تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقال رائع لرد دعوى التقريب بين الشيعة والسنة



ايهاب حسنى فريد
09-10-2006, 07:11 AM
مقال رائع جدا للشيخ يحتوى على ادلة موثقة و كذلك اراء لكبار عملاء المسلمين من كافة الاطياف و خاصة من مصر و من الاخوان و الصوفية و غيرهم و اعتقد ان خير مقال للرد على دعوى التقريب
فتوى الشيخ شلتوت رحمه الله وخدعة التقريب بين السنة والشيعة !! ـ أشرف عبد المقصود

أشرف عبد المقصود : بتاريخ 9 - 9 - 2006
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا وبعد :
هناك نقطة منذ البداية وهي أننا حين نطرح هذه القضية يجب أن نوضح لإخواننا دعاة التقريب من السنة : أننا نعلم أن نيَّتهم الخير ، وأنهم ينشدون الاعتصام بين المسلمين وتآلفهم واجتماعهم وعدم تفرقهم ، وهذا مَقْصدٌ إسلامي عظيم . ونحن وإن كنا نختلف معهم في الأسلوب إلا أننا يجمعنا حب الصَّحابة رضوان الله عليهم .
وسوف نناقش بموضوعية خطر هذه الدعوة وحقيقة أمرها ، وإلى أي شيء تهدف ، مع التدليل على ذلك بأمثلة لدعاة التقريب من الشيعة وماذا قدموا لمذهبهم من خلال هذه الدعوة ، ثم نعرج على شهادات من دعاة التقريب من السنة ، ثم نتبع الكلام على فتوى الشيخ شلتوت رحمه الله في هذا الباب والتي تستغل أسوأ استغلال ، ونختم بأقوال وصيحة نذير لبعض علماء ومفكرين من السنة .
عوام السنة هم ضحية التلبيس من دعاة التقريب :
والمشاهد اليوم لما يجري على الساحة يجد من دعاة التقريب من السنة حماسًا منقطع النظير لايقتصر فحسب على الدعوة للتآلف بل تعدى الأمر إلى التلبيس وتعمية الأمر على عوام أهل السنة بالقول بأنه لا يوجد خلاف بين أهل السنة والشيعة في الأصول بالرغم من وجوده ، وهذا يُعَدُّ أمرًا خطيرًا ومزلقا صعبًا !!
والأسباب التي أوقعتهم في هذه الخدعة تتنوع بحسب حال الدعاة وهي في تقديرنا ترجع لعدة أمور:
أولهما : الجهل الشديد بعقائد القوم . فتجد الواحد من هؤلاء متخصص في فن معين بعيد عن العقائد والفرق والملل والنحل ، ولا يطلع على معتقدات القوم أو اطلاعه قاصر . والأمر كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ( من تحدث في غير فنه أتى بالعجائب ) .
وثانيها : التقيَّة التي يُلبس بها الشيعة على هؤلاء الدعاة من السنة فيخدعونهم . ومن المعلوم أن للتقية عندهم شأن عظيم حتى جعلوها تسعة أعشارالإيمان .
وثالثها : بعض هؤلاء العلماء لهم صداقات ومصالح مع بعض علماء الشيعة ، ولا يريدون لها أن تتعكر إثر تصريح منهم بنقد أو كشف زيف مما يروج له هؤلاء .
ورابعها : شراء بعض الأقلام خاصة في مجال الصحافة والإعلام لنشر باطلهم حيث خصصت بعض الصحف صفحات كاملة لبعضهم وما من مناسبة يستطيعون أن ينفذوا من خلالها ليروجوا سمومهم إلا واستغلوها أتم استغلال ، ولا أنسي يوم أن تهجم كاتب المسلسلات على شخصية عمرو بن العاص وإذا بالصحف الصفراء تنقل صفحات من مواقع الشيعة في إلصاق البهتان والكذب بالصحابي الجليل . وكتابات المتشيع أحمد راسم النفيس بجريدة القاهرة ــ لسان وزارة الثقافة بمصر للأسف ــ خير دليل على ما نقول فقد كتب بها سلسلة مقالات عن صلاح الدين الأيوبي وصفه فيها بأقذع الألفاظ وأنه قاتل وسارق وفي الوقت نفسه يكتب بعد ذلك سلسلة مقالات أخرى للدفاع عن ابن العلقمي الخائن الذي تآمر مع التتار ضد الخلافة الإسلامية ببغداد .
والحاصل : أن عوام أهل السنة هم الضحية لهذا التلبيس من جانب دعاة التقريب من السنة.
وهذا ما دفع العلامة الصوفي النبهاني لتأليف كتاب يذود به عن الصحابة ويدفع به تلبيس الشيعة قال فيه : ( سوء حال هؤلاء الجهلة من أهل السُّنَّة هو الذي حَمَلني على تأليف هذا الكتاب ؛ ليعرف من قرأه منهم أنه في خطأ عظيم وخطل ذميم , وأنه في ذلك ليس على هدى من الله بل هو على شفا جرف من الهلاك إن لم يتداركه باللطف مولاه . أما الشيعة : فليس لي أمل في رجوعهم بقراءته عن مذهبهم القديم وإن كان غير مستقيم ؛ لأنهم ورثوه عن الآباء والأجداد وَسَيُوَرِّثونه الأبناء والأحفاد !! فإن صاحب البدعة والمذهب المخالف مهما أقمت عليه الحجة وألزمته الدليل وعجز هو عن الردِّ ولم يجد للجواب من سبيل لا يحمل ذلك على أن مذهبك حق ومذهبه باطل , وإنما يحمله على أنك أمهرُ منه بترتيب الحجج وإقامة الدلائل . فهو لا يترك مذهبه لزخرفة أقاويلك بزعمه , وزيادة علمك عن علمه , وقد يهدى الله لنوره من يشاء ويوافق العلةَ الدواءُ فيحصل بإذن الله الشفا وهذا إذا قدَّر الله حصوله بهذا الكتاب وظهر به لبعض الشيعة الصواب فأرضى الله ورسوله بالجمع بين محبة الآل والأصحاب يكون ذلك نعم الفائدة ولكنها فائدة زائدة . ومقصودي الأصلي : هو المحافظة على رأس مالنا وهم عوام أهل السُّنَّة .. فوجب علينا أن ننصحهم بالألسنة والأقلام ونشرح لهم ما يلزمهم اعتقاده في حق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من عقائد الإسلام . فإذا فعلنا ذلك أدينا ما وجب لهم علينا وإذا وفَّقَهم الله للرجوع إلى الحق نقول هذه بضاعتنا ردت إلينا ) اهـ من " مقدمة الأساليب البديعة " .
