تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقالات مختارة بخصوص تصريحات كلب الروم بنديكيت



FreeMuslim
09-17-2006, 10:25 AM
شريط البابا المسلح
16-9-2006
د. أكرم حجازي/ كاتب وأستاذ جامعي
[email protected]
http://www.alasr.ws/images/asr-spacer.gif
ولكن لماذا يشن رجل دين يوصف بالحبر الأعظم ورمز المسيحية ويمثل أزيد من مليار كاثوليكي هجوما شرسا على الإسلام وعلى نبيه، ألأنه الدين الحق الذي ينافس الأديان الشريرة ويفضح الأكاذيب والتزوير والتزييف الذي يعيش عليه بسطاء الناس، أم لأنه الدين الذي يغزو أوروبا والولايات المتحدة بعد هجمات سبتمبر تحديدا، وهو ما يجب وقفه والتصدي له من قبل الغرب

http://www.alasr.ws/myfiles/news/aaaacon.jpg



لفت انتباهي حقا رد الإدارة الأمريكية وبعض القوى الأوروبية على شريط عزام الأمريكي الذي بثته القاعدة بعنوان: "دعوة للإسلام" في الثاني من شهر أيلول/سبتمبر الجاري، ودعت فيه الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة للدخول في الإسلام والكف عن الضلال والتضليل والتجهيل المتعمد للعامة من قبل المفكرين والسياسيين واللاهوتيين الغربيين.

إلا أن الولايات المتحدة التي تجاهلت بالكامل وعن سبق إصرار القضايا الأمنية والسياسية التي تضمنها الشريط، والأرجح أنها فشلت في ذلك، لم تستطع الرد على المناظرة العقلية بين الإسلام والمسيحية والتي وردت في الشريط، خاصة وأنها وركزت على رؤية الغرب للإسلام وفندتها كموضوعات: الجهل للإسلام؛ وحقيقة الدعوة للإسلام؛ ورؤية أهل الكتاب للنجاة؛ وطريق الجنة؛ والديمقراطية؛ وعقائد المسيحية؛ والساعة ونهاية الدنيا؛ وحين يجب الإسلام ما قبله، فضلا عن دعوات خاصة لشخصيات غربية مناصرة للمسلمين وأخرى خاصة للجنود الأمريكيين الصائلين في بلاد المسلمين.

وكل ما استطاعت فعله أنها انتقدت الدعوة إلى الإسلام، وتعمدت الغش لما صرحت بأن الشريط تحت الدراسة، فإذا بنا نفاجأ بالرد الوحشي لبينيديكت على مضمون الشريط وجوهره بعد عشرة أيام بالضبط من ظهوره.

فبلسان مؤسسة "دويتشه فيله": صوت ألمانيا المرئي والمسموع والمقروء إلى العالم الخارجي، كما تقدم نفسها، نقتبس بعض تصريحات بينديكت على هامش زيارته لألمانيا، وردت في المحاضرة الرئيسية التي ألقاها في جامعة ريغينسبورغ في مقاطعة بافاريا، والتي كان يدرّس فيها علم اللاهوت بين عامي 1969 و1977:

• دعا البابا بنديكت المسلمين أول أمس الأربعاء إلى الدخول في حوار للحضارات، الذي يقوم على اعتبار الحرب المقدسة أو "الجهاد" الإسلامي مفهوما غير مقبول يخالف "الطبيعة الإلهية".

• قال البابا: إن المسيحية "ترتبط بصورة وثيقة بالعقل"، وهو الرأي الذي يتباين مع أولئك الذين يعتقدون "بنشر دينهم عن طريق السيف"، في إشارة إلى الإسلام.

• كما أن البابا اقتبس في محاضرته قولاً على لسان إمبراطور بيزنطي في القرن الرابع عشر في حوار مع "مثقف فارسي" حول الإسلام. ونقل البابا قول الإمبراطور في أن: "النبي محمد جلب أشياء شريرة للإنسانية مثل أمره بنشر دينه بالسيف". وكرر اقتباساته عدة مرات في مواضع أخرى من محاضرته، كقوله: "إن نشر الدين عن طريق العنف غير منطقي، وأن العمل بشكل غير عقلاني يعتبر ضد طبيعة الخالق". إلا أنه لم يتناول رد عالم الدين الفارسي على كلام الإمبراطور. كما لم يتناول إدانة كثير من رجال الدين المسلمين للتشدد الإسلامي على أساس إنه انحراف عن الدين".

بطبيعة الحال، أثارت التصريحات البابوية الفريدة من نوعها العالم الإسلامي بمختلف مذاهبه وطوائفه وفرقه الدينية ومفكريه وكتابه وفقهائه وعلمائه احتجاجا على بشاعة التصريحات وعدائيتها الشديدة. وبلغت الردود المفندة لها مبلغا عميقا، واستقر الرأي على دعوة المؤسسة الكنيسية الكاثوليكية والبابا إلى الاعتذار الفوري للإسلام والمسلمين والتبرؤ من هذه التصريحات المخالفة للحقيقة والتاريخ. وركن البعض إلى التهديد والوعيد والتحذير من مغبة تكرار سيناريو الرسوم الدنماركية في صحيفة اليولاند بوسطن، إن لم يقدم الفاتيكان اعتذارا صريحا.

ولا نشك البتة في وجاهة الردود وصحتها بقطع النظر عن أصحابها وتوجهاتهم أو انتماءاتهم أو نواياهم، غير أننا أصبحنا نتعرض لهجمات مماثلة ضد الإسلام والمسلمين عامة، وبتنا نصم آذاننا ونتعامى ونتجاهل، ونحذر من الغلو والتطرف، ولا نسمع ردا حازما ولو مرة واحدة دفاعا عن إسلامنا ومسلمينا ونبينا وخير الخلق أجمعين، بل إننا نسمع الكثير من أصحاب النوايا الحسنة ممن يتداعون لإطلاق دعوات التعقل والحكمة واحترام القانون والتسامح الذي ولد في بيئة غربية دموية، استوجب ظهوره، وليس في بيئة إسلامية.

لقد سبق ونادى الكثير من زعماء الغرب، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، بحرب صليبية جهارا نهارا، ولو كانت دعوته زلة لسان لما كررها زعماء آخرون آخرون مثل بيرلسكوني وتاتشر وغيرهم، مدججين بمئات المفكرين، أمثال دانيال بايبس وفوكوياما وبرنارد لويس وهنتنجتون وأشباههم، وأهانت صحيفة اليولاند بوسطن الرسول الأكرم في رسوماتها الساخرة والمليئة حقدا وبغضا، ولاقت الدنمارك تعاطفا وتضامنا رسميا وشعبيا في كافة أنحاء أوروبا ولم تتنازل حتى عن مجرد اعتذار، بل إن صحفا أخرى تداولت صفحاتها الرسوم.

ثم التقط بوش ثانية عبارة فوكوياما عن الأصولية الإسلامية الفاشية، فقدم عبارته الشهيرة ليتحدث عن "فاشية إسلامية"، وها هو بينيديكت السادس عشر يتحدث عن الجهاد كحد بين الإسلام والمسيحية، وعن لا عقلانية الإسلام وعن رسول شرير لم يأت بجديد للإنسانية إلا الشر، وعن إسلام لا يتفق مع العقل كما هو حال المسيحية.

نحن المسلمين نعرف بينيديكت جيدا، ونعرف تزمته وتعصبه للمسيحية وشراهته في التبشير بالنصرانية وحبه لليهود وحتى عنصريته تجاه أتباعه من العالم الثالث والرابع والخامس، وهو يعرف أن ما قاله لا يمت لأية حقيقة بصلة، ويعرف عن الإسلام ربما أكثر من أي شخص آخر في الغرب، ويعرف أيضا أنه ما من حقبة في الزمن أظلمت فيها أوروبا إلا وأضاءها الإسلام، ويعرف بينيديكت أننا نعرف عنه الكثير، وأنه بابا شرير حتى قبل أن يقع انتخابه.

ويعرف أننا نقول الحقيقة، ويعرف أكثر من غيره هو وأسلافه من الذي أنشأ محاكم التفتيش في إسبانيا، ويعرف جرائم الكنيسة وتغذيتها للتطهير العرقي والعرقي والديني في قبرص ومالطا والبلقان، ومن الذي أشعل الحروب في أوروبا؟ ومن الذي منع وحدة بلدانها؟ ومن الذي اضطهد سكانها؟ ويعرف من الذي شن الحروب الصليبية؟ وغذى القتل على مدار عشرات السنين؟ ومن الذي أصدر صكوك الغفران لسلب ونهب البسطاء من الناس بحجة التطهر وبديلا عن المشاركة في الحروب؟ وليقل للعالم المسيحي الذي يمثله من أين تأتي ثروة الفاتيكان، التي لا توازيها ثروة في العالم أجمع؟

ولكننا لا نعرف على وجه الحقيقة من منا يرغب في إدانته ويصر على مطالبته بالاعتذار، ومن لا يرغب في تصعيد الموقف مع الغرب أو التسبب له بالحرج، مع أن جريمته أبشع من جريمة اليولاند بوسطن.

ليس الهجوم على الإسلام والمسلمين وليد اليوم، فهو عدوان قديم، ولكنه بات ثابتا وجنونيا وعنصريا منذ مائتي عام، وتحديدا منذ مؤتمر الأمم الأوروبية الأول 1815، والذي نصّب من الإسلام والمسلمين أعداءه الأزليين. ونحن نتحدث عن التسامح وحوار الأديان تارة وحوار الحضارات تارة أخرى، فعلام نتحاور إذا كنا لاعقلانيين، أو إرهابيين، أو شريرين، بدءا برسولنا الذي جاء بدين مخالف لما يسميه بينيديكت بـ"الطبيعة الإلهية" وإلى اليوم؟ وهل التاريخ الدموي للكنيسة في أوروبا من العقلانية أو الأخلاق؟ وهل ظواهر النازية والفاشية ومحاكم التفتيش وتجويع الشعوب والاستعمار والقتل الجماعي والقصف الذري للمدن وشهوة القتل، والدعوات المتكررة لها في التوراة والأناجيل المزورة، التي تمجد وتحث على قتل الشيوخ والنساء والأطفال وإبادة الحرث والزرع والنسل، والإفتاء بعدم وجود أبرياء في الحروب من "الطبيعة الإلهية"؟ ثم أية طبيعة إلهية يتحدث عنها هذا؟

كنت قبل بضعة سنوات قد قدمت بحثا عن حوار الحضارات في جامعة عربية، واستعنت بإحصائية أوردها الباحث مجدي أحمد حسين في دراسة له قال فيها: "عندما تأسست دولة المدينة خاض المسلمون في عشر سنوات خمسين مواجهة عسكرية، لم يتجاوز عدد ضحاياها بأجمعها 9 رجل في المعسكرين, في حين هلك 3% من السكان في وسط أوروبا بسبب الحروب الدينية بين الكاثوليك والبروتستانت، والتي عرفت بحرب الثلاثين سنة (1618-1648).

وعندما غزا الأوروبيون المشرق العربي في إطار الحروب الصليبية قتلوا في القدس وحدها نحو 70 ألفا من سكانها. أما عن سياسة الاستئصال حتى لمسلمي أوروبا الذين أسلموا طواعية فحدث ولا حرج، فقد حدث هذا بنسبة 100% في الأندلس وفي مناطق كثيرة بشرق أوروبا، وفي بلغاريا بنسبة 50% من السكان ما بين القرن19 وإحصاء 1982، حيث أصبحوا يمثلون 17% من السكان! وفي اليونان كان عدد المسلمين نحو 50% من السكان حتى عام 1832، أما الآن فهم يمثلون 3% فقط، وفى جزيرة كريت كان المسلمون يشكلون الأغلبية الساحقة من سكانها حتى منتصف القرن19، وظلوا موجودين حتى عام 1913, أما الآن فلا وجود لأي مسلم في الجزيرة في وقتنا الحاضر!؟" .

ولكن لماذا يشن رجل دين يوصف بالحبر الأعظم ورمز المسيحية ويمثل أزيد من مليار كاثوليكي هجوما شرسا على الإسلام وعلى نبيه، أ لأنه الدين الحق الذي ينافس الأديان الشريرة ويفضح الأكاذيب والتزوير والتزييف الذي يعيش عليه بسطاء الناس، أم لأنه الدين الذي يغزو أوروبا والولايات المتحدة بعد هجمات سبتمبر تحديدا، وهو ما يجب وقفه والتصدي له من قبل الغرب، أم لأنه الدين الذي يستعصي على الاحتواء أو التنصير كما يتمنون، أم لأن الغرب الذي يأبى الاعتراف بعدائه السافر للإسلام، وهذه هي الحقيقة الآن، نراه يفقد عقلانيته ويكشر عن أنيابه، ويستحضر حقده الدفين مشهرا عداء صريحا ضد الرسول الكريم تارة وضد الإسلام والمسلمين تارة أخرى، وضد ما يسميه بالفاشية الإسلامية حينا، وبصدام الحضارات حينا آخر، وها هو يتحدث من أعلى المنابر والرموز الدينية، بلا ذرة عقل أو حكمة، عن نبي شرير ودين همجي لا عقل فيه؟
نحن نعرف أن المسيح عليه السلام ليس كذلك، وليس بينيديكت بأحق منا، نحن المسلمين، بالمسيح، ولكن على ما يبدو أننا نشاهد شريط البابا المسلح؟

FreeMuslim
09-17-2006, 10:27 AM
تصريحات البابا
16-9-2006
http://www.alasr.ws/images/asr-spacer.gif
بالمقابل أعتقد أن ردود الفعل الإسلامية ينبغي أن لا تستدرج إلى مساحات العنف والخطاب غير العقلاني، لأن الاعتدال والعقلانية في الموقف الإسلامي تكون أكثر بلاغا وإفحاما لرعونة رأس الكنيسة الكاثوليكية، خاصة وأن موقف البابا مثل إساءة، بل فضيحة للكنيسة الكاثوليكية أكثر منه إساءة للإسلام

بقلم جمال سلطان
http://www.alasr.ws/myfiles/news/aaanened.jpg



التصريحات المثيرة التي أدلى بها بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر قبل أيام في محاضرته التي ألقاها بجامعة رتيسبون الألمانية، والتي تعرض فيها بالإهانة للعقيدة الإسلامية وللنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، بصورة غير مسبوقة من رمز ديني كبير، بقدر ما تكشف عن غياب للحكمة واللياقة، بقدر ما تكشف عن أزمة كبيرة في الكنيسة الكاثوليكية، هناك انهيار في القناعات الدينية لدى الأجيال الجديدة في الغرب، وفي أوربا تحديدا، وهناك شكاوى من انصراف الناس عن الكنيسة وعن المسيحية إلى عقائد أخرى وخاصة إلى الإسلام.

