تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بِمُنَاسَبَةِ شَهْرُ الصِيَام....سُورَةُ يَُوسُفُ فِي ايِِّّام



علي سليم
09-21-2006, 12:16 PM
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خاتم الانبياء و المرسلين و على من تبعه باحسان الى يوم الدين...
اما بعد:
نُعلن من منتدى الرقية الشرعية و بمناسبة قدوم شهر القرآن...شهر الطاعات...شهر القربات...

ان نتولّى تفسير سورة يوسف تفسيرا يفقهه الصغير و يتقنه الكبير....يحبّه الجاهل و يتمناه العالم
...
فللاديب فيه مَرْتَع و للمفسّر مَرْجَع و للفقيه مَجْمَع و للغويّ مَضْجَع و للمعبّر مَرْبَع...

ففي هذه السورة من الدررما خفي على اهل الوبر و المدر...ففي كل آية بحر لجيّ...

و ان كانت سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن فيوسف تعدل القرآن كله و هذا من حيث القصص و الاوامر النواهي و التوحيد....

بينمها الاخلاص فيها نص صحيح و يوسف لا نصّ غير ما اوّلناه و قسمناه....

فمن مشى على سواحلها اكتسب الود و الحنان و من ركب سفنها التقط ادوات المعبر و بقية الاركان....

ففيها من الفقه الشيئ الكثير و من الادب الحظ الوفير و من المعاملة الخط المنير....

فتجلب الرقة و الرأفة و البداهة و الفطنة ...

تُبعد عنها الغفلة...كل هذا و بحول الله تعالى مع اول ايام الصوم .....

بلّغنا المولى و اياكم شهر رمضان....

طرابلسي
09-21-2006, 06:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا وجعل ما تقوم به في ميزان حسناتك

سأكون متابعا لك إن شاء الله

وهذا رابط الموقع

http://www.ruqya.net/forum/index.php?

منال
09-22-2006, 02:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله بكما وزادكما علما

يعنى نروح للرقية؟

على كل هروح اشوف ايه الوضع هناك فهم اكثر نشاطا وحماسا من هنا

من هناك
09-22-2006, 07:51 PM
ارجو من الاخت منال ان تنقل لنا التفسير ايضاً لأنه ليس باستطاعة الجميع المتابعة هناك

ما هو الرابط لأنني وصلت للمنتدى ولم اجد التفسير

منال
09-22-2006, 08:08 PM
هذا هو الرابط اخى بلال

http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?p=53633#post53633 (http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?p=53633#post53633)

ولسه الشيخ لم يبدا فى التفسير بعد

وبالنسبة للنقل لابد من اخذ الاذن من شيخنا الفاضل هذا ان لم يكن ينوى كتابته بنفسه هنا

يسر الله امره وبارك بوقته

علي سليم
09-24-2006, 07:45 AM
بارك الله فيكم...لك اختنا منال نقل ما شئت و الى اين شئت.....و لولا ضيق الوقت لكتبته هنا...

منال
09-24-2006, 08:26 PM
تزكية النفس بما في ((سورة يوسف)) من الفرح و البؤس


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد آن محمدا عبده ورسوله.


( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )


( يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)


( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)


أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

اما بعد:

فكان القرآن كتابا يتقرّب به العبد من ربّه فبه يعرف خالقه و به يرتقي و به يستشفع....


فنسخ المولى به كتبه السماوية و أتى على وجه بديع و كان الاعجاز به خاصة فعجز فصحاء العرب على ان يأتوا بمثله فضلا ان يأتوا بعشر سور و سورة....


و تكفّل خالق الانس و الجان بحفظه فضلّ سعي من راودته نفسه و اصبح حسير الرأس و اليمين....انه كتاب عظيم....


فكما كان الموحى اليه من افضل خلق الله تعالى و امام الانبياء و المرسلين فكان كتابه هو امام كتب السابقين فلا مواعظ بحتة و لا قصص تترا و انما من هذا و ذاك و توحيد و انشاء....


و كانت القصص ركنا لتثبيت قلب المصطفى صلى الله عليه و سلم حتى باتت قصة يوسف عليه السلام عنوان كل مبتلى...


و من تذكّر موت محمد صلى الله عليه و سلم نسي موت اقرب الناس اليه و من قرن مصيبته بيوسف عليه السلام ادرك النعيم الذي هو فيه و احاطته التسلية و السلوان....


