تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اعمرو خالد في بيان مريب : ضحايا العدوان الإسرائيلي "قتلى"



اسماعيل حسني
09-01-2006, 09:36 AM
عندما تتعرض الأمم للمحن والأزمات والحروب ، وعندما يدور الموت كالإعصار يحصد أرواح الرجال والنساء والشباب والأطفال ، وعندما تتزلزل الأرض تحت أقدام الشعوب ، وتشتعل الحرائق في الديار والصدور ، تلوذ الأمم بقادتها ، تلتف حولهم ، وتحتمي بهم ، فهم صمام الأمان لكل أمة ، وهم الأوتاد التي تصمد بهم الأمم في وجه المصائب والنوائب. وهؤلاء القادة تجدهم منذ اللحظات الأولى بين الجماهير ، يتلاحمون معها ، ويعبرون عن آلامها ، يشدون أذر الجماهير ، ويرفعون روحها المعنوية ، يوحدون صفوفها ، ويمنحونها الرؤية السليمة في ظلمة الليل ، ويشحذونها بأسباب الصمود في مواجهة هذا الطارئ الأليم.

ومنذ أن حلت كارثة العدوان الإسرائيلي على الشقيقة الغالية لبنان ، ولمعرفتنا بأسباب مخالفة مواقف الأنظمة العربية لتوقعات الجماهير ، ونحن نتساءل : أين قيادات الشارع العربي ؟ أين هؤلاء الدعاة الإسلاميين الجدد الذين إستطاعوا في الثلاثين سنة الأخيرة أن يستأثروا بقلوب الناس في صحوهم ونومهم بل وفي أحلامهم أيضا ، أين أولئك القادة الجدد الذين إستطاعوا طرد القيادات الوطنية باتجاهاتها المختلفة من يمين ويسار من الشارع وحلوا محلهم ؟ أين هم ؟ لماذا لا يقومون بالدور القيادي المطلوب لمساندة ونصرة إخوانهم الذين يخوضون معركة غير متكافئة مع عدو همجي لا يعرف للحرب أخلاقا ولا للقيم الإنسانية وزنا ؟ لماذا لا يتقدم هؤلاء القادة الجدد صفوف جماهيرهم التي يعتصر قلوبها الألم ، ويطبق الإحباط على صدورها ، والحيرة تتملكها وهي تخرج إلى الشوارع تبحث عن دور في صد العدوان أو على الأقل لتخفيف وطئته على الأشقاء ، ولكيلا تمتد نار العدوان فتطال أشقاء آخرين ، كما يهدد الصهاينة والأمريكان.
بحثنا عن هؤلاء القادة الجدد فلم نجدهم ، ولم نسمع لهم صوتا ، وخاصة كبيرهم ودرة تاجهم الداعية الإسلامي الكبير "عمرو خالد" أطال الله بقاءه ، لم نره على الفضائيات يندد بالعدوان أو يقود الدعاء بالنصر للإخوة المقاتلين وهو الذي اعتاد التباكي في الدعاء في الطالعة والنازلة على الشاشات الفضية ، ولم يظهر له أو لإخوانه الجدد في الشارع بين الجماهير من أثر ، وكأن الأمر لا يعنيهم ، وكأنه ليس بجسامة مسائل رضاع الكبير أو مفاخذة الأطفال أو زواج المسيار وغيرها من المسائل التي يمتشقون لها الحسام على الفضائيات صباح مساء.
وبعد أن طال انتظارنا ، وبعد ثلاثة أسابيع من العدوان جرت خلالها دماء الشهداء أنهارا ، وبلغت فيها القلوب الحناجر ، خرج علينا الداعية الوسيم ببيان حول الإعتداء الإسرئيلي على لبنان على موقعه في شبكة المعلومات (آخر تحديث في 01/08/2006).
وياله من بيان.
بيان لا يمكن أن يصدر عن مواطن مصري أو عربي ، مسلم أو مسيحي ، وبالتأكيد ولا حتى فنزويلي. بيان لم يتجاوز النصف صفحة (16 سطر) ، أي والله ، مئات الشهداء وآلاف الجرحى ومليون مشرد وتدمير بلد عربي بالكامل وجهاد بطولي ضد عدو أمتنا الأزلي ليس له في ذمة الداعية الألمعي إلا 16 سطر فقط.
