تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإرهاب في مسلسلات رمضان .. عقدة كل عام!



مقاوم
09-28-2006, 12:26 PM
الإرهاب في مسلسلات رمضان .. عقدة كل عام!

طارق ديلواني (http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.authors&authorsID=535)

منذ سنوات والشاشات العربية تشهد في شهر رمضان من كل عام تركيزا كبيرا على تناول ظاهرة "الإرهاب"، عبر أعمال درامية متنوعة، تحاول جميعها عرض مقاربة وتشخيص لهذه المأساة التي ضربت عواصم عربية عديدة.

وبعد زخم واضح للمسلسلات التاريخية، أصبح "الإرهاب" المادة المفضلة لشركات الإنتاج والمخرجين وحتى للحكومات العربية، في محاولة منها لإدارة دفة الحرب ضد "الإرهاب" على مستوى معركة "العقول" قبل القلوب.

فبعد التجربة المصرية لتشخيص "الإرهاب" فنيا، أصبحت السعودية مهتمة جدا بمحاربة "الإرهاب" عبر المسلسلات والأعمال الدرامية، واليوم جاء دور الأردن.

وفي العام الماضي تدفقت مسلسلات "الطريق إلى كابول و"الحور العين" و"الطريق الوعر" لتشغل اهتمام المشاهد العربي، الذي وجد نفسه أمام موجة من الأعمال الدرامية والتلفازية، التي تعالج ظاهرة "الإرهاب" بكثير من التركيز المنهجي.

وطفرة الأعمال ذات الطابع "الديني" إن صح التعبير، طفت إلى السطح بعيد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، كنتيجة طبيعة لتفاعل الثقافات مع ما يدور حولنا من متغيرات في هذا العالم، فأصبحت السمة الغالبة لمعظم الأعمال السينمائية والتلفازية العالمية منها وحتى العربية، "دينية" و"تاريخية"، تستحضر آلاف السنين الماضية وتوظف تدافع الحضارات في إشارة واضحة إلى صعود وحضور العاطفة الدينية بشكل ملفت. ولذا غصت الساحة الفنية العالمية بأعمال من قبيل "آلام المسيح" و"مملكة السماء" و"ملوك الطوائف" وغيرها من الأعمال.

* "المارقون" من وحي" الحور العين"!

ولعل أبرز الأعمال التي تناقش "الإرهاب" في شهر رمضان لهذا العام، مسلسل "دعاة على أبواب جهنم" ومسلسل "المارقون" من إخراج السوري نجدت أنزور، الذي سبق له أن أخرج مسلسل "الحور العين"، والذي أثار جدلا كبيرا في بعض البلدان العربية العام الماضي.

ويناقش العمل قصة شاب قاده فشله العاطفي وهجر حبيبته له إلى الجوامع ليذهب بعدها إلى أفغانستان، فيضطر عمه الصحفي للحاق به ومحاولة إعادته، فيقتل هناك بعد التصويب عليه من جهتين في وقت واحد، الأمريكيين من جهة؛ و"المتشددين الإسلاميين"، وأما الشاب فيساق إلى جوانتانامو في رصد لواقع هذا المعتقل غير الإنساني.

في رمضان الماضي، ثارت ثائرة المنتقدين احتجاجا على "الطريق إلى كابول"، بوصفه يمثل إساءة بالغة لحركة طالبان، في حين أن صاحب العمل أصر على أن عمله يخدم ويدافع عن الإسلام ويعكس صورته المشرقة والحقيقية!

ومن هنا، نشبت أزمة الأعمال الدرامية التي تتناول مفهوم "التطرف" و"الإرهاب" و"التشدد" من منظور ومفهوم غربي لصورة الإسلام، في حين لم يحاول أحد حتى اللحظة السير في الاتجاه المقابل.. أي تصوير عمل يعكس الصورة الحقيقية للإسلام.

على أن مجرد تناول هذه الظاهرة في أعمال عربية تنطوي على جرأة حقيقية في الطرح، بالنظر إلى توجهات الرأي العام في الشارع العربي، الذي تنظر قطاعات كبيرة منه بكثير من التعاطف والمؤازرة لبعض القوى التي تصنف بأنها إرهابية..فهل هي إذا أعمال درامية موجهة للشارع العربي، الذي يبحث عن الجديد في شاشته الصغيرة، أم أنها مجرد رسائل غزل للغرب الذي يقود حملة ضد "الإرهاب"؟!

* دعاة على أبواب جهنم .. من يكفر من؟!

تكفي دلالة اسم هذا المسلسل للإشارة إلى الفخ الذي وقع فيه أصحابه عندما حاولوا محاربة ظاهرة التكفير عبر "التكفير"، من دون التفريق بين الغلو والتكفير، لكن الخطأ الأكبر في هذا المسلسل هو محاولة إلصاق واقع مزيف وغير صحيح بـ"الإرهابيين" و"التكفيريين"، من قبيل الحديث عن تمويل الإرهاب من قبل شركات مشبوهة تعمل في الدعارة وترويج الخمور، إضافة إلى صور أخرى غير واقعية لا تمت للمجتمعات العربية بأي صلة.

