تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هكذا تكلم الرئيس صدام حسين :عشية غزو العراق



محمد البغدادى
09-02-2006, 11:32 AM
هكذا تكلم الرئيس صدام حسين : عشية غزو العراق

http://www.iraqpatrol.com/portraits/rathersad.jpg

نص المقابلة التي اجراها دان راذر مع الرئيس صدام حسين لشبكة اخبار CBS الامريكية وأذيعت في 26/3/2003 قبل شهر تقريبا من غزوالعراق ، والتي دعا فيها الرئيس صدام الى مناظرة متلفزة مع بوش الذي رفضها لأن "العالم سيعرف من هو الاذكى والاصدق" كما قال احد المعلقين الامريكان.

نعيد نشر هذا الحوار المهم لأنه يلقي الضوء ليس فقط على شخصية الرئيس صدام حسين التي لم تغيرها المحن ، وانما جوانب كثيرة من السياسة الامريكية العدوانية مقابل الموقف العراقي القائم على المباديء والايمان بالله والوطن والشعب.

نص المقابلة

الصحفي- سيادة الرئيس أشكركم واقدر موافقتكم على تخصيص ساعة من وقتكم الثمين لى لان في ذهنى ان أطرح عليكم اسئلة مقسمة الى فئتين. ألاولى هى أخبار الساعة التي يريد الكثير من الامريكيين ان يستمعوا الى اجوبة عنها. والثانية هى ألاسئلة ذات الطبيعة الفلسفية.

السيد الرئيس - ان الأخبار عندكم. لان لاخبارنا وصفا أخر لكن الأخبار السمينة موجودة لديكم.

الصحفي- أتمنى ان يكون كلامكم هذا صحيحا. سيدى هل في نيتكم تدمير صواريخ الصمود التي تمنعكم الامم المتحدة من حيازتها.

السيد الرئيس - لقد التزمنا بالتعامل مع القرار /1441/ وتطبيقه وفق ما أرادت الامم المتحدة.. وعلى هذا الأساس تصرفنا وسوف نتصرف . ومثلما تعرف ان العراق مسموح له بانتاج صواريخ أرض - أرض طبقا لقرارات ألامم المتحدة الى حد 15. كم .. ونحن ملتزمون بالقرارات التي صدرت.

الصحفي - سيادة الرئيس بعد ان فهمت جوابك هل يمكن ان أستنتج انكم لا تريدون تدمير هذه الصواريخ.

السيد الرئيس - أية صواريخ تقصدها ليس لدينا صواريخ خارج إطار تحديدات الامم المتحدة .. وفرق التفتيش موجودة في كل مكان في العراق . واظن ان هذا السؤال يمكن ان يوجه اليهم لكى يعطوك اجابة دقيقة وكافية .

ان امريكا تعرف والعالم يعرف ألان ان ليس في العراق اى شىء مما قيل عنه من اعلى المستويات في امريكا وفي بريطانيا .. واظن ان الضجة التي تفتعل الان والأساطيل وبعض الحشود يتعلق جانب منها بتغطية الكذبة الكبرى التي قيلت ومفادها ان العراق يمتلك أسلحة تدمير شامل كيمياوية ونووية وبايولوجية .

وعلى هذا الأساس أتخذ القرار /1441/ في مجلس الامن . ومع ان العراق متأكد من نفسه ومتأكد مما قيل على لسان كل المسؤولين من انه خال من أسلحة التدمير الشامل الكيمياوية والبيولوجية والنووية ولكن مع ذلك لكى لا يفسر موقف العراق تفسيرا خاطئا ولكى يفضح حقيقة الامور مثلما هى وافق أو تعامل مع القرار /1441/ لذلك فان الصواريخ التي تتحدث عنها و/المخالفة/ لقرارات الامم المتحدة غير موجودة وانها دمرت في وقت سابق واعلن تدميرها في حينه .

لقد بدأت بالفني الفرعي ولم تبدأ بالأساس ومع ذلك لك حرية الاختيار .

الصحفي - صحيح بدأت بالقضايا اليومية أو أخبار اليوم لكن سؤالي ما هى القضايا الجوهرية التي تعتقدون انها مهمة الان .

السيد الرئيس - في كل الديانات السماوية كان الله سبحانه وتعالى يؤكد في كتبه الى الانسانية ان أهم شيئين اساسيين في الحياة بعد خلق الانسان والايمان هما الغذاء والسلام. وهذا موجود في الدين الاسلامى وموجود في الدين المسيحى وموجود في الديانات الأخرى . أذن أهم شيء يعتبره الانسان اساسيا في حياته وحياة الآخرين هو السلام . اى الامن وحقه في الحياة لا ان يأكل فقط وانما ان يمارس دوره في إنسانيته وتجاه إنسانيته ودوره تجاه إنسانية الآخرين . واعتقد ان هذا هو الأساس .

الصحفي - سيادة الرئيس هل تتوقعون ان تتعرضوا لهجوم بقيادة أمريكا .

السيد الرئيس - نتمنى ان لا يحصل هذا لكننا نعد انفسنا لمثل هذا الاحتمال . ومن المؤكد انك لاحظت الحياة العامة في العراق بعد ان قضيت عددا من الايام فيه ولاحظت ان الناس يعيشون حياة طبيعية يتزوجون ويصادقون ويقيمون علاقات طبيعية مع جيرانهم ومع أهاليهم ويسافرون من مكان الى أخر في العراق للتمتع بالحياة طبقا لمعطياتهم. لكنهم في الوقت نفسه يعدون انفسهم لمثل هذا الاحتمال الذي تفضلت به ولان المسؤولين في امريكا يتحدثون عن هذا الاحتمال فمن الطبيعى ان يعد الشعب نفسه لمثل هذا الاحتمال في الوقت الذي يدعو الله سبحانه وتعالى ان يجنب الأمريكان خوض مثل هذه التجربة وان يجنب العراقيين شر من يركبه الشر او يركب مركب الشر ليعتدى على العراق.

الصحفي - هل تخشى احتمال أسركم او قتلكم .