كما أن التقارير المنشورة تفيد بأن عدد الداخلين في الإسلام في الغرب في تزايد مستمر، بل إنه زاد بعد أحداث سبتمبر الأمريكية رغم أن المظنون كان العكس، وذلك أن الأحداث حركت الفضول الغربي نحو معرفة الإسلام الذي أثار كل هذا الضجيج والجدل، والقاعدة المضطردة على مدار التاريخ أن كل اقتراب من دراسة الإسلام بروح منفتحة ينتهي بصاحبه إلى شهادة التوحيد، وأعتقد أن هذه الحقائق كلها كانت حاضرة أمام بابا الفاتيكان وهو ينحرف بكلامه فجأة بدون أي داع أو معنى نحو هجاء الإسلام ونبي الإسلام.

أيضا هناك بعد شخصي في المسألة يتعلق بشخصية بنديكت نفسه، لأنه يحمل حساسية خاصة ـ ولا أريد أن أقول كراهية ـ تجاه الإسلام والمسلمين تجلت في العديد من مواقفه السابقة حتى قبل توليه منصب البابوية، فهو صاحب الموقف المتطرف الشهير الرافض لدخول تركيا إلى الاتحاد الأوربي، حيث اعتبرها لا تتجانس مع "أوربا المسيحية" في إشارة إلى الديانة الإسلامية في تركيا، كذلك حشر نفسه مرارا في التعليق على الفكر الإسلامي وتسييس الإسلام بدون أي معنى، إضافة إلى تصريحاته الأخرى التي يعلن فيها عن تحالف الكنيسة الكاثوليكية مع الإدارة الأمريكية الحالية، وهي المعروف عنها ميولها الأصولية المسيحية المتطرفة، كذلك علاقاته الوثيقة مع الحركات اليهودية وحرصه الكبير على التودد لكل ما هو يهودي، ديانة أو تاريخا أو ثقافة أو موقفا سياسيا.

واللافت للنظر أن البابا عندما أراد تجريح دين الإسلام لجأ إلى قراءة سطور من كتاب قديم، بما يعني أن "أجواء التاريخ" بكل ثقله وصراعاته وسوداويته حاضرة في مشاعر البابا، وهذا مؤشر خطير يطرح أكثر من علامة استفهام حول فكرة الحوار بين الأديان التي يقودها الفاتيكان ويسهم فيها علماء مسلمون، أيضا يستدعي ذلك التأمل في مسألة التستر بانتقاد الحركات المتشددة للطعن في الإسلام، فالبابا كشف عن أن الكراهية متوجهة للإسلام ذاته، بغض النظر عن المتطرفين فيه أو المعتدلين.

بالمقابل أعتقد أن ردود الفعل الإسلامية ينبغي أن لا تستدرج إلى مساحات العنف والخطاب غير العقلاني، لأن الاعتدال والعقلانية في الموقف الإسلامي تكون أكثر بلاغا وإفحاما لرعونة رأس الكنيسة الكاثوليكية، خاصة وأن موقف البابا مثل إساءة، بل فضيحة للكنيسة الكاثوليكية أكثر منه إساءة للإسلام، كذلك أتمنى أن تمتنع الحركات الإسلامية عن رد الفعل العنيف أو لغة التهديدات، لأن هذا لا يليق في مثل هذه المواقف، كما أنه سوف يسيء حتما إلى الموقف الإسلامي لو حدث.

لقد ارتكب بابا الفاتيكان حماقة حقيقية، ولكن دعوا أصحاب القلم والعلم والرأي يجيبونه، وإن كان هذا بطبيعة الحال لا يحجر على الموقف الشعبي الإسلامي من أن يعبر عن غضبه بالتظاهر السلمي، فهذا حق مشروع، وفي المحصلة فإن القرآن الكريم يوجهنا بتوجيهه النبيل الكريم "خذ العفو، وأمر بالعرف، وأعرض عن الجاهلين".

بالاتفاق مع "المصريون"
http://www.alasr.ws/images/gototop.gif (http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&ContentId=8219#top)


1 تعليق حتى الآن ( <A href="http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&ContentId=8219#add">اضف تعليقك على المادّة فوراً )
http://www.alasr.ws/myfiles/images/comment_icon.gif (http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&ContentId=8219#2) ما الذي دفع البابا إلى ذلك ؟؟؟؟؟؟ | فائز العراقي يقول...
الحمد لله رب العالكمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه الميامين وبعد:
في بداية هذه الكلمة البسيطة أقول : الحمد لله الذي جعل رأس الكفر هذا يسب الإسلام والمسلمين ، فإنه ولله الحمد بيّن حقيقة النصرانية المسلحة المبطنة بالحوار ، وفتح عيون المسلمين إلى ما يبطنه هذا ( النصراني ) للإسلام .... ولكن هناك سؤال يطرح نفسه :
ما الذي دفعه إلى القيام بهذا الأمر ؟؟؟؟
للجواب على مثل هذا السؤال يجب أن أتطرق إلى عدة محاور :
1. إن (بابا النصارى ) لم يجرؤ على مثل هذا التصريح إلا بعد أن رأى المجال أمامه مفتوحاً من عدة ابواب ، فمثلاً بوابة الحكام العملاء الذين تعاقدوا (مع الفاتيكان فيما يبدو ) على قمع الحركات افسلامية في كل مكان ولا أريد ضرب امثلة من اي بلد ولكن اقول مثالاً واحداً شاملاً ( الوطن العربي المغترب ) ، فلقد كان الحكام الملتصقون بكراسي الحكم سيفاً مسلطاً على الحركات الإسلامية حتى أن فلسطين تم تحويلها من قضية (مسرى النبي صلى الله عليه وسلم ) إلى ( قضية العرب ) أي تم تحويلها من معتقد اسلامي إلى نظرة قومية فلا دخل للمسلم الأفغاني أو الباكستاني أو الماليزي في القضية الفلسطينية لإنها قضية عربية !!!!!!! وياللعجب ... إن (بابا النصارى ) علم مسبقاً أن سيوف الأنظممة ( الاستسلامية ) مسلطة على المسلمين أكثر من سيوف الغرب الكافر نفسه ، فلماذا لا يقتنص هذه الفرصة ليظهر حقيقته على الوقاع ؟
2. دعاة .... وهذا هو الطريق الثاني الذي سمح لبابا النصارى أن يستغله ... دعاة أمثال عمرو خالد ويوسف القرضاوي وأحمد بدر حسون ... الذين يدعون إلى حوار بين الأديان ... يضرب المسلمون في كل بقاع الأرض وهؤلاء المتسولون يبحثون عن ( حوار ) إعلامي ويتناسون دماء المسلمين المراقة من قبل أحداث 11أيلول المباركة إلى يومنا هذا .. لقد كان هؤلاء المتسولون هم السبب الرئيسي لمثل هذه التصريحات وأذكر مثلاً دعاء القرضاوي عندما توفي (يوحنا بولس الثاني ) في برنامج الشريعة والحياة على قناة الجزيرة حينما قال : (( اللهم اجعل أعماله في ميزان حسناته واخلف إخواننا المسيحين من هو خير منه .....) وها هي بركة دعهاء القرضاوي تنسحب على العالم الإسلامي ولا أدري كيف يتناسى قوله تعالى ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ) ..... وبالأمس كان عمرو خالد (المودرن ) يتحدث من لندن حخول قضية إساءة (بابا النصارى ) للإسلام وعلى قناة الجزيرة أيضاً ... فقد قال إن الاعتذار غير كافٍ .. ولكن عاد ليقصر المسألة كلها على المسألةالأكاديمية لبابا النصارى وحول اقتباسه من كتاب يشير إلى الفترة البزنطينية .. فيالغرحتهم بمثل هؤلاء المتسولين ....والغريب بل والذي يثير التسأول ، لماذا جاءت هذه التصريحات في فترة الذكرى السنوية من نشر اتلرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟ هي ليست إلا إشارة للنصارى في الغرب أن أسيئوا إلى الإسلام والفاتيكان من ورائكم ......

FreeMuslim
09-17-2006, 10:31 AM
عدوى محاربة الإسلام تنتقل إلى البابا: من يقطع عنا لسان الراهب الكاثوليكي؟
16-9-2006


بقلم مصطفى فرحات


لم يعد التهجم على الإسلام يتم بطرق ملتوية وأساليب ماكرة تُخفي من الشر والحقد أكثر مما تُظهر، لأنها أضحت اليوم تتم بطرق سافرة مكشوفة، رضيها من رضيها، وسخطها من سخطها، فهي تذاع اليوم عبر الأثير وتتخاطفها الجرائد بدعوى السبق والإثارة الإعلامية واحترام حرية الصحافة والرأي الآخر.

ونجوم هذا الوباء الجديد الذي نُسميه "طاعون سبّ الإسلام" تتمايز ثقافاتهم وأجناسهم ووظائفهم، وتتفق غاياتهم وعواقب أفعالهم، فهم على رأي كاهن الحي: "ما بين كاتب مشهور وآخر مغمور، وفنانة ساقطة وأخرى لكل عيب لاقطة، ونجم كرة أفلت أيامه، وتناقصت في حسابات المصارف أرقامه، ورسام أربكته الأقراص المهلوسة، وأحاطت به النفوس الموسوسة، وحاكم اغتر بالسطوة، واستعبد الناس بالقوة، وأخيرا، وليس آخرا، راهب اعتزل العبادة، ونبذ الزهادة، واتصل مع الله بحبل مقطوع، واغترّ بتأليه يسوع، فلم يجد أمامه بدا سوى الغض من دين الإسلام، بعدما ألقى أجداده دهورا إليه الأزمة والخطام، ودفعوا الجزية وهم صاغرون".

في الحقيقة، لا يمكن أن يُكتب موضوع يتسم بالجدية دون الجنوح إلى السخرية حول انتقاد بابا الكنسية الكاثوليكية جوزيف راتزينغر، الملقب بينيدكت السادس عشر، للإسلام واتهامه بأنه دين عنيف، وأن إله المسلمين ـ كما يقول ـ لا علاقة له بالعقل. لأنه وبكل بساطة، الكاثوليك، وخاصة كبيرهم وكاهنهم الأكبر، هم أبعد الناس عن المنطق عندما يدعون إلى دين لا يفهم كبراؤهم معنى عقيدة التثليث وانفصال الأقانيم وتوحدها فيه، وامتزاج اللاهوت بالناسوت في طبيعة يسوع المسيح عليه السلام.

وأذكر أنني ناظرت أحد المنصرين الطاعنين في الإسلام، قبل سنوات، فلما حاججته وألجأته إلى ضيق من أمره، تبرّم وقال لي بأن الإيمان لا يخضع للمنطق، ولا يمكن أن يُستدلّ له! فقلت له مستغربا: وكيف تطالب الناس باعتناق دين لا يمكنك التدليل على صحته! وكان آخر العهد به.

اعتاد المسلمون على التحرك بردود الأفعال، وهم في حياة الخمول التي يعيشها كثيرون منهم، يتصيّدون الفرص التي تمكّنهم من صب جام غضبهم على كل شيء.. وتدفعهم من ثمّ إلى ممارسة العنف المضاد غير المدروس تجاه عنف مدروس يريد أن يُثبت مرة أخرى أن المسلمين هم مصدر الإرهاب والعنف في العالم.. لأنهم يمارسون العنف في دعوتهم إلى دينهم كما يمارسون العنف للدفاع عنه، وهكذا.

وينساق كثيرون أيضا لتبرير كل تهمة تُلصق بالإسلام، ولو اقتضى الأمر إخفاء أجزاء من معالمه اللامعة المشرقة، بدعوى أن المدنية الحديثة ترى من أمداحنا له ذما يُركّب على ذمّ أنشأوه. فعندما يقولون إن الإسلام دين العنف نسارع لنفي ذلك إلى درجة تجعل بعضنا يود لو أنه لم ترد كلمة جهاد لفظا ولا معنى في هذا الدين. وعندما يقولون إن الإسلام دين الجهل، نُسارع إليهم ونسرد عليهم صفحات طوالا من كتاب زيغريد هونكه (شمس العرب تسطع على الغرب)، مرفقة بقائمة طويلة لأسماء من وزن ابن رشد وابن سينا والفارابي والرازي، وكأننا نذكّرهم، هم الذين لا ينسون التاريخ الذي تناسيناه، بأن أولئك الأعلام وغيرهم كانوا المطية التي نقلت نور المعرفة الذي أنار ظلام الغرب الذي زاده طغيان ملوكه ونفاق رهبانه حلكة على ظلمة.

لهذه الأسباب لا يصلح استعمال أسلوب "الردّ المفصل على الاتهام المجمل"، الذي يطلقه الغرب تجاهنا. فنحن وهم على طرفي نقيض في مرحلة الصراع. ونحن نرى كيف يتحاشون ذكر اليهود بالتلميح بَلْهَ التصريح، لأنهم تطاولوا حتى على دينهم وبرؤوا اليهود من دم المسيح الذي ترتكز عقيدتهم على أنه ضحى بنفسه ليُخلّص العالم!

ونعود فنذكّر أن التحرك بردود الأفعال لم، ولن، يكون سليما أو صحيحا، لأنه سيجعلنا كالمجانين، نتسابق إلى إخماد نيران يوقدونها هنا وهناك، مع أن الواجب يُحتّم علينا أن نُواجه من يُشعلها لا أن نحمل عبء رجال المطافئ.

الغرب اليوم اتحدت كلمته على مناوءة الإسلام ومحاربته، لأن الإسلام هو المشروع الوحيد الذي يعيق إحكام النظام العالمي الجديد قبضته على العالم، رغم إمكانياته الكبيرة، لأن أناسا مؤمنين يحملون حضارة متجذّرة تواجه الطغيان العالمي وتصلح خلله وتعيد إليه توازنه، وإن تصرّف بعضهم بعنف زائد، وإن سطّح بعضهم حقيقة الصراع العالمي، وإن انحرف بعضهم عن المفهوم الحقيقي للإسلام.

لم يمت عشرات الملايين من الناس في حربين كونيتين باسم الإسلام، ولم تُلق القنابل النووية على هيروشيما وناجازاكي باسم الإسلام، ولم تُلق آلاف الأطنان من القمح والغذاء في البحر حفاظا على الأسعار باسم الإسلام، ولم تُحتلّ دول العالم الثالث باسم الإسلام، وهي اليوم من العالم الثالث لأن ملوك العالم الأول حطموها بعدما استنزفوا خيراتها ونهبوا ثرواتها وجوّعوا شعوبها وحرموهم من حقهم في العلم والمعرفة.