فلا صبر كصبر ايوب عليه السلام على مرضه و لا يعقوب عليه السلام على فلذة قلبه و لا ابراهيم على ذبح ولده....


و عندما كانت قصة يوسف تحمل معالم امام الدعاة اتت من جانب مفصّل تُدمع العين و ترقّ الفؤاد و لا يفتر السان (واسفاه على يوسف).....


ففي مطلع هذه السورة العظيمة التي تكوّنت من الحروف العربية كانت تلك الحروف المقطّعة (الر)

و من تأمل كتاب الله تعالى ادرك سرّ تلك الحروف حيث تسبق امرا عظيما انه الكتاب المبين انه كلام الله رب العالمين.....


ففي سورة البقرة:

الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)


و في سورة ال عمران:

الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3)


و في سورة الاعراف:

المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)


و في سورة يونس:

الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2)


و في سورة هود:

الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2)


و في سورة يوسف:

الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)


و في سورة الرعد:

المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1) اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2)


و في سورة ابراهيم:

الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2)


و في سورة الحجر:

الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)


و في سورة مريم:

كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)


و في سورة الشعراء:

طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)


و في سورة النمل:

طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)


و في سورة القصص:


طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)


و في سورة العنكبوت:

الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)


و في سورة الروم:

الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)


و في سورة لقمان:

الم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2)


و في سورةالسجدة:

الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)


و في سورة يس:

يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2)


و في سورة ص:

ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2)


و في سورة غافر:

حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2)


و في سورة فصلت:

حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2)


و في سورة الشورى:

حم (1) عسق (2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)


و في سورة الزخرف:

حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)


و في سورة الدخان:

حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)


و في سورة الجاثية:

حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)


و في سورة الاحقاف:

حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)


و في سورة ق:

ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2)


و في سورة القلم:

ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)


و بعد هذا العرض يتبن لنا ان الحروف المقطّعة تسبق وصف كتاب الله تعالى باستثناء سورة مريم و العكنبوت و الروم اشارة منه سبحانه و تعالى على انها قرانا عربيا فصيحا....


و عندها نُدرك سر هذه الكلمات و ليكتمل الاعجاز الالهي....


فالقرآن تكوّن من هذه الحروف ثم هذا النبيّ الاميّ يقرأ المكتوب و يقطّع حروفه و عادة الاميّ ان لا يحسن التقطيع....و هذا معلوم بداهة ملموس صراحة....

الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)


فهو كتاب واضح و مبين ظاهر و لذا كان عربيّا ...

(إِنَّا) ...انزله الله على قلب جبريل عليه السلام ثم الى محمد صلى الله عليه و سلم و كان جملة واحدة في سماء الدنيا ثم اتى تترا متفرقا وِفق الاحداث....

(أَنْزَلْنَاهُ) .....و النزول يكون من العلوّ الى الاسفل حيث الله تعالى و من زعم غير هذا فقد ضلّ سوا السبيل...

فكما نزل القرآن من العلوّ ف(اليه يصعد الكلم الطيّب...) و الصعود يكون من الاسفل الى الاعلى...


و كلتا الكلمتان تلتقيان معا لتشيرا على علوّ جبار السموات و الارض...
انه في السماء, على السماء,حيث لا مكان مخلوق هناك....

و نزغت طائفة من الناس فاوّلت المتشابه و حرّفت المُحْكَم فشبّهت الخالق بالمخلوق فعطّلت صفاته و اسماءه!!!!

فقالت اولاهما انه في كل مكان حتى _معاذ الله_ في جسم الثقلان و الجماد و....
و اردفت اخراهما انه ليس بذي مكان حتى_سبحانك اللهم_ ليس هو داخل العالم و لا خارجه!!!!
فلم يسعهم ما وسع الصحابة الكرام حتى وقعوا في حبال ابالسة الجان فخابوا و خسروا و ندموا بعد حين....

(قُرْآَنًا) ....من القراءة قال تعالى ( فَاذَا قَرَأنَاهُ فَاتّبع قُرْانَه) و سمّي قرانا ليقرأ ثم ليُتبع فلا يُهجر (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30) الفرقان

و هجره يكون بالتلاوة و العمل....


