الشمردل
08-11-2006, 05:46 PM
الخط البياني
من الأقوال السليمة ، أنه كما يكون الناس يؤمر عليهم ، وهي مقولة يرددها الناس كثيرا هذه الأيام ، وذلك حين يصدمون بخيانات الحكام ، وضياع الشعوب .
ولكن هذه الحالة ليست شيئا سكونيا ،إنما هي حالة اجتماعية متغيرة ، وطرفاها من البشر الذين يتأثرون بالعوامل المحيطة بهم أو الواقعة عليهم ، غير أن التغيير يحتاج إلى إرادة وقدرة ، فهل طرفا المعادلة يملكان الإرادة والقدرة ؟ الظاهر أن الحكام لا يملكون الإرادة ، وهذا كاف لشل القدرات التي تخضع لهم .
أما الشعوب فلها شأن آخر ؛ ذلك أن إرادتها لم ترتهن ، وإن لم تكن حريتها مطلقة ، فقد سرى سرطان الحكام في قطاعات منها ، وذلك بتدبير واع وعمل ممنهج ، فقد سعت الحكومات العربية بجد ونجاح إلى توطين كثير من البدو ، وذلك لتفقدهم سلطانهم الذاتي وتدجنهم . كما نجحت في حشد جيوش من الموظفين الذين ارتبطوا بالدولة بل اندمجوا في مؤسساتها ، وجرت عليهم قوانينها ، بل صاروا منفذين لها مطبوعين بها ، ينتظر كل منهم راتبه على حر الجمر .
ولم تنس الحكومات من تبقوا فألقمت قسما من العلماء وظائف كبيرة ومناصب رفيعة، وتحولت إلى بقية الشعب وهم المزارعون والعمال والصناع فأرهقتهم وأفقرتهم ، ووضعت في طريقهم العراقيل ، واشترطت عليهم الاشتراطات الكثيرة من ضرائب وتراخيص ، أو لم توفر لهم ما يلزمهم كالمزارعين الذين لم يجدوا مشاريع ري ، أو طرقا أو تسويقا ، بل وجدوا ضرائب باهظة .
أما الطلاب ، وهم القطاع المتحرر من قيود الوظيفة وعبء المسؤوليات ،فقد سلطت عليهم سيلا من المفسدات والمغريات ، وخلطتهم ذكورا وإناثا ، وجلهم لا يستطيع الزواج ... أما الشباب الثوريون والمتطلعون إلى التغيير ، فقد صنعت لهم أحزابا مضللة أو مشتتة كما تفعل العدسة المقعرة ...
المشكلة أن للحكام والأفراد مصالح ، جبلوا عليها " وأحضرت الأنفس الشح " ( النساء : 128) وهنا موطن المجاهدة .
ومهما يكن من أمر فإن الشعوب أحسن حالا من الحكام ، وذلك للأسباب الموضوعية المتمثلة في مساحة الإرادة والقدرة التي تكمن فيهم ، وإننا نرى متهللين ونسمع رجالا في الأمة ، كنا نظنهم أقرب إلى الحكام منهم إلى الشعوب ، ينحازون إلى الأمة ويتجرؤون على ما لا يرضي الحكام ، وهم في الأوساط السياسية والثقافية والعلمية ، ومن يتابع ير ذلك بوضوح .
والحاصل أن الحكام يغورون إلى أعماق الخيانة والقطيعة عن الأمة ، والأمة بدأت تتحرك وتلتمس النهوض والتحرر ، فالخط البياني للأمة في تصاعد وللحكام في هبوط.
من الأقوال السليمة ، أنه كما يكون الناس يؤمر عليهم ، وهي مقولة يرددها الناس كثيرا هذه الأيام ، وذلك حين يصدمون بخيانات الحكام ، وضياع الشعوب .
ولكن هذه الحالة ليست شيئا سكونيا ،إنما هي حالة اجتماعية متغيرة ، وطرفاها من البشر الذين يتأثرون بالعوامل المحيطة بهم أو الواقعة عليهم ، غير أن التغيير يحتاج إلى إرادة وقدرة ، فهل طرفا المعادلة يملكان الإرادة والقدرة ؟ الظاهر أن الحكام لا يملكون الإرادة ، وهذا كاف لشل القدرات التي تخضع لهم .
أما الشعوب فلها شأن آخر ؛ ذلك أن إرادتها لم ترتهن ، وإن لم تكن حريتها مطلقة ، فقد سرى سرطان الحكام في قطاعات منها ، وذلك بتدبير واع وعمل ممنهج ، فقد سعت الحكومات العربية بجد ونجاح إلى توطين كثير من البدو ، وذلك لتفقدهم سلطانهم الذاتي وتدجنهم . كما نجحت في حشد جيوش من الموظفين الذين ارتبطوا بالدولة بل اندمجوا في مؤسساتها ، وجرت عليهم قوانينها ، بل صاروا منفذين لها مطبوعين بها ، ينتظر كل منهم راتبه على حر الجمر .
ولم تنس الحكومات من تبقوا فألقمت قسما من العلماء وظائف كبيرة ومناصب رفيعة، وتحولت إلى بقية الشعب وهم المزارعون والعمال والصناع فأرهقتهم وأفقرتهم ، ووضعت في طريقهم العراقيل ، واشترطت عليهم الاشتراطات الكثيرة من ضرائب وتراخيص ، أو لم توفر لهم ما يلزمهم كالمزارعين الذين لم يجدوا مشاريع ري ، أو طرقا أو تسويقا ، بل وجدوا ضرائب باهظة .
أما الطلاب ، وهم القطاع المتحرر من قيود الوظيفة وعبء المسؤوليات ،فقد سلطت عليهم سيلا من المفسدات والمغريات ، وخلطتهم ذكورا وإناثا ، وجلهم لا يستطيع الزواج ... أما الشباب الثوريون والمتطلعون إلى التغيير ، فقد صنعت لهم أحزابا مضللة أو مشتتة كما تفعل العدسة المقعرة ...
المشكلة أن للحكام والأفراد مصالح ، جبلوا عليها " وأحضرت الأنفس الشح " ( النساء : 128) وهنا موطن المجاهدة .
ومهما يكن من أمر فإن الشعوب أحسن حالا من الحكام ، وذلك للأسباب الموضوعية المتمثلة في مساحة الإرادة والقدرة التي تكمن فيهم ، وإننا نرى متهللين ونسمع رجالا في الأمة ، كنا نظنهم أقرب إلى الحكام منهم إلى الشعوب ، ينحازون إلى الأمة ويتجرؤون على ما لا يرضي الحكام ، وهم في الأوساط السياسية والثقافية والعلمية ، ومن يتابع ير ذلك بوضوح .
والحاصل أن الحكام يغورون إلى أعماق الخيانة والقطيعة عن الأمة ، والأمة بدأت تتحرك وتلتمس النهوض والتحرر ، فالخط البياني للأمة في تصاعد وللحكام في هبوط.