فلنكفّ إذا عن أساليبنا الانهزامية.. وإلا، فليخبرنا بابا الكاثوليك كيف كان أحد الموالين لنظام هتلر الذي فعل ما فعل، وكيف قدّم مشروع الوحدة الأوروبية على أنها يجب أن تكون وحدة دينية بين الكاثوليك فقط، دون غيرهم، وهو المشروع الذي رفضه الاتحاد الأوروبي في حينه بناء على أن أصل الاتحاد هو الدول وليس الدين، وكيف تحول اليوم إلى مسوّق للنظريات الأمريكية في أوروبا، حتى عدّته تقارير إستراتيجية على أنه رجل التقارب الأمريكي اليهودي الأوروبي، ربما استعدادا لمعركة "هرمجدون"!

FreeMuslim
09-17-2006, 10:35 AM
هل يقود بابا الفاتيكان الحرب الصليبية الجديدة؟




عصـــام زيـــدان


مفكرة الإسلام: التصريحات التي أدلى بها بابا الفاتيكان جوزف راتسينجر المسمى 'بينيدكت السادس عشر' في محاضرته التي ألقاها بجامعة رتيسبون الألمانية التي كان يعمل بها منذ عام 1969 , وأساء فيها إلى الديانة الإسلامية والنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم, في حقيقتها ليست مفاجئة أو مدهشة لا من حيث الشخصية التي صدرت عنها, ولا توقيتها, ولا حتى في السياق التاريخي الذي جاءت فيه.

فمن الناحية الأولى نجد أن بابا الفاتيكان له تاريخ معهود مشهود من التشدد والتعصب ضد الإسلام والمسلمين, فقد سخر قبل توليه منصب البابوية من فكرة انضمام تركيا لأوروبا المسيحية, وقال'عبر التاريخ كانت تركيا دائما تمثل قارة مختلفة دائمة التباين مع أوروبا المسيحية, ومن الخطأ محاولة جعلهما متطابقتين'.
وفي نوفمبر 2004 انتقد بينيدكت المسلمين لتسييسهم الإسلام، وشدد على أن على المسلمين تعلم الكثير من المسيحية بقوله 'يجب على المسلمين أن يتعلموا من الثقافة المسيحية أهمية الحرية الدنية والفصل بين الكنيسة والدولة'.

وعلى جانب آخر, نجده شديد القرب من اليهود حتى أنه لم يتم تنصيب خامات يهود في ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية حتى تولى هو منصب البابوية, كما حرص بعد توليه منصبه البابوي على زيارة معسكر النازي لأداء الصلاة على 'الضحايا'.
وتوقيتها أيضا لم يكن مفاجئا بالمرة, فهي جاءت في أوج الحملة التي تشنها الولايات المتحدة والغرب عامة على تنظيم القاعدة في الذكرى الخامسة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر, وهي المناسبة التي وجد فيها زعماء الغرب فرصة مواتية لوصم المسلمين بالإرهاب والعنف, ليأتي بابا الفاتيكان ليكمل الحلقة المرسومة بوصم الإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلك بتلك البذاءات التي خرجت من فيه.

أما عن السياق التاريخي فهو مشاهد ومعروف لمن كان له قلب يعي به مجريات الأمور, حتى من غير كبير جهد وإمعان نظر وتفكير, فقد تحالفت قوى الغرب المسيحي على العالم الإسلامي, بل وعلى مسلميها أيضا وراحت تدمغ الجميع بالإرهاب والعنف وعدم الحداثة وما إلى غير ذلك من الأوصاف التي يحويها قاموس الظلامية الذي صكه الغرب مرادفا بما بين دفتيه للإسلام والمسلمين..

نمو النزعة المسيحية التصادمية
تصريحات بينيدكت إذن ليست بدعة من الغرب محدثة تحتاج إلي فغر الفاه دهشة وزيغ البصر تعجبا, فالغرب نضحت ألسنتهم بما تضمره قلوبهم تجاه الإسلام والمسلمين على اختلاف ألوانهم وأجناسهم, وراحوا يبحثون مجددا عن هويتهم المسيحية المتعصبة التي ما وجدوا من سبيل للرجوع إليها والوصول لها إلا التعرض للإسلام وأتباعه.
ونمو النزعة المسيحية المتعصبة، هذه ليست وليدة اليوم في حقيقة الحال, ولم تقتصر على رجال الكنيسة بل تعدت إلى رجال السياسية والحكم في الغرض عامة.

فعلى مستوى رجالات الكنيسة, سبق وطرحه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عندما صرح في إحدى مواعظه بأن 'أوروبا بدأت تعي وحدتها الروحية وتستند إلى القيم المسيحية'. وظهر ذاك الطرح مرة أخرى مع تولى بينيدكت منصب البابوية, حيث يولي موضوع 'الجذور المسيحية لأوروبا' اهتماما خاصا في أجندته.
ففي محاضرة ألقاها في 27 فبراير 2006، أثناء لقائه في الفاتيكان بمجموعة من الكهنة الأرثوذكس اليونان صرح بقوله: 'علينا أن نواجه التحديات التي تهدد الإيمان، وننشر السماد الروحاني الذي غذى لقرون أوروبا، بإعادة التأكيد على القيم المسيحية، ودعم السلام والتلاقي حتى في الظروف الأكثر صعوبة، وتعميق العناصر المستمدة من الإيمان والحياة الكنسية التي من شأنها أن تؤدي إلى غاية الاتحاد الكامل في الحقيقة والمحبة'.
وشدد على 'الجذور المسيحية' لأوروبا خلال 'صلاة التبشير' التي أقيمت في فالي دوستا شمال ايطاليا, وقال 'يبدو من الطبيعي التوقف عند ما قدمته المسيحية وما زالت تقدمه من مساهمات لبناء أوروبا'.

وصدر ذلك الطرح سياسيا أيضا من قبل قيادة حزب الإتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ في ألمانيا حيث أكدت, قبيل تولي أنجيلا ميركيل منصب المستشارية، على أن أولوية سياسته الخارجية ستركز على 'العلاقة الخاصة' مع الولايات المتحدة الأمريكية وتنشيط آليات التعاون مع الحليف الأطلسي الأكبر، بالإضافة إلى تحديد هوية وماهية الإتحاد الأوروبي التي تقوم على الجذور والإرث المسيحي لأوروبا.
كما كرر برنامج الحزب المسيحي المحافظ رفضه القاطع لانضمام تركيا للإتحاد الأوروبي وتقديمه عرضاً بديلا للحكومة التركية أطلق عليه اسم 'الشراكة المميزة', حيث ترفض ميركيل عضويتها الكاملة رفضا قاطعا, مشيرة إلا أن انضمامها إلى الإتحاد الأوروبي سيغير من 'هوية أوروبا القائمة على الإرث المسيحي'.
ومنذ وقت قريب انتهز الرئيس الأمريكي جورج بوش فرصة التعليق على ما أعلنته السلطات البريطانية، بشأن إحباط 'مؤامرة إرهابية' تستهدف تفجير طائرات ركاب في الجو، فذكر سامعيه بأن الولايات المتحدة في حالة حرب مستمرة مع 'فاشيين إسلاميين'.
ومن قبل كانت بالطبع 'زلاته' المعتادة عن 'الحرب الصليبية الجديدة' التي بشر بها من قبل الرئيس الأمريكي أيضا رونالد ريجان, وجورج بوش الأب.

وفي ايطاليا, حيث معقل الكاثوليكية ومقر البابوية, أطلق رئيس مجلس الشيوخ 'مارتشيللو بيرا' منذ أشهر قطارا أطلق عليه 'قطار الغرب السريع' تحت ذريعة الحفاظ على الهوية الغربية المسيحية التي يعتبرها مهددة من طرف الإسلام.
وحمل القطار الذي انطلق من العاصمة روما قافلة ضمت أكثر من 500 سياسي، فيما كُتب على بعض عربات القطار عبارة 'أصول مسيحية'.
وقال مارتشيللو عقب وصول القطار إلى بولونيا 'إن الإسلام يصبح خطرا على ثقافتنا في حال افتقادنا لهويتنا,[...], لمواجهة هذا الخطر على الغرب وأوروبا عدم الخضوع لفكرة مجتمع متعدد الجنسيات'.
واختتم حديثه أمام أكثر من 3 آلاف متظاهر، قائلاً: 'سننطلق بقطارنا إلى باريس، مدريد، إسطنبول، وسنتعدى بقافلتنا حتى نصل إلى المحيط الأطلسي.

الحرب الصليبية الجديدة
تلك التصريحات التي أدلى بها البابا أدلجت بصورة تكاد تكون نهائية الصراع ما بين الغرب المسيحي والعالم الإسلامي.. ونصبت من بابا الفاتيكان قائدا منظرا ومشرعا للحروب الصليبية التي تشنها الولايات المتحدة و' وتحالف الراغبين الدائمين'.
فصدورها من أعلى سلطة كنسية كاثوليكية واستشهاده بمقولات وحوارات تاريخية لا يدع مجالا لتأويلات خادعة من طبيعة تلك المخادعات التي روجت لتبرير تصريحات بوش, من كونها زلة لسان سياسي.. أو تلك المتعلقة بالإساءة التي صدرت من عدة صحف أوروبية قبل أشهر وانتهكت حرمة النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم, وهو ما عرف في حينه بقضية الرسوم المسيئة, بدعوي حرية الرأي والتعبير.
الأخطر في تلك التصريحات إذن ليس مضمونها الفارغ, وكشفها لحقد دفين وجهل فاضح عند القيادات الكنسية, ولكن في كونها أعطت مبررا كنسيا لتلك الحروب التي يشنها الغرب ضد العالم الإسلامي, إذ أن القضاء على 'الشر' الذي جاء به نبي الإسلام ـ كما تفوه بينيدكت ـ سيكون حتميا كي يعيش الغرب المسيحي في أمن وسلام من هذا الدين الذي امتطى سطوة السيف ليروض به الناس ويرغمهم على اعتناقه!!
الحادث إذن أننا أمام راع بقر أمريكي مصاب بلوثة الصهيومسيحية, دفعته دفعا لشن حروبه تحت مزاعم ومبررات شتى ضد العالم الإسلامي, ويقف من أمامه متعصب لا يرى في الإسلام إلا عنفا وشرا يقدم له المبررات الكنسية التي تسعر من لهيب الحرب وتشعل اتونها دوما وبلا انقطاع.

ماذا بعد تصريحات بابا الفاتيكان؟
في رأينا أن تلك التصريحات المقيتة الصادرة من بابا الفاتيكان يمكن أن تخلف ثلاثة آثار, ستلقى بظلال أكثر ضبابية على العلاقة بين الغرب المسيحي والعالم الإسلامي:

أولا: انتهاء ما يسمى بالحوار بين الأديان والحضارات
فحتى وقت قريب كان لأصحاب نظرية الحوار بين الحضارات وإمكانية التلاقي ما بين الأديان راية مرفوعة وحديث مسموع في بعض المجالس والمنتديات، لكن غالب الظن أن تصريحات بينيدكت ستقطع على هؤلاء الطريق وستقضى على تلك الدعاوى بالضربة القاضية لكونها صادرة من أعلى سلطة كنسية, وهي غير مبررة ولا يمكن ليّ مضمونها وما جاء فيها أو الاعتذار عنها بشيء من قبيل ما يعتذر به للسياسيين من قلة وعي واطلاع, أو الحرص على إرضاء شريحة يستميل أصواتها لعملية انتخابية, أو ما إلي ذلك.
وقد بدأت بالفعل إرهاصات هذه القطيعة, حيث طالب د. نصر فريد واصل، مفتي مصر الأسبق، 'أن تكون معاملتهم [الغرب] لنا بالمثل من حيث الحوار والتفاهم السلمي، فإن لم يفعلوا وأخذوا في إصدار التصريحات المستفزة ضد ديننا ورسولنا فيجب أن نتخذ مواقف حازمة، خاصة أن التصريحات هنا صادرة عن رأس الديانة المسيحية الكاثوليكية في العالم ما يعد تمهيدا لحرب صليبية جديدة يشارك فيه رجال الدين وليس القادة السياسيون فقط مثل الرئيس بوش الذي أعلن أكثر من مرة بأنه يقود حربا صليبية ضدنا ونحن لا نصدق أنها زلة لسان وإنما هي تعبير عما في قلبه'.
كما دعا د. محمد المسير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إلى إلغاء لجان حوار الأديان بين الأزهر والفاتيكان, مؤكدا أن هذا لا يعني مقاطعة البشرية وإنما 'علينا أن نحترم ونتحاور مع من يحترمنا ويريد الحوار الجاد المتكافئ معنا وليس المتاجرة بحوار الأديان وطعننا في ديننا وإهانة مقدساتنا ورسولنا'.

ثانيا: تزايد الهوة والقطيعة مع الجاليات المسلمة
فالجاليات المسلمة في الغرب لا يمكن أن تنبت عن دينها, وتقف مكتوفة الأيدي وهي ترى ذلك التعصب وهذا الحقد على دينها ومعتقداتها الراسخة, ومن ثم فإن قطيعة بل صراعات عنيفة قد تأخذ مداها في الدول الغربية على نحو ما رأينا في فرنسا منذ أشهر عدة إذا لم تجد تلك الجاليات من يحفظ لها هيبة دينها واحترام مقدساتها.
وما يمكن أن يغذي هذا المنحى من القطيعة والنفور أن الدول الغربية على اختلافها تشكل لها الجالية المسلمة هاجسا ديموغرافيا مقلقا القي بظلاله على عمليات عنف عنصرية طالت الجالية المسلمة في أكثر من دولة.
فقد ظلت أوروبا تعول طيلة عقود من الزمن على قوة جاذبيتها وقدرتها على صهر الوافدين الجدد في بوتقتها البراقة الخادعة, ولكن تجلت خيبة آمالها, حينما اكتشفت أن جهودها وتصوراتها ذهبت هباء منثورا، بعد ما اتضح لها أن المحرك الأساس لهؤلاء الوافدين هو هويتهم الدينية وثقافتهم المرجعية وليست الثقافة الوافدة التي حاولت أن تصبغهم وتطليهم بها.
وقد أشار 'أوليفيي روي' في كتابه 'الإسلام المعولم' إلي تلك الظاهرة بقوله: 'من بين 379 مليون نسمة يعيشون في أوروبا، هناك اثني عشر مليونا قادمون من دول ذات ثقافة إسلامية[...]، ولقد ظنت الدول الأوروبية طيلة عقود أن نماذج كل واحدة منها سوف تسمح لهذه الجاليات الجديدة أن تجد داخلها مكانا مراهِنة في ذلك على القوة الإدماجية لبعض الأقطار التي تنعم بالرفاهية وبنظام حياة جاذب؛ وذلك عن طريق السوق والمبادرة الفردية, أما اليوم فإن أغلب الدول الأوروبية أصبحت تعيد النظر في هذه النظرة التفاؤلية'.
وفي معرض تفسيره لتلك الظاهرة قال: 'إن الفجوة بين المجتمعات المعلمنة والجاليات التي يبقى الديني بالنسبة لها دليل سلطة وقوة أصبحت مصدر إشكال, فالمتدينون الملتزمون يعتبرون القرآن مصدر تشريع يتجاوز الهويات الوطنية'.