و هو للاحياء حيث تنفع النذارة و تشدّ من عزيمتهم البشارة

فقال تعالى كما في سورة يس

يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)


و قال تعالى:


قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (45) الانبياء


و الميّت في حكم الصمّ فلا ينفعه انذار الوحيّ فقد افضى الى دار البرزخ,دار الانتظار, دار النعيم و العذاب....

و من سلك غير هذا فقد ابعد النجعة و خالف سبيل المؤمنين فهو_ اي القرآن_ نفع للحيّ بما فيه من اجر تلاوته و لو بتّعتعة فله اجران, و من اجر العمل به حيث هو الطريق لموصل الى رحمة الله تعالى و للدخول الى جنان الخلد....

و بات الكتاب و مع الاسف يُنذر بموت الاخرين فوضعوه موضع الشؤم والدين قائم على الخوف و الطمع فمن خاف من نار الجبار و طمع برضوان الغفار فادخلوا الجنة بما كنتم تعملون....

فقال تعالى:

وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) الانبياء

فهو حجّتك امام الله تعالى لك او عليك و كم من قارئ له يلعن نفسه صباح مساء!!!!!!

و كم من قارئ له لا يجني غير النصب و التعب!!!

فمن قرأه ليُقال عنه قارئ فهنيئا له سعير جهنم مع اول الوافدين برفقة المنفِق و الشهيد....



عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ...فكان عربيّا بخلاف ما سبقه من الكتب فاراد الله تعالى ان يختم الامة بخير الامم و اوسطها

فقال تعالى

(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) ال عمران


و ختمها بافضل الانبياء عليه و عليهم الصلاة و السلام و بافضل كتبه و بافضل لغة.....


و غاية من هذا كله اعمال العقل و تسخيره وفق شريعة الرحمن فمن عمل بما في الكتاب فهو العاقل و الا فلا عقل له كقوله تعالى (....ان هم الا كالانعام بل هم اضلّ سبيلا...)

.



بوركت شيخنا الفاضل

منال
10-01-2006, 01:42 AM
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)



َنحْنُ...اي الله سبحانه و تعالى و هنا اتت بصيغة الجمع للتفخيم و له وحده الكبرياء و العظمة سبحانه و تعالى...و يجوز للانسان ان يأتي بنفس الصيغة بيد انه يقصد عون الله تعالى و و عون العبيد فيقول (نحن) و عندها تكون دلالة على العجز بيد (نحن) الله للدلالة على الكمال و الجمال....


و القصص في القرآن فيها من العبر ما تعجز الانس و الجان عن المرور امامها و لو وقفوا اربعين لكان خيرا لهم كحال الذي يمر بين يدي المصلي....


و هي ليست كقصص الاناجيل الاربعة...لوقا...و مرقس...و يوحنا...و متّى
فتلك من انامل البشر حيث العجز و النقص و قصصنا من الله تعالى حيث القدرة و الكمال...
و كل القصص في القرآن هي من احسن القصص...ليس بينها تشابه فتُذكر هنا للتسلية و هناك للترقية و اخرى لامر و نهي و هكذا....


و من هذه القصص ما هو طويل و دونه في الطول من حيث السرد و بات بعضها يحمل مسمّى صاحب القصة كسورتنا هذه و غيرها....


ففي سورة البقرة كانت تلك المعجزة الخالدة
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67).......


و في سورة ال عمران كانت معجزة اخرى تكشف قدرة الله تعالى للعيان و انَّ ماء الرجل و المرأة ان هما الا سببان بفعل الله تعالى لهما فبه سبحانه و تعالى يكون الانجاب و الولد و به لا يكون....


فالمسبّب هو الاصل و السبب ليس سببا بنفسه و انما للاصل فالنار سبب الاحراق فتحرق كرها او طاعة لله تعالى فصفة الاحراق مجبولة عليها و هكذا....


فالى الزوجة العقيم....و الى الزوج العقيم...عليكما بالمسبّب مع السبب فان كان الاول موجودا يأتي الاخر تبعا و لكن هذا التبع بحاجة الى عمل قليل كعمل مريم مع جزع النخلة


فقال تعالى: ( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)......


فلا ينفع مع الجزع هزّا و لو كان الهاز من اقوى الرجال فما بالنا و الهازّ امرأة ضعيفة البنية و تعاني من مرض المخاض و لكنه الاخذ بالاسباب.....


