تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما بعد الحرب على لبنان



من هناك
08-14-2006, 10:42 PM
السلام عليكم،
اليوم اعلن حسن نصر الله انه خرج منتصراً وان على الآخرين في الداخل ان يعرفوا انهم يكلمون اناساً انتصروا على فزاعة الشرق الأوسط وانه لا بد من إحقاق الحق. كما انه وعد بإعادة البناء ومساعدة النازحين وإيواء المشردين.

ما رأيكم فيما سيحدث؟
هل تظنون ان الوضع اللبناني اقوى من الفتنة الداخلية؟


ارجو من الإخوة والأخوات ان يعرضوا كل ما يقع تحت ايديهم من تحليلات تساعد على فهم الواقع الذي سنقبل عليه واين هو موقع اهل السنة في لبنان مما سيحدث. طبعاً اقصد الشارع السني الملتزم وليس الشارع الآخر لان الآخرين جزء من لعبة الشرق الأوسط الكبير وما عاد باستطاعتهم العودة الآن

فـاروق
08-15-2006, 09:44 AM
شكرا على الموضوع....

في الحقيقة الكل يترقب...والكل يعلم ان متطلبات الحرب الاهلية موجودة في لبنان وجاهزة للانفجار متى تمت الموافقة على ذلك من قبل الاطراف الخارجية...

والمتأمل في سياسة بوش...التي لا تأبه باحراج حلفائها او ضربهم في سبيل مصلحة حلفاء اقرب لا يمكنه الا ان يخاف من مغامرة جديدة للرئيس الامريكي...ولكني اعتقد ان الامريكان سيدرسون جديا الحرب البنانية الاولى التي تورطوا بها وادت الى تسليمهم لبنان لسوريا...وربما هذا هو السبب (اضافة الى الفرق الكبير بين قوة حزب الله وباقي الاطراف) هذه الاسباب هي التي تحول دون حرب اهلية والله اعلم

خالد بن الوليد
08-15-2006, 12:06 PM
السلام عليكم

شكرا على الموضوع اخي الكريم


لا اعتقد ان للسنه في لبنان بعد هذه الاحداث موقع يليق بهم
لان السنه في لبنان منذ زمن طويل هم الحلقه الاضعف مابين الطوائف اللبنانيه
ولقد قرأت مقاله تفصيليه لاحد الدكاتره السنه في لبنان عن احوال اهل السنه في العقود الماضيه
اثبت لي بالسرد التاريخي ان السنه في لبنان هم الحلقه الاضعف ولا زالوا

لذا لا اشك بأنهم لن يكون لهم دور او على الاقل مكانه قويه بين الاطياف اللبنانيه
مادام عدد كبير من السنه يعتبرون ان سعد الحريري هو قائدهم السياسي

هم حتى الان لم يحاسبوا المسئولين عن مجزرة صبرا وشاتيلا التي حدثت ضد اهل السنه الفلسطينيين
اقصد بالمسئولين هم : ايلي حبيقه وجماعته

وايضا الى الان لم يعرفوا من الذي اغتال مفتى لبنان السابق حسن خالد
وحتى ان قالوا ان التحقيقات جاريه ,, فهذه التحقيقات هي لسد الافواه فقط


باعتقادي المتواضع ان اهلنا السنه في لبنان لن يكون لهم قوه مادام ليس لهم مرجعيه دينيه قويه

اهلنا السنه في لبنان يحتاجون الى مرجعيه دينيه قويه قبل المرجعيه السياسيه فالمرجعيه الدينيه
الواحده والواضحه والقويه هي مقدمه لقوه سياسيه




شكرا جزيلا

والسلام عليكم

عبد الله بوراي
08-15-2006, 12:39 PM
خالد أبن الوليد لك تحياتى وسلامى وأنا أشد على يديك موافقا على ما جاء فى مداخلتك ...
الحقيقة هى ما تطرقت اليه .فلا يصلح الناس ولا تنصلح أمور الرعية بدون راعى يكون
قطبا , يلتف حوله ..وهده ميزة مفقود.. آسفا..فى مجتمع السنة بلبنان الحبيب.
فاننا نشاهد ..وعن بعد..مدى التفاف كل ملة حول رمز من رموزها ..ولا اريد ان أخصص
الا للتدليل ليس الا.. فخد عندك الموارنة وصفير , وكدلك الدروز وآل جنبلاط .. وقل , وحدث
عن اى ملة أخرى ,فحتما لن تراها عن قطبها الروحى ببعيدة ..
اما السنة فهم كاغثاء السيل .. وما تمنينا دلك ..ولا ندرى لما هو كدلك أيضا .. فنحن عن مجريات
الاحدات لا نستطع أن ندلى بصوت
وكيف وقد بعدت بنا مسافة الارض وعتمت ماضيا عنا أخبار اخواننا آهل السنة
فلم نعرف عنهم الا النزر اليسير
فهل من أحد من اخواننا فى _صوت_ يتطوع مشكورا ( وبموضوعية وتجرد) ويعطينا ولو لمحة (صادقة) عن آهلنا آهل السنة فى لبنان ...نشأة , وتاريخ وسيرة وموقفا حاضرا وسابقا ؟؟؟؟؟
وجزاه الله عنا كل خير سلفا
burai

مقاوم
08-15-2006, 01:55 PM
هكذا إذن وضعت واحدة من أشد الحروب وحشية ضد الإنسانية أوزارها، حرب لا يمكن المرور عليها مر الكرام، فهي غريبة وعجيبة ودموية ومباغتة ومدهشة، هي حرب ينبغي التوقف فيها عند كل صغيرة وكبيرة. فللعسكري فيها رأي وللإعلامي رأي وللباحث رأي وللجندي رأي، ولكل ذي شأن فيها شأن ولا يتسع المجال لذكر كل شيء، وليس من حق أي كان أن يزعم منفردا أنه أحاط بها. ولكننا في هذه المقالة، ومن وجهة نظر موضوعية لا عقدية، سنكتب عن الانطباعات الحاسمة، والتي هيمنت على العقل العربي تحديدا دون غيره في عدة مواضع نعتقد أنها تمثل جواهر تستحق النظر والتقويم.

في المشهد السياسي:

هناك نقطتان في المشهد السياسي للحرب تثيران الدهشة، الأول ظهرت فيه إسرائيل أداة صرفة بيد الولايات المتحدة الأمريكية، التي كلفتها بخوض حرب بالوكالة للمرة الأولى وبصورة فجة تحت غطاء سياسي شامل وبصلاحيات واسعة، شلت كل حركة سياسية لكافة المؤسسات الدولية وللمنظمات الحكومية وغير الحكومية، وحتى للحكومات بما فيها حكومة إسرائيل التي خضعت بالكامل لسيطرة الجيش وتوجيهاته.

