تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القلب بين اليقظة و الغفلة



أبو ساجد
08-08-2002, 09:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, و أشهد أن لا اله إلا الله و أن محمداً عبده و رسوله أمّا بعد؛


قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة, فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القسوة و الغفلة!...
إن الناس يتفاوتون في ذلك, فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفةٍ واحدة من اليقظة عند سماع الموعظة و بعدها لسببين:
أحدهما: أن المواعظ كالسياط, و السياط لا تؤلم بعد انقضائها؛ إيلامها وقت وقوعها.
و الثاني: أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مُزاح العلة, قد تخلّى بجسمه و فكره عن أسباب الدنيا, و أنصت بحضور قلبه, فإذا عاد إلى إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها, و كيف يصح أن يكون كما كان؟!
و هذه الحالة تعم الخلق, إلّا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر.
فمنهم من يعزم بلا تردد, و يمضي من غير التفات فلو توقّف بهم ركب الطبع لضجّوا كما قال حنظلة عن نفسه: "نافق حنظلة"!.
و منهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحياناً, و يدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحيناً, فهم كالسنبلة تميلها الرياح!.
و أقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه, كما دحرجته على صفوان!.
(نقل ما بعاليه نصاً من كتاب "صيد الخاطر" للإمام أبي الفرج عبد الرحمن الجوزي)
و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

أم ورقة
02-07-2008, 10:55 PM
..............