صلاح الدين يوسف
08-15-2006, 09:43 PM
جريدة المصريون تعتذر للشيخ بن جبرين
اعتذار واجب للعلامة ابن جبرين ـ عصام تليمة
http://www.almesryoon.com/Public/ALMasrayoon_Images/22307.jpg
كتب عصام تليمة : بتاريخ 9 - 8 - 2006
العلامة ابن جبرين الذي أقصده هنا ـ وهو معروف بلا شك ـ هو العالم الذي صدرت عنه الفتوى الشهيرة التي أفتى فيها: بعدم جواز نصرة حزب الله، ولا الدعاء له. والتي بعدها صدرت تعقيبات وبيانات تندد بفتواه، وتخطئ الرجل في الفتوى والتوقيت. وأنا أعلم مدى الدهشة التي ستصيب قراء هذا العنوان، وأعلم التساؤلات التي ستصدر من أدمغة من يقرأون العنوان، وأولها: هل غيرت موقفك من نصرة وتأييد حزب الله؟ ومن تطالب بالاعتذار؟ بداية أوضح ما أعنيه: إن ما أعنيه أن الرجل ظُلم عدة مرات، ظلم عندما ابتلي ببعض من يحسبون على توجهه وفكره، الذين روجوا لفتوى لم يكن هذا أوان الترويج لها، وظُلم ممن عقبوا عليه ونقدوه لأنهم لم يسمحوا لأنفسهم لمرة واحدة أن يتثبتوا، وأن يتريثوا، لينظروا أولا: مدى ثبوت صدور هذه الفتوى عن ابن جبرين؟ ثانيا: وقت صدور الفتوى إن صح أنها صدرت عنه؟ فبالإجابة على السؤالين يتبين لنا لماذا أنادي بالاعتذار للرجل، وأن يكون الاعتذار على ملأ كما كان نقده على ملأ.
أولا: من حيث ثبوت الفتوى للعلامة ابن جبرين، فهي فعلا ثابتة، وهي فتواه حقا، سواء اتفقنا معها أم اختلفنا.
ثانيا: هل صدرت فعلا عنه هذه الفتوى في هذه الآونة الأخيرة، وهي حرب لبنان التي نشاهد مآسيها ليل نهار؟ هذه هي المفاجأ التي لم نعر عقلنا فرصة لنراجع ونتأكد ونتثبت، لقد صدرت الفتوى يا سادة عن الشيخ ابن جبرين منذ أربع سنوات فقط!!!. فقد صدرت بتاريخ 7 صفر 1423هـ ورقمها في موقع الشيخ (4173)، أي أن الفتوى صدرت بعد تحرير جنوب لبنان بفترة، إذن فتوى الرجل تتكلم عن حالة السلم لا الحرب، وعن حالة العافية لا الابتلاء، وهي فتوى مقبولة في توقيتها وزمانها، ومقبولة في صدروها، سواء نتفق معها أم نختلف، فهي إذن قضية بعيدة عما اتهم به الرجل من غياب فقه الواقع عنه، وفقه المرحلة، وما تقتضيه الظروف المعاصرة.
وقد شككت في بادئ أمري من هذه الفتوى، فقابلت أحد تلامذة ابن جبرين وهو طالب قطري ممن درسوا على يديه في السعودية، فأخبرني: أن فتوى الشيخ ابن جبرين صدرت بناء على سؤال وجه له بعد انتهاء تحرير جنوب لبنان، وإجلاء القوات الإسرائيلية عنه. وسبب تشككي في البداية: أني أعرف أن الشيخ ابن جبرين صاحب مواقف، وله باع في الفقه السياسي، يتضح ذلك بجلاء في فتواه الشهيرة عن وجوب مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، التي صدرت وكانت تعلق على أبوب المساجد في الدول العربية جنبا إلى جنب مع فتوى الشيخ القرضاوي عن المقاطعة، ولا أدري أيهما أسبق في إصدار الفتوى، وما أعرفه يقينا أن فتوى الشيخ القرضاوي ـ حيث إني من قام بطباعة الفتوى وكتابتها على الكمبيوتر له ـ كانت في بداية الانتفاضة الأخيرة بعد مقتل الطفل محمد الدرة.
