تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحرب السادسة : دروس وعبر



احمد جبريل
08-17-2006, 10:05 PM
تمهيد
الدروس كثيرة ولكل ٍميدانه نقتطع منها هذه المشاهد عسى أن تسهم فى إيضاح صورة لا يدركها إلا الذين تخندقوا فى خندق المقاومة ولم ينبطحوا مثل حكامهم الذين هم ليسوا منا ولسنا منهم .

(1)
إن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ
حين نطلع على ما سرب من تقرير أمريكي يحصر بعض خسائر الكيان الصهيوني ب343 جندياً إسرائيليا قتلى و617 جريحاً فضلا عن سقوط هيبة الجيش الصهيوني حيث أشارت
أرقام التقرير أن الكيان الصهيوني قد خسر حتى يوم 7 أغسطس 343 جندياً قتيلاً و617 ‏جريحاً من مختلف الألوية المدرعة والمشاة والميكانيكية في خطوط الحرب أو في الخطوط الخلفية حيث ‏تساقطت الصواريخ على مواقع عسكرية متعددة بدءاً من مستوطنات الشمال حتى وسط فلسطين ‏المحتلة (حيفا، العفولة، الخضيرة إلى طبريا وعكا).‏...فضلا عن خسائر فى المعدات بلغت 118 دبابة محترقة 46 معطوبة ومصابة إصابات ‏بالغة وإحراق 96 ناقلة جند وسيارة جيب ‏وجرافات عسكرية.‏

هذا فضلا عن الخسائر الأخرى حيث ووفقا لما ورد بمقالة د / عزمى بشارة فإن حكومة الكيان الصهيونى تخفى حجم الخسائر الاقتصادية ولكنها لا تستطيع أن تخفي ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" (يوم 9 آب) أن وزارة الدفاع التركية ألغت صفقة بقيمة 500 مليون يورو مع هيئة الصناعات الجوية العسكرية الإسرائيلية بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان.

وكان مفروضاً أن تقوم بتحديث 50 طائرة من طراز "فانتوم" تابعة لسلاح الجو التركي. هذا بعد إلغاء صفقات أخرى، مثلا مع كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي حين قررت عدم شراء منظومات للإنذار المبكر من إنتاج الهيئة في صفقة تقدر ببليون دولار.

وأفادت الصحيفة نفسها قبل ذلك بيوم (8 آب) بأن الأضرار التي لحقت بالعقارات، جراء القصف، ستكلف خزينة الدولة العبرية خمسة بلايين شيكل على الأقل (101 بليون دولار). وأشارت إلى أن الأضرار المباشرة للمباني والمنازل جراء القصف منذ الأربعاء الأخير زادت بليون شيكل، وأضافت أن عدد المباني المتضررة وصل إلى 11 ألف مبنى و500 مصلحة ومصنع، فضلا عن تدمير ألف سيارة. وبحسب الصحيفة فإن الأضرار التي لحقت بالأراضي الزراعية والأحراش تقدر ب110 ملايين دولار. لا يمكن حصر الضرر حاليا.

ونريد من هذا العرض أن نقول لقومنا عدة أمور:

* نسوق قوله تعالى "إ ِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً " النساء104
فلا تحزنوا وأنتم الأعلون فأنتم ترجون من الله ما لا يرجون ..وقتلانا فى الجنة إن شاء الله وقتلاهم فى النار ولعمري فهذا يطمئن قلوب المؤمنين لا قلوب الذين يحسبون الأمور بحسابات مادية تخلو منها معاني العزة والكرامة .

* بمعايير القوم فقد خسروا ، وبمعايير تحقيق الأهداف فقد خسروا ، وبمعايير الثبات فقد نجح قومنا ، وبمعايير الحق والباطل فقد نجح قومنا ، وبمعايير المنبطحين فقد رأى القوم خسائرنا ولم يروا خسائر الكيان الصهيونى .............وهؤلاء لا ينبغي لهم أن يشاركونا فرحتنا بما يوجع الصهاينة... وهنيئا لهم تكاثرهم كالذباب يبحثون عن لقمة ملوثة بدماء ضحايانا حين إعادة إعمار لبنان .

* خاب وخسر ، ولم ينفعه إعلامه الكاذب ، ولا أعوانه العرب المنبطحون ، ولا طابوره الخامس من المطبعين ،خاب وخسر ، وفضح وتعرى ذلك الكيان الصهيونى... لم يظهر كأسد
بل ظهر كجبان يضرب النساء والأطفال والشيوخ والآمنين فى الملاجىء ويضرب الإسعاف والمشافى..ليخفى عجزه وضعفه وفشله..وليظهر أخلاقه وشريعته التي تحض على قتل الأطفال وفق فتاوى حاخاماتهم .