هي حرب منعت فيها الولايات المتحدة مجلس الأمن من الانعقاد أو طلب وقف إطلاق النار أو إدانة العدوان، كما منعت الأمين العام للأمم المتحدة من التدخل، بل ومنحت إسرائيل الفرصة تلو الفرصة لإطالة أمد الحرب ووقفت وحدها ضد العالم شاء من شاء وأبى من أبى. وراحت وزيرة الخارجية كونداليزا رايس تكشف عن أهداف الحرب الحقيقية، وهي ولادة الشرق الأوسط الجديد وتشكيله على الهوى الأمريكي، فظهرت الخريطة الشهيرة، ثم بعد بضعة أيام سربت خمسة خرائط أخرى كلها تشتمل على تغييرات "جيوبولوتيكية" للمنطقة، ولتبرير الحرب وتشريعها وتهدئة خواطر المحرجين والمعارضين والساعين إلى تخفيف حدة الحرب التي اشتهرت بالحرب المجنونة، قالت رايس بأن هذه الآلام هي آلام المخاض العسير للولادة، وكان من الممكن أن يكون كلام الوزيرة معقولا، لولا أنها لم تتزوج ولم تنجب في يوم ما لتتذوق طعم المخاض، فصرحت بما لا تدري به وما لم تشعر بآلامه وتبين فيما بعد أنها تعاني من حمل كاذب.

ولأنه كذلك فعلا وحقيقة على خلفية المفاجآت الصاعقة التي أوقعها حزب الله في الميدان، فقد امتنعت عن زيارة لبنان وباتت على قناعة بضرورة وقف القتال بعد هزيمة الجيش الإسرائيلي، فأوفدت نائبها لشؤون الشرق الأوسط ديفيد وولش، الذي كان يصل في جولات مكوكية، وهو متجهم الوجه يغشيه الخزي والشعور بالذل والعار والفشل، سيما بعد التوافق الأمريكي الفرنسي على مشروع قرار، كان من المألوف أن يمر وبالشروط الأمريكية والإسرائيلية كما تعود العرب على ذلك منذ عشرات السنين، ولكنه لم يستطع تمريره بصيغته على الإطلاق، وهي سابقة لم يشهد العرب مثيلا لها.

أما النقطة الثانية، فهي الموقف العربي الذي أفصحت عنه السعودية عبر تصريح مصدر مسئول فيها، والذي تضمن إدانة واضحة لحزب الله وتحميله مسؤولية ما أسماه المصدر بمغامرات غير محسوبة، هذا الموقف فسح المجال لدول أخرى تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل خاصة الأردن ومصر، لتعبران بوضوح عن تبني ذات الموقف.

والحقيقة أن حزب الله كان كبش فداء لضرب عقلية المقاومة وإرادتها في الصميم والتخلي عن مشاريع من هذا النوع، بحجة أن ضررها أكبر من نفعها. وقد تبع الموقف العربي ترحيبا أمريكيا وإسرائيليا، لدرجة أن الصحف الإسرائيلية باتت تتحدث عن تلقي الحكومة بيانات وبرقيات تضامن وتعاطف من زعماء عرب ومثقفين وصحفيين ومسئولين يطالبون إسرائيل بإكمال المهمة التي بدأتها والتخلص من حزب الله وغيره من قوى المقاومة، ولما سئل وزير الخارجية القطري عن صحة مراسلات التضامن العربية هذه مع حكومة إسرائيل في حربها على لبنان أجاب: "للأسف نعم". وتشجع أولمرت أكثر معلنا أمام جمهوره: "إننا نقاتلهم اليوم بقرار عربي"، أما الرئيس المصري، فلم يجد حرجا من القول: "مصر ليست مستعدة لخوض حرب للدفاع عن لبنان، ذلك أن زمن المغامرات انتهى"! وأمعن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل من جهته بالقول: "ليس لدينا ما نعتذر عنه في لبنان".

ولكن كلما اشتدت وطأة الحرب وتجلت خسائر إسرائيل بالعشرات من جنودها ودباباتها وآلياتها، فضلا عن قصف مدنها ومستعمراتها، كلما انزوى الموقف العربي مصابا بحالة من الذهول ومظهرا لبعض التململ، حتى كان عمرو موسى الزعيم العربي الوحيد الذي أخذ على عاتقه قيادة الدبلوماسية العربية محاولا إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فالتواطؤ المذموم انحدر إلى غطاء لتشريع حرب عدوانية ظالمة لم يكن لها ما يبررها إلا الحقد والانتقام، حتى إن الشارع العربي الذي لطالما استنكر ما أسماه طويلا بالصمت العربي المريب، نراه اليوم يصاب بنوع من الصدمة من الموقف العربي ومتمنيا لو أنه صمت أبد الدهر.

أما المشهد الحربي:

فيذكرنا بخمسة حروب خاضها العرب، ثلاثة منها نظامية ودفاعية ضد إسرائيل، والرابعة هي حرب تشرين الهجومية، والخامسة هي حرب دفاعية خاضتها منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1982 في لبنان. ولم يحقق العرب هذه الحروب في نصرا يعتد به ناهيك عن أن يكون حاسما.

ففي حرب فلسطين، انهزم العرب شر هزيمة وضاعت فلسطين، وفي حرب السويس1956 فشل العدوان الثلاثي بتدخل الاتحاد السوفيتي، وفي حرب العام 1967 استولت إسرائيل على ما تبقى من فلسطين واحتلت أجزاء من أراضي عربية في مصر والأردن وسوريا، وفي حرب تشرين/أكتوبر1973 لم يحقق العرب إنجازا يذكر على صعيد تحرير الأراضي التي احتلت عام 1967، وفي عام 1982 فشلت منظمة التحرير في الدفاع عن لبنان وشتت قواتها في بلدان العالم العربي.

وفي الحرب السادسة بين إسرائيل وحزب الله، فما من شك أن ملامح الحرب منذ الأيام الأولى كانت تشير إلى هزيمة عسكرية ساحقة بانتظار إسرائيل، وهو ما حصل فعلا. وفي واقع الأمر، فالحرب أحدثت مفاجأة مذهلة وغير مسبوقة، فكيف أديرت هذه الحرب من قبل الجانبين؟

من جهة إسرائيل، فقد كانت حربا ضد حزب الله وضد بنيته التحتية وضد وجوده العسكري والتنظيمي وضد المجتمع اللبناني برمته من مساكن وبنى تحتية وضد البنى التقنية واللوجستية وضد السكان بمختلف فئاتهم العمرية، سيما الأطفال منهم، وضد القوى العاملة وضد طرق ومنافذ التواصل والمواصلات وضد النازحين والمهجرين وضد طواقم وجمعيات ومؤسسات الإغاثة والعون وضد قرى وأحياء بكاملها.