هذا هو التقريب الحقيقي عند الشيعة ؟
فالمتابع لكتابات دعاة التقريب من الشيعة يستطيع أن يؤكد أن هناك نوعين من التقريب :
الأول : تقريب الألسن ( التقريب المزيف ) .
والثاني : تقريب الواقع . وهو التقريب الذي يصدقه الواقع والأمر كما قال الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله : ( إن بعضهم يفعل خلاف ما يقول في موضوع التقريب فبينما هو يتحمس في موضوع التقريب بين السنة والشيعة إذا هو يصدر الكتب المليئة بالطعن في حق الصحابة أو بعضهم ممن هم موضع الحب والتقدير من جمهور السنة ) ( السنة ومكانتها : 9 ) .
وهذا النوع هو الذي نشاهده في تصرفاتهم وأفعالهم ويهدفون من ورائه لأربعة أمور
1- استقطاب العلماء والمفكرين والدعاة :
أحد المتشيعة الكبار بمصر وهو المدعو صالح الورداني ، وهو يؤرخ لعلماء ومراجع الشيعة الذين زاروا مصر من أجل نشر التشيع ــ يعترف بذلك فيقول : ( وقد استمرت جماعة التقريب تعمل في مصر حتى أواخر السبعينات تمكنت من خلال هذه الفترة من استقطاب الكثير من الرموز الإسلامية البارزة فيه .. ) ( الشيعة في مصر : 155 ) .
وفي كلامه عن السيد مرتضى الرضوي يقول : ( وقد حرص السيد الرضوي على استقطاب الرموز الإسلامية والثقافية في مصر فكان لا يطبع كتابا في مصر إلا ويكون قد كتب مقدمته واحد من هؤلاء الرموز ولم يكن نشاط السيد الرضوي ينحصر في محيط الرموز الإسلامية والثقافية وإنما تجاوز هذا الحد وأجرى اتصالات مع بعض المسئولين في محيط الثقافة وبعض الصحفيين . كان قد التقى مع مدير دار الكتب في عام 65 وقدم إليه طلبا بأن تقوم الدار بإفراد جناح خاص للكتب والمصنفات الشيعية وسوف تقوم الهيئة العلمية في النجف الأشرف بالعراق بإهداء الدار جميع هذه الكتب ) اهـ ( الشيعة في مصر : 127 )
وبتعبير آخر استغفال العلماء والرموز المصريين . نسأل الله السلامة !!
وقد نشروا مؤخرا خمس مجلدات ــ مليئة بالإفك ــ بعنوان " المتحولون " ذكروا فيها كذبا الكثير من العلماء والمفكرين ضمن من تحولوا من السنة للشيعة وفي مقدمتهم من شيوخ الأزهرالسابقين : الشيخ سليم البشري والشيخ محمد عبده ، والغرض من هذه الأكاذيب هو اقناع السذج من السنة أن هؤلاء العلماء الكبار تركوا التسنن فافعلوا مثلهم واقتدوا بهم .
2- إفساح المجال لهم في ديار السنة لنشر عقائدهم وكتبهم :
وظهر هذا بوضوح بعد صدور فتوى الشيخ شلتوت حيث تم نشر الكثير من الكتب بمصر والتي تروج لعقائد الشيعة والتي تهدم فكرة التفاهم والتقريب . فهدفهم الرئيسي من التقريب هو نشر مذهبهم بين أهل السنة وقد نجحوا في العراق حيث تمكنوا من ادخال عدد من القبائل السنية في التشيع.
ويعد نشر الكتب التي تدعو للتشيع بكل ما فيه من انحرافات عقدية هدف رئيسي لدعوة التقريب عندهم . فبسبب هذه الدعوة نشرت كتبهم ورسائلهم وسط بلاد السنة وأصبح علماؤهم يتحركون بكل حرية ويفتحون المراكز ويقيمون الندوات .
ولنأخذ مثالا واحدا لجهود أحد دعاة التقريب قديما وماذا فعل من وراء دعوته للتقريب ، وهو السيد مرتضى الرضوي .
يتحدث عنه الورداني المتشيع فيقول : ( قام السيد الرضوي برحلتين إلى مصر : الأولى في فترة الخمسينيات ما بين عام 57 وعام 58 والثانية في منتصف السبعينات ، وفي كلا الرحلتين قام بدور ملحوظ في ميدان الفكر الإسلامي والوحدة الإسلامية ونشر الكثير من الكتب التي تدافع عن الشيعة .. ومن بين الكتب التي قام بنشرها السيد الرضوي بمصر تفسير شبر ، ويقع في مجلد واحد ، وكتاب علي ومناوئوه ، وكتاب عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى ، وكتاب المتعة وأثرها في الإصلاح الاجتماعي ، وكتاب وسائل الشيعة ومستدركاتها ، وكتاب أصل الشيعة وأصولها ، وكتاب الوضوء في الكتاب والسنة والسجود على التربة الحسينية ) اهـ ( الشيعة في مصر : 127 ) .