* العسكريون يعرفون فشل نظرية الأمن الصهيونى حيث بعثرتها حرب أكتوبر 1973 وأكدتها الحرب السادسة فى لبنان 2006 وعاشها كل من ( تكتل الكيان الصهيونى داخل فلسطين المحتلة ، الشعوب العربية ، العاقلون الغربيون الذين شاهدوا صواريخ حزب الله داخل الكيان الصهيونى...وغيرهم) وتكمن ها هنا مفارقة غريبة جدا أن هناك ثلاث فئات لا – ولم- تصدق انهيار هذه النظرية حتى الآن : جيش الكيان الصهيونى ، الحكام العرب ، العسكريون الأمريكيون!!!


(2)
عذرا للنحاة
يقول النحاة أقبل الحمير إلا رجلا فيقولون إن هذا استثناء منقطع ، وعلى السياق نقول ، خاب حكام العرب إلا تشافيز(حاكم فنزويلا).... فقد بات واضحا أين يتخندق هؤلاء ، وبات واضحا من يدافع عن الكيان الصهيونى ضد الشعوب العربية الغاضبة، وبات واضحا أن التخلص من هؤلاء أصبح ضرورة حتى تملك شعوبنا قراراتها بأنفسها....وأصبح من المسلمات أن بقاءهم يعنى حماية أمن الصهاينة وخراب ديارنا من خيراتها.

(3)
الحاجة إلى قادة
كنا نتساءل عما تعانيه أمتنا هل هو: أزمة أمة أم أزمة نخبة وقيادة ؟
وكنا نقول :إن الأمة حين يبز فيها بعض الأفراد دون أن تصنع رجالا يغذون الإنسانية علما وثقافة وفكرا فإنها أمة على خطر ولولا بعض أفرادها النابغين لقلنا هى على خطر عظيم ذلك أن أى أمة هى بنخبها المفكرة لا استعلاء بل إنتاجا وتواضعا لخدمة بنى قومها فهل عجزت مؤسساتنا/جمعياتنا/أحزابنا/ حركاتنا/تنظيماتنا بفروعها المختلفة عن تحقيق مقاصد التغيير الايجابي الفعال فى مجتمعاتنا؟وهل جفت منابع أمتنا عن استنبات قادة ورجال يحسنون البناء وعلاج الخلل؟! وكيف نستنبت هؤلاء القادة إذا كانت بنيتنا الفكرية بها بعض العطب وتحتاج إلى إعادة تأمل؟!

ورغم ذلك فقد أبرزت تلك الحرب أن شعوبنا العربية ما تزال بخير ، تخندقها مع المقاومة ، وتوحدها مع السيد حسن نصرالله يبرز الاحتياج الشديد لقادة لهذه الأمة.. فقد أبرزت هذه الحرب أن أزمة أمتنا فى قيادتها ولم تكن فى شعوبها وإن شئت الدقة فقل هى مزيج من الأمرين لذا بات من الضرورى تلبية تلك الاحتياجات :

* مراجعة شاملة لموروثاتها الفكرية ومواقفها العملية بنقد بصير دون جلد ذات ولا تهوين يغض الطرف عن أخطائنا أو تقديس يرفع الخطأ عن رموزنا التاريخية...فلا أحد يعلو على النقد ولا تاريخ يسلم من أخطاء .

* حسن مجابهة الاستفزازات الغربية بحيث تجمعنا ولا تفرقنا وتظهر للعالمين أننا أمة يوحدها الخطر ويلم شعثها الاستفزاز ويحفز همتها النيل من كرامتها على أن يكون ذلك بوعى بصير وحماس هادف .

* خلق هدف سام تسعى إليه الأمة بمفكريها المخلصين وببنيها الفاقهين وأراه فى إحياء الخلافة الإسلامية للم شعث المسلمين فى أنحاء العالم..وإنا لعلى ثقة بعودتها لما ورد فى ذلك من نصوص صحيحة وصريحة ولعل مراجعة موضوع كلام فى عودة الخلافة الإسلامية يسهم فى إيضاح هذه المفردة.

