تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هذه أمى عائشة رضى الله عنها أم المؤمنين فأين امكم أيها الشيعة؟



الصفحات : 1 [2]

عبد الله بوراي
11-26-2007, 04:26 PM
ما كان للوسواس الخناس إلا أن يرجع ولو مُكرهاً

إنها سُنة الله

ولن تجد لسنة الله تبديلا .

سيرجع

سيرجع

هنا الحقيقه
11-26-2007, 04:28 PM
اضحك الله سنك اخي الحبيب

وانا لا اظن انه سوف يرجع والا سوف يندم على عدد شعر راسه

عبد الله بوراي
11-26-2007, 04:30 PM
ولن تجد لسنة الله تبديلا

عبد الله بوراي
11-26-2007, 05:40 PM
في إنتظار بيضة الديك

وسيبيضها

حثماً

عبد الله

هنا الحقيقه
11-26-2007, 05:53 PM
المقلاة جاهزة

فللن ندعها تسقط في الارض فمن الديك اللى المقلاة

فقط حظر الزيت اخي عبد الله:)

الراية الخضراء
11-26-2007, 06:06 PM
ههههههههههههه
لقد حضرت البيضة ولكن الكهرباء انقطعت
وهاهي تعود
نعود الى الموضوع
ان بيت عائشة يلاصق بيت حفصة ويقعان في جهة القبلة من المسجد وبيت عائشة له باب ذو مصراع واحد
اما القبر الشريف ففي الجانب الشرقي من المسجد وله باب ذو مصراعين
ومساحة بيت عائشة اكبر من مساحة الغرفة التي دفن فيها الرسول(صلى الله عليه وآله)
ابن عساكر: وباب البيت شامي... وفاء الوفاء ج2 ص542و459و460 ..!!
صحيح البخاري ط سنة 1309ه / ج1 ص229و226، وطبقات ابن سعد / ج8 ص119، وفتح الباري / ج4 ص236 عن أحمد والنسائي، ووفاء الوفاء / ج2 ص541 و 542..!!

هنا الحقيقه
11-26-2007, 06:22 PM
صدق فيك اخي عبد الله ظنه وقال سوق ياتي

ومساحة بيت عائشة اكبر من مساحة الغرفة التي دفن فيها الرسول(صلى الله عليه وآله)

وهذا هو المطلوب ومن قال لك ان بيت عائشة من غرفة واحدة فقط ؟

ثم يا ذكي ويا فهيم الم احذرك من الفخ الذي قد ججهزته لك
ام انت من النوع امتهور والذي لا يقبل نصيحة

اخبرني باللله عليكك وقد اقسمت عيك

اذا كان رسول الاله لم يدفن في بيت عائشة وغرفتها
لما عندما مات الحسن بن علي رضي الله عنهما
استرخص عائشة في دفنه قرب رسول الله حسب قول الشيعة

ولم يدفن معه وخاصة انه ليس بيت عائشة ؟

ولماذا عمر بن الخطاب استرخص وسال عائشة ان يدفن قرب رسول الله وكانت حفصة ابنته زوجة رسول الله

ولم يسترخص من حفصة ولا من باقي زوجات رسول الله

يا الراية الخضراء يا ذكي يا عالم يا فهيم
حذرناك لكنك لم تسمع لان كرهك وبغضك اشد من طلبك للفهم والحق

وسوف اترك لاخي عبد الله ان يجيبك باية من القرءان او حديث من رسول الله
وشيء من البللاغة التي لن تستطيع ان تفهمها واعلم انك سوف تستعجمها

فكيف يفتح على قلبك الله تعاللى وانت تبغض زوجة رسوله وام المؤمنين
الصديقة بنت الصديق

عبد الله بوراي
11-27-2007, 03:06 PM
ههههههههههههه
لقد حضرت البيضة ولكن الكهرباء انقطعت
وهاهي تعود
نعود الى الموضوع
ان بيت عائشة يلاصق بيت حفصة ويقعان في جهة القبلة من المسجد وبيت عائشة له باب ذو مصراع واحد
اما القبر الشريف ففي الجانب الشرقي من المسجد وله باب ذو مصراعين
ومساحة بيت عائشة اكبر من مساحة الغرفة التي دفن فيها الرسول(صلى الله عليه وآله)
ابن عساكر: وباب البيت شامي... وفاء الوفاء ج2 ص542و459و460 ..!!
صحيح البخاري ط سنة 1309ه / ج1 ص229و226، وطبقات ابن سعد / ج8 ص119، وفتح الباري / ج4 ص236 عن أحمد والنسائي، ووفاء الوفاء / ج2 ص541 و 542..!!

عذر أقبح من ذنب
وما لنا أن نقول عود على بداء
إلا
صدق الله العظيم
والحمد لله رب العالمين
ما كان لفراسة المؤمن أن تُخطىء
فلله الحمد وحده

عبد الله

هنا الحقيقه
11-27-2007, 05:39 PM
اين هو ؟؟؟؟

الراية الخضراء
11-27-2007, 06:18 PM
دائما تغالطون كتبكم

عبد الله بوراي
11-28-2007, 01:50 PM
دائما تغالطون كتبكم

هل تعرف تفك الخط .............؟
http://www.el-ahly4ever.com/gif/1/4/1.gif (http://img.el-ahly4ever.com)

الراية الخضراء
11-28-2007, 04:25 PM
الحياء من الايمان
تقصد الحياء شعبة من الايمان

عبد الله بوراي
11-28-2007, 04:55 PM
ياوله
وعرفت كل ذا لوحدك !!!!!!

عبد الله

الراية الخضراء
11-28-2007, 06:47 PM
قلي بربك مالذي ترمي اليه
وارجوا ان توضح بالكامل

عبد الله بوراي
11-29-2007, 09:15 AM
قلي بربك مالذي ترمي اليه
وارجوا ان توضح بالكامل

لو لم تستحلفنى ما عبرتُتكَ..........
ولكن الله ربى
فاستمع
وما أراك ممن شرح الله له صدراً
فقد قال لى قائل أتركه فقد خُثم على قلبهِ ( فلا الإيمان بنافد إليه ولا الزيغ بخارج منه)
وإنه لا يعلم الكوع من البوع.
وكما قلت ........... ولكن الله ربى
وقد أقسمت علىَّ به
فما كان لعبد الله إلا أن يُحنى هامته لله.
تستدل بهذا الحديث دون عِلم بسندهِ وقد كُنت ومن سار على نهجكَ جريئاً في النيل منه
إنه الصحابى الجليل القدر , الذى وصفتموه ونعتموه بما يُخجل من إعادته .
سأنقل إليك متن وسند الحديث المرفوع . ( وعلك تفهم _ يوماً_ ) ما نرمى إليه:_
((( فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله http://alminbar.net/images/salla-icon.gif قال: (( الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان )))

صحيح البخاري : كتاب الأدب باب الحياء 7/ 100 وصحيح مسلم : كتاب الإيمان باب الحياء شعبة من الإيمان 2/6 .
هل وصلتك المعلومة .................؟

إن الله إذا أراد أن يهلك عبدأ نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتا، فإذا لم تلقه إلا مقيتا نزعت منه الأمانة فإذا نزعت منه الأمانة لم تلقه إلا خائنا مخونا ، فإذا لم تلقه إلا خائنا مخونا نزعت منه الرحمة، فإذا نزعت منه الرحمة لم تلقه إلا رجيما ملعنا ، فإذا لم تلقه إلا رجيما ملعنا نزعت منه ربقة الإسلام .
http://img410.imageshack.us/img410/3009/50465234vs3.jpg (http://imageshack.us)

عبد الله

الراية الخضراء
11-29-2007, 05:15 PM
فانظر اي الفريقين ينطبق عليه الحديث اي انه عنده حياء في الدين
انا عن نفسي متمسك بمعتقدي ولا احيد عنه اذ عرفت الاخضر من اليابس
ولا اتبع الا الاخضر

