تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير خطير - التغلغل الإيراني في سورية



FreeMuslim
09-18-2006, 06:17 AM
استراتيجية إيران لنشر التشيع في سورية


الوطن العربي ـ 12/6/2006

قبل الإعلان المفاجئ عن توقيع معاهدة دفاع مشترك بين طهران ودمشق في منتصف يونيو "حزيران" الماضي إثر زيارة وفد عسكري سوري رفيع وكبير يتقدمه وزير الدفاع حسن توركماني إلى إيران كانت التقارير الدبلوماسية والأمنية العربية والغربية الصادرة في العاصمة السورية تكاد تنحصر في رصد وتحليل ما يدور من زيارات ونشاطات ومعاهدات مكثفة على خط دمشق ـ طهران في شكل لا سابق له منذ قيام التحالف الاستراتيجي بين البلدين في الثمانينيات عندما اختار الرئيس حافظ الأسد الانحياز إلى إيران في حربها مع عراق عدوه اللدود صدام حسين.
وعلى الرغم من تركيز معدي التقارير على تفاصيل المعاهدة الأخيرة ودورها في تفعيل وتوثيق التعاون الاستراتيجي والعسكري في محور طهران ـ دمشق والجبهة المشتركة التي قرر الحليف إقامتها لمواجهة مخططات العزل والحصار الأميركية والدولية، إلا أن الأيام الأخيرة تميزت بصدور تقارير تعالج خفايا وأبعاد التحالف السوري ـ الإيراني الجديد من زوايا مختلفة وتحديداً من زاوية ما بات يعتبر هيمنة إيرانية شبه كاملة على سورية وتحول الدعم الإيراني المتعدد الأوجه لدمشق إلى نوع من الوصاية والنفوذ اللذين يجعلان نظام الرئيس بشار الأسد رهينة في يد نظام الملالي وسورية دولة تابعة لإيران!
ويصل أحد التقارير الغربية في قراءته المبالغة لحجم الاختراق الإيراني الأخطبوطي لسورية إلى حد عقد مقارنة بينه وبين مرحلة الهيمنة السورية على لبنان، ويشير إلى أن الوضع الصعب الذي تعيشه سورية منذ خروجها من لبنان لم يقد فقط إلى نجاح إيران في ملء الفراغ السوري في لبنان بل نجحت في ملء "الفراغ" الذي واجهه النظام السوري بفعل الضغوط والتهديدات الدولية والانقسامات الداخلية.
ويزعم التقرير أن سورية تجد نفسها اليوم محشورة بين مطرقة الضغوط الدولية وسندان الإنقاذ الإيراني بعدما سلمت كل أوراقها لإيران لهذه الغاية.
وفي إطار تشبيهه بين الدور السوري في لبنان "قبل الانسحاب" والدور الإيراني في سورية حالياً وصف التقرير العلاقات الوثيقة بين البلدين بأنها أشبه بمعاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق التي أرغم لبنان على توقيعها مع سورية تكريساً لحالة الهيمنة والوصاية وذلك عبر "اللجنة العليا المشتركة" وأشار إلى مسلسل الزيارات التي لا تنقطع بين البلدين منذ أشهر ولا تشمل فقط كبار المسؤولين السياسيين بل الوزراء والخبراء ورجال الدين وكان آخرهم "حتى كتابة هذه السطور" السيد حسن الخميني حفيد الإمام الراحل الخميني ـ من ابنه أحمد ـ والذي يتولى إدارة مركز تراث الإمام.
ويبدو أن زيارة السيد حسن الخميني إلى سورية مناسبة لإثارة جوانب أخرى من ملفات التعاون والتنسيق بين البلدين ومدى الاختراق الإيراني لسورية. وهو ملف يزعم معدو التقرير أنه مرشح للتحول إلى صاعق إضافي لانفجار الوضع الداخلي السوري على خلفية ارتفاع حالة التذمر الشعبي من التغلغل الإيراني في سورية. ويبدو أن هذه الحالة لا تعود فقط إلى مجريات التعاون الاستراتيجي والعسكري والسياسي بين بلدي هذا المحور بقدر ما تشكل إفرازا للتواجد الإيراني المفاجئ والمكثف في كل مجالات الحياة السورية، وما عرف حتى الآن من اتفاقيات التعاون بين البلدين هو إلى جانب معاهدة الدفاع وما قيل عن شمولها قوات من الحرس الثوري وخبراء عسكريين إيرانيين في سورية، اتفاقيات التعاون الاقتصادي والمالي والصناعي والسياحي والثقافي وهي اتفاقيات تلحظ مساهمات مالية إيرانية ضخمة في الاقتصاد السوري تشمل بناء مصانع سيارات وأسمنت وخط أنابيب ومشاريع اقتصادية وسياحية أخرى وافتتاح فروع لمصرف صادرات إيران في سورية.