* إعادة النظر فى تفسير إصابات الأمة الإسلامية وإحباطاتها فيما يصيبها من محن وفتن وتكالب الآخرين علينا (الحملات الصليبية قديما واستهداف الغرب لنا فى الحاضر –أيا كانت مبررات ذلك الاستهداف مؤقتا-) على أن كل ذلك ما هو إلا تسليط عقاب ، وليس استئصال ، وإبادة...فلقد قالها الفاقهون حين استقرأوا التاريخ قالوا لو أراد الله استئصالا لهذه الأمة ولهذا الدين لحدث ذلك وهذا الدين فى مهاده الأولى إبان كان وليدا ضعيفا.....ونرجو تدريس وتوريث تلك الفكرة للأجيال القادمة عبر وسائط التربية والإعلام المختلفة .

* ولعله لا يتأتى ذلك إلا من خلال عدة وسائل منها مجابهة الاستبداد السياسى والاستغلال الاجتماعي باسم الدين أولئك الذين يخدمون الحاكم بتوظيف الإسلام من أجل تبرير أفعالهم المشينة ومنها محاصرة الكتاب السياسيين الذين يسهمون فى تبرير الواقع السياسى المرير والظالم ومنها إيقاظ الوعى المخدر فى نفوس أبناء هذه الأمة ومنها دعوة الناس كل الناس للاعتصام بمنهاج ربها الذى جاء فى قرآن ربها قوله تعالى ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )

(4)
برمجة بعض العقول
استطاع عدونا أن يبرمج عقول بعض أبناء أمتنا بفئات عريضة بحيث تتبنى قضايا حين تثيرها لا تخدم سوى الأجندة الصهيونية مع تقدير حسن النية لبعضهم وليس أدل على ذلك من الخلاف الحاد الذى أثير حول موقف الشيعة والخلاف مع أهل السنة وقد أحسن الغيورون العاقلون حين انضموا إلى المقاومة دون أن يثيروا ذلك الخلاف وقد كان يرجو كثير من أبناء أمتنا تأجيل تلك الاختلافات حتى حين لكن هذا الأمر وأشباهه يحتاج إلى وقفة لاحتمالية تكراره بصور مختلفة فى أزمات – محتملة – قادمة حيث ما تزال هذه العقول كما هى رغم فتاوى العلماء الثقات فى هذا الموضوع.

(5)
أوهام بعثرتها المقاومة
استطاعت المقاومة لا سيما من قبل فى فلسطين ، ومن بعد فى لبنان والعراق أن تنبىء الصهاينة والأمريكان وأذنابهم من المطبعين وأشباههم بعدة أمور :

* تبعثر وهم السلام الذى يسوقه الغرب حين لا يراعى كرامة أمتنا .
* أى مشاريع تخص تفتيت الأمة لا مكان لها ومن ثم فمشروع الشرق الأوسط ما هو إلا وهم قد تخدعون به أذنابكم ولربما شاركوكم فيه فهم ليسوا منا لكن تكلفته ستكون باهظة فضلا عن فشله المحقق قريبا .

* هؤلاء الحكام الذين هم منكم وليسوا منا فضحتهم المقاومة ، ومن ثم عليكم أن تفكروا فى إيجاد البديل ..على أن يكون أذكى من ذلك ولو قليلا ...مع عدم الوعد بعدم تعريته من قِبلنا.

* هناك فارق بين النصر وبين التمكين ونرجو دراسة ذلك من قبل الفاقهين حتى لا نحمل المقاومة الصغيرة مشاريع الأمم الكبيرة .

* ليس إعلامنا فقط هو الكاذب والخادع وليس أدل على ذلك من إعلام الغرب والصهاينة وما أحداث قناة “فور نيوز” وصحف “فاينانشيال تايمز” و”ديلي ميل” و”ديلي ميرور” عنا ببعيد
وقد أحسنت قناتى الجزيرة والمنار رغم اعتراض البعض فى تغطية الأحداث بشكل احترافى رغم القيود الصهيونية ...وهو الأمر الذى بات من الضرورى على إعلامنا فى كل بلدة أن يقتدى بهما...قبل أن يزداد سحب البساط من تحت أقدامهم.
(5)
مخاوف
إن أخشى ما يخشاه الغيورون على مصلحة هذه البلاد أن يجتمع المرتزقة والمجرمون من الغرب وأذنابهم من الشرق ليأكلوا سويا ومعا وفق تقسيم دقيق للكحكة اللبنانية حين يعاد إعماره من جديد وأقصد بالمرتزقة والمجرمين أمريكا وبعض دول الغرب واليهود والحكام العرب فكلهم فى خندق واحد .
أسأل الله أن يحمى بلادنا من خيانة الساسة الذين يحولون النصر إلى هزيمة بسهولة ويسر.
منقول