وهذه الكتب المشار إليها والعشرات غيرها طبعت ضمن سلسلة مطبوعات النجاح بالقاهرة . والمطالع لها يجد فيها طامات تهدم التقريب من أساسه . والآن هم مستمرون على نطاق واسع ، فالمكتبات الشيعية ببيروت تصدر للعالم العربي والإسلامي سنويا مئات الأنواع من الكتب التي تتهجم على السنة والصحابة دون رقيب أو حسيب في الوقت الذي تمنع فيه المطابع ببيروت من نشر أي كتاب سني يرد باطلهم نسأل الله السلامة .
3- سكوت أهل السنة عن بيان الحق والرد على أباطيلهم :
فهم يريدون من وراء الدعوة للتقريب إسكات أي صوت سني يردُّ باطلهم ويكشف خداعهم وما انطوت عليه دعوتهم من تضليل . فكل من يتصدى لباطلهم يعتبر مناوئا للتقريب والوحدة وكل من يكشف خداعهم يريد أن يفرق المسلمين .
يقول الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله : ( ومن الأمور الجديرة بالاعتبار أن كل بحث علمي في تاريخ السنة أو المذاهب الإسلامية مما لا يتفق مع وجهة نظر الشيعة ، يقيم بعض علمائهم النكير على من يبحث فيه ، ويتسترون وراء التقريب ويتهمون صاحب هذا البحث بأنه متعصب معرقل لجهود المصلحين في التقريب ) اهـ ( السنة ومكانتها : ص 10 ) .
4- استمرارهم في النيل من حملة رسالة الإسلام الأولين " الصحابة " رضوان الله عليهم .
فهم يريدون الاستمرار في النيل من الصحابة دون أي مناقشة لهم أو محاسبة ، ولذلك لما عاتب أحد مراجع الشيعة التسخيري الشيخ عبد المنعم النمر وزير الأوقاف الأسبق لما كتب كتابه عن الشيعة قال له النمر : (ودار بيننا حديث بدأه هو، حين قال لي: لقد ظلمتنا كثيراً فيما كتبته عنا.. قلت له: أنا مستعد من الآن والكتاب عندك ليس بعيدا عنك، أن أتقبل منك أي تصحيح لخطأ وقع مني ، وأنشره في الطبعة القادمة، ورحم الله امرءًا أهدى إلي عيوبي. وأنا لم أكتب شيئا إلا بمراجعة ووثائقه من كتبكم.. لم يحصل منكم شيء من ذلك، وأنا أعرف أن بعض علمائكم يتبرءون في مجالسهم من ادعاء تحريف القرآن، لكن الصوت العالي والرواج هو للرأي الذي يدعي أن الصحابة حرفوا القرآن، فلماذا لم تصدروا بيانا للشعب الذي يتعلم من هذه الكتب، باستنكاركم لهذا الاتهام؟ ) من مقدمة الطبعة الرابعة لكتابه ( الشيعة . المهدي . الدروز ) . فهم يدعون للتقريب وفي الوقت نفسه الاستمرار في التهجم على الصحابة والتشكيك في القرآن وليس هناك ما يمنع من الجمع بين هذا وذاك !!
تاملات في أربع أمثلة لدعاة التقريب الشيعة
وفي تقديري أن الأمر خطة مُحْكمة . فبينما هم يدعون للتقريب بأفواههم ويتحمسون له نرى النقيض تماما في أعمالهم . وللوقوف عل حقيقة الأمر سأضرب أربعة أمثلة اثنان منهما لعالمين شيعيين بارزين من آياتهم من دعاة التقريب والمتحمسين له ، واثنان آخران وهما أيضا ممن يتشدق بالوحدة وللتقريب : أحدهما لشيعي بارز من القطيف ، والآخرلمتشيع مصري .
المثال الأول : آيتهم العظمى محمد محمد مهدي الخالصي : وهوالذي يدندن بشعار الوحدة في العراق ويردد ذلك في خطبه دائما .
يقول عنه الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله : ( ما فتيء يعلن في صباح كل يوم ومسائه أنه داعية للوحدة والتقريب .. وله أصدقاء كثيرون في مصر وغيرها ممن يدعون للتقريب ويعملون له بين أهل السنة ؛ فإن هذا الداعية إلى التوحيد والتفاهم ـ عليه من الله ما يستحقه ــ نفى عن الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما حتى نعمة الإيمان ) اهـ .
ثم نقل كلامه في ذلك من كتابه ( إحياء الشريعة 1 / 63 ، 64 ) .
يقول الدكتور ناصر القفاري : ( ولقد وقفنا على نص خطير له يكشف حقيقة الوحدة التي يدعو إليها وأنها تقوم على سب الصحابة ، فقد صرح بأنه يريد من أهل السنة أن يتحدوا معه على سب عائشة أم المؤمنين وخيار صحابة رسول الله المؤمنين وإلا فلا وحدة وسيلوذ الخالصي بالتقية .
ثم نقل عن كتاب ( الإسلام سبيل السعادة ) للخالصي ص ( 90 ) قوله : ( فإن وافقنا باقي طوائف المسلمين ــ يعني على لعن الصحابة وسبهم ـ تمت الكلمة وائتلف الشمل وإن أبوا رجعنا إلى حكمنا الأول وهو التقية حذرا من الفرقة وحرصا على اتحاد الكلمة ) اهـ
المثال الثاني : آيتهم عبد الحسين العاملي أحد المنادين بفكرة التقريب والتآلف بين المسلمين .
يقول الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله : ( في عام 1953 زرت عبد الحسين شرف الدين في بيته بمدينة صور في جبل عامل وكان عنده بعض علماء الشيعة ، فتحدثنا عن ضرورة جمع الكلمة وإشاعة الوئام بين فريقي الشيعة وأهل السنة وأن من أكبر العوامل في ذلك أن يزور علماء الفريقين بعضهم بعضا وإصدار الكتب والمؤلفات التي تدعو إلى هذا التقارب . وكان عبد الحسين رحمه الله متحمسا لهذه الفكرة ومؤمنا بها ، وتم الاتفاق على عقد مؤتمر لعلماء السنة والشيعة لهذا الغرض وخرجت من عنده وأنا فرح بما حصلت عليه من نتيجة ، ثم زرت في بيروت بعض وجوه الشيعة من سياسين وتجار وأدباء لهذا الغرض ، ولكن الظروف حالت بيني وبين العمل لتحقيق هذه الفكرة ، ثم ما هي إلا فترة من الزمن حتى فوجئت بأن عبد الحسين أصدر كتابا في أبي هريرة مليئا بالسباب والشتائم ) اهـ .