واستعملت إسرائيل لتحقيق ذلك كل ترسانتها الحربية المرعبة، وضربت دونما تمييز كل شيء بعيدا عن لغة الأهداف العسكرية أو المدنية، ناهيك عن الأهداف السياسية للحرب كأكذوبة الجنديين الأسيرين، ونفذت مجازر بالجملة ضد المدنيين بسبب وبدون سبب، بل إن طائراتها ودباباتها ترصدت المدنيين بصورة جماعية مقصودة بما في ذلك قوافل الإغاثة والقوافل التي تحركت بموافقتها وبضمانات دولية، وأمرت بقتل كل من يتحرك على الطرقات والحدود هربا من جحيم الحرب، وظلت على عادتها الدموية بقتل السكان حتى آخر لحظة من تطبيق قرار مجلس الأمن بوقف العمليات القتالية.

وانكشفت أكاذيبها الواحدة تلو الأخرى، غير عابئة ولا آبهة بأية شريعة أو مبدأ، حتى بدت الحرب واحدة من أعتى الحروب وحشية وجنونا، ليس لها من هدف إلا القتل والإمعان في القتل. هذه هي إسرائيل التي خلفت بحروبها وجرائمها ثأرا لدى كل مواطن. وهذه هي إسرائيل دولة القتل من الدرجة الأولى.

أما على الجانب الآخر، فقد تناقلت الصحف الأمريكية والأوروبية، في الأيام الأولى، تحليلا عسكريا خلص إلى نتيجة حاسمة مؤداها أن حزب الله يستعمل تكتيكات قوات "الفيتكونغ" الفيتنامية في حربه ضد القوات الإسرائيلية، بيد أن الخبر مر دون كبير اهتمام من العسكريين العرب والمحللين الذين لم يعتادوا أصلا على حروب من هذا النوع، ولم يألفوها وليست لديهم خبرة تذكر في هذا الصدد، ولا حتى للفلسطينيين الذين تغنوا دائما بالتجارب الفيتنامية والكورية والصينية والكوبية في هزيمة القوى النظامية الكبرى ولكنهم لم يفعلوا ذلك.

في الأيام الأولى أيضا استعجب الصحفيون والمراسلون من الحرب، فمن أندر النوادر أن شاهد أحدهم مقاتلا من حزب الله، وفي الحقيقة لم يشاهد أيا منهم مقاتلا يتحرك على طريق، ولم يلمح أحدهم مقاتلا على جبهة ولم ترصد أية فضائية مكان انطلاق صواريخ حزب الله ولا تحرك لآلية أو لناقلات جند أو أسلحة، فأية حرب هذه؟ وأين هم مقاتلو حزب الله؟

كنا نسمع ونقرأ عن مساحة شبكات الأنفاق التي أقامها الثوار الآسيويون تحت الأرض وملؤها بالأسلحة والمواد الغذائية والطبية واستعملوها كممرات وطرق إستراتيجية لتحركاتهم، كنا نسمع الكثير ولكننا لم نطبق شيء من ذلك على الإطلاق، وما حصل في الحرب السادسة أن حزب الله قاتل تحت الأرض وليس فوقها، وهذا ما فاجأ قادة إسرائيل وجنرالاتها الذين صرخوا بأعلى أصواتهم، وأصيب قائد جيشهم بأزمة نفسية: "لقد فاجئونا"، "كأننا نقاتل الجن"، "ليظهروا كي تكون حربا عادلة". وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار مساحة لبنان ومساحة المواجهة في الجنوب، فلا شك أن وقْع مفاجأة حزب الله بالصمود والقتال والدفاع والهجوم قد بلغت شظاياها كل عسكري من الجندي وحتى وزير الدفاع، وكل مقاوم وكل محلل وكل إستراتيجي عربي أو غير عربي. فقد اعتاد العرب حكومات وجنرالات وحركات تحرر على الهزائم، وبرعوا في تبريرها وتسويقها على أنها خسارة معركة وليس خسارة حرب، وفي كل مرة كنا ندفع الثمن في الأرض والدم والحرية والقهر والإذلال والحقوق حتى غدت أقدس قضايانا لا تساوي ثمن رغيف خبز، بل إن مخيلتنا لم تعد تتسع لنصر بقدر ما باتت تتسع لهزائم منكرة وإهانات بالجملة وتراجعات لا حدود لها، بما في ذلك العمالة في صف القيادات والخيانة العظمى على مستوى الأوطان. ولكن كيف تجاوز حزب الله كل الهزائم العربية واستطاع أن يلحق هزيمته المشهودة بإسرائيل؟

• العلم هو الذي انتصر. لا شك أن حزب الله راهن على العلم والعمل الدءوب، فأنشأ مراكز الأبحاث والترجمة والرصد والمتابعة والتحليل والتعقيب واستخلاص العبر وإيجاد الحلول والبدائل، وخصص فرقا لعمله ودرب جنده وبنى كوادره على العلم والمعرفة الذي هو سلاح العصر، ولم يخض مع نفسه أو غيره مماحكات الأيديولوجيا والسياسة والمكابرة والخوف والريبة، ولم تأخذه العزة بالإثم ولم يقلل من شأن عدوه ولم يغتر بنفسه.

