تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القاعدة في بلاد الشام وطرابلس مدخل إلى الجهاد



من هناك
09-30-2006, 08:11 PM
http://www.al-akhbar.com/files/images/p07_20060927_pic1.full.jpg

من احدى التظاهرات في طرابلس التي نظمتها القوى الاسلامي



القوى الإسلامية مضعضعة والسلفيّون يقاومون

تغيرت طرابلس بعد الحرب، لا اضواء ليلاً ولا زينة لرمضان. «عادة لا تزين الشوارع قبل رمضان» يقول سائق سيارة اجرة شاب وهو يستمع إلى اذاعة الفجر التابعة لجهة اصولية محلية، غير أن سائق سيارة اجرة كهلاً يقول «كل عام كانت طرابلس تــــــــتزين لاستــــــقــبال الشــــهر، لكن السلف الصالح رحـــــل وأخذ معه البركة، لم نعد نـــــجد بركــــة ولا قناعة، اليوم الطمع هو السيد، وأصحاب المحال الذيــــــن لا يكادون يعملون بعد الحرب، لا يدفعون ولو ليرات قليلة للتزيين».
الطمع نفسه يدفع سائق سيارة اجرة يرتدي العباءة والقلنسوة البيضاء ليطالب بألف ليرة فوق التعرفة، «الاشياء غلت»، يقول، وهو يمسّد ذقنه الطويلة الشائبة ومن سيارته تنبعث رائحة العنبر، وعلق على مرآتها شعاراً لإحدى الجمعيات الجهادية الشهيرة في طرابلس.
السمة الأبرز لعاصمة الشمال هي الاهمال الذي يصيب كل مرافقها، وقد تكون هذه السمة ابرز من إسلامية المدينة، التي تعدّ عن حقّ معقلاً للجماعات المختلفة، من الصوفية إلى السلفية التكفيرية إلى الجهادية إلى الجهادية التكفيرية، وصولاً إلى بقايا فرق المتصوفة الدراويش وشيوخ طرق ماتوا وبقيت طرقهم.
كان من الصعب ردم الهوة بين سؤال عن انتشار القاعدة في الشمال وبين الجواب عن السؤال لولا مساعدة مكتب «الأخبار» في الشمال بمختلف العاملين فيه، خلف كنيسة مار مارون يجلس عبد الله بابتي من قادة الجماعة الاسلامية في الشمال في مكتبه الهندسي، ويتحدث عن تاريخ الحركات الاسلامية في الشمال عامة وفي طرابلس خاصة.
فلسفة بابتي أن مشاركة طرابلس في الانتصار للقضايا الاساسية كانت دائماً دفاعية، وكانت القوى الاسلامية فيها تعيش في عصرها الذهبي عند نهاية حقبة الستينيات خاصة، قبل أن تنتقل إلى مرحلة التضعضع ابتداء من عام 1992، أي مع نهايات الحرب الاهلية وبداية عصر الانتخابات النيابية، برغم أن شباناً اسلاميين ناشطين عديدين يرون أن دور عاصمة الشمال تعدّى موقعها الجغرافي: «طرابلس كانت دائماً الرافعة في العمل الاسلامي» يقول الشيخ محمد خضر.
تضعضع القوى الاسلامية الذي يشير إليه بابتي صحيح نسبياً، فالجمعيات الوهابــــية تكثر، والسلفيون متعددو الاتجاهات، لا يوحدهم شيء تقريباً إلا الفــــقه، لكنهم يختلفون في التطبيقات والأهواء، وحركة التوحيد الاسلامي انقسمت على ذاتها.
«لا تعارض في الموقف السياسي بين الجناحين (بلال شعبان وهاشم منقارة) إنما الاختلاف على الارث» يقول احدهم وقد رفض التصريح عن اسمه لأسباب شخصية. والوهابيون يقسمهم خط عريض هو الموقف السياسي، فمنهم من يؤيد المملكة العربية السعودية ومنهم من يؤيد اسامة بن لادن.
«السلفيون شأنهم شأن التيارات الاسلامية الاخرى» يقول الشيخ محمد خضر «هم أكثر من قسمين بكثير» يضيف الشيخ الذي لم يتجاوز الثامنة والثلاثين من العمر، والذي يعمل على تأسيس «المنتدى الاسلامي اللبناني للدعوة والحوار» وهو لقاء يفترض أن يجمع كافة الشبان الناشطين من مختلف التيارات الاسلامية من الصوفية إلى السلفية، للحوار فيما بينهم، والذي ينتظر موافقة وزارة الداخلية على العلم والخبر المقدم اليها.
يبدو تجميع شبان ناشطين من كل هذه التيارات كمثل وضع البارود قرب النار، او بلغة تنظيم القاعدة: كزرع الصاعق في المتفجرات، الا أن اللافت أن كل الاطراف الفاعلة والنشطة في الاوساط الاسلامية شبان ومتحمسون ومن خلفيات فقيرة وعلى دراية علمية لا بأس بها «اذا ضربت الحائط وقمت بفعل (يقولها بالفرنسية) فالحائط سيقوم برد فعل مواز» يستخدم الشيخ بلال شعبان البالغ من العمر 42 عاماً قاعدة علمية ليقنعك بأن ما يفعله الشيخ اسامة هو رد فعل طبيعي على الظلم، ولكن مقابل هذا الموقف فإن الشيخ محمد خضر، الذي يعيش في منطقة القبة، لا يؤيد انتشار رد الفعل وإن كان هو أيضاً يرصده: «تراكم الظلم يولّد عند الشباب رغبة بالمقاومة والانتقام».
سياسياً ماذا يريد السلفيون الجهاديون