لكن يبدو أن الجانب الأكثر حساسية يتعلق بالتسهيلات السورية وفتح البلاد أمام سائر النشاطات الإيرانية ووصولها إلى اتهامات للنظام بتسهيل حركة التشيع في سورية!
وفي هذا الإطار يتحدث التقرير عن دخول عشرات ألوف الإيرانيين إلى سورية في شكل دوري "أكثر من مليون سائح سنوياً" حيث يتوزع هؤلاء على المراكز السياحية الدينية الشيعية مثل السيدة زينب والسيدة سكينة وسائر الأضرحة التي تعتبر عتبات مقدسة شيعية يؤمها آلاف الإيرانيين، وإضافة إلى هؤلاء السياح انتعشت حركة الاستثمار الإيرانية في سورية لكنها في المقابل قادت إلى إثارة حفيظة فئات من الشعب السوري راحت تتذمر من الهجوم الإيراني على بلادهم. وتصل هذه الفئات التي لا تعرف بعدائها للنظام إلى حد اتهام أركانه بأنهم "باعوا البلد لإيران"!
ويبدو أن خلفية هذه الحالة هي المعلومات المتداولة والمبالغ فيها أحياناً عن تعرض المجتمع السوري إلى عملية "تشييع" مقصودة ومنظمة خصصت لها ميزانية ضخمة بمئات ملايين الدولارات.
وتشير هذه المعلومات إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت نشاطات إيرانية مثيرة للشبهات وانتشارا كثيفا للمظاهر الشيعية شمل كل المحافظات في بلد يعتبر ذا أغلبية سنية ساحقة ولا يمثل الشيعة فيه "إذا استثنينا العلويين" سوى واحد في المائة وحوالي 150 ألف نسمة.
وتضيف المعلومات أن عدد الحوزات الشيعية قد زاد في سورية في شكل كبير بدعم إيراني واضح. وأن دعاة شيعة يطوفون المدن والقرى السورية، وسط تغاضي الجهات الرسمية؛ لنشر المذهب الشيعي وفتح حسينيات ومراكز دينية وثقافية ومراكز تدريس ومكتبات في غالبية المناطق ووصلت إلى حلب وضواحيها وحمص وحماه والحسكة والقاقشلي والرقة واللاذقية ودير الزور وغيرها، ولم تعد هذه النشاطات محصورة في ضاحية السيدة زينب كما في السابق. وفي موازاة إقامة المناسبات الدينية والموالد والمآتم والمؤتمرات الثقافية التي يحضرها مسؤولين رسميون لوحظ أن إيران تلعب دوراً في تمويل بناء مستشفيات ومستوصفات خيرية ومساجد وحسينيات انضمت إلى مسجدي صفية ودرعا في دمشق ومسجد النقطة في حلب ومشفى الخميني في دمشق والمشفي الخيري في حلب.
ويتردد في سورية أن أنشط الجمعيات الخيرية حالياً وأكثرها فعالية في دعم ومساعدة المحتاجين هي جمعيات ذات تمويل إيراني تتولى توفير مساعدات مالية شهرية للمسنين وتوزيع الأرز والسكر والطحين.
وفي الآونة الأخيرة بدأ الإيرانيون بإعداد برامج تعاون ثقافي تشمل زيارات منظمة إلى سورية وتوزيع دعوات على فعاليات من مختلف القطاعات السورية وإلى أساتذة الجمامعات وتخصيص منح دراسية في الجامعات الإيرانية. وقد أدى هذا التعاون الجامعي مؤخراً إلى إدخال تعلم اللغة الفارسية إلى عدد من الجامعات السورية.