ثالثا: إعطاء المبرر والغطاء لعمليات عنف في الغرب
كثيرا ما يعول تنظيم القاعدة الذي يقوده أسامة بن لادن على البعد الديني الذي يدفع الغرب إلى احتلال ديار الإسلام وهتك عرض المسلمين ونهب ثرواتهم, وهم ما جعله مبررا لشن عمليات مماثلة حتى يرعوي الغرب ويقف عن طغيانه وجبروته المسلط على رقاب المسلمين.

والذي لاشك فيه أن تلك التصريحات المشينة الصادرة من رأس النصارى الكاثوليك سيعزز من مصداقية التنظيم, ويسهل له عملية تجنيد خلايا ملئها الغضب من إهانة دينها ومعتقداتها في الغرب لتتمكن فيما بعد من تنفيذ عمليتها.
ففي تسجيله الأخير خاطب الرجل الثاني في التنظيم د. أيمن الظواهري الغربيين بقوله: 'إن قادتكم يخفون عنكم حقيقة الكارثة, وإن الأيام حبلى وستلد أحداثًا جديدة بمشيئة الله وهدايته,[...], وإن أية هجمات تشن على غربيين ويهود في أي مكان هي هجمات عادلة، لأن 'السياسة الدولية تقوم على قمع المسلمين'.

إن المتأمل لمجريات الأحداث، يخرج بانطباع ملزم بأن الإسلام أصبح عدوا مشتركا، وصداعا مزمنا في قلب العالم الغربي الذي اختار الصراع طريقا, والحرب نهجا في تعامله مع الإسلام, مدفوعا بروح التعصب المسيحي.. والمسيح منه براء.

FreeMuslim
09-17-2006, 10:42 AM
عندما يكشف بابا الفاتكان عن 'عقليته الصليبية'!
14-9-2006

وبعد كل ذلك يخرج علينا بابا الفاتكان ليتهجم على خاتم الأنبياء والرسل صلى الله عليه وسلم, متجاهلا تاريخ قومه الأسود الذي تفوح منه رائحة الدم والقتل والمجازر..وإن الذي ينال من الأديان ورموزها هو شخص معتوه فاقد للقيم الأخلاقية. إن حملاتكم الاستفزازية لن تزيد المسلمين إلا استمساكا بالحق واعتصاما به.

بقلم طريف السيد عيسى




طالعتنا وسائل الإعلام مؤخرا حول ما نطق به بابا الفاتكان بينيد يكت السادس عشر خلال محاضرة له في ألمانيا، حيث نقل كلاما لأحد الكتاب النصارى، والذي جاء فيه: محمد لم يأت إلا بما هو سيء وغير إنساني.

ونحن نعلم أهداف البابا لنقله هذا الكلام، ولكن نطرح على البابا أسئلة ملحة، طرحت في الماضي ونطرحها اليوم: لماذا يزكي روح الفتنة بابا الفاتكان؟ ما هي أهداف البابا من نقله لهذا الكلام؟ أين مصداقية البابا في دعوته للحوار بين الأديان؟ هل البابا يؤكد من جديد حنينه للعقلية الصليبية؟

أسئلة كثيرة تحتاج إلى جواب صريح وواضح، لأنه لم يعد مقبولا دعوة علماء ومفكري المسلمين إلى حوار الأديان، بينما نجد علية القوم من النصارى كل يوم يردون علينا بالاستفزاز والنيل من عقيدتنا واستباحة أراضينا وتدميرها والاعتداء على أعراضنا، ثم يذهب كبيرهم الذي علمهم السحر إلى أحد مساجد المسلمين، ظنا منه أن ذلك كاف لتبرير سلوكه وتصريحاته الخطيرة.

لسنا ضد الحوار، ولكن لا يعني الحوار أن يتمادى بعض النصارى في غيهم وغطرستهم واستفزازهم لنا, وهم يعلمون أن هذا الاستفزاز ليس في مصلحتهم ولا في مصلحة المسلمين. مطلوب اليوم من علماء الأمة وقفة واضحة وشجاعة لتوضيح الأمور وفضح السياسات الصليبية القديمة والحديثة ودونما مواربة, وإلا فإن صمت العلماء يعتبر مريبا وغير مبرر وغير مفهوم.

إن هذه التصريحات وغيرها تؤكد أن كل مؤتمرات الحوار ذهبت أدراج الرياح, وعلى دعاة الحوار أن يعيدوا حساباتهم مرة أخرى، ويمعنوا النظر في تلك التصريحات التي تصدر عن بابا الفاتكان, مطلوب من علماء الأمة البيان والتوضيح وأن يؤدوا الأمانة والرسالة المنوطة بهم، فيحذروا الأمة من العقلية الصليبية الجديدة.

لا يعني كلامنا هذا أننا ندعو لقتال النصارى وشن الحرب عليهم, ولا يعني أيضا أننا نضع النصارى كلهم في سلة واحدة أبدا، فنحن نفرق بين المسالم الذي يحترم عقائد الآخرين وبين الاستفزازي الذي يعمل على إذكاء نار الحرب والفتنة، فهؤلاء لابد من الوقوف بوجههم، ونرد عليهم بنفس الأسلوب الذي يستخدمونه، فإن كان استفزازهم بالقلم فنرد عليهم بالقلم, وإن كان استفزازهم باللسان فنرد عليهم باللسان, وإذا كان استفزازهم بالسلاح والقتل فنرد عليهم بنفس الأسلوب أيضا، لأننا عندها نستخدم حقنا الطبيعي في الرد على هؤلاء.

ونحن المسلمين لدينا دستور واضح للتعامل مع الآخر النصرانيـ وهذا الدستور ذكره الله تعالى في القرآن الكريم, حيث قال الله تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم أن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم. ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون"، سورة الممتحنة – آية 8-9.

فالتعامل معهم، قائم على البر والقسط والإحسان، إلا إذا أعلنوا الحرب والعداء، فهنا أصبح لنا الحق الكامل بالمبادرة لقتال كل من أعلن الحرب علينا.

إنني في هذا الموضوع لن أتطرق إلى ما أمرتنا به الشريعة الإسلامية من حسن التعامل مع أهل الكتاب, فهذا متروك لمقام آخر, ولكنني بصدد الرد على كل هذه التصريحات الاستفزازية لنبين التاريخ الأسود والمخزي للصليبية التي استباحت بلادنا وعقيدتنا، لنفقأ عيون أولئك الذين يتهجمون على عقيدتنا، ونكشف للبشرية ماذا فعلوا بنا في الماضي، وماذا يفعلون بنا في الحاضر.

وسوف أستشهد بمؤرخيهم وكتابهم ودساتيرهم، التي لا يستطيعون نكرانها، وكي تكون شاهدا على إجرامهم وعقليتهم السوداوية عبر التاريخ.

1ـ منذ فترة صدرت دراسة لباحث نصراني مصري، وهو الدكتور نبيل لوقا بباوي تحت عنوان "انتشار الإسلام بحد السيف بين الحقيقة والافتراء", ومما جاء في الدراسة:

ـ يعتبر الإسلام دين سماوي, وخطأ بعض أفراده لا تمت إلى تعاليم الإسلام بصلة.

ـ في المسيحية تناقض رهيب بين تعاليمها الداعية إلى المحبة والتسامح والسلام وبين ما فعله بعض المسيحيين من قتل وسفك للدماء والاضطهاد والتعذيب بحق مسيحيين آخرين.

ـ هل ينسى المسيحيون ما قام به الكاثوليك في عهد الإمبراطور دقلديانوس، الذي تولى الحكم عام 248م, ففي عهده تم تعذيب الأرثوذكس في مصر، حيث ألقوا في النار وهم أحياء، كما تم رمي جثثهم للغربان لتأكلها, وإن عدد الذين قتلوا في عهده يقدر بحوالي مليون مسيحي, كما تم فرض الضرائب الباهظة عليهم, مما جعل الكنيسة القبطية في مصر تعتبر ذلك العهد عهد الشهداء وبه أرخوا التقويم القبطي تذكيرا بالتطرف المسيحي.

ـ في حين وجدنا من المسلمين التسامح وحرية العقيدة وحرية التحاكم لدستورنا المسيحي, مما يؤكد أن الإسلام لم ينتشر بالسيف كما يزعم البعض.

ـ ويتساءل لماذا يقوم بعض المسيحيين بتضخيم بعض الأخطاء التي ارتكبت بحق بعض المسيحيين من قبل بعض الأفراد المسلمين, بينما هؤلاء المسيحيون يغمضون أعينهم عن المذابح والجرائم والمجازر التي حدثت من جانب المسيحية.

ـ إنني أؤكد وبناء على دراستي للتاريخ، أننا لم نجد أرحم من المسلمين وهذه هي الحقيقة.

2ـ يقول المؤرخ المسيحي فيدهام: أين المسيحيون من مذبحة باريس بتاريخ 24-8-1572م، والتي قام بها الكاثوليك ضد البروتستانت، وذهب ضحيتها عشرات الألوف حتى امتلأت شوارع باريس بالدماء. هل ينسى المسيحيون أن محكمة الكنيسة عام 1052م هددت بطرد المسلمين من أشبيلية إذا لم يقبلوا بالديانة المسيحية، ومن خالف ذلك يقتل.

إن الحروب بين المسيحيين ملئت بالفظائع، لأن رجال اللاهوت كانوا يصبون الزيت على النار.

ارتكبت خلال القرن الثاني عشر والثالث عشر أفظع المجازر ضد الكثاريين والوالدنس، وهذه المجازر حصدت مئات الألوف من الرجال والنساء والأطفال.

وينقل عن المؤرخ وليم جايس أن العالم لم يعرف الاضطهاد الديني قبل ظهور الأديان الموحدة, لقد كانت المسيحية في الواقع أول مذهب ديني في العالم يدعو للتعصب وإفناء الخصوم.

هل ننسى محاكم التفتيش التي أنشأت عام 1481م، وخلال أعوام قتل أكثر من 340 ألف، وهناك ألوف تم حرقهم وهم أحياء.

وينقل عن بريفولت أن المؤرخين يقدرون عدد الذين قتلهم المسيحيون في أوربا خلال فترة قصيرة أكثر من 15 مليون إنسان.

3ـ يذكر حنا النقيوس في كتابه تاريخ مصر:

ـ في عهد الإمبراطور الروماني قسطنطين للفترة من 274م- 337م، تم تدمير المعابد النصرانية وأحرق المكتبات وسحل الفلاسفة وقتلهم وأحرقهم.

ـ قاد بطريرك الكنيسة المصرية تيو فيلوس 385م- 412م حملة اضطهاد ضد الوثنيين، فقضى على مدرسة الإسكندرية ودمر مكتبتها ومكتبات المعابد، كما تم قتل وسحل وحرق الفيلسوف وعالم الفلك والرياضيات اناتية, كما تم تحطيم كل محتويات المعابد.

4- وإلى الذين يتبجحون بأن الإسلام أنتشر بالسيف، فننقل لهم ما ذكره المؤرخ النصراني فيليب فارج والمؤرخ يوسف كرباج في كتاب "المسيحيون في التاريخ الإسلامي العربي والتركي" صفحة 25،46،47: كان عدد سكان النصارى واليهود في مصر إبان خلافة معاوية حوالي 2500000 نسمة, وبعد نصف قرن أسلم نصف هذا العدد في عهد هارون الرشيد بسبب عدالة وسماحة الإسلام.

5- أقوال المؤرخين والمستشرقين، ومنهم من رافق الحملات الصليبية:

- يقول المستشرق والمؤرخ السير توماس أرنولد في كتابه الدعوة إلى الإسلام: إنه من الحق أن نقول إن غير المسلمين قد نعموا بوجه الإجمال في ظل الحكم الإسلامي بدرجة من التسامح لا نجد لها معادلا في أوربا.

- يقول العالم النصراني كيتانين: إن انتشار الإسلام بين نصارى الشرق كان نتيجة الاستياء من السفسطة المذهبية الهيلينية, فتم تحويل تعاليم المسيح عليه السلام إلى عقيدة محفوفة بالشكوك والشبهات، مما أثار الشعور باليأس وزعزع أصول العقيدة حتى أصبحت خليطا من الغش والزيف وسادها الانقسام, فجاء الإسلام ببساطة ثقافته وعقيدته، فأزال كل الشكوك، وقدم مبادئه بكل بساطة، فترك قسم كبير النصرانية واعتنقوا الإسلام.

- يقول المؤرخ اللبناني الدكتور جورج قرم في كتابه تعدد الأديان ونظم الحكم: إن فترات التوتر والاضطهاد لغير المسلمين في الحضارة الإسلامية كانت قصيرة جدا وسببها عدة عوامل, وبالدقة كان الاضطهاد في عهد المتوكل الذي كان ميالا للتعصب وعلى عهد الحاكم بأمر الله, ولكن للإنصاف نقول إن الاضطهاد لم يخص النصارى بل شمل حتى المسلمين, وهناك عامل آخر، وهو الظلم الذي مارسه بعض النصارى الذين وصلوا غالى مناصب مهمة في الدولة الإسلامية, وعامل ثالث يرتبط بفترة التدخل الأجنبي في البلدان الإسلاميةـ حيث قام الأجنبي بإغراء الأقليات غير المسلمة، واستدراجها للتعاون معه ضد الأغلبية المسلمة، وتجلى ذلك من قبل القبط في مصر ونصارى سورية, ويؤكد كلام الدكتور جورج ما قاله كل من جب و بولياك.

- يذكر الجبرتي في عجائب الآثار في التراجم والأخبار: لقد استقوى نصارى الشام بالقائد التتري كتبغا، وانحازوا للغزاة ضد المسلمين وتحولوا إلى أداة إذلال واضطهاد للمسلمين, وأحضروا فرمانا من هولاكو ورشوا الخمر على المسلمين وصبوه في المساجد وخربوا المساجد والمآذن, ولم يتوقف الأمر أيام التتر، بل تجدد أيضا أيام حملة نابليون بونابرت، حيث أغوى النصارى فوقع في حبل الخيانة بعض أقباط مصر، فقام المعلم يعقوب حنا بتشكيل فيلق قبطي بزي الجيش الفرنسي من أجل محاربة مسلمي مصر، وحصلوا على موافقة من نابليون لإبادة المسلمين في مصر.

ـ وجاء في القوانين المجرية، والتي ذكرها لستيغا نودي فريس في كتاب القانون الدستوري الصفحات 135،148،157:

مادة 46، كل من رأى مسلما يصوم أو يأكل على غير الطريقة المسيحية أو تمنع عن أكل لحم الخنزير أو يغتسل قبل الصلاة أو يؤدي شعائر دينية, وأبلغ السلطات بذلك، يعطى له جزء من أملاك هذا المسلم مكافأة له.

