تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأدارة الأمريكية خسرت حربها فى العراق "مقالة جامعة مهمة"



محمد البغدادى
08-12-2006, 01:34 PM
الإدارة الأمريكية خسرت حربها في العراق

شبكة البصرة
الصارم العراقي

هدفان امريكييان لحربها ضد العراق الأول معلن يتلخص بالقضاء على (النظام الديكتاتوري في العراق) وخلق نظام ديمقراطي فيدرالي لإضفاء الشرعية على الغزو والاحتلال,والثاني غير معلن يتلخص بالسيطرة على نفط العراق واعتباره خطوة أولى للقفز نحو بناء شرق أوسط جديد برؤيا أمريكية.
حسب التقارير المقدمة إلى الكونكرس الأمريكي حول النجاحات المتحققة من غزو واحتلال العراق فإنها لا تبدو كثيرة إن كانت موجودة أصلا؟ بالقياس إلى خسارة أكثر من نصف تريليون دولار بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على احتلال العراق و 450 مليون دولار أخرى في السنوات المقبلة (بعض المحللين الاقتصاديين يعتقد بأنها قد تتجاوز 2 تريليون دولار) ,والسرعة بانهيار الثقة عالميا بقيادتها الأخلاقية(35% فقط يثقون بقدرة رئيسهم) والكراهية بسبب سياساتها المتعجرفة وبحربها الفاشلة ضد الإرهاب,وتساقط ادعاءاتها التي على أساسها استندت بشن حربها العدوانية واحدة بعد أخرى وتنامي الضغط الشعبي وانحسار الدعم العالمي والمحلي لحربها ضد العراق وخسائرها البشرية المتنامية والكبيرة أصبح المعلن منها كجبل الجليد لا ترى إلا الجزء اليسير منه.
النجاحات التي تحققت في العراق برأي الحكومة الأمريكية التي تعلنها دائما على الرأي العام وعلى الكونكرس, هو نجاح الانتخابات وتشكيل حكومة ديمقراطية , ,ونجاحات اقتصادية بتحويل الاقتصاد العراقي إلى اقتصاد السوق وما سيحمله من تطور اقتصادي كبير بعد الانفتاح عن الاقتصاد المركزي الموجه ,والتطور الحاصل ببناء الجيش العراقي الجديد وقوات أمنية تستطيع محاربة الإرهاب وحماية امن العراق, والتقليل من شان التمرد في العراق الذي في طريقه إلى الزوال .
الأحداث في العراق الآن تتحرك بسرعة, صراعا بين الجهود لبناء (حكومة توافق) تدعمها الإدارة الأمريكية باعتبارها انجازا وترجمة ديمقراطية للانتخابات وبين الأحداث المتسارعة بزيادة العنف والاضطراب الطائفي والأثني.وتحرك حكومي واسع بضغط أمريكي نحو خصخصة الإنتاج النفطي بما يسمى (عقود شراكة الإنتاج) مع الشركات النفطية العملاقة الأمريكية والبريطانية وتوفير حماية لهذه الانجازات ببناء قوة أمنية وعسكرية بإشراف أمريكي .
إن مقاييس النجاح لغزو واحتلال العراق التي تعلنها وتفتخر بها الإدارة الأمريكية وتطبل لها حكومة الدمى العراقية, لا يمكن إن تسمى نجاحا بأي صورة؟ :
الخسائر اليومية بالقتل الوحشي بين المدنيين تتصاعد, سواء تلك التي نفذت خلال الغزو أو تلك التي تنفذ خلال استباحة المدن من القوات الأمريكية وقوات الأمن المختلفة, ولا يمكن معرفة أرقامها الحقيقية الكلية,.التقديرات متباينة, وتشير إلى تعمد الجهات الرسمية العراقية والأمريكية بإغفالها.
الأرقام المتفائلة تشير إلى سقوط 44000 مدني عراقي ودراسات أخرى تشير إلى سقوط 700000 مدني ضحية لهذه الحرب, استنادا على احصائات وزارة الصحة والأعلام والطب العدلي العراقي. هذه الأرقام لا تغطي المناطق التي لا يصل إليها الأعلام والإحصاء الطبي أو تلك التي تختفي وتدفن في مناطق مجهولة أو تلك التي لا يتم الأخبار عنها.