تشيع أم تفريس
لكن الجانب الأكثر إثارة لحساسية السوريين تجاه هذا الاجتياح الإيراني لبلادهم كان في امتداد عملية نشر "التفريس" والتشيع إلى حد ظاهرة الدعوة إلى التشيع والعمل على إقناع الشباب السوري باعتناق المذهب الشيعي. ويقال إن حالات اعتناق المذهب الشيعي شهدت مؤخراً تزايداً بالآلاف وتقول بعض الشائعات الرائجة في سورية قد تصل إلى حد توفير العمل لهم في المراكز الثقافية وخصوصاً المركز الثقافي الإيراني في دمشق الذي تمت توسعته مؤخراً وبات يعتبر من أكثر المراكز الثقافية نشاطاً في سورية.
ومع انتشار مظاهر التشيع والتغلغل الإيراني في البلاد وخصوصاً في دمشق ومحافظات الشمال وسط صمت رسمي كامل سادت قناعة في أوساط السوريين المطلعين بأن ثمة تشجيعاً رسمياً خفياً ومعلنا لهذه الظاهرة، ووصل البعض إلى حد وصفها بأنها سياسة رسمية للنظام مبنية على حسابات مستقبلية.
وفي رأي بعض الخبراء السوريين أن النظام اختار في المقابل "تشجيع" ظاهرة التدين في شكل عام والتقرب من الإسلاميين على حساب العلمانيين بهدف لجم حالة التذمر التي سادت في الأوساط الدينية والشعبية السنية. ويضيف هؤلاء أن انفتاح نظام البعث على الجماعات والقيادات الإسلامية الرسمية أو شبه الرسمية لم يكن فقط بهدف استقطابها في مواجهة حركة الإخوان المسلمين، بل أيضاً استمالتها لتخفيف حملاتها ضد الهيمنة الإيرانية ومظاهر التشيع في سورية، ويبدو أن هذه الجماعات والحركات الإسلامية غير المعارضة للنظام بدأت تستغل هذه الظاهرة لحسين مواقعها والحصول على "مكتسبات" دينية من النظام البعثي الذي كثف في الآونة الأخيرة من تنازلاته للجماعات الدينية.
واللافت أن انتشار هذه الظاهرة قد قاد جهات غير دينية إلى التحذير من انعكاساتها ومخاطرها، إذ إن هيثم المالح رئيس جمعية حقوق الإنسان حذر مؤخراً من نشاط العديد من الشيعة الإيرانيين على الساحة السورية بدءاً من مركز السيدة زينب إلى منطقة الجزيرة مروراً بوسط سورية وخاصة حول حماه. وتساءل عن سر افتتاح العديد من الحوزات الشيعية في سورية وإقامة النشاطات وإجراء الاجتماعات، وعما إذا لم يكن هناك اتفاق ضمني بين الدولة الإيرانية والنظام السوري لتقديم التسهيلات للوافدين من إيران.
أما المحامي عبد الله الخليل الناشط في مجال حقوق الإنسان والذي يقطن في محافظة الرقة السورية فقد كشف عن أن الحكومة السورية قامت بتقديم مقبرة أويس القرني في الرقة حيث دفن الصحابي عمار بن ياسر كهبة للحكومة الإيرانية. وبنى على أطلالها مركز شيعي وجامع كبير اسمه مقام عمار بن ياسر وبات مركزاً للتشيع. وقال الخليل: إن هذا المركز يعتبر أول مركز شيعي في الرقة وإن ثمة مشروعاً لتوسعته بإقامة مساكن وسوق تجارية على غرار جامع السيدة رقية في النجف.
ولا تقتصر عمليات التشيع هذه على نشاطات المدارس الدينية المنتشرة في حي السيدة زينب حيث قامت حوزات متعددة تتوزع مرجعياتها الدينية بين آية الله على خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية وآية الله على السيساني المرجع الشيعي العراقي والمرجع اللبناني محمد حسين فضل الله.
ويعترف الشيخ محمود الحائري الذي يشرف على حوزة شيرازية بأنه يلتقي على الأقل كل أسبوع بسوري يريد اعتناق المذهب الشيعي وأن هؤلاء السوريين ينتمون إلى كل الطبقات الاجتماعية ومختلف المناطق.
