لـيـس هذا عيدي

الشاعر عبدالرحمن العشماوي

قابَلتني في فرحةٍ بالتحية **** ولها بسمة على الثغر حيه

خطوها راقص تقول سـروراَ **** هاهو العيد جئت أبغي الهديه

فتمطت في القلب آهة جرح **** وتساءلت والدموع سخيَّه

أي عيد رقصت شوقاً إليه ؟ **** أي عيد ذكرته يا أخيه ؟

أهو عيد للقدس عاد إلينا ؟ **** بعد أن دمَّرته أيد غبيَّه

عجبت أختي الصغيرة من حا **** لي وقالت في دهشة ورديَّه:

إنه عيدنا وعيد رفاقي **** عيد حلوى وذكريات غنيَّه

قم معي يا أخي نُؤرجح بعضاً **** في أراجيحنا ونلعب( فَيّه)

قلت يا أختُ (مرجحي ) وتغنَّي **** لم تزل نفسك الطهور نقيَّه

كنت طفلاَ يا أخت مثلك خِلواَ **** من همومي، وليس في القلب كيَّه

كم غدونا إلى البيوت صباحاَ **** يوم عيدي نحن الرفاق سويّه

وطلبنا من ربَّة البيت حلوى **** وسرقنا إذا استطعنا البقيَّه

كم هنئنا بمثل عيدك هذا **** فاصدحي بالرضى وعيشي هنيَّه

هو عيد الأطفال مثلك يا أختي **** وعيد الأبطال عيد البريَّه

ليس هذا عيدي ، فإن جراحي **** لم تزل يا حبيبة القلب حيَّه

ليس هذا عيدي ولكنَّ عيدي **** أن أرى أمتي تعود أبيَّه

بارك الله بك اخي مختلف وإن شاء الله يكون قريباً عيدنا

سبحان الله كلما قرأت للعشماوي احس بالرعشة :) التي تكلم عنها الأخ شليتي في موضوع آخر. صحيح إن للتفاعل مع الشعر احساساً عجيباً (كما يسميه الشيخ الدويش).

لقد ذكرتني هذه القصيدة بايام طفولتي في لبنان حيث كنت تحت حرب اخرى وكنا نرى الدمار كل يوم وتعودنا عليه ولكنا لم نرى الكثير من الإقتتال ولله الحمد. تذكرت اطفال فلسطين الذين يتعلمون تحت الدمار واطفال العراق واطفال لبنان هذه الأيام وغيرهم في بلاد المسلمين وتذكرت ارجوحة رأيتهم اليوم في منتزه في مونتريال.

سبحان الله، تذكرتهم مباشرة لما قرأت قصيدتك تتحدث عن الأرجوحة. اليوم كان هناك اطفال افارقة (فقراء بالنسبة لهذا البلد) يلعبون في ارجوحة صنعوها من حبل وشرشف لأن اهلهم لا يملكون مالاً كافياً لأخذهم إلى مدينة الملاهي الشهيرة جداً في مونتريال ورأيتهم يفرحون فرحاً كبيراً بهذه الأرجوحة وتألمت لأن البنات في بلادي والصبيان لا يملكون حتى هذه الفرحة البسيطة.

صحيح ان طفولتنا لم تكن بذات بهجة كبرى ولكنها كانت افضل بكثير مما يعيشه ابناء فلسطين وبنات العراق هذه الأيام. الحل ليس بالبكاء عليهم ولكن بالاعداد كي لا يكون هناك اطفال آخرون في بلاد اخرى بمثل هذا الوضع بعد عقدين مع جورج بوش الحفيد وبلير الإبن وعبد الله الخامس ومبارك الرابع وآل ثالث و و و و و

ربّما لم أعاني من وحشيّة الحروب مطلقاً في حياتي .. إلا عن بعد إبان حرب الخليج أثناء خدمة والدي في درع الجزيرة ..
لكن صدقاً فقد العيد -بالنّسبة لي على الأقل- طعمه الممزوج بنكهة الفرح والبهجة ..

أحياناً أتمنّى أن أعود طفلاً .. لأعيش كما هذه الطّفلة البريئة .. تفرح وتلهو في يوم عيدها .. وأقرانها تدفن أفراحهم في مقابر جماعيّة في فلسطين .. تلهو بفستانها الجديد .. وفتيات العراق لا يجدن ما يستر أجسادهنّ ويقيهنّ برد العراء وحرّه ..

فعلاً لا أبلغ من قول المتنبّي .. عيدُ .. بأيّ حالٍ عدت يا عيد .. بما مضى .. أم لأمرٍ فيه تجديد ..
ولا تنسى التّصويت لو سمحت .. :)

السلام عليكم

قصيدته غب يا هلال اروع من هذه وهي ضمن نفس المعنى...انا اصوت ب "مقبولة"

أما أنا فمتعصب للعشماوي ولا تخل قصيدة من بيت يصيبني بالرعشة

ممتازة

السلام عليكم

جمـــيل .. قصائد عبد الرحمن العشماوي .. لا تمل .. !!
جــزاك الرحمن خيـراً اخي مختلف ..

اخي مقــاوم .. للصورة المؤلمه التي .. تتصدر توقيعك ..
ما يتبــعهــا .. أرأيتــها .. !؟

نعم رأيتها يا أختي ووددت إجمالها كلها في التوقيع لكن ذلك غير ممكن

ووددت إجمالها كلها في التوقيع لكن ذلك غير ممكن

لربــما كان من الممكن تصغيرها .. و وضعها .. على جنب ..
الى الجانب .. في الفراغ الابيــض .. !

لا بارك الله بـهم .. !
كم سيتحمل الاطفـال من الالام .. فقد امٍ ام اب .. ام طفولة مشـرده ..
تكــاد تفــقد .. البريـق الذي تتصف به .. !!