البيانات الحديثة تعطي تقديرات مريعة لعدد القتلى التي تجاوزت 3000 مواطن شهريا قتل بوحشية متناهية وبطرق تعذيب لا مثيل لها ,بحدود 15000 ضحية تم إحصاءها خلال الست أشهر الأولى من العام 2006 في بغداد المركز والذي يشمل على ما تم إحصائه رسميا فقط. وهي لا تغطي المناطق المحيطة ببغداد والمناطق الأخرى التي تسمى إعلاميا بالمناطق الآمنة, الإدارة الأمريكية تفترض إن الأرقام الكبيرة التي يتم إدراجها عن عدد القتلى من المدنيين العراقيين يراد منها الإشارة إلى درجة العنف الطائفي والى الفشل في تحقيق مجتمع امن بفضل الاحتلال والحكومات التي نصبها الاحتلال.
إحصاء القتلى ليس هو المقياس الوحيد على الفشل الأمني والسياسي وتحقيق مجتمع ديمقراطي أو على الاضطراب الطائفي أو للدلالة على تصاعد العنف ونشاط المسلحين المناهضين للاحتلال ومشاريعه في العراق.
إعادة تشكيل المناطق طائفيا وتنظيفها من الطوائف المقابلة, ليس في بغداد وحدها وإنما يشمل على مناطق أخرى من العراق, تصفية الأخصائيين والجامعيين والأساتذة والمعلمين والأطباء (المئات منهم) وهجرتهم أو تهجيرهم وهجرة مئات العوائل إلى خارج العراق هربا من العنف وتردي الوضع العام يمكن أن تكون مقياسا أخر لتردي الوضع الأمني وانهيار لسلطة لا وجود لها خارج المنطقة الخضراء وتبخر أحلام الإدارة الأمريكية ببناء صورة لامعة عن بناء دولة جديدة في العراق كمثال لدول أخرى يحتذى به.
البطالة تزداد والتضخم يرتفع والمستوى المعيشي للفرد العراقي يتدنى تتزايد معه أرقام العراقيين الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر إلى (3 مليون شخص),لا احد يستطيع أن يعرف عدد الموظفين العاملين ولا العاطلين والتخمينات تقدر البطالة في بغداد 50% وفي المناطق المتوترة أكثر من 70% وهذه تقديرات لا يمكن الأخذ بها لانعدام جهاز مركزي يمكن أن يحصيها, ولا يمكن معرفة العدد الحقيقي لقوات الأمن التي تستحق الرواتب,فكشوف الرواتب وهمية ولا يمكن الاستدلال منها على العدد الحقيقي.
المساعدات ,والأموال الحكومية ,وواردات النفط يتم اختلاسها وسرقتها بكميات كبيرة,النفط الخام يهرب من منافذ متعددة تتعدى الخسائر منه المليار دولار شهريا,والميليشيات تسيطر على منافذ التهريب ,ومعظم الأموال يهرب إلى الخارج. التخطيط الاقتصادي لا معنى له,البلد ينهار اقتصاديا والفساد المالي والإداري والأخلاقي وصل إلى الذروة وبات العراق واحدة من الدول المتقدمة فيها,رؤوس الأموال تتسرب إلى الخارج هربا من العصابات المنظمة التي تخصصت باختطاف وقتل وسرقة الشركات العاملة والتجار .
بانهيار العاصمة حيث لا سلطة مركزية تحكمها بانتشار الميليشيات وتحكمها بكل مفاصل الدولة ,الوزارات موزعة على أساس التوافق الطائفي والحزبي وتحكم الميليشيات, ونتائج الانتخابات أصبحت ضحكا على ذقون المواطنين ويتم التجاهل تماما بان هذه الانتخابات قد أنجزت على أسس عرقية وطائفية وكامتداد لمجلس الحكم الانتقالي ذو التركيبة الطائفية والأثنية , وإنها عمقت وجذرت الانقسام العرقي والطائفي إلى حد التناحر والاقتتال ,الوضع الخدمي في بغداد و المدن الأخرى على أسوأ ما يكون , تلال من النفايات في الأماكن العامة وطفح المجاري التي أصبحت نهرا ثالثا والوضع الصحي يمثل واقعا مأساويا يعكس صورة سوداوية مخيفة بافتقار المستشفيات إلى ابسط قدر من التجهيزات اللازمة لإدامة وإنقاذ الحياة إلى فقدان ابسط أنواع الأدوية وغلائها الفاحش في السوق التجارية بما لم يسبق له مثيل حتى بأيام الحصار الظالم والجائر,والعقاب الجماعي والأهانات التي تلحق بالكادر الطبي جعلت الكثير من المستشفيات تفقد كوادرها ,والبنايات المحترقة والمدمرة لا تزال شاخصة مؤشرا على إن إعادة الأعمار لا يبدو بان له أثرا ما في بغداد والمحافظات الأخرى,الوصف الدقيق المفضل لإعادة أعمار العراق كان يجب أن يكون (إعادة نهب العراق) بعد أن تحقق(إعادة تدمير العراق) .الوضع المتوتر في بغداد وسيطرة المسلحين ,سواء تلك الجماعات المناهضة للحكومة والاحتلال أو الميليشيات تشير إلى انحدار سريع نحو الحرب الأهلية.