ورغم رمزية أعداد السوريين الذين يختارون المذهب الشيعي واستمرار محدودية هذا الرقم قياسا لعدد السكان إلا أن الظاهرة بدأت تشكل هاجساً مقلقاً خصوصاً لدى رجال الدين السنة الذين راح بعضهم يتحدث صراحة عن خطة إيرانية إقليمية لنشر المذهب الشيعي وتفريس سورية. ويلتقي هؤلاء مع الأطراف "العلمانية" التي تحذر من عواقب مساهمة النظام في تأجيج الحساسيات الطائفية والمذهبية وانخراطه في مشروع "الهلال الشيعي" عبر إثارة تناقضات جديدة داخل المجتمع السوري تضاف إلى تناقضاته المعروفة لتشكيل عامل تفجير إضافيا. وحتى الآن يبدو أن هذا الهاجس ما زال ينحصر في إطار إثارة حساسية السوريين تجاه الإيرانيين ومخاوفهم من دفع ثمن التحالف بين طهران ودمشق؛ بفرض وصاية إيرانية كاملة على البلاد. ويصل بعض السوريين إلى حد القول علنا: إن إيران باتت قادرة على أن تفعل ما تشاء في سورية وتمارس أي نشاط تريد بدون أن تستطيع أية سلطة حكومية أو رسمية منعها.
رهينة إيرانية
والواقع أن انتشار هذه الظاهرة وتوسعها يشكل حاليا محوراً أساسياً لانتقاد النظام والسلطة.
أما التقارير الأخيرة فإنها بدأت تعتبر هذه الظاهرة بانعكاساتها السلبية على تماسك المجتمع السوري نقطة ضعف و "مقتلا" للنظام ولم تعد تنظر إلى توثيق العلاقات بين طهران ودمشق كمصدر قوة ودعم وصمود لبشار الأسد.
واللافت أن أحد التقارير توسع في قراءته لظاهرة التشيع والتفريس في سورية وحالة السخط الشعبي تجاهها فاعتبرها بوضوح دليلا على ضعف النظام وعلى وقوعه رهينة في أيدي الإيرانيين. ولفت هذا التقرير إلى النفوذ المتزايد الذي تلعبه إيران داخل سورية على كل المستويات، وليست "ظاهرة التشيع" والتغلغل الإيراني سوى الجزء الظاهر منها. ويعتبر التقرير أن السفير الإيراني في دمشق محمد حسن أختري يلعب حالياً دوراً محورياً داخل سورية. ويلفت أن أختري الذي سبق له أن عمل سفيراً "فوق العادة" في سورية هو في الوقت ذاته رئيس "جمعية أهل البيت" وهو بالتالي يشرف على اختراق إيران للساحة السورية في كل المجالات. ويذهب التقرير ـ للدلالة على حجم الهيمنة الإيرانية على سورية ـ إلى حد الإشارة إلى أن الملصق الأكثر مبيعاً في حي السيدة زينب هو الملصق الذي يصور الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد محاطاً من جهة بالرئيس الإيراني أحمدي نجاد ومن جهة أخرى بزعيم حزب الله السيد حسن نصر الله!
ويعكس هذا الملصق ما تتحدث عنه بعض التقارير الاستخبارية من أن مصير النظام السوري بات بعد الخروج من لبنان في أيدي الإيرانيين وأن طهران قد اختارت بدورها حمايته من السقوط بتوفير جميع أوجه الدعم له، وهو دعم يصل حسب بعض المعلومات إلى حد تكليف المخابرات الإيرانية برصد ما يدور داخل القيادة السورية موازين القوى فيها في شكل دقيق والتدخل أكثر من مرة لمنع تصدعه. وهو ما حصل مؤخراً عندما توسط قائد الحرس الثوري الجنرال رحيم صفوي لتسوية خلاف حاد اندلع بين ماهر الأسد وآصف شوكت وقام بزيارة سرية إلى دمشق لهذه الغاية.
ولكن السؤال الذي يطرحه بعض السوريين المطلعين هو: أين سيتوقف الغزو الإيراني لسورية وهل مازالت دمشق قادرة على رفض شروط طهران و "مساعداتها"؟ وأخر هذه الشروط التي تمت تلبيتها كان في شن حملة شعواء ضد عرب الأحواز اللاجئين إلى سورية.