عليك المباشرة و على الله تعالى الاتمام فاحفظ هذا فانه عزيز و هام....


اذا قال تعالى في شأن ال عمران
(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)...الى آخر الايات.


و في سورة المائدة كانت معجزة اخرى طعام و شراب على مائدة من السماء
فقال تعالى (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112)


و اما في سورة الاعراف كان وصف اهل الجنة و اهل الاعراف
فقال تعالى
(وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46)...


و في سورة التوبة كان الثلاثة الذي خلّفوا عن غزوة تبوك
فقال تعالى
(وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118)...


و في سورة يونس كان قوله تعالى
( فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98)...


و في سورة هود كان قوله تعالى
(وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50)...


و بعدها يوسف و ما نحن بصدد شرحه بحول الله و قوته....


و في سورة النحل ذلك الخلق العجيب الذي يعمل ضمن وحيّ رب الارباب
فقال تعالى
(وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)...


ثم تأتي المعجزة التي ضل بها اقوام و اهتدى آخرين انه معجزة الاسرار ليلا جسدا و روحا يقظة لا مناما...
فقال تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)...


و تردفها معجزة اخرى معجزة اهل الكهف فكانت سورة تحمل اسم كهفهم
فقال تعالى : أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا (9)...


ثم سورة مريم و التي هي تسلية لكل زوجة تشتاق الى الولد و الى كل زوج يحنّ قلبه للولد فكانت سورة تحمل اسمها
فقال تعالى (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16)...


ثم ذكر الله تعالى سورة بسمّى مخلوق عجيب ذكيّ انه سورة النمل
فقال تعالى
(حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) و لا يقلّ عنها ذكاء ذاك الهدهد فانظر رسالتنا (فلنكن كهدهد سليمان)


و بعدها سورة العنكبوت فقال جل في علاه (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)...


ثم حديث الروم و نصرهم على المجوس فكان قوله تعالى
(غُلِبَتِ الرُّومُ (2)............


و عقبها لقمان مع ابنه و نصحه و ارشاده فقال تعالى (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)....


و قس على هذا المنوال بقية السور.....



عود على بدء:


و القصص خارج الكتاب و خصوصا تلك الاسرائليات التي تأتينا من اهل الكتاب لا تُكَذّب و لا تُردّ و لا تُؤخذ على انها وحيّ فيتوقف المسلم امامها موقف المسالم و يترك امرها الى الله تعالى و هذه من ارجح الاقوال....


و من تأمل السنن وجد كما هائلا ممن اسلموا من اهل الكتاب ككعب و غيره اتوا باسرائليات....


بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ.....فهذا القصص من الوحي و يترتّب على منكرها ردة و كفر....


وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)...و لولا اخبارنا لك يا محمد صلى الله عليه و سلم عن قصص الاوليين لكنت من الغافلين عنها حيث يموت الخبر مع المُخبر...


تمّت الاية الثالثة بعون الله وحده........




جزيت خيرا وبورك فيك شيخنا الفاضل

منال
10-01-2006, 01:49 AM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد آن محمدا عبده ورسوله.

( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )


( يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)


( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)


أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.


اما بعد:
كلما اقتربنا من شواطئ سورة يوسف كلما وجدنا البؤس و الحزن و تبدأ رحلة الحزن هذه برؤيا ظاهرها العلوّ و الرفعة و باطنها ملك ووزارة....


و كان حذر الوالد لهذه الرؤيا في غاية الحذر بحيث اعتمد عليها و اتكأ على عصا الصبر الجميل....


و من هنا بدأت الحكاية المأساوية الحزينة و لتكن سلوى كل مصاب مُبعد عن ارضه ووطنه و اهله...
و من هنا بدأت الرفعة و التمكين فالعبد لله و الارض لله فيختارسبحانه من يشاء على من يشاء و لمن شاء سبحانه في علاه...


إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)


قال الولد لوالده...و الولد سرّ ابيه...فهو له اب و صديق و معين, و نِعم الابناء كمثل يوسف و نِعم الاباء كمثل يعقوب....


فليس هناك حاجزا يمنع الولد ان يحدّث والده بما رآه ليلا او بما ارتكبه نهارا...كما انه لا حاجز امام الوالد ان يسمع و يرعى نطق ولده....فلتكن التربية كهذه و الا فلا تربية!!!!