عبد الله بوراي
11-29-2007, 05:18 PM
فانظر اي الفريقين ينطبق عليه الحديث اي انه عنده حياء في الدين
انا عن نفسي متمسك بمعتقدي ولا احيد عنه اذ عرفت الاخضر من اليابس
ولا اتبع الا الاخضر
وما هو معتقدُك الذى أنت مُتمسكٌ به.............؟

وبالمناسبة
كم هو لطيف منك لو ألقيت بعضاً من
ظلالك حول ما كُتب في هذا الموضوع
( وهناك)
وهذا هو الرابط
http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=25388
عبد الله

الراية الخضراء
11-29-2007, 05:26 PM
شوف اخ عبدالله لكل قاعدة شواذ
انا لا انكر انه يوجد اناس قد سفهوا المذهب
يوجد الكثير من الذين وقتوا لظهور الامام الحجة ويوجد من شوهوا الدين بحجة التسريع بالظهورالشريف
ويوجد من عمل بالدعارة بحجة المتعة ويوج ويوجد وووووووووووووو
الى آخره ولكن صدقني اخ عبدالله كل هذا هو من الفتن التي نمر بها
اما ما انا متمسك به فساوجزه لك بثلاث اسطر
لا اله الا الله
محمد رسول الله
علي ولي الله وخليفة رسول الله والامامة في ولده الى يوم الدين

عبد الله بوراي
11-29-2007, 05:33 PM
شوف اخ عبدالله لكل قاعدة شواذ
انا لا انكر انه يوجد اناس قد سفهوا المذهب
يوجد الكثير من الذين وقتوا لظهور الامام الحجة ويوجد من شوهوا الدين بحجة التسريع بالظهورالشريف
ويوجد من عمل بالدعارة بحجة المتعة ويوج ويوجد وووووووووووووو
الى آخره ولكن صدقني اخ عبدالله كل هذا هو من الفتن التي نمر بها
اما ما انا متمسك به فساوجزه لك بثلاث اسطر
لا اله الا الله
محمد رسول الله
علي ولي الله وخليفة رسول الله والامامة في ولده الى يوم الدين

ما شاء الله عِلم غزير
بس
من الشاذ عن القاعدة.............؟
أنت
أم فريق 11+1.................؟

عبد الله

الراية الخضراء
11-29-2007, 05:43 PM
حشا لله ان اشذ يوما او احيد
وانا من فريق 12 ولا اغيره حتى القى الله به

عبد الله بوراي
11-29-2007, 05:49 PM
حشا لله ان اشذ يوما او احيد
وانا من فريق 12 ولا اغيره حتى القى الله به

وعلى هذا الأساس فأنت تقول بقولهم
في أم المؤمنين عائشة
وفي صحابة رسول الله
( ولن أُسرد لك بقية الموبقات , حتى لا تُشعب الحديث)
أليس كذلك................؟
أم أنك في هذه الناحية ( من الشواذ)..............؟
عبد الله

الراية الخضراء
11-29-2007, 07:11 PM
انا لا اقول بحق عائشة الا ما قال التاريخ وشهد علمائكم على هذا
في كرهها لامير المؤمنين (عليه السلام) وحرب الجمل والحادثة التي ذكرها القران وهي افشاء سر امر الرسول (صلى الله عليه وآله)بعدم افشائه وصار ما صار
اما ما عداه فهو تلفيق عليها وحاشا رسول الله

عبد الله بوراي
11-30-2007, 08:51 AM
بردك هذا
أقفل معك الحديث.....


http://img340.imageshack.us/img340/4110/37558732qi8.jpg (http://imageshack.us)

الراية الخضراء
11-30-2007, 02:30 PM
ذالك شانك
انا لا اصدق واقر به الا ما شهد له الطرفان
وما قلته لك يؤكده القران وعلمائكم وعلمائنا

هنا الحقيقه
12-01-2007, 06:49 PM
راية الخضراء لماذا لم تجب عن كلامي الذي سالتك فيه حول الحسن بن علي وعمر بن الخطاب وطلبهم الرخصة في ان يدفنا جنب رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ؟
ولا تتهرب او تبتعد عن لب واصل الموضوع

الراية الخضراء
12-01-2007, 07:13 PM
اما عمر فلا اعرف هذه الرواية
واما الامام الحسن (عليه السلام) فقد طلب من اخيه الاما الحسين (عليه السلام) ان يدفنه قرب جده رسول الله(صلى الله عليه وآله) وقد قال له ان منعوك لا تقاتلهم وبالفعل خرجت عائشة ومعها جمع لمنعهم من دفن ابن بنت رسول الله فارتجز ابن عباس (رضي الله عنه) في وجهها
تجملتي تبغلتي وان عشتي تفيلتي
لك التسع من الثمن وبلكل تملكتي

هنا الحقيقه
12-01-2007, 07:35 PM
لم تجب لما
طلبوا موافقة عائشة ولم يطلبوا موافقة الغير ؟

هلا تخبرني بدون لف ولا دوران وان احببت ان اجلب لك روايات من كتبكم

الراية الخضراء
12-01-2007, 08:46 PM
نورنا الله ينورك

الهاوي
12-12-2007, 03:16 AM
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




انا لا اقول بحق عائشة الا ما قال التاريخ وشهد علمائكم على هذا

قالوا بأنها زوجة النبي عليه الصلاة و السلام في الدنيا و الآخرة و قالوا بأنها أم لكل مؤمن على وجه الأرض

و قالوا بأنها أحب النساء إلي النبي عليه الصلاة و السلام و أنها رضي الله عنها أفقه نساء الأمة


في كرهها لامير المؤمنين (عليه السلام)

هذا كذب محض و إفك

فهل تثبت لنا هذا الكره و متى بدأ يا عزيزي!!!؟؟



وحرب الجمل

علي رضي الله عنه هو من خرج ليحارب أمه عائشة رضي الله عنها و ليس العكس

فهو كان في المدينة المنورة - و هي ذهبت إلي البصرة لقتال قتلة عثمان رضي الله عنه

فلو أرادة حربه لذهبت إليه في المدينة - أليس كذلك !!؟؟

و عموما

عائشة و بقية أمهات المؤمنين رضي الله عنهن

هن أمهات لعلي و فاطمة و الحسين و الحسين رضي الله عنهم

فكل مؤمن على وجه الأرض - تكون أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أما لهم



والحادثة التي ذكرها القران وهي افشاء سر امر الرسول (صلى الله عليه وآله)بعدم افشائه وصار ما صار

سبحان الله

ما هو هذا السر الذي يدندن حوله الإمامية و غيرهم !!؟؟

فالذي يقرأ كلامك يعتقد بأن السر كاد يهزم المسلمين أو يغير مجرى التاريخ !!؟؟

فالله سبحانه و تعالى يربي أمهات المؤمنين رضي الله عنهن كما ربى النبي عليه الصلاة و السلام من قبل

و كما ربى الصحابة رضوان الله عليهم - بتحذيرهم تارة - و بعتابهم تارة أخرى - و بتوجيهم و ..الخ من الأساليب القرآنية


اما ما عداه فهو تلفيق عليها وحاشا رسول الله

يا ريت يكون هذا الكلام موجه للإمامية و علمائها

/////////////////////////////////////////////////

عيون العراق
12-23-2007, 01:08 AM
تعلمي الكتابة أولاً من ثم أهلاً

عيون العراق
12-23-2007, 02:35 AM
- سيدة نساء العالمين .
- البتول .
- الزهراء .
- الصديقة .
- الطاهرة .
- المطهرة .
- ام ابيها .
- الشهيدة .
- المحتسبة .
- الكوثر .
- المحدثة .
- الزكية