أما معدو التقارير فتتمحور تساؤلاتهم الجديدة عن مدى قدرة النظام السوري على حفظ التماسك الداخلي بعدما بدأت أولى ثمار التعاون الوثيق مع طهران تنعكس خللا في التوازن وتهدد بإثارة حساسيات مذهبية. ويبدو أن انتشار ظاهرة التشيع والتفريس بات ينظر إليه لدى غالبية السوريين على أنه "تحالف ديني" وليس سياسيا أو عسكرياً فقط مع إيران. وهي نظرة تنذر في حال تجذرها وانتشارها رغم إصرار النظام على التعتيم الإعلامي الكامل عليها، بإشعال ظاهرة التطرف الديني في سورية وتهديد مستقبل البلاد والنظام. وثمة من يضيف إلى هذه المخاوف تحذيرات من أن تؤدي مجدداً إلى إعادة صراعات الأجنحة داخل النظام حيث يقال إن ثمة جناحا كان يحذر من مغبة وضع كل بيض سورية في سلة إيران وأن هذا الجناح قد يستغل المخاطر التي تنذر بها هذه المعادلة.
وليس مستبعداً أن يكون استمرار رهان البعض على قرب حصول التغيير الداخلي في دمشق مرتبطاً بهذا الوضع الصعب للنظام رغم إشراف ومراقبة وحماية المستشارين الإيرانيين من قلب العاصمة السورية!

FreeMuslim
09-18-2006, 06:19 AM
الشرق الأوسط الفارسي

د.خالد الأحمد *

صار اصطلاح الشرق الأوسط الجديد يتكرر على ألسنة وأقلام المحللين السياسيين بكثرة ، ولدى المتابعة يتضح وجود أكثر من شرق أوسط جديد ...
1- الشرق الأوسط الجديد الأمريكي :
أولها ذاك الذي وضعت الصهيونية الأمريكية مصوراً له ، حيث يعدل خارطة الدول التالية : أفغانستان ، وإيران ، والعراق ، وتركيا ، وسوريا ، والأردن ، والسعودية ، واليمن ، [ ففي شهر تموز في هذا العام (2006)نشرت مجلة القوة العسكرية الأمريكية مقالا بعنوان ( حدود الدم ) يتحدث فيه كاتب المقال (رالف بيتر -ربما كان الاسم مستعارا) عن رؤية لشرق أوسط جديد على أساس خرائط معدة سابقاً.
وسواء أكانت هذه الخرائط معدة من قبل جهة رسمية ومن ثم تم تسريبها لوسائل الإعلام أو من مراكز أبحاث أمريكية,أو غيرها,إلا أن ما تلاها من تصريحات لوزيرة الخارجية الأمريكية من اعتبار المآسي الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على لبنان آلام مخاض لولادة شرق أوسط جديد يعطي لتلك الرؤى والتصورات مزيدا من الأهمية إن لم نقل المصداقية كون المشروع قد تم تبنيه والحديث عنه من قبل المستويات الأعلى في الإدارة الأمريكية.‏
تقوم الرؤية الجديدة للشرق الأوسط على إعادة تقسيمه جغرافياً وفق أسس قومية ومذهبية,والمبررات لذلك كما يراها كاتب المقال الآتي :‏
إن حدود الشرق الأوسط الحالية كانت سبباً لنزاعات مذهبية وعرقية ضمن الدولة الواحدة,أو بين دول المنطقة حيث نتج عن ذلك ممارسات لا أخلاقية ضد الأقليات القومية والدينية وحالة من عدم الاستقرار في المنطقة ككل ] .‏
وأهم معالم الشرق الأوسط الجديد الذي تقول عنه كوندا ليزا رايس :
1- دولة شيعية جديدة تأخذ غرب إيران ، وجنوب العراق ، وشرق السعودية ، وتشكل هلالاً حول الخليج ، ويغلب عليها المذهب الشيعي ، والعرق العربي ، وتسمى ( شيعستان ) . ويلاحظ أن هذه الدولة تحوي أكثر مناطق النفط في العالم ....
2- دولة كردية جديدة تأخذ شمال إيران ، وشمال العراق ، وشمال سوريا، وجنوب تركيا ...
3- دولة أردنية كبيرة تمتد في شمال السعودية حتى خيبر تقريباً ، وتضم الضفة الغربية كلها ،ويقطن فيها الفلسطينيون كلهم ...
4- دولة دينية مقدسة تشمل الحجاز ( مكة والمدينة والطائف ) ...
5- تتوسع اليمن شمالاً فتأخذ الأجزاء الجنوبية من المملكة العربية السعودية ..
6- دولة سعودية تشمل وسط وشمال وسط السعودية حالياً ..