السيد الرئيس - كمؤمنين نؤمن بما يريده الله ولا قيمة لاى حياة من غير أيمان والمؤمن في الوقت الذي يتحسب ويعد العدة ليبتعد عن اى مهوى من مهاوى الردى او عن كل ما يحاول عدوه ان يحفره له يؤمن بقدر الله سبحانه وتعالى .

عندما كنا مناضلين ومجرد مواطنين بين صفوف الشعب قبل ثورة تموز عام 1958 وعندما كان الكثير من شعبنا لا يجد حذاء ينتعله وكان كثر من أبناء الريف حفاة وكثر من شعبنا وحتى داخل المدن يفتقرون الى أبسط مقومات الحياة بأى وصف مهما كان بسيطا وضعنا انفسنا بعد الاتكال على الله في خدمة الشعب وتعرضنا الى مخاطر لابد انكم تعرفونها . والموضوع ليس موضوع استعراضى لما قمنا به من خدمة لشعبنا أو للمخاطر التي واجهتنا. لم نكن انذاك نسأل انفسنا هل نعيش ام نموت وانما توكلنا على الله فحسب. وكان الأساس لدينا هو نوع الفضيلة التي يمكن ان يرضى الله عنها من خلال عملنا في خدمة الشعب والان لا يجوز بعد ان أصبحنا حكاما بالعناوين التي تذكر فلان رئيس جمهورية وفلان وزير وفلان نائب رئيس جمهورية لا يجوز من الناحية الأخلاقية ان نغير مسلكنا الذي وعدنا به الشعب عندما كنا مناضلين وصدق بنا الشعب وقبل بلواء الثورة حتى انتصرت وواجه كل الصعوبات التي واجهته مما تعرفون ويعرف العالم أجمع وتمسك بمبادئه. أذن اعتقد ان المسؤول لا يجوز له ان يسأل نفسه هل يموت او يعيش وانما السؤال الأساس هو الى أى حد هو مخلص لشعبه وللإنسانية جميعا أذا كانت مبادئه انسانية مثلما هى مبادئنا وعند ذلك فان ما يريده الله لا توجد من قوة في الأرض قادرة على ان تغيره . ارجو ان تتحملني لان أجوبتى طويلة .

الصحفي - سيدى الرئيس ان الأمريكان يشعرون بقلق شديد من أى علاقة يقيمها اى شخص بأسامة بن لادن . والسؤال هل لديكم الان وهل كانت لديكم في السابق اى علاقات بتنظيم القاعدة وباسامة بن لادن ..

السيد الرئيس - هل هذا هو الأساس في قلق السادة المسؤولين الأمريكان ام هذا هو الأساس في قلق الشعب ألامريكي فحسب ..

الصحفي - سيادة الرئيس استطيع ان انقل الى سيادتكم بدقة وبامانة ان هذا السؤال يشكل قلقا رئيسيا في اذهان الشعب الامريكى .

السيد الرئيس - ان هذا الموضوع لم يظهر في اهتمامات المسؤولين في امريكا ألا متأخرا .. اى بعد ان ادرك المسؤولون الامريكان ان ما يتحدثون عنه من ان العراق ربما امتلك اسلحة تدمير شامل بعد عام 1998 قد ينكشف لدى الامم المتحدة ويصبحون في حرج . فصاروا يتحدثون عن احتمال ان تكون للعراق علاقة مع السيد اسامة بن لادن . وهذا الموضوع سألنى عنه السيد تونى بن واجبته واجيبك ألان بوضوح . ليس للعراق علاقة مع السيد اسامة بن لادن واظن ان اسامة بن لادن اجاب عن هذا الموضوع في احدى خطبه الأخيرة .

الصحفي - هل تتفقون ام لا تتفقون من حيث المبدأ مع هجمات الحادى عشر من أيلول ..

السيد الرئيس - دعنى أقول بوضوح ان مبادئنا ليست قومية ووطنية فحسب انما هى انسانية أيضا فنحن نؤمن بان العالم ينبغى ان يبحث عن فرص السلام وليس عن فرص الاقتتال والحرب والإيذاء والثأر.

لقد أمنا بهذه المبادئ قبل ان نصبح حكاما وبدأنا بها مع شعبنا عندما أصبحنا في وصف المسؤولين الرسميين . ولكننا نؤمن طبقا لما علمنا الله مثلما علم الإنسانية ايضا تحت عناوين أخرى لدياناتها ان القانون لابد ان يسود في الإنسانية ولا يجوز معه ان يكون هنالك من يعتدى ويسكت الآخرون عليه او ان يكون هنالك من يقتل الناس ويصفق الآخرون له أو ان يكون هنالك من يحتل الدول الأخرى ولا يحرك الآخرون ساكنا تجاهه .

والخلاصة هى اننا نؤمن بالمبادئ التي وردت في ميثاق الامم المتحدة بان من حق من يعتدى عليه ان يرد العدوان . وميثاق الامم المتحدة لم يضعه المسلمون ولم تقرره الدول الاسلامية انما قررته الدول المسيحية ومع ذلك نحن نؤمن به .

الصحفي - سيادة الرئيس هل عرض على سيادتكم اللجوء الى اى مكان في العالم . وهل تفكرون تحت اى ظرف في قبول مثل هذا اللجوء لتنقذوا شعبكم من الدمار والموت .

السيد الرئيس - انا افهم ان دافع السيد راذر هو الإثارة وهذا اسلوب امريكى في الأسئلة والاجوبة قد لا يعجب بعض الناس ولكن بالنسبة لى أنا أتفهمه. ومع ذلك سأجيبك . لقد ولدت في العراق وولدت كعربى مؤمن أصيل وافتخر بأننى علمت أولادى قيم التأريخ العربى بكل معانيه الإنسانية وايضا بكل مواقف الأيمان التي ينبغى ان يقفها الرجل اوعموم المؤمنين سواء كانوا رجالا أو نساء وعلمتهم شرف الوطنية والوطن واهمية وقيمة وشرف ان يكون الانسان وطنيا مخلصا لوطنه وشعبه وامته . والان اعلم احفادى ذلك . وهكذا تحدثت مع العراقيين منذ كنت مناضلا في العمل السرى . فأنا لا اقيم اعتبارا لاى مسؤول يتحدث عن المبادئ مع شعبه او حتى مع الاخرين في الانسانية ويبدو حديثه كأنه صادق قبل ان يصبح ذلك المسؤول حاكما او مسؤولا رسميا . ثم يغير هذا المسؤول موقفه هذا بعد ان يصبح مسؤولا رسميا .