ثم ذكر أن جل كتاب المدعو أبو رية عن أبي هريرة منقول من هذا الكتاب .
وللأسف الشديد تلقف كلامه في أبي هريرة الكثير من أنصاف المتعلمين والسطحيين وروجوا له ، وآخرهم هذه الأيام الصحفي إبراهيم عيسى قبل مدة في " جريدة الدستور "، وقمنا بالرد عليه حينئذ .
ولعل مؤلفات عبد الحسين العاملي الأخرى تبين الخبث الشديد في دعوته فهو صاحب " كتاب المراجعات " الذي كذب فيه على شيخ الأزهر السابق سليم البشري ، وادعى زورا وبهتانا عليه أنه أرسل إليه رسائل كثيرة ــ دون أي توثيق أو أي صور خطية لهذه الرسائل ــ مدعيا في نهاية الكتاب أن البشري أقر بصحة مذهب الشيعة وتحول إليه وترك مذهب السنة .
ومما يؤكد إفكه : أن أول طبعة لهذا الكتاب نشرت عام 1355هـ بصيدا . أي بعد عشرين سنة من وفاة الشيخ سليم البشري المتوفى سنة 1335هـ ولم تنشر في حياته .
المثال الثالث : حسن الصفارالشيعي البارز بالقطيف : والذي يظهر بين الحين والآخر في الفضائيات يدعو للوحدة ويتباكى عليها . وقد رأيت هذا الرجل حين سأله مذيع برنامج الشريعة والحياة " ماهر عبد الله رحمه الله : عن رأيه في أبي بكر وعمر تلجلج وقال بتقية واضحة : ( أنهما شخصان محترمان ) اهـ .
ثم من يستمع إلى خطبه ومحاضراته ـ وهي منشورة على الانترنت ـ يجد فيها السباب العلني لهما ومنها قوله : ( نكره أبو بكر وعمر وعثمان . كثير من الشباب يقولوا وش بينا فيهم : صحابة الرسول . صاحبوا الرسول وماتوا . وفي الواقع إحنا نحقد عليهم ونبغضهم ونلعنهم لأنهم كانوا بداية انحطاط الأمة ) اهـ .
ويقول أيضا : ( فالشيعة هم الذين قتلوا عثمان جزاهم الله خيرا ) اهـ .
فهل هذا هو منطق من ينادي بالتقريب والوحدة !!
المثال الرابع : صالح الورداني المتشيع المصري الذي يتشدق في بعض كتاباته بالدعوة إلى الوحدة ، نراه يقوم بنشر أكثرمن عشرين كتابا كلها تهجم وسباب للصحابة وكبار علماء السنة ، ووصل به الحد إلى أن يقول بوقاحة في دعوته للتشيع : ( ومنذ التزامي بخط آل البيت أردت أن أكفر عن هذه السنوات . فمن ثم فقد آليت على نفسي ألا أترك أحدا ممن كنت أعرفه في الوسط الإسلامي من قبل إلا وأفقده الثقة في الأطروحة السنية ) اهـ .
ثم يقول : ( وكنت قد استطعت بعون الله أن استقطب الكثير من العناصر لصف التشيع من مختلف التيارات العاملة في الوسط الإسلامي ) اهـ من كتابه ( الخدعة ص 180 ) .
وهذا يوضح بجلاء الغرض من دعوتهم للتقريب وهو دخول السنة في مذهبهم .
شهادات موثقة
تبين زيف التقريب بين السنة والشيعة
وأقدم للقارئ الحصيف شهادات موثقة ممن دخل معترك التقريب ونادى بالوحدة تدلل على أنه زيف وخداع ووَهْمٌ كبير :
1ـ العلامة الشيخ محمد رشيد رضا مؤسس مجلة المنار ( ت 1354هـ ) :
يتحدث عن مساعيه في سبيل التقارب والتأليف بين السنة والشيعة فيقول : ( إنني جاهدت في سبيله أكثر من ثلث قرن ) ثم يذكر مساعيه وأعماله في هذا الشأن ثم يقول : ( وقد ظهر لي باختباري الطويل وبما اطلعت عليه من اختبار العقلاء وأهل الرأي أن أكثر الشيعة يأبون هذا الاتفاق أشد الإباء إذ يعتقدون أنه ينافي منافعهم الشخصية من مال وجاه ) .
( المنار ج 31 ــ ص 290) .
وفي تاريخ الشيخ محمد عبده ( 1 / 934 ) يذكر عن شيخه محمد عبده أنه كان يرى الشيعة من أحوج الفرق إلى التقريب إلى الحق لأنه كان يحكم عليها بحكم أشد من حكم شيخ الإسلام ابن تيمية ولم يبين هذا الحكم لأن شيخه محمد عبد استكتمه إياه .
2ـ العلامة الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله ( ت 1964هـ ) ـ أول مراقب عام للإخوان المسلمين بسوريا :
وهو من دعاة التقريب والمهتمين به وسعى لعقد مؤتمر إسلامي بين الفريقين .