7- دولة سنية عربية تشمل سوريا حالياً ( بعد اقتطاع الشمال منها للأكراد ) ، ووسط العراق ( العرب السنة في العراق ) ...
8- تقسم أفغانستان إلى دولتين ، إحداهما للبلوش ، ويأخذ لها كذلك من جنوب شرق إيران ، وهذه دولة ( بلوشستان ) سنية من البلوش ، والثانية لما تبقى من أفغانستان ...
9-يؤخذ من شمال شرق إيران قطعة تضم إلى أذربيجان الموحدة ...
10-ماتبقى من إيران [ أخذ منها قطعة من الشمال للكرد ، وقطعة من الجنوب الغربي لدولة شيعستان ، ومن الجنوب الشرقي لدولة بلوشستان ، وماتبقى تقوم عليه دولة إيران الشيعية الفارسية ...

وينتبه إلى أن هذا التقسيم قام على أساس العامل الديني المذهبي ، ثم العامل القومي ، فقد جعلت فيه دولة شيعية ( عربية ) تحيط بالخليج ( العربي ) من الشرق مكان ( عربستان ) حالياً ، ومن الغرب حيث المنطقة الشرقية السعودية حالياً ، مروراً بالجنوب العراقي ... يقابلها من الشمال دولتان سنيتان إحداهما كردية في شمال إيران والعراق وسوريا وجنوب تركيا ، والثانية ( سنية ) عربية تشمل وسط العراق وسوريا ... ويقول المخططون الصهاينة أنه تأكد لهم أن العامل الديني أساسي ولايمكن تجاوزه في الشرق الأوسط ..
2- الشرق الأوسط الجديد الفارسي :
والشرق الأوسط الثاني هذا الذي ينادي به محمود أحمدي نجاد وبشار الأسد ، وسوف أسميه الشرق الأوسط الجديد ( الفارسي ) ، وأهم مافيه الهلال الشيعي الذي يحيط بدول الخليج من الشمال ، فيأخذ إيران ، والعراق ، وسوريا ، ولبنان ... وقد صرح الملك عبد الله الثاني ملك الأردن ، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي ، منذ أكثر من سنة عن تخوفهم من هذا الهلال الشيعي ، ويبدو أنه من أهداف الحرب السادسة ( حرب تموز 2006) ؛ تثبيت حزب الله الشيعي ( الفارسي ) في لبنان ، كي يصبح القوة الأولى التي تتحكم بلبنان ، فيصبح لبنان شيعياً ( فارسياً ) ...
النظام السوري الأسدي الفارسي :
ومن البدهي أن النظام السوري يلبس ثوب الشيعة ( الفارسية ) علناً منذ عقد أو يزيد .... وقد كان مؤيداً ومسانداً للثورة الإيرانية منذ قيامها ، مع أن النظام الأسدي يومذاك مازال يُظهر ( حسب التغميز يسار والذهاب يمين ) يُظهر أنه يقوم على حزب البعث القومي العربي ( العلماني ) مع ذلك وقف مع الثورة الايرانية ( الاسلامية ) الشيعية ( الفارسية ) منذ اليوم الأول من قيامها ... ثم وقف معها علناً خلال الحرب العراقية الإيرانية ، وساعد إيران علناً ضد البعث العربي العراقي ( السني ) ... عندما أوقف خط النفظ العراقي المار في سوريا ، وحرم العراق الشقيق من تصدير نفطه ، كما حرم الشعب السوري من (650) مليون دولار ، حصة سوريا من مرور النفط العراقي فيها ، مما اضطر العراق إلى مد خطي أنابيب آخرين ، أحدهما عبر تركيا إلى البحر المتوسط ، والآخر عبر السعودية إلى البحر الأحمر ... كما سمح للطائرات الإيرانية بالهبوط في المطارات السورية في البادية السورية وخاصة ( ch 4) ، كي تتزود بالوقود والذخيرة ، وتعود لتقذف العراق الشقيق في طريق عودتها إلى إيران ....كما أسر الجيش العراقي بعض الضباط السوريين كانوا يقاتلون مع الإيرانيين كمدربين ...كما أن النظام السوري أيام الأسد الكبير ، وإسرائيل ، كانا يمدان إيران بالسلاح خلال الحرب العراقية الإيرانية ...