مادة 47، على كل قرية مسلمة أن تشيد كنيسة وأن تؤدي لها الضرائب المقررة، وبعد الانتهاء من تشييد الكنيسة يجب أن يرحل نصف مسلمي القرية، وبذلك يعيش النصف الآخر معنا كشركاء في العقيدة, على أن يؤدوا الصلاة في كنيسة يسوع المسيح الرب بطريقة لا تترك شبهة في اعتقادهم.

مادة 48، لا يسمح للمسلم أن يزوج ابنته رجلا من عشيرته، وإنما يتحتم أن يزوجها رجلا من الجماعة المسيحية.

مادة 49، إذا زار شخص ما مسلما، أو إذا دعا مسلم شخصا لزيارته فيجب أن يأكل الضيف والمضيف معا لحم خنزير. يذكر كل من ستيفن رنسيمان, غوستاف لوبون, الراهب روبرت, والكاهن أبوس في كتبهم ما يلي:

في أحد الأيام، اقتحم قومنا بيت المقدس الذي لجأ إليه المسلمون، فقاموا بقتلهم جميعا حتى كنا نخوض بالجثث والدماء إلى الركب, وإن ريتشارد قلب الأسد ذبح 2700 من أسرى المسلمين في عكا، ولم يكتف وجنوده بذلك، بل قاموا بقتل زوجات وأطفال الأسرى, إن قومنا كانوا يجوبون الشوارع والبيوت ليرووا غليلهم بقتل المسلمين، فكانوا يذبحون الرجال والشباب والأطفال والنساء، بل إنهم كانوا يبقرون البطون, إننا كنا لا نرى في الشوارع سوى أكداسا من جثث المسلمين, إن هذا لم يحصل في القدس فقط بل في كل بلد وصلناها, ففي معرة النعمان قتل جنودنا حوالي مائة ألف مسلم.

6ـ نقلت صحيفة الأهرام المصرية بتاريخ 6-3-1985 كلاما للبابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، جاء فيه: إن الأقباط في ظل حكم الشريعة الإسلامية يكونون أسعد حالا وأكثر أمنا, ولقد كانوا في الماضي كذلك حينما كان حكم الشريعة هو السائد, فنحن نتوق إلى أن نعيش في ظل "لهم مالنا وعليهم ما علينا"، فمصر تجلب القوانين من الخارج وتطبقها علينا, فكيف نرضى بالقوانين المجلوبة ولا نرضى بقوانين الإسلام.

7- عندما تهيأ جيش الغزو الإيطالي الصليبي لغزو ليبيا، كان شعاره الصليب، وكان بابا الفاتكان بلباسه الكهنوتي يقف بإجلال أمام الجيش، ثم يقبل الصليب ويبدأ الجنود بالإنشاد، قائلين: أماه لا تحزني .... أماه لا تقلقي .... أنا ذاهب إلى طرابلس .... فرحا مسرورا .... لأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة ....ولأحارب الديانة الإسلامية .... سأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن.

- هل ينسى بابا الفاتكان تصريح بوش في أحد مؤتمراته الصحفية عندما قال: إنها حملة صليبية.

- هل ينسى بابا الفاتكان تصريحات رئيس وزراء ايطاليا عندما قال: إن الإسلام يدعو للعنصرية، وهو دين الإرهاب.

- وكتب الصحفي ديفيد سيلبورن مقالا تحت عنوان: "هذه الحرب ليست ضد الإرهاب، إنها ضد الإسلام".

- كتبت مجلة ناشونال ريفيو مقالا تحت عنوان: "إنها الحرب، فلنغزهم في بلادهم, ومما جاء في المقالة، علينا غزوهم في بلادهم وقتل قادتهم وإجبارهم على التحول إلى المسيحية.

- وجاء في المقالة الأسبوعية لنيويورك تايمز بتاريخ 7-1-2001: إنها حرب دينية.

- ذكرت منظمات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية حرب الإبادة التي تعرض لها المسلمون في البوسنة والهرسك وكوسوفو، حيث ذكرت تلك التقارير: اغتصاب أكثر من 50 ألف مسلمة، تم زرع نطف الكلاب في أرحام المسلمات. تدمير 614 مسجدا بالكامل. تدمير 534 مسجد تدميرا جزئيت. تدمير مئات المدارس الإسلامية. ولا يمكن نسيان المجازر الجماعية مثل سربنيتشا وغيرها، والتي تمت تحت مرأى ومسمع هيئة الأمم المتحدة وقواتها ومنظمات حقوق الإنسان.

- هل يريد بابا الفاتكان أن ينسينا حضارة أوربا وأمريكا في العراق، حيث عبروا عن رقيهم وإنسانيتهم، عندما اعتدوا على النساء والرجال في سجن ابو غريب.

- عرضت القناة الأولى الألمانية تقريرا في برنامجها الأسبوعي بانوراما بتاريخ 24-6-2004، والذي أعده جون جوتس وفولكر شتاينيهوف, عن دور بعض الطوائف التنصيرية في العراق، جاء فيه: سيكون العراق مركز الانطلاق للحرب المقدسة.

- جاء في نيويورك تايمز بتاريخ 14-4-2004: إن عزم بوش للبقاء في العراق هو حماس المبشر الديني.

- نقلت وكالة الأسو شيتد برس يوم 12-4-2004 من خطبة لقسيس في الجيش الأمريكي، ألقاها في يوم الفصح في مدينة الفلوجة العراقية: نحن لسنا في مهمة سهلة، لقد أخبرنا الرب بأنه معنا على طول الطريق, ولسنا خائفين من الموت، لأن السيد المسيح سيعطينا حياة أبدية.

- يقول الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون في كتابه الفرصة السانحة، وفي كتابه نصر بلا حدود: لقد انتصرنا على العدو الشيوعي، ولم يبق لنا عدو إلا الإسلام.

- نقلت صحيفة الحياة بتاريخ 8-2-2004 تصريحا لنواب بريطانيين من حزب العمال، قال فيه: إن الحرب على العراق كانت حملة صليبية.

- نقل شهود عيان من مدينة البصرة العراقية، أنه أثناء زيارة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، أقام قداسا مع الجنود وأنشدوا جميعا: جند النصارى الزاحفين إلى الحرب، يتقدمكم صليب المسيح، وبظهور آية النصر هربت كتائب الشيطان، إخوة نمشي على خطى سار عليها القديسون ،وحدة الأمل والعقيدة.

- قال مارك راسيكوت رئيس الحملة الجمهورية بتاريخ 19-4-2004: إن بوش يقود حملة صليبية عالمية ضد الإسلام.

وبعد كل ذلك يخرج علينا بابا الفاتكان ليتهجم على خاتم الأنبياء والرسل صلى الله عليه وسلم, متجاهلا تاريخ قومه الأسود الذي تفوح منه رائحة الدم والقتل والمجازر، فإذا كان وصفه لنبينا بهذه الأوصاف، فليعلم أن المهج والأرواح تفتدي هذا النبي، ونسترخص النفس للدفاع عن نبينا, وإذا كان بيت بابا الفاتكان من زجاج فلا يرمي بيوت الآخرين بالحجر، لأن الأمر سيرتد عليه وعلى قومه، فهم من بدأ وعليهم تحمل النتائج.

إن الذي ينال من الأديان ورموزها هو شخص معتوه فاقد للقيم الأخلاقية. إن حملاتكم الاستفزازية لن تزيد المسلمين إلا استمساكا بالحق واعتصاما به.
إن هؤلاء لا يقدرون أمانة العقل الذي وهبهم إياه الخالق عز وجل، ولم يقدروا أمانة الكلمة ولا يقدرون عاقبة كلامهم, فليتعظوا من التصرفات الحمقاء التي سبقهم إليها أجدادهم، ثم ماذا كانت النتيجة، فلقد عادوا من حيث أتوا يجرون أذيال الهزيمة والخيبة

FreeMuslim
09-17-2006, 02:26 PM
أيها الـ (بابا) : لو أعملتَ عقلكَ .. لاعتنقتَ الإسلامَ الذي تتهجّم عليه..
2006-09-17 :: بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف ::



بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الدكتور (غرونييه) : [إني تتبّعت كل الآيات القرآنية ذات الارتباط بالعلوم الطبية والصحية والطبيعية.. فوجدتُ هذه الآيات منطبقةً كل الانطباق على معارفنا الحديثة.. فأعلنتُ إسلامي، لأنني تيقّنت أنّ محمداً (عليه الصلاة والسلام) قد أتى بالحق الأبلج.. ولو أنّ كلَّ صاحب علمٍ من العلوم قارن جيداً كلَّ الآيات القرآنية المرتبطة بما تعلّمه، كما فعلتُ أنا.. لأسلم بلا شك، إن كان عاقلاً خالياً من الأغراض]!.. (من كتاب: محمد رسول الله، للكاتب آتين دينييه).

والدكتور (غرونييه) نائب في البرلمان الفرنسيّ، اعتنق الإسلام لسببٍ واحدٍ فقط، هو أنه وجد في هذا الدين العظيم أساساً لكل العلوم الحديثة، وأنّ القرآن العظيم الذي نزل من عند الله سبحانه وتعالى منذ أكثر من أربعة عشر قرناً مضت.. فيه من المنهج العلميّ، ما يجعله مرشداً واسعاً، لكل صاحب عقلٍ علميٍ يبتغي الوصول إلى حقائق المعرفة والعلم، ولكل مَن ينهج نهج العلم المحض والتفكير العلميّ السليم!..

لقد قام الإسلام على الإيمان الحرّ المطلق، ودعا إلى اعتناق عقيدته بالحجة والبرهان، وأثار عند الإنسان مَلَكَةَ التفكير، واستحثّ عقلَه ليصل إلى اليقين الكامل إيماناً والتزاماً وثباتاً، وعملاً خالصاً لوجه الخالق عز وجل، ولتحرير الإنسانية من الشقاء والعذاب، وذلك بتنفيذ منهج الله عز وجل الحكيم الرحمن الرحيم العليم: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ..) (يونس:101)، (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ..)!.. (العنكبوت:20)..

وحين يدعو الإسلامُ الناسَ إلى الإيمان، يبيّن لهم طريقَ الخير وطريقَ الشرّ، ثم يحثّ على التفكير بكلٍ منهما، وعلى استثارة العقل بأعلى طاقاته، لاتخاذ القرار الحاسم: إما إلى الإيمان أو إلى الضلال والكفر: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ..) (الروم: من الآية8)، وكل مَن يُعمِل عقلَه ويفكّر ويتدبّر ويتحرّر من هوى النفس.. كل مَن يفعل ذلك عبر التاريخ.. لا شك سيؤمن بعقيدة الإسلام عن اقتناعٍ وإصرارٍ وثبات.. وحين يزداد الإنسان علماً وقدرةً على استخدام طاقاته العقلية.. فإنه سيكون أقرب ما يكون إلى الإيمان بعقيدة الإسلام: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الجاثـية:13)، نعم، لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ!..

الإنسان في نهج الإسلام حرّ في اختياره، ومسؤول عن هذا الاختيار، والإسلام لم ينتشر بالعنف ولم يُجبِر الناسَ على اعتناقه إجباراً، وإنما كان الإسلام دائماً يدعو إلى تحقيق عزّة المسلم، وإلى امتلاك القوة الكفيلة بحماية المسلمين وأوطانهم وثرواتهم وأعراضهم ودمائهم، من اعتداءات الآخرين.. وحين كان طواغيت الأرض يحولون بين الناس وبين الإسلام العادل المحرِّر لهم.. كانت القوة كفيلةً بتحطيم عروش أولئك الطواغيت، بهدف تحرير الناس من عبودية بعضهم بعضاً، إلى عبادة الله عز وجل الواحد الأحد، وليس بهدف السيطرة على الأوطان ونشر القتل والفساد والدمار، وسرقة الثروات وتحقيق المآرب العدوانية.. فقد كان الإسلام وما يزال، محرِّراً للبشر وليس محوِّلاً لهم إلى عبيدٍ يُسَبِّحون بحمد القوة التي تسيطر عليهم وعلى أوطانهم وثرواتهم وأعراضهم وإنسانيتهم!..

الفرق واسع جداً، بين أن يجاهدَ الإنسان لتحرير الناس، من العبودية البشرية الظالمة بشتى أنواعها، ونقلهم إلى عبادة الخالق وحده سبحانه وتعالى.. وبين أن يقوم مَن يمتلكون القوّة ويحتكمون إليها بالسيطرة على الإنسان، لإذلاله وإخضاعه لمخططاتهم الدنيئة الطاغية الظالمة غير الإنسانية، وكذلك لنـزعاتهم العدوانية الدموية، التي تسحق الإنسان، وتجرّده تماماً من كرامته وإنسانيته!.. وهل كانت (العُهْدة العُمَرية) أو وثيقة الخليفة (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه، بمنح الأمان لنصارى بيت المقدس، وباحترام كرامتهم الإنسانية ودينهم وعقيدتهم النصرانية التي اختاروها لأنفسهم..

هل كانت إلا ضمن هذا السياق الإسلاميّ، الذي يمثّل تنفيذ أرقى ما يمكن من العلاقات الإنسانية بين البشر؟!.. وهل كان نهج الرسول الكريم محمدٍ صلى الله عليه وسلم: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)، الذي اتبعه مع مَن طردوه وطاردوه وحاصروه وعذّبوا أصحابَه وقتلوا أعز الناس إلى قلبه ونفسه.. هل كانت إلا ترجمةً حيّةً لأسطع الأدلّة على سماحة الإسلام، وعلى رقيّ الأخلاق التي يدعو إليها، لتحقيق كرامة الإنسان في أفضل حالاتها؟!.. وهل دخل الناس في دين الإسلام أفواجاً إلا باختيارهم الكامل، بعد أن ظهر الحق وزهق الباطل، وتبيّن للناس النور من الظلام؟!..
لقد تنـزّل الإسلام، على قاعدةٍ ربانيةٍ خلاّقةٍ كريمة: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ..) (البقرة: من الآية256)، ثم تأسّس على: (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ) (الغاشية:21 و22)، ثم انتشر على غير ما يزعمه بابا الفاتيكان (بنيديكت السادس عشر)، بل على عكس ما زعمه وأصرّ عليه وافتراه: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)؟!.. (يونس:99).
* * *
(.. قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ..)؟!.. (الزمر: من الآية9).. هي القاعدة الأساس في النهج الإسلاميّ القويم، وفي كينونته ووسيلته في الارتقاء المستمر، الذي لا ينتهي عند حدٍ من الحدود.. هي القاعدة التي يؤكّدها قول العزيز الحكيم، راسماً طريق الفكر والتفكّر المستمر، لاستمرار الحياة الإنسانية في أرقى درجاتها: (.. قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ)؟!.. (الأنعام: من الآية50).. وعلى هذه القاعدة الربانية اعتنق ملايينُ البشر في العصر الحديث الإسلامَ، ولم يكن لهم من وسيلةٍ للوصول إليه إلا التفكير، وانطلاق العقل من عقاله، وانطلاقة العلم في إشعاعات عقلٍ سليمٍ معافى.. وعلى هذا الأساس أسلم آلاف المفكرين والسياسيين والعلماء والمتنوِّرين والمثقّفين الغربيين، من أمثال: (روجيه جارودي)، الذي اكتشف عظمة الإسلام من خلال (كشف زيف الحضارة الغربية والأميركية القائمة على العنف والقتل واستباحة الشعوب)، والبروفيسور الهندي عز الدين أو (ناشكانتا)، الذي وجد (أنّ الإسلام يتناغم منسجماً مع الحكمة والعقل)..

