المتحزبة, كما أن التعميم غير جائز ولكن الشيعة العراقيين اليوم أينما كانوا عليهم مسئولية تجاه هذه العمليات وعليه أن يقف الشيعي اليوم ليتكلم بصدق, لأن كل سني هو أمانة في عنق الشيعي وهذا أضعف الإيمان لردع الفتنة, وهي الفرصة المناسبة اليوم ليقف ابن الشيعي مع ابن السني بجدية وبممارسة عملية وليس مجاملات فإن وقت المجاملات قد انتهى والحرب الباردة قد أوشكت إن حربًا شاملة عامة حقيقية ولسوف تحرق الأخضر واليابس وسوف لن يكون هناك عفو بعد أن يغلق باب الرحمة، إن قيادات الشيعة الحاكمة وفرق الموت السرية المدعومة من المخابرات الخارجية العدوانية تحاول أن تخلط الأوراق وتضمكم إلى النخبة الضالة وتعميم فسادهم عليكم, فاليقظة اليوم والعمل الفعلي واجب عليكم يا أبناء الوطن الواحد قبل أن يختلط الأبيض بالأسود، ولكن يبقى بين أبناء الشيعة شرفاء، ولم يبق هناك رجعة إلى الوراء وسوف لم يبق الكثير من الوقت للندم، إن عدونا المشترك هو الاحتلال وشراكتنا في الوطن والأرض والحماية واجبة على كل عراقي بدون استثناء، والمجاهد الذي يقاتل من أجل الله والعرض والأرض التي سلبت من قبل الاحتلال وأدوات الاحتلال المتمثلة بالحكومة الطائفية, وتقديرنا لجميع الوطنين من الذين ينبذون الطائفية ولكن مع الاعتذار، الوضع القائم لا يتقبل المثاليات لأن التوقيت الزمني له قد انتهى بعد أن سالت دماء بريئة، والفعل هو سيف الحاسم الواقع لقد وصل القتل إلى أن يقتل طلبة أبرياء جامعين على الهوية وكذلك قطعت رؤوس 8 أبرياء من شيوخ أبناء السنة ومن المصلين في غفلة بأسلوب إجرامي يخلو من الإنسانية بعد أن وضعوا في صناديق الموز وقتل عشرين آخرين في حافلة نقل. وهجوم على جامع في البصرة من أبناء أهل السنة من قبل قوات الشرطة العميلة هذا بالإضافة إلى الجرائم السابقة من علميات القتل الجماعي في المنطقة الغربية ومناطق الوسط على الهوية أصبحت موضوعًا مثيرًا لانتقام وإغلاق الوئام الوطني للمجتمع العراقي الواحد, إن هذا المسلسل الذي لا يدل إلا على الحقد الطائفي الدفين والمدسوس تحت حكومة مخابراتية لإعداد الدولة الطائفية التي تساهم الفرق السرية التي تعتبر أحد أجهزة المخابرات فيها عمليات التصفية والاغتيال ولكن نرسل نداءنا إلى أصحاب الشأن وأدعياء المظلومية حتى يستيقظ النائم من نومة وفاقد الوعي من سكرته.

http://www.islammemo.cc/filz/one_news.asp?IDNews=979