ويبدو أن صراعاً قومياً داخل الشيعة اليوم بين الشيعة ( الفرس ) والشيعة ( العرب ) وظهر هذا الصراع في العراق بين مقتدى الصدر الشيعي العربي ، والسستاني ( الشيعي الفارسي ) ... كما ظهر من اضطهاد النظام الإيراني الشيعي الفارسي للشيعة العرب الإيرانيين في عربستان ، وقد تعاون النظام السوري مع النظام الإيراني فاعتقل عدداً من الشيعة العرب ( الأهوازيين ) ، اعتقلهم في سوريا ، أو قل غدر بهم ، وسلمهم للنظام الإيراني ... وهذا من أسباب تفكير الادارة الصهيونية الأمريكية في جعل دولة ( شيعستان ) حول الخليج العربي ، أي تأخذ مكان ( الأهواز ) اليوم ، والمنطقة الشرقية ، وبتعبير آخر الشيعة العرب ...
حزب الله اللبناني الفارسي :
أما حزب الله ، فالسيد حسن نصر الله ، ضابط تدرب في صفوف الحرس الثوري الإيراني ، كما باركه الإمام الخميني عندما سمح له بجمع ( الخمس ) من الشيعة ، وهذا حق لايعطى إلا للقليل من الآيات أو الملالي ...أي أن توجه حزب الله توجه شيعي فارسي ، وخاصة أنه يسبح في ملايين الدولارات الإيرانية ( الفارسية ) وللمزيد من التعرف على حزب الله ، والتأكيد على فارسيته ( بالفكر ) وليس ضرورياً بالدم ننقل عن الكاتب ( عبد المنعم شفيق ) مايلي :
[ الوهابيون رجس من عمل الشيطان، سننتقم من الوهابيين، لن تمر هذه الجريمة دون عقاب كانت هذه عبارات مكتوبة ومحمولة على لافتات في تظاهرة أخرجها "حزب الله" في الجنوب اللبناني عقب اتفاق الطائف الذي كان من أسباب وقف الحرب الأهلية التي كانت تدور في لبنان ].
في المظاهرات تخرج الكلمات دائماً من القلب، منطوقة أو مكتوبة.
حين استولى الصفويون على حكم إيران، في مطلع القرن السادس عشر، وجعلوا من التشيع الإمامي دين الدولة والأمة، وحصنوا إيران به بإزاء الفتح العثماني "التركي السني" كان التشيع يذوي ويتلاشى، إنْ في مدارس النجف أو في مدارس خراسان، فعمد الشاه إسماعيل إلى استقدام علماء من جبل عامل جنوب لبنان لتدريس الفقه الإمامي، فكان منهم: (بهاء الدين العاملي محمد بن الحسين بن عبد الصمد، 953-1031ه ) الذي أصبح شيخ الإسلام في أصفهان في عهد الشاه عباس الكبير، والمحقق الكركي علي بن الحسين ابن عبد العالي العاملي، ت 940ه - 1533م الذي قَدِم النجف ثم رحل إلى بلاد العجم لترويج المذهب، والسلطان حينئذ الشاه إسماعيل الصفوي الذي مكنه من إقامة الدين وترويج الأحكام، وكان يُرغِّب عامة الناس في تعلم شرائع الدين ومراسم الإسلام، ويحثهم على ذلك بطريق الالتزام، وكان أن جعل في كل بلدة وقرية إماماً يصلي بالناس ويعلمهم شرائع الدين، وبالغ في ترويج مذهب الإمامية ؛ بحيث لقبه بعضهم بمخترع مذهب الشيعة. [ وضاح شرارة ، دولة حزب الله ، ص31 ، وغيره ] .
ومنطقة جبل عامل أو عاملة في قلب جنوب لبنان كانت أهم مرجعية شيعية في العالم بين القرنين الميلاديين الرابع عشر والسادس عشر .
وفي إحدى الاحتفالات التأبينية التي تقام في لبنان قال إمام جمعة مسجد الإمام المهدي الشيخ حسن طراد: إن إيران ولبنان شعب واحد وبلد واحد، وكما قال أحد العلماء الأعلام: إننا سندعم لبنان كما ندعم مقاطعاتنا الإيرانية سياسياً وعسكرياً.[ صحيفة النهار : 11/12 /1986 ] .