ونحن لا نغير موقفنا اساسا . فقد ولدنا في العراق كجزء من امة عظيمة ومجيدة وعشنا في العراق واكرمنا الله من خلال العراقيين بأن نكون بهذا الموقع والموقف الذي نحن عليه ولذلك سنموت في العراق ايضا او ضمن ارض الامة طبقا لما يقرره الله سبحانه وتعالى .

اما الحديث عن اللجوء فأقول ان من يتخلى عن امته هو فقط الذي يطلب خلاص نفسه واما الذي يلتزم بشرف الدفاع عن وطنه واطفال بلده وشعب بلده فيفترض ان يلتزم بنفس الاخلاقيات التي تحدث بها عن بلده الى شعبه . وان لا يتنازل عنها بل اقول لك وربما يهتم السيد /راذر/ بالاثارة ايضا اقول لك ان من يطلب لجوء صدام حسين الى بلده فهو بلا اخلاق.. لان معنى ذلك انه يوجه اهانه الى شعب العراق ويقول لشعب العراق لا قيمة لقراركم الذي قررتموه بالاجماع في اختيار صدام حسين ولذلك انا ساطلب من صدام حسين او اقنعه بأن يتخلى عن السلطة ويترككم للهوام لكى تعبث بكم من غير قائد وقيادة .

فأطمئن يا سيد راذر .. فهذا الموضوع ليس من اخلاقيات صدام حسين ثم ان حضرتك تتحدث وانا افهم انك صحفي تسأل هذه الاسئلة لاغراض الاثارة . وفي نفس الوقت لكى تعرف الجواب . لكنى اعتقد بأن من يتحدث عن القدر كأنه يصنع بقرار من دولة اجنبية ضد دولة اخرى يرتكب اثما كبيرا . فنحن نعتقد ان القدر يقرره الله سبحانه وتعالى . ومهما امتلكت اى دولة من القوة والجبروت والقدرة على التدمير لا تستطيع ان تلوى ارادة شعب عندما يقرر ان يعيش حرا وكريما ويدافع عن كرامته وعن حريته ووطنه ومقدساته وشرفه .

الجواب طويل ولكن ما العمل فسؤالك كان بحاجة الى اجابة طويلة .

تتذكرون ان الرفيق طارق عزيز التقى في عام 1991 مع السيد بيكر في سويسرا وكان السيد بيكر انذاك قد هدد طارق عزيز وطلب منه ان ينقل كلامه الى العراق من انهم سينقلون العراق الى عصر ما قبل الصناعة واظنكم تتذكرون ذلك ثم استمرت الهجمات التي شنت على العراق مدة شهر ونصف الشهر استخدمت فيها ثلاثة الاف طائرة اضافة الى الصواريخ التي تطلق من السفن .. واستخدمت حوالى /27../ طائرة هيليكوبتر .. واستخدمت جيوش .. ومع ذلك لم يعد العراق الى عصر ما قبل الصناعة .. دمرت الجسور ودمرت كنائس وجوامع ودور عبادة وقتل اطفال ونساء وشيوخ ودمرت كليات وقصور ومعامل ومصانع لكن العراقيين اعادوا بتصميمهم وبعد الاتكال على الله كل ما جرى تدميره وصار المسؤولون في امريكا يقولون ان العراق ربما انتج اسلحة دمار شامل بعد ان انسحبت فرق التفتيش بأيعاز من امريكا في العام 1998 .

في البداية قالوا /ربما/ ثم عادوا ليقولوا ان لديهم معلومات تفيد بأن العراق انتج اسلحة تدمير شامل .. ونحن قلنا ان العراق ليس لديه اسلحة تدمير شامل .. ولكن ماذا يعنى هذا .. انه يعنى ان كلامهم يعتبر اقرارا بأن قول بيكر عام 1991 لم يتحقق .. لذلك فأن الحديث عن امكانية ما يشبه مسخ العراق حديث غير منصف لا لارادة الله سبحانه وتعالى فحسب فسبحانه لا يطلب الانصاف ممن يخلقهم بل يطلب منهم الايمان .. ولكنه ايضا غير منصف للعراقيين ولامكانياتهم كشعب في ان يواجهوا الظروف الصعبة بالخلق والابداع والعمل الصحيح .

نحن نأمل ونتمنى ان لا تحصل الحرب . ولكن اذا ما حصلت سيبقى العراق. فهذا البلد الذي عمر حضارته ثمانية الاف سنة او اكثر بل هو مقدم الحضارة الاولى للانسانية ينبغى ان لا نتصور ان من الممكن ان ينتهى لمجرد ان هناك قوة خارجية تريد لسبب او مجموعة اسباب انهاء دوره وتتصور ان بالامكان انهاء دوره .

الصحفي - سيادة الرئيس اشكر صبركم الطويل وتخصيصكم هذا الوقت الطويل لى واريد منكم ان تعرفوا اننى اعتبر هذه اللحظات لحظات تأريخية مهمة وارجو ان تسمحوا بأن توجهوا خطابا مباشرا للشعب الامريكى حول بعض القضايا التي تشغل اذهان الامريكان بشكل عام والتي سأطرحها على سيادتكم ومنها هذا السؤال : تحدثتم عن العام 1990 و 1991 .. اى عن حرب الخليج التي واجهتم فيها بوش /الاب/ بقواته التي انتصرت عليكم في ساحة المعركة.. والان تواجهون قوات بوش / الابن / الذي يمتلك اسلحة اكثر دمارا واكبر حجما واخطر قتلا .. وكل هذه الاسلحة موجهة ضدكم والى قلوبكم .. فلماذا تعتقدون بأن بأمكانكم تحقيق النصر في ساحة المعركة او لنقل .. هل تعتقدون ان بأمكانكم تحقيق هذا النصر .