عبد الله بوراي
12-23-2007, 08:09 AM
صدقتِ والصدق عندكم عملة نادرة
هو فعلاً ما يحتاج ......................
مع نِدا للأخ المراقب للنظر في التصحيف بعين التصحيح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد الله

عيون العراق
12-23-2007, 09:20 AM
إن من الصعب المستصعب تحديد مكانة السيدة فاطمة الزهراء عند أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن الصحيح أن يقال: أنه خارج عن قدرة القلم واللسان، والتحليل والبيان، ويمكن لنا أن نجمل القول ونوجزه فنقول:
كانت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) قد حلّت في أوسع مكان من قلب أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووقعت في نفسه الشريفة أحسن موقع.
فكان النبي يحبها حباً لا يشبه محبة الآباء لبناتهم، إذ كان الحب مزيجاً بالاحترام والتعظيم، فلم يعهد من أي أبٍ في العالم ما شوهد من الرسول تجاه السيدة فاطمة الزهراء.
ولم يكن ذلك منبعثاً من العاطفة الأبوية فحسب، بل كان الرسول ينظر إلى ابنته بنظر الإكبار والإجلال وذلك لما كانت تتمتع به السيدة فاطمة من المواهب والمزايا والفضائل، ولعله (صلى الله عليه وآله) كان مأموراً باحترامها وتجليلها فما كان يَدَعُ فرصة أو مناسبة تمرّ به إلاّ وينوّه بعظمة ابنته، ويشهد بمواهبها ومكانتها السامية عند الله تعالى وعند الرسول (صلى الله عليه وآله).
مع العلم أنه لم يُسمع من الرسول ذلك الثناء المتواصل الرفيع ولا معشاره في حق بقية بناته، ولم يكن ثناؤه عليها اندفاعاً للعاطفة والحب النفسي فقط، بل ما كان يسع له السكوت عن فضائل ابنته ودرجتها السامية عند الله تعالى. ولو لم يكن لها عند الله تعالى فضل عظيم لم يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يفعل معها ذلك إذ كانت ولده وقد أمر الله بتعظيم الولد للوالد، ولا يجوز أن يفعل معها ذلك، وهو بضدّ ما أمر به أمته عن الله تعالى، وكان ذلك كله لأسباب منها: كشفاً للحقيقة، وإظهاراً لمقام ابنته عند الله وعند الرسول، وكان الرسول يعلم ما سيجري على ابنته العزيزة من بعده من أنواع الظلم والاضطهاد والإيذاء وهتك الحرمة، ولهذا أراد الرسول أن يتمّ الحجة على الناس، حتى لا يبقى لذي مقالٍ مقالُ أو عذر، وإليك هذه الأحاديث التي تدل على ما كانت تتمتع به السيدة فاطمة من المكانة في قلب الرسول (صلى الله عليه وآله):
في العاشر من البحار: روى القاضي أبو محمد الكرخي في كتابه عن الإمام الصادق (عليه السلام) قالت فاطمة (عليها السلام): لما نزلت (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً) هُبتُ رسول الله أن أقول له: يا أبة. فكنت أقول: يا رسول الله. فأعرض عني مرة أو اثنتين أو ثلاثاً، ثم أقبل عليَّ فقال: يا فاطمة إنها لم تنزل فيكِ ولا في أهلكِ ولا في نسلكِ، أنت مني وأنا منك، إنما نزلت في أهل الجفاء والغلظة من قريش أصحاب البذخ والكبر، وقولي: يا أبة. فإنها أحيى للقلب وأرضى للرب.
أيضاً عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت: ما رأيت أحداً أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله (صلى الله عليه وآله) من فاطمة، كانت إذا دخلت عليه رحّب بها وقبَّل يديها وأجلسها في مجلسه، فإذا دخل عليها قامت إليه فرحبَّت به وقبّلت يديه.. الخ.
وسأل بزل الهروي للحسين بن روح قال: كم بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: أربع. فقال: أيتهن أفضل؟ قال: فاطمة، قال: ولِمَ صارت أفضل وكانت أصغرهن سناً، وأقلهن صحبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ قال: لخصلتين خصّها الله بهما:
1 - أنها ورثت رسول الله (صلى الله عليه وآله).
2 - نسل رسول الله منها، ولم يخصّها الله بذلك إلاّ بفضل إخلاص عرفه من نيّتها.
وفي كتاب مقتل الحسين للخوارزمي عن حذيفة قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا ينام حتى يقبل عرض وجنة فاطمة..
وعن ابن عمر: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قبّل رأس فاطمة وقال: فداكِ أبوكِ، كما كنت فكوني. وفي رواية: فداكِ أبي وأمي.
وفي ذخائر العقبى عن عائشة: قبّل رسول الله (صلى الله عليه وآله) نحر فاطمة. وفي رواية: فقلت: يا رسول الله فعلتَ شيئاً لم تفعله؟ فقال: يا عائشة إني إذا اشتقت إلى الجنة قبّلت نحر فاطمة.
وروى القندوزي عن عائشة قالت: كان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا قدم من سفر قبّل نحر فاطمة وقال: منها أشمّ رائحة الجنة.
أقول: قد ذكرنا شيئاً من هذه الأحاديث في أوائل الكتاب.
وبهذه الأحاديث الآتية - الصحيحة عند الفريقين - يمكن لنا أن نطّلع على المزيد من الأسباب والعلل التي كوّنت في سيدة النساء تلك القداسة والعظمة والجلالة:
1 - قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم (امرأة فرعون) ومريم بنت عمران(1) (http://www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/12.htm#1).
2 - وقال أيضاً: خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وآسيا بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد(2) (http://www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/12.htm#2).
3 - وقال أيضاً: حسبك من نساء العالمين: مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية بنت مزاحم(3) (http://www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/12.htm#3).
هذه أحاديث ثلاثة تصرّح بتفضيل هذه السيدات الأربع على سائر نساء العالم، ولكنها لا تصرّح ببيان الأفضل من تلك الأربع، ولكن الأحاديث المتواترة المعتبرة تصرّح بتفضيل السيدة فاطمة الزهراء عليهن وعلى غيرهن.
ونحن لا نشك في ذلك، بل نعتبره من الأمور المسلّمة المتفق عليها لأنها بضعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا نعدل بها أحد، ولم ننفرد بهذه الحقيقة، بل وافقنا على ذلك الكثير الكثير من العلماء والمحدثين المنصفين من المتقدمين منهم والمتأخرين والمعاصرين، بل صرّح بذلك بعضهم، وإليك بعض أقوال أولئك الأعلام:
عن مسروق قال: حدثتني عائشة أم المؤمنين قالت: إنا كنا أزواج النبي عنده لم تغادر منا واحدة، فأقبلت فاطمة تمشي، لا والله ما تخفي مشيتها من مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما رآها رحَّب بها وقال: مرحباً بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارها(4) (http://www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/12.htm#4) فبكت بكاءً شديداً، فلما رأى حزنها سارّها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها - أنا من بين نسائه -: خصّك رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالسرّ‍ من بيننا، ثم أنت تبكين! فلما قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) سألتها: عمّا سارّك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله سره، فلما توفي قلت لها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني! قالت: أما الآن فنعم، فأخبرتني قالت: سارَّني في الأمر الأول فإنه أخبرني أن جبرائيل كان يعارضه (القرآن) كل سنة(5) (http://www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/12.htm#5) وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلاّ وقد اقترب، فاتقي الله واصبري فإني نعم السلف أنا لك، قالت: فبكيت بكائي الذي رأيتِ، فلما رأى جزعي سارّني الثانية قال: يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة؟(6) (http://www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/12.htm#6).
وفي رواية البغوي في (مصابيح السنة): ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين؟
وفي رواية الحاكم النيسابوري في المستدرك: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء هذه الأمة، وسيدة نساء المؤمنين؟
والأحاديث التي تصرّح بسيادتها وتفضيلها على نساء العالمين كثيرة جداًّ، وجُلّها مروية عن عائشة، وعن عمران بن حصين، وعن جابر بن سمرة وعن ابن عباس وأبي بريدة الأسلمي وغيرهم، وقد روى البخاري هذا الحديث في الجزء الرابع (صلى الله عليه وآله)203 من صحيحه، وعدد كثير من علماء العامة كالقسطلاني والقندوزي والمتقي والهيثمي والنسائي والطحاوي وغيرهم ممن يطول الكلام بذكرهم.
ولقد ورد هذا الحديث بطرق عديدة، وفي بعضها: أن سبب ضحكها هو إخبار النبي لها بأنها أول أهل بيته لحوقاً به، وفي بعضها أن سبب ضحكها أو تبسّمها هو إخبار النبي لها أنت سيدة نساء العالمين.
ولكن روى أحمد بن حنبل حديثاً يجمع بين هاتين الطائفتين من الأحاديث: بإسناده عن عائشة قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية الرسول (صلى الله عليه وآله) فقال: مرحباً بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أنه أسرَّ إليها حديثاً فبكت، ثم أسرَّ إليها حديثاً فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن، فسألتها عما قال: فقالت: ما كنت لأُفشي سرَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى إذا قُبض النبي سألتها؟ فقالت: إنه أسرَّ إليّ فقال: إن جبرائيل كان يعارضني بالقرآن في كل عام مرة، وإنه عارضني به العام مرتين ولا أراه إلاّ قد حضر أجلي، وأنك أول أهلي لحوقاً بي ونعم السلف أنا لكِ، فبكيت لذلك، ثم قال: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأُمة أو نساء المؤمنين؟ قالت: فضحكتُ(7) (http://www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/12.htm#7).
وقد روى البخاري في صحيحه ج5 ص21و29: أَن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها فقد أغضبني.
وروى البخاري عن أبي الوليد: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني.
وقد ورد هذا الحديث بألفاظ متنوعة ومعاني متحدة كقوله (صلى الله عليه وآله):
فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها، ويغضبني ما أغضبها.
فاطمة بضعة مني، يقبضني ما يقبضها، ويبسطني ما يبسطها(8) (http://www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/12.htm#8).
فاطمة شجنة مني(9) (http://www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/12.htm#9)، فاطمة مضغة مني فمن آذاها فقد آذاني.
فاطمة مضغة مني، يسرني ما يسرّها.
يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك يرضى لرضاكِ.
فمن عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها فهي بضعة مني.
هي قلبي وروحي التي بين جنبيّ، فمن آذاها فقد آذني.
إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها.
وقد روى هذه الأحاديث أكثر من خمسين رجلاً من رجال الحديث والسنن، كأحمد بن حنبل والبخاري وابن ماجة والسجستاني والترمذي والنّسائي وأبو الفرج والنيسابوري وأبو نعيم والبيهقي والخوارزمي وابن عساكر والبغوي وابن الجوزي وابن الأثير وابن أبي الحديد والسيوطي وابن حجر والبلاذري وغيرهم ممن يعسر إحصاؤُهم، وقد ذكرنا شيئاً من تلك الأحاديث مع مصادرها في أوائل الكتاب.
وقد وقعتْ هذه الأحاديث موقع الرضا والقبول من الصحابة والتابعين لتواترها وصحة إسنادها وشهرتها في الملأ الإسلامي.
أما الصحابة فلنا في المستقبل مجال واسع لاعتراف بعضهم بصحة هذا الحديث وسماعه من الرسول (صلى الله عليه وآله).
وأما التابعون فقد روى أبو الفرج في الأغاني ج8 ص307 بإسناده قال: دخل عبد الله بن حسن على عمر بن عبد العزيز وهو حديث السن وله وفرة، فرفع مجلسه، وأقبل عليه وقضى حوائجه، ثم أخذ عُكنة من عُكنه(10) (http://www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/12.htm#10) فغمز (بطنه) حتى أوجعه وقال له: أذكرها عندك للشفاعة.
فلما خرج (عبد الله بن حسن) لامَه أهله(11) (http://www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/12.htm#11) وقالوا: فعلتَ هذا بغلام حديث السن، فقال: إن الثقة حدثني حتى كأني أسمعه من فيّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (إنما فاطمة بضعة مني يسرني ما يسرّها) وأنا أعلم أن فاطمة لو كانت حيَّة لسرّها ما فعلت بابنها، قالوا: فما معنى غمزك بطنه وقولك ما قلت؟ قال: إنه ليس أحد من بني هاشم إلاّ وله شفاعة، فرجوت أن أكون في شفاعة هذا.
