تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اشتدي أزمة تنفرجي ... قد آذن ليلك بالبَلجِ



رائد
08-07-2006, 10:48 AM
سياسة الأنظمة العربية الحاكمة قادت شعوب المسلمين إلى زنازين مظلمة يكاد المأسور فيها لا يرى بصيص أمل للخروج منها . والمؤسف في الأمر بروز شخصيات "دينية" و"دعوية" قدمت نفسها كمحامي للدفاع عن حقوق الشعوب ، وهي في حقيقتها مجموعة من العملاء المأجورين الذين ينعمون برغد العيش ويعملون في فروع تابعة لمؤسسات الطاغوت العالمية؛ فإذا تحدثوا بالدين كان محور حديثهم عن محاذير تكفير المشركين والمرتدين ممن انحرفت عقيدتهم عن دين الله . وإذا تحدثوا بـ"الدعوة" يعتلون المنابر ليخطبوا بالناس عن أهمية طاعة ولي الأمر والترويج لبدعة "الديمقراطية" وتسويقها على أنها المخرَج الوحيد من كل مشاكل الحياة . وإذا تحدثوا بـ"السياسة" كان أغلب كلامهم عن خطر المجاهدين ووصفهم بالإرهاب والغلو والتطرف وأن من يفكر بحمل سلاحه ليقاتل في سبيل الله دفاعاً عن دينه وأمّته وسعياً لإقامة دولة الخلافة فهو عدو الإنسانية ولا يفهم الإسلام وينبغي أسره ورجمه حتى الموت لأنه خرج عن حدود الشرعية الدولية وتمرَد على قوانين الأمم المتحدة . فالقتال وحمل السلاح – بنظرهم - هو حكر فقط على الجيش الأمريكي والإسرائيلي والشيعة الروافض وجنود حكام العرب المتصهينين .

إذا كنا حقاً نعترف بأنها حرب لا ترحم ؛ حرب تستهدف تدمير كياننا وتحطيم كرامتنا وتهشيم كبريائنا وتشويه معالم هويّتنا الإسلامية ، فعلينا مواجهة أعدائنا وفق هذا المعتقد ، لا أن نعاملهم بالسياسة السلمية في الوقت الذي يشهرون فيه سكاكينهم في وجوهنا . فليس من حق أحد أن ينصحنا – عن طيب قلب وحسن نيّة - بتخفيف لهجتنا في وجه أعدائنا أو كبت مشاعر الكره والبغض التي في قلوبنا تجاه من يحارب ديننا وأمتنا بالمال والسلاح والإعلام . إننا كمسلمين نعيش في مرحلة تقرير المصير في هذا الواقع المرير ، إما أن نجاهد ونقاتل ونكافح ونظل نحارب الشر ما استطعنا لذلك سبيلا لنعيش أعزاء كرماء تحت ظل دولة الخلافة الإسلامية ، وإما أن تبقى أمتنا مسحوقة مهانة تحت سياط حكامها الطواغيت ومشايخهم وحلفاؤهم من الجماعات البرلمانية التي تستمر في خداعها ووعودها الكاذبة التي لم يتحقق شيء منها .

عدونا اليوم ليس كعدونا بالأمس ، عدونا اليوم هو مجموعة من الأعداء التي اتفقت على إبادة المسلمين واستعمار بلادهم وإبقائهم مستعبدين أذلاء ، ولكل من هؤلاء الأعداء أطماع ومصالح ومشاريع خاصة بأجندتهم وأيديولوجيتهم . ويحدث في بعض الأحيان أن تتصادم رؤى هؤلاء الأعداء فيما بينهم فيحدث بينهم خلاف أو مواجهة محدودة ، ونحن ( أهل التوحيد ) لسنا معنيين بمناصرة هذا الطاغوت على ذاك في حالة حدوث مواجهة فيما بينهما، فكلهم طواغيت مجرمون في نظرنا ، وكما تآمر علينا هؤلاء الأعداء مجتمعين فالمطلوب منا أن نصد اعتداءاتهم ونأخذ القصاص منهم دون رأفة أو صفح ، وكل خيارات المواجهة متاحة أمامنا ، إما أن نستهدفهم مرة واحدة في وقت واحد ، أو أن نستهدفهم من أكبر طاغوت إلى أصغر طاغوت أو بالعكس ، فالمطلوب هو تأجيج الصراع وإشعال فتيل المواجهة في كل أقطار المسلمين بعد إعداد العدة والعتاد المناسبَين لدى الجماعة المجاهدة . يجب أن نضع الأمة في واقع يكون القتال فيه مفروضاً عليها لا قيمة فيه لبرلمان أو صندوق اقتراع، ولا أهمية فيه لعلماء السلاطين ومشايخ الفضائيات وقراء الفناجين أمثال ضياء رشوان وعبد الباري عطوان ، وإلا ستبقى أمتنا على وضعها الراهن الذي لا يطيقه أي حر كريم .

نذكّر المسلمين بأن الولايات المتحدة وقعت في الفخ الذي نصبه لها تنظيم القاعدة ، وسياستها في منطقة ما يسمى بـ "الشرق الأوسط" سوف تودي بحتفها في نهاية الأمر على غفلة منها ويصبح باقي أعداء الإسلام فريسة سهلة ومسألة هزيمتهم هي مسألة وقت فقط لأنهم سيفتقدون للراعي الأساسي الذي كان يحمي ظهورهم ويساندهم ويدعم طغيانهم في الحرب علينا طيلة قرن ونيّف من الزمن . وما إعلان قائد الجهاد الشيخ أيمن الظواهري عن انضمام الجماعة الإسلامية المصرية لتنظيم القاعدة إلا بشرى خير ونذير نصر قريب بإذن الله .

المارد الإسلامي ينمو بسرعة مذهلة ويشتد عوده شيئاً فشيئاً بفضل الله ، بعد أن تغذى على أدبيات تنظيم "القاعدة" الذي نهل من معين الأنبياء والرسل والسلف الصالح، وسيقوم المسلمون الذين انخدعوا بأدبيات جماعات الديمقراطية المتمسلمة بإسقاط قيادات هذه الجماعات وتفكيك منظماتهم -من الداخل- التي كانت طيلة عقود من الزمن تسقي تلاميذها شراب اليأس والانهزامية ، الأمر الذي انتبه له بعض منهم وسينتبه له بعضهم الآخر متأخرين عندما تفرض المعركة الحاسمة الفاصلة التي ستثبت لكل مسلم صحة وصِدق منهج تنظيم القاعدة وإخوانه من تنظيمات التوحيد والجهاد السلفية .