فعندما كان الاباء بمثابة الجبابرة و الملوك و الابناء بمهانة الخدم و العبيد كانت الاسرار تدبّ خارج البيوت و تعود باملاء السّفيه...


إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ....و الذين قالوا لاباءهم في القرآن نبيّان اثنان و شتان بين القولين و المقول له....


اولاهما هذه ((إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ...))


و الاخرى (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42)...


الولد ينصح ابيه و الاب في تيه و ضلال بيد يوسف يطلب النصح من ابيه هذا اولا....


(يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43)


يكرر لفظة يا أَبَتِ ليُذَكّره بحق الابوة و عطف البنوة و علم النبوة و لكن لا حياة لمن مات قلبه...


(يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44)
لم يعرف اليأس صلوات ربي و سلامه عليه,لم يُخرجه صمّ ابيه عن تكرار دعوته و توجيه سيرته.....


(يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)
لم ينتفع القلب الميّت عندما تُقارعه بالحجة و تبيان العلم, كما انه لا ينفعه عندما تبيّن له عدوّه و مكان قراره, و كذلك لا ينفعه الحنان و العطف و لو كانا في اعلى مقامهما!!!


(قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46)
يا لها من قسوة!!! يا لها من معادلة جائرة!!! هذه نهاية الداعية الصبور مع والده السنّور بله السنّور يتميّز عنه بالوفاء و الطّواف لقوله صلى الله عليه و سلم (انها من الطوافين عليكم و الطوفات) الزائرين و الزائرات...


(قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47)
بعد كل هذا الجفاء يبق الخليل رحيما كريما...انه امّة لوحده....


قصة الخليل مع ابيه قصة تحمل البلسم الشافي لمن ابتلي بوالد كوالد ابراهيم, و ظلّت هذه الايات سلوى في وجه الحرمان تدور مع كاتب هذه السطور قراءة و تدبرا حتى هدى الله والدي من وقود النار و انقذه من لهيب جهنم فلله الحمد....


و عندما كان ابراهيم عليه السلام في اعلى مقامات البرّ مع والده الشقي ابدله الله تعالى باسماعيل ذبيح الرحمن في اعلى مقامات البرّ حيث قال: (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) و هل جزاء الاحسان الا الاحسان!!!!


و لما كانت مناداة الاباء لبنيهم على شكلين مختلفين كانت مناداة الابناء على نفس المنوال, فاحداهما نداء اسماعيل لابيه (قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) في غاية التسليم و الانصياع...


و الاخرى (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43)


و الفرق بين هذا كله ان يوسف عليه السلام من اهل يعقوب عليه السلام لانه عمل صالح...و والد ابراهيم ليس من اهله انه عمل غير صالح....و اسماعيل من اهل ابراهيم انه عمل صالح.... و ولد نوح ليس من اهله انه عمل غير صالح و ذلك قوله تعالى (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)


و فيصل هذا و ذاك انه من عمل عمل اهل الجنة فهو عملٌ صالح ينفعه نسبه و حسبه و الا فلا....


عود على بدء:


يَا أَبَتِ....و هذه احد اللغات حول المنادى المضاف و هي عشرة لغات منها الضعيف و منها الصحيح و اليكم سرد لها بعد تلخيصها من كتاب (النحو الوافي لصاحبه عباس حسن):


1- حذف الياء مع بقاء الكسرة \ يا أبِ\
2- بقاؤها مع بنائها على السكون في محل جر\يا أبِيْ\
3- بقاؤها مع بنائها على الفتح في محل جر\ يا أبَتِيَ\
4- قلب الياء الفا و حذف الالف و ترك الفتحة \يا أبَا \ و تجوه ان تلحقه عند الوقف هاء السكت \ يا أبَاه\
5- بناؤها على الفتح بعد فتح ما قبلها ثم قلبها الفا و حذف الالف و ترك الفتحة قبلها دليلا عليها \ يا أبَ\
6- حذف الياء مع ملاخظتها في النية و بناء المنادى على الضم \ يا أبُ\
7- حذف ياء المتكلم و الاتيان بتاء التأنيث الحرفية عوضا عنها مع بناء هذه التاء على الكسر \يا أبَتِ\
8- او على الفتح \يا أبَتَ\
9- او على الضم\ياأبَتُ\
10- الجمع بين تاء التأنيث و الف بعدها اصلها ياء المتكلم \ياأبَتَا\