حكومة المالكي لحد الآن(مثل سابقاتها) لا تملك سلطة القرار ولا القدرة على تنفيذه فشلت في اضهار مدى قدرتها وعزمها على إدارة البلد عدا نجاحها ألأعلامي المدعوم بالأعلام الأمريكي في اضهار صورة مغايرة للواقع تماما, وسائل الأعلام مهما كان مسيطرا عليها لن تستطيع أن تخفي وحشية الحرب دائما ولا ما قد تم إخفائه من خسائر وما تم توظيفه من وسائل إعلامية لتلفيق الأكاذيب لن يكون متوفرا أمام جبال من الحقائق على الأرض تتكدس يوميا,حكومة ليس باستطاعتها إنقاذ العراق من الوضع المزري والخطر الذي يمر به,ولم تستطع أن تقلل ولو جزئيا من الاحتقان الطائفي بل وقد ساهمت بتعميقه من خلال ممارساتها القمعية والإعلامية المغرقة بالتوجهات اللاوطنية, قمقم الفوضى والعنف الطائفي قد افلت ولا سبيل إلى إدخاله عبر عنق الزجاجة مرة أخرى ,وما فعلته الحكومة لحد الآن لا يتعدى بعض التوافقات الهشة غير المستندة على أسس سليمة وقوية.
الولايات المتحدة يبدو إنها فقدت السيطرة تماما على بغداد وفي بعض المحافظات الأخرى(أكثر من 50% من العراق تحت سيطرة الحرس الجمهوري حسبما تؤكد بعض التقارير), ولا تريد أن تعترف بواقع على حافة الانفجار, وليس باستطاعتها التحكم بالأعمال القتالية ولا يمكنها استخدام القوة المفرطة في مواجهة المسلحين أو الميليشيات دائما إلا ببعض المناورات المحدودة لإثبات إنها موجودة على الأرض.لا يمكنها السيطرة إلا بقتل أعداد كبيرة من العراقيين.ليس في بغداد وحدها وإنما في مدن رئيسية أخرى,جيش الولايات المتحدة,جيش ينهار ,متعب من حرب لا تبدو في الأفق نهاية لها ,ونسبة الهروب منه تتصاعد(9000 جندي هارب من الخدمة)و(40%) مقدار العجز بتعويض المتطوعين الجدد ,تزداد معه عدد الكنائس والمواقع التي تؤمن ملاجئ آمنة لمن يهرب منه خوفا أو إحساسا بعار حرب وحشية.والإدارة الأمريكية وتابعتها بريطانيا تكافحان ليس من اجل النصر الذي بات مستحيلا بل لأجل أن لا يريا مشهدا كمشهد الفرار المخزي من فيتنام.
الجيش العراقي الجديد يحاول التصدي دون جدوى لما يسمى بالمتمردين, لكنه لا يزال بعد ثلاث سنوات ليس
بقدرته التحرك دون دعم من الوحدات الأمريكية الفعالة وما يستطيع أن يفعله هو نقاط تفتيش غير فعالة في اغلب الأحيان تتعرض للإبادة ,القوات الأمريكية نفسها تقف عاجزة بعض الأحيان في بسط سيطرتها على بعض المناطق,التي تسيطر عليها جزئيا ويعاد السيطرة عليها من قبل المقاومة التي ببساطة تظهر و تضرب مواقع أو نقاط تفتيش أو سيطرات أو تزرع عبوات ناسفة وتختفي دون اثر.