أما مضمون البيان فهو الكارثة بعينها ، فالبيان يتبنى ويسوق كافة المفاهيم الصهيونية والأمريكية التي يراد زرعها في وجداننا ، ومسخ عقولنا بها لتقبل واستيعاب مخططات الشرق الأوسط الجديد ، مما يسلط المزيد من الضوء عل ما تردد من أن نوعا من التفاهم قد تم انجازه في مؤتمر لندن الشهير بين الداعية الشاب وبعض الدوائر الغربية (؟) لاستغلال شعبيته في إطفاء الحرائق التي قد تندلع في الشرق الأوسط كردود أفعال لسياسات غربية معينة ، وذلك مقابل تقديم ما يلزم لدعم طموحات الشاب المختلفة والتي تزداد بالطبع كلما زادت تلك الشعبية. ولعل أولى الحرائق التي قام بإطفاءها بامتياز هي قيامه بإخماد ثورة الرسوم المسيئة لرسول الله في مؤتمر الدانمرك الأخير الذي ضرب فيه عرض الحائط بمعارضة العديد من القيادات الدينية كالقرضاوي وغيره مما أدى إلى إخماد الثورة وإنهاء المقاطعة قبل أن تؤتي أكلها في نظر من ناشدوه وحذروه.
باختصار شديد البيان الجديد هو بيان إطفاء الحريق رقم 2 ، فقد جاء قصيرا مقتضبا لكي يوحي بعدم أهمية الموضوع أصلا ، باردا خاليا من أي تحليل سياسي أو وطني أو ديني للصراع.
ثم يقوم بتثبيط همة الشعوب العربية عن نصرة إخوانها بتأكيده (مرتين في هذا البيان القصير) على أنه لا يوجد دور يمكن للشعوب العربية والإسلامية أن تلعبه غيرالدعاء ، ثم يضيف (وكأنه يرسم خطة عمل) مسائل الإسعافات الأولية "أن نداوي الجرحى ، ونأوي المشردين ، ونواري جثث القتلى "! . "القتلى" ؟! البيان المسموم يسمي ضحايا العدوان الإسرائيلي قتلى وليسوا شهداء. وهذه أكبر الأثافي في البيان ، فضحايانا كما يقول جورج بوش هم قتلي وليسوا شهداء لأنهم إرهابيون مجرمون يحاربون بني إسرائيل ويعارضون مشيئة الرب ، والداعية الإسلامي يسوق لنا هذا المفهوم الحقير في بيانه ، ليفت في عضد المقاومين ، ويحطم الروح المعنوية لشعوب المنطقة كلها ، ويشكك في عملية المقاومة ذاتها.
ثم يخلو البيان تماما من الألفاظ المرفوضة أمريكيا مثل : شهداء ، جهاد ، مقاومة ، تحرير ، إحتلال ، حزب الله ، فلسطين ، مزارع شبعا ، القدس ، حقوق الشعبين الفلسطيني واللبناني ، الأسرى العرب ، الكيل بمكيالين ، التحيز الأمريكي ..الخ.
وكان حريا بالبيان وهو يصدر عن داعية إسلامي وكبير أن يشد أزر المقاومين ، بأن يعلن أنهم شهداء ، ويواسينا ويواسي أهل الضحايا بأنهم ليسوا أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ، وأن يكون خطابه تحريضيا ، فيحرض المقاومين على الصمود ، ويبشرهم بإحدى الحسنيين ، ويحرض أهلوهم على الصبر والثبات ، ويحرض الشعوب العربية والإسلامية على نصرة إخوانهم بالجهاد لمن يستطيع ، أو بالإنفاق في سبيل الله ، وأن يضغطوا على أنظمتهم بشتى الوسائل المتاحة لتضغط بدورها على المعتدين لوقف العدوان أو على الأقل تخفيف حدته واتساعه. ولكن شيء من هذا كله لم يرد في البيان المشؤوم ، بل على العكس تماما وبنوع من الذكاء الذي لا يخيل إلا على البسطاء ، ولتأكيد المبدأ الأول المطلوب تسويقه إسرائيليا وأمريكيا أنه لا دور للشعوب ، وأن أمر الحرب والمقاومة هي من اختصاص الأنظمة الحاكمة فقط ، قام بتوجيه خطابه التحريضي الوحيد في البيان للأنظمة فتساءل لماذا لا تتحرك الجيوش العربية لصد العدوان وما هي الحكمة من وجودها إذن.
ثم يختم بيانه في برود قائلا : لابد من وقفة عالمية ، وكأن الموضوع خاص بمشكلة بيئية أو صحية يقترح الداعية بحثها أو مناقشتها.
ونحن لم نفاجأ بهذا الموقف من عمرو خالد فقد كنا دائما والحمد لله نحذر من الآثار السلبية لمنهجه على عقول الشباب ، ونعتبره هو وإخوانه رموزا للهجمة البدوية على حضرنا وأمتنا. إن هؤلاء جميعا قد إستطاعوا التسلل إلى أفئدة الجماهير بعد أن حطمت هزيمة 67 قلوبهم وغيبت عقولهم وعرقلت مشروعهم الحضاري فصاروا وهم سكارى فريسة سهلة بيد الدجالين والعرافين ومفسري الأحلام وسائر أصحاب الجلا جلا المدعومين بالإعلام البترودولاري ، ولكن كما قال حكيم الزمان "يمكنك أن تخدع بعض الناس لبعض الوقت ، ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت".



