تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الاسلام والآخر



mojahed90
01-21-2003, 07:33 AM
الاسلام والآخر

ان وظيفــــة الاسلام الاســـــاسية هــــي دعوة النـاس الى الاسلام، واستيعابهم في حركته ومشروعه ومسيرته.. والخطاب القرآني لرسول الله (ص) جاء بالصيغة التكليفية عبر العديد من الآيات، منها قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس).
اما دليل الاهتمام بالآخر فيزخر به كتاب الله تعالى وسنة رسوله (ص)، من زوايا وأوجه مختلفة، فمن الأدلة القرآنية على الاهتمام بالآخر، الحض على ان تكون الدعوة بالحكمة وبالتالي هي أحسن مصداقاً لقوله تعالى: (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). ولقد بلغ حرص الاسلام على الآخر، ما جاء من نهي قرآني عن مجادلة حتى غير المسلمين الا بالتي هي أحسن، فقال تعالى (ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي احسن)، بل ان السياق القرآني الذي جاء به التكليف الرباني لموسى (ع) في مخاطبة فرعون ـ وهو الذي قال لقومه انا ربكم الأعلى ـ ليعتمد اسلوباً يتجلى فيه منتهى الحرص على مخاطبة هذا الطاغية ومحاولة استيعابه، فقال تعالى: (فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر او يخشى).
ان قبول الآخر واستيعابه يجب ان ينطلق من قاعدة حب الخير للآخرين، والحرص الصادق على هدايتهم واستنقاذهم من ضلالاتهم، ومن القناعة الصادقة بشرعية هذا الأمر ووجوبه، كما من خلال تأصيله وتجذيره في المشروع الاسلامي وفق العناوين العريضة التالية:
ـ ان الاسلام يعترف بوجود الأضداد من خلال قوله تعالى: (ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة).
ـ وهو يدعو الى التلاقي والتعارف، مصداقاً لقوله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير).
ـ والاسلام يدعو الكل للتعاون على الخير، من خلال قوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب).
ـ والاسلام ينهي عن اعتماد سياسة القمع والاكراه مع الآخر، من خلال قوله تعالى: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)، وهذا منتهى الانفتاح على الآخر والاعتراف به.
ـ والاسلام يحذر من الاساءة الى الآخر، ولو كان مشركاً، او غير ذلك من خلال قوله تعالى: (ولا تسبوا الذين يدعون دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم).
ـ والاسلام يدعو الى البحث عن القواسم المشتركة في دعوة الآخرين حرصاً على استجابتهم واستيعابهم فيقول: (قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أربابا من دون الله).
ـ والاسلام يدعو الى التعاون والتضامن مع الآخر، كائناً من كان لدرء المفاسد وجلب المصالح، كرفع الظلم، وتعزيز الحرية، والعدالة، والمساواة، وصون حقوق الانسان. ومن اجل ذلك قال رسول الله (ص): (لقد حضرت في دار عبد الله بن جدعان حلفاً، ما أحب ان لي به حمر النعم، ولو دعيت الى مثله في الاسلام لأجبت).
ـ ومن دلائل حرص الاسلام على الآخر، دعوته وحضه على الاستفادة مما عنده من خير وما لديه من حكمة، حيث يقول الرسول (ص): (خذوا الحكمة من أي وعاء خرجت) و(الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو احق بها)، و(اقبلوا الحق ممن جاء به من صغير او كبير ولو كان بغيضاً بعيداً، وارددوا الباطل على من جاء به من قريب او بعيد ولو كان حبيباً نسيباً).
والحقيقة ان المسلمين عموماً والاسلاميين خصوصاً، مدعوون لامتثال الاسلام ومبادئه واحكامه وأخلاقه في التعامل مع الآخر، بصرف النظر عن معتقده وفكره وفلسفته ما لم يحمل عليهم السلاح ويقاتلهم، وليتدبروا بامعان قوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروه وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين).
up up up
مجاهد فلسطين
[email protected]