قال السمهودي - بعد إيراده حديث فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويريبني ما أرابها -: فمن آذى شخصاً من أولاد فاطمة أو أبغضه جعل نفسه عُرضة لهذا الخطر العظيم، وبضده (وبالعكس) من تعرَّض لمرضاتها في حبّهم وإكرامهم.
وقال السهيلي: هذا الحديث يدل على أن من سبّها كفر، ومن صلَّى عليها فقد صلَّى على أبيها، واستنبط أن أولادها مثلها لأنهم بضعة مثلها، وفكّ الفرع من أصله هو فكّ الشيء من نفسه وهو غير ممكن ومحال، باعتبار أن ذلك الفرع هو الشخص المعمول من مادة ذلك الأصل ونتيجته المتولدة منه - انتهى كلامه -.
أقول: لعل المقصود من الخطر العظيم الذي ذكره السمهودي هو إشارة إلى قوله تعالى: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعدَّ لهم عذاباً مهيناً) وقوله (والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم).
أيها القارئ الذكي: بعد الانتباه لهذه الآيات، وبعد الإمعان والتدبير في هذه الأحاديث والروايات ما تقول فيمن آذى فاطمة الزهراء؟؟!!
أعود إلى حديثي عن مدى حب النبي (صلى الله عليه وآله) لابنته السيدة فاطمة الزهراء:
من الصعب إحصاء الأحاديث التي تصرّح بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا أراد سفراً كان آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة (عليها السلام) وأول مَن يدخل عليها (بعد رجوعه من السفر) فاطمة، فقدم من غزاة، وقد علَّقت مسحاً أو ستراً على بابها، وحلَّت (من التحلية) الحسن والحسين قلبين من فضة، فقدم ولم يدخل، فظنت أن ما منعه أن يدخل دارها ما رأى، فهتكت الستر، وفكَّت القلبين من الصَّبيين، وقطعته منهما، فانطلقا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهما يبكيان، فأخذه منهما فقال: يا ثوبان اذهب بهذا إلى فلان، إن هؤلاء أهلي أكره أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا، يا ثوبان اشتر لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من عاج.
روى هذا الحديث الخطيب العمري في (مشكاة المصابيح) والطبري في (ذخائر العقبى) والنويري في ( نهاية الأرب) والقندوزي في (ينابيع المودة) والطبراني في ( المعجم الكبير) والزبيدي في (إتحاف السادة) وغيرهم.
وقد روى هذا الحديث من علمائنا: الشيخ الكليني في (الكافي) والطبرسي في (مكارم الأخلاق) أكثر تفصيلاً وتوضيحاً مع اختلاف يسير:
عن زرارة عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أراد سفراً سلم على أهله، ويكون آخر من يسلِّم عليه فاطمة (عليها السلام) فيكون وجهه إلى سفره من بيتها، وإذا رجع بدأ بها (أي يزورها قبل كل أحد) فسافر مرَّة وقد أصاب علي (عليها السلام) شيئاً من الغنيمة فدفعه إلى فاطمة فخرج، فأخذت سوارين من فضة، وعلّقت على بابها ستراً، فلما قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) دخل المسجد، فتوجَّه نحو بيت فاطمة كما كان يصنع، فقامت فرحة إلى أبيها صبابة وشوقاً إليه، فنظر فإذا في يدها سواران من فضة وإذا على بابها ستر، فقعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث ينظر إليها، فبكت فاطمة وحزنت وقالت: ما صنع هذا بي قبلها.
فدعت ابنيها، فنزعت الستر عن بابها، وخلعت السوارين من يديها ثم دفعت السوارين إلى أحدهما والستر إلى الآخر ثم قالت لهما: انطلقا إلى أبي، فأقرئاه السلام وقولا له: ما أحدثنا بعدك غير هذا، فشأنك به، فجاءاه، فأبلغاه ذلك عن أُمّهما، فقبَّلهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) والتزمهما وأقعد كل واحد منهما على فحذه، ثم أمر بذينك السوارين فكسرّهما وجعلهما قطعاً، ثم دعا أهل الصُّفة وهم قوم من المهاجرين، لم يكن لهم منازل ولا أموال فقسّمه بينهم قطعاً.. الخ.
هذا الحديث الذي تراه مشهوراً عند الفريقين، مروياً بطرق عديدة لعله يحتاج إلى شرح وتعليق، مع العلم إن رواة هذا الحديث لم يتطرقوا إلى شرح ما يلزم:
ليس المقصود من هذا الستر هو الستر المرخى على مدخل البيت عند فتح باب البيت، لأن هذا الأمر مستحب للمبالغة على التستر والحجاب، وحاشا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يغضب من سترٍ قد عُلّق على مدخل بيت فاطمة.
بل المقصود أن السيدة الزهراء (عليها السلام) كانت قد علَّقت على باب البيت (لا مدخل البيت) ستراً يستر الباب الخشبي، للزينة، المسمَّى في زماننا بـ(الديكور) تجملاً أو تجميلاً للباب وبعبارةٍ أخرى: ألبست الباب ثوباً - أي ستراً -، وليس هذا بحرام بل لأنه لا يتفق مع التزهد أو الزهد المطلوب من آل محمد (عليهم السلام) والمواساة المترقبة المتوقعة منهم، ونفس هذا الكلام يأتي في موضوع السوار والقلادة.
وبناءاً على صحة هذا الحديث كان الأفضل للسيدة الزهراء (عليها السلام) أن تنفق ذلك الستر في سبيل الله بسبب الحاجة الماسَّة إليه، لكثرة الفقراء، وشدَّة الفقر المدقع عند فقراء المهاجرين - من باب المواساة والإيثار -.
وروى ابن شاهين في (مناقب فاطمة) عن أبي هريرة وثوبان هذا الحديث مع تغيير يسير، إلى أن قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فعلتْ، فداها أبوها - ثلاث مرات - ما لآل محمد وللدنيا؟ فإنهم خلقوا للآخرة، وخُلقت الدنيا لهم.
وفي رواية أحمد بن حنبل: فإن هؤلاء أهل بيتي، ولا أُحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا.
ويستفاد من هذا التعليل أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يحب أن ينقص حظ ابنته فاطمة الزهراء من الأجر والثواب في الآخرة، لأن مرارة الحياة وخشونة العيش في الدنيا لهما تعويض في الآخرة، وبهذا الحديث الآتي يتضح ما قلنا:
في العاشر من البحار عن تفسير الثعلبي عن جعفر بن محمد (عليه السلام) وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قالا: رأى النبي (صلى الله عليه وآله) فاطمة وعليها كساء من أجلّه الإبل، وهي تطحن بيديها، وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا بنتاه تعجّلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة، فقالت: يا رسول الله الحمد لله على نعمائه، والشكر لله على آلائه، فانزل الله: (ولسوف يعطيك ربك فترضى).

