تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : والله لأطَأنَّ الجنة بعرجتي هذه



احمد جبريل
09-04-2006, 11:27 PM
هذه أخر مشاركة لى فى هذا المنتدى وأحب أن تكون ختامها مسك ..والسلام عليكم


"والله لأطَأنَّ الجنة بعرجتي هذه"
المجاهد القسّامي الشهيد محمد حرارة



غزة ـ المركز الفلسطيني للإعلام

حينما تكون مُصِّراً على إعلاء كلمة الحق، ولم تمنعك الإعاقة من مغادرة ميدان الجهاد، وتقول:"والله لأطأن الجنة بعرجتي هذه"، وترفض أن تغادر قلعتك "تلة المنطار" لتعمل في جهاز الرَّصد في مكان آخر، تستحق حينها أن تكون عين القسام، وتلقى الله شهيداً.

محمد حمدي حرارة، عاشق تلة المنطار بيته وجهاده وشهادته، انطلق وعاش واستشهد هناك، ومن أعلى قمة فيها وهو يرصد تحركات الاحتلال الصهيوني، كان يحلم بتحرير فلسطين.. كل فلسطين.

"أبو حفص" كما أحبَّ أنْ يلقِّبه إخوانه وأصدقاؤه الذين قالوا وهم يجلسون في قلعته ويستذكرون عين القسام الساهرة المتيقظة: "لا منطار بعدك يا أبا حفص".

ولد الشهيد في عام 1979، وعاش بين أزقة حي الشجاعية حي الشهداء، ليدرس الابتدائية في مدرسة الشجاعية الابتدائية، والمرحلة الإعدادية في مدرسة الفرات، والثانوية في مدرسة الشجاعية الثانوية.

وتخرَّج الشهيد محمد قبل ثلاثة أعوام من جامعة الأزهر بغزة وهو حاصل على شهادة بكالوريوس في المحاسبة، وعمل في إحدى الشركات التجارية، ويجيد اللغتين الانجليزية والعبرية.


مجزرة صهيونية

فجر يوم الجمعة (21/7) نفذت قوات الاحتلال الصهيوني، مجزرة مروّعة في حي الشجاعية بغزة، أسفرت عن استشهاد المجاهد القسّامي محمد حمدي حرارة (27 عاماً)، والمجاهد القسّامي عامر جبر حرارة وأمّه "أم عامر" (46 عاماً) وأخيه مؤمن (16 عاماً) عندما قامت الدبابات الصهيونية بقصف منزلهم بعدد من القذائف الثقيلة، كما أصيب في هذا القصف ثلاثة من أبناء العائلة بجروح خطيرة.


زفاف للحور

يصف أشقاء وأصدقاء الشهيد محمد، بأنه كان صاحب سنٍّ ضحوك، أحبَّ حياة الزهد والتقشف في سبيل الله، ومحبوب من جميع أهل الحي بل من جميع منْ عرفه.

ويقول شقيقه أمين: "أخي محمد كان يرفض فكرة الزواج على الرغم من إلحاح والدتي الشديد عليه، ولكنه وافق قبل أسبوع من استشهاده وكأنه كان يعرف أنه سيُزَّف قريباً إلى الحور العين في الجنان".

ويتابع: " أخي محمد رحمه الله، ابتلى بالإعاقة في قدميه وهي إعاقة خَلقية، حيث كان لا يستطيع السير طويلاً ويمشي بصعوبة، وفي حال سيره الطويل كان يقع على الأرض".

ويضيف: "كان يحب أن يساعد الآخرين في كل المجالات، فكان يساعد إخوانه في كتائب القسام في وضع سلاح بعض الشباب المجاهدين في مكان آمن، لإخوة لا تسمح لهم الظروف بإبقاء السلاح في بيوتهم".

التزم الشهيد محمد بيوت الله منذ نعومة أظفاره، تربَّى على الخير والعطاء وطيبة القلب، فكان نِعمَ الأخ والصديق وفي هذا الصدد يقول شقيقه آمين: "والله كنت أحسده على مدى الحب الذي يلقاه من الناس".