يقول رحمه الله : ( دعاة التقريب من الشيعة من علماء الشيعة إذ هم بينما يقيمون لهذه الدعوة الدور وينشئون المجلات بالقاهرة ويستكتبون فريقا من علماء الأزهر لهذه الغاية ، لم نر أثرا لهم في الدعوة لهذا التقارب بين علماء الشيعة في العراق وإيران وغيرهما ، فلا يزال القوم مصرين على ما في كتبهم من ذلك الطعن الجارح والتصوير المكذوب لما كان بين الصحابة من خلاف كأن المقصود من دعوة التقريب هي تقريب أهل السنة إلى مذهب الشيعة لا تقريب المذهبين كل منهما إلى الآخر ) ( السنة ومكانتها في التشريع : 10) .
3ـ الشيخ عمر التلمساني رحمه الله ــ المرشد العام للإخوان المسلمين سابقا :
في حوار له بمجلة المصور 1982م قال : ( حين قام الخميني بالثورة أيدناه ووقفنا بجانبه ، مع ما بين أهل الشيعة وأهل السنة من خلاف جذري في العقائد ، أيدناه لوجود شعب مظلوم كان حاكمه يظلمه أشنع الظلم وأبشعه . . وحين يتمكن هذا الشعب من التخلص من ذلك الاضطهاد لا نملك أن ننكر ذلك عليه ، نحن أيدناه من الوجهة السياسية لأن شعبا مظلوما استطاع التخلص من حاكم ظالم واستعاد حريته ، ولكن من ناحية العقيدة السنة شئ ، والشيعة شئ آخر ، ما يجري الآن في إيران من مذابح وأمور خطيرة كنت أظن أنه مبالغ في وصفه ، ولكن ممن أثق بهم كل الثقة ، وممن يترددون بين إيران وبين أماكن أخرى أكدوا أن كثيرا جدا مما ينشر في الصحف حقيقة ، وأنا لا أقر هذا ) اهـ .
4ـ يوسف ندا رجل الأعمال ومنسق العلاقات الدولية بالإخوان المسلمين :
والذي ساعد الخميني في ثورته على أساس أنها إسلامية ثم تنكر الخميني له ولغيره وجعلها طائفية شيعية خالصة لا تسمح لغيرها بالوجود ، فلا أنسى دموعه وبكائه الحارق في " برنامج شاهد على العصر بقناة الجزيرة " منذ سنوات ، وهو يحكي عن صديقه السني الشيخ أحمد مفتي زاده وما تعرض له من تعذيب أفضى إلى موته على يد الخميني وأتباعه مدللا على أن مساعدته لهم ومساعدة أهل السنة لهم قوبلت بالجحود والإنكار!! .
5ـ الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي :
القاصي والداني يعلم مدى حرص الشيخ على التقريب والدعوة إليه ولكن ما يحدث اليوم على الساحة جعل القرضاوي يتكلم بعفوية في نقابة الصحفيين منذ أيام ولمدة ربع ساعة تقريبا عما يفعله القوم من تهجم على السنة واختراق لمصر وليس الأمر كما ظنه الدكتور محمد سليم العوا الذي سارع بإصدار بيان بأن ما صدر من القرضاوي سبق لسان !!
والحقيقة المرة التي لا يريد أن يصدقها الدكتور الفاضل : أن هذا تقرير لواقع أليم مرير !!
واستياء القرضاوي من تصرفات دولة الشيعة في إيران تظهر في حواراته .
ففي حوار له عن التقريب قال : ( ومما قلته للإخوة أيضا في إيران: إن أهل السنة في طهران يقدرون بمليونين أو أكثر، وهم يطالبون منذ سنين بإقامة مسجد لهم، يجتمعون فيه لأداء فريضة صلاة الجمعة ، ويشاركهم في ذلك السفراء العرب والمسلمون، فلم تستجب السلطات لهم حتى الآن اهـ . ( نقلا إسلام أون لاين ) .
فهل استجابت إيران لدعوة القرضاوي وهي راعية المؤتمرات الوهمية المظهرية للتقريب ؟
ما رأيناه هو تسليط أذنابها ممن تشيعوا للهجوم عليه . فالمتشيع أحمد راسم النفيس ــ ومن يسمي نفسه بالمتحدث الرسمي للشيعة بمصر ــ أَلف كتابا بعنوان : " القرضاوي وكيل الله أم وكيل بني أمية " كال فيه التهجم والسباب للقرضاوي ووصفه بـقوله : ( نراه نحن رمزا من رموز مدرسة التلفيق والتوفيق التي وضعت يدها على رقاب الأمة منذ عديد القرون ) ص ( 13 ) . وأنه ( من جمعية عشاق القتلة من بني أمية ) ص (12 ) ويقول عن نفسه متهكما أنه : ( مندوب الدولة الفاطمية الذي يريد أن يهيل التراب على رموز الأمة المقدسة فضلا عن أنه من طلاب الشهرة على حساب العظماء من أمثال القرضاوي وعمارة وهويدي والعريان وياللعجب ) اهـ ص ( 14 ) ووصف ص ( 95 ) معاوية رضي الله عنه بأنه رأس الإجرام الأموي !! نعوذ بالله من الخذلان .
نقد فتوى الشيخ شلتوت رحمه الله
أولا : قصة الفتوى يحكيها الشيخ محمد حسنين مخلوف رحمه الله ـ المفتي الأسبق وأحد الذين عاصروا هذه الفتوى ، يتحدث فيقول : ( بدأت فكرة التقريب بين أهل السنة والشيعة حين كان بمصر رجل شيعي اسمه " محمد القمي " وسعى في تكوين جماعة سماها جماعة التقريب وأصدر مجلة التقريب وكتب فيها بعض الناس وأنا لم أكن موافقا لا على التقريب ولا على المجلة ولذلك لم أكتب في المجلة ولم اجتمع مع جماعة التقريب في مسجد ما ، وقد سعى " القمي " لدى شلتوت في أن يقرر تدريس مادة الفقه الشيعي الإمامي في الأزهر أسوة بالمذاهب الأربعة التي تدرس فيه ، وأنا حين علمت بهذا السعي كتبت كلمة ضد هذه الفكرة وأنه لا يصح أن يدرس فقه الشيعة في الأزهر ، ألا ترون أن الشيعة يجيزون نكاح المتعة ونحن في الفقه نقرر بطلان نكاح المتعة وأنه غير صحيح ، وقد أبلغت هذا الرأي لأهل الحل والعقد في مصر إذ ذاك وأصدروا الأمر لشيخ الأزهر بأنه لا يجوز تدريس هذا الفقه ولم ينفذ والحمد لله ) اهـ . نقلا عن ( مسألة التقريب للدكتور ناصر القفاري 2 : 358 ) .