السيد الرئيس - انتم تعرفون اننا في الحالين لم نعبر الاطلسى ونعتدى على امريكا. لا ارضا ولا شعبا ولا سماء ..ونحن الان جيشا وشعبا ومسؤولين موجودون في العراق. والمسؤولون في امريكا هم الذين يتحدثون عن نيتهم في الاعتداء على العراق . أو ليس من المسؤولية والوطنية والاخلاق وابسط معانى الايمان ان نقول للمعتدى اننا لن نستسلم لو اعتديت علينا . ولو عكسنا السؤال على اى مواطن امركى شريف في بلده ومنهم السيد راذر وقلنا له . لنفترض في اى مرحلة من مراحل الزمن اللاحق ان تأتى القوة لدولة اخرى غير امريكا وان تعبر الاطلسى لاحتلالكم . فهل تستسلمون ام تقاومون . انا اجيب واقول للامريكان الشرفاء اذا ما حصل معكم مثل هذا الحال في يوم ما فلا تستسلموا وقاوموا دفاعا عن بلدكم وعن شرفكم كشعب . ولكن عليكم فقط ان لا تعتدوا على الاخيرن . ومثلما تعرفون نحن لم نعتد على امريكا .. فأمريكا هى التي تقتل اطفالنا وتقتل النساء وتقتل العراقيين وتحرق المزروعات وتدمر يوميا.. والان وانا معك في هذا المكان رثما هناك طائرات في جنوبى العراق او شماله تغير وتلقى بأحمالها المدمرة على المواطنين وعلى ممتلكاتهم سواء كانت ممتلكاتهم الشخصية او ممتلكات الدولة التي تعود ايضا الى المواطنين.. اذن عندما يسود قانون في العالم يقضى بأن من لديه وسيلة تدمير متفوقة عليه ان يستعمرك وعليك ان تقبل فأن مثل هذا القانون ليس له ابسط مقومات القواعد الاخلاقية او ابسط معانى الايمان بغض النظر عن نوع ايمان من يؤمن ومعنى ذلك الاستسلام لقانون الغاب .. ولاننا مؤمنون ولا نريد ان نستسلم لقانون الغاب .. ومن واجبنا ومن مقتضيات شرف المسؤولية ان ندافع عن بلدنا وعن اطفالنا وعن شعبنا فلن نستسلم لامريكا ولا لغير لامريكا بل حتى لو ضربت قوة امريكا بما تمتلك من ايذاء باى اقم افتراضى فسوف نقاوم عندما يعتدى علينا وسوف نقاتل بشرف ومن النصر الا من عند الله العزيز القدير .

ومعى تصحيح تاريخي يهمكم ويهم الشعب ألامريكي .. ففي عام 1991 لم يهزم العراق وانما خرج جيشنا من الكويت بقرار منا.. صحيح تحت القصف ولكن عندما أصبحنا في العراق لم ينهزم جيش العراق ولا شعب العراق .. ولابد انكم تتذكرون ومطلعون على ذلك من الكتابات التي كتبت عما حصل والاصطدام بالدروع العراقية على مقربة من البصرة وكيف ان السيد بوش الاب القى خطابا في الفجر اعلن فيه وقف أطلاق النار من غير شروط ألا اذا حصل ضرب على قطعاتهم فسيردون بالمثل .. أذن العراق لم يهزم في العام 1991.

واود ان افسر للسيد راذر سبب قولى /السيد/ بوش ذلك اننى أحترم الإنسان .. وعندما توفي خمينى رحمه الله واخبرت عنه قلت لوزير الاعلام في حينه لا تشمتوا فهذا قانون الله . ومن الطرائف أود ان اقول اننى كنت لا أستخدم عبارة السيد بوش عندما أخاطبه وهو في السلطة ولكن في اليوم الثانى لخروجه من السلطة بدأت أخاطبه بالسيد بوش عندما يأتى ذكره .. وفي كل الأحوال يقول قانون الأيمان عليك ان تحترم انسانية عدوك لهذا السبب أيضا .

الصحفي - سيادة الرئيس بكل أحترام أسمحوا لى ان اقول ان الكثير واعدادا كثيرة من الأمريكان سيسمعون كلامكم هذا وسيقولون .. ماذا يقول هذا الرجل . فلقد شاهدنا بأم اعيننا كل الدبابات العراقية وهى تخرج من الكويت وابراجها مضروبة مما يدل على ان جيشكم قد انهزم .. انا لا أقول ذلك وانا فرح به أو أشمت بل أقصد ان توضحوا ماذا تقصدون بقولكم انكم لم تهزموا . واستطيع ان اقول لك ان الأمريكان كشعب يعتقدون اعتقادا جازما بانكم منيتم بهزيمة نكراء في العام 1991 .

السيد الرئيس - دعنى اجيبك على هذا السؤال .. انكم تعرفون اهداف بوش الاب وتعرفون لماذا كرر علينا الضربات لاحقا فلماذا كرر علينا السيد بوش الاب عندما كان رئيسا لجمهورية امريكا الضربات العسكرية اللاحقة لو كنا مهزومين؟ عندما يحصل صراع عسكرى يحصل فيه كر وفر. مع ان السيد بوش الاب قد جيش علينا 28 جيشا و42 دولة أنذاك . وعندما رأينا ان العالم قد اجمع وان الاجماع تحول الى عمل عسكرى في الميدان ضد الدولة وضد الشعب وضد القوات المسلحة سحبنا جيوشنا من الكويت الى ان صدر قرار الانسحاب ولم نخسر من معداتنا في معارك شهر ونصف الشهر اكثر من 1. بالمائة في اعظم خسارة للوحدات التي كانت في ساحة المعركة انذاك .. اذن انسحبنا الى العراق لكى نستمر نقاتل داخل العراق وقاتلنا داخل العراق .. وهزمت الدبابات التي قاتلتنا على مشارف البصرة وقد ذكرت ذلك كتب صدرت من عسكريين امريكان .

اذن واقع الحال ان البيان صدر من قبل السيد بوش الاب الذي لم يستشر ايا من اعضاء التحالف ليعلن به القتال حقق اغراضه وانهم يوقفون القتال او يوقفون الحرب بلا شروط .