لا تعدم في طرابلس أن تجد من يدعو، ومن على منابر المساجد، بطول العمر لـ«الشيخ اسامة». «كلما ذكرت الشيخ اسامة أدعو له بطول البقاء» يقول احد ائمة المساجد، ولا يجد غضاضة في الأمر، لكنه يرفض ذكر اسمه. هل من انصار للشيخ اسامة في طرابلس وجوارها؟ «بن لادن ارضيته خارج اطار الحركة الاسلامية المعروفة كجماعة أو إخوان» يقول بابتي. هل ينتشر بين اوساط شبيهة بمن بات يعرف بموقوفي الضنية؟ «لا، معتقلو الضنية اعتزلوا في لحظة احساس بالـــــظلم والاضطهاد، واستمروا نتيـــــــجة حمق، واعتقلوا هدية امنية للـــــغرب، ولو تأخرت المعركة يوماً واحداً لكنا اقنعناهم بالعودة إلى بلداتهم» يقول إمام مسجد شاب وناشط.
«طبيعة الخلق الدفاع عن النفس» يقول بلال شعبان، وهو يجلس في مسجد التوبة الذي يؤم الصلاة فيه، والمبني منذ 700 عام بحجر رملي وقناطر هندسية في مزيج ما بين البناء الصليبي والبناء الاسلامي، ويضيف: «كل الكلام عن القاعدة وغيرها يدخل في اطار الدفاع عن النفس». شعبان الذي يجد وسطاً حيوياً له في مناطق الدباغة والزاهرية الشعبية وذات الكثافة السكانية الكبيرة والقريبة من المدينة العتيقة، يقول: «منع انتشار القاعدة يكون عبر ازالة الاسباب، الظلم، الاحتلال في العراق وأفغانستان وفلسطين، فليتبعوا سياسة نزع الذرائع مع تنظيم القاعدة».
الشاب الذي يمثّل نقطة تقاطع بين السلفية الجهادية وإيران الاسلامية والتكفيريين وحتى إلى حد ما الصوفية، شعبان، يرى أن «موت الحياة السياسية وتهميش طبقات كاملة من السكان وتحول مناطق كاملة إلى مناطق مستضعفة» كل هذا يولّد حلقة رفض للواقع المجحف الذي تحمل مسؤوليته قيادات سياسية محلية، ولكن أيضاً الولايات المتحدة، وهناك من يؤسس لحلقات رفض «وهي نفسها سواء لدى المسلمين او المسيحيين»، ولا يرى شعبان فرقاً بين اليسار والقاعدة في خضم المعركة التي توحّد الجميع.
«الآن لدينا عدوّ خارجي وهذا يريح الجميع من الصراعات الداخلية» يقول شعبان، «وإن كان الضوء الاخضر لم يعط للصراع الاسلامي ــ المسيحي في لبنان فالخشية أن يكون قد اعطي للصراع السني ــ الشيعي» يضيف شعبان الذي يرصد كلام الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري الاخير والذي سرّه شخصياً «دعم المقاومة في لبنان وأطفأ الكثير من عوامل الفتنة».
الشيخ خضر الذي يمثل «النهج المنفتح في العقيدة السلفية» يرى أن القاعدة «ونتيجة التوجيه الإعلامي الغربي، تحولت إلى مفهوم لمواجهة المشروع الاميركي، فأصبح الكل يحمل اسم القاعدة» ويضيف: «كثر من الشبان في ساحتنا الداخلية يرون أن اسامة بن لادن يخاطب مشاعرهم، ويمثّل بالنسبة لهم بوابة للخروج من المآزق».
وعلى المستوى الداخلي يقسم خضر نظرة السلفيين إلى آل الحريري وآلية السلطة السنية في لبنان إلى ثلاثة اقسام: «فريق من السلفيين يعتبرون آل الحريري المرجعية المؤهلة للحفاظ على مصالح الطائفة لتحقيق توازن نسبي في لبنان، فريق آخر يرى أن العائلة بعد رحيل رفيق الحريري فقدت الكثير من دورها، والبعض الثالث يرى أن هذه العائلة أكثر من مشبوهة ولديها اتصالات خارجية» يقول خضر بدون أن يسمّي الاتصالات الخارجية التي يشير اليها احد الناشطين الذين رفضوا ذكر اسمهم بـ«اسرائيل».
«الظواهري اعلنها حرب مقاومة ضد الحرب الصليبية» يقول عبدالله بابتي، وهو يكاد يوافق على توصيف الحرب «بوش لم يزلّ لسانه» ويضيف: «عند الفعل والاساءة فإن رد الفعل سيكون مختلفاً في اتجاه دعوات القاعدة، كنا نتمنى لو أن اسامة بن لادن والظواهري يتّجهان لقتال اسرائيل، لكن في كل الاحوال نحن لا نوافق على قتل الابرياء» يختم بابتي السائر على خط واضح بعيد عن دعوات القاعدة إلى المواجهة.
جلّ ما يريده السلفيون هو تظهير رد فعل على ظلم لاحق بالعرب والمسلمين في العالم، الظلم لم يبدأ مع افغانستان، بل مع قضية فلسطين «فلتأت القاعدة» يقول احد القادة العسكريين السابقين لتنظيم اسلامي جهادي في منطقة الشمال، «فلتأتِ القاعدة، ما الخيارات وما البدائل لها اليوم؟ كل هذا الموت في الحياة السياسية، وكل يوم ثمة من يحاول اخذ لبنان إلى المشروع الاميركي، والاميركيون مصرّون على مشروعهم وعلى اخذ البلد»، يقول الرجل الذي عانى ويلات الحرب برغم صناعته لبعض هذه الويلات «لا بديل عن القاعدة الآن».