عبد الله بوراي
12-23-2007, 01:33 PM
إن من الصعب المستصعب تحديد مكانة السيدة فاطمة الزهراء عند أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن الصحيح أن يقال: أنه خارج عن قدرة القلم واللسان، والتحليل والبيان، ويمكن لنا أن نجمل القول ونوجزه فنقول:
كانت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) قد حلّت في أوسع مكان من قلب أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووقعت في نفسه الشريفة أحسن موقع.
فكان النبي يحبها حباً لا يشبه محبة الآباء لبناتهم، إذ كان الحب مزيجاً بالاحترام والتعظيم، فلم يعهد من أي أبٍ في العالم ما شوهد من الرسول تجاه السيدة فاطمة الزهراء.
ولم يكن ذلك منبعثاً من العاطفة الأبوية فحسب، بل كان الرسول ينظر إلى ابنته بنظر الإكبار والإجلال وذلك لما كانت تتمتع به السيدة فاطمة من المواهب والمزايا والفضائل، ولعله (صلى الله عليه وآله) كان مأموراً باحترامها وتجليلها فما كان يَدَعُ فرصة أو مناسبة تمرّ به إلاّ وينوّه بعظمة ابنته، ويشهد بمواهبها ومكانتها السامية عند الله تعالى وعند الرسول (صلى الله عليه وآله).
مع العلم أنه لم يُسمع من الرسول ذلك الثناء المتواصل الرفيع ولا معشاره في حق بقية بناته، ولم يكن ثناؤه عليها اندفاعاً للعاطفة والحب النفسي فقط، بل ما كان يسع له السكوت عن فضائل ابنته ودرجتها السامية عند الله تعالى. ولو لم يكن لها عند الله تعالى فضل عظيم لم يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يفعل معها ذلك إذ كانت ولده وقد أمر الله بتعظيم الولد للوالد، ولا يجوز أن يفعل معها ذلك، وهو بضدّ ما أمر به أمته عن الله تعالى، وكان ذلك كله لأسباب منها: كشفاً للحقيقة، وإظهاراً لمقام ابنته عند الله وعند الرسول، وكان الرسول يعلم ما سيجري على ابنته العزيزة من بعده من أنواع الظلم والاضطهاد والإيذاء وهتك الحرمة، ولهذا أراد الرسول أن يتمّ الحجة على الناس، حتى لا يبقى لذي مقالٍ مقالُ أو عذر، وإليك هذه الأحاديث التي تدل على ما كانت تتمتع به السيدة فاطمة من المكانة في قلب الرسول (صلى الله عليه وآله):
في العاشر من البحار: روى القاضي أبو محمد الكرخي في كتابه عن الإمام الصادق (عليه السلام) قالت فاطمة (عليها السلام): لما نزلت (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً) هُبتُ رسول الله أن أقول له: يا أبة. فكنت أقول: يا رسول الله. فأعرض عني مرة أو اثنتين أو ثلاثاً، ثم أقبل عليَّ فقال: يا فاطمة إنها لم تنزل فيكِ ولا في أهلكِ ولا في نسلكِ، أنت مني وأنا منك، إنما نزلت في أهل الجفاء والغلظة من قريش أصحاب البذخ والكبر، وقولي: يا أبة. فإنها أحيى للقلب وأرضى للرب.
أيضاً عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت: ما رأيت أحداً أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله (صلى الله عليه وآله) من فاطمة، كانت إذا دخلت عليه رحّب بها وقبَّل يديها وأجلسها في مجلسه، فإذا دخل عليها قامت إليه فرحبَّت به وقبّلت يديه.. الخ.
وسأل بزل الهروي للحسين بن روح قال: كم بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: أربع. فقال: أيتهن أفضل؟ قال: فاطمة، قال: ولِمَ صارت أفضل وكانت أصغرهن سناً، وأقلهن صحبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ قال: لخصلتين خصّها الله بهما:
1 - أنها ورثت رسول الله (صلى الله عليه وآله).
2 - نسل رسول الله منها، ولم يخصّها الله بذلك إلاّ بفضل إخلاص عرفه من نيّتها.
وفي كتاب مقتل الحسين للخوارزمي عن حذيفة قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا ينام حتى يقبل عرض وجنة فاطمة..
وعن ابن عمر: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قبّل رأس فاطمة وقال: فداكِ أبوكِ، كما كنت فكوني. وفي رواية: فداكِ أبي وأمي.
وفي ذخائر العقبى عن عائشة: قبّل رسول الله (صلى الله عليه وآله) نحر فاطمة. وفي رواية: فقلت: يا رسول الله فعلتَ شيئاً لم تفعله؟ فقال: يا عائشة إني إذا اشتقت إلى الجنة قبّلت نحر فاطمة.
وروى القندوزي عن عائشة قالت: كان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا قدم من سفر قبّل نحر فاطمة وقال: منها أشمّ رائحة الجنة.
أقول: قد ذكرنا شيئاً من هذه الأحاديث في أوائل الكتاب.
وبهذه الأحاديث الآتية - الصحيحة عند الفريقين - يمكن لنا أن نطّلع على المزيد من الأسباب والعلل التي كوّنت في سيدة النساء تلك القداسة والعظمة والجلالة:
1 - قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم (امرأة فرعون) ومريم بنت عمران(1) (http://www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/12.htm#1).
2 - وقال أيضاً: خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وآسيا بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد(2) (http://www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/12.htm#2).
3 - وقال أيضاً: حسبك من نساء العالمين: مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية بنت مزاحم(3) (http://www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/12.htm#3).
هذه أحاديث ثلاثة تصرّح بتفضيل هذه السيدات الأربع على سائر نساء العالم، ولكنها لا تصرّح ببيان الأفضل من تلك الأربع، ولكن الأحاديث المتواترة المعتبرة تصرّح بتفضيل السيدة فاطمة الزهراء عليهن وعلى غيرهن.
ونحن لا نشك في ذلك، بل نعتبره من الأمور المسلّمة المتفق عليها لأنها بضعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا نعدل بها أحد، ولم ننفرد بهذه الحقيقة، بل وافقنا على ذلك الكثير الكثير من العلماء والمحدثين المنصفين من المتقدمين منهم والمتأخرين والمعاصرين، بل صرّح بذلك بعضهم، وإليك بعض أقوال أولئك الأعلام:
عن مسروق قال: حدثتني عائشة أم المؤمنين قالت: إنا كنا أزواج النبي عنده لم تغادر منا واحدة، فأقبلت فاطمة تمشي، لا والله ما تخفي مشيتها من مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلما رآها رحَّب بها وقال: مرحباً بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارها(4) (http://www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/12.htm#4) فبكت بكاءً شديداً، فلما رأى حزنها سارّها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها - أنا من بين نسائه -: خصّك رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالسرّ‍ من بيننا، ثم أنت تبكين! فلما قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) سألتها: عمّا سارّك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله سره، فلما توفي قلت لها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني! قالت: أما الآن فنعم، فأخبرتني قالت: سارَّني في الأمر الأول فإنه أخبرني أن جبرائيل كان يعارضه (القرآن) كل سنة(5) (http://www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/12.htm#5) وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلاّ وقد اقترب، فاتقي الله واصبري فإني نعم السلف أنا لك، قالت: فبكيت بكائي الذي رأيتِ، فلما رأى جزعي سارّني الثانية قال: يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة؟(6) (http://www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/12.htm#6).
وفي رواية البغوي في (مصابيح السنة): ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين؟
وفي رواية الحاكم النيسابوري في المستدرك: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء هذه الأمة، وسيدة نساء المؤمنين؟
والأحاديث التي تصرّح بسيادتها وتفضيلها على نساء العالمين كثيرة جداًّ، وجُلّها مروية عن عائشة، وعن عمران بن حصين، وعن جابر بن سمرة وعن ابن عباس وأبي بريدة الأسلمي وغيرهم، وقد روى البخاري هذا الحديث في الجزء الرابع (صلى الله عليه وآله)203 من صحيحه، وعدد كثير من علماء العامة كالقسطلاني والقندوزي والمتقي والهيثمي والنسائي والطحاوي وغيرهم ممن يطول الكلام بذكرهم.
ولقد ورد هذا الحديث بطرق عديدة، وفي بعضها: أن سبب ضحكها هو إخبار النبي لها بأنها أول أهل بيته لحوقاً به، وفي بعضها أن سبب ضحكها أو تبسّمها هو إخبار النبي لها أنت سيدة نساء العالمين.
ولكن روى أحمد بن حنبل حديثاً يجمع بين هاتين الطائفتين من الأحاديث: بإسناده عن عائشة قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية الرسول (صلى الله عليه وآله) فقال: مرحباً بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أنه أسرَّ إليها حديثاً فبكت، ثم أسرَّ إليها حديثاً فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن، فسألتها عما قال: فقالت: ما كنت لأُفشي سرَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى إذا قُبض النبي سألتها؟ فقالت: إنه أسرَّ إليّ فقال: إن جبرائيل كان يعارضني بالقرآن في كل عام مرة، وإنه عارضني به العام مرتين ولا أراه إلاّ قد حضر أجلي، وأنك أول أهلي لحوقاً بي ونعم السلف أنا لكِ، فبكيت لذلك، ثم قال: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأُمة أو نساء المؤمنين؟ قالت: فضحكتُ(7) (http://www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/12.htm#7).