إن أهمية معالجة الدراما العربية لظاهرة باتت تشغل كافة العرب والمسلمين، أمر لا يختلف عليه اثنان، لكن طريق المعالجة والمضمون والأهداف، أمور يختلف حولها كل من سيتابع حلقات المسلسلين الجديدين، واللذين يقدمان جرعة زائدة من تسليط الضوء على معضلة "الإرهاب"!

قد يتهمنا البعض باستباق الأمور، لكن النظرة الأولى لفكرة ولمضمون هذه المسلسلات يدل على تكثيف درامي يناقش "قضية الإرهاب" وضرره وبلواه على العرب والمسلمين جميعا، والمسلسلان يبحثان بشكل قاصر ومختزل أسباب "الإرهاب"، ويقعان في الخطأ ذاته الذي يقع فيه آخرون بالقول إن الإرهاب صناعة "إسلامية".

القضية إذا ليست مجرد توافق لحظي..فقد تغير العالم بأكمله في السنوات الخمس الأخيرة في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ونما الشعور الديني بين المسلمين والمسيحيين على حد سواء، مثلما تعاظم دور نظرية صراع الحضارات وتجسدت عاطفة الدين تماما في كل شيء حتى وصلت إلى الفن!

عنوان المسلسل "دعاة على أبواب جهنم"، إشارة واضحة إلى مضمون وفكرة المسلسل، وهي محاربة الإرهاب والتطرف عبر ضبط ما سمي بـ"فوضى الفتاوى"، التي يعتقد أنها تفرخ الإرهاب الحقيقي.

لكن لماذا الأردن، وهو الذي اكتفى في مسلسلات كثيرة سابقة عالجت قضية الإرهاب بالمشاركة المتواضعة تمثيلا أو إنتاجا، أما اليوم فالأردنيون يتصدون لهذا المسلسل، إنتاجا وتمثيلا وحتى إخراجا؟!

فالمسلسل الذي يبدو واضحا أنه محاولة لوضع حد للفتاوى التي تحض على الجهاد، يتزامن تماما مع قانون مثير للجدل، أقر مؤخرا في الأردن وعرف بقانون الإفتاء، وعنوانه العريض تأميم الفتاوى وربطها بجهة واحدة فقط هي الجهة الحكومية.

مسلسل هذا العام واحد من المسلسلات التي قدمت وستقدم صورة غير واقعية عن المواجهة، والأخطر أن ثمة ثقافة جديدة بدأت تتسلل إلى شاشاتنا، عنوانها محاربة "الإرهاب"، فيما يبدو أنه غطاء لـ"بيزنس" حقيقي يمكن تسميته بـ"بيزنس فن الإرهاب".

* مسلسلات لمكافحة الإرهاب!

ويرى البعض أن أي استبعاد لأهل الدين للخوض في علاج المشكلات المتعلقة بالتطرف الديني، هو بحث عن المزيد من الفشل، وتوسيع للفجوة بين المجتمع وطائفة من أبنائه، هو فشل في قراءة الأحداث وفشل في قراءة الأسباب الحقيقية التي تقف خلف التطرف الديني.

والمسلسلات جميعها دون استثناء تعرض المشكلة بإسفاف وسذاجة، وتحاول أن تقول لنا أن نتطرف مقابل تطرف" الإرهابيين".

وسقوط دراما "الإرهاب" في فخ الرواية الأمنية، هو ما كاد يجمع بين معظم الأعمال السابقة والحالية، والسقطة الأهم لهذه المسلسلات كما أسلفنا هو تصوير واقع الجماعات التكفيرية أو الجهادية بشكل بعيد عن الواقع، يشوه أفراد تلك الجماعات.
لكن هذه الكثافة الفنية التي تتناول "الإرهاب" كعمل فني ترسخ حقيقة وجود "البزنس"، كما تؤكد حقيقة استغلال المخرجين وأهل الفن لأجواء المواجهة بين السلطات وجماعات "الغلو" في الدول العربية، لتوظيفها كمادة دسمة لهذه المسلسلات وربما العكس، بمعنى توظيف هذه المسلسلات لخدمة السلطة في مواجهتها مع "التكفير"!

مجلة العصر

من هناك
09-29-2006, 06:56 PM
إن هذه المواضيع بحاجة إلى المزيد من الجهد لتسليط الضوء على حقيقة المخرجين والكتاب ومن وراءهم.

لا بد من عرض الواقع الحالي طبعاً ولكن هذه الصورة تذكرني بالأفلام المصرية في الثمانينيات يوم حمي الوطيس في مصر ضد التكفير والهجرة علماً ان التكفير والهجرة اندثروا في سجون النظام قبل ذلك بكثير.

هل هو تحضير لمرحلة ما؟ اكيد لأننا على مشارف الشرق الأوسط الجديد
هل هي رسالة لطرف ما؟ لا لأن الإسلاميون سيسرون بما تقدمه لهم الشاشات في رمضان. على الأقل هذا بديل عن الفوازير :)