بل إنه أقام مصانع السلاح والذخيرة وطور ترسانة ردع عسكرية أثبتت فاعليتها في الميدان، ومن المؤكد أن حساباته تجاوزت أي حظر محتمل للتسلح، فإذا كانت الولايات المتحدة وبعض العرب والنخب المثقفة وغيرها تحتج بأن إيران هي التي سلحت حزب الله ودعمته، وهذا صحيح ولكن بحدود، وأنه لولاها لما كانت لحزب الله هذه السطوة، فمن الأجدر سؤال هؤلاء، سيما الدول العربية بالذات، عن مبرر تحالفاتها السابقة مع الاتحاد السوفيتي أو مع الغرب حاليا؟ فلماذا تبدو إيران وحزب الله قويان في مواجهة إسرائيل، فيما تبدو الدول العربية مجتمعة ضعيفة عاجزة ومنهكة أمام أصغر دولة أوروبية؟ ولماذا تكتسح البطالة علماءنا وخريجينا ومثقفينا وتبدو أغلب الدول العربية متسولة في اعتمادها على السياحة والأمن والاستقرار كالمضبوعة لا تقوى على إدانة جريمة؟ فأي علم يسود في الدول العربية؟ ولأية أهداف يوظف؟

• الإرادة السياسية: فقد أثبتت الحرب أن لحزب الله قيادة تتمتع بإرادة سياسية صلبة، تقف بعزم وثبات في مواجهة الخصم، وتصمم على خوض مواجهة شاملة إذا ما وقعت، وهي مسلحة ببناء عقدي لا يقبل المساومات ولا المراوغات ولا الكذب ولا التزوير ولا التخاذل ولا التواطؤ. وأن مثل هذه القيادة والإرادة قادرة بما لا يدع مجالا للشك على الدفاع عن البلاد والعباد وإن بقليل أو بكثير من الخسائر المؤقتة. إرادة مسلحة بقوة ضاربة أعدت إعدادا إستراتيجيا صارما على كافة وأعلى المستويات الأمنية والعسكرية والتدريبية والتسلحية، وهي إرادة سياسية ذات أهداف سياسية وطنية واضحة ومشروعة ينبغي بلوغها أيا كانت النتائج.

هكذا إذن استطاع حزب الله بتميز قتاله وإستراتيجياته أن يلحق بإسرائيل هزيمة عسكرية منكرة، فقد أمطر مدنها ومستعمراتها ومنشآتها وقواعدها العسكرية بآلاف الصواريخ، وأوقع قواتها بعشرات الكمائن وحاصرها في عديد المواقع وأهان بحريتها وحطم كبريائها وطحن ما تبقى لديها من هيبة الردع والتخويف المزعومتين، ولاحق الساسة في العالم العربي والأوروبي والأمريكي فخرب مخططاتهم السياسية والأمنية للمنطقة وأظهر إسرائيل أنها نمر من ورق لو جدت من يعد لها ويقاتلها.

لقد أثبت حزب الله أنه أقوى من مجموع الجيوش العربية قاطبة وأنه فرض طرح السؤال الكبير: ماذا لو توفر للساسة العرب إرادة سياسية وتبنوا حربا ضد إسرائيل على شاكلة حرب العصابات على الأقل، وطبقت تجربة حزب الله بإقامة شبكات الأنفاق والتحصينات الدفاعية والهجومية، واصطفت راجمات الصواريخ وانتشر المقاتلون على طول الحدود مع إسرائيل، فهل تستطيع إسرائيل الصمود؟ وهل ستنجو مستعمرة أو مدينة من القصف؟ وهل سيبقى العرب هم النازحون والمهجرون والمقتولون والمدمرة بيوتهم وحدهم دون إسرائيل؟ بل هل يبقى من مبرر لوجود إسرائيل؟ ولعصابات القتل فيها؟

• السرية والأمن: تميز البناء اللوجستي لحزب الله بقدرته الهائلة على إخفائه لكافة المظاهر العسكرية له عن أعين المجتمع المدني، وأقام دفاعاته وتحصيناته بسرية مدهشة، وهي تجربة تستحق الدراسة بامتياز، إذ إن التحصينات الإستراتيجية والعمل بها ونقل العتاد والأسلحة والمنظومات الصاروخية وتحرك الشاحنات والآليات، من شأنها أن تثير ريبة العملاء وعيون العدو وأجهزة الاستخبارات المنتشرة هنا وهناك، فضلا عن التجسس الجوي والفضائي، وهو ما يثير ألف سؤال وسؤال: كيف استطاع حزب الله القيام بهذا العمل في فترة وجيزة؟ وكيف لم يتحقق ولو اختراق واحد؟ بل إن حزب الله استطاع خداع كل أجهزة الاستخبارات العالمية في قدرته الفائقة على التواري والتمويه، مظهرا لبنان كأفضل بلد سياحي عربي يحقق سنويا ما يزيد عن أربع مليارات دولار من قطاع السياحة، ومن المؤكد أنه ما كان لمثل هذا القطاع أن ينتعش لو ترافق مع احتكاكه بالمظاهر المسلحة في الشوارع والمناطق والأحياء. ومن الطريف حقا أن أحدا لم يدرك هذه الإستراتيجية، وهي أمام أعينه بما في ذلك إسرائيل، التي ارتكبت حماقة العمر في مهاجمة حزب الله وسط فشل استخباري غير مسبوق في تاريخ نشأتها.

• وضوح العدو: لقد اتضح لكل مراقب أن حزب الله عمل كمقاومة تتمتع بمصداقية عالية ضد إسرائيل فقط، ولطالما أعلن أن المقاومة ليست موجهة ضد المجتمع اللبناني ولا ضد الجيش ولا ضد الدولة ولا ضد التركيبة الطائفية للبلد، ولم يكن كما تروج إسرائيل وأمريكا وبعض الدول الأوروبية دولة داخل الدولة.

ولم يقف حجر عثرة أمام طموح الدولة وبسط سيطرتها ولم يمانع حتى في وضع سلاحه على طاولة الحوار الوطني، فخشيته من الخارج وليس من الداخل، ووظيفته ووجوده مكرسان للمساهمة في حماية لبنان وأمنه وليس لحماية طائفة بعينها، وهو يعرف أنه يعمل في بيئة طائفية متنوعة تقاس توازناتها بمقياس بالغ الدقة لدرجة أن أي خلل في الحسابات قد يؤدي إلى حرب أهلية وانفجار اجتماعي.

وليس صحيحا أن إيران قادرة على اللعب في الساحة اللبنانية وفق حساباتها وحدها بعيدا عن التشكيلة الداخلية وتحالفاتها وتوازناتها. وفعلا استطاع حزب الله أن يوحد الغالبية الساحقة من اللبنانيين وحتى الجيش الذي اشتهر بفئويته ويجعل من إسرائيل العدو الأكبر للجميع.