ولعله لما تميز به "أبو حفص"، أنَّه اختير ليكون مسؤول العمل الجماهيري التابع لحركة حماس في منطقته، فكان يُعِّد أعراس الشهداء، ويدعو إلى المسيرات والفعاليات المختلفة، ويشارك فيها على الرغم من إعاقته وصعوبة تحرِّكه وسيره، ويحثّ الشباب على المشاركة، وقد نشط بشكل كبير في عمله خلال مرحلة الدعاية الانتخابية لحركة حماس في الانتخابات التشريعية.

كما كان يقدِّم المساعدات للمواطنين والمحتاجين من أهل الحي والمنطقة ويوزِّع الطرود والمساعدات الغذائية على الناس ولو في منتصف الليل على الرغم من المعاناة الشديدة التي كان يعانيها نتيجة صعوبة تحرّكه ومشيه.

وعمل في الكتلة العمالية الإسلامية فكان يمارس مهامه ويوزِّع المساعدات على العمال العاطلين عن العمل ويسعى لقضاء حوائج العمال والمواطنين.

عين القسام

يؤكد أحد إخوان الشهيد في الجهاز العسكري لحركة حماس، أنَّ أبا حفص عمل في جهاز الرَّصد والإشارة التابع لكتائب الشهيد عز الدين القسام، وكان من أول العاملين في الجهاز، وكان الشباب الجدد في الجهاز يعتبرونه أميرهم ويشاورونه في عملهم بحكم خبرته في هذا المجال.

ويضيف أخو محمد حرارة في الجهاد: "كان أبو حفص يعشق هذا العمل، فكان يرصد تحرك آليات الاحتلال على الحدود الشرقية لمدينة غزة، يومياً من بعد صلاة العشاء حتى الفجر، حتى ولولم يكن وقت دوامه".

ويوضح هذا الأخ، أن أبا حفص تلّقى العديد من الدورات في جهاز الرصد والإشارة ليطوِّر قدراته في هذه المجال، وقد كان بارع في عمله، فقد كان يميز نوع الآلية على الرغم من بعدها من خلال الضوء المنبعث منها ويحدِّد ماهيتها".

وحول مشاركته في الاجتياحات، يقول الأخ: "شارك أبو حفص في العديد من الاجتياحات، ولكنَّ عمله لم يكن في الجانب الميداني بل كان في الرصد والمتابعة"، مؤكداً أنَّ أبا حفص كشف تحرّكات آليات الاحتلال في جميع عمليات الاجتياح الذي تعرّض لها حي الشجاعية.

وفي سؤاله حول مهام أخرى أُوكل بها الشهيد، أشار الأخ إلى أن أبا حفص كان يساعد المجاهدين في تحديد الأوقات والمناطق المحددة لإطلاق صورايخ القسام، ويحدد بعض الأهداف مثل تجمع لآليات الاحتلال لاستهدافها بالصواريخ والقذائف.

"أبو حفص" وقلعة تل المنطار

ويضيف بأنه طلب من "أبي حفص" أن يعمل في جهاز الرصد، ولكن في مكان بعيد عن تلة المنطار، ولكنه رفض بشدة ترك ما وصفها بقلعته وأنه سيعمل فيها رغم كل الظروف، وقال: "كان هناك العديد من الإخوة يعملون في المجال نفسه، ولكن عندما يكون هناك تحركات غريبة لقوات وآليات الاحتلال، كان الإخوة في كتائب القسام يتصلون به ويطلبون منه رصد تحركات الاحتلال لبراعته ومهارته".

ويشير مجاهد آخر من كتائب القسّام إلى أن "الشهيد كان يجيد العمل على جميع أنواع الأسلحة البسيطة الذي تمتلكها كتائب القسام من قذائف وصورايخ وأسلحة خفيفة وقنابل، على الرغم من أنه لا يعمل في المجال العسكري الميداني".

ويؤكد أن أبا حفص كان يمارس عمله في الرصد في أحلك الظروف الأمنية الصعبة، وفي جميع الأوقات، حتى أنه في فصل الشتاء كان يمارس عمله في العراء وتحت البرد الشديد في منتصف الليل".