أخلص من ذلك أيها الإخوة: إلى أنه يجب على كل من تناول الرجل بالنقد، أن يعتذر له، كل بحسب نقده، فمن كان نقده في مقال فليعتذر في مقال، ومن كان نقده في تصريح فليعتذر في تصريح مماثل، وهذا حقه، فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، والاعتراف بالخطأ من شيمة المسلم الشجاع الذي يراجع نفسه وقوله.
فمطلوب من المواقع التي نشرت الفتوى وتعقيبات عليها، ومن هذه المواقع: موقع إسلام أون لاين الذي نشر عددا من التعقيبات عليه أن يوضح هذه الحقيقة، وأن يعيد اعتبار الرجل وهو محفوظ ولا شك، وقد أبلغني الأخ الباحث الدؤوب الأستاذ معتز الخطيب أنه أبلغهم بذلك منذ عدة أيام، ولا أدري لماذا تأخر الاعتذار والإيضاح.
وعلى الشيخ القرضاوي حفظه الله وقد عودنا على هذا الخلق، وربانا عليه، أن يعتذر عن تعقيبه على الشيخ ابن جبرين المذاع في (قناة الجزيرة) وأن يكون في نفس القناة، رغم أن نقد القرضاوي لابن جبرين كان محفوفا من أوله لآخره بالتوقير والإجلال وأدب الخلاف، واحترام وجهة النظر الأخرى، إلا أن من حقه على الشيخ القرضاوي أن يعتذر عما بدر منه من تخطئة لتوقيت الفتوى، فهذا حق الرجل، وهو فعل لا شك لا يصدر إلا عن النفوس الكبيرة وهو ما عهدناه دوما فيه، وعليه بعد ذلك أن يتريث ـ كعادته التي اعتدناها منه ـ فيما يصدر عنه، وخاصة فيما يكون من باب النقد لآراء وفتاوى علماء مماثلين، ولا زلت أذكر يوم قابل الشيخ سيد طنطاوي شيخ الأزهر حاخاما إسرائيليا، وخرجت الصحف كلها تخبر بذلك وطلب من الشيخ القرضاوي تعليق على ذلك، فرفض وقال: لا علم لي بشيء، دعوني حتى أتأكد، وتأكد من ذلك وكتب مقالا مطولا يخالف فيه شيخ الأزهر فيما فعل، ويشيد بموقف جبهة علماء الأزهر التي وقفت ضد موقفه.
رغم أني لم أكن من المعقبين ولا من المنتقدين للشيخ ابن جبرين، وإن ظن أحد من راسلوني أن عبارة قد خرجت مني، وظنوا أنها موجهة مني للشيخ، وهذا غير صحيح، إلا أنني أبدأ بالاعتذار للرجل، وأطلب منه الصفح، ووالله لو جمعتني به الأقدار لأقبلن يده ورأسه، فغفر الله لنا وله، رغم أني خالفت توجها وفكرا في كتاباتي في الموضوع، ولم أذكر أشخاصا والحمد لله.
وعلى الذين أساؤوا إلى الشيخ ابن جبرين، بنشر الفتوى وإيهام الناس أنها فتوى حديثة في الصراع الحالي، ومنهم عدد ممن ينتسبون إلى فكره، عليهم أن يعتذروا للرجل، وأن يبينوا هذا التضليل والخداع، وأنا أعني ما أقول، فلا يليق بمن يحب أحدا أن يسيء إليه بنشر فكر له لا يتناسب مع الوقت.
وعلى الذين أساؤوا وخشنت ألفاظهم ونالوا من الشيخ ابن جبرين أن يعتذروا عنها.
بقي توضيح أزيل به لبسا قد يحدث، ليس معنى كلامي كما أسلفت: أنه تراجع عما قلته من قبل: أن نؤخر الكلام عن حزب الله والشيعة، إلى ما بعد الأزمة، بل ما زلت عليه، ولا زال كلام كل من يحرص على وحدة الصف. ومن حق مخالفينا في الرأي، ومن لم يقتنعوا بتأخير المعركة الفكرية؛ من حقهم علينا بعد ذلك: أن يروا مواقفنا التي طلبنا تأخيرها.