ولكن من المؤسف أن السياسة العربية غيبت العدو من إستراتيجياتها بنفس القدر الذي غيبت فيه الحليف أو الصديق. فليس في السياسة العربية ما يشير إلى عدو ولا إلى هويته إن وجد، وكذلك الأمر فيما يتعلق بالصديق. فالعدو عند هذه الدولة هو صديق لأخرى من المفترض أنها دولة شقيقة، وصديق دولة شقيقة هو عميل ضدها عند دولة أخرى وهكذا في حلقة مفرغة ليس فيها حضور للصديق ولا للعدو. ولو سألنا ببساطة: من هو عدو الجيش إن لم يكن له عدو؟ وكيف يميز بين الصديق والعدو على المستوى الاستراتيجي إذا كان ساسته يبدلون صداقاتهم وتحالفاتهم على ما تطيب له نفوسهم؟

• الترسانة الإعلامية: من الأمور المدهشة حقا على المستوى الإستراتيجي أن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لحزب الله لم تتوقف لحظة واحدة عن البث، بالرغم من تدمير البنى التحتية كافة لقناة المنار وللهوائيات ولوسائل الاتصالات، ومثل هذا الأمر لم يكن مألوفا في الحروب العربية التي كانت تتعرض لشلل شبه تام في وسائل اتصالاتها كلما نشبت حرب مع إسرائيل. فالكادر الإعلامي بقي سليما والبرامج لم تتغير والمقابلات استمرت على نفس الوتيرة، ومن الجلي أن الحزب وضع في حساباته حتى غياب الدعم الإعلامي له.
هذه هي بعض أسباب هزيمة إسرائيل العسكرية لمن أراد أن يواجهها، أما التعلل بعدم القدرة واستحالة الانتصار على الخصم والخشية من التدمير والقتل والجرائم فإسرائيل ترتكبها بسبب وبدون سبب ولأتفه سبب. وإذا ما وقع الخيار على المواجهة، فمن الطبيعي أن ننتظر تدميرا شاملا وانتقاما وجرائم لا حصر لها، ولكن كل شيء يمكن تعويضه إلا الكرامة التي إن ديست فمن الممكن أن تداس كل المقدسات وأن تنتهك كل المحرمات وأن تضيع الحقوق ويسود الرويبضة ويستأسد العملاء والخونة. لقد انتصر حزب الله ولا شك، ولولا ضعف جبهته الداخلية بالنسبة للقوى المناوئة له، والتي خلفت له انتصارا مريرا، بدأ بمطاردته، لكان انتصارا مدويا. فهل من متعظ؟

منقول

عبد الله بوراي
08-15-2006, 02:16 PM
أخى مقاوم بارك الله فيك ..حقا انها بنوراما متعددة الوجوه كانت محصلة هده الحرب والسبب فيها
وهدا التحليل والسرد المنطقى الدى يشد اليه بما فيه من تجرد
وواقعيه والدى يغطى جميع اوجهه وجوانب يوميات الحرب
ومقدماتها وما كان لها من ندر, ونهاية امرها , وما ستتركه من اتر على المدى البعيد والقريب ..
بارك الله فيك اخى مقاوم
burai

مقاوم
08-15-2006, 02:25 PM
وفيك بارك الله يالحبيب

فـاروق
08-15-2006, 03:02 PM
من كاتب المقال اخي مقاوم جزاك الله خيرا؟

مقاوم
08-15-2006, 03:04 PM
سأفصح عن اسمه لكن بعد حين.... ليقرأ بتجرد

وإياكم

فـاروق
08-15-2006, 03:06 PM
سالت لان المقال فيه مدح لحزب الله...بل وتلطيش للفلسطينيين...مع فارق الامكانات بينهما

ولكن بالاجمال..روحية المقال مقبولة جدا

مقاوم
08-15-2006, 03:09 PM
أنصحك بقراءة مقال: خديعة التحليل العقدي

أرجو أن تبدي رأيك فيه

فـاروق
08-15-2006, 03:17 PM
انا على وشك قراءته...وساوافيك براي المتواضع ان شاء الله...

يسر الله لك امرك (هيدي من شان تتيسر اموري كمان :) :) )

مقاوم
08-15-2006, 03:36 PM
آميييييييين

ولوه ... حتى الدعاء صار مشروط!!! :) :) :)

من هناك
08-15-2006, 10:35 PM
بارك الله بك اخي مقاوم على المقال. هناك الكثير من العبر في هذه المعركة ولا بد من الإستيعاب العميق للدروس الناتجة عن هذه الحرب.

لا بد للعرب من الخروج من عقلية الدعم الإيراني والمؤامرة الفارسية لأن لبنان اصغر بكثير من ان يشكل خطراً على الأمة العربية التي تمجد تاريخها فقط وتنسى ان الله يريد منهم ان يعمروا هذه الأرض ويعدوا.

صحيح ان حزب الله شيعي العقيدة ولكنه يطبق الكثير من المفاهيم الإسلامية الميدانية التي يحظرها الأمراء والعلماء والسلاطين. لقد خرج حزب الله منتصراً معنوياً ولكن الهزيمة المادية ستلاحقه في لبنان وهذا كلام جنبلاط اول الغيث. إن رايس تحاول الآن معاودة الكرة داخلياً وهذا اخطر ما في الأمر لأن كل الغطرسة الإسرائيلية لم تحقق هدفاً يذكر إلا تدمير البنى التحتية وقتل الأطفال وهذا بالضبط ما فعله بوش في العراق.

لقد انتصرت الفتنة الداخلية في العراق، والله يسترنا منها في لبنان لأن خريجي السجون في لبنان استلموا مقاليد الأمور وتتقاطع مصالحهم مع مصالح امريكا في المنطقة وهذا لا يبشر بالخير.

للنظر إلى ما تعلمه الإسلاميون من هذه المعركة واتمنى من الأخ المقاوم (نهنئه على النصر الذي تحقق) ان يخبرنا عن تفاعل الفاعليات الإسلاموية في طرابلس مع هذه الأمور.

من هناك
08-16-2006, 01:51 AM
صورة من صور الجنوب بعد الحرب (http://saowt.com/forum/showthread.php?p=114722#post114722)

من هناك
08-16-2006, 01:46 PM
العنوان: " ساعات وسط الزلزال "




اليوم هو الثلاثاء 15 آب 2006 - اليوم الثاني بعد وقف إطلاق النار



المكان: ضاحية بيروت الجنوبية - لبنان

الساعة: 10.30 صباحاً



بدأت الرحلة الإستكشافية ترافقني الكاميرا لنسجل و لنصور...انطلقت من الرويس سيراً على الأقدام...الحشود تملأ الشوارع الكل جاء مستطلعاً، عائداً ، مستكشفاً، مصوراً، الحشود إعلامية و سياسية و شعبية مختلفة الإنتماءات...وحدتهم المأساة...

من كان يعرف مبنى قناة المنار بالأمس القريب ليأتي اليوم ليرى كيف سوته الطائرات الإسرائيلية بالأرض و أضحى أثراً بعد عين...

هتافات تعالت مستنكرة العدوان و مؤيدة للمقاومة...إعلاميون و سياسيون و جمهور يردد الهتافات و يعلن استنكاره بكل ما استطاع حتى أن أحدهم وقف و قال...هذه حضارة أمريكا و إسرائيل فلا تعجبوا...