وقد روى البخاري في صحيحه ج5 ص21و29: أَن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها فقد أغضبني.
وروى البخاري عن أبي الوليد: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني.
وقد ورد هذا الحديث بألفاظ متنوعة ومعاني متحدة كقوله (صلى الله عليه وآله):
فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها، ويغضبني ما أغضبها.
فاطمة بضعة مني، يقبضني ما يقبضها، ويبسطني ما يبسطها(8) (http://www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/12.htm#8).
فاطمة شجنة مني(9) (http://www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/12.htm#9)، فاطمة مضغة مني فمن آذاها فقد آذاني.
فاطمة مضغة مني، يسرني ما يسرّها.
يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك يرضى لرضاكِ.
فمن عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها فهي بضعة مني.
هي قلبي وروحي التي بين جنبيّ، فمن آذاها فقد آذني.
إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها.
وقد روى هذه الأحاديث أكثر من خمسين رجلاً من رجال الحديث والسنن، كأحمد بن حنبل والبخاري وابن ماجة والسجستاني والترمذي والنّسائي وأبو الفرج والنيسابوري وأبو نعيم والبيهقي والخوارزمي وابن عساكر والبغوي وابن الجوزي وابن الأثير وابن أبي الحديد والسيوطي وابن حجر والبلاذري وغيرهم ممن يعسر إحصاؤُهم، وقد ذكرنا شيئاً من تلك الأحاديث مع مصادرها في أوائل الكتاب.
وقد وقعتْ هذه الأحاديث موقع الرضا والقبول من الصحابة والتابعين لتواترها وصحة إسنادها وشهرتها في الملأ الإسلامي.
أما الصحابة فلنا في المستقبل مجال واسع لاعتراف بعضهم بصحة هذا الحديث وسماعه من الرسول (صلى الله عليه وآله).
وأما التابعون فقد روى أبو الفرج في الأغاني ج8 ص307 بإسناده قال: دخل عبد الله بن حسن على عمر بن عبد العزيز وهو حديث السن وله وفرة، فرفع مجلسه، وأقبل عليه وقضى حوائجه، ثم أخذ عُكنة من عُكنه(10) (http://www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/12.htm#10) فغمز (بطنه) حتى أوجعه وقال له: أذكرها عندك للشفاعة.
فلما خرج (عبد الله بن حسن) لامَه أهله(11) (http://www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/12.htm#11) وقالوا: فعلتَ هذا بغلام حديث السن، فقال: إن الثقة حدثني حتى كأني أسمعه من فيّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (إنما فاطمة بضعة مني يسرني ما يسرّها) وأنا أعلم أن فاطمة لو كانت حيَّة لسرّها ما فعلت بابنها، قالوا: فما معنى غمزك بطنه وقولك ما قلت؟ قال: إنه ليس أحد من بني هاشم إلاّ وله شفاعة، فرجوت أن أكون في شفاعة هذا.
قال السمهودي - بعد إيراده حديث فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويريبني ما أرابها -: فمن آذى شخصاً من أولاد فاطمة أو أبغضه جعل نفسه عُرضة لهذا الخطر العظيم، وبضده (وبالعكس) من تعرَّض لمرضاتها في حبّهم وإكرامهم.
وقال السهيلي: هذا الحديث يدل على أن من سبّها كفر، ومن صلَّى عليها فقد صلَّى على أبيها، واستنبط أن أولادها مثلها لأنهم بضعة مثلها، وفكّ الفرع من أصله هو فكّ الشيء من نفسه وهو غير ممكن ومحال، باعتبار أن ذلك الفرع هو الشخص المعمول من مادة ذلك الأصل ونتيجته المتولدة منه - انتهى كلامه -.
أقول: لعل المقصود من الخطر العظيم الذي ذكره السمهودي هو إشارة إلى قوله تعالى: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعدَّ لهم عذاباً مهيناً) وقوله (والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم).
أيها القارئ الذكي: بعد الانتباه لهذه الآيات، وبعد الإمعان والتدبير في هذه الأحاديث والروايات ما تقول فيمن آذى فاطمة الزهراء؟؟!!
أعود إلى حديثي عن مدى حب النبي (صلى الله عليه وآله) لابنته السيدة فاطمة الزهراء:
من الصعب إحصاء الأحاديث التي تصرّح بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا أراد سفراً كان آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة (عليها السلام) وأول مَن يدخل عليها (بعد رجوعه من السفر) فاطمة، فقدم من غزاة، وقد علَّقت مسحاً أو ستراً على بابها، وحلَّت (من التحلية) الحسن والحسين قلبين من فضة، فقدم ولم يدخل، فظنت أن ما منعه أن يدخل دارها ما رأى، فهتكت الستر، وفكَّت القلبين من الصَّبيين، وقطعته منهما، فانطلقا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهما يبكيان، فأخذه منهما فقال: يا ثوبان اذهب بهذا إلى فلان، إن هؤلاء أهلي أكره أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا، يا ثوبان اشتر لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من عاج.
روى هذا الحديث الخطيب العمري في (مشكاة المصابيح) والطبري في (ذخائر العقبى) والنويري في ( نهاية الأرب) والقندوزي في (ينابيع المودة) والطبراني في ( المعجم الكبير) والزبيدي في (إتحاف السادة) وغيرهم.
وقد روى هذا الحديث من علمائنا: الشيخ الكليني في (الكافي) والطبرسي في (مكارم الأخلاق) أكثر تفصيلاً وتوضيحاً مع اختلاف يسير:
عن زرارة عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أراد سفراً سلم على أهله، ويكون آخر من يسلِّم عليه فاطمة (عليها السلام) فيكون وجهه إلى سفره من بيتها، وإذا رجع بدأ بها (أي يزورها قبل كل أحد) فسافر مرَّة وقد أصاب علي (عليها السلام) شيئاً من الغنيمة فدفعه إلى فاطمة فخرج، فأخذت سوارين من فضة، وعلّقت على بابها ستراً، فلما قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) دخل المسجد، فتوجَّه نحو بيت فاطمة كما كان يصنع، فقامت فرحة إلى أبيها صبابة وشوقاً إليه، فنظر فإذا في يدها سواران من فضة وإذا على بابها ستر، فقعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث ينظر إليها، فبكت فاطمة وحزنت وقالت: ما صنع هذا بي قبلها.
فدعت ابنيها، فنزعت الستر عن بابها، وخلعت السوارين من يديها ثم دفعت السوارين إلى أحدهما والستر إلى الآخر ثم قالت لهما: انطلقا إلى أبي، فأقرئاه السلام وقولا له: ما أحدثنا بعدك غير هذا، فشأنك به، فجاءاه، فأبلغاه ذلك عن أُمّهما، فقبَّلهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) والتزمهما وأقعد كل واحد منهما على فحذه، ثم أمر بذينك السوارين فكسرّهما وجعلهما قطعاً، ثم دعا أهل الصُّفة وهم قوم من المهاجرين، لم يكن لهم منازل ولا أموال فقسّمه بينهم قطعاً.. الخ.
هذا الحديث الذي تراه مشهوراً عند الفريقين، مروياً بطرق عديدة لعله يحتاج إلى شرح وتعليق، مع العلم إن رواة هذا الحديث لم يتطرقوا إلى شرح ما يلزم:
ليس المقصود من هذا الستر هو الستر المرخى على مدخل البيت عند فتح باب البيت، لأن هذا الأمر مستحب للمبالغة على التستر والحجاب، وحاشا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يغضب من سترٍ قد عُلّق على مدخل بيت فاطمة.
بل المقصود أن السيدة الزهراء (عليها السلام) كانت قد علَّقت على باب البيت (لا مدخل البيت) ستراً يستر الباب الخشبي، للزينة، المسمَّى في زماننا بـ(الديكور) تجملاً أو تجميلاً للباب وبعبارةٍ أخرى: ألبست الباب ثوباً - أي ستراً -، وليس هذا بحرام بل لأنه لا يتفق مع التزهد أو الزهد المطلوب من آل محمد (عليهم السلام) والمواساة المترقبة المتوقعة منهم، ونفس هذا الكلام يأتي في موضوع السوار والقلادة.
وبناءاً على صحة هذا الحديث كان الأفضل للسيدة الزهراء (عليها السلام) أن تنفق ذلك الستر في سبيل الله بسبب الحاجة الماسَّة إليه، لكثرة الفقراء، وشدَّة الفقر المدقع عند فقراء المهاجرين - من باب المواساة والإيثار -.
وروى ابن شاهين في (مناقب فاطمة) عن أبي هريرة وثوبان هذا الحديث مع تغيير يسير، إلى أن قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فعلتْ، فداها أبوها - ثلاث مرات - ما لآل محمد وللدنيا؟ فإنهم خلقوا للآخرة، وخُلقت الدنيا لهم.
وفي رواية أحمد بن حنبل: فإن هؤلاء أهل بيتي، ولا أُحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا.
ويستفاد من هذا التعليل أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يحب أن ينقص حظ ابنته فاطمة الزهراء من الأجر والثواب في الآخرة، لأن مرارة الحياة وخشونة العيش في الدنيا لهما تعويض في الآخرة، وبهذا الحديث الآتي يتضح ما قلنا:
في العاشر من البحار عن تفسير الثعلبي عن جعفر بن محمد (عليه السلام) وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قالا: رأى النبي (صلى الله عليه وآله) فاطمة وعليها كساء من أجلّه الإبل، وهي تطحن بيديها، وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا بنتاه تعجّلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة، فقالت: يا رسول الله الحمد لله على نعمائه، والشكر لله على آلائه، فانزل الله: (ولسوف يعطيك ربك فترضى).