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=22307&Page=7
اعتذار واجب للعلامة ابن جبرين ـ عصام تليمة
http://www.almesryoon.com/Public/ALMasrayoon_Images/22307.jpg
كتب عصام تليمة : بتاريخ 9 - 8 - 2006
العلامة ابن جبرين الذي أقصده هنا ـ وهو معروف بلا شك ـ هو العالم الذي صدرت عنه الفتوى الشهيرة التي أفتى فيها: بعدم جواز نصرة حزب الله، ولا الدعاء له. والتي بعدها صدرت تعقيبات وبيانات تندد بفتواه، وتخطئ الرجل في الفتوى والتوقيت. وأنا أعلم مدى الدهشة التي ستصيب قراء هذا العنوان، وأعلم التساؤلات التي ستصدر من أدمغة من يقرأون العنوان، وأولها: هل غيرت موقفك من نصرة وتأييد حزب الله؟ ومن تطالب بالاعتذار؟ بداية أوضح ما أعنيه: إن ما أعنيه أن الرجل ظُلم عدة مرات، ظلم عندما ابتلي ببعض من يحسبون على توجهه وفكره، الذين روجوا لفتوى لم يكن هذا أوان الترويج لها، وظُلم ممن عقبوا عليه ونقدوه لأنهم لم يسمحوا لأنفسهم لمرة واحدة أن يتثبتوا، وأن يتريثوا، لينظروا أولا: مدى ثبوت صدور هذه الفتوى عن ابن جبرين؟ ثانيا: وقت صدور الفتوى إن صح أنها صدرت عنه؟ فبالإجابة على السؤالين يتبين لنا لماذا أنادي بالاعتذار للرجل، وأن يكون الاعتذار على ملأ كما كان نقده على ملأ.
أولا: من حيث ثبوت الفتوى للعلامة ابن جبرين، فهي فعلا ثابتة، وهي فتواه حقا، سواء اتفقنا معها أم اختلفنا.
ثانيا: هل صدرت فعلا عنه هذه الفتوى في هذه الآونة الأخيرة، وهي حرب لبنان التي نشاهد مآسيها ليل نهار؟ هذه هي المفاجأ التي لم نعر عقلنا فرصة لنراجع ونتأكد ونتثبت، لقد صدرت الفتوى يا سادة عن الشيخ ابن جبرين منذ أربع سنوات فقط!!!. فقد صدرت بتاريخ 7 صفر 1423هـ ورقمها في موقع الشيخ (4173)، أي أن الفتوى صدرت بعد تحرير جنوب لبنان بفترة، إذن فتوى الرجل تتكلم عن حالة السلم لا الحرب، وعن حالة العافية لا الابتلاء، وهي فتوى مقبولة في توقيتها وزمانها، ومقبولة في صدروها، سواء نتفق معها أم نختلف، فهي إذن قضية بعيدة عما اتهم به الرجل من غياب فقه الواقع عنه، وفقه المرحلة، وما تقتضيه الظروف المعاصرة.
وقد شككت في بادئ أمري من هذه الفتوى، فقابلت أحد تلامذة ابن جبرين وهو طالب قطري ممن درسوا على يديه في السعودية، فأخبرني: أن فتوى الشيخ ابن جبرين صدرت بناء على سؤال وجه له بعد انتهاء تحرير جنوب لبنان، وإجلاء القوات الإسرائيلية عنه. وسبب تشككي في البداية: أني أعرف أن الشيخ ابن جبرين صاحب مواقف، وله باع في الفقه السياسي، يتضح ذلك بجلاء في فتواه الشهيرة عن وجوب مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، التي صدرت وكانت تعلق على أبوب المساجد في الدول العربية جنبا إلى جنب مع فتوى الشيخ القرضاوي عن المقاطعة، ولا أدري أيهما أسبق في إصدار الفتوى، وما أعرفه يقينا أن فتوى الشيخ القرضاوي ـ حيث إني من قام بطباعة الفتوى وكتابتها على الكمبيوتر له ـ كانت في بداية الانتفاضة الأخيرة بعد مقتل الطفل محمد الدرة.