والمبشِّرة النصرانية الأصل (فيلما وليم) التي أسلمت فور سماعها (سورة مريم) واكتشافها من خلال ذلك (عظمة الإسلام ورقيّه الأخلاقي وشموله كلَ الخير للبشرية)، فتحوّلت من مبشِّرةٍ نصرانية إلى داعيةٍ إسلامية.. والمحامي الإيطالي (روزايو باسكويني)، الذي اعتنق الإسلام (بعد دراساتٍ معمّقة وبحثٍ عميقٍ عن الحقيقة).. والبروفيسور الأميركي (ريكيفول)، الذي (انبهر بسماحة الإسلام ومنطقه العلميّ الدقيق وبساطته وعقلانيته وتوازنه وحَثّه على الرقيّ الحضاريّ والثقافيّ)، ومدير مكتب البابا بولس السادس (الكونت دو)، الذي أعمل عقله فاكتشف أنه (من المستحيل أن يكون يسوع ابن الله) أو (أن تكون مريم العذراء والدة الله)!..كما اكتشف (أنّ الإسلام يحترم النصرانية واليهودية ويُجِلّ أنبياءهما لأنهما دينان سماويان)!.. (مجلة نور الإسلام).
لقد جسّد اعتناقُ مَن ذكرنا آنفاً دينَ الإسلام.. جسّد بكل التفاصيل قولَ العزيز الحكيم: (.. إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء..) (فاطر: من الآية28).. فهل كل هؤلاء وغيرهم من ملايين الغربيين الذين اعتنقوا الإسلام.. اعتنقوه بالعنف بعيداً عن العقل والعلم؟!.. وهل جسّدت مزاعم بابا الفاتيكان موقف العالِم العاقل الخالي من الأغراض المشبوهة؟!..

لعله قد غاب عن (البابا) أنّ الحضارة الإسلامية الأندلسية وعلومها.. قد أنارت أوروبة والغرب بإشعاعاتها وفنونها، يوم كان قومه مندثرين تحت ظلاماتٍ متراكمة، وأنّ ذلك التقدّم الحضاري العلمي العقلي كله، كان الإسلام هو مادته وقوّته الدافعة الحقيقية الوحيدة!.. ولعل (البابا) لا يعرف حتى الآن، بأنّ الحضارة الغربية القائمة اليوم، قد تأسّست على حضارة المسلمين المنبثقة عن الإسلام نفسه.. بل لعله لم يكتشف أنّ كل ما يُنسَب اليوم إلى الغرب من علمٍ وعلوم، قد قام أصلاً على المنهج التجريبي الإسلاميّ، الذي أسّسه المسلمون وعلماؤهم الأفذاذ في بغداد ودمشق وقرطبة!..
* * *
ليست تصريحات بابا الفاتيكان الأخيرة، إلا حلقةً في سياق الحرب المفتوحة، التي أعلنها ويخوضها ضد الإسلام والمسلمين، بعضُ قادة الغرب وزعماؤهم، الذين جمّدوا عقولهم، وانساقوا وراء سطوة القوة والجبروت والطغيان، وجسّدوا في سلوكهم الفرق الجوهريّ بين عقل الإسلام والعقل الغربي المأسور بقيد الوسيلة-الغاية، التي يستملكونها، ثم يستخدمونها بعيداً عن مقتضيات العقل والحكمة، فتتحوّل منتجات حضارتهم إلى أدواتٍ فتّاكةٍ تفتك بمصائر الشعوب والأوطان، وتقود العالَم إلى التدمير الشامل!.. بينما كان سرّ ارتقاء الحضارة الإسلامية هو الربط المحكَم بين أركان منظومةٍ محكَمة الترابط: (العلم، والخلق الإنسانيّ القويم، والإيمان)، فالعقل والعلم يبحثان عن الوسائل الراقية للتقدّم، والخلق القويم يقيّد الوسيلة بقيد السلوك الإنسانيّ الهادف البنّاء، والإيمان يضبط كل ذلك ويفتح المجالات على مصاريعها لانطلاق طاقات العقل على أشدها.. فتنتج عن هذه التفاعلات حضارة راقية تنهل من خيرها كلُ البشرية، وتحقق عمارة الأرض بأفضل صورةٍ إنسانيةٍ حقيقية.. وشتان بين حضارة التعمير وحضارة التدمير!.. (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (الروم:9).

قلنا : إن تصريحات (البابا) الأخيرة الظالمة، لا تخرج عن السياق العام الذي رسمته الإدارة الأميركية المتصهينة، في حملتها التي أطلق عليها (بوش الصغير) اسم: (الحملة الصليبية)، وقد تكامل الدور الصليبي الأميركي مع الدورَيْن الأوروبي والصهيوني، ليخلّف دماراً هائلاً لأوطاننا وشعوبنا وأرضنا، بدأ في أفغانستان، ولم ينتهِ في العراق، وما يزال يمارَس فيهما وفي فلسطين والشيشان وغيرها من أوطان المسلمين.. يمارَس بأبشع درجات الجنون والبشاعة والعنف والعدوان.. وقد سبقت تصريحَ (البابا) تصريحاتٌ متناغمة صدرت عن بعض رجالات الكنيسة ودوائر السياسة الغربية: [في كانون الثاني 2004م، وصف عضو الحزب الوطني البريطاني (نيك جريفن) الإسلامَ بأنه (عقيدة فاسدة)!.. وفي أيار 2005م دعا المذيع الأميركي (مايكل غراهام) إلى ضرب مكة المكرمة وتدمير الكعبة المشرَّفة.. بالسلاح النووي، فضلاً عن تصريحات القس الأميركي (فرانكلن غراهام)، الذي وصف فيها الإسلام بالدين الشرّير والعنيف..

وتصريحات الحاخام الأميركي (مارفين هير)، الذي وصف القرآن بالكتاب المتطرّف،..].. فهل سمع (البابا) عما مارسه ويمارسه حلفاؤه هؤلاء، من عنفٍ وجنونٍ وطغيانٍ وسيطرةٍ واحتلالاتٍ وإذلالٍ وهتكٍ لإنسانية الإنسان؟!.. أفلا يحق لنا أن نتساءل: لماذا يتجاهل (البابا) كل ما يجري من عدوان، ثم يتحدّث بلسان الظالم الجلاد ضد المظلوم الضحية؟!.. ولماذا يتجاهل كلَ التاريخ الدمويّ للكنيسة وللحملات الصليبية المتعدّدة التي أنعشها حلفاؤه اليوم، ويتجاهل عدوانَ الصهاينة المغتصِبين، الذين يمارسون القتل والتشريد والذبح والفساد في الأرض.. على مدار الساعة؟!..

أي عقلٍ يتحدث عنه (البابا) والطائرات الحربية لحلفائه تجوب سماءَ العراق، ودباباتهم تملأ أرضَه، فتعيث فيها فساداً وقتلاً وانتهاكاً وعدواناً وتخريباً وتدميراً، وقد رُفِعَ الصليب على مقدّمة مدافع تلك الدبابات الأميركية، التي تفتك بشبابنا ونسائنا وأطفالنا؟!.. وعن أي عنفٍ يتحدّث (البابا)، وقد قُتِلَ وجُرِحَ في أفغانستان والعراق وفلسطين والشيشان أكثر من مليون نفسٍ بشرية من المسلمين حتى الآن؟!.. وهل لهذا (البابا) أن يُنبئنا: ماذا تفعل جيوش الصليب والصليبيين في أوطاننا وقد قدمت إليها من وراء البحار؟!.. وهل سمع هذا (البابا) نفسه، عن محاكم التفتيش في الأندلس وأوروبة و(أبو غريب) و(غوانتانامو)، وهل حقاً لا يعرف هوية أو جنسية المسؤولين عنها؟!..
* * *
أيها البابا (بنيديكت السادس عشر) : أي القولين يدعو إلى (العنف الذي يتنافى مع العقل) كما تزعم، قول الله عز وجل في قرآننا العظيم: (وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً) (الاسراء:28).. وكذلك قوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107).. أم هذا النص من (سفر صموئيل الأول) في (الكتاب المقدس): (.. ولا تعفُ عنهم، بل اقتل رجلاً وامرأة، طفلاً ورضيعاً، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً)!.. وكذلك ما ورد في (سفر أشعيا): (كل مَن وُجِدَ يُطعَن بالسيف، وتُحَطَّم أطفالهم أمام عيونهم، وتُنهَب بيوتهم، وتُفضَح نساؤهم)؟!..

من مظاهر اختلال العقل، أن يتجاهل (البابا) كل هذا الكم الهائل من طغيان حلفائه وأهله وبني جلدته، ومن معالم الجنون وفقدان الحكمة أن تغيب عن بصيرته رؤيةُ كل هذا الحجم من عنف طغاة العصر من بني قومه.. بينما يجاهد لالتقاط ردود الفعل الصادرة عن الضحايا الأبرياء ضد جلاديهم!.. أوَبعدَ كل ذلك العمى والانحراف المتعمّد في أحكامه.. يريد (البابا) أن يعيشَ الغربُ آمناً مطمئناً، ويريد للحضارات أن تتحاور؟!..

من هناك
09-17-2006, 03:39 PM
بارك الله بك اخي المسلم الحر

كلسينا
09-17-2006, 07:16 PM
شكراً لك أخي الكريم على هذا النقل .وبارك الله فيك على هذا الجهد .
ولكن الأمر وبكل بساطة هو غطاء ديني للحرب الصليبية التي يقوم بها بوش وبلير على الإسلام ، وهوموجه لمسيحيي العالم الذين استاؤو من هذه الحرب وراحوا يتمادون في معارضتها . أكثر من توجيهه للمسلمين . وقد يكون استفزاز للمسلمين ليهوجوا ضد الكنيسة ويرى العالم بأن الإسلام فعلاً يستحق الحرب القائمة عليه من الملكين الحارسين الذان يزجان بأبناء بلدانهم بأسم الرب والديمقراطية معاً . فهو بكل الأحوال أخرق في إنغماسه بهذه الدائرة القذرة .وهو الحلقة قد لاتكون الأخيرة في برنامج التهجم على الإسلام واللمسلمين وتحقيرهم وتحقير مقدساتهم ومعتقداتهم .
ولكن السؤال هل هناك موقف إسلامي رسمي موحد تجاه هذه الحلقة من المسلسل ، أو أن الأمر سيمر كما مر غيره من قبل ؟
وأتذكر هنا قول للمثنوي : أيتها الطبول الفارغة لن تكون قسمتكم من العيد إلا ضربات العصى .
فهل سنشهد عمل فعلاً مجدي لإيقاف هذا المسلسل وغيره من مسلسلات التعدي على أمتنا وكراماتنا ومقدساتنا ؟

FreeMuslim
09-18-2006, 07:34 AM
بارك الله تعالى بكم على مروركم ..

نأمل أن يكون هناك عمل واحد موحد يعبر عن وحدة الصف الإسلامي في مواجهة هذا التطاول على ديننا الحنيف وعلى نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام من عباد الصليب وغيرهم .. فإن كانت هكذا مدلهمات لا تجمع الشمل فبالله عليكم متى يكون ذلك .. لا بد من وقفة واحدة وحازمة بوجه هذا الخسيس الذي تجرأ على إهانة ديننا ومعتقداتنا ونبينا عليه الصلاة والسلام .. ونحن لا يهمنا ما الهدف ولا الجهة التي وجه لها تلك الإفتراءات .. كل الذي يهمنا أنه لا بد من قطع هذا اللسان وغيره .. فقد بلغ الزيل الزبي .. ووالله الذي لا إله غيره لو تقاعسنا جميعاً هذه المرة أيضاً فلن تقوم لنا قائمة بعدها إلا أن يستبدلنا الله تعالى بقومٍ أخرين يحبهم ويحبونه أعزة على الكافرين رحماء بينهم ولا يخشون في الله تعالى لومة لائم .. يبذلون الغالي والنفيس في سبيل نصرة هذا الدين الحنيف ونصرة حبيبه عليه الصلاة والسلام ..