إسمـــاعيل حســــني

كاتب وباحث مصري






آخر تحديث تم �ي يوم الثلاثاء 01 أغسطس 2006


بسم الله الرحمن الرحيم





بيان عمرو خالد حول الإعتداء الإسرائيلي على لبنان


1. إننا نؤمن أن الله سبحانه وتعالى هو المالك القادر المطلع ينصر المظلومين وينتقم من المعتدين ولذلك فإن أول ما نملكه الآن كشعوب عربية ومسلمة أن نبتهل إليه سبحانه أن يغيث المنكوبين، وأن ينتقم من المعتدين، وإننا نوقن أنه سبحانه يستجيب إذا رفعت الأمة بأكملها أيدي التضرع إلى الله، وتابت إليه توبة نصوحا، ولجأت إليه بصدق وإلحاح، فهو القادر أن ينتقم من المعتدين الظالمين، وينصر المستضعفبن. وإن واجبنا الأول الآن هو التضرع إلى الله بالدعاء وخاصة في وقت السحر. "فدعا ربه أني مغلوب فانتصر، ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر، وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر."
2. ونحن نرى الطائرات الإسرائيلية تدك قرى ومدن ومدارس ومستشفيات البلد المسالم لبنان، فتقتل نساء وأطفالا، وتستبيح آراض مسالمة، كنا ننتظر رؤية الجيوش العربية والطائرات العربية والصواريخ العربية تدفع الإعتدء الذي يقع على الأرض العربية. فإذا لم تتحرك هذه الجيوش والطائرات والصواريخ، فما هي الحكمة من وجودها إذن؟ ومتي ستتحرك إن لم يكن الآن؟ "وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا".
3. إننا نؤكد جميعا مسلمين وغير مسلمين في كافة أنحاء الأرض أننا في انتظار قيام الهيئات الإغاثية المتخصصة بمد خطوطها فورا دون تردد أو انتظار كي نؤدي ما علينا تجاه إخواننا وأخواتنا وآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا وبناتنا في لبنان، فنداوي الجرحى، ونأوي من تهدم بيته، ونواري جثث القتلى. ويؤسفنا أن يكون هذا هو كل ما نملك أن نقدمه في عالم أصبح الحق فيه في جانب ، والقوة في الجانب الآخر.
4. نتقدم إلى أصحاب الضمائرونتسائل إلى متى سيظل العالم يُمتطى من قبل الإرهابيين وسفكة الدماء والمعتدين؟ لابد من وقفة عالمية


الداعية الإسلامي


عمرو خالد