أخلص من ذلك أيها الإخوة: إلى أنه يجب على كل من تناول الرجل بالنقد، أن يعتذر له، كل بحسب نقده، فمن كان نقده في مقال فليعتذر في مقال، ومن كان نقده في تصريح فليعتذر في تصريح مماثل، وهذا حقه، فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، والاعتراف بالخطأ من شيمة المسلم الشجاع الذي يراجع نفسه وقوله.
فمطلوب من المواقع التي نشرت الفتوى وتعقيبات عليها، ومن هذه المواقع: موقع إسلام أون لاين الذي نشر عددا من التعقيبات عليه أن يوضح هذه الحقيقة، وأن يعيد اعتبار الرجل وهو محفوظ ولا شك، وقد أبلغني الأخ الباحث الدؤوب الأستاذ معتز الخطيب أنه أبلغهم بذلك منذ عدة أيام، ولا أدري لماذا تأخر الاعتذار والإيضاح.
وعلى الشيخ القرضاوي حفظه الله وقد عودنا على هذا الخلق، وربانا عليه، أن يعتذر عن تعقيبه على الشيخ ابن جبرين المذاع في (قناة الجزيرة) وأن يكون في نفس القناة، رغم أن نقد القرضاوي لابن جبرين كان محفوفا من أوله لآخره بالتوقير والإجلال وأدب الخلاف، واحترام وجهة النظر الأخرى، إلا أن من حقه على الشيخ القرضاوي أن يعتذر عما بدر منه من تخطئة لتوقيت الفتوى، فهذا حق الرجل، وهو فعل لا شك لا يصدر إلا عن النفوس الكبيرة وهو ما عهدناه دوما فيه، وعليه بعد ذلك أن يتريث ـ كعادته التي اعتدناها منه ـ فيما يصدر عنه، وخاصة فيما يكون من باب النقد لآراء وفتاوى علماء مماثلين، ولا زلت أذكر يوم قابل الشيخ سيد طنطاوي شيخ الأزهر حاخاما إسرائيليا، وخرجت الصحف كلها تخبر بذلك وطلب من الشيخ القرضاوي تعليق على ذلك، فرفض وقال: لا علم لي بشيء، دعوني حتى أتأكد، وتأكد من ذلك وكتب مقالا مطولا يخالف فيه شيخ الأزهر فيما فعل، ويشيد بموقف جبهة علماء الأزهر التي وقفت ضد موقفه.
رغم أني لم أكن من المعقبين ولا من المنتقدين للشيخ ابن جبرين، وإن ظن أحد من راسلوني أن عبارة قد خرجت مني، وظنوا أنها موجهة مني للشيخ، وهذا غير صحيح، إلا أنني أبدأ بالاعتذار للرجل، وأطلب منه الصفح، ووالله لو جمعتني به الأقدار لأقبلن يده ورأسه، فغفر الله لنا وله، رغم أني خالفت توجها وفكرا في كتاباتي في الموضوع، ولم أذكر أشخاصا والحمد لله.
وعلى الذين أساؤوا إلى الشيخ ابن جبرين، بنشر الفتوى وإيهام الناس أنها فتوى حديثة في الصراع الحالي، ومنهم عدد ممن ينتسبون إلى فكره، عليهم أن يعتذروا للرجل، وأن يبينوا هذا التضليل والخداع، وأنا أعني ما أقول، فلا يليق بمن يحب أحدا أن يسيء إليه بنشر فكر له لا يتناسب مع الوقت.
وعلى الذين أساؤوا وخشنت ألفاظهم ونالوا من الشيخ ابن جبرين أن يعتذروا عنها.
بقي توضيح أزيل به لبسا قد يحدث، ليس معنى كلامي كما أسلفت: أنه تراجع عما قلته من قبل: أن نؤخر الكلام عن حزب الله والشيعة، إلى ما بعد الأزمة، بل ما زلت عليه، ولا زال كلام كل من يحرص على وحدة الصف. ومن حق مخالفينا في الرأي، ومن لم يقتنعوا بتأخير المعركة الفكرية؛ من حقهم علينا بعد ذلك: أن يروا مواقفنا التي طلبنا تأخيرها.
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=22307&Page=7