من هناك
09-30-2006, 08:12 PM
http://www2.al-akhbar.com/files/images/p07_20060928_pic1.full.jpg
ممثلو هيئات اسلامية في مسيرة استنكارا لاهانة القرآن في طرابلس



بن لادن يختبئ في بيوت الفقراء ويعارض الـ 1701

فلتأت القاعدة، يقول القائد العسكري السابق للتنظيم الجهادي، على افتراض أنها غير موجودة، وفي كل الاحوال من دواعي قدومها وجود قوات دولية سيصل عددها إلى 15 الف عنصر، «السنّة لا يمكن حشرهم في زواريب العمل السياسي اللبناني، إنهم اكثرية في العالم، وفي كل الدول العربية» يضيف وهو يشير إلى تفعيل الشارع السني في لبنان نحو القضايا العربية، «اذا قررت القاعدة العمل في لبنان فما الذي سيبقى من آل الحريري؟».
تشبه منطقة الزاهرية في طرابلس منطقة الطريق الجديدة في بيروت، ومن قرب صيدلية كبيرة على طرف المنطقة الشعبية يمرّ القائد العسكري السابق ليلتقينا ويأخذنا إلى منزله الواقع في حي شعبي آخر: «الموضوع اللبناني دُوّل عبر نشر 15 الف جندي اجنبي، وهذا العدد اكبر من حجم لبنان، ولا شكّ في أن القاعدة ستجد فيهم هدفاً لها» يقول القائد العسكري وهو يعلم أنه «رغم دعوة الظواهري إلى إسقاط القرار 1701 فإن الشيخ اسامة لم يأخذ قراراً نهائياً بعد بالعمل في لبنان ضد القوات الدولية».
«القرار 1701 هدفه إراحة اسرائيل من المقاومة التي أثبتت قدرتها على إيذاء اسرائيل، وللأسف فإن طموحات الشعب لا تجد صدى لها في الامم المتحدة، ولا يمكن بالمقابل الاستكانة» يقول بابتي، الذي يرى أن دعوة الظواهري إلى اسقاط القرار الدولي «لا تتلاءم مع ارضية لبنان» ويضيف انه «لا يمكن اعتبار قوات الطوارئ الدولية قوات احتلال، فالموقف الرسمي والشعبي يعارض أداء قوات الطوارئ أي دور خارج اطارها»، بحسب ما يرى الرجل الذي طالما عمل بين الطرابلسيين في مختلف ظروف الحروب والأزمات وفي ظروف الانتخابات، ويضيف: «بن لادن واجه في افغانستان الاحتلال الشيوعي وبعده الاميركي، وفي العراق واجه الاحتلال الاميركي، لكن في لبنان لا احتلال على كل الاراضي كما هي حال العراق».
الشيخ شعبان لا يرى في القرار إلا ظلماً أيضاً، و«عملية ضد القوات الدولية لا تحتاج إلى اكثر من شابين متحمسين، لا ضرورة لوجود التنظيم هنا».
«لا تصاغ القرارات الدولية لمصلحة الامة، لكن لا أرى أن دعوة الظواهري إلى إسقاط القرار واقعية، على الرغم من موقفنا ضد الـ1701، الشيخ اسامة يمثّل مدرسة فكرية، لكن اهل مكة ادرى بشعابها، ونحن من يمكنه تحديد مصالحنا الوطنية، وقبل الدخول في مواجهة عسكرية علينا أن نتفق على من هو العدو ومن سنقاتل».
«ثمة تقارب واضح بين ايران وتنظيم القاعدة» يقول احد الناشطين من الجهاديين الذي أيضاً يرفض الكشف عن اسمه «لاحظ تحديد الدور المصري والسعودي والاردني في خيانة لبنان بحسب الظواهري، والكلام الذي يستشفّ منه موقف مشابه لموقف لمعارضة في لبنان».
أمنياً أين هو بن لادن؟