ثانيا : ماذكره الشيخ محمد حسنين مخلوف المفتي الأسبق رحمه الله أكده الشيخ شلتوت نفسه حين سئل عن زواج المتعة ــ وهو جزء من الفقه الشيعي ــ فأجاب الشيخ شلتوت بأن أمثال هذا الفقه الذي يبيح زواج المتعة لايمكن أن يكون شريعة الله .
ففي " فتاويه " ص ( 275 ) يقول عن زواج المتعة : ( إن الشريعة التي تبيح للمرأة أن تتزوج في السنة الواحدة أحد عشر رجلا وتبيح للرجل أن يتزوج كل يوم ما تمكن من النساء دون تحميله شيئا من تبعات الزواج ؛ إن شريعة تبيح هذا لا يمكن أن تكون هي شريعة الله رب العالمين ولا شريعة الإحصان والإعفاف !! ) اهـ
فما الحال لو تكلم الشيخ عن عقائدهم المنحرفة ؟
ثالثا : لم يتعرض الشيخ شلتوت في فتواه للعقائد وإنما كان كلامه منصبا في العبادات والمعاملات ، ويؤكد هذا قوله : ( ولا فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات ) اهـ ولم يتحدث عن الأصول والعقائد ؟
ومن المعلوم أن بنيان العبادات والمعاملات لابد له من أساس سليم هو الاعتقاد الصحيح !
والناظر في عقائد القوم يرى العجب العجاب !! فالمشكلة عندهم لا عندنا !
والذي يطالع فتاوى شلتوت في ذم البدع والإنكار على المبتدعة وخاصة بدع القبور والأضرحة والغلو يجد كلاما قويا فما هو الحال لو اطلع الشيخ على ما هو موجود في أصول المذهب الإمامي من عقائد منحرفة ؟!!
و بوضوح شديد نقول : إنه من المستحيل التقريب بين السنة والشيعة في الاعتقاد ؟
يقول الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله : ( إن استحالة التقريب بين طوائف المسلمين وبين فرق الشيعة هي بسبب مخالفتهم لسائر المسلمين في الأصول ..) اهـ .
رابعا : الشيخ شلتوت يتحدث تحديدا عن الشيعة الاثنى عشرية الإمامية ، ومن الثابت تماما : أن ركن الإمامة يعد أصلا من أصول المذهب ، ولهذا سموا بالإمامية .
و هذا الركن يتناقض تماما مع دعوى التقريب !!
فأهل السنة لا يعترفون بما يسمى بركن الإمامة والولاية لاثني عشر إماما معصومين .
ولم يقل أحد منهم : أن من فضل عليا على أبي بكر أو قدَّمَهُ في الخلافة يكفر ويخلد في النار
أما الشيعة الإمامية فحسب ما في أصول مذهبهم : أن منكر ولاية واحد من هؤلاء كافر مخلد في النار .
وعلى هذا فالشيخ شلتوت نفسه وباقي المسلمين الذين لا يدينون بهذا المعتقد في الإمامة كفار على ضوء أصول مذهب الشيعة الإمامية !!
وهنا نتساءل : كيف يدعونا للتقريب من يكفرنا في كتبه الأساسية ؟
يقول الشيخ عبد المنعم النمر رحمه الله : ( الشيعة ركزوا فكرهم على الحكم وأحقية علي فيه ، هو وذريته إلى يوم القيامة ، ورووا في ذلك روايات لم تصح عند أهل السنة. وزادوا على أركان الإسلام الخمسة كما وردت في حديث رسول الله "بني الإسلام على خمس..." زادوا ركنا سادسا، هو الإيمان بالإمام المعصوم وهو علي وبنوه من بعده، على طريقة النص عليه بولاية عهده، وأن هذا الإمام هو الخليفة والحاكم للمسلمين حتى قيام الساعة.. ومن لم يؤمن بالركن السادس فليس بمؤمن، كما تنص على ذلك كتبهم وكما يتحدث علماؤهم الخواص، لكن هذا سرى إلى عامة الشيعة بأن من لم يؤمن بما يؤمنون به فليس بمسلم، وهو مخلد في النار... شأن من لم يؤمن بالله، ولا بوجوب الصلاة..الخ.. ولذلك يشيع في ذهن عامة الشيعة اعتقاد أننا كفار، وإن كان علماؤهم يتحفظون على ذلك ويقولون: هو كلام العامة الجهلاء!! ولكن من الذي علم هؤلاء وأوحى إليهم بفكرهم هذا؟ ) اهـ ( مقدمة الطبعة الرابعة لكتابه الشيعة المهدي الدروز ) .
والمصيبة الأدهى أنهم لايُكَفّرون بلسانهم فقط وتنتهي القضية بل يترتب على ذلك البراءة واللعن لمخالفيهم مما يؤدي للعنف مع مخالفيهم فلا ولاء عندهم إلا ببراء !!
يقول الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله : (( إن الولاية والبراءة التي قام على أساسها الدين الشيعي على ما قرره النصير الطوسي وأيده نعمة الله الموسوي والخونساري لا معنى لها إلا تغيير دين الإسلام والعداوة لمن قام على أكتافهم بنيان الإسلام .. ) اهـ
يعني لا ولاية تصح إلا بالبراءة من أعدائه ولعنهم وهم من اغتصبوا الخلافة وهم أبي بكر وعمر وعثمان .. كما يدعون . ولذا نرى طرفا من صور هذه البراءة في طقوس عاشوراء العنيفة والتي يتربى عليها الشيعي منذ نعومة أظفاره .وهذا يفسر لنا المجازر التي تحدث لأبناء السنة في العراق على يد المليشيات الشيعية المدعومة من إيران راعية مؤتمرات التقريب !!