FreeMuslim
09-18-2006, 07:34 AM
بابا الفاتيكان أعمى يعيِّر الناس بالرمد


تأملات (http://www.islammemo.cc/filz/index.asp?CatNo=0&IDCategory=9):الوطن العربي (http://www.islammemo.cc/filz/index.asp?CatNo=1&IDCategory=1):الأحد 24 شعبان 1427هـ – 17سبتمبر 2006م

كتب / محمد جلال القصاص

مفكرة الإسلام: بابا الفاتيكان ـ قبَّحه الله ـ ودعاة النصرانية المنتشرون كالجراد في كل بقاع العالم الإسلامي يقلبون الحقائق للناس حالهم كما وصف ربًّهم: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [ البقرة: 109 ] {وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [ آل عمران: 69 ] {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [ آل عمران: 71]

ودين النصارى يحمل مَعرة لو علمها الناس لانصرفوا عنه من فورهم، كاتهامهم لعدد غير قليل من أنبياء الله بالزنا, بل والكفر بالله، وتشبيههم ربهم بالدودة واللبؤة, وأن رب الأرباب خروف ـ تعالى الله عما يقول الكافرون علوًا عظيمًا ـ وفيه تشريع الرِّق، وفيه أمر بقتل وحرق ونحو ذلك مما يرمون به الإسلام. وكلام الكتاب 'المقدس' بعهديه القديم والجديد على المرأة مما يضحك منه الصبية ويصلح للفكاهة في مجالس السمر. إلا أن المنصِّرين أخزاهم الله يجتزئون من الكتاب ما يحلو لهم مما يُحسّن باطلهم، ويجتزئون من الدين الإسلامي ما يحلو لهم مما يقبح دين الله عز وجل في أعين المستهدفين بحملات التنصير.
ويتحدث بابا الفاتيكان ـ قبحه الله ـ وأشياعهم من المنصرين ـ قبحهم الله ـ أن الإسلام دين قتل وإرهاب، وأن النصرانية دين محبة وسلام، وأن قلوبهم تفيض حبًا وشفقة على الغير، وأن المسيح ما جاء إلا للفداء، وأنه جاء ليلقي سلامًا على الأرض. وكل ذلك كذب.
أين هذا على أرض الواقع؟! بل أين هذا في كتابهم 'المقدس'؟!
أين المحبة يا أدعياء المحبة؟!
إن الحقيقة التي لا مراء فيها أن دين النصرانية دين لا يعرف أدبًا مع المخالف.. أي أدب... وأن دين النصارى دين إرهاب هذا ما تقوله نصوص كتابهم المقدس في 'العهد الجديد' و'العهد القديم'.. وهذا ما يحدث على أرض الواقع بتمامه. وأنقل لك ـ أخي القارئ ـ بعض ما يقوله كتابهم لتعرف كيف يتطابق مع الواقع، وأن القوم في سفاهتهم وبطشهم ينطلقون من منطلق عقدي ديني وليس من تصرفات فردية كما يخدعون عوام الناس.
جاء على لسان المسيح ـ كما يزعمون ـ 'لا تظنوا أني جئت لألقي سلامًا على الأرض. ما جئت لألقي سلامًا بل سيفًا' [مَتَّى: 10: 34].
وجاء في سفر حزقيال [9: 5 ـ 7] على لسان 'الرب':
'اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ خَلْفَهُ وَاقْتُلُوا. لاَ تَتَرََّأفْ عُيُونُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. أَهْلِكُوا الشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. وَلَكِنْ لاَ تَقْرَبُوا مِنْ أَيِّ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ َقْدِسِي. فَابْتَدَأُوا يُهْلِكُونَ الرِّجَالَ وَالشُّيُوخَ الْمَوْجُودِينَ أَمَامَ الْهَيْكَلِ. وَقَالَ لَهُمْ: نَجِّسُوا الْهَيْكَلَ وَامْلَأُوا سَاحَاتِهِ بِالْقَتْلَى، ثُمَّ اخْرُجُوا. فَانْدَفَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَشَرَعُوا يَقْتُلُون'.
أليس هذا ما حدث في بيت المقدس حين دخله الصليبيون أول مرة؟!
و'الكتاب المقدس' هو الكتاب الوحيد الذي يأمر بقتل الأطفال؟!
جاء في سفر العدد [31: 1ـ 18]:
'وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: انْتَقِمْ مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَبَعْدَهَا تَمُوتُ وَتَنْضَمُّ إِلَى قَوْمِكَ. فَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: جَهِّزُوا مِنْكُمْ رِجَالاً مُجَنَّدِينَ لِمُحَارَبَةِ الْمِدْيَانِيِّينَ وَالانْتِقَامِ لِلرَّبِّ مِنْهُمْ. فَحَارَبُوا الْمِدْيَانِيِّينَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُلَّ ذَكَرٍ؛ وَقَتَلُوا مَعَهُمْ مُلُوكَهُمُ الْخَمْسَةَ: أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابِعَ، كَمَا قَتَلُوا بَلْعَامَ بْنَ بَعُورَ بِحَدِّ السَّيْفِ. وَأَسَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَ الْمِدْيَانِيِّينَ وَأَطْفَالَهُمْ، وَغَنِمُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَمَوَاشِيهِمْ وَسَائِرَ أَمْلاَكِهِمْ، وَأَحْرَقُوا مُدُنَهُمْ كُلَّهَا بِمَسَاكِنِهَا وَحُصُونِهَا، وَاسْتَوْلَوْا عَلَى كُلِّ الْغَنَائِمِ وَالأَسْلاَبِ مِنَ النَّاسِ وَالْحَيَوَانِ... فَخَرَجَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ وَكُلُّ قَادَةِ إِسْرَائِيلَ لاِسْتِقْبَالِهِمْ إِلَى خَارِجِ الْمُخَيَّمِ، فَأَبْدَى مُوسَى سَخَطَهُ عَلَى قَادَةِ الْجَيْشِ مِنْ رُؤَسَاءِ الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ الْمِئَاتِ الْقَادِمِينَ مِنَ الْحَرْبِ، وَقَالَ لَهُمْ: لِمَاذَا اسْتَحْيَيْتُمُ النِّسَاءَ؟ إِنَّهُنَّ بِاتِّبَاعِهِنَّ نَصِيحَةَ بَلْعَامَ أَغْوَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِعِبَادَةِ فَغُورَ، وَكُنَّ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ، فَتَفَشَّى الْوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ، وَاقْتُلُوا أَيْضاً كُلَّ امْرَأَةٍ ضَاجَعَتْ رَجُلاً، وَلَكِنِ اسْتَحْيَوْا لَكُمْ كُلَّ عَذْرَاءَ لَمْ تُضَاجِعْ رَجُلاً'.
وجاء في سفر إشعيا [13: 16] يقول 'الرب':
'وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساءهم'.
أليس هذا بتمامه ما شاهدناه في البوسنة والهرسك؟!
ألم يكونوا يحطمون الأطفال ـ وليس فقط يقتلونهم ـ يضعونهم في خلطات الأسمنت ويعلقونهم بمسامير كبيرة في الأشجار ويتركونهم ينزفون حتى الموت... ألم تفضح نساء المسلمين في البوسنة والهرسك أمام أعين الرجال؟! ألم تنهب البيوت؟!
إنها تعاليم الكتاب المقدس.
واسمع إلى إله الكتاب المقدس وهو يأمر بحرب إبادة كاملة:
'أما مُدُنُ الشُّعُوبِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً فَلاَ تَسْتَبْقُوا فِيهَا نَسَمَةً حَيَّةً، بَلْ دَمِّرُوهَا عَنْ بِكْرَةِ أَبِيهَا، كَمُدُنِ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ'. جاء في سفر التثنية [20: 16] 'إِلهكم'.
وغير هذا كثير. أمسكتُ عنه لضيق المقام وهو معروف مشهور للمختصين، فمن شاء فليرجع إليه.
والمقصود أن هذا هو الوجه الحقيقي للنصرانية، أنها لا تحب أحدًا، وأنها لا تحمل وقارًا 'للآخر'، وليس عندها إلا القتل والسفك إن قدرت. هذا ما يقوله التاريخ، وما ينطق به الواقع في 'أبو غريب' و'جوانتنامو' و'قلعة حاجي' في أفغانستان وغيرهم. وصدق الله العظيم: {كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة: 8].
وأين هذا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ للجيش حين يغزو: 'انطلقوا باسْمِ الله وَبالله وَعَلَى مِلّةِ رَسُولِ الله، وَلا تَقْتُلُوا شَيْخاً فَانِياً وَلاَ طِفْلاً وَلا صَغيراً وَلا امْرَأةً، وَلا تَغُلّوا وَضُمّوا غَنَائِمَكُم وَأصْلِحُوا وَأحْسِنُوا إنّ الله يُحِبّ المُحْسِنِينَ'. [زيادة الجامع الصغير- للإمام السيوطي].
وقوله عليه الصلاة والسلام: 'سِيُروا بِاسْمِ اللهِ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ. قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ. وَلاَ تَمْثُلُوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيداً'. [رواه ابن ماجه].
نعم عندنا الولاء والبراء، ونعم: {لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22].
ولكن الكره والسيف عندنا لمن حاد الله ورسوله... لمن كفر وحمل الناس على الكفر، لمن ضل وأضل وأبى إلا ذلك بعد بذل كل سبل الحسنى له.
السيف عندنا لمن حمل في وجهنا السيف، أما من وضعه وأغلق عليه باب داره فلا حاجة لنا فيه.
السيف عندنا بعيد كل البعد عن النساء والأطفال ومن ليس من أهل القتال.
لا نفعل بالنساء والأطفال والضعاف ما فعله القوم في بيت المقدس وما فعلوه في فلسطين والعراق والشيشان والبوسنة والهرسك وأفغانستان كما أمرهم كتابهم 'المقدس'. بل عندنا: {لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8].
وليس في شرعنا ولا في تاريخنا ولا في واقعنا المعاصر أننا سبَبْنا نبيًا أو رسولاً، أو استهزأنا بعقيدة ما وإن كنا نقر بأنها محرفه.

FreeMuslim
09-18-2006, 10:20 AM
أكاذيب بابا الفاتيكان .. تجسيد الحقد الغربي ضد الإسلام

تأملات (http://www.islammemo.cc/filz/index.asp?CatNo=0&IDCategory=9):الوطن العربي (http://www.islammemo.cc/filz/index.asp?CatNo=1&IDCategory=1):

السبت 23 شعبان 1427هـ – 16سبتمبر 2006م



أسامة الهتيمي


مفكرة الإسلام: ثمة شواهد كثيرة ويومية تؤكد لدعاة الحوار مع الغرب ومؤيدو ما يطلق عليه بحوار الأديان أن شروطا كثيرة يجب أن تتوفر قبل الانجرار وراء هذه الدعوة الزائفة التي هي في الأصل ووفق منهج خاص دعوة قرآنية .. يقول الله تبارك وتعالى [ ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون] العنكبوت [46].

ونسي هؤلاء أن القرآن الكريم أكد أن هذا الآخر والذي حدد لنا الإسلام معايير ثابتة لطبيعة التعاطي معه سلما وحربا .. يسعى جاهدا إلى أن تظل الأمة الإسلامية في حالة من التخلف والضعف [يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون] ... آل عمران [118].. كما أكد أن هذا الآخر لن ينظر إلينا أبدا بعين الرضا [لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير] .. سورة البقر [120].

ولعل ما جاء مؤخرا من تصريحات على لسان بابا الفاتيكان – أعلى منصب كنسي في الغرب – وما تضمنته هذه التصريحات من إساءات بالغة للإسلام ورسوله فيها أبلغ رد يكمم أفواه المخدوعين من أبناء الإسلام بدعوات الحوار فالتصريحات جاءت هذه المرة على لسان كبير القوم ومرشدهم والذي أعاد بكلماته مقولات عفا عليها الزمن وتم دحضها وإثبات تهافتها مئات المرات من قبل العلماء والمخلصين من أبناء الأمة .
ويعكس بندكت باستمرار ترديد هذه المزاعم حالة الحقد والكره التي لم تخفت أبدا والكامنة في نفوس هؤلاء ضد الإسلام وأهله خوفا من ذلك النجاح والمد الذي يحققه الإسلام يوما بعد يوم في عقر دارهم على الرغم من كل مؤامراتهم وأفعالهم لتشويه صورته ومحاربة دعاته ووصمهم له بـ ' الإرهاب'.

أكاذيب بنديكت
لم يكن هناك ما يدعو بنديكت خلال محاضرته التي ألقاها في جامعة ريجينسبورج الألمانية والتي درس فيها علم اللاهوت بين عامي 1969 و1977 إلى الحديث عن الإسلام والمسلمين سوى أنها فرصة جيدة يمكن أن يعبر خلالها وأمامه أصدقاؤه وزملاؤه وتلامذته عن حقيقة موقفه من الإسلام . فوجه بنديكت النقد الشديد لمفهوم 'الجهاد' الإسلامي داعيا المسلمين إلى الدخول في حوار للحضارات يكون أساسه اعتبار أن ما يسمى بالحرب المقدسة أو 'الجهاد' مفهوما غير مقبول ويخالف الطبيعة الإلهية وطبيعة الروح.
وزعم بنديكت أن المسيحية ترتبط بصورة وثيقة بالعقل وهو ما يتباين مع أولئك الذين يعتقدون في نشر دينهم عن طريق السيف في إشارة إلى ما ردده بعض المستشرقين عن الإسلام ودعوته وفي محاولة منه للتأكيد على أن هناك تعارض بين الإسلام والعقل.
وحتى يمكنه التنصل من مزاعمه اقتبس بنديكت في كلماته قولا على لسان إمبراطور بيزنطي في القرن الرابع عشر هو مانويل الثاني باليولوجوس الذي كتب في حوار مع رجل فارسي أن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم - جلب أشياء شريرة لا إنسانية مثل أمره بنشر الدين الذي يدعو إليه بالسيف وأن ذلك عمل غير منطقي وعمل غير عقلاني يعتبر ضد طبيعة الخالق.
ويستطيع بنديكت بذلك أن يقول إذا ما اشتد الهجوم عليه لتصريحاته هذه: إنه مجرد ناقل لكلام الغير وأن ذلك ليس كلامه ولا موقفه .
ونسي بنديكت أو تناسى أن صراعا مريرا نشب بين الكنيسة والأوروبيين في العصور الوسطى نظرا للتعارض بين الكنيسة والعلم أسفر عن مقتل عشرات ألآلاف من المتعلمين والباحثين الغربيين فضلا عن تكفير آخرين .

دحض الشبهات
وكشفت مزاعم بنديكت عن مأزق شديد تعيشه الكنيسة الغربية إزاء هذه الأعداد الكبيرة من أبناء الغرب الذين يدخلون الإسلام سنويا مع كل ما يفعله من أجل وضع حد لهذه القضية وهو ما دفع ببنديكت وغيره من ترديد المقولات السابقة للمستشرقين الغربيين الذين تعاملوا مع الإسلام بغير موضوعية ففند علماء الإسلام مزاعمهم فضلا عن قيام مستشرقين آخرين أكثر موضوعية بدحض تلك الشبهات أيضا .
وفي تفنيد من قبل الدكتور محمد عمارة الكاتب والمفكر الإسلامي لدعوى بنديكت قال عمارة إن تصريحات زعيم الفاتيكان تضمنت أربعة نقاط هي ' العنف والجهاد والعقل وأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يأت إلا بما هو سيء ' وهي تحتاج إلى الكثير من الكلام .
ورد الدكتور عمارة على زعم بنديكت للربط بين العنف والإسلام وانتشاره بالسيف بأن كل الغزوات التي خاضها الرسول – صلى الله كانت دفاعية ضد الذين فتنوا المسلمين وأخرجوهم من ديارهم
وكان ضحايا كل هذه الغزوات 386 فقط من الجانبين المسلمين وأعداءهم .