اين هي القاعدة في طرابلس وأين ينتشر اسامة بن لادن؟ الإعلام اطلق منذ فترة قريبة جدّاً اسم «ابو رشيد الميقاتي» على امير بلاد الشام في تنظيم القاعدة، وأعلن أنه أتى الى لبنان لتنظيم عمل مجموعات القاعدة في. وكما يوحي الاسم، فإن الشخص من طرابلس، حيث وبحسب مصادر محلية، ثمة شخصان يحملان اسم «رشيد الميقاتي» احدهما مدير مجمع الاصلاح الاسلامي، الذي يؤكد قبل انطلاقه من طرابلس الى احدى القرى أن «والدي ابو رشيد رجل يبلغ 95 عاماً من العمر، ولا أعتقد أنه ينتمي إلى الذين تدربوا وقاتلوا في العراق» ويضيف ساخراً: «لا شك في أن هناك نية سيئة وراء اطلاق هذا الاسم، ولا أحد، كما نعلم، يحمل الاسم ولديه مواصفات المقاتل السابق أو من الذين ذهبوا الى باكستان للدراسة».
«في رأيي لا توجد قاعدة في لبنان، وإذا اردت البحث عن التنظيم فستجده في موقع الحسبة على الانترنت» يقول الشيخ بلال شعبان.
«القاعدة ليست تنظيماً، يمكن ان ينفذ اخوان عملاً ما ويخرج ايمن الظواهري او اسامة بن لادن ويباركان للاخوان في هذا العمل، وهي في هذا الاطار غير موجودة في لبنان، او أنهم يحسنون تغطية وجودهم في لبنان» يقول عبد الله بابتي.
«لماذا البحث عن القاعدة الآن؟ ولماذا التركيز عليها وهذا لا يخدم الا الاميركيين» يقول احد الناشطين الذين لطالما عملوا في الاوساط الجهادية في طرابلس، «الكلام على ابو رشيد الميقاتي كلام فارغ» يقول، وبعد حوار طويل يشير الى وجود شبان من القاعدة «اعرف هؤلاء جيداً، هم شبان شجعان، ونشأنا معاً في باب التبانة»، ويقول ان هؤلاء الشبان الذين كبروا في مناطق الفقر، شاركوا في اعمال المقاومة في العراق. إلا أن الاتصال بهؤلاء الشبان كان مستحيلاً لأسبابهم المعروفة سلفاً.
«لن يتحدث امير بلاد الشام امام الإعلام» يقول لنا احد الوسطاء الناشطين «من غير المفيد الظهور علانية في هذه المرحلة» يضيف، و«لن يظهر في طرابلس» خصوصاً، والسبب ببساطة أنه يعيش هناك، ولن يجري مقابلة في مقر إقامته، بحسب ما يفهم من الوسيط.
القاعدة ليست موجودة فقط في الحسبة وعلى الانترنت، إنها موجودة بين الناس، «الخلايا الموجودة اليوم في لبنان هم قاعدة القاعدة» يقول احد الناشطين العسكريين سابقاً، «هذه الخلايا (النائمة) نواة صلبة يمكن تفعيلها» وهي تنتشر بين طرابلس وصيدا، التي تربطها بمدينة الشمال اواصر تبدو أشد من تلك التي تربط بيروت بالعاصمة اللبنانية الثانية، ومن صيدا الى طرابلس الطريق ليست طويلة على الاطلاق. والخلايا النائمة كما يروي الناشط العسكري، قد لا تربط بعضها ببعض اتصالات مباشرة، وتربطها بقيادتها خيوط الاثير التلفزيوني، الا أنه ومن خلال كلامه، يتضح حجم التنسيق بين هذه الخلايا، التي في النهاية تلتقي ليس فقط عقائدياً، بل تنسيقيّاً حين تدعو الحاجة، وهي لم تدعُ بعد، بحسب الناشط، فـ«لم يعلن الشيخ اسامة أن الوجود الدولي هو قوات احتلال اجنبية تنبغي مقارعته وطرده». وأحد اسباب غياب التنسيق هو معرفة خلايا القاعدة النائمة أن بعضها أو جلّها أو أجزاء منها «مخترقة أمنياً من كل الاطراف الفاعلة في لبنان» هذه المعرفة باختراقات اجهزة امنية محلية وغير محلية لها، تدفع الى التساؤل لماذا لا تنظف القاعدة صفوفها؟ «قد يكون لم يحن الوقت بعد، أو أن الخلايا نفسها تعدّ اختراقها من هذه الاجهزة ضمانة لها في زمن السبات الطويل».