11- و بقيت هذه الصورة الضعيفة جدا و خصها بعضهم للضرورة الشعرية : الجمع بين التاء و ياء المتكلم \

ياأبَتَى



إِنِّي رَأَيْتُ....لم يضف رؤياه الى رؤيا ليليّة, لان مضمون ما رآها لا يكون عيانا فهو فوق عادة البشر و لذا ليس من الداعي ان يقول (رأيت فيما يراه النائم....) و الامر يختلف لو كان غير محال في اليقظة فلا بدّ ان يلتزم مقولة _ رأيت فيما يراه النائم...او ما ينوب عنها....


أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ....


ليس في هذا السياق تأكيدا ان الكواكب احد عشر كوكبا, فهو يقصّ ما رآه ساجدا له, و لم يتعبدنا الله تعالى بمعرفة عددها و كنها حتى لا يأتي زمان و يكتشف الباحثون ان هناك كوكبا يحمل رقم اثني عشر و عندها يُكَذّب القرآن بفعل ايدينا....


و المسلم لا يربط الاحداث التفصلية بايات من القرآن فهذا ليس من نهج الرعيل الاول, و كلما وقعت طامّة او حدثَ حدثٌ استنبطنا من كتاب الله تعالى ما يؤيّد فعلنا و لا دليل عليه غير حبّ الظهور او تبرير المبتور.....


فلو كانت احداث 11 ايلول مما جاء توكيدها في كتاب الله تعالى لكانت من المعجزات الخالدة و لم يسعه عندئذ صلوات ربي و سلامه عليه السكوت عنها حتى يُظهرها للناس كقوله تعالى( الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6)
و غيرها من الايات.....


فحذاري ان ننزل القرآن منزلا غير منزله فَيُتهم عندها بما لا يحتويه....


و يأتينا الفاتيكان و ربّانه ليَقولوا عن كتاب ربنا ما لا يرضاه مسلم فضلا عن عربيّ...


و عندما ابتعدنا عن هذا الكتاب ابْتَعَدَ عنا قوله صلى الله عليه و سلم (نصرت بالرّعب من مسيرة شهر....)


و سَيَخرج علينا من مختلف الطباقات و شتّى الالوان من يتّهم نبيّنا بسلّ السيف و كتابنا بشَرٍ كالسَّيْلِ!!!!


رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ....


و السجود كلّ على حسب شكله و بنيته و ذلك قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18)


و السجود هنا اما طوعا و اما كرها و السجود الشمس ليس كسجود الشجر و كذلك الدواب و مرورا بالانسان و لعنا نفصّل هذا اكثر ان شاء الله تعالى عندما نصل الى قوله عزّ و جلّ (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)
تمّت بفضل الله و بحمده.......



زادك الله عملا ونفع بك شيخنا الكريم

علي سليم
10-09-2007, 08:22 AM
جزيت خيرا اختنا منال على نقلك هذا الموضوع....فقد مرّت سنة...فلسرعة الايام...

صهيب
10-09-2007, 09:25 PM
أخي الفاضل علي

محبتي قبل مشاكستي.

قرأت ما نقلت الأخت منال وتعجبت .
دخلت موقع الرقية فطلب مني التسجيل فعدت واكتفيت بما نقلت الأخت.

أخي عهدتك متميزا وأصر على أ ن تكون كذلك وما وجدت لم يرضني أو يرضي طمعي فيما كنت أرجو من غنيمة اصطادها من علمك.

لا أدري إن كان مازال في الموضع بقية ولكن تعقيبك الأخير في المشاركة العشرة أخافني بأن يكون انتهى

سورة يوسف عليه السلام لها مكانة في قلبي لأنها ذكرت كل شيء إلا الجنة والنار.

