تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العاقل يضحي في حرب طرفيها عدوه



mojahed90
01-21-2003, 07:42 AM
العاقل يضحي في حرب طرفيها عدوه

دعا عبد العزيز الرنتيسي القيادي في حركة حماس العراقيين الى تجهيز عشرات الالاف من الاستشهاديين والاحزمة الناسفة
وتفجير انفسهم في الطغاة الاميركيين».
بالطبع ما من أحد من العراقيين سيلبي دعوة السيد الرنتيسي هذه، فالعراقيون باجمعهم يدركون ان الحرب الجديدة ـ كما الحروب السابقة التي طحنتهم ـ ليست حربهم، بل هي حرب (صدام ـ اميركا)، وليس لهم فيها من دور أو حصة غير دور الضحايا وحصتهم، سواء انتصرت فيها اميركا أو كسبها صدام.. العراقيون شبعوا تماماً من الحروب وليس لديهم فائض من الارواح ليقدموها قرباناً لا لصدام ولا لأميركا.
في اواخر العام 1990، قبل اسابيع قليلة من بدء حرب الكويت (حرب صدام ـ اميركا ايضاً) ظهر في بغداد فجأة زعيم فلسطيني (يساري) لم يكن متوقعا وصوله الى العاصمة العراقية والاجتماع بصدام ، فقد كان ممنوعاً عليه دخول العراق بسبب خطبه وتصريحاته النارية ضد صدام وسياساته التي كان هذا الزعيم حتى 2 اغسطس (آب) 1990 يصفها بانها ألحقت افدح الاضرار بقضايا الامة العربية وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية».. يومها توقعنا ـ أو تمنينا ـ ان يقدم هذا الزعيم لصدام الدعوة الوحيدة الصحيحة والنصيحة الوحيدة النافعة والمطلوبة وقتها: الانسحاب الفوري من الكويت وتجنيب العراق كارثة كبرى جديدة. لكن الزعيم الفلسطيني اختار موقفاً مناقضا، مشجعاً صدام على مواصلة العناد والمكابرة وواعداً اياه بأن جبهته وسائر «الثوريين العرب» سيشعلون النيران تحت اقدام الاميركيين. وعندما وقعت الكارثة لم تشعل جبهة الزعيم الفلسطيني ولا أي ثوري عربي آخر عود ثقاب واحدا تحت قدم اميركي واحد، فيما غرق العراق وشعبه في لجة مأساة رهيبة لا نظير لها الا مأساة الشعب الفلسطيني.
بعد 12 عاما يعيد السيد الرنتيسي انتاج موقف الزعيم الفلسطيني المتقاعد. فهو ايضا يشجع صدام على العناد والمكابرة. وكان السيد الرنتيسي سيفعل خيراً لوجه الله وللشعب العراقي.. وللشعب الفلسطيني ايضا، لو انه دعا صدام الى التنحي عن السلطة التي اغتصبها اغتصاباً على مدى 35 عاما، وترك الشعب العراقي يدير شؤونه وشؤون بلاده بنفسه قبل ان تنشب الحرب وتحل كارثة جديدة ينجم عنها، فضلاً عن الضحايا والدمار، وضع مقدرات العراق تحت السيادة الاميركية.
واذا كان السيد الرنتيسي غير قادر، لأي سبب، على توجيه دعوة بناءة كهذه وتقديم نصيحة مفيدة كهذه فالاكرم له والانفع لشعبه الفلسطيني ان يكرس اهتمامه بشؤون شعبه والتفكير في افضل السبل لانقاذ هذا الشعب من محنته الطويلة التي تماثلها تماماً محنة الشعب العراقي.


منقول من جريدة الجهاد
مجاهد فلسطين
[email protected]