«حصول هجوم على القوات الدولية في لبنان لا ينفي ما اقول من عدم وجود للقاعدة فيه» يقول شعبان، الذي يرى، بصفته من حركة التوحيد اضافة الى الجماعة الاسلامية، التنظيمين الجهاديين الوحيدين في لبنان حالياً، أن عدم وجود فعلي لتنظيم القاعدة لا يعني ببساطة غياباً تاماً «السلفيون في لبنان (الشق المؤيد لأسامة بن لادن) يكادون يكونون تنظيم القاعدة» يقول شعبان، الذي يستدرك أن لبنان يدوّر الزوايا.
مصادر التمويل للجمعيات السلفية كلها خليجية، من هذا الاتجاه او ذاك، إلا أن وجود هذا التمويل لا يعني انتشار القاعدة تلقائياً. «القاعدة لا تؤلف إطاراً تنظيمياً بالمعنى الدقيق للكلمة» يؤكد الشيخ محمد خضر، ويضيف مشدّداً: «لا علم لي بتأليف خلايا للقاعدة في طرابلس وفي لبنان».
كم قاعدة في لبنان؟
«يستطيع الفقراء أن يشاركوا في تظاهرة ما تعبيراً عن غضبهم، لكن هل يمكنهم المشاركة في اعمال منظمة او متابعة التقنيات الحديثة على نمط القاعدة؟» يسأل بلال شعبان. «لا ضرورة لوجود انترنت واتصالات متطورة، القاعدة تعمم توجهاتها عبر الفضائيات العربية والاجنبية» يقول المسؤول العسكري السابق للتنظيم الجهادي، اذ تستخدم القاعدة الجزيرة والعربية ووكالات الانباء لبحث توجهات التنظيم، ومنها طبعاً ضرورة إسقاط القرار 1701.
على ارض الواقع، في مدينة طرابلس والمناطق المحيطة بها وصولاً الى عكار وأطراف الحدود مع سوريا، تنتشر ثلاثة انواع من القاعدة بحسب مصادر معلومات متقاطعة: خلايا نائمة، تمتد نحو صيدا وتضم مقاتلين سابقين ذهبوا الى العراق وعادوا منه. وبرغم أن اجهزة الدولة اللبنانية اعتقلت جميع هؤلاء عقب عودتهم، إلا أنهم ما زالوا ناشطين في العمل الاسلامي.
النوع الثاني، وهو الجمعيات السلفية التي يتمتع اغلبها بوضع شرعي، وبعض الجهاديين الذين ربما كانوا في الماضي القريب من الجماعة الاسلامية او من حركة التوحيد، وهم اليوم يميل هواهم الى حيث يشير اسامة بن لادن، وهؤلاء ليسوا بقلة عدداً ونوعاً.
النوع الثالث، وهو الأكثر انتشاراً، من الفقراء الذين يحملون شعوراً كبيراً بالظلم الاجتماعي والديني حتى، نتيجة الحملات الطويلة لمكافحة التطرف التي لم تعالج اسباب الظاهرة بل عوارضها الجانبية، والذين يتجمعون في المساجد ويرفعون اصواتهم بالدعاء للشيخ اسامة بطول العمر وبالنصر.
وفي كل الاحوال فقد انتزع الشبان دور علماء الدين والمبشرين والدعاة من ايدي الكبار في السن، وصارت الدعوة الاسلامية في هذا الاتجاه او ذاك اقرب الى ارواح الناس، وبات الشيوخ يتبعون الشبان الناشطين في كل اتجاه.

