23 شعبان 1115هـ ـ 1703م

هو السلطان العشرون في ترتيب سلاطين الدولة العثمانية، مصطفى الثاني بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني، وُلد سنة 1074هـ، وتولى الخلافة سنة 1106هـ، وكان شجاعًا فقرر أن يقود الجيوش بنفسه ليبث الحمية في قلوب الجنود، وكانت الدولة العثمانية وقتها في حالة حرب مستمرة وطاحنة ضد الروس والنمساويين، فكان لخروجه لقيادة الجيوش أثر طيب وحقق عدة انتصارات على الروس والبولنديين والمجريين ولكنه نال هزيمة مهينة أمام النمساويين أثرت على معنوياته هو وجنوده.
شهد عهد مصطفى الثاني تراجعًا كبيرًا للمد الإسلامي في أوروبا الشرقية ومنطقة البلقان حيث أجبرت الدولة العثمانية على توقيع عدة معاهدات مثل معاهدة كارلوفتس تنازلت بموجبها الدولة عن الكثير من أجزائها في أوروبا لصالح روسيا والمجر والنمسا، ولم تبق هناك دولة نصرانية واحدة تدفع الجزية للعثمانيين، وسرت روح الانهزامية في نفوس الجند، كما شهد عصر مصطفى الثاني لأول مرة تحالف الدول الأوروبية النصرانية فيما بينهما على اختلاف مذاهبها ـ روسيا أرثوذكسية والنمسا كاثوليكية ـ على محاربة العثمانيين والعمل على تقسيمها.
وقد استقال الصدر الأعظم حسين كوبريلي سنة 1114هـ، فثار الإنكشارية على من خلفه، وتدخلوا في مجريات الأمور حتى قاموا بعزل السلطان مصطفى الثاني في شهر ربيع الآخر سنة 1115هـ وولوا أخاه أحمد الثالث مكانه، فما لبث أن مات مصطفى الثاني مهمومًا محزونًا في 23 شعبان 1115هـ وهو دون الأربعين.