وتساءل الدكتور عمارة: ألا يعلم البابا أن الحروب الدينية المسيحية بين البروتستانت والكاثوليك أبيد فيها ما يقرب من 40% من شعوب أوروبا حتى أن فولتير يحصيها بـ 10 مليون شخص؟ ..ألا يعلم البابا أن الكنيسة شنت وعبر قرنين من الزمن ما يسمى بالحملات الصليبية على المسلمين .ألا يعلم أن الفتوحات الإسلامية لم تحدث إلا لإخراج أهله الرومان من الشرق وهذه الفتوحات هي التي حررت الكنائس الشرقية من الاحتلال والاضطهاد ؟ ألم يقرأ شهادات القساوسة من يوحنا النيقوسي عن الحملات لإنقاذ النصرانية؟ .
وتطرف عمارة إلى ما آثاره بنديكت حول الجهاد الإسلامي مشيرا إلى أن هناك خطأ في المساواة بين الجهاد والقتال والعنف فالرفق بالحيوان والإنسان والنبات والطبيعة وطلب العلم والإحسان والعبادات ومجاهدة النفس والشيطان كل هذه الأعمال تعد جهادا. في حين أن القتال لا يجوز في الإسلام إلا ضد من يفتنون المؤمنين ويخرجونهم من ديارهم .
ومرة أخرى يلوم الدكتور عمارة كبير الفاتيكان متسائلا ..أليست لدي البابا خريطة ليرى من خلالها القوات العسكرية للدول المسيحية تغطي العالم الإسلامي أو يرى تلك الأساطيل البحرية في البحار والمحيطات .. فمن يغزو ومن يمارس العنف والإبادة ؟
واستنكر عمارة أن يجد هذا الجهل الذي ليس له نظير في التاريخ بالإسلام وهو الجهل الذي لا يليق بإنسان عادي فما الحال بمن يحتل مثل هذه المكانة الدينية عند المسيحيين .
من جانبه دعا الدكتور محمد العياشي الكبيسي أستاذ الشريعة في قطر وعبر رسالة بعث بها إلى زعيم الفاتيكان إلى مناظرة علنية ومفتوحة حول علاقة الإسلام بالعلم والعقل على أن يحدد بنديكت الزمان والمكان الملائمان له .
وأكد الكبيسي أن له دراسات في مقارنة الأديان وأنه قرأ التوراة والإنجيل والقرآن فما وجد من كتاب يحض على إعمال العقل ويربط بين الوحي والعقل بقدر ما يفعل ذلك القرآن الكريم فيكيف يتم اتهام الإسلام بأنه دين غير منطقي وغير عقلاني معللا أن هذه التصريحات جاءت ربما لأحد سببين أولهما الجهل الكبير بالإسلام أو التأثر بالأجواء السياسية المشحونة بين الغرب والمسلمين .

محاولات للتبرير
وفي محاولة للتخفيف من حدة تصريحات بنديكت قال أبوت فولف رئيس المذهب البنديكتيني في أنحاء العالم إن البابا استخدم حوار مانويل مع الرجل الفارسي ليشير بطريقة غير مباشرة إلى الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد لتحويل القضية إلى مجرد انتقاد لسياسة إيران الساعية لامتلاك أسلحة نووية فضلا عن رسائل نجاد التي اعتبرت أنها متعجرفة إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل .. وبهذا فإن الأمر لا علاقة له بالإسلام ذاته .
فيما قال المتحدث باسم البابا فيدريكو لومباردي إن بنديكت استخدم آراء الإمبراطور مانويل عن الإسلام لمجرد شرح الموضوع وليس لوصم الدين الإسلامي بالعنف مشيرا إلى أن هذا مجرد مثل فالجميع يعلم أنه في داخل الإسلام هناك مواقف عديدة مختلفة عنيفة وغير عنيفة والبابا لا يريد إعطاء تفسير للإسلام بأنه عنيف.
وبكل تأكيد فإن مثل هذه التبريرات لن يكون صدى إذ أن هناك مؤشرات كثيرة تدلل على حقيقة الموقف البابوي من الإسلام يأت على رأسها اعتذار الفاتيكان لليهود عن تلك المذابح التي تعرضوا لها بيد مسيحيين بينما رفض قادة الفاتيكان الاعتذار للمسلمين عن قرنيين من الاعتداء على المسلمين خلال الحروب الصليبية فضلا عن قرون أخرى من الاستعمار خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

كلسينا
09-18-2006, 05:18 PM
فقد بلغ الزيل الزبي .. ووالله الذي لا إله غيره لو تقاعسنا جميعاً هذه المرة أيضاً فلن تقوم لنا قائمة بعدها إلا أن يستبدلنا الله تعالى بقومٍ أخرين يحبهم ويحبونه أعزة على الكافرين رحماء بينهم ولا يخشون في الله تعالى لومة لائم .. يبذلون الغالي والنفيس في سبيل نصرة هذا الدين الحنيف ونصرة حبيبه عليه الصلاة والسلام ..

حسناً أخي الكريم أنا وأنت كمسلمين لا نملك سلطة ولا موقع رسمي . ماذا يجب أن نفعل ؟

FreeMuslim
09-19-2006, 07:39 AM
حسناً أخي الكريم أنا وأنت كمسلمين لا نملك سلطة ولا موقع رسمي . ماذا يجب أن نفعل ؟


سؤال قيم وفي محله ولكن هل ترى أن هناك سبيلاً أخر غير الجهاد وبكافة أشكاله .. وأولى خطوات هذا الجهاد تتمثل في وضع خطة عمل جادة ودقيقة تحدد فيها الأولويات وطرق وكيفية تحقيقها على أن يتم التركيز في البداية وحصراً على إعادة بناء المجتمع المسلم الواحد الموحد على الكتاب والسنة .. لا بد من تأهيل كوادر إسلامية وفي كافة المجالات قادرة على قيادة هذه المسيرة والوصول بها لبر الأمان ..

رب قائل يقول هذا كلام جيد ولكنه نظري وهنا نقول وإن يكن فهل هناك سبيل أخر ننطلق منه فمن كان لديه خيار أخر فلا يبخل علينا به وجزاه الله تعالى كل خير ..

FreeMuslim
09-20-2006, 06:01 AM
لماذا تشككون في سماحة بابا الفاتيكان ؟


الاثنين 25 شعبان 1427هـ – 18سبتمبر 2006م

محمد عبد العزيز الهواري

[email protected] ([email protected])


مفكرة الإسلام: غريب أمر المسلمين ما إن صرح البابا ببعض مما يكنه صدره من سماحة وقبول للآخر , حتى انبرى العالم الإسلامي بأكمله من شرقه لغربه يستنكر كلمات البابا الرقيقة في حق الإسلام والمسلمين .
فلماذا هذه الضجة ؟ ولماذا هذه الاستنكارات ؟ ولماذا تشككون في سماحة الحبر الكبير ؟
هل ترون في قوله ' ' أرني ما أتى به محمد ، عندها ستجد فقط ما هو شرير ولا إنساني، كأمره نشر الدين الذي نادى به بالسيف'. , إنه لم يقصد الإساءة للرسول الكريم ولا للإسلام والمسلمين , إنه فقط أتى بهذا النص للتسلية , فقد أحس بأن الجو العام بمحاضرته يحتاج إلى الإتيان بقصة مسلية , فلم يجد في عقله المصاب بالشيخوخة لكبر سنه إلا هذه القصة .
أما عن مدحه للعقيدة المسيحية ورؤيته لها أنها تتفق مع العقل والمنطق ثم قوله' بالنسبة للتعاليم الإسلامية، فإن الله فعال لما يريد منزه عن أي من قوالبنا، بما في ذلك العقل والمنطق', فهو لا يعني أن الإسلام بعيد عن المنطق والعقل , ولا يعقد مقارنة بين الإسلام والمسيحية بل إنه كان يسعى لدعم روح الإخاء والمحبة الممتلئ بها قلبه المتسامح, ولكن خانته تعبيراته , فأرجو ألا نتناسى كبر سنه .
لا أجد تبريرات البابا لأقواله المسيئة للإسلام تذهب بعيدًا عن هذه التبريرات الأضحوكة التي بدأت بها المقال, وإما أن البابا ساذج بدرجه كبيرة حتى يظن أن هذه الحجج الواهية التي ذكرها ستنطلي علينا , وإما أنه يظن أننا نحن أصحاب هذه السذاجة ومن السهل أن يقنعنا باعتذاره الواهي .
فليس من الطبيعي أن يستشهد البابا عن السماحة المزعومة بالمسيحية بقصة ساقطة يدعي فيها أن الإسلام دين عنف , وانتشر بالسيف ثم يدعي أنه لا يؤمن بها ويقول 'إن الكلمة التي ألقاها كانت بمثابة دعوة إلى حوار محترم' , فلماذا استشهدت بها إذا يا حبر النصارى ؟ وأين الاحترام فيما تقول ؟ .
ولي سؤال لبابا الفاتيكان أين سماحتك المزعومة؟ , بل أين حوار الأديان الذي تدعو له لتتخذ منه وسيلة للوصول لأبناء الإسلام البسطاء من أجل تنصيرهم تحت إغراء المال وسطوة الشهوات .
وأي دين هذا يا' بنيديكت ' يدعو للعنف ولا تجد فيه إلا ما هو شرير ولا إنساني ؟ أسوق لك بعضًا من نصوص كتابك 'الكتاب المقدس' الذي تؤمن به لتعرف من هذا الدين الذي قصدته بالعنف والإرهاب .
ففي كتابك يقول في سفر إشعيا [ 13 : 16 ] [[ وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم ]]
وفي سفر هوشع [ 13 : 16 ] [[ تجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها . بالسيف يسقطون . تحطم أطفالهم ، والحوامل تشق ]]
وفي سفر [حزقيال 9: 5] اعبروا في المدينة وراءه [أي يهوذا] واضربوا. لا تشفق أعينكم ولا تعفوا: الشّيخ والشّابّ والعذراء والطّفل والنّساء: اقتلوا للهلاك... نجّسوا البيت واملئوا الدّور قتلى ... '
أي دين هذا يا بابا الفاتيكان الذي يأمر بقتل الأطفال , ويأمر بشق بطون الحوامل ؟ هل هناك إرهاب وعنف وشر أكثر من ذلك .
وفي كتابك بالعهد الجديد يقول على لسان المسيح وهو مما نسب إليه براء جاء في كتاب متى [ 10 : 34 ] : [[ لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لألقي سَلامًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لألقي سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً.فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا ]] .
وورد في لوقا [ 19 : 27 ]: [[ أما أعدائي الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحـوهم قدامـي !
عرفت الآن ما هو الدين الذي يدعو للشر , وأين هذه النصوص من رحمة الإسلام التي ظهرت واضحة في وصية أبي بكر الصديق لأسامة ابن زيد والتي استقاها من تعاليم النبي _صلى الله عليه وسلم_ حين قال مخاطباً أسامة وجنده : ' أيها الناس قفوا أوصكم بعشر فاحفظوها عني' لا تخونوا, وتغلوا, ولا تغدروا, ولا تمثلوا, ولا تقتلوا طفلاً صغيرًا ولا شيخًا كبيرًا ولا امرأةً, ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه, ولا تقطعوا شجرةً مثمرةً, ولا تذبحوا شاةً ولا بقرةً ولا بعيرًا إلا لمأكل, وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له, وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان من الطعام, فإذا أكلتم منها فاذكروا اسم الله عليه'.
وتأمل يا بابا الفاتيكان كلام المنصفين من غير المسلمين لتتعرف على عظمة الإسلام وسماحته .
قال الكاتب[جوستاف لوبون]
'ما عرف التاريخ فاتحًا أرحم من العرب , وإن العرب هم أول من علم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين , والسهولة العجيبة التي ينتشر بها القرآن في العالم شاملة للنظر تمامًا فالمسلم أينما مر ترك خلفه دينه وبلغ عدد أشياع النبي ملايين كثيرة في البلاد التي دخلها العرب بقصد التجارة [لا فاتحين ] كبعض أجزاء الصين وأفريقيا الوسطى وروسية وتم اعتناق هذه الملايين للإسلام طوعًا , لا كرهًا ولم يسمع أن الضرورة قضت بإرسال جيوش مع هؤلاء التجار العرب المسلمين لمساعدتهم ويتسع نطاق الإسلام بعد أن يقيمه هؤلاء في أي مكان كان'.
ويقول الفيلسوف [رينان]
' إن راهبًا دينيًا أوربيًا هو الكاردينال ' أكزيمنيس' شارك في أكبر جريمة ضد المعرفة بإصداره أمرًا بإحراق كتب المسلمين في غرناطة في أعقاب سقوط الفردوس الإسلامي هناك وكان المرسوم الذي أصدره يقضي بإحراق ثمانين ألف مخطوطة عربية في الأماكن العامة بغرناطة '.
ويقول الفيلسوف الإنكليزي [ توماس كارليل ]
' الحق أقول لقد كان أولئك العرب قومًا أقوياء النفوس كأن أخلاقهم سيول دفاقة لها شدة حزمهم وقوة إرادتهم أحصن سور وأمنع حاجز وهذه وأبيكم أم الفضائل وذروة الشرف الباذخ وقد كان أحدهم يضيفه ألد أعدائه فيكرم مثواه , ونحن نعلم أن صلاح الدين الأيوبي أرسل طبيبه الخاص لمداواة ريتشارد قلب الأسد قائد الحملات الصليبية على المسلمين وبيت المقدس عندما علم أنه مريض , وينحر له فإذا أزمع الرحيل خلع عليه وحمّله وشيعه , ثم هو بعد كل ذلك لا يحجم عن أن يقاتله متى عادت به إليه الفرص , وكان العربي أغلب وقته صامتًا فإذا قال أفصح إني لأعرف عنه أنه كان كثير الصمت , يسكت حيث لا موجب للكلام' .
هذا هو الإسلام يا 'بنيديكت' وهذه هي سماحته , ونحمد الله أنه أظهر وجهك الحقيقي , وأبان لنا مافي قلبك وأجراه على لسانك .
وأقول لك عفوًا لقد أخطأت الرمي هذه المرة , واعتقدت أن تصريحات المشينة عن الإسلام ستمر مرور الكرام , لكن اعلم أن تصريحاتك أشعلت في القلوب نار الغيرة على الدين , وأيقظت الكثير من النائمين في مستنقع حوار الأديان .
أما من لم تؤثر فيه هذه الإساءات , واعتقد في جدوى حوار الأديان فسنكبر عليه أربعًا, ونصلي عليه , فقد أصبح من الأموات .

كلسينا
09-22-2006, 08:16 PM
سؤال قيم وفي محله ولكن هل ترى أن هناك سبيلاً أخر غير الجهاد وبكافة أشكاله .. وأولى خطوات هذا الجهاد تتمثل في وضع خطة عمل جادة ودقيقة تحدد فيها الأولويات وطرق وكيفية تحقيقها على أن يتم التركيز في البداية وحصراً على إعادة بناء المجتمع المسلم الواحد الموحد على الكتاب والسنة .. لا بد من تأهيل كوادر إسلامية وفي كافة المجالات قادرة على قيادة هذه المسيرة والوصول بها لبر الأمان ..

رب قائل يقول هذا كلام جيد ولكنه نظري وهنا نقول وإن يكن فهل هناك سبيل أخر ننطلق منه فمن كان لديه خيار أخر فلا يبخل علينا به وجزاه الله تعالى كل خير حسناً لماذا لا تدخل وتناقش معنا الموضوع المطروح في التوقيع .
ننتظر مشاركتك إن شاء الله .