اذن خسرنا معركة ولم ننهزم .. وانت تعرف ان القتال الذي دار بيننا وبين ايران قد طال الى ثمان سنوات خسرت ايران معارك امامنا وخسرنا امامها معارك لكن كيف تحسب الامور.. انها تحسب على النتيجة النهائية وامريكا تستطيع ان تدمر لكن السؤال لماذا تدمر ولماذا تستدعى العالم عليها. وهل سعى الامريكان لامتلاك السلاح ليدمروا العالم أم سعى علماؤهم ودافع الضريبة عندما قدم الضريبة لصنع السلاح للدفاع عن امريكا .. اعتقد ان الاساس الذي سعى اليه العلماء الامريكان والشعب الامريكى عندما دفعوا ومازالوا يدفعون الضرائب هو الدفاع عن امريكا .. ولكن هل يجوز وهل من الحكمة ان انساناو اى مسؤول عندما يمتلك سلاحا متفوقا ليعتدى به على الاخرين ويدمرهم ويقتل شعبهم ويقتل اطفالهم لانهم يقولون ان الله ربنا واننا مؤمنون وندافع عن حريتنا وحقنا في الاستقلال والكرامة والعيش بختياراتنا الصحيحة مع الاحترام للاخرين ..بماذا يهدد العراق امريكا. انه لم يعتد على امريكا ولم يقل الشعب العراقى ولا المسؤولون في هذا البلد يوما ما انهم اعداء لامريكا او اعداء للشعب الاميركى او اعداء لاختياراته لوطنه .. فهل يجوز لكل من يملك تفوقا ان يعتدى على الاخرين او ان يذهب كل واحد يطمع بالاخرين تحركه الشركات صاحبة المصالح ويدمرهم .

ان السيد راذر رجل مطلع ويعرف ان المعركة في هذا العصر لا تنتهى الا عندما تسكت البنادق وعندما تنحى الارادة الوطنية لكل ما يريده المعتدى ولا يكفي التفوق بالطائرات والصواريخ وأنما بالنتيجة ستبقى البنادق تحكى قصة مقاومة شعب عظيم للمحتلين بل وانهيار المعتدين ليس لان شعب العراق يريد ان يجرب حاله مع اى كان سواء امريكا او غيرها وانما هذا مبدأ عام .. فشعب العراق قرر ان يعاود دوره الحضارى الانسانى القومى الوطنى المؤمن العظيم وسوف يتمسك بهذا الدور بما يجعله نحترم نفسه وارادته ويحترم الشعوب الاخرى وارادتها وحقها في الاختيار .

اذن دعنا نصلى من اجل كل الشعوب وندعو الله ان يلهم الشعوب الايمان بما يجنبها ايذاء الاخرين وبما يجنبها شر الاخرين في ان يقع عليها .

محمد البغدادى
09-02-2006, 11:39 AM
الصحفي - سيادة الرئيس .. قال ريتشارد تشينى نائب الرئيس الامريكى في تصريح له ان القوات الاميركية عندما تدخل العراق ستلقى الترحاب والتحية بالموسيقى وتعامل معاملة جيش التحرير .. فبرأيكم هل يجوز للشعب الامريكى ان يؤمن او يصدق بمثل هذه الامور .

السيد الرئيس - لو عبر جيش العراق او اى جيش اخر الاطلسى واحتل امريكا .. فهل سيستقبل من قبل الشعب الامريكى بالموسيقى .. اذن اعتقد اى مسؤول لايجوز له ان يقول هذا الكلام لانه بذلك كأنه يهيئ شعبه لان يقبل اى محتل عندما يحتل بلاده وان تصدح الموسيقى من شعب ذلك البلد ترحيبا به .. انا لا اعتقد ذلك واجزم بأن اى عراقى لن يرحب بأى امريكى عندما يكون محتلا .. ولكن كل العراقيين يرحبون بأى امريكى عندما يأتيهم كصديق .. وهكذا ترون .. فقد جئتنا من بلد يهدد المسؤولون فيه بتدمير العراق . ألم تلاحظوا الترحيب الذي تجدونه من المسؤولين ومن اى مواطن يعرف انكم من امريكا فمذا يعنى هذا ان المواطن انك لو لم تكن ضيفا لما استطعت ان تتجول في العراق ولو كنت جنديا محتلا لما استطعت ان تتجول بحرية في العراق وطالما تتجول بحرية في العراق فمعنى ذلك انك ضيفا ومن واجب العراقيين ان يرحبوا بضيفهم لانهم يتقيدون بهكذا الالتزمات .

ان اى امريكى او غير امريكى اذا اراد ان يعرف حقيقة موقف العراق عليه ان يسأل نفسه سؤالا محددا .. لقد انتخب العراقيون صدام حسين في العام 1995 واعادوا انتخابه مرة ثانية في العام 2..2 وصوتوا على هذا في التصويت الاخير بنسبة /100/ بالمائة وفي تصويت عام 1995 بنسبة / 6ر99 / بالمائة .. وهذه تبدو بالنسبة لكم شيئا غريب الحصول .. وانا افهم ذلك ولكن اى نسبة يمكن ان تحذفوها من هذه النسبة فما يبقى يظل كبيرا ثم متى انتخب العراقيون صدام حسين .. الجواب انتخبوه في الحرب وظروف الحرب والحصار فماذا يعنى هذا انه يعنى ان العراقيين قرروا ان يقفوا موقفهم الوطنى في ظروف الحصار وفي ظروف الحرب ليقولوا للاجنبى نحن الذين نختار طريقنا اما انت فلن ترسم لنا طريقنا.. ولو كان الانتخاب قد حصل في غير زمن الحصار وظروف الحرب ربما لم تكن لتظهر نفس هذه النسبة التي اختار بها العراقيون صدام حسين .. واذا اردتم دليلا لتعرفوا كيف يتصرف العراقيون اذا ما هوجموا من اجنبى ينوى احتلال ارضهم وسلب كرامتهم وحريتهم وشرفهم .. فانظروا الى نتائج الانتخابات ولعلمكم ان اية اشارة سلبية على سير الانتخابات التي حصلت في العام 2..2 لم تظهر في الغرب .. حيث حضر عدد كبير من الصحفيين من جميع انحاء العالم ووقفوا بأنفسهم امام صناديق الاقتراع وبعضهم اراد ان يتأكد بنفسه من ان ما ذكر عن قول القائلين /نعم/ هو الحقيقة نفسها .