تابعت المسير...بعد أ ذهلت من المشهد الأول للزلزال المدمر...



المشهد الثاني:

شوراع و أزقة بل ميادين حرب حقيقة...أنحن في فيلم " BLACK HAWK DOWN " الذي يحكي حرب الصوماليين مع الأمريكان أم في شوارع سرايفو أو في برشتينا أو ربما في جروزني...؟ رائحة الحرب تفوح و خراب و دمار لا يوصف...

شوارع اختفت حدودها...أسير و أسير و لا أعرف النهاية كأنني في لعبة " Counter Strike " الشهيرة...



أبنية ذات 12 طابق أو أقل...هوت...كأعجاز نخل خاوية....مجمعات سكنية التهمها القصف كما يلتهم الجائع الدجاجة المشوية...



غبار...و دخان...أصوات ركام يتساقط و صمت مريب تخالجه بعض ضجيج الجرافات و أدوات تفتيت الركام...و صيحات تتعالي...انتبهوا من الأجسام الغريبة...أو الصواريخ التي لم تنفجر بعد...



أسير و قلبي ينبؤني عن أن هناك أبرياء قضوا تحت ذلك الركام...و رائحة الموت و الغبار أزكمت أنفي حتى كدت أن أقع مغشياً عليّ من شدة ما كان من مشاهد مؤلمة...



المشهد الثالث: طفل و دموع و ركام

دخلت أحد شوارع الضاحية المنكوبة....و في نهايته وقف طفل و أخته يبكيان..." آه...أقلامي...دفاتري...كتبي...ياه.. .كسروا كل شيء.....هئ هئ..." بكت الأم...بيتنا ذهب...غص الأب و قال: هذه أفعال اليهود...و لو بقي آخر يوم من عمري لن أصافح يهودي....أولئك قتلة و مجرمون..." أما الطفل مسح دمعه و مقال: سأدرس و أتخرج لأصبح ضابط في الجيش و أقاتل اليهود...."



المشهد الأخير:

آن لي أن أعود أدراجي...لكني لم أعرف من أخرج من متاهات الضاحية المنكوبة التي أصبحت شوارعها ذات لون و إيقاع واحد...الدمار...بدأت أسير...هنا كان محل تجارياً فخماً و الآن أضحى فحماً...هناك أسطورة الأبنية و اليوم أضحة مكسورة الجنبات...غبار و دمار...حريق مازالت رائحته تنبعث ترسل في الأفق غيوم بيض تحجب رؤية ما بقي...و الموت يحوم فوق الركام...معلناً أنه كان هناك بعض حياة...



الخاتمة:

برغم كل ماشاهدت...لا أنسى أن أذكر صمود أهل الضاحية و حبهم لأرضهم ووطنهم...عادوا و عاد الأمل معهم...بدأوا رحلة البعث من جديد....بعث الأمل في النفوس...دبت الحياة من جديد دبيباً لا بأس به...فتحت بعض المحلات...أزيل بعض الركام...و عاد الأطفال ليلعبوا بالماء...و النساء يغسلن الدرج و الأبواب...و هناك في الطابق الخامس بلا جدارن...وقف كهل يتفقد ما بقي من أثاث...ناديته...أجاب....الحمد لله كلو بيتعوض...و رفع شارة النصر...



ثلاث ساعات تقريباً مرت كأنها دقائق عرفت فيها طعم الأمن و ثبات المؤمن و تجرعت فيها مرارة العدوان و قساوة الحرمان....و لكني عرفت أن ألأمل لا يموت...لأن الحق لا يموت...

فـاروق
08-16-2006, 02:02 PM
هذا الصمود مرده اولا الى اقتناع اهل الضاحية بمبادئ معينة ثانية الى الدور التكافلي والرعائي الذي تقوم به المقاومة وحزب الله...

فهم سيبنون ما دمر...ويعوضون على العائلات...التي لن تبادلهم الا مزيدا من المبايعة ...

فهل من معتبر

مقاوم
08-16-2006, 03:55 PM
وهذا مدعاة للاعتبار كذلك


========================

في اليوم التالي للحرب التي وضعت أوزارها, يحتفل لبنان بالانتصار ويشتعل الجدل داخل إسرائيل, في حين يبقى السؤال: وماذا عنا نحن أهل فلسطين؟ وكيف سنتأثر بنتائج هذه الحرب المفصلية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي؟

لقد تعودنا أن نخرج من معظم الحروب التي يخوضها العرب مع إسرائيل -أو مع أنفسهم- أكثر الخاسرين أو الضحايا, واليوم نعيش نشوة الانتصار كما يعيشها لبنان، ولكننا نعيشها بواقعية لأننا أصبحنا أكثر حذرا بعد كل التجارب السابقة.. بعد صواريخ صدام التي سقطت على إسرائيل في حرب الخليج الأولى إلى أن عشنا سقوط صدام في حرب الخليج الثانية.

في اليوم التالي, تفرض أحداث الحرب ونتائجها استحقاقات جديدة على فلسطين المقاومة والشعب والقضية. فإذا كانت هزائم العرب السابقة قد هزت معنوياتنا وخفضت سقف طموحنا، فإن انتصار اليوم يرفع سقف طموحنا وتطلعاتنا ويفرض استحقاقات جديدة على المقاومة الفلسطينية والقادة.

فأنموذج حسن نصر الله القائد والسياسي وأنموذج الخطاب الثوري الواقعي وأداء المقاومة اللبنانية وطريقة إدارتها للمعركة، ثم صمود الشعب اللبناني ومواقفه أثناء وبعد الحرب، كل هذه النماذج تزيد العبء على فلسطين المقاومة والقيادة، لأن لبنان المقاومة والشعب رفع سقف الطموحات وسقف المواجهة والتحدي لإسرائيل.

من الآن فصاعدا، سوف نتطلع إلى الأنموذج اللبناني في إدارة المواجهة مع مراعاة الفوارق، ومن الآن فصاعدا سيكون حسن نصر الله نجم المرحلة، وسوف تخضع قيادات المقاومة لآلية المقارنة به -شاءت أم أبت-, وعليه فإن نصر الله أتعب من حوله من هذه القيادات، خاصة في فلسطين، لأنه رفع مستوى أنموذج القائد المقاوم.

المقاومة الفلسطينية بكل أطيافها، سوف تواجه انتقادات إذا لم تطور أداءها بشكل أفضل في المرحلة المقبلة، بعدما رفعت المقاومة اللبنانية سقف المواجهة والانتصار رغم الاختلاف الكبير بين قدرات وإمكانيات الطرفين.