كلسينا
09-30-2006, 10:51 PM
هيدا مكتب الأخبار منوا هين أبداً .
إن الساحة اللبنانية عامتاً مفتوحة وبشكل واسع جداً للجميع . والغريب هو ما نوه له كاتب المقال وهو صحيح . أن الدولة على علم بغالبية التحركات والناشطين في هذا المجال وتؤمن لهم الغطاء ، فهل تحضرهم لمواجهة الشيعة وحزب الله خدمتاً لأمريكا وإتماماً لمشروعها ، التي فشلت في إكماله بالحرب الإسرائيلية السابقة . كما فعلت معهم في أفغانستان مع الروس وكان مآلهم غوانتناموا .
وهل هم يدركون ذلك ؟
الغريب أن القاعدة تعلن العداء لأمريكا وإسرائيل . وأنصارها هنا مصرون على وجوب القضاء على حزب الله ، وأن أنتصار امريكا وإسرائيل بالقضاء على الحزب يعتبر خطوة مهمة في طريق مشروع القاعدة في لبنان !!!!!

من هناك
10-01-2006, 03:27 AM
اخي كلسيناـ
لا اظن ان هناك برنامجاً للقاعدة في لبنان ولم اسمع بهذا ابداً حتى الآن ولم اقرأ عنهم اي شيء ولكن ربما لهم وجود غير منظم او تشجيع ما.

المشكلة ان الفتنة التي تشعل الآن لها هدف ما ولكن وسيلتها بين الناس هي هي فكل السنة يعرفون ان الشيعة يكرهون اسنانهم حتى :) ويشتمون من قبل ان يميزوا وتراهم يتعلمون شتم الصحابة قبل ان يتعلموا الطهارة والصلاة ربما.

لكن السياسيين اليوم يستغلون هذه الحمية الجاهلية وبطرق جاهلية من اجل خدمة هدف سياسي (سني-درزي-ماروني) في مواجهة عدو سياسي (شيعي-ماروني-مختلف...) فكيف السبيل إلى توعية الناس إلى خطر هذه الحملة السياسية وفي الوقت نفسه عدم الوقوع في شرك التبعية لحزب الله بشكل اعمى ومن خلفه إيران؟

كلسينا
10-01-2006, 10:00 PM
عندما يدرك المسلمون (السنة ) أن هناك قضية مركزية وأساسية ويجب العمل عليها بكل ما نملك من قدرة وقوة وبجدية
وبأن هناك مشروع إسلامي حقيقي ( محمدي ) يعمل عليه والخلاص من خلاله ، فسيجد له السبيل الواضح والواجب الذي يجب أن يقوم فيه وفق تحركات المرجعية الموثوقة طبعاً . ولكن في غياب ذلك فكل مسلم يتعلق بالحبل الذي يراه أمامه وكما قال الشيخ بلال شعبان كل من يشعر بالظلم يصبح قاعدة من خلال تعصبه الجاهلي وإن لم يكن متعصب ولكن أيضاً جاهلي يقدس حزب الله ومن وراءه من وراءه .