قوات الأمن ببساطة شديدة ليست مؤهلة لبسط الأمن في المدن والشوارع العراقية , اغلبها نشأ من لصوص وقطاع طرق وسجناء سابقين ومنحلين ,وهي متهمة بإدارة سجون ومعتقلات وحشية ,واثبت أن لها ضلعا في زيادة وممارسة التوترات الطائفية والعنف الناتج عنها ,وتشترك مع الميليشيات ليس بإشاعة الرعب والعنف والقتل وإنما حتى الاختطاف وسرقة البنوك والشركات.قوات الأمن ليس مسيطرا عليها من قبل الحكومة ,وهي تابعة إلى أحزاب كبرى تسيطر على بعض المفاصل في الدولة وولائها إما طائفيا أو حزبيا أو قوميا وبعيد جدا أن يكون ولائها وطنيا ,ظهورها في الشارع أشبه بالعصابات المتنقلة يثير الرعب في نفوس المواطنين,لقد أصبح المواطن العراقي لا يأمن على نفسه وعلى عائلته ليس فقط من العصابات والميليشيات وإنما من تنظيمات الشرطة والمغاوير التي تعددت أسماءها وأزياءها وتفننها بعمليات القتل الجماعي وطرق التعذيب والتشهير واقتحام وتشريد العوائل العراقية .
خطوات انفصالية تتخذ ,في جنوب العراق وشماله , ودوامة من الفوضى تشترك به دولا مجاورة ,الوضع الأمني المزري في بغداد و البصرة وفي ديالى وكركوك وفي مناطق أخرى متعددة حيث تجري عمليات تطهير عرقية واثنيه ,والصراع الداخلي المتنامي في داخل الأحزاب الشيعية بين أتباع الصدر وإتباع الحكيم وأحزاب وتنظيمات أخرى على مصادر الثروة والنفوذ شكل مصدرا أخر للتوتر والفوضى العارمة بتضارب المصالح السياسية والدينية والاقتصادية لهذه الأحزاب فنقلت تناقضاتها إلى داخل طائفتها التي تبدو في الظاهر إنها موحدة ومتماسكة تحت مرجعية واحدة إلا إن واقعها يشيرالى عكس ذلك,
هذه المؤشرات تدل على إن الحكومة العراقية والولايات المتحدة الأمريكية قد خسرتا حربهما بأهدافها المعلنة في العراق فلا يبدو إن هناك دولة ديمقراطية تشكلت بعد احتلال العراق ولا يبدو أن هناك دولة قد نشأت كمثال يحتذى به من شعوب المنطقة ولا يبدو أن الشعب العراقي قد بدأ يتنفس هواء حرية مزعومة كانت محجوبة عنه أو يتنعم باقتصاد فذ أوعدوا به وما تحقق هو أنقاض بقايا دولة مركزية يحاول أن يحكمها أشباه رجال ليس بقدرتهم تخطي أمتارا دون حماية الجيش الأمريكي, لم ولن يستطيعوا أن ينفذوا جزءا من شعارات خدعوا بها فئات عديدة من الشعب العراقي. ويبدو إن الإدارة الأمريكية ليست معنية بخسارة هذه الحرب بأهدافها المعلنة مقابل إن تربح حربها الحقيقة بحلم السيطرة على ثروة العراق النفطية عبر تكبيل ما يسمى (الحكومة المنتخبة ديمقراطيا والمشكلة توافقيا) بعقود شراكة الإنتاج.فهل يمكن أن تنجح بذلك ؟
تصريحات مستمرة للمسئولين الأمريكيين (لن نخسر حربنا ضد الإرهاب) و(لن ننسحب ما لم تتحقق أهدافنا)(لن نهرب من ارض المعركة )(لن نتخلى عن أصدقائنا)(لن نحزم أمتعتنا ونرجع إلى بيوتنا)أصبحت غطاءا لفشل ذريع لا يتجاسر احد على البوح به .
لا يوجد ما يوحي بالأفق إن المقاومة الوطنية في العراق تخسر معاركها, وإنها مستمرة بصراعها على عدة جبهات أحداها حرمان الإدارة الأمريكية من تحقيق مشروعها بسرقة نفط العراق حتى وان نجحت في السرقة إلى حين....

كلمه الحق
08-12-2006, 01:46 PM
بارك الله فيك اخ محمد على هذا المقال كل فى المقال هو صحيح ويوجد اكثر من هذا اخي العزيز

ولكن ما بايدينا غير الدعاء الى الله سبحانه وتعالى ان يزيل هذه الغمه عن العراق واهل العراق

من هناك
08-12-2006, 02:20 PM
نسأل الله ان يفرج عن اهل العراق وان يريحهم من هذا الكابوس في اقرب وقت ممكن