الصحفي - سيادة الرئيس .. أود قبل طرح اسئلتى الاخرى ان اعتذر الى سيادتكم واقول عفوا .. ولكن لدى عددا من الاسئلة العالقة .

السيد الرئيس - مازحا .. ولكننا تجاوزنا الوقت المقرر .

الصحفي - انا اقدر صبركم على . فيما يتعلق بالقرار المطروح في الامم المتحدة هذا الاسبوع .. هل تتوقعون ان يغير هذا القرار موقفكم بأى شكل .

السيد الرئيس - الثوابت الاساسية لا تغيير فيها .. فالاساس هو اننا ملتزمون بما التزمنا به من قرارات مجلس الامن .. وجاء المفتشون وتأكدوا من ان كلامنا السابق صحيح واننا لم ننتج اسلحة تدمير شامل على وفق ما اشار اليه من اشار. لذلك عن اى شيء اذن تصدر قرارات جديدة الان .

الصحفي - اذن .. من حيث الاساس ليس هناك اى تغيير في موقفكم .

السيد الرئيس - الثوابت في موقفنا واضحة .. فنحن لا نساوم على الاستقلال وعلى كرامتنا وحريتنا .. وفي نفس الوقت نلتزم بما صدر عن مجلس الامن واذا صدرت قرارات جديدة تمس كرامتنا وحريتنا واستقلالنا فالموقف منها سيكون واضحا وعلى قياس مواقفنا السابقة .

الصحفي - اريد ان اطرح عليكم السؤال الذي بدأت به الجلسة مرة اخرى لاننى أود ان اكون واضحا جدا بهذا الصدد.. هل صحيح ان سيادتكم لا تنوون تدمير صواريخ الصمود .

السيد الرئيس - هل تعنى صواريخ الصمود ضمن قياسات الامم المتحدة وضمن المدى 150 كليومترا.

الصحفي - أقصد الصواريخ التي قال هانز بليكس انه يريد منكم ان تقدموا التزاما بتدميرها.

السيد الرئيس - اى تجاوز لما قررته الامم المتحدة لم يحصل من العراق واما أذا أراد من أراد ان يعيد النظر بقرارات مجلس الامن السابقة التي التزمنا بها ومن بينها ان من المسموح لنا ان ننتج صواريخ بمدى /15./ كيلو مترا فقط فان الامر بعد ذلك سيأخذ اطارا جديدا كليا.. بمعنى ان ألامم المتحدة تتنصل عن قراراتها ولا تلتزم بها وان الأساس هو إيذاء العراق وليس تطبيق قرارات مجلس الامن .

الصحفي - سيادة الرئيس اعلم واقدر انكم صبرتم معى لاننى تجاوزت الوقت المتاح لى .. ولكن هناك بعض الأشياء الإضافية التي أريد التطرق اليها.. اذا واكرر هنا كلمة اذا حصل غزو للعراق .. فهل ستحرقون أبار النفط .. وهل ستقومون بتفجير سدود الماء لكى تقاوم الغزو الذي قد تتعرضون له .

السيد الرئيس - الافتراض قد أجبنا عليه اما التفاصيل فأقول ..ان المرء لا يحرق ثروته ولا يدمر سدوده ونأمل ان لا يكون هذا السؤال موحى به بقدر ما لكى يدمروا سدود العراق في غزوهم المحتمل .. فالعراق لا يدمر ملكيته ولا يدمر نفطه بل يحافظ عليهما ويستخدمهما لادامة حياته .

في الحرب مع ايران استخدمت ايران ضدنا الماء ولم تدمر سدودها واستخدمنا الماء ضدهم ولم ندمر سدودنا .

الصحفي - سيادة الرئيس أرجو ان تقبلوا سؤالى هذا بروحية كريمة.. فأنا أسف لاننى لا أتكلم اللغة العربية وسؤالى هو .. هل تتحدثون باللغة الإنكليزية .

السيد الرئيس - تناول قهوتك ان الأمريكان يحبون القهوة واقول انا أسف لاننى لا أتقن اللغة الإنكليزية وانما أفهم بقدر ما أستطيع .

الصحفي - حسنا هل يمكن ان تنطقوا بعض الكلمات الإنكليزية أمامي .. او عبارة تختارونها .

السيد الرئيس - لغتنا هى العربية ..

الصحفي - سيادة الرئيس مرة أخرى اعبر عن تقديرى لصبركم على.. وسؤالى التالى برأيكم ما هو أهم شئ تودون ان يفهمه الأمريكان في هذا الوقت الذي يعتبر منعطفا مهما في التأريخ .

السيد الرئيس - أولا .. ان تنقل إليهم ان شعب العراق ليس عدوا للشعب ألامريكي .. وانما هو ضد السياسة العدوانية التي ترسمها الإدارات الأمريكية ضد الشعوب والامم ومنها الشعب العراقى وان العراق يتمنى ويأمل ويسعى لان يعيش بسلام ويتمنى للاخرين ولكل شعوب الأرض بما في ذلك الشعب ألامريكي ان يعيشوا بسلام ويحترموا ارادة وحقوق الشعوب والامم ألاخرى .

واذا أراد الشعب ألامريكى ان يعرف المزيد عن الحقائق من خلال حوار مباشر على شاشة التلفزيون فانا مستعد لان أقيم حوارا مع السيد بوش رئيس الولايات المتحدة الأمريكية على التلفزيون ونظهر أمام العالم واقول ما لدى من ملاحظات على السياسة الأمريكية ويقول هو ما لديه من ملاحظات على السياسة في العراق وان يكون هذا على شاشات التلفاز بشكل أمين ونزيه ليعرض على الأمريكان وشعوب العالم أجمع لتحكم بعد ذلك .. اين الحق واين الباطل .. ومن ناحيتى لا مانع لدى في ان يدير السيد راذر هذا الحوار .