صيحة نذير من علماء ومفكرين للتحذير من خطر التشيع
1ـ الشيخ عبد الحليم محمود رحمه الله شيخ الجامع الأزهر:
" رأينا في الشيعة الشيعة ..حزب ..وهم لذلك يزيفون كل ما يقف عقبة في سبيل توطيد مركزهم ويتهافتون على كل ما يتوهمون أنه يساعدهم ويؤولون التاريخ حسب ما تهوى نفوسهم.. والحق أن الأمة الإسلامية على اختلاف طبقاتها تقدر عليا تقديرا كريما وتنزله من نفسها منزلة سامية، أما ما وراء ذلك من آراء الشيعة الغالية منهم والمعتدلة فليس دينا وليس ضرورة عقلية وإننا لنعتقد في إخلاص أن الزمن كفيل برد الشيعة إلى السنن القويم" ( فتوى الإمام عبد الحليم محمود 1/114و115)
2ـ الأديب أحمد أمين رحمه الله ( ت 1954م ) :
قال : ( والحق أن التشيع كان مأوى يلجأ إليه كل من أراد هدم الإسلام لعداوة أو حقد , ومن كان يريد إدخال تعاليم آبائه من يهودية ونصرانية وزردشتية وهندية ، ومن كان يريد استقلال بلاده والخروج على مملكته ، كل هؤلاء كانوا يتخذون حب أهل البيت ستارا يضعون وراءه كل ما شاءت أهواؤهم ؛ فاليهودية ظهرت في التشيع بالقول بالرجعة ، وقال الشيعة : إن النار محرمة على الشيعي إلا قليلا كما قال اليهود : لن تمسنا النار إلا أياما معدودات ، والنصرانية ظهرت في التشيع في قول بعضهم : إن نسبة الإمام إلى الله كنسبة المسيح إليه وقالوا إن اللاهوت اتحد بالناسوت في الإمام وإن النبوة والرسالة لاتنقطع أبدا ، فمن اتحد به اللاهوت فهو نبي , وتحت التشيع ظهر القول بتناسخ الأرواح وتجسيم الله والحلول ونحو ذلك من الأقوال التي كانت معروفة عند البراهمة والفلاسفة والمجوس قبل الإسلام ، وتستر بعض الفرس بالتشيع وحاربوا الدولة الأموية وما في نفوسهم إلا الكره للعرب ودولتهم والسعي لاستقلالهم .. والذي أرى كما يدلنا التاريخ أن التشيع لعلي بدأ قبل دخول الفرس في الإسلام ولكن بمعنى ساذج ، وهو أن عليا أولى من غيره من وجهتين : كفايته الشخصية وقرابته للنبي ، والعرب من قديم تفخر بالرياسة وبيت الرياسة ، وهذا الحزب كما رأينا وجد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ونما بمرور الزمن وبالمطاعن في عثمان ، ولكن هذا التشيع أخذ صبغة جديدة بدخول العناصر الأخرى في الإسلام من يهودية ونصرانية ومجوسية ، وأن كل قوم من هؤلاء كانوا يصبغون التشيع بصبغة دينهم ، فاليهود تصبغ الشيعة يهودية ، والنصارى نصرانية ، وهكذا . وإذا كان أكبر عنصر دخل في الإسلام هو العنصر الفارسي كان أكبر الأثر في التشيع إنما هو للفرس ) اهـ ( فجر الإسلام ص 437 ــ 439 ) . وراجع أيضا له : ( ضحى الإسلام ص351 ــ 354 ) . وعندما زار العراق عام 1931م وفي الكرخ تحديدا كاد الشيعة أن يقتلوه فيدفع حياته ثمنا لما كتب . راجع القصة في كتابه ( حياتي ص 268 ) .
3ـ العلامة محب الدين الخطيب رحمه الله :
( إن الثمن الذي يطالبنا به الشيعة للتقرب منهم ثمن باهظ ، نخسر معه كل شيء ولا نأخذ به شيئا .. ومما لاريب فيه أن الشيعة الإمامية هي التي لا ترضى بالتقريب ولذلك ضحت وبذلت لتنشر التقريب في ديارنا ، وأبت أن يرتفع لها صوت أو تخطو في سبيله أية خطوة في البلاد الشيعية أو أن نرى أثرا له في معاهدها العلمية .. ولذلك فإن كل عمل في هذا السبيل سيبقى عبثا كعبث الأطفال ولا طائل تحته إلا إذا تركت الشيعة لعن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما والبراءة من كل من ليس شيعيا منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة وإلا إذا تبرأ الشيعة من عقيدة رفع أئمة آل البيت الصالحين عن مرتبة البشر الصالحين إلى مرتبة الآلهة اليونانيين ؛ لأن هذا كله بغي على الإسلام وتحويل له عن طريقه الذي وجهه إليه صاحب الشريعة الإسلامية صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ومنهم علي بن أبي طالب وبنوه رضي الله عنهم ، فإن لم تترك الشيعة هذا البغي على الإسلام وعقيدته وتاريخه فستبقى منفردة وحدها بأصولها المخالفة لجميع أصول المسلمين ومنبوذة من جميع المسلمين ) اهـ الخطوط العريضة ص ( 44 : 46) .