وفي مناسبة تأبينية أخرى قال الناطق باسم حزب الله ذاك الوقت إبراهيم الأمين: نحن لا نقول: إننا جزء من إيران؛ نحن إيران في لبنان ولبنان في إيران . [ صحيفة النهار : 5/3/1987 ] .
ويقول محمد حسين فضل الله المرشد الروحي لحزب الله: إن علاقة قديمة مع قادة إيران الإسلامية بدأت قبل قيام الجمهورية الإسلامية، إنها علاقة صداقة وثقة متبادلة، ورأيي ينسجم مع الفكر الإيراني ويسير في نفس سياسته. [ حلقات الاسلام والكونجرس ، مجلة المجتمع ، العدد 955 ].
ويقول حسن نصر الله: إننا نرى في إيران الدولة التي تحكم بالإسلام والدولة التي تناصر المسلمين والعرب. وعلاقتنا بالنظام علاقة تعاون، ولنا صداقات مع أركانه ونتواصل معه، كما إن المرجعية الدينية هناك تشكل الغطاء الديني والشرعي لكفاحنا ونضالنا. [ مجلة المقاومة ، العدد 27 ].
ويُؤَمِّن على كلام أمين الحزب مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية، د. محمد صدر فيقول: إن السيد حسن نصر الله يتمتع بشعبية واسعة في إيران كما تربطنا به علاقات ممتازة. [ صحيفة الشرق الأوسط العدد يوم ( 24/5/1999].
هذه نقول سريعة ، تؤكد الصلة الوثيقة بين حزب الله وإيران ، ولايخفى على أحد ملايين الدولارات التي تقدمها الجكومة الايرانية حالياً لحزب الله ، لسبب رئيس وهو أن حزب الله فارسي الفكر والعقيدة ....
إذن هذا هو الشرق الأوسط الجديد الفارسي ، الذي تناضل إيران وسوريا وحزب الله من أجل تثبيته ، وما الحرب السادسة ألا إحدى وسائل تثبيت الشرق الأوسط الجديد الفارسي ... والله أعلم.

كلسينا
09-18-2006, 06:01 PM
شكراً أخونا على هذا الشرح المفصل للمشروع الإيراني والمشروع الأمريكي .
وهنا تكمن حقيقة المشكلة أن المسلمون بين كفتي الرحى وبيين مشروعين يتناحران في المنطقة لا ثالث لهما ، والثالث الغائب أو المغيب هو الوحيد القادر على إنقاذ المسلمين من هذا الموقف .
والسؤال هنا أين هو هذا المشروع الإسلامي ؟
وهل يعقل ما يدور حولنا إيران التي لا تشكل بثروتها وعدد سكانها ما يزيد على الخمسة عشر بالمئة من مقدرات الأمة الإسلامية السكانية والمالية ، تحمل مشروع يناهز ويواجه مشروع قيادة القطب الواحد حول العالم ، وربع سكان الكرة الأرضية والمسيطرين على ثلث ثرواتها تقريباً . لا يملكون مشروع أو توجه ولا حتى مشروع دفاع مشترك على الأقل !!
إنا لله وإنا إليه لراجعون .

FreeMuslim
09-19-2006, 05:54 AM
وهل يعقل ما يدور حولنا إيران التي لا تشكل بثروتها وعدد سكانها ما يزيد على الخمسة عشر بالمئة من مقدرات الأمة الإسلامية السكانية والمالية ، تحمل مشروع يناهز ويواجه مشروع قيادة القطب الواحد حول العالم ، وربع سكان الكرة الأرضية والمسيطرين على ثلث ثرواتها تقريباً . لا يملكون مشروع أو توجه ولا حتى مشروع دفاع مشترك على الأقل !!



بالفعل هذه هي الحقيقة المؤلمة والجارحة .. الحقيقة التي لا هروب منها فما بالنا أصبحنا ألعوبة بيد الجميع .. الفرس لهم مشروع واليهود لهم مشروع ولا ننسى الصليبيين وربيبتهم الكبرى ومشروعها المعروف للهيمنة على العالم .. أما نحن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فما نحن إلا غثاء كغثاء السيل أو كما قال عليه الصلاة والسلام ..

والله المستعان

كلسينا
09-22-2006, 07:58 PM
شو رأيك أنت ؟
ننطلق من الحب في الله أجدى أو من الكره في الله كما يطرح البعض هذه الأيام وبكثرة ؟