الصحفي - سيادة الرئيس هذا شيء جديد .. هل تقصدون انكم تقترحون او انكم توافقون او تحثون على اجراء مناظرة تلفزيونية مع السيد بوش .

السيد الرئيس - نعم هكذا .. الشعب ألامريكي مثلما نعرف من خلال الأفلام شعب شجاع حتى انه في الأفلام مثلما كان العرب يفعلون عندما يطلب أحد ان يبارزه بشىء ما فانه لا يمتنع عن ذلك .. ونحن لا نطلب المبارزة بالسلاح وانما نطلب ان نظهر أمام الأمريكان كشعب وامام العراقيين والعرب والعالم أجمع بمناظرة مباشرة .. اى مناضرة تنقل تلفزيونيا بينى وبين السيد بوش وهذه فرصة له اذا كان مقتنعا بموقفه في الاعداد للحرب او بأى وسيلة من الوسائل الأخرى لكى يقتنع العالم جميعا بحجه التي تستوجب شن الحرب اذا كان قد قرر الحرب وهى فرصة لنا لكى نقول حججنا امام العالم على حقنا في ان نعيش بسلام واعتقد ان من حق الشعب الامريكى والشعب العراقى والعالم علينا ان ندلى بحججنا بوضوح لكى يحكموا أين الحق واين الباطل .

ألا تدعون في أمريكا الى الحقيقة هكذا نحن نقرأ ونسمع عن حديث الفلاسفة الأمريكان في كتبهم أو في رواياتهم أو حتى في أفلامهم .. فلماذا نحتجب عن الشعب ولا نظهر أمامه الحقيقة مثلما هى من طرفيها المعنيين ..من رئيس امريكا ومن رئيس العراق صدام حسين وهذا ما ادعو اليه .. فاما ان نذهب كلانا الى السلام وهو ما نتمناه ونأمله ونجنب شعبينا الأذى أو ان يقرر من يقرر بخلاف السلام لكى يقنع شعبه بحججه .. وهذه هى خلاصة الفكرة .

الصحفي - هذه ليست مزحة سيادة الرئيس .. اليس كذلك ..

السيد الرئيس - لا .. لا . انا لا أقصد ان امزح بل انا احتراما منى للرأي العام ألامريكي واحتراما منى لشعبى بل وللإنسانية قاطبة أدعو الى هذا .. لان الحرب ليست مزحة .. ومن يعتبر الحرب هى الخيار الأول في كل شىء في حياته ليس انسانا سويا .. اذن اذا كان أجراء الحوار يمكن ان يوفر لنا فرصة للسلام .. فلماذا لا نذهب الى الحوار . ونحترم شعوبنا ونضع الحقائق أمام مركزي القرار النهائي في البلدين .. بالنسبة لنا ان من يقرر القرار النهائي بعد التعرف على اتجاهات الشعب بطرقنا الخاصة هو القيادة العليا في بلدنا . وما نعرفه طبقا للدستور ألامريكي ان من يقرر هذا هو الرئيس ألامريكي . واذا كان الامر على هذه الحالة لماذا لا نستخدم هذه الفرصة . ولماذا لا نجرى مناظرة وحوارا مباشرا على شاشة التلفزيون ..وبعد ذلك ليقرر من يقرر الطريقة أو الطريق الذي يختاره .

الصحفي - سيادة الرئيس فيما يتعلق بالمناظرة التي تقترحها .. اين تتوقع ان تحصل ..

السيد الرئيس - الرئيس ألامريكي في أمريكا وصدام حسين رئيس العراق في العراق والحوار يجرى بالطريقة الفنية المعروفة مثلما نشاهد عبر الأقمار الصناعية على شاشات التلفزيون .

الصحفي - اذن تقترح المناظرة التلفزيونية عن طريق الأقمار الصناعية .

السيد الرئيس - . نعم .. واذا كان لدى السيد بوش مقترح أخر .. والأساس هو الفكرة وجوهرها .. فنحن مستعدون لان نسمع .

الصحفى - هل انتم مستعدون وتوافقون على الحضور الى الامم المتحدة لاجراء مثل هذا النقاش أو المناظرة .

السيد الرئيس - الأساس هو أن يسمع صوتنا وتسمع المناظرة بشكل طبيعى وصحيح .. فالامم المتحدة لا تسمع الاصوات دائما .. وأنا لا أقصد أن القى خطابا وأن يلقى السيد بوش خطابا .. ليس هذا المقصود .. وانما أن نجلس مثلما نجلس معا الان .. ولكن في مكانين .. أوجه له أسئلة ويوجه لى أسئلة انا اشرح موقف العراق وهو يشرح موقف أمريكا .. هو يشرح لماذا يريد الذهاب الى الحرب وأنا أشرح لماذا نتشبث بالسلام وندافع عن كرامتنا وسيادتنا وحقنا .. وأن يسمعنا الشعبان الامريكى والعراقى والشعوب الاخرى من غير تزويق ومن غير تجهيز خطب مكتوبة لا يسمعها المواطن دائما .. فالمواطن يريد أن يرى حوارا حيا مباشرا .. وأعتقد أن هذا هو البناء السيكولوجى في أمريكا مثلما هو في العراق .. فالشعوب لا تريد خطبا .. وانما تريد حوارا وحجة تقارع حجة .. وأن تنقل في التلفزيون الأمريكي كاملة. وتنقل في التلفزيون العراقى كاملة أيضا وبالبث المباشر.

الصحفي - أنا مستغرب من اقتراحكم هذا .. لذلك أريد أن أتأكد من أن ما تريدونه هو مناظرة حية عن طريق الاقمار الاصطناعية .

السيد الرئيس - نعم تماما .

الصحفي - من يديرها .

السيد الرئيس - على الطرف العراقي عراقيون.. ويديرها على الطرف الأمريكي أمريكيون ويمكن أن يكون السيد راذر .

الصحفي - مع احترامي لما تفضلتم به .. أن المشاكل التي أحملها كافية حتى الان .