لقد قدم حزب الله أنموذجا جديدا يرفع مستوى المسئولية لدى الفصائل الفلسطينية المقاومة، مفاده أن دور المقاومة لا ينتهي بانتهاء المعركة، بل يبدأ من جديد بالمساهمة في معركة الإعمار، وأن تضحيات السكان والأهالي الذين يدفعون ثمن الصمود من دمائهم وبيوتهم يجب أن يؤخذ في عين الاعتبار كي يتواصل صمودهم في معارك أخرى, وهو ما تضمنه الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله, فكان خطاب النصر المتضمن المسئولية العالية عن نتائج التضحيات والصمود, وكما قدم خطة التصدي والمواجهة قدم خطة الإعمار.

أما على الصعيد الشعبي، فكان الشعب اللبناني أيضا، سيما في الجنوب، لا يقل سقف صموده أثناء وبعد الحرب عن أداء المقاومة، خاصة استشعار حالة الحرب وعدم ظهوره في صورة الشعب المنهار جراء الخسائر المادية, وبالتالي لم يتباكوا ولم يهرولوا إلى التسول أو تحويل قضيتهم إلى قضية معونات ومساعدات، فعاشوا الحرب بكل استحقاقاتها بجدارة.

ورغم أن شعبنا الفلسطيني يمثل أنموذجا للصمود والعطاء بلا منازع، إلا أنه سوف يكون مطالبا أيضا أن يحافظ على خصوصيته، باعتباره صاحب قضية أكبر بكثير من محاولات تحويله إلى شعب متسول أو شعب يهتم بالمعونات أكثر من مصيره وما يحاك ضده.
في المقابل، خفضت الحرب السادسة من سقف عنجهية وهيبة الاحتلال وجيشه... وعليه سوف يحتاج لوقت طويل كي يرمم صورته التي أهينت في لبنان، وربما لن تتاح له الفرصة كاملة مرة ثانية في مارون الرأس أو عيتا الشعب, وبما أن صراعنا معه قائم، فعلى المقاومة الفلسطينية أن تكون على أهبة الاستعداد كي لا تمنح جيش الاحتلال فرصة ترميم دباباته المعطوبة وكرامته المهدورة في غزة أو رفح أو جنين ونابلس.

بقلم: وسام عفيفة

كلسينا
08-16-2006, 08:50 PM
الحمد لله أنني لم أشارك في هذا المقال حتى الآن ولم أضطلع عليه حتى لأن شهادتي بحزب الله مجروحة وتستفز الجميع ،
لا أدري لماذا ؟
بارك الله فيك أخي مقاوم على المداخلتين القيمتين . ولكن في المداخلة الثانية ورداً على الكاتب فإن وصول حماس إلى السلطة لهو دليل قطعي على أن الشعب الفلسطيني أختار المقاومة وحركتها الأساسية .
وإن تجربة حماس لا تقل عن تجربة حزب الله أهمية ولكن الفرق في الإمكانيات والموقع ، وسنراهم بإذن الله بأحلى ما نتمنى وقريباً بإذن الله .
أما بالنسبة للموضوع الأساس وهواجس الأخ بلال بالنسبة لما بعد الحرب والنصر . فالجواب كان اليوم على لسان السنيورة والحكومة مجتمعة .
ونستطيع منذ الساعة الإحتفال بالنصر والقضاء على الهواجس والفتنة معها .
لقد حقق حزب الله إنتصاره العسكري في الميدان والإجتماعي في تحمل مسؤلياته أمام المواطنين المتضررين وسياساً في وجه الفتنة الداخلية التي تسعى لها أمريكا منذ ما قبل الحرب .
وضرب بكل هذه الأنتصارات مشروعهم الموهوم الشرق الأوسط الحقير ( عفواً الكبير ) .

خالد بن الوليد
08-16-2006, 09:54 PM
السلام عليكم

يااخوان انا هنا لا اطلب من احد ان يكون متفقاً معي
فالاختلاف موجود ولا يمكن الغائه

ولكن اطالب بأن يحترموا مشاعرنا
الاخ كلسينا كنت اتمنى ان تضع رأيك دون ان تستخف بالمشاعر

تقول بارك الله بك ان تجربه حماس لا تقل اهميه عن تجربة حزب الله ؟؟؟
وانا هنا اتساؤل
هل انت تعني ماتقول ؟ ام انك تجاملهم ؟

يااخي الكريم هدانا الله واياكم
حماس حركه جهاديه تسعى لتحرير القدس وكامل تراب فلسطين من ايدي الصهاينه
اما حزب الله الذي يداعب مشاعر العرب الجهله بلباس ربطة عنق عليها علم فلسطين والذي يوهم
الجهله من المسلمين بأنه سيحرر المسجد الاقصى , وجوده كــ ( يد ايرانيه في المنطقه ) هو خدمه
للنظام المجوسي الايراني وتحركه الاداره الايرانيه كيفما شائت وفقا لمصالحها الشخصيه
فهي لا تريد الا مصلحتها فلا تهمها لا مصلحة فلسطين ولا مصلحة المسكين

ولا اعتقد بأنك سوف تقول ان ايران تسعى لخير المسلمين الموحدين
حزب الله لا يريد تحرير فلسطين
حماس تريد تحرير فلسطين

هل الان تشبه التجربتين على ان اهميتهما لا تقل واحده عن الاخرى مع فارق القوه بينهما ؟