وفعلاً أرى أنه _ من الصعب المستصعب _ تعليمُكِ الفرق بين كلمات الموضوع على
النت , وبينها في صفحات الكُتب .
فهذا الصراط المنقول والمُستعصي عن الهضم ناهيكِ عن الفهم
يُشهد بأنكِ الخليفة الُمنتظر لمن كُسرت رايته
ما شاء الله
مُفرغ الصبر على عباده الصابريين المُرابطين بالصوت
ولا حول ولا قوة إلا بالله

عبد الله

هنا الحقيقه
12-23-2007, 04:47 PM
- المحدثة .

ان كان حقا ما تقولين لما لم تخرجوا من كتبكم ولو حديث واحد قالته او حدثت به فاطمة رضي الله عنها عن ابيها ؟!!!!!!!!!!!

عبد الله بوراي
12-26-2007, 02:38 PM
والعجز شيمة الجبان

عيون العراق
12-27-2007, 03:43 AM
من هنا كان اهتمام النبي بفاطمة، وعنايته بها، لا لكونها ابنته - والرسول أجل من أن يهتم بأحدٍ لمجرد النسب - بل لأنّها كانت إنسانةً تعرف اللّه حق معرفته، وكانت تتجلّى فيها صفات الرسول الأكرم، ولأنّ اللّه سبحانه أشار إلى أنّ فاطمة الطاهرة المطهرة، ستكون أمّاً لأحد عشر إماماً معصوماً، وقد بين الرسول مرّاتٍ هذه المزايا ونوّه بها، قال يوماً أمام جمع من كبار المسلمين، وكما ورد في صحيح البخاريّ: «فاطمة بضعة منّي، فمن أغضبها فقد أغضبني». وخاطبها مرّةً قائلاً: «يا فاطمة، إنّ اللّه يغضب لغضبك ويرضى لرضاك».

عيون العراق
12-27-2007, 03:45 AM
إنّها الابنة الوحيدة التي بقيت من أثر الرسول.
إنّها التي أنجبت لأمّة الإسلام حسناً وحسيناً وزينب الكبرى.
إنّها الزوجة التي وقفت مع زوجها في خندقه.
إنّها بضعة ومثال من رسول اللّه، وعظمته وفضائله.
إنّها أم الحسن والحسين، اللذين في كلّ منهما عليّ آخر.
فاطمة التي كانت أمّاً لكلّ القادة الأبرار.
فاطمة التي علمها من علم الرسول، ومحبّتها من محبّته، وغضبها من غضبه.
فاطمة التي طهّرها اللّه سبحانه، فكانت الطهر في القول والفعل.
سلام على من قدّمت للإسلام خير ما تقدّمه امرأة.
سلام على من هي المثال والقدوة في حياتها وجهادها واستشهادها.
وسلام على كل من سار سيرتها، ونهج نهجها، وخطا في درب الحق على خطاها.

مَعَ الحَقّ
12-27-2007, 10:02 AM
سَلامٌ منَ اللهِ عليكمُ ورحمةٌ منهُ وبركاتٌ ..
فقطْ أحبَبْتُ أنْ أنوّهَ لكمُ جمِيعَاً بأمرٍ واحِدٍ بِدُونِ أدْنَى تفْرِقَة ..
إِنَّ لمِنْ عُمقِ المَهْزَلَةِ / المَسْخَرَةِ .. بِأنْ نّرَى اليَهُودَ والنَّصَارَى مُتَوَّحِدِّيْنَ وَيَشقُّونَ السّيْرَ إلَى العُلَى .. وأنْ نَّرَى عَلَى النّقِيضِ المُبَاشِرِ المُسلِمِيْنَ يتَهَاتَفُونَ علَى سُخرِيَاتٍ لا هَدَفَ لَهَا سِوَى الشِّقَاقَ والتَّفْرِقَة .. وَمَتَى سيُدْرِكُونَ ذَلكَ ؟! إذَا انْهَزَمَ المُسلِمُونَ وَتَرَاجَعُوَا !!
أَعْلَمُ بأَنّ رَدِّيْ سَيُحْذَف .. ولَرُبّمَا أُطرَدُ .. وَلِكِنْ اعلمُوا بأنّي أقُولُ الحقّ ..
تحيّاتِي الصّمَيْدَعِيّة ..
مَعَ الحَقّ وإليهِ ..
سلامٌ عَلَيْكمُ ..
:) ..

من قلب بغداد
12-27-2007, 10:08 AM
سَلامٌ منَ اللهِ عليكمُ ورحمةٌ منهُ وبركاتٌ ..

فقطْ أحبَبْتُ أنْ أنوّهَ لكمُ جمِيعَاً بأمرٍ واحِدٍ بِدُونِ أدْنَى تفْرِقَة ..
إِنَّ لمِنْ عُمقِ المَهْزَلَةِ / المَسْخَرَةِ .. بِأنْ نّرَى اليَهُودَ والنَّصَارَى مُتَوَّحِدِّيْنَ وَيَشقُّونَ السّيْرَ إلَى العُلَى .. وأنْ نَّرَى عَلَى النّقِيضِ المُبَاشِرِ المُسلِمِيْنَ يتَهَاتَفُونَ علَى سُخرِيَاتٍ لا هَدَفَ لَهَا سِوَى الشِّقَاقَ والتَّفْرِقَة .. وَمَتَى سيُدْرِكُونَ ذَلكَ ؟! إذَا انْهَزَمَ المُسلِمُونَ وَتَرَاجَعُوَا !!
أَعْلَمُ بأَنّ رَدِّيْ سَيُحْذَف .. ولَرُبّمَا أُطرَدُ .. وَلِكِنْ اعلمُوا بأنّي أقُولُ الحقّ ..
تحيّاتِي الصّمَيْدَعِيّة ..
مَعَ الحَقّ وإليهِ ..
سلامٌ عَلَيْكمُ ..

:) ..


أترضى مثلاً أن يتجَاوزَ أحدٌ ما على أبيك أو أيّ أحدٍ من أهل بيتك ؟

عبد الله بوراي
12-27-2007, 10:45 AM
لاتعليق من طرف المسؤل الكبير على السؤال.

فالسؤال

( خارج نطاق البرمجة .. الصميدعية)

عبد الله

عبد الله بوراي
12-27-2007, 01:48 PM
أنا أعرفهم
جيداً

أبو مُحمد
12-27-2007, 02:07 PM
جزاك الله خيرا أخي عبد الله...
وأسأله جل شأنه أن يجمعني عند أقدام أمهاتنا الاطهار.

من قلب بغداد
12-27-2007, 04:14 PM
حيَاك الرحمن أخي ابو محمد
شرّفتنا بوجودك :smile:

أبو مُحمد
12-27-2007, 04:22 PM
وحياكِ اختي من قلب بغداد...بارك الله فيكِ على الترحيب

شرَّفني حقا أن آوي اليكم!

:smile:

عبد الله بوراي
12-27-2007, 04:27 PM
جزاك الله خيرا أخي عبد الله...
وأسأله جل شأنه أن يجمعني عند أقدام أمهاتنا الاطهار.

بارك الرحمن فيك يا أبا محمد

وأهلاً وسهلاً

عبد الله

أبو مُحمد
12-27-2007, 04:42 PM
وفيك بارك الله أخي عبد الله...
وشكرا للترحيب..

هنا الحقيقه
12-27-2007, 05:33 PM
البخاريّ: «فاطمة بضعة منّي، فمن أغضبها فقد أغضبني». وخاطبها مرّةً قائلاً: «يا فاطمة، إنّ اللّه يغضب لغضبك ويرضى لرضاك».

هلا تقولين لنا لماذا قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم هذا الحديث ؟

اتحداك ان تخبرينا

عبد الله بوراي
01-09-2008, 04:41 PM
عيون العراق
والبيات الشتوى

عبد الله

من قلب بغداد
01-09-2008, 05:03 PM
ذاك أفضل من أن تلوّث مسامعنا بكلامها الفارغ :)
والله أعلم
:
و أظنها سُبَات