كان موضوعك سورة يوسف في أيام .ولم أجد سورة يوسف إلا إشارة

بدأت بالقول:
ان نتولّى تفسير سورة يوسف تفسيرا يفقهه الصغير و يتقنه الكبير....يحبّه الجاهل و يتمناه العالم

وكان المنقول في المشاركة رقم بعيدا عن سورة يوسف وإنما هو عن التنزيل ولم أر إلا:


تزكية النفس بما في ((سورة يوسف)) من الفرح و البؤس

كنت انتظر هنا الكثير : تقاطعات عديدة

المؤامرة / الضحية / الإنقاذ

الإبتلاء في اتجاهين "يوسفة /يعقوب"

المراودة / التهمة /الضحية /تراجح الحقيقة

الإبتلاء

الإبتلاء الثاني : تبعات أذكرني عند ربك


ابواب الأمل: تجلي الحقيقة

التمكين

ابتلاء يعقوب الثاني /الصبر

الرحمة

كل هذه تقاطعات بين الألم واليأس والإبتلاء والفرج

فيها تفاعل روحي بين السعي في اتجاهين

بعضها نازل والآخر صابر مستشرف الفرج .

ثم تتكشف الضبابة

ونأتي إلى الحمد والشكر الدائم




أخي طمعت في أن أجد قلمك سيال هنا

ولكن ..والمنقول في المشاركة الثامنة لقصة ابراهيم ومريم عليهما السلام أقرب.

وفي التاسعة: كان عود على بدء بدون بدء

إشارات بسيطة عن بداية توقفت.

أخي الكريم

أخلص الآن إلى التالي:

كما انطلقت فعليك أن تنهي


ان نتولّى تفسير سورة يوسف تفسيرا يفقهه الصغير و يتقنه الكبير....يحبّه الجاهل و يتمناه العالم

لا أعتقد أن ما التزمت به قد تم. ننتظر منك ومن علمه مثلك لن يترك ليمر

وأنا واثق أن الإخوة سيطالبونك بإنجاز الذي بدأت وفيه الخير كل الخير

أعذرني في دفعي

وما ذنبي أني أحبك في الله

وأذكر أني قلت لك يوما : أكتب أكتب

وأعود اليوم لأكرر : اكتب أكتب وياليت فيما أشرت لك

فأسلوبك سيكون ابداعا وأنا خبرتك فهلا تكرمت .

ملاحظة أخيرة : أرجو أني لم أكن تسرعت وحكمت على موضوع لم ينقل إلا بعضه

علي سليم
10-10-2007, 02:19 AM
بارك الله فيك اخي صهيب...حقيقة هذا الموضوع منذ رمضان الفائت...و حدثت صوارف كثيرة صرفت كاتب هذه السطور.... و كانت العزيمة في اعلى درجاتها و لكن قدر الله و ما شاء فعل...
فانت تعلم يا رعاك الله...السعي وراء الرزق...و القيام باعباء العائلة...و واجبات الارحام...و غيرها و كثرة المنتديات التي اشرف عليها و كثرة المواضيع التي هي قيد الاتمام و الكل يطالب بموضوع معين فكيف السبيل الى التوفيق بين هذا...
نعم قليل من هناك و قليل من هنا...اسال الله ان يبلغنا ما وعدنا بانجازه...

و اخير: احبك الله الذي من اجله احببتنا...
اخوك المحب: علي سليم

صهيب
10-10-2007, 05:15 AM
بارك الله فيك اخي صهيب...حقيقة هذا الموضوع منذ رمضان الفائت...و حدثت صوارف كثيرة صرفت كاتب هذه السطور.... و كانت العزيمة في اعلى درجاتها و لكن قدر الله و ما شاء فعل...
فانت تعلم يا رعاك الله...السعي وراء الرزق...و القيام باعباء العائلة...و واجبات الارحام...و غيرها و كثرة المنتديات التي اشرف عليها و كثرة المواضيع التي هي قيد الاتمام و الكل يطالب بموضوع معين فكيف السبيل الى التوفيق بين هذا...
نعم قليل من هناك و قليل من هنا...اسال الله ان يبلغنا ما وعدنا بانجازه...

و اخير: احبك الله الذي من اجله احببتنا...
اخوك المحب: علي سليم

كان الله في عونك

وأشد على يدك

وننتظر بمحبة ما يمن به الله عليك

منال
10-10-2007, 02:38 PM
السلام عليكم

لربما يكتمل الموضوع بعدما تتزوج مارية لانها جت عطلت الدنيا (وجه مبتسم)

اسال الله ان يبارك فيها وينبتها نباتا حسنا ويجعلها صالحة مؤمنة تقية ويقر بها عين والديها