ارجوك اخي الكريم مع فائق الاحترام والتقدير
قل ماتشاء من اراء ولكن احترم المشاعر



ارجو ان يتسع صدرك لهذا الكلام

والسلام عليكم

كلسينا
08-17-2006, 08:42 PM
أخي الكريم :
لا أظنك حريص على حماس ورجالها الذين نعتبرهم مثل حي ونواة للأمة الإسلامية الحقيقية ،
أما عن تشبيه التجربتين بين حزب الله وحماس فهذا ليس كلامي بل كلام المرحوم الشيخ أحمد ياسين والدكتور خالد مشعل ،
ولا تنسى أخي الكريم أن تراجع إن كنت لا تعرف أن الداعم الأول والأساسي لحركة حماس هي الثورة الإسلاميةالإيرانية
وحزب الله ، وهذا أيضاً ليس كلامي بل كلام مشعل وأسامة حمدان وقيادي في حركة الجهاد منذ فترة على شاشة الجزيرة ببرنامج خاص لم أعد أذكر أسمه (رحلة بندقية أو شيئ من هذا القبيل ، أعذرني لا أذكر ) . فلا داعي لنكون كمن يركب تضحيات الغير وإمتطاء تجاربهم من بعيد دون التعمق الحقيقي والإخلاص لها ولما يكون مناسب لها .
وأحترم رأيك إن كنت تختلف معي ويحق لك إبداء رأيك وواجب علي سماعه ومناقشته ضمن آداب الحوار .
ولاكن لا يحق لي ولا لك الإختلاف والإتفاق عن غيرنا . ألم ترى فرحة الفلسطينيين في إنتصار المقاومة في شوارع فلسطين أكثر من أي دولة عربية أخرى .
إنه إنتصار على قوة الغطرسة والهيمنة التي يركع لها العالم خوفاً الكبير قبل الصغير . إنتصار سطرته المقاومة بدم الشهداء وشاركها الشعب اللبناني عل إختلافه وخلافه بالصمود تحت قذائف الطيران وردم البيوت وتهديد آلة الرعب وأحتضان النازحين ومواجهة الأزمات والنقص بالمواد ،ومواجهة الفتنة الداخلية التي كانت أمل إسرائيل لكسب الحرب .
أنه إنتصار تاريخي للضعفاء والقليلي الحيلة والعدد والعدة والعتاد على أهداف رسمها الشيطان الأكبر بوش وحاول تنفيذها يده في الشرق إسرائيل وتحطمة القوتان على أعتاب وأقدام صمود هذا الشعب .
وسيتكررذلك إن شاء الله في فلسطين بمؤمنيها الذين صدقوا الله ما عاهدوا ومازالوا يتحملون ما لم يتحمله شعب على وجه الأرض ، ومازال واقف ولو بسكين .
أما عن المشروع الإيراني وأن الحزب يد إيرانية ، فبارك الله بتلك اليد التي قامة بما لم تقم به الأمة الإسلامية جمعاء منذ عام 1948 .
لغاية 1982 . في جنوب لبنان خاصتاً وفي العالم الإسلامي عامتاً .

خالد بن الوليد
08-17-2006, 09:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي الكريم :
بالنسبه لاتهامك لي بعدم الحرص على حماس ,, اقول لك شكرا
ولكن ؟؟
كيف عرفت بذلك ؟ من اين اتيت بهذه المعلومه ؟ لا لا تقل بأن العصفوره أخبرتك :)


اولا اخي العزيز :
لا شك بأن حزب الله مقاوم وهذا مسلم به , يحق لحزب الله الدفاع عن وطنه كما يحق لاي شخص
في هذه الدنيا كلها ان يقاوم مادامت ارضه محتله ...

نأتي لايران :
اشك بأن الثوره المجوسيه الايرانيه تدعم حماس او اي فصيل من فصائل المقاومه الاسلاميه في فلسطين
وان كان هناك دعم فالدعم يصل للسلطه ولكن لا اعتقد
فكيف تدعم الفلسطيين في ارضهم وتقتل الفلسطيين في العراق , العقل البشري لا يمكن ان يقبل هذا
الكلام ...


وبالنسبه لفرحة الفلسطينيين ,, نعم فرحوا واحتفلوا
كما فرحوا واحتفلوا بصدام عندما اطلق صواريخ على الكيان الصهيوني , وكانوا يحملون صوره ايضا
ما المشكله ؟
ولكن هل الاحتفال والفرحه تعني ان هذا الحزب او ذاك سيحرر فلسطين فعلا ؟

صدام كان يقول انه سيحرر فلسطين ,, هل كنت تصدق بأن صدام كان سيحررها فعلا ؟
وهو البعثي الذي يرفع شعارات كفريه ؟؟


قس هذا على حزب الله , نعم حزب الله مقاومون ولكن لن يحرروا فلسطين على هذه العقيده الكفريه


ومن ناحية الصمود ,, نحن تعلمنا منذ نعومة اظفارنا من صمود اهلنا في فلسطين ولازلنا ومن صمود
اهلنا السنه في بلاد الرافدين ...
فان كانوا اهل فلسطين محاصرين من قبل الصهاينه ,, فأهلنا السنه في العراق محاصرون من قبل
الامريكان والنظام المجوسي الايراني ,, فلا شك بأن صمودهم في العراق وفلسطين يعطي العالم اجمع
معنى كلمة الصمود الحقيقيه ,, فكانوا صامدين ولازالوا


وبالنسبه لحديثك عن قلة العدد والعده والعتاد ؟
ايضا هنا نستغرب :
اين ذهب الدعم اللوجستي المتكامل من قبل ايران وسوريا لحزب الله ؟
كيف يكونوا قليلوا الحيله حسب وصفك وهم تدعهم دولتان
الصواريخ التي اطلقتها حزب الله بهذا الكم الهائل والتي اثارت استغراب الكيان الصهيوني وامريكا
واوربا , تدل على ان هذا الحزب قويا ومسلحا بما فيه الكفايه بحيث انها تستطيع على الاقل ردع اسرائيل ,, حماس هي القليله بالعدد والعتاد وليس حزب الله


اخيرا :
اعلم اخي الكريم انني احترم رأيك حتى لو قلت بأن نصر الله هو صلاح الدين هذا العصر
والمناقشه على اساس الاحترام واحسان الظن بالاخر هي التي اطلبها

رغم انك لم تحسن الظن بي عندما اتهمتني بعدم الحرص على حماس
ولكن اتلمس لاخي سبعين عذرا

شكرا جزيلا

السلام عليكم

كلسينا
08-18-2006, 07:02 PM
أخي الكريم :
لقد أسأت أنت فهم ما كتبت أنا أو أنني أنا أسأت التعبير .ليس هنا الجوهر فأنا لم أتهمك بعدم الحرص ولكني شرحت لك بأنك لست أحرص مني عليهم وذكرت ما يمثلون بالنسبة لي .
أما بالنسبة لدعم إيران وحزب الله لهم فهو ليس كلامي وذكرت لك المصدر وناهيك عن ذلك فهو أمر معلن ويعرفه القاصي والداني .
أما بالنسبة لقلة العدد والعدة فما صححت به أنت هو الذي قصدته أنا وليس العكس .
أما بالنسبة لنصر الله هو صلاح الدين عصره . فلم يكن هذا مرادي فأنا ممن لا يقدسون الأشخاص ، ولكل منهم تجربته ويجب أن تدرس من ضمن ما يجب أن نقرأه . ونستفيد منه لمشروع مستقبل الأمة .
أما حفاظك على آداب الحوار فهو شيئ تشكر عليه وعلى حسن ظنك بأخيك وألتماس الأعذار له .