تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقاومة في لبنان، إرهاب في العراق ؟!



شيركوه
08-03-2006, 10:57 PM
كتابات - مروان الجبوري



ما إن بدأ العدوان الصهيوني على لبنان , حتى سارع الطائفيون إلى رفع عقيرتهم بالصياح و الشكوى من الإعلام "القومجي" و "الناصبي" و "التكفيري" , وتجاهله لقضايا "أتباع أهل البيت" , وما بين الأقواس أصبحت اليوم مصطلحات يتداولها السياسيون كما يتداولون مصطلحات الديمقراطية و التعددية وغيرها , والفضل في ذلك يعود ل"التحرير" و "الديمقراطية" التي جلها شذاذ الآفاق من وراء البحار.

ترى ما هي المعادلة العجيبة التي تجعل المقاومة في لبنان مقاومة و تصمها في العراق بالإرهاب ؟ لا يكفي هنا أن نتحدث عن ذاكرة طائفية شوهاء أو قل عوراء , تتجاهل التعاطف العربي الإسلامي الذي ما انقطع يوماً مع المقاومة اللبنانية , وفتاوى علماء أهل السنة التي ما فرقت يوماً بين مقاومة سنية أو شيعية , وأسهم حزب حزب الله التي مازالت مرتفعة في الشارع العربي رغم تبعيته لإيران وعائديته ل"الولي الفقيه " ..

هذه الذاكرة العوراء التي تتناسى مواقف المرجعية الشيعية المتواطئة مع الإحتلال الأمريكي والتي لم تنبس ببنت شفة حين هدمت مدن كاملة على رؤوس أهلها في العراق على يد قوات الإحتلال وعبيدهم من "جنود المرجعية " , وتغض الطرف عن جرائم ميليشيات "بدر" و"المهدي" الإرهابية والتي تحظى بتأييد المرجعية الشيعية , تتناسى كل هذا لتتباكى على فتوى عالم سعودي غير معروف حذر الناس من تأييد حزب الله ..

أليس من العار أن نتناسى مواقف العلماء السنة من العدوان على لبنان من أقصى العالم الإسلامي إلى أقصاه , وعشرات الآلاف من المتظاهرين تأييداً للمقاومة "الشيعية" , والتغطيات الحية اليومية من القنوات العربية المتهمة بالطائفية , وحملات التبرع التي انتظمت مدن العالم العربي والإسلامي دعماً للبنان ومقاومته , ثم نقول أن أهل السنة لا يؤيدون المقاومة في لبنان , لماذا ؟ لأن عالماً إسمه بن جبرين لم يسمع به 99% من أهل السنة في العالم أفتى بتحريم نصرة حزب الله .

ماذا لو قمنا بإحصائية لعلماء الشيعة الذين لم يكتفوا بإدانة المقاومة العراقية فحسب , بل ودعوا إلى قتالها و التنكيل بالمدن التي تحتضنها , بل وأكثر من ذلك : الدعوة إلى حرق مساجد أهل السنة ( فتوى الشيرازي مثالاً ) .

ولا يقولن قائل إن بعض الفصائل المحسوبة على المقاومة والتي تمارس العنف الأعمى هي السبب , لأنه ومع الطلقة الأولى للمقاومين العراقيين تم وصمهم بالتكفيريين والنواصب وأزلام النظام البائد من قبل أن يظهر الزرقاوي والحمراوي وما إليهما !!

إنه مخطط مدروس ومعد سلفاً للتعامل مع أبناء ( العامة ) !!

دعونا من ذلك كله ولنتساءل : لماذا يصر حزب الله على تجاهل المقاومة في العراق , رغم أن العديد من فصائلها قد أصدرت بيانات أدانت فيها العدوان "الإسرائيلي" ودعت لمساندة المقاومة اللبنانية التي يقودها حزب الله ؟!

كالعادة , لابد أن تنهال الإتهامات سيلاً جارفاً: أين هي المقاومة ؟ ولماذا تقتل من العراقيين أضعاف ما تقتل من الأمريكان ؟! إنه ذات الموقف المعوج الذي يمارسه المخذلون في لبنان حين يتحدثون عن مئات الضحايا من اللبنانيين مقابل بضع جنود "إسرائيليين" !!

اليوم , المقاومة العراقية لا تنتظر إعترافاً من حزب الله أو غيره , فيكفيها فخراً أنها أذلت أكبر قوة في العالم وسحقت كبرياءها وعنجهيتها , ويكفي المقاومة العراقية فخراً أنها جعلت خسائر أمريكا في العراق بعد ثلاثة أعوام وشهور تقترب من خسائرها في فيتنام التي كانت تقاتل بدعم من الإتحاد السوفييتي والصين !!

أما الإحصاءات الرسمية الأمريكية التي تتحدث عن جندي أو جنديين كل يوم , فلا تحتاج للتعليق عليها لأن الشمس لا تغطى بالغربال , وانظروا إلى ما يدور على الأرض وإلى مشاهد الدبابات و الهمرات الأمريكية المحترقة التي تمتلىء بها شوارع المدن العراقية ..

ويكفي المقاومة فخراً أنها رفعت رأس العراقيين بعد أن نكس رؤوسنا العملاء الطائفيين وأصحاب العمائم ..

أما القتل العشوائي الذي ينسب للمقاومة فقد بحت أصوات المقاومين عبر مواقعهم والفضائيات في التبرؤ منه , ولكن من يقنع الطرف الآخر ؟ لذا فإن من ينبغي أن يسأل عن هذه الجرائم هم حكام طهران ومخابرات الولايات المتحدة , ولا يعني ذلك عدم وجود بعض الفصائل المتطرفة المحسوبة على المقاومة والوالغة في الدم العراقي , ولكنها قطرة في بحر جرائم الأمريكان والصفويين .

ما يحدث اليوم من ازدوجية في الخطاب الطائفي تجاه المقاومتين العراقية واللبنانية ليس أمراً عارضاً فرضته ظروف واقع معقد كالواقع العراقي , وإنما هو جزء من منظومة متكاملة ومشاريع دبرت بليل لتئد وطناً جميلاً إسمه العراق لتقيم على أنقاضه دولة "أتباع أهل البيت" !!