4ـ العلامة محمد أبو زهرة رحمه الله ( ت 1393م ) :
وقال وهو يُعَدّد مظاهر غلو الشيعة الاثني عشرية في ائمتهم : ( ويظهر أن الإمامية جميعا على رأيهم في هذا النظر ، وليس مقام الإمام ومقاربته لمقام النبي عندهم موضع خلاف فإنهم يصرحون تصريحا قاطعا بأن الوصي لا يفرقه عن النبي إلا شيء واحد وهو أنه يوحى إليه ، وإن القارئ لهذا الكلام الذي اشتمل على دعاوى واسعة كبيرة لشخص الإمام لم يقم دليل على صحته والدليل قائم على بطلانه ، لأن محمدا أتم بيان الشريعة فقد قال تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ولو كان قد أخفى شيئا فما بلغ رسالة ربه وذلك مستحيل ولأنه لا عصمة إلا لنبي ولم يقم دليل على عصمة غير الأنبياء ) ( تاريخ المذاهب ص 52 ) .
وقال وهو يتحدث عن الإمام جعفر الصادق وابتلائه بالشيعة الذين غالوا فيه : ( ابتلي بالدعاة الذين كانوا يدعون الانتماء إليه . قد كان في العراق وما وراءه في الشرق من الديار الإسلامية دعاة لآل البيت فرخت في رءوسهم أفكار فاسدة وآراء باطلة أهونها تكفير الصحابة ولعن الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وأثابهما عما عملا للإسلام ، وأعلاها ادعاؤهم الألوهية لآل البيت ) اهـ ( تاريخ المذاهب ص 685 ) . وقال : ( أولئك الذين غالوا وحاولوا أن يفسدوا دين الناس باسمه رضي الله عنه وقد كان يصحح ما وسعه التصحيح ولكن أولئك كانوا يريدون الكيد للإسلام بهذه المغالاة ) اهـ ص ( 688 ) .
وقال وهو يعدد أسباب الفتن في عهد عثمان رضي الله عنه : ( ومن الأسباب ، وهو أعظمها : وجود طوائف من الناقمين على الإسلام الذين يكيدون لأهله ويعيشون في ظله وكان أولئك يلبسون لباس الغيرة على الإسلام وقد دخلوا في الإسلام ظاهرا وأضمروا الكفر باطنا فأخذوا يشيعون السوء عن ذي النورين ويذكرون علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالخير وينشرون روح الفتنة في البلاد ويتخذون مما يفعله بعض الولاة ذريعة لدعايتهم ، وكان الطاغوت الأكبر لهؤلاء : عبد الله بن سبأ ) اهـ ص ( 29 ) .
5ـ سعيد حوى رحمه الله ـ من أبرزعلماء الإخوان المسلمين بسوريا :
يقول رحمه الله : ( وهؤلاء الخمينيون ظالمون . ومن بعض ظلمهم أنهم يظلمون أبا بكر وعمر ، فكيف يواليهم مسلم والله تعالى يقول : " وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون" . إنه لا يواليهم إلا ظالم ، ومن يرض أن يكون ظالماً لأبي بكر وعمر وعثمان وأبي عبيدة وطلحة والزبير ، ومن يرضى أن يكون في الصف المقابل للصحابة وأئمة الاجتهاد من هذه الأمة ؟ ومن يرضى أن يكون أداة بيد الذين يستحلون دماء المسلمين وأموالهم ؟ ألا يرى الناس أنه مع أن ثلث أهل إيران من السنة لا يوجد وزير سني ؟! ألا يرى الناس ماذا يُفعل بأهل السنة في لبنان سواء في ذلك اللبنانيون أو الفلسطينيون ؟ ألا يرى الناس ماذا يفعل حليف إيران حافظ الأسد بالإسلام والمسلمين ؟ أليست هذه الأمور كافية للتبصير ؟ وهل بعد ذلك عذر لمخدوع؟ ألا إنه قد حكم المخدوعون على أنفسهم أنهم أعداء لهذه الأمة وأنهم أعداء لشعوبهم وأوطانهم وأنهم يتآمرون على مستقبل أتباعهم .. فهل هم تائبون ؟؟ اللهم إني أبرأ إليك من الخميني والخمينية ومن كل من والاهم وأيدهم وحالفهم وتحالف معهم اللهم آمين . ) اهـ . ( الخمينية ص 57 ــ 58 ) ..
6ـ الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله :
ينقل عنه الشيخ محمد حسنين مخلوف أنه خطب على منبر الجامع الأزهر قائلا : ( إن هذا الأزهر قدر له أن يتحول إلى غير ما أسس من أجله . فلقد أسس من أجل تدريس المذهب الشيعي الفاطمي ، ولكن الله استنقذه ليصبح معقلا للمذهب السني ) اهـ مجلة الاعتصام مايو 1977م .
7ــ الشيخ محمد علي الجوزو مفتي جبل لبنان :
ففي حوار له بمجلة آخر ساعة عدد49 أغسطس 2006م قال : ( هناك محاولة للإبادة وطمس الهوية السنية نهائيا في العراق وعدم إشراكهم داخل الجيش ولا في الشرطة ، فلماذا تحاول إيران أن تتدخل في الشأن العراقي والشأن اللبناني والشأن السوري تحاول أن تمد يدها لكثير من الدول العربية عن طريق التشيع حتى وصل الأمر ــ للأسف الشديد إلى مصر ، وعندي الآن كتب تهاجم أهل السنة وتهاجم الصحابة وتتطاول على عقيدة أهل السنة في عاصمة الأزهر الشريف في مصر . هذه سياسة تخيفنا جميعا لأنها تنذر بأخطار لا حدود لها .. ) اهـ .
وبعد فهذه صيحة نذير أردنا بها أن نحذر من الخطر الحالي لا أقول القادم فما يحدث اليوم في العراق من تدمير لمئات المساجد وقتل لمئات الآلاف من أبناء السنة في إبادة منظمة على يد المليشيات الشيعية المدعومة من إيران راعية مؤتمرات التقريب يدلل على خطورة الوضع وعلى التقريب الذي يريدونه منا . نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
أبو محمد أشرف بن عبد المقصود
[email protected] ([email protected])
نسأل الله لكتابة التوفيق و السداد و ان يكون المقال فى ميزان حسناته