السيد الرئيس - لا نريد ان نضيف لك مشاكل وانما شرف المسؤولية الصحفية بان تقوم بها من غير أن تتنازل عن شرف المهنة لان الحقيقة عندما تعرف مثلما هى تجنب الامم والشعوب أشياء كثيرة .

الصحفي - سيادة الرئيس .. اولا .. أود ان أقول بكل جدية اننى أشكر ثقتكم هذه .. وفي الواقع توقفت قليلا عن الكلام لاننى أريد أن اطلب منكم خدمة وفضلا . وأود أن أقول انكم امتدحتمونى كثيرا ولكن ارجو منك ان تذمنى قليلا او تتهجم على .

السيد الرئيس - لقد التقيت بكم في العام 199. والتقيكم الان ولم نتعرف على بعضنا لمصلحة او لشراكة لننافس بها شركات اخرى وانما هذا هو الاساس .

الصحفي - سيادة الرئيس اقدر واثمن تذكركم لقاءنا عام 199. حيث اجريت لقاء تلفزيونيا مع سيادتكم في هذا المكان .. ولكن اذا ما أخذنا في نظر الاعتبار اللحظات الحرجة التي نعيشها والموقف الخطير الذي يعيشه العالم ..سؤالي هو .. ما هى احتمالات أن يكون لقاؤنا هذا آخر لقاء بيننا..

السيد الرئيس - هل تريد ان أقول ما اعتقد به حقا ؟ ..

الصحفي - نعم .

السيد الرئيس - ان الاساس هو ان الله .. سبحانه وتعالى .. يقرر مصير الانسان .. ولكن لانه .. سبحانه يقول ان على الانسان هو الاخر أن يعد ما ينبغى في الارض فكأننى أرى اننا سنلتقى مرة أخرى مهما يحصل أو يقع .. والأمل أن يعيش شعب العراق والشعب الأمريكي بأمان وسلام وصلة تعبر عن مصالحهما الوطنية من غير اذى يصدر من أحد على أحد .

الصحفي - سيادة الرئيس ..أنتم تقولون هذا في الوقت الذي تتحشد على حدودكم جيوش وأساطيل مريعة وهى مستعدة لتدميركم .

السيد الرئيس - نعم .. أنا أفهم وأسمع وأرى .. ولكن الحقيقة النهائية يقررها الله سبحانه وتعالى عن طريق العراقيين هنا في العراق وفي بغداد .. أى اننى لا أعني مصير الأمريكان في أمريكا وأنما مصير العراقيين في العراق .. ومصير أى عدوان يقع على العراقيين وهم آمنون في بلادهم.

الصحفي - سيادة الرئيس .. هذا هو أخر سؤال أطرحه على سيادتكم .. قبل مدة ليست ببعيدة كان العرب كالفلسطينيين والأردنيين وفي كل أنحاء العالم العربى يحيونكم ويطلقون عليكم صفة /المنتقم العربى/ .

السيد الرئيس - لا أعتقد ذلك .. ولم يقلها العرب .. فالمؤمنون لا يؤمنون بالانتقام .

الصحفي - أى الثائر العربى أو البطل العربى .. وكانوا يصفونك في كل أنحاء العالم العربى ببطل العرب .. هل في رأيك انك ما زلت شخصا مهما في الشارع العربى أم انك اصبحت بما فعله أسامة بن لادن لك ولغيرك من العرب غير مهم في الشارع العربى .

السيد الرئيس - ليس هذا ما نسعى اليه .. وليس ما نسعى اليه قضية شخصية وانما ما نسعى اليه بعد رضى الله هو رضا ضمائرنا ومعه رضا شعبنا وأمتنا.. عندما نقدم الخدمة لهما ورضا الانسانية عندما تفهم مبادئنا مثلما هى وليس مثلما يحاول أن يزورها المزورون.. والاساس لدينا أن يرضى عنا شعبنا في أمتنا لا أن يتحدث أو يقول عنا بأننا أبطال أو غير أبطال .. الاساس لدينا هو ان يقولوا انه ابن بار في أمته وأظن أن هذا حق شرعى لكل مواطن في أمة وفي شعب .

الصحفي - هل توافقون . أم لا توافقون على ان أسامة بن لادن بطل الشارع العربى الان..

السيد الرئيس - كيف ترى انت .. أنا أفرح ولكن على طريق المبادئ التي يؤمن بها العرب.. عندما يظهر الف بطل بمعنى مخلص لامته ومخلص لمبادئ هذه الامة ولا يسعى الى مصلحة ذاتية .. لذا نحن نفرح مثلما تفرحون في امريكا لو كثر ابطال السلام عندكم وكثر أبطال الحرية وأبطال العمل والانتاج .. والاساس لدينا هو أن نرفع الظلم عن أمتنا وعن شعبنا العراقى كجزء من أمتنا العربية ..

وأنتم تلاحظون كيف يقتل الفلسطينيون في أرضهم وتهدم منازلهم وتدمر ممتلكاتهم ولا أحد يحاول أن يحل عنهم القيد الموضوع في معاصمهم .. وأذا كنتم في أمريكا تعتبرون أسامة بن لادن بطلا .. فحن لا نغار منه .. واذا كانت الامة العربية على وفق سؤالكم تعتبره بطلا لا نغار منه كذلك .. فالغيرة للنساء في بعض القضايا الخاصة باهتمامات المرأة ويفترض ان لا يغار الرجال من بعضهم في أى عمل يتنافسون عليه إذا كان التنافس لمصلحة الامة والانسانية عموما .

ان السيد راذر ذكى ويقصد الوصول للحقيقة..وليس مجرد الاثارة او محالة سحب أحد الى كلام يحسب عليه..لا أعتقد ذلك .

الصحفي - هل هناك اى سؤال كان ينبغى ان أطرحه على سيادتكم ولم أطرحه . .

السيد الرئيس - أعتقد اننا تكلمنا عن الاساسيات من الامور حتى الان .

الصحفي - أتمنى لقاءكم مرة أخرى في المستقبل

السيد الرئيس - ان شاء الله

المصدر: شبكة البصرة ، نشر في 2005
دورية العراق