ويقول مجاهد قسّامي آخر: إنه سأل "أبا حفص" ذات مرة " لماذا لا ترتاح وتترك العمل بفعل إعاقتك وصعوبة العمل عليك، فقال له "والله لأطأن الجنة بعرجتي هذه".

نجا من الموت

"أبو حفص" نجا من الموت المحقق في عمليتين عدوانيتين صهيونيتين في منطقة الشجاعية بغزة، المرة الأولى حين حاول إنقاذ الشهيد نعيم نعيم، وعندما اقترب منه لحمله وهو مصاب أطلقت دبابات الاحتلال النار بشكل كثيف عليه ولكنه نجا من الموت، كما تعرض لعملية إطلاق نار مكثف في عملية اجتياح أخرى للمنطقة الشرقية في حي الشجاعية أثناء تنفيذ مهمته في رصد تحركات الاحتلال دون أن يصاب بأذى.

"أبو حفص" كان شديد التعلّق بإخوته في الجهاد، وكان يلّفه الحزن والألم عندما يتناهى إلى مسامعه نبأ استشهاد أحد المجاهدين، وخاصة إخوانه في منطقته الشجاعية، ومن أكثر الذين تأثر باستشهادهم، هما المجاهدان القسّاميان محمود ويوسف وأيمن أبو هين، اللذان استشهدا في مجزرة للاحتلال أثناء اجتياحه حي الشجاعية، إلى جانب تأثره الشديد بنبأ استشهاد المجاهد القسّامي عبد المعطي أبو دف في حي الزيتون بغزة.


ليلة استشهاده

وحول ما حدث مع "أبي حفص" ليلة استشهاده، يقول أحد أصدقائه: "كانت هناك تحرّكات غير عادية لآليات الاحتلال في المنطقة الشرقية، حيث كان هناك تحرك بطيء لبعض الآليات، وباشر "أبو حفص" مهامه في رصد تحركات الاحتلال من إحدى المناطق من على تلة المنطار، على الرغم من أنه لم يكن وقت دوامه هذه الليلة".

وفي الساعة الثانية عشر ليلاً تقريباً عاد إلى بيته وجلس مع أهله في ديوان عائلته القريب من البيت، ومن ثمَّ توجه إلى إحدى المناطق حيث يوجد مجموعة من المرابطين التابعين لكتائب القسام، وبحكم معرفته في المنطقة طلب منهم التمركز في مكان معيّن للابتعاد عن عيون الاحتلال خوفاً عليهم، ووعدهم بأن يحضر لهم بعضاً من أكواب الحليب ومن ثم عاد إلى بيته.

جلس "أبو حفص" في البيت ومع آذان الفجر توجه إلى المسجد القريب من منزله وصلَّى مع إخوانه، ومن ثم جلس معهم قليلاً، ويقول أحد الشباب عن تلك اللحظات: "والله شعرت أنه ملاك يتحرك على الأرض، وأوصانا بالحذر والمشي بعيداً عن عيون طائرات وآليات الاحتلال خوفاً علينا".

ومن ثم عاد إلى بيته وما إنْ صعد إلى سطح منزل شقيقه ليشاهد الدبابات التي تقدمت قليلاً حتى باغتته دبابات الاحتلال بقذيفة مزقته إلى أشلاء وفصلت رأسه عن جسده ليلقى الله شهيدا كما يتمنى. فهنيئاً لك الشهادة يا أبا حفص.





أبا حفص

والله إن قسَمَكَ على الله لعظيم
بشراك حور العين أيها المرابط الشهيد
نحسبك كذلك ولا نزكي على الله احدا

احمد جبريل
09-05-2006, 01:34 AM
هذه أخر مشاركة لى فى هذا المنتدى وأحب أن تكون ختامها مسك ..والسلام عليكم

مقاوم
09-05-2006, 06:55 AM
بوركت أخي على هذه المشاركة ويحزننا رحيلك عنا
فهل إلى إعادة النظر من سبيل؟